الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 - باب: فضل عمر بن الخطاب
1459 -
أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا يحيى بن أبي طالب، قال: نا عبد الوهاب بن عطاء، قال: نا محمد بن عمرو عن أبي سلمة.
عن أبي هريرة أن رسول الله (1) صلى الله عليه وسلم قال: "دخلتُ الجنةَ فرأيتُ قصرًا من ذهبٍ أعجبني حُسنُه، قلت: لمن هذا؟ قيل: لعمرَ. فما منعني أن أدخلَه إلَّا ما علمتُ من غَيْرتك يا عمر". فبكى عمر، فقال: أعليك أغارُ يا رسول الله؟!.
أخرجه ابن عساكر في "التاريخ"(13/ ق 20/ ب) من طريق خيثمة به.
وأخرجه البزار (كشف: 2499) من طريق محمد بن بشار (بُندار) عن عبد الوهاب به.
وأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 28) عن شيخه علي بن مسهر، والبزار (2500) من طريق محمد بن أبي عدي، كلاهما عن محمد بن عمرو به.
وإسناده حسن من أجل محمد، فإن فيه كلامًا يسيرًا.
والحديث أخرجه البخاري (7/ 40) ومسلم (4/ 1862) من طريق الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة مرفوعًا نحوه، وأخرجاه أيضًا من حديث جابر.
(1) لحديث ابن عمر عند الطبراني في "الأوسط" عدة طرق، وهذا حكمه على هذا الطريق خاصّة، وقد أورد المعلّق على "المعجم الأوسط" كلام الهيثمي هذا تعليقًا على طريق (الضحاك بن عثمان عن نافع) الآتي، ثم قال:"ما ذكره الهيثمي من وجود عبد الله بن صالح كاتب الليث في إسناد هذا الحديث وهمٌ منه رحمه الله تعالى، فليس في إسناد هذا الحديث. وربما يكون هناك خطأ في نقل نص الهيثمي أثناء الطبع". أهـ. قلت: الخطأ في وضع كلام الهيثمي في غير موضعه!
1460 -
حدّثني أبو القاسم علي بن محمد الكوفي الحافظ، قال: حدّثني أبو بكر محمد بن عمران الهمداني: نا محمد بن العبّاس بن بسّام: نا أحمد بن يزيد الخُراساني: نا القَعْنَبي عن مالك عن نافع.
عن ابن عمر عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ اللهَ عز وجل جعل الحقَّ على لسان عمرَ وقلبِه".
أحمد بن يزيد قال الدارقطني: ليس بالمشهور. (اللسان: 1/ 325). وشيخ تمّام ذكره ابن عساكر في "التاريخ"(12/ ق 270/ أ) ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(مجمع البحرين: ق 176/ ب) والخليلي في "الإِرشاد"(1/ 414) وابن عساكر (13/ ق 8/ ب) من طريق عبد الله ابن صالح عن ابن وهب عن مالك به. وابن صالح صدوق كثير الغلط، قال الخليلي:"قال أبو حاتم والبخاري: إن أبا صالح [عبد الله بن صالح] أخطأ عن ابن وهب بقوله: (عن مالك)، وإنما هو من حديث ابن وهب عن نافع القارئ عن نافع". وقال الهيثمي (9/ 66): "رجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن صالح كاتب الليث، وقد وُثِّق وفيه ضعف".
وأخرجه أحمد في "المسند"(2/ 95) و"الفضائل"(313) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 467) والترمذي (3682، 2185) وابن عساكر (13/ ق 8/ أ، ب) من طريق خارجة بن عبد الله بن نافع به.
وإسناده حسن من أجل خارجة ففيه لينٌ.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات"(2/ 335) وأحمد في "المسند"(2/ 53) وعبد بن حميد في "المنتخب"(758) وابن الأعرابي في "معجمه"(ق 228/ أ- ب) وأبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين"(1/ 382 - 383 - ط الرسالة) وابن عساكر (13/ ق 8/ أ) من طريق نافع بن عبد الرحمن بن أبي نُعيم عن نافع به.
وإسناده حسن، ابن أبي نُعيم صدوق ضعّفه أحمد.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد الفضائل"(395) -وكذا القطيعي (525) - والطبراني في "الأوسط"(رقم: 291) وابن عساكر (13/ ق 8/ ب- 9/ أ) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم عن الضحّاك بن عثمان عن نافع به. وقال الطبراني: لم يروه عن الضحّاك إلَّا ابن أبي حازم وإسناده حسنٌ.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(رقم: 249) و"مسند الشاميين"(52) ومن طريقه ابن عساكر (13/ ق 8/ ب) عن شيخه أحمد بن رِشْدين عن السّريّ بن حمّاد عن المعلّى بن الوليد عن هاني بن عبد الرحمن بن أبي عبلة عن عمه إبراهيم بن أبي عبلة عن أبيه ونافع به بلفظ: "إن الله ضرب بالحق
…
".
وشيخ الطبراني كذبه أحمد بن صالح، ووثّقه ابن يونس ومسلمة. (اللسان: 1/ 257).
وشيخه لم أعثر على ترجمته، والمُعلّى وشيخه لم يوثقهما غير ابن حبّان. (اللسان: 6/ 65، 186).
وأخرجه البغوي في "شرح السنة"(14/ 85) من طريق خيثمة بن سليمان، قال: نا [كذا] إسحاق بن محمد الفروي نا عبد الله بن عمر عن نافع به.
كذا وقع في المطبوع، وفيه سقط بين خيثمة والفَروي، فالأخير توفي سنة (226) بينما وُلد خيثمة بعده بأريع وعشرين سنة! أي سنة (250)! فكيف يقول:(حدّثنا) وهو الحافظ الثقة المأمون؟!
والفروي ضعيف وعيب على البخاري إخراج حديثه. وشيخه عبد الله بن عمر المكبّر (على عهدة المطبوع!) ليّن الحديث.
فالحديث بهذه الطرق صحيحٌ عن ابن عمر.
1461 -
أخبرنا إبراهيم بن محمد بن سنان، ومحمد بن إبراهيم ابن عبد الرحمن، قالا: نا زكريا بن يحيى، قال: حدّثني إبراهيم بن إسحاق ابن أبي الجَحيم: نا علي بن قتيبة الخراساني: نا مالك عن (1) الجَهْم ابن أبي الجَهْم (2).
عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ اللهَ عز وجل ضَرَبَ الحقَّ -أو قال: جَعَلَ. أبو عبد الرحمن شكّ فيه- على لسان عمرَ وقلبِه".
أخرجه ابن عساكر (13/ ق 7/ ب) من طريق تمّام.
وعلي بن قتيبة قال ابن عدي: له أحاديث باطلة عن مالك. وقال العقيلي: يحدّث عن الثقات بالبواطيل وبما لا أصل له. (اللسان: 4/ 250).
والجَهْم بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح"(2/ 521)، وذكره ابن حبّان في "الثقات" (4/ 113). وقال الذهبي في "الميزان" (1/ 426):"لا يُعرف". وقال الحسيني -كما في "التعجيل"(ص 74) -: "مجهول". وابن أبي الجحيم له ذكرٌ في "الإِكمال" لابن ماكولا (2/ 51).
والصواب في هذا: أن الجهم يرويه عن المِسْوَر بن مَخْرَمة عن أبي هريرة مرفوعًا، هكذا أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 25) -ومن طريقه: ابن أبي عاصم في "السنّة"(1250) - وأحمد (2/ 401) وابن الأعرابي في "معجمه"(ق 228/ أ) والطبراني في "الأوسط"(ق 176/ ب) -ومن طريقه: أبو نُعيم في "الحلية"(1/ 42) و"الإِمامة"(رقم: 100) - وابن عساكر (13/ ق 7/ ب- 8/ أ) من طريق عبد الله بن عمر العمري، وأخرجه البزّار (كشف- 2501) من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي، قالا: عن الجهم به.
(1) في الأصول: (بن)، والتصويب من ابن عساكر وكتب الرجال.
(2)
في (ظ): (الحمي)، وهو تحريف.
قال الهيثمي (9/ 66): "ورجال البزّار رجال الصحيح غير الجهم بن أبي الجهم، وهو ثقة". أهـ. قلت: فيه جهالة كما مرّ.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد الفضائل"(315) -والقطيعي أيضًا (524، 684) - وابن حبّان (2184) وأبو نعيم في "الإِمامة"(91) وابن عساكر (13/ ق 7/ ب) من طريق الدّراوردي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا.
وهذا إسنادٌ حسنٌ.
1462 -
أخبرنا أبو عمر محمد بن سليمان بن داود اللبّاد: نا طاهر بن علي أبو الطيّب الطبراني: نا إبراهيم بن سلمة الأشقر: نا الحجّاج بن سليمان ابن يزيد الحِمْيَري: نا مسمع بن عدي البصري عن أبي هارون العَبْدي.
عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ اللهَ جعل الحقَّ على قلب عمرَ ولسانِه".
أخرجه ابن عساكر (13/ ق 7/ ب) من طريق تمّام.
وإسناده واهٍ: أبو هارون -واسمه: عُمارة بن جُوين- متروك ومنهم من كذّبه. كذا في "التقريب" وفي السند إليه مجاهيل: فمسمع بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح"(8/ 421)، وشيخ تمام ذكره ابن عساكر (15/ ق 194/ ب) ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا، وطاهر والحجاج لم أعثر على ترجمة لهما. أما إبراهيم بن سلمة -وقد نسب إلى جدّه، وأبوه: الوليد- فصدوق كما قال أبو حاتم (الجرح: 2/ 142).
وقد جاء الحديث أيضًا من رواية عائشة، وأبي ذر، وبلال، وعمر، وأبي بكر، ومعاوية:
أمّا حديث عائشة:
فأخرجه ابن سعد (2/ 335) -ومن طريقه: ابن عساكر (13/ ق 6/ أ) -
والطبراني في "الأوسط"(مجمع البحرين: ق 176/ ب) والقطيعي في "زيادات الفضائل"(518) من طريقين عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن عبد الله بن محمد بن أبي عتيق عن أبيه عنها مرفوعًا: "ما كان نبي إلَّا في أمته معلّم أو معلّمان، وإن يكن في أمتي منهم أحد فهو عمر بن الخطاب، إن الحقّ على لسان عمر وقلبه".
وسنده حسن، وقال الهيثمي (9/ 67):"وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد، وهو ليّن الحديث".
وأمّا حديث أبي ذر:
فأخرجه ابن سعد (2/ 335) وأحمد في "المسند"(5/ 165، 177) و"الفضائل"(316) -والقطيعي في "زوائد الفضائل"(521) - ويعقوب بن سفيان (1/ 461) وابن أبي عاصم (1249) وابن ماجه (108) والطبراني في "مسند الشاميين"(1543) والحاكم (3/ 86 - 87) -وصحّحه على شرطهما- وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 161) والبغوي في "شرح السنة"(14/ 85) وابن عساكر (13/ ق 7/ أ، ب) من طريق محمد بن إسحاق عن مكحول عن غُضَيف بن الحارث عنه مرفوعًا: "إن الله وضع الحق على لسان عمر يقول به".
وابن إسحاق قد صرّح بالتحديث عند يعقوب فأُمن تدليسه، وقد تابعه: محمد بن عجلان وهشام بن الغاز عند الطبراني والحاكم وأبي نعيم وابن عساكر. لكن مكحولًا لم يصرح بالتحديث، وقد وصمه بالتدليس ابن حبّان والذهبي.
وأخرجه أحمد في "المسند"(5/ 145) و"الفضائل"(317) -ومن طريقه ابن عساكر (13/ ق 7/ ب) - من طريق حمّاد بن سلمة عن بُرْد أبي العلاء عن عبادة بن نُسَيّ عن غُضَيف به بلفظ: "إن الله ضرب بالحق على
…
".
وإسناده جيّد قويٌّ.
وأمّا حديث بلال:
فأخرجه ابن أبي عاصم (1248) والطبراني في "الكبير"(1/ 338 - 339) والقطيعي في "زوائد الفضائل"(520) من طريق أبي بكر بن أبي مريم عن حبيب بن عبيد عن غُضَيف بن الحارث عنه مرفوعًا.
وابن أبي مريم قال في "التقريب": "ضعيف، وكان قد سُرِق بيته فاختلط". وقال الهيثمي (9/ 66): "وفيه أبو بكر بن أبي مريم، وقد اختلط".
وأما حديث عمر:
فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(مجمع البحرين: ق 176/ ب) من طريق علي بن سعيد المقري العكّاوي: نا يعلي بن عبيد الطنافسي: نا مِسْعَر عن وَبَرة بن عبد الرحمن عن غُضَيف عنه مرفوعًا بزيادة: "
…
يقول به". وقال: "لم يروه عن مسعر إلَّا يعلى، تفرّد به علي".
وأخرجه ابن عساكر (13/ ق 6/ ب-7/ أ) من هذا الطريق لكن قال: عن غُضَيف، قال: مررت بعمر بن الخطاب في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا نحن برجلٍ من القوم، فقال: ادعْ لي بارك الله فيك يا فتى. فقلت: أنت أحقُّ. فقال لي: ادع لي يا فتى. فقلت: أنت أحقّ، أنت صاحب رسول الله. فقال: ويحك! إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
…
فذكر الحديث.
وهذا الرجل هو أبو ذر -كما تقدم في تخريج حديثه- فقد حدثت معه هذه الحادثة. وظهر بهذا أن الحديث من مسند أبي ذر، وأمّا جعله من مسنده فوهمٌ، والله أعلم.
وقال الهيثمي (9/ 66): "وفيه علي بن سعيد المقري العكّاوي ولم أعرفه، وبقيّة رجاله ثقات". أهـ. وهو كما قال.
وأما حديث أبي بكر:
فأخرجه ابن عساكر (13/ ق 9/ أ) من طريق هُشيم عن العوّام بن حوشب عمّن حدّثه عن أبي بكر مرفوعًا: "إن الله جعل الحق في قلب عمر وعلى لسانه".
وإسناده ضعيف لجهالة تابعيه، وتدليس هُشَيم.
وأما حديث معاوية:
فأخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 312 - 313) من طريق سليمان الشاذكوني عن الواقدي عن موسى بن عمر الحازمي عن موسى بن سهل عن يزيد بن النعمان بن بشير عن أبيه عنه مرفوعًا.
وإسناده تالف: الشاذكوني والواقدي متّهمان، ويزيد بيّض له ابن أبي حاتم في الجرح (9/ 292) والاثنان تحته لم أعثر على ترجمة لهما.
والخلاصة أن الحديث ثابتٌ من رواية ابن عمر، وأبي هريرة، وأبي ذرٍّ، وعائشة.
1463 -
أخبرنا إبراهيم بن محمد بن سنان، ومحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن: نا زكريّا بن يحيى: نا الفتح بن نصر بن عبد الرحمن الفارسي -كان يسكن مصرَ-: نا حسّان بن غالب، قال: حدّثني مالك بن أنس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيّب.
عن أُبَيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كان جبريلُ يُذاكرني فضلَ عمرَ، فقلتُ: يا جبريلُ! ما بَلَغَ من فضل عمرَ؟ قال: يا محمدُ! لو لَبِثتُ ما لَبِث نوحٌ في قومه ما بلغتُ لك فضلَ عمرَ وماذا له عندَ اللهِ عز وجل. قال لي جبريل: يا محمدُ! لَيبكيَنَّ الإِسلامُ من بعد موتك على موتِ عمرَ".
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
قال المنذري: (حسّان بن غالب مصريٌّ، كنيته: أبو القاسم. وثّقه ابن يونس، وحَمَلَ عليه ابن حبّان).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
نقله السيوطي في "اللآلئ"(1/ 303) من فوائد تمام: بسنده ومتنه.
وأخرجه ابن عساكر في "التاريخ"(13/ ق 16/ أ) من طريق تمّام.
وأخرجه الدارقطني في "غرائب مالك" -كما في "اللسان"(2/ 189) - من طريق الفتح به، وقال:"هذا لا يصحُّ عن مالك، وفتح وحسَّان ضعيفان، والحديث موضوع".
وهو كما قال، وحسّان قال ابن حبّان: يقلب الأخبار، ويروي عن الأثبات المُلزَقات، لا تحلُّ الرواية عنه إلَّا على سبيل الاعتبار. وقال الحاكم: له عن مالك أحاديث موضوعة. وقال الأزدي: منكر الحديث. وقال الدارقطني: ضعيف متروك. وخفي أمره على ابن يونس فوثّقه! والفتح قال ابن أبي حاتم: ضعّفوه. وقال الدارقطني: ضعيف متروك. (اللسان: 4/ 426).
وأخرجه ابن بطّة -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 321) - من طريق محمد بن رزق الله: ثنا حبيب بن أبي ثابت [وكذا وقع في "اللآلئ" (1/ 303) أيضًا!]: ثنا عبد الله بن عامر الأسلمي عن ابن شهاب به مثله.
والصواب في الإِسناد: (حبيب بن أبي حبيب كاتب مالك)؛ لأن ابن أبي ثابت من التابعين، وعبد الله بن عامر من أتباع التابعين، والذي يروي عن ابن عامر إنما هو ابن أبي حبيب كما في "التهذيب"(5/ 275). وعلاوة على ذلك فإن محمد بن رزق الله إنما يروي عن حبيب بن أبي حبيب كما في "تاريخ الخطيب"(5/ 277)، وبين وفاته ووفاة ابن أبي ثابت (130) عامًا، فمن المحال أن يروي عنه!
وإذا تبيّن لك ذلك فآفة الحديث هو: حبيب بن أبي حبيب كاتب مالك، قال أبو داود: كان من أكذب الناس. وكذّبه أحمد وابن المديني وابن حبّان، وقال النسائي: أحاديثه كلّها موضوعة.
وقال ابن الجوزي عن الحديث: "وهذا غير صحيح، قال يحيى بن معين: عبد الله بن عامر ليس بشيءٍ. وقال ابن حبَّان: كان يقلب الأسانيد والمتون". أهـ. وهو إعلالٌ قاصرٌ سببه التحريف الواقع في اسم حبيب.
ورُوي من حديث عمّار، وأبي سعيد، وزيد بن ثابت:
أمّا حديث عمّار:
فأخرجه الحسن بن عرفة في "جزئه"(رقم: 35) -ومن طريقه: ابن الجوزي (1/ 321) وابن بلبان المقدسي في "المقاصد السنيّة"(ص 394) و"تحفة الصديق"(ص 106) - والروياني في "مسنده"(ق231/ أ) وابن عساكر في "التاريخ"(9/ ق 296/ ب و13/ ق 16/ أ- ب) عن الوليد بن الفضل العَنَزي عن إسماعيل بن عُبيد العجلي عن حمّاد بن أبي سليمان عن إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس عنه مرفوعًا دون قوله: "ليبكينّ الإِسلام
…
"، وبزيادة: "وإن عمر لحسنةٌ من حسنات أبي بكر".
وآفته الوليد، فقد قال ابن حبّان: يروي الموضوعات، لا يجوز الاحتجاج به بحال. وقال الحاكم وأبو نعيم والنقّاش: روى عن الكوفيين موضوعات. (اللسان: 6/ 225). وشيخه قال الذهبي: هالك. وضعّفه الأزدي. (اللسان: 1/ 320).
وقال ابن الجوزي: "قال أحمد بن حنبل: هذا حديثٌ موضوعٌ، ولا أعرف إسماعيل". أهـ. وقال الذهبي في "الميزان"(1/ 238 و4/ 343): "الخبر باطلٌ".