الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بابُ التَّسويَةِ في قَسمِ
(1)
الغَنيمَةِ والقَومِ يَهَبونَ الغَنيمَةَ
13063 -
أخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بنُ محمدٍ المُقرِئُ، أخبرَنا الحَسَنُ ابنُ محمدِ بنِ إسحاقَ، حدثنا يوسُفُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا مُسَدَّدٌ، حدثنا حَضادُ بنُ زَيدٍ، عن بُدَيلِ بنِ مَيسَرَةَ وخالِدٍ والزُّبَيرِ بنِ الخِرِّيتِ، عن عبدِ اللَّهِ ابنِ شَقيقٍ، عن رَجُلٍ مِن بَلقَينِ، قال: أتَيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وهو بوادِى القُرَى وهو يَعرِضُ فرَسًا، فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، أُمِرتَ؟ قال:"أُمِرتُ أن أُقاتِلَ النّاسَ حَتَّى يَقولوا: لا إلَهَ إلأ اللَّهُ وأنى رسولُ اللَّهِ، فإِذا قالوها عَصَموا مِنى دِماءَهُم وأموالَهم إلّا بحَقها وحِسابُهُم على اللَّهِ". قُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ فمَن هَؤُلاءِ الَّذينَ تُقاتِلُ
(2)
؟ قال: "هَؤُلاءِ اليَهودُ المَغضوبُ عَلَيهِم، وهَؤُلاءِ النَّصارَى الضَّالُّونَ". قُلتُ: فما تَقولُ في الغَنيمَةِ؟ قال: "للهِ خُمُسُها، وأربَعَةُ أخماسٍ
(3)
لِلجَيشِ". قُلتُ: فما أحَدٌ أولَى به مِن أحَدٍ؟ قال: "لا، ولا السَّهمُ تَستَخرِجُه مِن جَنبِكَ أحَق به مِن أخيكَ المُسلِمِ"
(4)
.
13064 -
قال: وحَدَّثَنا يوسُفُ، حدثنا عبدُ الواحِدِ بنُ غِياثٍ، حدثنا
(1)
ليس في: م.
(2)
في س: "يقاتل" ..
(3)
في م: "أخماسها".
(4)
تقدم تخريجه في (12991)، وفيه:"أنت أحق به".
حَمّادُ بنُ سلمةَ، عن بُدَيلِ بنِ مَيسَرَةَ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ شَقيقٍ، عن رَجُلٍ مِن بَلقَينِ قال: أتَيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. فذَكَرَ نَحوَه
(1)
.
ورَواه موسَى بنُ داودَ عن حَمّادِ بنِ زَيدٍ، فقالَ في الحديثِ:"فإِن رُميتَ بسَهمٍ في جَنبِكَ فاستَخرَجتَه، فلَستَ بأحَقَّ به مِن أخيكَ المُسلِمِ"
(2)
. وفِى ذَلِكَ بَيانُ ما رُوِّينا، وقَد مَضَى حَديثُ عُبادَةَ بنِ الصامِتِ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه أخَذَ يَومَ حُنَينٍ -أو قال: يَومَ خَيبَرَ- وبَرَةً مِن جَنبِ بَعيرٍ فقالَ: "يا أيُّها النّاسُ إنَّه لا يَحِلُّ لِى مِمّا أفاءَ اللهُ عَلَيكم قَدرُ هذه إلَّا الخمُسَ، والخُمُسُ مَردودٌ عَلَيكُم"
(3)
.
13065 -
وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحَسَنِ قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الجَبّارِ، حدثنا يونُسُ بنُ بُكَيرٍ، عن ابنِ إسحاقَ قال: حَدَّثَنِى عمرُو بنُ شُعَيبٍ، عن أبيه، عن جَدِّه قال
(4)
: كُنا مَعَ رسولِ اللهِ -صلى الله عليهم وسلم- بحُنَينٍ فلَمّا أصابَ مِن هَوازِنَ ما أصابَ مِن أموالِهِم وسَباياهُم أدرَكَه
(5)
وفدُ هَوازِنَ بالجِعْرَانَةِ وقَد أسلَموا، فقالوا:
(1)
المصنف في المعرفة (3986). وأخرجه البلاذرى في أنساب الأشراف 1/ 445 عن عبد الواحد بن غياث به. والطحاوى في شرح المشكل (3452) من طريق حماد بن سلمة به.
(2)
ذكره المصنف في المعرفة عقب (3984).
(3)
تقدم في (12875).
(4)
بعده في س: "خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح فقال: أيها الناس إنه ما كان من حلف في الجاهلية فإن الإسلام لم يزده إلا شدة ولا حلف في الإسلام، والمسلمون يد على من سواهم يسعى بذمتهم أدناهم يرد عليهم أقصاهم".
(5)
في م: "أدرك".
يارسولَ اللهِ، لَنا أصلٌ وعَشيرَةٌ وقَد أصابَنا مِنَ البَلاءِ ما لَم يَخفَ عَلَيكَ، فامنُنْ عَلَينا مَنَ اللهُ عَلَيكَ. قال: فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "نِساؤُكُم وأبناؤُكُم أحَبُّ إلَيكُم أم أموالُكُم؟ ". فقالوا: يا رسولَ اللَّهِ خَيَّرتَنا بَينَ أحسابِنا وبَينَ أموالِنا، أبناؤُنا ونِساؤُنا أحَبُّ إلَينا. فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أمَّا ما كان لِى ولِبَنِى عبدِ المُطَّلِبِ فهو لكم، وِإذا أنا صَلَّيتُ بالناسِ فقوموا وقولوا: إنّا نَستَشفِعُ برسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلَى المُسلِمينَ، وبِالمُسلِمينَ إلَى رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في أبنائنا ونِسائنا. فسأُعطيهُم عِندَ ذَلِكَ وأسألُ لَكُم". فلَمّا صَلَّى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بالنّاسِ الظُّهرَ قاموا فقالوا ما أمَرَهُم به رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أما ما كان لِى ولِبَنى عبدِ المُطَّلِبِ فهو لَكُم". فقالَ المُهاجِرونَ: وما كان لَنا فهو لِرسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. وقالَتِ الأنصارُ: وما كان لَنا فهو لِرسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فقالَ الأقرَعُ بنُ حابِسٍ: أمَّا أنا وبَنو تَميمٍ فلا. وقالَ العباسُ بنُ مِرداسٍ: أمَّا أنا وبَنو سُلَيمٍ فلا. فقالَت بَنو سُلَيمٍ: بَل ما كان لَنا فهو لِرسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. وقالَ عُيَينَةُ بنُ بَدرٍ: أفَا أنا وبَنو فزارَةَ فلا. فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَن أمسَكَ مِنكُم بحَقِّه فلَه بكُلِّ إنسانٍ سِتَّةُ فرائضَ مِن أوَلِّ فئٍ نُصيبُه، فرُدُّوا إلَى النّاسِ نِساءَهُم وأبناءَهُم". ثُمَّ رَكِبَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم واتَّبَعَه النّاسُ يَقولونَ: يا رسولَ اللهِ اقسِمْ عَلَينا فيئَنا. حَتَّى اضطَرُّوه إلَى شَجَرَةٍ فانتزَعَت عنه رِداءَه، فقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"يا أيُّها النّاسُ رُدُّوا على رِدائى، فوالَّذِى نَفسِى بيَدِه لَو كان لَكُم عَدَدُ شَجَرِ تِهامَةَ نَعَمًا لَقَسَمتُه عَلَيكُم، ثُمَّ ما ألفَيتُمونِى بَخيلًا ولا جَبانًا ولا كَذّابًا". ثُمَّ قامَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلَى جَنبِ بَعيرٍ وأخَذَ مِن سَنامِه وبَرَةً فجَعَلَها بَينَ إصبَعَيه، فقالَ: "أيُّها النّاسُ