الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
64)، وعروة هو ابن عبد الله بن قُشَير كما في رواية الطبري. ورواية الجُريري عند أبي عُبيد في "الأموال"(765) أيضًا.
وأخرجه حُميد بن زنجويه في "الأموال"(1136) والبيهقي في "سننه"(6/ 336) من طريق حماد بن زيد عن بُدَيل بن ميسرة العقيلي والزّبير بن الخِرّيت وخالد الحذَّاء عن عبد الله بن شقيق عن رجل من بلقين أنَّه أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم بوادي القرى وهو يعرض فرسًا. قال: قلت: يا رسول الله! فمن هؤلاء الذين تقاتل؟. قال: "هؤلاء اليهودُ المغضوبُ عليهم، وهؤلاء النَّصارى الضالّون".
وإسناده صحيح، وهو ممَّا يؤيّد رواية الوصل.
وأخرج البيهقي في "الشُّعب"(4/ 61) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي عن خالد الحذَّاء عن عبد الله بن شقيق عن رجلٍ من بلقين عن ابن عمَّ له أنَّه قال: أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بوادي القرى
…
فذكره.
والواسطي -وإن كان حافظًا- قد خالف من هو أحفظ منه، وهو حماد بن زيد، كما أن من رووه عن عبد الله بن شقيق لم يذكروا واسطةً بينه وبين الصحابي بل في رواية معمر المتقدمة التصريح بسماع ابن شقيق منه. فتحرَّر من هذا شذوذ هذه الزيادة، والله أعلم.
8 - باب: سورة البقرة
1326 -
أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك قراءةً عليه: العبَّاس بن الوليد بن مزيد البيروتي: أنا محمد بن شُعيب، قال: أخبرني أنا إبراهيم بن سليمان عن الوليد بن عبد الرحمن الجُرَشي أنّه حدَّثهم عن جُبَير بن نُفَير.
عن النَّوَّاس بن سَمْعَان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "يأتي القرآنُ يومَ
القيامة وأهلُه الذين كانوا يعملون به في الدُّنيا تقدُمُهم البقرةُ وآلُ عمران". قال نوَّاس: وضَرَبَ لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثةَ أمثالٍ ما يشتبِهن (1) بَعْدُ، قال: "يأتيان كأنَّهما غَيَابتان بينهما شَرْقٌ (2)، أو كأنَّهما غمامتان سوداوان، أو كأنَّهما ظُلَّةٌ من طيرٍ صوَّافٍ، تُجادلان عن صاحبهما".
أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"(8/ 147 - 148) -وعنه الترمذي (2883) - من طريق محمد بن شعيب به.
وأخرجه مسلم (1/ 554) من طريق آخر عن الوليد به. وأخرج نحوه (1/ 553) من حديث أبي أمامة.
1327 -
أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان قراءةً عليه: نا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السُّلَمي الترمذي: نا أحمد بن داود بن سعيد الحدّاد: نا سرور بن المغيرة ابن أخي منصور بن زاذان الواسطي عن عباد ابن منصور النّاجي عن الحسن عن أبي رافع.
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لولا أنَّ بني إسرائيلَ استثنوا فقالوا: {وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ} [البقرة: 70] ما أُعطوا، ولكنِ استثنوا".
أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(727) من طريق أحمد بن داود به.
وأخرجه ابن مردويه -كما في "تفسير ابن كثير"(1/ 111) - من وجهٍ آخر عن سرور به بزيادةٍ.
وإسناده ضعيف: عبّاد ليس بالقوي كما قال ابن معين والنسائي
(1) كذا بالأصل و (ر)، وأهملت في (ظ). وعند مخرّجي الحديث:(نسيتهن).
(2)
الغَيابة: كل شيء أظل الإِنسان فوق رأسه. والشَرْق: الضياء والنور. (شرح النووي).
والدارقطني، وكان يدلّس كما قال أحمد، وقد عنعن هنا. وشيخه مدلّس وقد عنعن أيضًا.
وسرور بن المغيرة، قال الأزدي: عنده مناكير عن الشعبي. وذكره ابن حبّان في "الثقات"، وقال: روى عنه أبو سعيد الحدّاد الغرائب. (اللسان: 3/ 11 - 12). وقال ابن سعد في "الطبقات"(7/ 315): "كان يروي التفسير عن عبّاد بن منصور عن الحسن، وكان معروفًا". أهـ.
وفي "سؤالات ابن الجنيد ليحيى بن معين"(ص 124): "قلت ليحيى: حدّثنا أبو سعيد الحدَّاد عن سرور بن المغيرة عن عباد بن منصور عن الحسن. قال: نعم، كان يروي عنه التفسير. قلت: من سرور هذا؟. قال: زعموا أنَّه واسطيٌّ، لا أعرفه. ثمّ قال: رحم الله أبا سعيد! ". أهـ. وقال أبو حاتم -كما في "الجرح"(4/ 325) -: "شيخ". أهـ. ففيه جهالةٌ إذًا.
وقال ابن كثير: "وهذا حديث غريبٌ من هذا الوجه، وأحسنُ أحواله أن يكونَ من كلام أبي هريرة".
1328 -
أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب: نا أبو عبد الملك: نا سليمان بن سلمة: نا أحمد بن يونس بن نافع التَّيْمي -من أهل مَرْو-: نا أيّوب بن مُدرِك الحنفي: نا مكحول.
عن واثلة بن الأسقع، قال: خرجت مع قومٍ في سفرٍ فعَمِيَت عليهم القِبلة، فصلّى كلُّ قومٍ ناحيةً. فأتوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأخبروه باختلافهم في القِبلة، فأنزلَ اللهُ عز وجل على رسوله [صلى الله عليه وسلم] (1):{فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة: 115]. يعني: الدِّينَ.
إسناده تالف: ابن مُدْرِك تركوه وكذّبه ابن معين، وقال ابن حبّان: روى عن مكحول نسخةً موضوعةً ولم يره. (اللسان: 1/ 488). وسليمان بن سلمة هو الخبائري متروك وكذّبه ابن الجُنَيد (اللسان: 3/ 93). وشيخه لم أعثر على ترجمةٍ له.
ورُوي نحو هذا من حديث عامر بن ربيعة، وجابر، وابن عبّاس:
أمّا حديث عامر:
فأخرجه الطيالسي (1145) والترمذي (345، 2957) وابن ماجه (1020) والطبري "في تفسيره"(1/ 401) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(1127) والدارقطني (1/ 272) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 179) والبيهقي (2/ 11) والواحدي في "أسباب النزول"(ص 23) من طريق الأشعث بن سعيد السمّان عن عاصم بن عُبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال: كنّا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم في سفرٍ في ليلة مظلمة، فلم ندرِ أين القبلة، فصلّى كل رجلٍ منّا على حياله، فلما أصبحنا ذكرنا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزل
…
الآية.
لفظ الترمذي، وقال:"هذا حديث ليس إسناده بذاك، لا نعرفُه إلَّا من حديث أشعث السمّان، وأشعث يُضَعَّفُ في الحديث". أهـ. قلت: وأشعث متروك كما في "التقريب"، وقد تابعه عمر بن قيس (سَنْدل) -وهو متروك أيضًا- عند الطيالسي والبيهقي. وقال ابن كثير في "تفسيره" (1/ 158) بعد أن أورد كلام الترمذي:"قلت: وشيخه عاصم أيضًا ضعيفٌ: قال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن معين: ضعيف لا يُحتجُّ به. وقال ابن حبّان: متروك. والله أعلم".
وأما حديث جابر:
فأخرجه الدراقطني (1/ 271) والبيهقي (2/ 11 - 12) والواحدي (ص 23) وابن مردويه في "تفسيره" -كما في تفسير ابن كثير (1/ 158) - من طريق أحمد بن عبيد الله بن الحسن العنبري، قال: وجدتُ في كتاب أبي: ثنا عبد الملك بن أبي سليمان العَرْزمي عن عطاء عنه نحوه.
قال البيهقي: "والطريق إلى عبد الملك غير واضحٍ لما فيه من الوِجادة وغيرها". وفي نصب الراية (1/ 305): "قال ابن القطّان في كتابه: وعلّةُ هذا: الانقطاع فيما أحمد بن عبيد الله وأبيه، والجهلُ بحال أحمد المذكور".
وأخرجه الدراقطني (1/ 271) والحاكم (1/ 206) والبيهقي (2/ 10) من طريق محمد بن سالم عن عطاء عنه نحوه.
قال الحكام: "هذا حديثٌ محتجٌّ برواته كلّهم غير محمد بن سالم فإنّي لا أعرفه بعدالةٍ ولا جرح". أهـ. وتعقّبه الذهبي فقال: "قلت: هو أبو سهل، واهٍ". وقال الدارقطني والبيهقي: محمد بن سالم ضعيف.
وتابعه محمد بن عبيد الله العَرْزَمي -وهو متروك كما في "التقريب"- عند البيهقي (2/ 11) وابن مردويه -كما في "تفسير ابن كثير"(2/ 159) -.
وأمّا حديث ابن عبّاس:
فأخرجه ابن مردويه -كما في "تفسير ابن كثير"(2/ 159) - من رواية الكلبي عن أبي صالح عنه نحوه.
والكلبي متّهم، وشيخه متروك.
والثابت في نزول هذه الآية: ما أخرجه مسلم (1/ 486) عن ابن عمر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلِّي وهو مقبلٌ من مكة إلى المدينة على راحلته حيث كان وجهه. قال: وفيه نزلت
…
الآية.
1329 -
أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأَذْرَعي: نا أبو محمد عبد الله بن جعفر العسكري بالرّافِقة: نا عفّان بن مسلم الصفّار: نا عبد الرحمن بن إبراهيم: نا العلاء -يعني: ابن عبد الرحمن- عن أبيه.
عن أبي هريرة، قال: لمّا نزلت: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} [البقرة: 284]. قال: أتوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم حتى جَثَوا على الرُّكب، فقالوا: يا رسول الله! كُلِّفنا الصلاةَ
(1) من (ظ). قلت (معد الكتاب للشاملة): الإشارة لهذه الحاشية ساقطة من المطبوع.
والصيامَ والجهادَ والصدقةَ، فأمَّا (1) هذا فإنّا لا نُطيق: إنْ نُبدِي (2) ما في أنفسنا أو نخفيه (3) يحاسبْنا الله به!. قال: "تريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتاب: {سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} [البقرة: 93]! لا ولكن قولوا: "سمعنا وأطعنا". حتى إذا ذلّت بها ألسنتهم أنزل الله تبارك وتعالى التخفيفَ، فقال:{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ} إلى: {وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} أنزل (4) الله تبارك وتعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} فصار الكسب. قال: فنسخت هذه الآية (5) ما كان قبلها. قالوا: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} . قال: (نعم). قال (6): {وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا} إلى: {الْكَافِرِينَ} [البقرة: 285، 286].
أخرجه أحمد (2/ 412) عن عفّان به.
وعبد الرحمن بن إبراهيم هو القاصّ، ضعّفه ابن معين والنسائي والدارقطني، وقال أبو داود: منكر الحديث. ونُقِل عن ابن معين توثيقُه، وقال أحمد: ليس به بأس. (اللسان: 3/ 401 - 402).
وأخرجه مسلم (1/ 115 - 116) من طريق رَوْح بن القاسم عن العلاء به نحوه.
(1) في (ظ): (وأمّا).
(2)
كذا بالأصول.
(3)
كذا بالأصول.
(4)
في (ظ): (نزّل).
(5)
ليس في (ظ) و (ر).
(6)
ليس في (ظ) و (ر).