الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فبَعَثَ إلَينا، فجِئنا فرأينا فيه الغَضَبَ، فقالَ:"مَعَ مَن خَرَجتُنَّ؟ وبِإِذنِ مَن خَرَجتُنَّ؟ ". فقُلنا: يا رسولَ اللهِ خَرَجْنا نَغزِلُ الشَّعَرَ ونُعينُ به في سَبيلِ اللَّهِ، ومعنا دَواءٌ لِلجَرحَى، ونُناوِلُ السِّهامَ، ونَسقِى السَّويقَ. فقالَ: "قُمنَ
(1)
". حَتَّى إذا فتَحَ اللهُ عَلَيه خَيبَرَ أسهَمَ لَنا كما أسهَمَ لِلرِّجالِ، قال: فقُلتُ لَها: يا جَدَّةُ وما كان ذَلكِ؟ قالَت: تَمرًا
(2)
.
قال الشيخُ: إخبارُها عن عَينِ ما أعطاهُنَّ دَلالَةٌ على كَونِه رَضخًا. وفِى حَديثِ ابنِ عباسٍ: لَم يَضرِبْ لَهُنَّ بسَهمٍ. بَيانُ ذَلِكَ، واللهُ أعلمُ.
وِرُوِى عن مَكحولٍ وغَيرِه في الإسهامِ لَهُنَّ بخَيبَرَ
(3)
، وهو مُنقَطِعٌ لا تَقومُ به حُجَّةٌ.
بابُ المَدَدِ يَلحَقُ بالمُسلِميَن قبلَ تنقَطِعُ الحَربُ أو لَم يأتوا حَتَّى تَنقَطِعَ الحَربُ، وما رُوِى في الغَنيمَةِ أنَّها لِمَن شَهِدَ الوَقعَةَ
13046 -
أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبَرَنا أبو الفَضلِ ابنُ إبراهيمَ، حدثنا أحمدُ بنُ سلمةَ، حدثنا أبو كُرَيبٍ، حدثنا أبو أُسامَةَ، حَدَّثَنِى بُرَيدٌ، عن أبى بُردَةَ، عن أبى موسَى، فذَكَرَ قُدومَهُم على جَعفَرِ بنِ أبى طالِبٍ
(1)
في م: "أقمن".
(2)
أبو داود (2729). وأخرجه أحمد (22332)، والنسائي في الكبرى (8879) من طريق رافع بن سلمة به. وضعفه الألبانى في ضعيف أبى داود (586).
(3)
أخرجه أبو داود في المراسيل (279، 289).
بالحَبَشَةِ قال: فأقَمْنا مَعَه حَتَّى قَدِمْنا جَميعًا، قال: فوافَقْنا رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حينَ افتَتَحَ خَيبَرَ فأسهَمَ لَنا -أو قال: أعطانا مِنها- وما قَسَمَ لأحَدٍ غابَ عن فتحِ خَيبَرَ مِنها شَيئًا إلَّا مَن شَهِدَ مَعَه، إلَّا أصحابَ سَفينَتِنا مَعَ جَعفَرٍ وأصحابِه فقَسَمَ لَهُم مَعَهُم
(1)
. أخرَجَه البخارىُّ ومُسلِمٌ في "الصحيح" عن أبى كُرَيبٍ
(2)
. وهَؤُلاءِ إن حَضَروا قبلَ
(3)
تَنقَطِعُ الحَربُ أو قبلَ حيازَةِ الغَنيمَةِ فأشرَكَهُم فيها، فهِى في مَسألَتِنا وإِن حَضَروا بعدَ ذَلِكَ.
13047 -
وعَلَيه يَدُلُّ ما أخبَرَنا أبو الحَسَنِ ابنُ عبْدانَ، أخبَرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ، حدثنا مُعاذُ بنُ المُثَنَّى، حدثنا يَحيَى بنُ مَعينٍ، حدثنا حَفصُ بنُ غِياثٍ، حدثنا بُرَيدُ بنُ عبدِ اللَّهِ، عن أبى بُردَةَ، عن أبى موسَى قال: قَدِمنا على رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بعدَ فتحِ خَيبَرَ فأسهَمَ لَنا، ولَم يُسهِمْ لأحَدٍ يَعنِى لَم يَشهَدِ الفَتحَ غَيرَنا
(4)
. رَواه البخارىُّ في "الصحيح" عن إسحاقَ بنِ إبراهيمَ عن حفصٍ
(5)
.
ورَواه يوسُفُ بنُ موسَى عن حَفصٍ وقالَ: بعدَ ما افتَتَحَها بثَلاثٍ
(6)
.
فيَحتَمِلُ أنَّه صلى الله عليه وسلم إنَّما أعطاهُم مِن سَهمِ المَصالِحِ أوأشرَكَهُم في الغَنيمَةِ
(1)
أخرجه أبو داود (2725) عن محمد بن العلاء أبى كريب به.
(2)
البخارى (3136)، ومسلم (2502).
(3)
بعده في م: "أن".
(4)
جزء يحيى بن معين (16). وأخرجه أحمد (19635)، والترمذى (1559)، وابن حبان (4813) من طريق حفص به.
(5)
البخارى (4233).
(6)
أخرجه البزار (3187)، وابن عساكر في تاريخ دمشق 32/ 28 من طريق يوسف به.
برِضا الغانِمينَ، وقَد رُوِى في قِصَّةِ جَعفَرٍ وغَيرِه بإِسنادٍ آخَرَ أنَّه سألَ أصحابَه أن يُشرِكوهُم في مَقاسِمِ خَيبَرَ ففَعَلوا
(1)
.
ولَه شاهِدٌ صَحيحٌ في قِصَّةِ قُدومِ أبى هريرةَ:
13048 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ محمدُ بنُ الحُسَينِ بنِ الفَضلِ القَطّانُ ببَغدادَ، أخبَرَنا عبدُ الفَه بنُ جَعفَرِ بنِ دُرُستُويَه، حدثنا يَعقوبُ بنُ سُفيانَ، حدثنا أبو بكرٍ الحُمَيدِىُّ، حدثنا سفيانُ، حدثنا الزُّهرِىُّ، أخبرَنِى عَنبَسَةُ بنُ سعيدِ بنِ العاصِ، عن أبى هريرةَ قال: قَدِمتُ على رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأصحابِه خَيبَرَ بعدَما افتَتَحوها، فسألتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أن يُسهِمَ لِى مِنَ الغَنيمَةِ، فقالَ بَعضُ بَنِى سعيدِ بنِ العاصِ: لا تُسهِمْ له يا رسولَ اللهِ. فقلتُ: يا رسولَ اللهِ هذا قاتِلُ ابنِ قَوقَلٍ. فقالَ ابنُ سعيدٍ: واعَجَبًا لِوَبْرٍ
(2)
تَدَلَّى عَلَينا مِن قَدومِ ضأنٍ
(3)
يَنعَى علىَّ قَتلَ رَجُلٍ مُسلِمٍ أكرَمَه اللهُ على يَدَىَّ، ولَم يُهِنِّى على يَدَيه. قال سفيانُ: فلا أحفَظُه أنَّه قال: أسهَمَ له أو لَم يُسهِمْ. قالَ سفيانُ: سَمِعتُ إسماعيلَ بنَ أُمَيَّةَ سألَ الزُّهرِىَّ عنه وأنا حاضِرٌ
(4)
.
13049 -
وأخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ إسحاقَ، أخبرَنا بشرُ بنُ موسَى، حدثنا الحُمَيدِىُّ، حدثنا سفيانُ. فذَكَرَه بإِسنادِه مِثلَه
(1)
ينظر مغازى الواقدى 2/ 683، وطبقات ابن سعد 2/ 108.
(2)
الوبر: دابة في حجم القطة غبراء أو بيضاء. النهاية 5/ 311.
(3)
ينظر (13050).
(4)
يعقوب بن سفيان 2/ 738. وتقدم تخريجه في (3979).
إلَّا أنَّه لَم يَذكُرْ قَولَ سُفيانَ، وزادَ: قال سفيانُ: حَدَّثَنيه السَّعيدِىُّ أيضًا عن جَدِّه، عن أبى هريرةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(1)
. رَواه البخارىُّ في "الصحيح" عن الحُمَيدِىِّ
(2)
. واسمُ السَّعيدِىِّ عمرُو بنُ يَحيَى بنِ سعيدِ بنِ عمرِو بنِ سعيدِ بنِ العاصِ، وجَدُّه سعيدُ بنُ عمرٍو.
قال البخارىُّ
(3)
: ويُذكَرُ عن الزُّبَيدِىِّ عن الزُّهرِىِّ. فذَكَرَ ما:
13050 -
أخبرَنا أبو علىٍّ الرُّوذْبارِىُّ، أخبرَنا محمدُ بنُ بكرٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا سعيدُ بنُ مَنصورٍ، حدثنا إسماعيلُ بنُ عَيّاشٍ، عن محمدِ بنِ الوَليدِ الزُّبَيدِىِّ، عن الزُّهرِىِّ، أن عَنبَسَةَ بنَ سعيدٍ أخبَرَه أنَّه سَمِعَ أبا هريرةَ يُحَدِّثُ سعيدَ بنَ العاصِ أن رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ أبانَ بنَ سعيدِ بنِ العاصِ على سَريَّةٍ مِنَ المَدينَةِ قِبَلَ نَجدٍ، فقَدِمَ أبانُ بنُ سعيدٍ وأصحابُه على رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بخَيبَرَ بعدَ أن فتَحَها وإِنَّ حُزْمَ خَيلِهِم ليفٌ، فقالَ أبانٌ
(4)
: اقسِمْ لَنا يا رسولَ اللَّهِ. قال أبو هريرةَ: فقُلتُ: لا تَقسِمْ لَهُم يا رسولَ اللَّهِ. فقال أبانٌ: أنتَ به [يا وَبْرُ]
(5)
تَحَدَّرَ عَلَينا مِن رأسِ ضالٍ
(6)
! فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "اجلِسْ
(1)
المصنف في المعرفة (5340)، دون قول سفيان، والحميدى (1109)، وفيه قول سفيان. وتقدم في (3979).
(2)
البخارى (2827).
(3)
البخارى (4238).
(4)
بعده في م: "بن سعيد وأصحابه".
(5)
في م: "وبر".
(6)
كتب فوقها في الأصل: "صح". وفى س، م:"ضان".
وضال: بالتخفيف، مكان أو جبل بعينه، ويروى بالنون، وهو أيضًا جبل في أرض دوس، وقيل:=
يا أبانُ". ولَم يَقسِمْ لَهُم رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
.
وكَذَلِكَ رَواه عبدُ اللهِ بنُ سالِمٍ عن الزُّبَيدِىِّ، وهو فيما ذَكَرَه محمدُ بنُ يَحيَى الذُّهلِىُّ عن إسحاقَ بنِ إبراهيمَ الزُّبَيدِىِّ، عن عمرِو بنِ الحارِثِ، عن عبدِ اللَّهِ. قال محمدُ بنُ يَحيَى: لَم يُقِمِ ابنُ عُيَينَةَ، يعنى
(2)
مَتنَه، والحَديثُ حَديثُ الزُّبَيدِىِّ
(3)
.
13051 -
أخبرَنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحَسَنِ القاضِى وأبو سعيدِ ابنُ أبى عمرٍو قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا العباسُ بنُ محمدٍ، حدثنا علىُّ بنُ بَحرٍ القَطّانُ، حدثنا الوَليدُ بنُ مُسلِمٍ، حدثنا سعيدُ بنُ عبدِ العَزيزِ، حدثنا الزُّهرِىُّ، عن سعيدِ بنِ المُسَيَّبِ، عن أبى هريرةَ: إنَّ اللَّهَ عز وجل فتَحَ على رسولِه صلى الله عليه وسلم خَيبَرَ ثُمَّ جاءَه أبانُ بنُ سعيدِ بنِ العاصِ في خَيلٍ له، فسألَه أن يُسهِمَ له ولأصحابِه، فلَم يَفعَلْ ذَلِكَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قال أبو هريرةَ: وكانَت حُزْمُ خُيولِهِمُ اللِّيفَ
(4)
. فهَذا يوافِقُ رِوايَةَ الزُّبَيدِىِّ في مَتنِه ويُخالِفُه في إسنادِه، واللهُ أعلمُ.
قال محمدُ بنُ يَحيَى الذُّهلِىُّ: الحَديثانِ مَحفوظانِ؛ حَديثُ عَنبَسَةَ مِن
= أراد به الضأن من الغنم فتكون ألفه همزة. النهاية 3/ 109.
(1)
أبو داود (2723).
(2)
ليس في: س، م.
(3)
ذكره المصنف في الصغرى عقب (3648).
(4)
أخرجه ابن حبان (4814، 4815) من طريق الوليد به.
حَديثِ الزُّبَيدِىِّ، وحَديثُ سعيدِ بنِ المُسَيَّبِ مِن حَديثِ سعيدِ بنِ عبدِ العَزيزِ
(1)
.
13052 -
وأخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ الفَضلِ القَطّانُ، أخبرَنا عبدُ اللهِ بنُ جَعفَرٍ، حدثنا يَعقوبُ بنُ سُفيانَ، حدثنا الحَجّاجُ بنُ مِنهالٍ، حدثنا حَمّادٌ، عن علىِّ بنِ زَيدٍ، عن عَمّارِ بنِ أبى عَمّارٍ، عن أبى هريرةَ قال: ما شَهِدْتُ مَعَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَغنمًا إلَّا قَسَمَ لِى، إلَّا خَيبَرَ فإِنَّها كانَت لأهلِ الحُدَيبيَةِ خاصَّةً، وكانَ أبو موسَى وأبو هريرةَ جاءا بَينَ الحُدَيبيَةِ وبَينَ خَيبَرَ
(2)
.
13053 -
وأخبرَنا أبو الحَسَنِ علىُّ بنُ محمدٍ المُقرِئُ، أخبرَنا الحَسَنُ ابنُ محمدِ بنِ إسحاقَ، حدثنا يوسُفُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا سُلَيمانُ بنُ حَربٍ، حدثنا وُهَيبٌ، حدثنا خُثَيمُ بنُ عِراكٍ، عن أبيه، عن نَفَرٍ مِن بَنِى غِفارٍ قالوا: إنَّ أبا هريرةَ قَدِمَ المَدينَةَ وقَد خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلَى خَيبَرَ، واستَخلَفَ على المَدينَةِ رَجُلًا مِن بَنِى غِفارٍ يُقالُ له: سِباعُ بنُ عُرفُطَةَ. قال أبو هريرةَ: فوَجَدناه في صَلاةِ الصُّبحِ فلَمّا فرَغنا مِن صَلاتِنا أتَينا سِباعَ بنَ عُرفُطَةَ، فزَوَّدَنا تَمرًا حَتَّى قَدِمْنا على رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وقَد فتَحَ خَيبَرَ، وكَلَّمَ المُسلِمينَ فأشرَكونا في سُهمانِهِم
(3)
.
13054 -
ورَواه رَوحُ بنُ القاسِمِ عن خُثَيمِ بنِ عِراكٍ بإِسنادِه ومَعناه قال:
(1)
ذكره المصنف في الصغرى عقب (3648).
(2)
يعقوب بن سفيان 3/ 160، 161. وأخرجه أحمد (10912) من طريق حماد بن سلمة به. وقال الهيثمى في المجمع 6/ 155: وفيه على بن زيد، وهو سيئ الحفظ، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(3)
المصنف في الدلائل 4/ 198. وأخرجه الطحاوى في شرح المشكل (2910) من طريق وهيب به.
فاستأذَنَ النّاسَ أن يَقسِمَ لَنا مِنَ الغَنائمِ، فأذِنوا له فقَسَمَ لَنا. أخبرَناه أبو الحَسَنِ ابنُ أبى المَعروفِ الإسفَرايينِىُّ، أخبرَنا أبو عمرٍو إسماعيلُ بنُ نُجَيدٍ السُّلَمِىُّ، حدثنا أبو عبدِ اللَّهِ البوشَنجِىُّ، حدثنا أُمَيَّةُ بنُ بِسطامٍ، حدثنا يَزيدُ بنُ زُرَيعٍ، حدثنا رَوحُ بنُ القاسِمِ. فذَكَرَه
(1)
.
الرِّواياتُ في قُدومِه بعدَ فتحِ خَيبَرَ أصَحُّ، ثُمَّ رِوايَةُ مَن رَوَى أنَّه لَم يُسهِمْ له أرادَ قِسمَةَ مَن شَهِدَها، ويَحتَمِلُ أنَّه أشرَكَهُم في سُهمانِهِم برِضاهُم كما في هذه الرِّوايَةِ، واللَّهُ أعلمُ.
13055 -
أخبرَنا أبو نَصرٍ عُمَرُ بنُ عبدِ العَزيزِ بنِ عُمَرَ بنِ قَتادَةَ، أخبرَنا أبو الفَضلِ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ محمدِ بنِ خَميرُويَه، حدثنا أحمدُ بنُ نَجدَةَ، حدثنا الحَسَنُ بنُ الرَّبيعِ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ المُبارَكِ، عن يونُسَ، عن الزُّهرِىِّ قال: بَلَغَنا أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَم يَقسِمْ لِغائبٍ في مَغنَمٍ لَم يَشهَدْه إلَّا يَومَ خَيبَرَ قَسَمَ لِغائبِ أهلِ الحُدَيبيَةِ مِن أجلِ أن اللهَ تبارك وتعالى كان أعطَى خَيبَرَ المُسلِمينَ مِن أهلِ الحُدَيبيَةِ فقالَ: {وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ} [الفتح: 20]. فكانَت لأهلِ الحُدَيبيَةِ مَن شَهِدَ مِنهُم ومَن غابَ، ولِمَن شَهِدَ مِنَ النّاسِ غَيرِهِم
(2)
.
13056 -
وعن يونُسَ قال: وقال ابنُ شِهابٍ: بَلَغَنا، واللَّهُ أعلمُ، أنَّه
(1)
أخرجه الطبرانى في الأوسط (2801)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (3695) من طريق روح به.
(2)
أخرجه أبو داود في المراسيل (276) من طريق ابن المبارك به.
قَسَمَ لِعُثمانَ بنِ عَفّانَ رضي الله عنه يَومَ بَدرٍ، وكانَ عثمانُ رضي الله عنه تَخَلَّفَ على امرأتِه رُقيَّةَ بنتِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأصابَتها الحَصبَةُ، فجاءَ زَيدُ بنُ حارِثَةَ بَشيرًا بوَقعَةِ بَدرٍ وعُثمانُ رضي الله عنه على قَبرِ رُقيَّةَ بنتِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدفِنُها
(1)
.
13057 -
قال ابنُ شِهابٍ: وبَلَغَنا أن رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَسَمَ لِطَلحَةَ بنِ عُبَيدِ اللهِ وسَعيدِ بنِ زَيدٍ وكانا غائبَينِ بالشّامِ
(1)
.
قال الشيخُ: قَد رُوِّينا عن ابنِ إسحاقَ أنَّه لَم يَغِبْ عن خَيبَرَ مِن أهلِ الحُدَيبيَةِ إلَّا جابِرُ بنُ عبدِ اللَّهِ الأنصارِىُّ
(2)
. وأمّا قِسمَتُه لِعُثمانَ بنِ عَفّانَ وغَيرِه مِن غَنائمِ بَدرٍ فقَد مَضَتِ الدَّلالَةُ في هذا الكِتابِ على أنَّها كانَت لِرسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَضعُها حَيثُ أراه اللَّهُ، وإِنَّما صارَتِ الغَنيمَةُ لِمَن شَهِدَ الوَقعَةَ بعدَ قِسمَةِ بَدرٍ، واللَّهُ أعلمُ
(3)
.
13058 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ بِشْرْانَ، أخبرَنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفّارُ، حدثنا سَعدانُ بنُ نَصرٍ، حدثنا وكيعٌ، عن شُعبَةَ، عن قَيسِ بنِ مُسلِمٍ، عن طارِقِ بن شِهابٍ الأحمَسِىِّ قال: غَزَت بَنو عُطارِدٍ ماهَ البَصرَةِ
(4)
وأُمِدُّوا بعَمّارٍ مِنَ الكوفَةِ، فخَرَجَ قبلَ الوَقعَةِ وقَدِمَ بعدَ الوَقعَةِ فقالَ: نَحنُ
(1)
أخرجه أبو داود في المراسيل (276) من طريق ابن المبارك به. وينظر ما تقدم في (12842، 12843).
(2)
ابن إسحاق - كما في سيرة ابن هشام 2/ 349.
(3)
ينظر ما تقدم في (12836 - 12845).
(4)
ماه البصرة: يقال لنهاوند وهمذان وقم؛ لأن أهل البصرة هم افتتحوها. مراصد الاطلاع 3/ 1224.
شُرَكاؤُكُم في الغَنيمَةِ. فقامَ رَجُلٌ مِن بَنِى عُطارِدٍ فقالَ: أيُّها العَبدُ المُجَدَّعُ
(1)
تُريدُ أن نَقسِمَ لَكَ غَنائمَنا -وكانَت أُذُنُه أُصيبَت في سَبيلِ اللهِ- فقالَ: عَيَّرتُمونِى بأحَبِّ أُذُنَىَّ إلَىَّ
(2)
، أو: خَيرِ أُذُنَىَّ. قال: فكَتَبَ في ذَلِكَ إلَى عُمَرَ رضي الله عنه، فكَتَبَ: إنَّ الغَنيمَةَ لِمَن شَهِدَ الوَقعَةَ
(3)
.
ورُوِّينا عن أبى بكرٍ الصِّدّيقِ رضي الله عنه في قِصَّةٍ أُخرَى أنَّه كَتَبَ: إنَّما الغَنيمَةُ لِمَن شَهِدَ الوَقعَةَ
(4)
.
13059 -
وحَدَّثَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ إسحاقَ، أخبرَنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ النَّضرِ، حدثنا مُعاويَةُ بنُ عمرٍو، عن أبى إسحاقَ الفَزارِىِّ، أخبرَنا أبو بكرٍ الغَسّانِىُّ
(5)
، عن عَطيَّةَ بنِ قَيسٍ وراشِدِ بنِ سَعدٍ قالا: سارَتِ الرُّومُ إلَى حَبيبِ بنِ مَسلَمَةَ وهو بإرمينيَةَ فكَتَبَ إلَى
(6)
مُعاويَةَ يَستَمِدُّه، فكَتَبَ مُعاويَةُ إلَى عثمانَ رضي الله عنه بذَلِكَ، فكَتَبَ عثمانُ رضي الله عنه إلَى أميرِ العِراقِ يأمُرُه أن يُمِدَّ حَبيبًا، فأمَدَّه بأهلِ العِراقِ وأمَّرَ عَلَيهِم سَلمانَ بنَ رَبيعَةَ الباهِلِىَّ، فساروا يُريدونَ غِياثَ حَبيبٍ، فلَم يَبلُغوهُم حَتَّى لَقِى هو وأصحابُه
(1)
مجدع الأطراف: أى: مقطعها. ينظر مشارق الأنوار 1/ 141.
(2)
ليس في: م.
(3)
أخرجه ابن أبى شيبة (33776) عن وكيع به. وينظر ما سيأتى في (18010).
(4)
سيأتى قبل (18009).
(5)
في ز: "العسقلانى".
(6)
في م: "لى".