الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بابُ سَهمِ ابنِ السَّبيلِ
13331 -
أخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْبارِىُّ، أخبرَنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفّارُ، حَدَّثَنَا محمدُ بنُ عليٍّ الوَرّاقُ، حَدَّثَنَا عُبَيدُ اللهِ بنُ موسَي، أخبرَنا ابنُ أبى لَيلَى
(1)
، عن عَطيَّةَ، عن أبى سعيدٍ الخُدرِيِّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ إلَّا فى سَبيلِ اللهِ، وابنَ السَّبيلِ، أو يَكونُ لَكَ جارٌ مِسكينٌ فَتُصُدِّقَ عَلَيه، فيُهدِى لَكَ"
(2)
.
وهَذا إن صَحَّ فإِنَّما أرادَ، واللَّهُ أعلَمُ، ابنَ سَبيلٍ غَنِيٍّ
(3)
فى بَلَدِه، مُحتاجٍ فى سَفَرِهِ. وحَديثُ عَطاءِ بنِ يَسارٍ عن أبى سعيدٍ أصَحُّ طَريقًا، ولَيسَ فيه ذِكرُ ابنِ السَّبيلِ، واللَّهُ أعلَمُ.
بابٌ: لا وقتَ فيما يُعطَى الفُقَراءُ والمَساكينُ إلَّا ما يَخرُجونَ به مِنَ الفَقرِ والمَسكَنَةِ
رُوِّينا عن عليِّ بنِ أبى طالِبٍ رضي الله عنه أنَّه قال: إنَّ اللهَ فرَضَ على الأغنياءِ فى أموالِهِم بقَدرِ ما يَكفِى فُقَراءَهُم
(4)
. وعن عُمَرَ رضي الله عنه أنَّه قال: إذا أعطَيتُم فأَغنُوا
(5)
.
13332 -
أخبرَنا أبو القاسِمِ عبدُ الرَّحمَنِ بنُ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ عبدِ اللَّهِ
(1)
فى س، م:"يعلى".
(2)
أخرجه أحمد (11268) من طريق ابن أبى ليلى به.
(3)
كذا فى النسخ، وكتب فوقها فى الأصل:"كذا".
(4)
سيأتى فى (13335).
(5)
ينظر مصنف عبد الرزاق (7286)، والأموال لأبى عبيد (1778)، ومصنف ابن أبى شيبة (10518)، والأموال لابن زنجويه (2272)، ومكارم الأخلاق للخرائطى (131).
الحُرفِيُّ ببَغدادَ، حَدَّثَنَا أحمدُ بنُ سَلمانَ، حَدَّثَنَا إبراهيمُ بنُ إسحاقَ الحَربِىُّ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا حَمّادُ بنُ زَيدٍ (ح) وأخبرَنا أبو بكرِ ابنُ فُورَكَ، أخبرَنا عبدُ اللَّهِ بنُ جَعفَرٍ، حَدَّثَنَا يونُسُ بنُ حَبيبِ، حَدَّثَنَا أبو داودَ، حَدَّثَنَا حَمّادُ بنُ سلمةَ وحَمّادُ بنُ زَيدٍ، عن هارونَ بنِ رِئابٍ
(1)
الأسَدِىِّ
(2)
، عن كِنانَةَ بنِ نُعَيمٍ العَدَوِيِّ، عن قَبيصَةَ بنِ المُخارِق الهِلالِىِّ قال: تَحَمَّلتُ حَمالَةً فقَدِمَتُ على رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فيها فقالَ: "أقِمْ يا قَبيصَةُ حَتَّى تأتيَنا الصَّدَقَةُ فنأمُرَ لَكَ بها". ثُمَّ قال: "يا قَبيصَةُ، إنَّ المَسأَلَةَ لا تَحِلُّ إلَّا لإِحدَى ثَلَاثٍ؛ رَجُلٌ تَحَمَّلَ حَمالَةً فسأَلَ فيها حَتَّى يُصيبَها
(3)
، ثُمَّ يُمسِكُ، ورَجُل أصابَته جائحَةٌ اجتاحَت مالَه فسأَلَ حَتَّى يُصيبَ سِدادًا [مِن عَيشٍ]
(4)
، ثُمَّ يُمسِكُ، ورَجُلٌ أصابَته حاجَةٌ شَديدَةٌ فقامَ ثَلَاثَةٌ مِن ذَوِى الحِجَا مِن قَومِه فقالوا: قَد أصابَت فُلانًا فاقَةٌ أو حاجَةٌ شَديدَةٌ، فسأَلَ حَتَّى يُصيبَ سِدادًا مِن عَيشٍ، أو قِوامًا مِن عَيشٍ، ثُمَّ يُمسِكُ، وما سِواهُنَّ مِنَ المَسائلِ سُحتٌ، يأكُلُها صاحِبُها سُحتًا"
(5)
. قالَها مَرَّتَينِ أو ثَلاثًا. أخرَجَه مسلمٌ مِن حَديثِ حَمّادِ بنِ زَيدٍ كما مَضى
(6)
.
13333 -
أخبرَنا أبو طاهِرٍ الفَقيهُ، أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ الحُسَينِ
(1)
بعده فى س، م:"عن هارون".
(2)
كذا فى النسخ، وضبب فوقها فى الأصل، وفى مصادر الخريج:"الأُسَيِّدىْ". وينظر الأنساب للسمعانى 1/ 159، وسير أعلام النبلاء 5/ 263.
(3)
بعده في م: "بها".
(4)
ليس فى: س، م.
(5)
الطيالسى (1424). وأخرجه أبو داود (1640) عن مسدد به. وتقدم فى (13323).
(6)
مسلم (1044/ 109).
القَطّانُ، حَدَّثَنَا أحمدُ بنُ يوسُفَ السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنَا محمدُ بنُ يوسُفَ، حَدَّثَنَا سفيانُ، عن مُصعَبِ بنِ محمدٍ، عن يَعلَى مَولًى لِفاطِمَةَ (ح) وأخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْبارِىُّ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ داسَةَ، حَدَّثَنَا أبو داودَ، حَدَّثَنَا محمدُ بنُ كَثيبر، حَدَّثَنَا سفيانُ، حَدَّثَنَا مُصعَبُ بنُ محمدِ بنِ شُرَحبيلَ، حَدَّثَنِي يَعلَى بنُ أبى يَحيَي، عن فاطِمَةَ بنتِ حُسَينِ، [عن حُسَينِ]
(1)
بنِ عليٍّ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لِلسَّائلِ حَقٌّ وإِن جاءَ على فرَسٍ". وفِى رِوايَةِ الفِريابِيِّ: "وإِن جاءَ على فرَسِه"
(2)
.
13334 -
وأخبرَنا أبو علي، أخبرَنا أبو بكرٍ، حَدَّثَنَا أبو داودَ، حَدَّثَنَا محمدُ بنُ رافِعٍ، حَدَّثَنَا يَحيَى بنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيرٌ، عن شَيخٍ رأَيتُ سُفيانَ عِندَه، عن فاطِمَةَ بنتِ حُسَينٍ، عن أبيها، عن عليٍّ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثلَه
(3)
.
13335 -
أخبرَنا أبو نَصرِ ابنُ قَتادَةَ، أخبرَنا أبو مَنصورٍ النَّضرُوِيُّ، حَدَّثَنَا أحمدُ بنُ نَجدَةَ، حَدَّثَنَا سعيدُ بنُ مَنصورٍ، حَدَّثَنَا أبو شِهابٍ، عن أبى عبدِاللَّهِ الثَّقَفِي، عن أبى جَعفَرٍ، عن محمدِ بنِ عليٍّ أنَّه سَمِعَ علىَّ بنَ أبى طالِبٍ رضي الله عنه قال: إنَّ اللَّهَ فرَضَ على الأغنياءِ فى أموالِهِم بقَدرِ ما يَكفِى فُقَراءَهُم، فإِن جاعوا وعَرُوا وجَهَدوا، فبِمنَعِ الأغنياءِ، وحَقٌّ على اللَّهِ أن
(1)
ليس فى: س، م.
(2)
المصنّف فى الشعب (3316)، وأبو داود (1665). وأخرجه أحمد (1730)، وابن خزيمة (2468) من طريق سفيان به. وضعفه الألباني فى ضعيف أبى داود (364).
(3)
المصنّف فى الشعب (3397)، وأبو داود (1665).
يُحاسِبَهُم يَومَ القيامَةِ ويُعَذِّبَهُم عَلَيهِ
(1)
. محمدُ بنُ عليٍّ هَذا هو ابنُ الحَنَفيَّةِ، وأبو جَعفَرٍ هو محمدُ بنُ عليِّ بنِ الحُسَينِ.
وكَذَلِكَ رَواه موسَى بنُ إسماعيلَ عن أبى شِهابٍ
(2)
، ورَواه علىُّ بنُ مسلِمٍ عن أبى شِهابٍ عن أبيَضَ بنِ أبانٍ عن محمدِ بنِ عليٍّ يَعنِى أبا جَعفَرٍ
(3)
.
13336 -
فأَمّا الحَديثُ الَّذِى أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حَدَّثَنَا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ [بنُ عليّ]
(4)
بنِ عَفّانَ العامِرِىُّ، حَدَّثَنَا يَحيَى بنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سفيانُ بنُ سعيدٍ، عن حَكيمِ بنِ جُبَيرٍ، عن محمدِ بنِ عبدِ الرَّحمَنِ بنِ يَزيدَ، عن أبيه، عن عبدِ اللَّهِ قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَن سأَلَ ولَه ما يغنيه جاءَ يَومَ القيامَةِ خُموشٌ، أو خُدوشٌ، أو كدوحٌ فى وجهِه". فقيلَ: " يا رسولَ اللَّهِ ومَا الغِنَى؟ قال: "خَمسونَ دِرهَمًا أو قيمَتها مِنَ الذَّهَبِ". قال يَحيَى بنُ آدَمَ: فقالَ عبدُ اللهِ بنُ عثمانَ لِسُفيانَ: حِفظِى أنَّ شُعبَةَ كان لا يَروِى عن حَكيمِ بنِ جُبَيرٍ. فقالَ سفيانُ: فقَد حَدَّثَنَا زُبَيدٌ عن محمدِ بنِ عبدِ الرَّحمَنِ بنِ
(5)
يَزيدَ
(6)
.
(1)
سعيد بن منصور (931 - تفسير). وأخرجه أبو عبيد فى الأموال (1910) من طريق أبى شهاب دون ذكر ابن الحنفية.
(2)
أخرجه البخاري فى التاريخ الكبير 2/ 60 عن موسى بن إسماعيل به.
(3)
أخرجه البخاري فى التاريخ الكبير 2/ 60 من طريق أبيض بن أبان به.
(4)
ليس فى: م.
(5)
فى س، م:"عن".
(6)
الحاكم 1/ 407. وأخرجه أبو داود (1626)، وابن ماجه (1840) عن الحسن بن على به. والترمذى (651)، والنسائي (2591) من طريق يحيى بن آدم به. وأحمد (4207) من طريق سفيان به.
وصححه الألباني فى صحيح أبى داود (1432).
13337 -
وأخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ الفَضلِ، أخبرَنا عبدُ اللهِ بنُ جَعفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعقوبُ بنُ سُفيانَ. فذَكَرَ مَعنَى هذه الحِكايَةِ بَلاغًا عن يَحيَى بنِ آدَمَ عن سُفيانَ، ثُمَّ قال يَعقوبُ: هِىَ حِكايَةٌ بَعيدَةٌ، ولَو كان حَديثَ حَكيمِ بنِ جُبَيرٍ عن زُبَيدٍ ما خَفِىَ على أهلِ العِلمِ
(1)
.
13338 -
أخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْبارِيُّ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ داسَةَ، حَدَّثَنَا أبو داودَ، حَدَّثَنَا عبدُ اللهِ بنُ مَسلَمَةَ، عن مالكٍ، عن زَيدِ بنِ أسلَمَ، عن عَطاءِ بنِ يَسارٍ، عن رَجُلٍ مِن بَنِى أسَدٍ قال: نَزَلتُ أنا وأَهلِى ببَقيعِ الغَرقَدِ فقالَ على أهلِى: اذهَبْ إلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم[فسَلْه لَنا شَيئًا نأكُلُه. فجَعَلوا يَذكُرونَ مِن حاجَتِهِم، فذَهَبتُ إلَى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم]
(2)
، فوَجَدتُ عِندَه رَجُلًا يَسأَلُه ورسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ:"ما أجِدُ ما أُعطيكَ". فتَوَلَّى الرَّجُلُ عنه وهو مُغضَبٌ وهو يقولُ: لَعَمرِي، إنَّكَ لتعطى مَن شِئتَ. فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"يَغضَبُ عليَّ أَلَّا أجِدَ ما أُعطيه، مَن سأَلَ مِنكُم ولَه أوقيَّةٌ أو عِدلُها، فقَد سأَلَ إلحافًا". قال الأسَدِىُّ: فقُلتُ: اللِّقحَةُ لَنا
(3)
خَيرٌ مِن أوقيَّةٍ. والأوقيَّةُ أربَعونَ دِرهَمًا. قال: فرَجَعتُ ولَم أسألْه. فقَدِمَ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعدَ ذَلِكَ شَعيرٌ وزَبيبٌ، فقَسَمَ لَنا مِنه -[أو كما]
(4)
قال- حَتَّى أغنانا اللهُ
(5)
. قال أبو داودَ: هَكَذا رَواه الثَّورِيُّ كما قال مالك
(6)
.
(1)
يعقوب بن سفيان 3/ 234، 235 دون قوله: عن زبيد ما خفى على أهل العلم.
(2)
ليس فى: س، م.
(3)
فى س، م:"لك".
(4)
ليس فى: م.
(5)
أبو داود (1627)، ومالك 2/ 999، ومن طريقه النسائى (2595). وصححه الألباني فى صحيح أبى داود (1433).
(6)
أبو داود عقب (1627).
13339 -
أخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ [الصَّفّارُ، حَدَّثَنَا عُبَيدُ]
(1)
بنُ شَريكٍ، حَدَّثَنَا أبو الجُماهِرِ، حَدَّثَنَا ابنُ أبى الرِّجالِ يَعنِى عبدَ الرَّحمَنِ، عن عُمارَةَ بنِ غَزيَّةَ، عن عبدِ الرَّحمَنِ بنِ أبى سعيدٍ الخُدرِىِّ يقولُ: قال أبو سعيدٍ الخُدرِىُّ: استُشهِدَ أبى يَومَ أُحُدٍ مالكُ بنُ سِنانٍ، وتَرَكَنا بغَيرِ مالٍ. قال: وأَصابَتنا حاجَةٌ شَديدَةٌ، فقالَت لِى أُمِّى: يا بُنَىَّ ائتِ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم فسَلْه لَنا شَيئًا. فجِئتُه فسَلَّمتُ عَلَيه، وجَلَستُ وهو فى أصحابه جالِسٌ، فقالَ حينَ استَقبَلَنِى:"إنّه مَن يَستَغنِ أغناه اللَّهُ، ومَن يَستَعفِفْ أعَفَّه اللَّهُ، ومَنِ استَكَفَّ كفَّه". قال: قُلتُ: ما يُريدُ غَيرِى. فانصَرَفتُ ولَم أُكَلِّمْه فى شَئٍ، فقالَت لِي أُمِّى: ما فعَلتَ؟ فأَخبَرتُها الخَبَرَ. قال: فصبَرْنا، واللَّهُ يَرزُقُنا شَيئًا، فتَبَلَّغنا به حَتَّى ألَحَّت عَلَينا حاجَةٌ هِىَ أشَدُّ مِنها، فقالَت لِى أُمِّى: ائتِ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم فسَلْه لَنا شَيئًا. قالَ: فجِئتُه وهو جالِسٌ فى أصحابِه، فسَلَّمتُ وجَلَستُ فاستَقبَلَنِى وقالَ بالقَولِ الأوَّلِ وزادَ فيه:"ومَن سأَلَ ولَه أوقيَّةٌ فهو مُلْحِفٌ". قُلتُ فى نَفسِى: لَنا الياقوتَةُ، وهِىَ خَيرٌ مِن أوقيَّةٍ -قال: والأوقيَّةُ أربَعونَ دِرهَمًا
(2)
- فرَجَعتُ ولَم أسأَلْه
(3)
. قال
(4)
عُبَيدٌ: الياقوتَةُ ناقَةٌ.
(1)
سقط من: س، م.
(2)
بعده فى س، م:"قال".
(3)
أخرجه أحمد (11060)، و أبو داود (1628)، والنسائي (2594)، وابن خزيمة (2447)، وابن حبان (3390) من طريق ابن أبى الرجال به. وحسنه الألباني فى صحيح أبى داود (1434).
(4)
بعده فى س: "أخبرنا أبو"، وفى م:"أبو".
13340 -
وحَدَّثَنا أبو سَعدٍ
(1)
الزَّاهِدُ، أخبرَنا أبو الطَّيِّبِ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ حَمدونٍ الذُّهلِيُّ، حَدَّثَنَا أبو عمرٍو أحمدُ بنُ نَصرٍ، حَدَّثَنَا عبدُ الجَبَّارِ بنُ العَلاءِ، حَدَّثَنَا سفيانُ، عن داودَ، عن عمرِو بنِ شُعَيبٍ، عن أبيه، عن جَدِّه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَن سأَلَ ولَه أربَعونَ دِرهَمًا فهو مُلحِفٌ"
(2)
.
13341 -
أخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْبارِيُّ، أخبرَنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا أحمدُ بنُ مَنصورٍ الرَّمادِيُّ، حَدَّثَنِي عليُّ بنُ عبدِ اللهِ بنِ جَعفَرٍ المَدينِيُّ، حَدَّثَنَا الوَليدُ بنُ مُسلِمٍ، حَدَّثَنِي عبدُ الرَّحمَنِ بنُ يَزيدَ بنِ جابِرٍ، حَدَّثَنِي رَبيعَةُ بنُ يَزيدَ، حَدَّثَنِي أبو كَبشَةَ السَّلولِيُّ أنَّه سَمِعَ ابنَ الحَنظَليَّةِ الأنصارِيَّ صاحِبَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ (ح) وأخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدانَ واللَّفظُ له، حَدَّثَنَا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا أبو شُعَيبٍ الحَرّانِيُّ، حَدَّثَنَا النُّفَيلِيُّ، حَدَّثَنَا مِسكينُ بنُ بُكَيرٍ، حَدَّثَنَا محمدُ بنُ مُهاجِرٍ، عن رَبيعَةَ بنِ يَزيدَ، عن أبى كَبشَةَ السَّلولِيِّ، حَدَّثَنَا سَهلُ ابنُ الحَنظَليَّةِ قال: قَدِمَ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عُيَينَةُ بنُ حِصنٍ والأقرَعُ بنُ حابِسٍ، فسأَلاه فأَمَرَ لَهُما بما سأَلا، وأَمَرَ مُعاويَةَ أن يَكتُبَ لَهُما بما سأَلا. قال: فأَمَّا الأقرَعُ فلَفَّ كِتابَه فى عِمامَتِه وانطَلَقَ، وأَمّا عُيَينَةُ فأَخَذَ كِتابَه فأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا محمدُ، تَرَى أنِّى حامِلٌ إلَى قَومِى كِتابًا لا أدرِى ما فيه كَصَحيفَةِ مُتَلَمِّسٍ
(3)
؟ قال:
(1)
فى س، م:"سعيد".
(2)
أخرجه ابن خزيمة (2448) عن عبد الجبار بن العلاء به. والنسائي (2593) من طريق سفيان به. وقال الألباني فى صحيح النسائى (2431): حسن صحيح.
(3)
هو المتلمس الشاعر، كان هجا عمرو بن هند الملك فكتب له كتابًا إلى عامله يوهمه أنه أمر له فيه بعطية، وكان كتب بقتله، فارتاب المتلمس ففكه وقرأه، فلما علم ما فيه رمى به ونجا، فضربت العرب مثلًا بصحيفته. ينظر معالم السنن 2/ 58.
فأَخَذَه النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فنَظَرَ فيه فقالَ:"قَد كَتَبَ لَكَ بالَّذِى أمَرتُ لَكَ به". فذَكَرَ الحديثَ، ثُمَّ قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَن سأَلَ مَسأَلَةً وهو مِنها غَنِيٌّ، فإنَّما يَستَكثِرُ مِنَ النَّارِ". قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، وما الغِنَى الَّذِى لا يَنبَغِى مَعَه المَسأَلَةُ؟ قال:"أن يَكونَ له شِبَعُ يَومٍ ولَيلَةٍ أو لَيلَة ويَومٍ"
(1)
.
ولَيسَ شَئٌ مِن هذه الأحاديثِ بمُختَلِفٍ، فكأَنَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَلِمَ ما يُغنِى كُلَّ واحِدٍ مِنهُم، فجَعَلَ غِناه به؛ وذَلِكَ لأنَّ النَّاسَ يَختَلِفونَ فى قَدرِ كِفاياتِهِم؛ فمِنهُم مَن يُغنيه خَمسونَ دِرهَمًا لا يُغنيه أقَلُّ مِنها، [ومِنهُم مَن يُغنيه أربَعونَ دِرهَمًا لا يُغنيه أقَلُّ مِنها]
(2)
، ومِنهُم مَن له كَسبٌ يَدِرُّ عَلَيه كُلّ يَومٍ ما يُغَدّيه ويُعَشّيه، ولا عيالَ له، فهو مُستَغنٍ بهِ.
13342 -
وذَلِكَ بَيِّنٌ فيما أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو سعيدِ ابنُ أبى عمرٍو قالا: حَدَّثَنَا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حَدَّثَنَا يَحيَى بنُ أبى طالِبٍ، أخبرَنا عبدُ الوَهَّابِ بنُ عَطاءٍ، أخبرَنا الأخضَرُ بنُ عَجلانَ، حَدَّثَنِي أبو بكرٍ الحَنَفِيُّ، عن أنَسِ بنِ مالكٍ قال: جاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فشَكا إلَيه الفاقَةَ، ثُمَّ رَجَعَ [فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ، لَقَد جِئتُكَ مِن عِندِ أهلِ بَيتٍ ما أُرانِى أرجِعُ إلَيهِم حَتَّى يَموتَ بَعضُهُم. قالَ]
(2)
: فقالَ لى: "انطَلِقْ حَتَّى تَجِدَ مِن شَئٍ". قال: فانطَلَقَ فجاءَ بحِلسٍ
(3)
وقَدَحٍ فقالَ: يا رسولَ اللَّه، هَذا الحِلسُ كانوا
(1)
أخرجه أحمد (17625) عن عليّ بن المدينى به. وأبو داود (1629)، وابن خزيمة مختصرًا (2391) من طريق النفيلى به. وصححه الألباني فى صحيح أبى داود (1431).
(2)
ليس فى: س، م.
(3)
الحلس: الكساء. النهاية: 1/ 423.
يَفتَرِشونَ بَعضَه ويَلبَسونَ بَعضَه، وهَذا القَدَحُ كانوا يَشرَبونَ فيه. فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"مَن يأخُذُهُما مِنِّى بدِرهَمٍ؟ ". فقالَ رَجُلٌ: أنا يا رسولَ اللَّه. فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَن يَزيدُ على دِرهَمٍ؟ ". فقالَ رَجُلٌ: أنا آخُذُهُما باثنَينِ. فقالَ: "هُما لَكَ". قال: فدَعا الرَّجُلَ فقالَ له: "اشتَرِ بدِرهَمٍ فأسًا، وبِدِرهَمٍ طَعامًا لأَهلِكَ". قال: ففَعَلَ، ثُمَّ رَجَعَ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: "انطَلِقْ إلَى هَذا الوادِى فلا تَدَعْ حاجًا
(1)
ولا شَوكًا ولا حَطَبًا، ولا تأتِنِى خَمسَةَ عَشَرَ يَومًا". قال: فانطَلَقَ فأَصابَ عَشَرَةً قال: "فانطَلِقْ فاشتَرِ بخَمسَةٍ طَعامًا لأَهلِكَ، [وبِخَمسَةٍ كسوَةً لأَهلِكَ]
(2)
". فقالَ: يا رسولَ الله، لَقَد بارَكَ اللهُ لِى فيما أمَرتَنِى. فقالَ: "هَذا خَيرٌ مِن أن تَجِئَ يَومَ القيامَةِ وفِى وجهِكَ نُكتَةُ المَسأَلَةِ، إنَّ المَسأَلَةَ لا تَصلُحُ إلَّا لِثَلاثَةٍ؛ لِذِى دَمٍ موجِعٍ، أو غُرمٍ مُفظِعٍ، أو فقرٍ مُدقِع
(3)
".
قال الشيخُ: فإِن لَم تَقَعْ له الكِفايَةُ إلَّا بمِائَتَينِ أو بأُلوفٍ، أُعطِىَ قَدرَ أقَلِّ الكِفايَةِ، بدَليلِ ما رُوّينا فى حَديثِ قَبيصَةَ بنِ المُخارِقِ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"حَتَّى تُصيبَ قِوامًا مِن عَيشِ، أو سِدادًا مِن عَيشٍ"
(4)
. وبِاللهِ التَّوفيقُ
(5)
.
(1)
الحاج: نوع من الثوك. النهاية 1/ 457.
(2)
ليس فى: س، م.
(3)
فى س، م:"مفقع".
والحديث أخرجه أحمد (12134)، وأبو داود (1641)، والترمذى (1218)، والنسائي (4520)، وابن ماجة (2198) من طريق الاخضر به. مطولًا ومختصرًا. وقال الترمذى: حسن.
(4)
تقدم فى (13332).
(5)
إلى هنا نهاية ما لدينا من المخطوطة الأزهرية (ز).