الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بابُ ما لَم يُوجَفْ عَلَيه بخَيلٍ ولا رِكابٍ ومَنِ اختارَ أن يَكونَ وقفًا لِلمُسلِميَن
كما فعَلَ عُمَرُ بنُ الخطابِ رضي الله عنه بأرضِ العِراقِ وغَيرِها؛ إمّا بأن كانَت فيئًا فتَرَكَها وقفًا، وإِمّا بأن كانَت غَنيمَةً فاستَطابَ أنفُسَ مَن
(1)
ظَهَرَ عَلَيها، كما استَطابَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنفُسَ أهلِ سَبي هَوازِنَ حَتَّى تَرَكوا حُقوقَهُم
(2)
.
13174 -
أخبرَنا أبو سعيدِ ابنُ أبى عمرٍو، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا الحَسَنُ بنُ علىِّ بنِ عَفّانَ، حدثنا يَحيَى بنُ آدَمَ، حدثنا ابنُ المُبارَكِ، عن إسماعيلَ بنِ أبى خالِدٍ، عن قَيسِ بنِ أبى حازِمٍ، أن عُمَرَ رضي الله عنه أعطَى بَجيلَةَ رُبُعَ السَّوادِ فأخَذوه سِنينَ
(3)
، ثُمَّ وفَدَ جَريرٌ رضي الله عنه إلَى عُمَرَ رضي الله عنه فقالَ: لَولا أنِّى قاسِمٌ مَسئولٌ لَكُنتُم على ما قُسِمَ لَكُم، فأرَى أن تَرُدَّه. فرَدَّه وأجازَه بثَمانينَ دينارًا
(4)
.
13175 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو الحَسَنِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ عَبدوسٍ العَنَزِىُّ، حدثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ الدارمىُّ، حدثنا يَحيَى بنُ بُكَيرٍ وعَبدُ اللهِ بنُ صالِحٍ المِصريَّانِ، أن لَيثَ بنَ سَعدٍ حَدَّثَهُما قال: حَدَّثَنِى
(1)
بعده في م: "كان".
(2)
هو الحديث بعد الآتى.
(3)
في ز: "سنتين".
(4)
يحيى بن آدم في الخراج (112). وأخرجه البلاذرى في فتوح البلدان 2/ 327، 328 من طريق إسماعيل به.
عُقَيلٌ، عن ابنِ شِهاب قال: زَعَمَ عُروَةُ أن مَروانَ بنَ الحَكَمِ والمِسوَرَ بنَ مَخرَمَةَ أخبَراه أن رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قامَ حينَ جاءَه وفدُ هَوازِنَ مُسلِمينَ فسألوه أن يَرُدُّ إلَيهِم أموالَهُم ونِساءَهُم، فقالَ لَهُم رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَعِى مَن تَرَونَ، وأحَبُّ الحديثِ إلَىَّ أصدَقُه، فاختاروا إحدَى الطّائفَتَينِ؛ إمّا السَّبى وِإمّا المالَ، وقَد كُنتُ استأنَيتُ
(1)
بهِم". وكانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم انتَظَرَهُم بِضعَ عَشرَةَ لَيلَةً حينَ قَفَلَ مِنَ الطّائفِ، فلَمّا تَبَيَّنَ لَهُم أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَيرُ راد إلَيهِم أموالَهُم
(2)
إلا إحدَى الطّائفَتَينِ، قالوا: فإِنّا نَختارُ سَبيَنا. فقامَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في المُسلِمينَ فأثنَى على اللَّهِ بما هوأهلُه، ثُمَّ قال:"أمّا بَعدُ؛ فإنَّ إخوانَكُم هَؤُلاءِ قَد جاءوا تائبينَ، وِإنَّنِى قَد رأيتُ أن أرُدَّ إلَيهِم سبيَهُم، فمَن أحَبَّ أن يُطَيِّبَ ذَلِكَ فليَفعَلْ، ومَن أحَبَّ مِنكُم أن يَكونَ على حَظِّه حَتَّى نُعطيَه إيّاه مِن أوَّلِ ما يُفِئُ اللَّهُ عَلَينا فليَفعَلْ". فقالَ النّاسُ: قَد طيَّبنا ذَلِكَ يا رسولَ اللَّهِ لَهُم. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إنّا لا نَدرِى مَن أذِنَ مِنكُم في ذَلِكَ مِمَّن لَم يأذَنْ، فارجِعوا حَتَّى يَرفَعَ إلَينا عُرَفاؤُكُم أمرَكُم". فرَجَعَ النّاسُ فكَلَّمَهُم عُرَفاؤُهُم، ثُمَّ رَجَعوا إلَى رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فأخبَروه بأنَّهُم قَد طيَّبوا وأذِنوا. فهَذا الَّذِى بَلَغَنا عن سَبي هَوازِنَ
(3)
. رَواه البخارىُّ في "الصحيح" عن يَحيَى بنِ بُكَيرٍ
(4)
.
(1)
استأنيت: انتظرت. النهاية 1/ 78.
(2)
ليس في: م.
(3)
المصنف في الدلائل 5/ 190. وأخرجه أبو داود (2693) من طريق الليث به. وسيأتى في (18079).
(4)
البخارى (2608).