الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجمعهم وقعد في قُبَّةٍ، فقال:"يا معشرَ الأنصارِ! لو سلك الناسُ واديًا وسلكت الأنصارُ شِعْبًا لأخذتُ شِعْبَ الأنصار". ثمَّ قال: "أَمَا ترضون أن يذهبَ الناسُ بالدُّنيا، وتذهبون برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيوتكم؟! ". قالوا: يا رسول الله! رضينا.
قال ابن عون: قال هشام بن زيد: قلت لأنس: وأنت شاهدٌ ذلك؟. وأين أغيب (1) عن ذلك؟!.
أخرجه أحمد (3/ 279 - 280) عن شيخه عفَّان به.
وأخرجه البخاري (8/ 53 - 54) ومسلم (2/ 735 - 736) من طريق معاذ بن معاذ عن ابن عون به.
29 - باب: فضل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم أو رأى من رآه
1525 -
حدثنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم: نا أبو زُرعة عبد الرحمن بن عمرو: نا إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زَبْر، قال: حدَّثني أبي، قال: حدَّثني عبد الله بن عامر اليَحْصِبي.
عن واثلة بن الأسقع أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تزالون بخيرٍ ما دام فيكم من رآني وصاحَبَني، ولن تزالوا بخيرٍ ما دام فيكم من رأى من رآني وصاحَبَني، ولا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رأى من رآني وصاحَبَني".
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(رقم: 799) و"الكبير" 22/ 85 - 86) وعنه: أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(رقم: 37) من طريق إبراهيم بن عبد الله به.
(1) في الأصل و (ش): (غبت)، والمثبت من (ظ) و (ر) و (ف).
وإبراهيم قال النسائي: ليس بثقة. ووثَّقه ابن حبَّان. (اللسان: 1/ 70). لكنَّه لم ينفرد به:
فقد تابعه زيد بن الحُباب -وهو صدوق- عند ابن أبي شيبة (12/ 78) ومن طريقه الطبراني (22/ 85)، والوليد بن مسلم عند الطبراني (22/ 86) وقد قال: حدَّثنا عبد الله بن العلاء. فانتفت شبهة تدليسه.
فصحَّ الحديث بذلك والحمد لله، ولفظ ابن أبي شيبة:"لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصاحبني، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني وصاحب من صاحبني". ولم يذكر الفقرة الأخيرة من رواية تمَّام: "ولا تزالون
…
".
وأخرجه ابن عدي (6/ 326) وابن عساكر في "التاريخ"(12/ ق 353/ ب) من طريق عمر بن حفص الدمشقي عن معروف بن عبد الله الخياط عن واثلة مرفوعًا: "طوبى لمن رآني، ورأى من رآني، ورأى من رأى من رآني".
ومعروف ضعيف كما في "التقريب". والراوي عنه أورد ابن عساكر الحديث في ترجمته، ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. وقال الذهبي في "الميزان" (3/ 190):"شيخٌ أعتقد أنَّه وضع على معروف الخيَّاط أحاديث".
1526 -
أخبرنا أبو بكر محمَّد بن أحمد بن عَرْفَجة بن عثمان بن سعيد القرشي [الكُرَيزي](1): نا [أبو القاسم](2) يزيد بن محمَّد بن عبد الصمد: نا يحيى بن صالح الوحاظي: نا جُميع بن ثوب الرَّحَبي: نا خالد بن مَعْدان.
عن أبي أُمامة الباهلي أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "طُوبى لمن رآني، ولمن رأى من رآني، ولمن رأى من رأى من رآني"(3).
(1) من (ظ) و (ر).
(2)
من (ظ).
(3)
تكرر هذا الحديث بحروفه سندًا ومتنًا في الأصل (الفوائد) مرَّتين سهوًا.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
قال المنذري: (جُميع منكر الحديث).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أخرجه الحاكم (4/ 86) من طريق يحيى بن صالح به، وقال جُميع أيضًا: حدثنا عبد الله بن بُسْر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم
…
الحديث.
وقال الذهبي في "التلخيص": "فيه جُميع بن ثوب، وهو واهٍ". أهـ. وجُميع قال البخاري والدارقطني: منكر الحديث. وتركه النسائي. (اللسان: 2/ 134).
ولحديث عبد الله بن بسر طريقٌ آخر:
أخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير" -ومن طريقه الضياء في "المختارة"(ج 55/ ق 114/ أ) - عن شيخه داود بن رشيد: ثنا بقيَّة عن محمَّد بن عبد الرحمن عنه مرفوعًا: "طوبى لمن رآنى وآمن بي، وطوبى لمن آمن بي ولم يرني، طوبى لهم وحُسن مآب".
وأخرجه الطبراني في "الكبير" -ومن طريقه الضياء- عن شيخه أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو: ثنا آدم بن أبي إياس: ثنا بقيَّة: ثنا محمَّد بن عبد الرحمن بن عِرْق اليَحْصِبي عنه مرفوعًا: "طوبى لمن رآني، وطوبى لمن رأى من رآني، طوبى لهم وحُسْنُ مآب". وليس في روايتهما زياده: "ولمن رأى من رأى من رآني".
وهذا إسنادٌ جيد، اليَحْصبي قال دُحَيم: ما أعلمه إلَّا ثقة". وذكره ابن حبَّان في "الثقات"، وقال: لا يُعتدُّ بحديثه ما كان من حديث بقية ويحيى بن سعيد العطَّار ودونه، بل يُعتبر بحديثه من رواية الثقات عنه. وقال في "التقريب": "صدوق" (1).
(1) وقد عزيت ترجمته عن الشيخ الألباني في "الصحيحة"(3/ 253)، وهو من رجال "التهذيب"(9/ 300).
1527 -
أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان إملاءً وقراءةً: نا أبو جعفر محمَّد بن مسلمة الواسطي بواسط: نا موسى الطويل:
نا مولاي أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طوبى لمن رآني، وطوبي لمن رأى من رآني، وطوبى لمن رأى من رأى من رآني".
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 236) والخطيب في "التاريخ"(3/ 306) والذهبي في "النبلاء"(21/ 142) من طريق محمَّد بن مسلمة به.
وأخرجه ابن عدي (6/ 351) من طريق إسحاق بن شاهين عن موسى به.
قال ابن عدي: "وهذا الحديث يرويه عن أنس كلّ طبل وكل مجهول وكل ضعيف! موسى هذا رواه عن أنس وهو مجهول، ورواه إبراهيم بن هُدبة عن أنس وهو أضعف منه، ورواه دينار عن أنس، وكلّهم ضعفاء".
وموسى الطويل قال ابن حبَّان: روى عن أنس أشياء موضوعة. وقال أبو نعيم: لا شيء. (اللسان: 6/ 122).
وتابعه على هذه الرواية من هو شرٌّ منه:
1 -
إبراهيم بن هُدْبة عند ابن عدي (1/ 209) وأبي نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 171) والخطيب (6/ 200). وإبراهيم كذَّبه علي بن ثابت وابن معين وأبو حاتم، وترك غيرهم. (اللسان: 1/ 119).
2 -
دينار بن عبد الله مولى أنس عند الطبراني في "الصغير"(2/ 34) و"الأوسط"(مجمع البحرين: ق 202/ ب) وابن عدي (3/ 110)، ودينار قال ابن حبَّان والحاكم: روى عن أنس أحاديث موضوعة. وقال الذهبي: تالفٌ متهم. (اللسان: 2/ 434).
3 -
يَغْنَمُ بن سالم عند المُخلِّص -ومن طريقه الذهبي في "النبلاء"
(20/ 432) و"الميزان"(4/ 459) - والخطيب في "الموضح"(2/ 476)، وقال الذهبيُّ:"لكنَّه واهٍ لضعف يغنَم، فإنَّه مجمعٌ على تركه". أهـ. وقال ابن حبَّان: كان يضع على أنس. وكذَّبه ابن يونس. (اللسان: 6/ 315).
وأخرجه الخطيب (13/ 127) من طريق المظفَّر بن عاصم عن حميد الطويل عن أنس مرفوعًا. والمظفَّر قال ابن الجوزي: زعم أنَّه أدرك بعض الصحابة فكذب!. (اللسان: 6/ 53).
وأخرجه الخطيب في "التلخيص"(1/ 161) من طريق الحسين بن عبيد الله التميمي عن حُبَيب بن النعمان عن أنس مرفوعًا.
وسنده ضعيف: قال الخطيب: "حُبَيب أعرابيٌّ ليس بالمعروف، والحسين أيضًا في عداد المجهولين". أهـ. والحسين جهله العقيلي أيضًا. (اللسان: 2/ 296).
وقد رُويت هذه الزيادة: "ولمن رأى من رأى من رآني" من حديث علي، وأبي سعيد، وسهل بن سعد، وعقبة الجهني:
أمَّا حديث علي:
فأخرجه الخطيب (13/ 49) من رواية أبي الدُّنيا عثمان بن خطَّاب الأشجّ عنه. وأبو الدنيا هذا قال الذهبي في "الميزان"(3/ 33): "حدَّث بقلَّة حياء بعد الثلاثمائة عن عليٍّ، فافتضح بذلك وكذَّبه النقَّاد".
وأمَّا حديثُ أبي سعيد:
فأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(1000) والبخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 335) من طريق إبراهيم بن يزيد الكوفي عن أبي نُصير [تحرَّف عند عبد إلى: نضرة] عنه. وإبراهيم قال ابن المديني: مجهول. (اللسان: 1/ 26). وأبو نُصير قال ابن ماكولا في "الإِكمال"(1/ 323): "مجهول".
وأمَّا حديث سهل:
فأخرجه البخاري في "التاريخ"(6/ 109) والطبراني في "الكبير"(6/ 204 - 205) -وعنه: أبو نعيم في "المعرفة"(39) - والدولابي في "الكنى"(2/ 167) من طريق هُشيم عن أبي يحيى المدني عن عبد الجبار بن أبي حازم عن أبيه عنه مرفوعًا: "غفر الله لمن رآني، ولمن رأى من رآني، ولمن رأى من رأى من رآني". لفظ البخاري.
وإسناده ضعيف: هُشيم مدلَّس وقد عنعنه، وعبد الجبار بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح"(6/ 32)، وذكره ابن حبَّان في "ثقاته"(7/ 135) وذكر له هذا الحديث، ثم قال:"وأحسب أنَّ أبا يحيى المدني هذا هو فُليح بن سليمان". أهـ. وفليح صدوق كثير الخطأ كما في "التقريب".
وأما حديث عقبة:
فأخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 357) و"الأوسط"(مجمع البحرين: ق 202/ ب) وابن السكن والحاكم في "تاريخ نيسابور" -كما في "الإِصابة"(2/ 492 - 493) - من طريق نافع بن صيفي -وقيل: صيفي بن نافع- وكان بلغ مائة واثنتي عشرة سنة عن عبد الرحمن بن عقبة الجهني عن أبيه مرفوعًا: "لا يدخل النارَ مسلم رآني، ولا رأى من رآني، ولا رأى من رأى من رآني" ثلاثًا.
وإسناده ضعيف أيضًا: قال الهيثمي (10/ 21): "وفيه من لم أعرفهم". يعني: عبد الرحمن والراوي عنه.
والخلاصة أن هذه الزيادة غير ثابتة بخلاف سائر الحديث كما تقدَّم بيانه، والله أعلم.