الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وحديثين آخرين لا يُتابع عليهما". وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. ووقع عند الحاكم: (حميد بن مهران) وهو خطأ قطعًا، فابن مهران ليس ممّن يروي عن عطاء، ولا ممّن يروي عنهم زيد بن الحباب كما في ترجمته من "تهذيب الكمال"(1/ 339)، وفي كلام البخاري ما يؤكد أن راوي الحديث هو حميد مولى ابن علقمة لا ابن مهران.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6/ 270) و"الدعاء"(299) من طريق إبراهيم بن عبد الله المصيصي عن حجاج بن محمَّد عن ابن جريج عن عطاء به نحوه.
وإبراهيم قال ابن حبان: يسرق الحديث. وقال الحاكم: أحاديثه موضوعة. وكذّبه الذهبي. (اللسان: 1/ 71).
وبالجملة: فالقلب يميل إلى تأييد حكم الحافظ بتحسين حديث أنس، والله أعلم.
7 - باب: ما يقول إذا أوى إلى فراشه
1577 -
أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن راشد البَجَلي: نا أبو علي الحسن بن أحمد بن محمَّد بن بكّار بن بلال العاملي: نا جدّي: محمَّد بن بكّار: نا سعيد بن بشير عن قتادة.
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه وضع يدَه اليُمنى تحتَ خدِّه الأيمنَ، ثمّ قال:"ربِّ قني عذابَك يومَ تبعثُ عبادَك".
أخرجه البزّار (كشف-3110) والطبراني في "الدعاء"(251) وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 344) و"أخبار أصبهان"(1/ 339) من طريق سعيد به، وقال البزّار:"لا نعلم رواه عن قتادة عن أنس إلَّا سعيد بن بشير". أهـ. قلت: وهو
ضعيف كما في "التقريب"، ومع ذلك فقد قال الهيثمي (10/ 123):"إسناده حسنٌ".
وجاء الحديث أيضًا من رواية البراء، وابن مسعود، وحذيفة، وحفصة:
أما حديث البراء:
فأخرجه الطيالسي (709) وابن أبي شيبة (9/ 76 و10/ 251) وأحمد (4/ 290، 298، 303) والبخاري في "الأدب"(1215) والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(752، 753) وأبو يعلى (3/ 243) والروياني في "مسنده"(ق 66/ ب) وابن حبّان (الإِحسان -12/ 330 - 332) والطبراني في "الدعاء"(249، 250) وأبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين"(3/ 116 - ط العلمية) والخطيب في "التلخيص"(1/ 160) من طرقٍ عن أبي إسحاق السبيعي عنه مثله.
هكذا رواه عن أبي إسحاق جمع كثير، وهم: الثوري، وشعبة، وإسرائيل، وزهير، وأبو الأحوص سلام بن سليم، ويونس بن أبي إسحاق، وفطر بن خليفة، وعمرو بن ثابت، وزكريا بن أبي زائدة، وعبد الحميد بن الحسن، وحمزة الزيات.
ورواية الثوري وشعبة عن أبي إسحاق قبل اختلاطه، وقد صرّح بتحديث البراء له عند أبي يعلى وابن حبان فأمنّا تدليسه، وصحّ السند. وقد صحّحه أيضًا الحافظ في "الفتح"(11/ 115).
وقد وقع اختلاف كبير في رواية الحديث عن أبي إسحاق، فأدخل بعض الرواة بينه وبين البراء رجلًا، واختلفوا في تسميته فقيل: أبو عبيدة، وقيل: عبد الله بن يزيد، وقيل: أبو بُردة، وقيل: أبو بكر بن أبي موسى. وهذه الروايات عند أحمد (4/ 281، 300، 301) والترمذي في "الجامع"(3399) و"الشمائل"(242) والنسائي (754، 755، 757، 758) وأبو يعلى
(3/ 261) والبيهقي في "الدعوات"(ق 33/ أ)، والوجه المحفوظ هو الذي قدّمناه، وعليه أكثر الرواة.
وأما حديث ابن مسعود:
فأخرجه ابن أبي شيبة (9/ 76 - 77 و 10/ 251) وأحمد (1/ 394، 400، 414، 443) والترمذي في "الشمائل"(242) والنسائي (756) وابن ماجه (3877) وأبو يعلى (3/ 243 و 8/ 423، 437) والطبراني في "الدعاء"(247، 248) والهيثم بن كليب في "مسنده"(رقم: 930) وابن عدي في "الكامل"(3/ 140 و 5/ 190) من طريق أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه مثله.
قال البوصيري في "زوائد ابن ماجه"(2/ 275 - 276): "رجاله ثقات إلَّا أنه منقطع: أبو عبيدة لم يسمع من أبيه شيئًا. قاله غير واحدٍ".
وأما حديث حذيفة:
فأخرجه الترمذي (3398) من طريق عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حِراش عنه مثله، وقال:"حسن صحيح". وإسناده جيّد قويٌّ.
وأما حديث حفصة:
فأخرجه ابن أبي شيبة (9/ 74 - 75 و10/ 250) وأحمد (6/ 287، 288) وأبو داود (5045) والنسائي (761، 762) وأبو يعلى (12/ 465، 483) وعنهما ابن السني في "عمل اليوم والليلة"(728، 729، 732) من طريق عاصم بن بهدلة عن سواء الخُزاعي -وفي رواية: عن معبد بن خالد عن سواء الخُزاعي- عنها مثله بزيادة: ثلاث مرات.
وسواء لم يوثّقه غير ابن حبّان ففيه جهالة. وصحّحه الحافظ في "الفتح"(11/ 115)، وذهب في تخريج الأذكار -كما في شرحها لابن علاّن (3/ 148) - إلى تحسينه.