الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبو عبدِ الرَّحمَنِ الشّافِعِىُّ عن الشّافِعِىِّ أنَّه قال في كِتابِ "السير" القديم مَعنَى هذا، ثُمَّ استَثنَى فقالَ: إلَّا ألَّا يُصابَ أحَدُ المالَينِ ويُصابَ الآخَرُ، وبالصِّنفَينِ إلَيه حاجَةٌ، فيُشَرَّكَ بَينَهُم فيه. قال: وقَد أعانَ أبو بكرٍ رضي الله عنه خالِدَ بنَ الوَليدِ رضي الله عنه في خُروجِه إلَى أهلِ الرِّدَّةِ بمالٍ أتَى به عَدِىُّ بنُ حاتِمٍ مِن صَدَقَةِ قَومِه، فلَم يُنكَرْ عَلَيه ذَلِكَ إذ
(1)
كانَت بالقَومِ إلَيه حاجَةٌ، والفَئُ مِثلُ ذَلِكَ
(2)
.
باب: لا يَفرِضُ واجِبًا إلَّا لِبالغٍ يُطيقُ مِثلُه القِتالَ
13136 -
أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنِى أبو أحمدَ الحافظُ، أخبرَنا أبو جَعفَرٍ محمدُ بنُ الحُسَينِ الخَثعَمِىُّ، حدثنا عُبَيدُ بنُ إسماعيلَ، حدثنا أبو أُسامَةَ، عن عُبَيدِ اللهِ قال: حَدَّثَنِى نافِعٌ قال: حَدَّثَنِى ابنُ عُمَرَ أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَرَضَه يَومَ أُحُدٍ لِلقِتالِ. قال: وأنا ابنُ أربَعَ عَشْرَةَ سنةً، فلَم يُجِزْنِى. قال: ثُمَّ عَرَضَنِى يَومَ الخَندَقِ وأنا ابنُ خَمسَ عَشْرَةَ سنةً فأجازَنِى. قال نافِعٌ: فقَدِمتُ على عُمَرَ بنِ عبدِ العَزيزِ وهو إذ ذاكَ خَليفَةٌ، فحَدَّثتُ هذا الحديثَ فقالَ: إنَّ هذا لَحَدٌّ بَينَ الصَّغيرِ والكَبيرِ. ثُمَّ كَتَبَ إلَى عُمّالِه أن يَفرِضوا لِمَن بَلَغَ خَمسَ عَشْرَةَ سنةً، وما كانَ دونَ ذَلِكَ أن يَجعَلُوه مَعَ العيالِ
(3)
. رَواه البخارىُّ في "الصحيح" عن عُبَيدٍ، وأخرَجَه مسلمٌ مِن
(1)
في س، ز:"إذا".
(2)
ذكره المصنف في المعرفة عقب (4010).
(3)
أخرجه ابن ماجه (2543) من طريق أبى أسامة به مقرونًا بابن نمير وأبى معاوية. وتقدم تخريجه في (5153، 11407).
أوجُهٍ أُخَرَ عن عُبَيدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ
(1)
.
13137 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ علىُّ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ بِشْرانَ العَدلُ ببَغدادَ، أخبَرَنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفّارُ، حدثنا سَعدانُ بنُ نَصرٍ، حدثنا وكيعٌ، عن هِشامِ بنِ سَعدٍ، عن زَيدِ بنِ أسلَمَ، عن أبيه قال: قال عُمَرُ ابنُ الخطابِ رضي الله عنه: اجتَمِعوا لِهَذا الفَئِ حَتَّى نَنظُرَ فيه. قال: ثُمَّ قال لَهُم بَعدُ: إنِّى قَد كُنتُ أمَرتكُم أن تَجتَمِعوا له حَتَّى نَنظُرَ فيه، وإِنِّى قَرأتُ آياتٍ مِن كِتابِ اللَّهِ عز وجل فاستَغنَيتُ بهِنَّ، قال اللَّهُ عز وجل:{مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ} إلَى قَولِه: {شَدِيدُ الْعِقَابِ} واللَّهِ ما هو لِهَؤُلاءِ وحدَهُم، ثُمَّ قرأ:{لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ} إلَى آخِرِ الآيَةِ، ثُمَّ قرأ:{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ} واللَّهِ ما هو لِهَؤُلاءِ وحدَهُم، ولَئن بَقِيتُ إلَى قابِلٍ لأُلحِقَنَّ آخِرَ النّاسِ بأوَّلِهِم فلأجعَلَنَّهُم بَبَّانًا واحِدًا. يَعنِى باجًا واحِدًا
(2)
. قال: فجاءَ ابن له وهو يَقسِمُ يُقالُ له: عبدُ الرَّحمَنِ ابنُ لُهَيَّةَ - امرأةٍ كانَت لِعُمَرَ رضي الله عنه فقالَ له: اكسُنِى خاتَمًا؟ فقالَ له: الحَقْ بأُمِّكَ تَسقيكَ شَربَةً مِن سَويقٍ. فواللهِ ما أعطاه شَيئًا
(3)
.
(1)
البخارى (2664)، ومسلم (1868/ 91، وعقبه).
(2)
باجًا واحدا: شيئًا واحدًا وقد يهمز، وهو فارسى معرب. النهاية 1/ 160. وينظر ما تقدم في (12952).
(3)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 44/ 322 من طريق أبى الحسين ابن بشران به. وابن أبى شيبة (33524) عن وكيع به بنحوه. وأبو عبيد في الأموال (651) من طريق هشام به مختصرًا.