الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العَدوَّ، ففَتَحَ اللَّهُ لَهُم، فلَمّا قَدِمَ سَلمانُ وأصحابُه على حَبيبٍ سألوهُم أن يُشرِكوهُم في الغَنيمَةِ، وقالوا: قَد أمدَدناكُم. وقالَ أهلُ الشّامِ: لَم تَشهَدوا القِتالَ لَيسَ لَكُم معنا شَيءٌ. فأبَى حَبيبٌ أن يُشرِكَهُم، وحَوَى
(1)
هو
(2)
وأصحابُه على غَنيمَتِهِم، فتَنازَعَ أهلُ الشّامِ وأهلُ العِراقِ في ذَلِكَ [حَتَّى كادَ يَكونُ بَينَهُم في ذَلِكَ كَونٌ]
(3)
، فقالَ بَعضُ أهلِ العِراقِ
(4)
:
إن تَقتُلوا سَلمانَ نَقتُلْ حَبيبَكُم وِإن تَرحَلوا نَحوَ ابنِ عَفّانَ نَرحَل قال أبو بكرٍ الغَسّانِيُّ
(5)
: فسَمِعتُ أنَّها أوَّلُ عَداوَةٍ وقَعَتْ بَينَ أهلِ الشّامِ وأهلِ العرِاقِ
(6)
.
بابُ السَّريَّةِ تَخرُجُ مِن عَسكَرٍ في بلادِ العَدوِّ
قال الشّافِعِىُّ: قَد مَضتْ خَيلُ المُسلِمينَ فغَنِمَت بأوطاسٍ غَنائمَ كَثيرَةً وأكثَرُ العَسكَرِ بحُنَينٍ، فشَرِكوهُم وهُم مَعَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(7)
.
13060 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ
(1)
في س: "في الغنيمة فحوى".
(2)
ليس في. م.
(3)
ليس في: ز.
(4)
البيت منسوب لأوس بن مغراء، كما في تاريخ الطبرى 4/ 307، والكامل 3/ 133.
(5)
في ز: "العسقلانى".
(6)
الحاكم 3/ 346.
(7)
الأم 4/ 146.
يَعقوبَ، حَدَّثَنِى أبى وعَبدُ اللهِ بنُ محمدٍ؛ قال أبى: أخبرَنا. وقالَ عبدُ اللَّهِ: حدثنا أبو كُرَيبٍ، حدثنا أبو أُسامَةَ، عن بُرَيدٍ، عن أبى بُردَةَ، عن أبى موسَى قال: لما فرَغَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِن حُنَينن بَعَثَ أبا عامِرٍ على جَيشِ أوطاسٍ، فلَقِى دُرَيدَ بنَ الصِّمَّةِ، فقُتِلَ دُرَيدٌ وهَزَمَ اللَّهُ أصحابَه. وذَكَرَ الحديثَ
(1)
. أخرَجاه في "الصحيح" عن أبى كُرَيبٍ
(2)
.
13061 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحَسَنِ قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الجَبّارِ، حدثنا يونُسُ بنُ بُكَيرٍ، عن ابنِ إسحاقَ قال: حَدَّثَنِى عمرُو بنُ شُعَيبٍ، عن أبيه، عن جَدِّه قال: خَطَبَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عامَ الفَتحِ فقالَ: "أيُّها النّاسُ إنَّه ما كان مِن حِلفٍ في الجاهِليَّةِ فإِنَّ الإسلامَ لَم يَزِدْه إلَّا شِدَّةً، ولا حِلفَ في الإسلامِ، والمُسلِمونَ يَدٌ على مَن سِواهُم يَسعَى بذِمَّتِهِم أدناهُم، يَرُدُّ عَلَيهِم أقصاهُم، تَرُدُّ سَراياهُم على قَعَدَتِهِم"
(3)
. وذَكَرَ
(4)
الحَديثَ.
13062 -
أخبرَنا أبو نَصرِ ابنُ قَتادَةَ، أخبرَنا أبو الفَضلِ ابنُ خَميرُويَه، حدثنا أحمدُ بنُ نَجدَةَ، حدثنا الحَسَنُ بنُ الرَّبيعِ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ المُبارَكِ، عن ابنِ أبى ذِئبٍ قال: بَلَغَنا أن حَبيبَ بنَ مَسلَمَةَ غَزا الرُّومَ فأخَذوا رَجُلًا فاتَّهَموه، فأخبَرهُم أنَّه عَينٌ، فقالَ: هذا مَلِكُ الرُّومِ في الناسِ وراءَ هذا
(1)
أخرجه النسائي في الكبرى (8781)، وابن حبان (7198) من طريق أبى أسامة به.
(2)
البخارى (4323)، ومسلم (2498).
(3)
أخرجه أحمد (6692)، وابن خزيمة (2280) من طريق ابن إسحاق به.
(4)
بعده في م: "باقى".
الجَبَلِ. فقالَ لأصحابِه: أشيروا عليَّ. فقالَ بَعضُهُم: نَرَى أن تُقيمَ حَتَّى يَلحَقَ بكَ النّاسُ -وكانوا مُنقَطِعينَ- وقالَ بَعضهُم: نَرَى أن تَرجِعَ إلَى فِئَتِكَ ولا تَقْدَمَ على هَؤُلاءِ؛ فإِنَه لا طاقَةَ لَنا بهِم. فقالَ: أمّا أنا فأُعطِى اللَّهَ عَهدًا لا أخيسُ
(1)
به، لأخُالِطَنَّهُم. فلَمّا ارتَفَعَ النَّهارُ إذا هو بهِم قَد مَلَئوا الأرضَ، فحَمَلَ وحَمَلَ أصحابُه، فانهَزَمَ العَدوُّ وأصابوا غَنائمَ كَثحرَةً، فلَحِقَ النّاسُ الَّذينَ لَم يَحضُروا القِتالَ، فقالوا: نَحقُ شُرَكاؤُكُم في الغَنيمَةِ. وقالَ الَّذينَ شَهِدوا القِتالَ: لَيسَ لَكُم نَصيبٌ، لَم تَحضُروا القِتالَ. وقالَ عبدُ اللَّهِ بنُ الزُّبَيرِ -وكانَ مِمَّن حَضر مَعَ حَبيبِ-: لَيسَ لَكُم نَصيبٌ. فكَتَبَ بذَلِكَ إلَى مُعاويَةَ، فكَتَبَ: أنِ اقسِمْ بَينَهُم كُلًّهِم. قال: وأظُنُّ مُعاويَةَ كان كَتَبَ بذَلِكَ إلَى عُمَرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه، فكَتَبَ بذَلِكَ عُمَ رضي الله عنه. وقالَ الشّاعِرُ
(2)
:
إنَّ حَبيبًا بئسَ ما يواسِى
وابنَ الزُّبَيرِ ذاهِبُ الأقساسِ
لَيسوا بأنجادٍ
(3)
ولا أكياسِ
(4)
ولا رَفيقًا بأُمورِ النّاسِ
(5)
(1)
لا أخيس: أى لا أنقض. غريب الحديث لابن الجوزى 1/ 315.
(2)
لم نقف على اسمه.
(3)
أنجاد: جمع نجد، وهو الشجاع الماضى فيما يعجز عنه غيره. التاج 9/ 204 (ن ج د).
(4)
أكياس: جمع كيس، وهو الظريف الخفيف المتوقد الذهن. التاج 16/ 461 (ك ى س).
(5)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 12/ 75 من طريق المصنف به، وفيه: خيرون. بدلًا من:
خميرويه.