الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأمّا حديث أبي سعيد:
فأخرجه ابن عساكر (13/ ق 16/ أ) من طريق داود بن سليمان عن خازم بن جَبَلة بن أبي نَضْرة عن أبيه عن جدّه عنه مرفوعًا كلفظ عمّار.
وداود قال الأزدي: ضعيف جدًّا. (اللسان: 2/ 418) فهو من بلاياه. وشيخه ذكره ابن ماكولا في "الإِكمال"(2/ 284) ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا. وأبوه لم أعثر على ترجمة له.
وأما حديث زيد:
فأخرجه أيضًا ابن عساكر (13/ ق 16/ أ) من طريق محمد بن يونس الكديمي عن علي بن علي الرفاعي عن يحيى بن عبد الله عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن ابن المسيّب عنه مرفوعًا دون: "ليبكين الإِسلام
…
".
قال ابن عساكر: "وفي حديث أبي الحسن [علي بن المسلم، أحد شيخي ابن عساكر في هذا الحديث]: (عن ابن قتيبة) بدلَ (علي بن علي)، وهو الصواب".
قلت: فالمتهم به إما الكُديمي وإما شيخه: علي بن قتيبة -كما صوّبه ابن عساكر-، فالأول: كذّبه موسى بن هارون وأبو داود، واتهمه بالوضع ابن حبّان وابن عدي والدارقطني. والثاني: قال العقيلي: يحدّث عن الثقات بالبواطيل وبما لا أصل له. وقال ابن عدي: له أحاديث باطلة عن مالك. (اللسان: 4/ 250). فالحديث لا ينفك عن وضع أحدهما.
3 - باب: في فضل أبي بكر وعمر وغيرهما
1464 -
أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهم الأَذْرَعيّ: نا عبد الله ابن جعفر بن أحمد أبو محمد العسكري بالرَّافقة: نا سهل بن محمد العسكري: نا يحيى بن زكريّا بن أبي زائدة عن يحيى بن سلمة بن كُهَيل عن أبيه عن أبي الزَّعْراء.
عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقتدوا باللّذَين من بعدي: أبو بكر وعمر، واهتدوا بهَدْي عمّار، وتمسّكوا بعهد ابن أمِّ عَبْدٍ".
في إسناده: يحيى بن سلمة متروك كما في "التقريب"، وعبد الله بن جعفر العسكري لم أعثر على ترجمةٍ له.
وأخرجه الترمذي (3805) والطبراني في "الكبير"(9/ 67) والحاكم (3/ 75 - 76) والبغوي في "شرح السنة"(14/ 102) وابن عساكر في "التاريخ"(جزء عبد الله بن مسعود - ص 68) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة عن أبيه عن أبيه يحيى به.
قال الترمذي: "غريبٌ من هذا الوجه، لا نعرفه إلَّا من حديث يحيى بن سلمة، ويحيى يضعَّف في الحديث"(1). وصحّحه الحاكم، فتعقّبه الذهبي بقوله:"قلت: سنده واهٍ".
وفيه بالإِضافة إلى يحيى: ابنه إسماعيل -وهو متروك-، وحفيده إبراهيم وهو ضعيف. وأخرجه ابن عساكر (ص 68) من طريق أبي الجوّاب أحوص بن جوّاب عن يحيى بن سلمة به.
وأخرجه ابن عساكر أيضًا (13/ ق 323/ ب) من طريق محمد بن عبد العزيز بن ربيعة عن أحمد بن رشد بن خيثم عن حميد بن عبد الرحمن عن الحسن بن صالحٍ عن فراس بن يحيى عن الشعبي عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود مرفوعًا: "اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر وعمر".
وابن رشد بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح"(2/ 51)، واتّهمه الذهبي باختلاق حديثٍ، وذكره ابن حبان في "الثقات" (اللسان: 1/ 171). والراوي عنه لم أعثر على ترجمةٍ له.
(1) كذا في "تحفة الأشراف"(7/ 73)، وفي مطبوعة الترمذي:(حسن غريب)، وما في "التحفة" أصوب.
1465 -
أخبرنا أبو يعقوب الأذْرَعي: نا عبد الله بن جعفر: نا سهل ابن محمد: نا عبد الله بن إدريس عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة.
عن أبي هريرة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مثله.
إسناده حسنٌ لولا عبد الله بن جعفر، فإنّي لم أعثر على ترجمةٍ له.
وقد ورد الحديث من رواية حذيفة، وأنس، وأبي الدرداء، وابن عمر، وأبي بكرة:
أما حديث حذيفة.
فقد أخرجه الحميدي (رقم: 450) وابن سعد في "الطبقات"(2/ 334) وأحمد (5/ 382) وابنه عبد الله في "السنَّة"(1366) والترمذي (3662) -وحسَّنه- وابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 379) وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 109) -ومن طريقه: الذهبي في "النبلاء"(10/ 88) - والخطيب في "الفقيه والمتفقه"(1/ 177) والبغوي في "شرح السنَّة"(14/ 101) وابن عساكر في "التاريخ"(13/ ق 38/ أ) كلهم من طريق زائدة بن قدامة، وأخرجه الحاكم (3/ 75) وابن عساكر (جزء ابن مسعود ص 63، 64 و 9/ 323/ ب) وابن بَلبان في "تحفة الصديق"(ص 64) والذهبي (1/ 481) من طريق الثوري ومسعر (عند الذهبي: الثوري فقط)، كلهم عن عبد الملك بن عمير عن رِبْعي بن حراش عنه مرفوعًا. واقتصر بعضهم على الفصل الأول منه.
وصححه الحاكم وسكت عليه الذهبي، وظاهره كذلك إلَّا أنَّه معلول:
وقال الخليلي في "الإِرشاد"(1/ 378): "والحديث صحيح معلول، لأنَّ في بعض الروايات: عن عبد الملك عن مولى لربعي عن ربعي". أهـ.
فعبد الملك لم يسمعه من ربعي، وإنما سمعه من مولاه: هكذا أخرجه ابن سعد (2/ 334) وابن أبي شيبة (12/ 11) وأحمد (5/ 385، 402)
وابنه عبد الله في "السنَّة"(1369) ويعقوب بن سفيان في "تاريخه"(1/ 480) وابن أبي عاصم في "السنَّة"(1148، 1422) وابن ماجه (97) وابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 381) والحاكم (3/ 75) وأبو نعيم في "الإِمامة"(رقم: 49) والبيهقي (8/ 153) وابن حزم في "أصول الأحكام"(8/ 809) وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(2/ 182) وابن عساكر (ص 65 و 9/ 323/ ب و 13/ 37/ أ) من طريق الثوري، والخطيب في "التاريخ"(12/ 20) من طريق مِسْعَر، كلاهما عن ابن عمير عن مولى لربعي عن ربعي به. ومولى ربعي اسمه هلال، هكذا أخرجه البخاري في "التاريخ" (8/ 209) ويعقوب (1/ 480) -ومن طريقه: البيهقي (8/ 153) - وابن أبي عاصم (1149، 1423) وعبد الله في السنَّة" (1367) وأبو نعيم في "الإِمامة" (50) والخليلي في "الإِرشاد" (2/ 664 - 665) وابن عبد البر (2/ 183) وابن عساكر (13/ ق37/ أ).
وهلال هذا ذكره ابن حبّان في "الثقات"، وقال ابن حزم: وهو مجهول لا يُعرف من هو أصلًا. وقال ابن عبد البر عن الحديث: "مختلفٌ في إسناده، ومتكلِّمٌ فيه من أجل مولى رِبْعي، [و] هو مجهولٌ عندهم". ثم قال: "وحديث حذيفة حديثٌ حسنٌ، وقد روى عن مولى ربعي: عبد الملك بن عمير، وهو كبير. ولكن البزار وطائفة من أهل الحديث يذهبون إلى أن المحدِّث إذا لم يروِ عنه رجلان فصاعدًا فهو مجهول"(1). وأومأ الذهبي في "الميزان"(4/ 317) إلى تجهيله فقال: "ما حدَّث عنه سوى عبد الملك بن عمير".
لكن له طريق آخر يُحسّن به:
أخرجه ابن سعد (2/ 334) وأحمد في "المسند"(5/ 399)
(1) أي جهالة العين، أما جهالة الحال فلا ترتفع إلَّا بتوثيق معتبر ولو روى عنه أكثر من اثنين.
و"الفضائل"(478، 479) وابنه عبد الله في "زوائد الفضائل"(198) والبخاري في "الكنى"(ص 50) والترمذي (3663) والطحاوي في "المشكل"(2/ 85) والعقيلي في "الضعفاء"(2/ 150) وابن حبَّان (2193) وابن حزم (8/ 809) والخطيب في "التاريخ"(14/ 366) وابن عساكر (ص 66) من طريق سالم أبي العلاء المُرادي عن عمرو بن هَرِم عن رِبْعي -وعند أكثرهم زيادة: وأبي عبد الله رجل من أصحاب حذيفة- عن حذيفة مرفوعًا.
وسالم ضعَّفه ابن معين والنسائي (1)، وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه. ووثَّقه العجلي، وقال الطحاوي: ثقة (2) مقبول الحديث.
وأخرجه القطيعي في "زوائد الفضائل"(526) من طريق مؤمَّل بن إسماعيل عن سفيان عن عبد الملك بن عُمَير عن منذر عن رِبْعي عن حذيفة مرفوعًا.
ومؤمَّل ضعيف، وقد أخطأ فيه، والصواب (عن مولى ربعي)، وهكذا رواه مؤمَّل نفسه عن سفيان به، وأخرجه ابن ماجه (97).
وأما حديث أنس:
فأخرجه ابن عدي في "الكامل"(1/ 249) -ومن طريقه ابن عساكر (جزء ابن مسعود ص 67 - 68) من طريق مسلم بن صالح أبي رجاء عن حمّاد بن دُلَيل عن عمر بن نافع عن عمرو بن هَرِم مرفوعًا بتمامه ..
وإسناده حسن لولا مسلم هذا فإنني لم أعثر على ترجمة له.
وأما حديث أبي الدرداء:
فأخرجه الطبراني في "الكبير" و"مسند الشاميين"(913) -ومن طريقه
(1) تضعيف النسائي له مذكور في "الميزان"(2/ 112).
(2)
كذا في "المشكل"، وقد سقطت كلمة (ثقة) من "التهذيب"(3/ 441).
ابن عساكر (9/ ق 324/ أ) - عن شيخه عبد الرحمن بن معاوية العتبي عن محمد بن نصر الفارسي عن الحكم بن نافع عن إسماعيل بن عيّاش عن المطعم بن المقدام الصنعاني عن عنبسة بن عبد الله الكلاعي عن أبي إدريس الخولاني عنه مرفوعًا: "اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر وعمر، فإنَّهما حبل الله الممدود، فمن تمسَّك بهما فقد تمسك بعروة الله الوثقى التي لا انفصام لها".
وشيخ الطبراني وشيخه وعنبسة لم أعثر على تراجمهم، وقال الهيثمي (9/ 53):"وفيه من لم أعرفهم".
وأمَّا حديث ابن عمر:
فأخرجه العقيلي (4/ 94 - 95) والدارقطني في "غرائب مالك" -كما في "اللسان"(5/ 237) - وابن عساكر (9/ ق 324/ أ) من طريق محمد بن عبد الله بن عمر العمري عن نافع عنه مرفوعًا مقتصرًا على أوَّله.
وقال العقيلي: "حديث منكرٌ لا أصل له من حديث مالك، وهذا يروى عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسنادٍ جيِّدٍ ثابت". وقال عن راويه العُمري: "لا يصحُّ حديثه، ولا يُعرف بنقل الحديث". وقال الدارقطني: "لا يثبت، والعمري هذا ضعيفٌ". وقال عن العمري: "يُحدِّث عن مالك بأباطيل". وقال ابن حبّان في "المجروحين"(2/ 282): "يروي عن مالك وأبيه العجائب، لا يجوز الاحتجاج به بحال".
وأخرجه ابن عساكر (9/ ق 323/ ب- 324/ أ) من طريق أحمد بن صليح بن وضَّاح عن محمد بن قَطَن عن ذي النون عن مالك به.
وابن صُلَيح أورد الذهبي في "الميزان"(1/ 105) هذا الحديث من طريقه، ثم قال:"وهذا غَلَطٌ! أحمد لا يُعتمد عليه". أهـ. وذو النون هو الزاهد المصري المشهور، قال الدارقطني: "روى عن مالك أحاديث فيها
نظر. "اللسان"(2/ 437). والراوي عنه ذكره ابن ماكولا في "الإِكمال"(7/ 126) ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وأمَّا حديث أبي بكرة:
فأخرجه ابن عساكر (13/ ق 37/ أ) من طريق إبراهيم بن البراء بن النضر بن أنس بن مالك: نا حماد بن زيد: نا أيوب عن الحسن عنه مرفوعًا، وقال:"وهذا أيضًا غريب".
وإسناده تالف: إبراهيم هذا قال ابن عدي: حدَّث بالبواطيل، وهو ضعيف جدًا، وأحاديثه كلها مناكير موضوعة، ومن اعتبر حديثه عَلِمَ أنَّه ضعيف جدًا متروك الحديث. وقال العقيلي والحاكم: يحدِّث عن الثقات بالبواطيل. (اللسان: 1/ 37).
1466 -
أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد: نا بكّار بن قتيبة: نا أبو أحمد بن محمَّد بن عبد الله بن الزبير (1): نا فِطر وأبو بكر النَّهْشَلي وفُضَيل بن مرزوق عن عطيَّة العَوْفي.
عن أبي سعيد الخُدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أهلَ الدَّرجاتِ العُلى لَيراهم من هو أسفل منهم كما ترون أنتم الكوكبَ الدُّرِّيّ في أُفق السماء، وإنَّ أبا بكر وعمر منهم وأنْعَما".
1467 -
أخبرنا أبو الميمون بن راشد: نا بكَّار ين قتيبة: نا يعقوب ابن إسحاق الحضرمي المقرئ: نا مالك بن مِغْوَل عن عطيَّة.
عن أبي سعيد الخدري مثلَه.
قال فُضَيل في حديثه: فقلتُ لعطيَّة: ما قولُهُ: " [و]، (2) أنْعَما"؟، قال: وهنيئًا لهما.
(1) في (ر): (أشرس)!.
(2)
الزيادات من (ف).
أخرجهما ابن عساكر في "التاريخ"(13/ ق 25/أ، 26/ 1) من طريق تمَّام.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "حديث ابن الجعد"(2097، 2101، 2106، 2109) من طرقٍ عن فطرٍ وأقرانه به.
1468 -
حدَّثنا أبو القاسم علي بن يعقوب إبراهيم -من لفظه- وأبو بكر محمد بن أحمد بن عَرْفَجة [القرشي](1)، قالا: نا أبو زُرعة عبد الرحمن ابن عمرو: نا أبو نُعيم الفضل بن دُكَين: نا مالك بن مِغوَل، قال: سمعت عطيَّة العَوْفي، قال:
سمعت أبا سعيد الخُدْري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أهلَ الدَّرجاتِ العُلى ليَنظرون إلى من هو أسفل منهم كما تنظرون الكوكبَ الدُّرِّيَّ في أفق السماء، وإنَّ أبا بكر وعمر من أولئك وأَنْعَما".
1469 -
أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا الفضل بن يوسف القصباني بالكوفة: نا الفَيض بن الفضل البَجَلي: نا مِسْعَر عن عطيَّة العَوْفي.
عن أبي سعيد الخُدْري، [قال:] (2) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أهل الدَّرجات العُلَى لَيرون من هو أسفل منهم كما ترون الكوكبَ الأحمرَ في أفق السماء، وإن أبا بكر وعمر منهم (3) وأَنْعَما".
أخرجه ابن عساكر (13/ ق 27/ ب) من طريق تمّام.
أخرجه القطيعي في "زوائد الفضائل"(646) من طريق فِطر بن خليفة به.
(1) الزيادات من (ف).
(2)
الزيادات من (ف).
(3)
بالأصل و (ف): (منهما) وعليه (صح) إشارة إلى أن الناسخ نقله كما وجده، والتصويب من (ظ) و (ر) و (ش).
وأخرجه الحميدي (رقم: 755) من طريق مالك بن مِغْول به.
وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه"(ق 145/ ب) وأبو نعيم في "الحلية"، (7/ 250) من طريق الفيض به.
وأخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته"(رقم: 100) وابن أبي شيبة (12/ 6) وأحمد في "المسند"(3/ 27، 61، 72، 93، 98) و"الفضائل"(162) وابنه عبد الله في "زوائد الفضائل"(212) وأبو داود (3987) والترمذي (3658) -وحسَّنه- وابن ماجه (96) وابن أبي عاصم في "السنَّة"(1416، 1417) وأبو يعلى (2/ 369، 400) وابن الأعرابي في "معجمه"(ق 76/أ، 79/ ب) والطبراني في "الصغير"(1/ 28، 206) والإِسماعيلي في "معجمه"(2/ 602 - 603) وأبو القاسم البغوي (2096 - 2113) وأبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين"(3/ 8 - ط العلمية) وابن عدي في "الكامل"(5/ 370) والقطيعي "زوائد الفضائل"(131، 559، 596، 650،667) والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص180 - 181، 237) والخطيب في "التاريخ"(3/ 195، و11/ 58 و 12/ 124) و"الموضح"(2/ 332) والبغوي في "شرح السنَّة"(14/ 99) -وحسَّنه- وابن عساكر (13/ ق 24/ ب- 27/ ب) وابن بَلبان في "تحفة الصديق"(46) من طرقٍ عن عطيَّة به.
وإسناده ضعيف لضعف عطيَّة. لكنَّه قد تُوبع:
تابعه أبو الودّاك جَبْر بن نَوْف عند أحمد (3/ 61،26) وأبو يعلى (2/ 461) وأبو القاسم البغوي (2115) وابن عساكر (13/ ق 24/ ب) من طريق مجالد بن سعيد عنه. ومجالد ليس بالقوي. فالحديث بهذين الطريقين حسن إن شاء الله.
ثم وقفت له على إسناد جيِّد:
فقد أخرجه ابن الأعرابي في "المعجم"(ق 98/ ب) عن شيخه إبراهيم بن عبد الله العَبْسي عن وكيع بن الجراح عن الأعمش عن أبي صالح
عن أبي سعيد مرفوعًا، وإبراهيم قال الذهبي في "النبلاء" (13/ 43):"صدوق، جائز الحديث".
1470 -
حدَّثنا أبو عبد الله محمَّد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان القرشي: نا أبو العبّاس أحمد بن أصرم المُغفَّلي [: نا عُبيد الله بن عمر القَواريري: نا الصبَّاح أبو سهل الواسطي](1): نا حُصين بن عبد الرحمن، قال:
حدَّثني جابر بن سَمُرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أهلَ الدَّرجات العُلى ليراهم من هو أسفلُ منهم كما يُرى الكوكبُ الدُّرِّيُّ في أُفق السماء، وأبو بكر وعمر منهم (2) وأَنْعَما".
1471 -
حدَّثناه محمَّد بن عبد الله بن أحمد بن خالد السَّامريُّ الحافظ: نا عبد الله بن محمَّد بن عبد العزيز: نا عبيد الله بن عمر القَواريرى: نا الصبَّاح أبو سهل
…
فذكر مثله.
أخرجه البخاري في "التاريخ"(4/ 314) وابن الأعرابي في "معجمه"(ق 76/أ- ب) والطبراني في "الكبير"(2/ 284) وابن عدي في "الكامل"(4/ 84) وابن عساكر (13/ ق 24/ ب) من طريق القَواريري به. ووقع عند الطبراني: (الربيع بن سهل).
وإسناده واهٍ: الصبَّاح قال البخاري وأبو زرعة: منكر الحديث، وقال ابن معين: لا أعرفه. وضعَّفه الدارقطني، وقال ابن حبَّان: لا يجوز الاحتجاج بخبره. (اللسان: 3/ 179).
ورُوي من حديث أبي هريرة:
أخرجه ابن عساكر (13/ ق 27/ أ- ب) من طريق أبي بكر محمَّد بن
(1) من (ظ) و (ف) وهامش (ر).
(2)
بالأصل و (ش): (منهما) وعليه (صح)، والمثبت من (ظ) و (ر) و (ف).
أحمد بن موسى العُصْفُري عن حفص بن عمرو الربالى عن عبيد الله بن عبد المجيد عن إسرائيل عن عامر -قال إسرائيل: ولا أعلمه إلَّا عن أبي هريرة
…
فذكره. وأبو بكر ذكره الخطيب في "التاريخ"(1/ 357) ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا. وعامر هو ابن شقيق ليِّن الحديث كما في "التقريب" ولم يدرك أبا هريرة.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(مجمع البحرين: ق 175/ أ) من طريق محمَّد بن خالد بن خِداش عن سَلْم بن قتيبة عن يونس بن أبي إسحاق عن الشَّعْبي عن أبي هريرة مرفوعًا، وابن خداش أورده ابن حبّان في "الثقات"، وقال:"يُغرب".
وقال الهيثمي (9/ 54): "ورجاله رجال الصحيح غير سَلْم بن قتيبة وهو ثقة". أهـ. وليس كما قال فابن خِداش لم يرو له من الستة غير ابن ماجه.
ومن حديث ابن عمر:
أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه"(ق 44/ ب) -ومن طريقه: ابن عساكر (13/ ق 27/ أ) - عن محمَّد بن يونس عن عبَّاد بن أبي حليمة عن أبيه عن العوَّام بن حوشب عن حبيب بن أبي ثابت عنه مرفوعًا.
ومحمد بن يونس هو الكُدَيمي متَّهم، وشيخه لم أظفر بترجمةٍ له.
1472 -
أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب: نا أبو يعقوب إسحاق ابن الحسن الطَّحَّان بمصر: نا موسى بن ناصح الواسطيُّ: نا أبو معاوية عن عمرو بن نافع عن أبيه.
عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكرٍ وعمرَ رضي الله عنهما: "لا يتأمَّرنَّ عليكما أحدٌ بعدي".
أخرجه ابن عساكر في "التاريخ"(9/ ق 322/ ب) من طريق تمَّام.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل"(5/ 46) من طريق إسحاق بن الحسن به.
وإسحاق هذا لم أظفر بترجمةٍ له، وشيخه ذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 159)، وذكره الخطيب في "التاريخ"(13/ 39) ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وقال ابن عساكر: "وقد رُوي عن أبي معاوية بإسنادٍ منقطعٍ، وهو أشبه"، ثم ساق سنده إلى: الحسين بن فهم عن محمَّد بن سعد صاحب "الطبقات" عن أحمد بن عبد الله بن يونس عن أبي معاوية عن السريّ بن يحيى عن بِسْطام بن مسلم فذكره معضلًا، فبِسْطام من أتباع التابعين. وابن فهم قال الدارقطني والحاكم: ليس بالقوي. (اللسان: 2/ 308).
1473 -
أخبرنا أبو الميمون بن راشد: نا مُضَر بن محمَّد بن خالد الأسدي: نا عمرو بن محمَّد النَّاقد: نا عبد الرحمن بن مالك بن مِغْوَل عن الأعمش عن أبي سفيان (1).
عن جابر (2)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يُبغِضُ أبا بكرٍ وعمرَ مؤمنٌ، ولا يُحبُّهما منافقٌ".
أخرجه ابن عساكر في "التاريخ"(13/ ق 36/ أ) من طريق تمَّام.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل"(4/ 288) من طريق عمرو الناقد به، وأخرجه الخطيب في "التاريخ"(10/ 236) -ومن طريقه ابن عساكر أيضًا- من طريق آخر عن عبد الرحمن بن مالك به.
وإسناده تالف: عبد الرحمن هذا قال أبو داود: كذَّاب، يضع الحديث. وقال الحاكم والنقَّاش: روى أحاديث موضوعة. وقال أحمد وأبو حاتم والدارقطني: متروك. (اللسان: 3/ 427).
وقال ابن عدي: "وهذا الحديث لا يرويه عن الأعمش غير
(1) تحرف في (ر) إلى: (سليمان).
(2)
ليس في (ظ): (عن جابر).
عبد الرحمن بن مالك، ومُعلَّى بن هلال رواه عن الأعمش أيضًا. ومعلَّى في الضعف أشرُّ من عبد الرحمن". أهـ.
ورواية معلَّى هذه أخرجها ابن الأعرابي في "معجمه"(ق 201/ ب) والقطيعي في "زوائد الفضائل"(597) وابن عساكر (13/ ق 36/ 36 /أ- ب) والذهبي في "النبلاء"(16/ 216)، وقال الذهبي:"مُعلَّى تُرِك، ومتن الحديث حقٌّ لكنَّه ما صحَّ مرفوعًا". أهـ. والمعلَّى قال الحافظ في "التقريب": "اتَّفق النقَّاد على تكذيبه".
وأخرجه ابن عساكر (13/ ق 35/ ب) من طريق علي بن الحسن السَّامي عن خُليد بن دَعْلج بن يونس بن عبيد عن الحسن عن جابر مرفوعًا: "حب أبي بكر وعمر من الإِيمان، وبغضهما من الكفر".
والسامى قال الدارقطني: يكذب، يروي عن الثقات بواطيل، وقال الحاكم والنقاش: روى أحاديث موضوعة، وقال ابن عدي: ضعيف جدًّا. (اللسان: 4/ 213). وشيخه ضعيف كما في "التقريب"، فالسند تالفٌ.
ورُوي من حديث أنس وأبي سعيد:
أما حديث أنس:
فأخرجه ابن عدي (3/ 73) ومن طريقه ابن عساكر (13/ق 36/أ) -من طريق محمَّد بن عبد الرحمن الحِمَّاني عن خازم بن الحسين عن مالك بن دينار عنه مرفوعًا.
وخازم ضعيف كما في "التقريب"، والراوي عنه ذكره ابن ماكولا في "الإِكمال"(2/ 553)، والسمعاني في الأنساب (4/ 338) ولم يحكيا فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وأخرج الخطيب في "التلخيص"(2/ 729 - 730) من طريق الهيثم بن جَمّاز عن يزيد الرقاشي عنه مرفوعًا: "حب أبي بكر وعمر إيمان، وبغضهما نفاق".
وسنده واهٍ: الهيثم تركه أحمد والنسائي والساجي، وضعَّفه غيرهم. (اللسان: 6/ 204) وشيخه ضعيف كما في "التقريب".
وأما حديث أبي سعيد:
فأخرجه ابن عدي (4/ 140) -ومن طريقه ابن عساكر (13/ ق 36/ ب) - والقطيعي في "زوائد الفضائل"(645) من طريق أسد بن موسى عن أبي بكر عبد الله بن حكيم الدَّاهري عن الحجَّاج بن أرطأة عن عطية العَوفي عنه مرفوعًا فذكر الحديث، وفيه:"ومن أبغض أبا بكر وعمر فهو منافق".
والداهري متروك، وكذَّبه الجوزجاني. وقد سقط ذكره من سند القطيعي إما وهمًا وإمَّا تدليسًا.
1474 -
أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذْرَعي قراءةً عليه: نا أبو يزيد يوسف بن يزيد القَراطيسي: نا سعيد بن هاشم: نا سفيان (1) عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشَّعبيِّ عن أبي جُحَيفةَ.
عن عليٍّ- رضوان الله عليه (2) -، قال: خيرُ هذه الأمَّةِ بعد نبيِّها: أبو بكرٍ وعمرُ رضي الله عنهما (3) -، ولو شئتُ لأخبرتُكم بالثالثِ.
[قال أبو القاسم تمَّام بن محمَّد:](4) سعيد بن هاشم هو الفيوميُّ.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
قال المنذري: (الفَيُّوميُّ روي عن مالك رضي الله عنه قال الدَّارَقُطني: ضعيفٌ. قلت: والمتنُ صحيحٌ).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
(1) في هامش (ر): (الثوري)، وهو غلط!.
(2)
في (ر) و (ش): رضي الله عنه، وليس في (ظ) للترضي ذكر.
(3)
الترضي ليس في (ظ) و (ر).
(4)
من (ظ) و (ر).
أخرجه ابن عساكر في "التاريخ"(13/ ق 30/ ب) من طريق تمَّام.
وأخرجه أحمد في "المسند"(1/ 110) و"الفضائل"(260، 403) وابن عساكر من طريق سفيان بن عُيينة عن إسماعيل به. وأخرجه أحمد في "المسند"(1/ 110) و"الفضائل"(403) وابن عساكر (13/ ق 31/أ) من طرقٍ أخرى عن إسماعيل به.
وإسناده صحيح.
وفي "صحيح البخاري"(7/ 20) عن محمَّد بن الحنفيَّة، قال: قلت لأبي: أيُّ الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟. قال: أبو بكر، قلت: ثمَّ من؟. قال: ثمَّ عمر. وخشيتُ أن يقولَ: عثمان، قلت: ثمَّ أنت؟. قال: ما أنا إلَّا رجلٌ من المسلمين.
وقد تواتر هذا الخبر عن علي رضي الله عنه كما قال شيخ الإِسلام ابن تيمية في "منهاج السنة"
(1/ 11، 308)، وقال أيضًا: رُوي هذا عنه من أكثر من ثمانين وجهًا".
وانظر جملةً كبيرةً من هذه الطرق في "المسند"(1/ 110،106 - 115، 125، 126، 128) و"الفضائل" -بزوائد عبد الله والقطيعي- (40 - 45، 50، 60، 397 - 430، 545 - 554، 617 - 621، 635) و"السنَّة" لابن أبي عاصم (1200 - 1208، 1214) و"تاريخ ابن عساكر"(13/ ق 30/ أ- 34/ ب).
1475 -
أخبرنا أبو يعقوب الأَذْرَعيّ: نا أبو يزيد يوسف بن يزيد القَراطيسي: نا الوليد بن مُسَبِّح: نا حمَّاد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن نافع.
عن ابن عمر، قال: كنَّا نتحدَّثُ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ خيرَ هذه الأمَّةِ بعدَ نبيها: أبو بكرٍ وعمرُ وعثمانُ.
أخرجه ابن عساكر في "التاريخ"(13/ ق 35/أ) من طريق تمَّام.
ورجال إسناده ثقات غير الوليد بن مُسبِّح، فقد ذكره ابن حبَّان في "الثقات"(9/ 225) وابن ماكولا في "الإِكمال"(7/ 246)، ولم يذكرا عنه راويًا غير القراطيسي، ففيه جهالةٌ.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد الفضائل"(57) من طريق إسماعيل بن عيَّاش عن يحيى به، وابن عيَّاش مخلّط في روايته عن غير أهل الشام، وشيخه مدني.
وأخرجه البخاري (7/ 16) من طريق سليمان بن بلال عن يحيى به بلفظ: كنّا نخيّر بين الناس في زمن النبيّ صلى الله عليه وسلم فنخيِّرأبا بكر، ثمَّ عمر بن الخطَّاب، ثم عثمان بن عفَّان.
476 -
أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد: نا محمَّد بن أحمد بن رِزْقان المِصِّيصيّ: نا علي بن عاصم بن صهيب الواسطي عن سعيد بن إياس الجُريري.
عن عبد الله بن شقيق العقيلي عن عائشة، قال: سألتُها: أيُّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم -كان أحبُّ إليه؟. قالت: أبو بكر. قلت: ثمَّ من؟. قالت: ثَّم عمر. قلت: ثمَّ من؟. قالت: ثمَّ أبو عبيدة بن الجرَّاح.
علي بن عاصم ضعيف، والراوي عنه ذكره ابن عساكر في "تاريخه"(14/ ق 342/أ) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وأخرجه الترمذي (3657) من طريق إسماعيل بن عُليَّة -وقال: حسن صحيح-، والنسائي في "الفضائل"(97) من طريق عبد الوارث بن سعيد، وابن ماجه (102) من طريق حمَّاد بن أسامة، وأبو يعلى (8/ 178) من طريق وُهَيب بن خالد، كلهم عن الجُرَيري به.
والجُرَيري قد اختلط، لكن رواية هؤلاء -عدا حمَّاد بن أسامة- عنه
كانت قبل اختلاطه كما في "الكواكب النيّرات"(ص 183)، فالإِسناد صحيح، وظهر بذلك ما في قول المعلِّق على مسند أبي يعلى:(إسناده ضعيف لضعف الجُريري) من بعدٍ عن التحقيق والتحري.
وأخرج أبو يعلى (8/ 229 - 230) والحاكم (3/ 73) -وصحَّحه على شرطهما، وسكت عليه الذهبي- من طريقين عن كَهْمَس عن العقيلي به.
وإسناد الحاكم صحيح.
1477 -
أخبرنا أبو علي أحمد بن محمَّد بن فضالة الحمصي: نا أبو عبد الله أحمد بن عبد المؤمن المَرْوَزي بمصر: نا عليُّ بن الحسين بن واقد عن أبيه الحسين بن واقد عن عبد الله بن بُريدة.
عن أبيه، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم على حراء (1)، فتحرَّكَ الجبلُ فضربه بيده، وقال:"اسكن حراء (2)! فإنَّما عليك نبيٌّ وصِدِّيق وشهيدٌ".
وكان عليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأبو بكرٍ وعمر وعثمان وعليُّ- رضي الله عنهم).
أحمد بن عبد المؤمن قال مسلمة بن قاسم: ضعيف جدًا. (اللسان: 1/ 217).
وتابعه يعقوب بن إبراهيم الدَّوْرَقيُّ -وهو ثقة-، أخرجه من طريقه القطيعي في "زوائد الفضائل"(867). وإسناده حسنٌ في الشواهد، فعلي بن الحسين ضعّفه أبو حاتم، وقال النسائي: ليس به بأس. ووثَّقه ابن حبَّان. وليس في روايته ذكرٌ لعليٍّ.
وأخرجه أحمد (5/ 346) وابن أبي عاصم في "السنة"(1443) من
(1) في الأصول: (حرى) إلَّا (ش) ففيها (حرا).
(2)
في الأصل و (ش): (أبو الدرداء)، والمثبت من (ظ) و (ر) ومخرِّجي الحديث.
طريق علي بن الحسن بن شقيق -عن الحسين بن واقد به نحوه، ولم يذكر عليًّا أيضًا.
وإسناده جيِّدٌ. وصحَّحه الحافظ في "الفتح"(7/ 38).
وأخرج مسلم (4/ 1880) من حديث أبي هريرة أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان على جبل حراءٍ فتحرَّك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اسكن حراءُ! فما عليك إلَّا نبيٌّ أو صِدِّيقٌ أو شهيد". وعليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعليٌّ وطلحة والزُّبير وسعد بن أبي وقَّاص.
وأخرج البخاري (7/ 22) من حديث أنس أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم -صَعِدَ أُحدًا وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فقال:"أثبت أُحُد، فإنَّما عليك نبيٌّ وصدِّيقٌ وشهيدان".
1478 -
أخبرنا أبو علي محمَّد بن أحمد بن فضالة الحمصي قراءةً عليه: نا بَحْر بن نصر بن سابق الخَوْلاني: نا خالد بن عبد الرحمن الخُراساني: نا فِطْر بن خليفة عن كثير أبي إسماعيل عن عبد الله بن مُلَيل، قال:
سمعتُ عليًّا رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّه لم يكن قبلي نبيٌّ إلَّا أُعطي سبعةَ نجباءٍ ووزراءٍ ورفقاءٍ، وإنّي أُعطيت أربعةَ عشرَ: حمزةُ، وجعفر، وأبو بكر، وعمر، وعلي، والحسن، والحسين، سبعةٌ من قريش. وابن مسعود، وسلمان، وعمَّار، وحذيفة، وأبو ذرٍّ (4)، والمقداد، وبلال".
عزاه إلى "فوائد تمَّام": المحبّ الطبري في "الرياض"(1/ 39).
وأخرجه أحمد في "المسند"(1/ 148) و"الفضائل"(277، 1225) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(454) - وابن أبي عاصم في "السنَّة"(1421) والبزَّار (2610) والطحاوي في "المشكل"(4/ 18) وخيثمة بن سليمان في "فضائل الصحابة"، [كما في "الجامع الكبير"
(1/ 302)]-ومن طريقه: ابن عساكر (13/ ق 13/أ) -والطبراني في "الكبير"(6/ 265) - وعنه: أبو نعيم في "الحلية"(1/ 128) - من طريق أبي نعيم الفضل بن دُكين عن فطر به، وتابع أبا نعيم: عبيد الله بن موسى عند خيثمة، وخالد بن عبد الرحمن الخراساني عند الطحاوي (4/ 17). وتابع فِطْرًا: منصور بن أبي الأسود عند ابن عدي في "الكامل"(6/ 66 - 67)، وإسماعيل بن زكريّا عند أحمد في "المسند"(2/ 88)، وعلي بن عابس -وهو ضعيف كما في "التقريب"- عند عبد الله بن أحمد في "زوائد الفضائل"(109).
قال البزار: "لا نعلم رواه إلَّا عليّ، ولا له إلَّا هذا الإِسناد".
وتابعهم أيضًا: علي بن هاشم بن البريد عند عبد الله بن أحمد (274) وابن الجوزي (455)، لكن روايته موقوفة.
وإسناده ضعيف: كثير أبو إسماعيل هو النّوّاء ضعيف كما في "التقريب". وشيخه لم يوثّقه غير ابن حبَّان كما في "التعجيل"(ص 237). وقال ابن الجوزي: لا يصحُّ. وأعله بكثير.
وقد اضطرب فيه: فرواه عن يحيى بن أم طويل عن عبد الله بن مُليل عن علي موقوفًا، أخرجه الطحاوي (4/ 18 - 19)، وقال عن يحيى هذا غير معروف. ورواه أيضًا عن أبي إدريس -وهو المُرْهبي- عن المُسيِّب بن نَجَبة عن علي، هكذا أخرجه الترمذي (3785) -وحسَّنه- والطبراني (6/ 264) -وإحدى روايتيه موقوفة-، ورواه أيضًا عن المسيّب بلا واسطة، أخرجه الطبراني أيضًا.
وأخرجه أحمد في "المسند"(1/ 142، 149) و"الفضائل"(275، 276) والطحاوي (4/ 18) وابن عساكر (13/ق /13 /أ) من طريق سفيان -وهو الثوري- عن سالم بن أبي حفصة عن رجل -وفي رواية: عن سالم عن عبد الله- عن عبد الله بن مُلَيل عن عليٍّ موقوفًا.