الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"أسَمِعتَ بلالًا نادَى ثَلاثًا؟ ". قال: نَعَم. قال: "فما مَنَعَكَ أن تَجِئَ به؟ ". فاعتَذَرَ، فقالَ:"كُنْ أنتَ تَجِئُ به يَومَ القيامَةِ فلَن أقبَلَه عَنكَ"
(1)
.
بابُ وُجوبِ الخُمُسِ في الغَنيمَةِ والفَئِ، ومَن قال: لا تُخَمَّسُ الجِزيَةُ وما في مَعناها
قال اللهُ تبارك وتعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} [الأنفال: 41]. وقالَ: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ} إلَى قَولِه: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} [الحشر: 6، 7].
قال الشَّافِعِيُّ: والغَنيمَةُ والفَئُ يَجتَمِعانِ في أنَّ فيهِما مَعًا الخُمُسَ مِن جَميعِهما لمن سَمَّاه اللهُ له في الآيَتَينِ مَعًا
(2)
. وقالَ في القَديمِ: إنَّما يُخَمَّسُ ما أُوجِفَ عَلَيهِ.
12846 -
أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ الحَسَنِ بنِ فُورَكَ، أخبَرَنا عبدُ اللهِ ابنُ جَعفَرٍ، حَدَّثَنَا يونُسُ بنُ حَبيبٍ، حَدَّثَنَا أبو داودَ، حَدَّثَنَا شُعبَةُ، عن أبى جَمْرَةَ قال: سَمِعتُ ابنَ عباسٍ يقولُ: إنَّ وفدَ عبدِ القَيسِ لما قَدِموا عَلِى
(1)
أبو داود (2712)، والسير للفزارى ص 234، ومن طريقه ابن حبان (4809). وأخرجه أحمد (6996) من طريق عبد الله بن شوذب به. وحسنه الألباني في صحيح أبى داود (2359).
(2)
المصنّف في المعرفة عقب (3940)، والأم 4/ 139.
رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "ممَّنِ القَومُ؟ ". قالوا: مِن رَبيعَةَ. قال: "مَرحَبًا بالوَفدِ غَيرَ الخَزايا ولا النَّدامَى". فقالوا: يا رسولَ اللهِ، إنَّا حَيٌّ مِن رَبيعَةَ، وإِنَّا نأتيكَ مِن شُقَّةٍ بَعيدَةٍ، وإِنَّه يَحولُ بَينَنا وبَينَكَ هذا الحَيُّ مِن كُفّارِ مُضَرَ، وإِنّا لا نَصِلُ إلَيكَ إلَّا في [شَهرٍ حَرامٍ]
(1)
؛ فمُرنا بأمرٍ فَصْلٍ نَدعو إلَيه مَن وراءَنا ونَدخُلُ به الجَنَّةَ. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "آمُرُكُم بأربَعٍ وأنهاكُم عن أربَعٍ؛ آمُرُكُم بالإيمانِ باللهِ وحدَه، أتَدرونَ ما الإيمانُ باللَّهِ؟ شَهادَةُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللَّهِ، وِإقامُ الصَّلاةِ، وإيتاءُ الزَّكاةِ، وصَومُ رَمَضانَ، وأن تُعطُوا مِنَ المَغانِمِ الخُمُسَ، وأنهاكُم عن أربَع، عن الدُّبّاءِ والحَنتَمِ والنَّقيرِ والمُزَفَّتِ - ورُبَّما قال: والمُقَيَّرِ
(2)
- فاحفَظوهُنَّ وادعُوا إلَيهِنّ مَن وراءَكُمْ"
(3)
. رَواه البخارىُّ في "الصحيح" عن علىِّ ابنِ الجَعدِ عن شُعبَةَ، وأخرَجَه مسلمٌ مِن وجهٍ آخَرَ عن شُعبَةَ
(4)
.
12847 -
أخبرَنا الإمامُ أبو الفَتحِ العُمَرِىُّ ناصِرُ بنُ الحُسَينِ، أخبَرَنا أبو محمدٍ عبدُ الرَّحمَنِ بنُ أبى شُرَيحٍ، أخبَرَنا أبو القاسِمِ البَغَوِىُّ، حَدَّثَنَا
(1)
في م: "الشهر الحرام".
(2)
الدباء: القرع، والمراد اليابس منه. مشارق الأنوار 1/ 225، والحنتم: الجرار الخضر. والنقير: أصل النخلة ينقر فيتخذ منه وعاء. والمزفت: ما طلى بالزفت. والمقير: ما طلى بالقار، ويقال له: القير، وهو نبت يحرق إذا يبس تطلى به السفن وغيرها. ينظر فتح البارى 1/ 134.
(3)
المصنّف في الدلائل 5/ 323، 324، والطيالسى (2870). وأخرجه أحمد (2020) - وعنه أبو داود (4677) - وابن خزيمة (307)، وابن حبان (172) من طريق شعبة به. وينظر ما تقدم في (7970) وما سيأتى في (12876).
(4)
البخارى (53)، ومسلم (17/ 24).
عليُّ بنُ الجَعدِ، أخبَرَنا شُعبَةُ. فذَكَرَه بإِسنادِه ومَعناه
(1)
.
12848 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حَدَّثَنَا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حَدَّثَنَا محمدُ بنُ إسحاقَ الصَّغانِيُّ، حَدَّثَنَا يوسُفُ بنُ مُنازِلٍ التَّيمِيُّ، أخبَرَنا عبدُ اللهِ بنُ إدريسَ الأَوْدِيُّ، حَدَّثَنَا خالِدُ
(2)
بنُ أبى كَريمَةَ، عن مُعاويَةَ ابنِ قُرَّةَ، عن أبيه، أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ أباه جَدَّ مُعاويَةَ إلَى رَجُلٍ أعرَسَ بامرأةِ أبيه فضَرَبَ عُنُقَه وخَمَّسَ مالَه
(3)
.
12849 -
أخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْبارِىُّ، أخبرَنا محمدُ بنُ بكرٍ، حَدَّثَنَا أبو داودَ، حَدَّثَنَا مَحمودُ بنُ خالِدٍ، حَدَّثَنَا محمدُ بنُ عائذٍ، حَدَّثَنَا الوَليدُ، حَدَّثَنَا عيسَى بنُ يونُسَ، حَدَّثَنِي فيما حدَّثَه ابنٌ لِعَديِّ بنِ عَدِىٍّ الكِندِيِّ، أن عُمَرَ بنَ عبدِ العَزيزِ كَتَبَ أن مَن سألَ عن مَواضِعِ الفَئِ فهو ما حَكَمَ فيه عُمَرُ بنُ الخطابِ رضي الله عنه فرآه المُؤمِنُونَ عَدلًا موافِقًا لِقَولِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم:"جَعَلَ اللَّهُ الحقَّ على لِسانِ عُمَرَ وقَلبِه". فرَضَ الأَعْطِيَةَ، وعَقَدَ لأَهْلِ الأديانِ ذِمَّةٌ بِمَا فرَضَ عَلَيهِم مِنَ الجِزيَةِ، لَم يَضرِبْ فيها بخُمُسٍ ولا مَغنَمٍ
(4)
. رِوايَةُ عُمَرَ بنِ عبدِ العَزيزِ عن عُمَرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه مُنقَطِعَةٌ، واللهُ أعلمُ.
(1)
البغوى في الجعديات (1287).
(2)
في ز: "خلف".
(3)
أخرجه النسائي في الكبرى (7224)، وابن ماجة (2608) من طريق ابن منازل به. وقال الذهبى 5/ 2460: رواه يوسف بن منازل التميمى عن ابن إدريس هكذا، ورواه ابن راهويه عن ابن إدريس مرسلًا، وفى النسخة: خلف، وصوابه: خالد بن أبى كريمة. وفى مصباح الزجاجة (922): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات.
(4)
أبو داود (2961). وسيأتى في (13099).