الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بابُ بَيانِ مَصرِفِ الغَنيمَةِ في ابتِداءِ الإسلامِ وأنَّها كانَت لِرسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَضَعُها فيمَن يَراه مِمَّن شَهِدَ الوَقعَةَ وممَّن لَم يَشهَدْها حَتَّى نَزَلَ قَولُه عز وجل: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} [الأنفال: 41]. فكانَ الخُمُسُ لأهلِ الخُمُسِ، وأربَعَةُ أخماسِها لمن شَهِدَ الوَقعَةَ
12836 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ بِشْرانَ العَدلُ ببَغدادَ، أخبَرَنا أبو عليٍّ إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفّارُ سنةَ سَبعٍ وثَلاثينَ وثَلاثِمائَةٍ، حَدَّثَنَا محمدُ بنُ عُبَيدِ اللَّهِ المُنادِي، حَدَّثَنَا وهبُ بنُ جَريرٍ، حَدَّثَنَا شُعبَةُ، عن سِماكٍ، عن مُصعَبِ بنِ سَعدٍ، عن سَعدٍ قال: نَزَلَت فيَّ أربَعُ آياتٍ؛ أصَبتُ سَيفًا يَومَ بَدرٍ فقُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، نَفِّلْنِيه. فقالَ:"ضَعْه مِن حَيثُ أخَذتَه". ثُمَّ قُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، نَفِّلْينِه. فقالَ:"ضَعْه مِن حَيثُ أخَذتَه". [ثم قلتُ]
(1)
: يا رسول اللهِ، نَفِّلنِيه، واجعَلنِى كَمَن لا غَناءَ له. قال:"ضَعْه مِن حَيثُ أخَذتَه". قالَ: ونَزَلَت {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} [الأنفال: 1] إلَى آخِرِ الآيَةِ
(2)
. أخرَجَه مسلمٌ مِن حَديثِ غُندَرٍ عن شُعبَةَ، وقالَ: أَأُجعَلُ
(3)
كَمَن لا غَناءَ لَه
(4)
؟!
(1)
في س، ز، ص 6، م:"فقلت".
(2)
أخرجه أحمد (1614)، وابن حبان (6992) من طريق شعبة به. وينظر ما تقدم في (12696)، وما سيأتى في (17402، 17891).
(3)
في س، ص 6، م:"أجعل".
(4)
مسلم (34/ 1748).
12837 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنِى أحمدُ بنُ محمدٍ العَنَزِىُّ، حَدَّثَنَا عثمانُ بنُ سعيدٍ الدارميُّ، حَدَّثَنَا أبو بكرٍ وعُثمانُ ابنا أبى شَيبَةَ قالا: حَدَّثَنَا أبو بكرِ ابنُ عَيّاشٍ، عن عاصِمٍ، عن مُصعَبِ بنِ سَعدٍ، عن أبيه قال: جِئتُ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَومَ بَدرٍ بسَيفٍ فقُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، إنَّ اللهَ قَد شَفَى صَدرِى اليَومَ مِنَ العَدوِّ، فهَبْ لِى هذا السَّيفَ. فقالَ:"إنَّ هذا السَّيفَ لَيسَ لِى ولا لَكَ". فذَهَبتُ وأنا أقولُ: يُعطاه اليَومَ مَن لَم يُبلِ بَلائى. فبَينا أنا إذْ جاءَنِى الرَّسولُ فقالَ: أجِبْ. فظَنَنتُ أنَّه قَد نَزَلَ فيَّ شَيءٌ مِن كَلامِي، فجِئتُ فقالَ لِى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إنَّكَ سألتَنِى هذا السَّيفَ ولَيسَ هو لِى ولا لَكَ، فإِنَّ اللَّهَ قَد جَعَلَه لِي، فهو لَكَ". ثُمَّ قرأ {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} إلَى آخِرِ الآيَةِ
(1)
.
12838 -
أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حَدَّثَنِي عليُّ بنُ عيسَى بنِ إبراهيمَ الحِيرِيُّ، حَدَّثَنَا أحمدُ بنُ النَّضرِ بنِ عبدِ الوَهَّابِ، حَدَّثَنَا وهبُ بنُ بَقِيَّةَ الواسِطِيُّ، أخبَرَنا خالِدُ بنُ عبدِ اللهِ، عن داودَ بنِ أبى هِندٍ، عن عِكرِمَةَ، عن ابنِ عباسٍ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَومَ بَدرٍ: "مَن فعَلَ كَذا وكَذا فلَه مِنَ النَّفَلِ كَذا وكَذا". قال: فتَقَدَّمَ الفِتيانُ ولَزِمَ المَشيَخَةُ الرّاياتِ فلَم يَبرَحُوها، فلَمَّا فتَحَ اللهُ عَلَيهِم قالَتِ المَشيَخَةُ: كُنَّا رِدْءًا لَكُم لَوِ انهَزَمتُم فِئتُم إلَينا، فلا تَذهَبوا بالمَغنَمِ ونَبقَى. فأبَى الفِتيانُ وقالوا: جَعَلَه رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَنا.
(1)
الحاكم 2/ 132 وصححه ووافقه الذهبى. وأخرجه أحمد (1538)، وأبو داود (2740)، والترمذى (3079)، والنسائي في الكبرى (11196) من طريق أبى بكر ابن عياش به.
فأنزَلَ اللهُ تبارك وتعالى {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} إلَى قَولِه: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ} [الأنفال: 1 - 5] يقولُ: فكانَ ذَلِكَ خَيرًا لَهُم، وكَذَلِكَ أيضًا فأطيعونِى فإِنِّى أعلمُ بعاقِبَةِ هذا مِنكُم
(1)
.
12839 -
وأخبرَنا عليُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبَرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حَدَّثَنَا أبو عِمرانَ التُّستَرِيُّ، حَدَّثَنَا سَهلُ بنُ عثمانَ، حَدَّثَنَا يَحيَى بنُ زَكَريّا بنِ أبى زائدَةَ، عن داودَ بنِ أبى هِندٍ. فذَكَرَه بمَعناه، زادَ: فقَسَمَها بَينَهُم بالسَّواءِ
(2)
.
12840 -
أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحافظُ، حَدَّثَنَا أبو العباسِ محمدُ ابنُ يَعقوبَ، حَدَّثَنَا أحمدُ بنُ عبدِ الجَبَّارِ العُطارِدِيُّ، حَدَّثَنَا يونُسُ بنُ بُكَيرٍ، عن ابنِ إسحاقَ قال: حَدَّثَنِي عبدُ الرَّحمَنِ بنُ الحارِثِ، عن سُلَيمانَ بنِ موسَى الأشدَقِ، عن مَكحولٍ، عن أبى أُمامَةَ الباهِلِيِّ قال: سألتُ عُبادَةَ بنَ الصَّامِتِ عن الأنفالِ قال: فينا أصحابَ بَدرٍ نَزَلَت، وذَلِكَ أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حينَ الْتَقَى النّاسَ ببَدرٍ نَفَّلَ كُلَّ امرِئٍ ما أصابَ، وكُنَّا أثْلاثًا؛ ثُلُثٌ يُقاتِلونَ العَدوَّ ويأسِرونَ، وثُلُثُّ يَجمَعونَ النَّفَلَ، وثُلُثٌ قيامٌ دونَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخشَونَ عَلَيه كَرَّةَ العَدوِّ حَرَسًا له، فلَمَّا وُضعَتِ
(3)
الحَربُ قال الَّذينَ أصابوا
(1)
الحاكم 2/ 131، 132 وصححه ووافقه الذهبى. وأخرجه أبو داود (2737) عن وهب بن بقية به.
(2)
أخرجه أبو داود (2739) من طريق يحيى بن زكريا به.
(3)
ضبطت في الأصل بفتح الواو وضمها.
النَّفَلَ: هو لَنا. وقَد كان رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَفَّلَ كُلَّ امرِئٍ ما أصابَ، وقالَ الَّذينَ كانوا يَقتُلونَ ويأسِرونَ: واللَّهِ ما أنتُم بأحَقَّ به مِنّا، لَنَحنُ شَغَلْنا عَنكم القَومَ وخَلَّينا بَينَكُم وبَينَ النَّفَلِ، فما أنتُم بأحَقَّ به مِنّا. وقالَ الَّذينَ كانوا يَحرُسونَ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: واللَّهِ ما أنتُم بأحَقَّ به مِنّا، لَقَد رأينا أن نَقتُلَ الرِّجالَ حينَ مَنَحونا أكتافَهُم ونأخُذَ النَّفَلَ لَيسَ دونَه أحَدٌ يَمنَعُه، ولَكِنّا خَشِينا على رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَرَّةَ العَدوِّ فقُمنا دونَه، فما أنتُم بأحَقَّ به مِنّا. فلَمّا اختَلَفنا وساءَت أخلاقُنا انتَزَعَه اللَّهُ مِن أيدينا، فجعَلَه إلَى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقَسَمَه على النّاسِ عن بَواءٍ
(1)
، فكانَ في ذَلِكَ تَقوَى اللَّهِ وطاعَتُه وطاعَةُ رسولِه صلى الله عليه وسلم وصَلاحُ ذاتِ البَينِ، يقولُ اللَّهُ عز وجل:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ}
(2)
.
ورَواه جَريرُ بنُ حازِمٍ عن محمدِ بنِ إسحاقَ بمَعناه
(3)
مَعَ تَقصيرٍ في إسنادِه وقالَ: فقَسَمَه على السَّواءِ لَم يكنْ فيه يَومَئذٍ خُمُسٌ
(4)
.
12841 -
وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنِى دَعلَجُ بنُ أحمدَ لسِّجزِىُّ، حَدَّثَنَا عبدُ العَزيزِ بنُ مُعاويَةَ البَصرِىُّ، حَدَّثَنَا محمدُ بنُ جَهضِمٍ الخُراسانِيُّ، حَدَّثَنَا إسماعيلُ بنُ جَعفَرٍ، حَدَّثَنِي عبدُ الرَّحمَنِ بنُ الحارِثِ،
(1)
في حاشية ص 6: "بواء أى سواء". ا هـ. وينظر النهاية 1/ 159.
(2)
الحاكم 2/ 136 وصححه، وابن إسحاق - كما في سيرة ابن هشام 1/ 642، 666. وأخرجه أحمد (22747، 22753) من طريق ابن إسحاق به مختصرًا.
(3)
ليس في: م.
(4)
أخرجه الحاكم 2/ 326 من طريق جرير بن حازم به. وصححه ووافقه الذهبى.
عن سُلَيمانَ الأشدَقِ، عن مَكحولٍ، عن أبى سَلَّامٍ، عن أبى أُمامَةَ الباهِلِيِّ صاحِبِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عن عُبادَةَ بنِ الصَّامِتِ أنَّه قال: خَرَجَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلَى بَدرٍ فلَقِى العَدوَّ، فلَمّا هَزَمَهُمُ اللهُ اتَّبعَهُم طائفَةٌ مِنَ المُسلِمينِ يَقتُلونَهُم، وأحدَقَت طائفَةٌ برسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، واستَولَت طائفَةٌ بالعَسكَرِ، فلَمَّا كَفَى اللهُ العَدوَّ ورَجَعَ الَّذينَ قَتَلوهُم قالوا: لَنا النَّفَلُ، نَحنُ الذين
(1)
قَتَلنا العَدوَّ وبِنا نَفاهُمُ اللهُ وهَزَمَهُم. وقالَ الَّذينَ كانوا أحدَقوا برسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: واللهِ ما أنتُم بأحَقَّ به مِنَّا، هو لَنا، نَحنُ أحدَقنا برسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لا يَنالُ العَدوُّ مِنه غِرَّةً. وقالَ الَّذينَ استَولَوْا على العَسكَرِ: واللهِ ما أنتُم بأحَقَّ به مِنَّا، نَحنُ استَولَينا على العَسكَرِ. فأنزَلَ اللَّهُ تبارك وتعالى:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} إلَى قَولِه: {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} . فقَسَمَه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَينَهُم عن فواقٍ
(2)
.
12842 -
أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ فُورَكَ، أخبرَنا عبدُ اللهِ بنُ جَعفَرٍ، حَدَّثَنَا يونُسُ بنُ حَبيبٍ، حَدَّثَنَا أبو داودَ، حَدَّثَنَا أبو عَوانَةَ وشَيبانُ، عن عثمانَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ مَوهَبٍ، عن ابنِ عُمَرَ أنَّه قال لِرَجُلٍ: أمّا قَولُكَ الَّذِى
(1)
ليس في: م.
(2)
الحاكم 2/ 135 وصححه ووافقه الذهبى. وأخرجه ابن حبان (4855) من طريق محمد بن جهضم به بنحوه.
وقوله: عن فواق - بضم الفاء وفتحها -: أى قسمها في قدر فواق ناقة، وهو ما بين الحلبتين من الراحة، وقيل: أراد التفضيل في القسمة كأن جعل بعضهم أفوق من بعض على قدر غنائهم وبلائهم. ينظر النهاية 3/ 479.
سألتَنِى عنه: أشَهِدَ عثمانُ رضي الله عنه بَدرًا؟ فإِنَّه شُغِلَ بابنَةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فضَرَبَ له رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بسَهمِه. وذَكَرَ الحديثَ
(1)
. أخرَجَه البخاريُّ مِن حَديثِ أبى عَوانَةَ
(2)
.
12843 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو جَعفَرٍ محمدُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللَّهِ البَغدادِىُّ، أخبَرَنا محمدُ بنُ عمرِو بنِ خالِدٍ، حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا ابنُ لَهيعَةَ، عن أبى الأسوَدِ، عن عُروةَ. وأخبرَنَا أبو الحُسَينِ ابنُ الفَضلِ القَطّانُ ببَغدادَ، أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أحمدَ بنِ عَتّاب، حَدَّثَنَا أبو محمدٍ القاسِمُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ المُغيرَةِ الجَوهَرِىُّ، أخبَرَنا إسماعيلُ ابنُ أبى أُوَيسٍ، حَدَّثَنِي إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ بنِ عُقبَةَ، عن عَمِّه موسَى بنِ عُقبَةَ في "مغازى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "، في تَسميةِ مَن شَهِدَ بَدرًا، ومَن تَخَلَّفَ عنه فضَرَبَ له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بسَهمِه: عثمانُ بنُ عَفّانَ بنِ أبى العاصِ تَخَلَّفَ على امرأتِه رُقيَّةَ بنتِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وكانَت وجِعَةً، فتَخَلَّفَ عَلَيها حَتَّى تُوُفّيَتْ يَومَ قَدِمَ أهلُ بَدرٍ المَدينَةَ، فضَرَبَ له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بسَهمِه. قال: وأَجْرِى يا رسولَ اللهِ؟ قال: "وأجرُكَ". قال: وقَدِمَ طَلحَةُ بنُ عُبَيدِ اللهِ مِنَ الشّامِ بعدَما رَجَعَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِن بَدرٍ، فكَلَّمَ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في سَهمِه. فقالَ:"لَكَ سَهمُكَ". قال: وأجْرِى يا رسولَ اللَّهِ؟ قال: "وأجرُكَ". وقَدِمَ سعيدُ بنُ زَيدٍ مِنَ
(1)
المصنّف في الدلائل 3/ 311، والطيالسى (2070). وأخرجه أحمد (5772)، والترمذى (3706) من طريق أبى عوانة به مطولًا.
(2)
البخاري (3130، 3698) مختصرًا ومطولًا.
الشّامِ بعدَ مَقدَمِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِن بَدرٍ فكَلَّمَ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في سَهمِه، فقالَ:"لَكَ سَهمُكَ". قال: وأجْرِى يا رسولَ اللهِ؟ قال: "وأجرُكَ". وأبو لُبابَةَ خَرَجَ مَعَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلَى بَدرٍ فرَجَعَه وأمَّرَه على المَدينَةِ، وضَرَبَ له بسَهمِه مَعَ أصحابِ بَدرٍ، وخَوَّاتُ بنُ جُبَيرٍ خَرَجَ مَعَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَلَغَ الصَّفراءَ، فأصابَ ساقَه حَجَرٌ فرَجَعَ، فضرَبَ له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بسَهمِه، وعاصِمُ بنُ عَدِى خَرَجَ - زَعَموا - مَعَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فرَدَّه فرَجَعَ مِنَ الرَّوحاءِ، فضَرَبَ له بسَهمِه، والحارِثُ بنُ الصِّمَّةِ كُسِرَ بالرَّوحاءِ، فضَرَبَ له النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بسَهمِهِ. لَفظُ حَديثِ موسَى بنِ عُقبَةَ، وحَديثُ عُروةَ بمَعناه، وزادَ في حَديثِ عُروةَ: الحارِثُ بنُ حاطِبٍ رَدَّه وضَرَبَ له بسَهمِهِ
(1)
.
12844 -
أخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبى إسحاقَ المُزَكِّي، أخبَرَنا أبو الحَسَنِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ عَبدُوسٍ، حَدَّثَنَا عثمانُ بنُ سعيدٍ الدارِميُّ، حَدَّثَنَا عبدُ اللَّهِ ابنُ صالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعاويَةُ بنُ صالِحٍ، عن عليِّ بنِ أبى طَلحَةَ، عن ابنِ عباسٍ في سورَةِ "الأنفالِ" قَولِه:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} . قال: الأنفالُ المَغانِمُ، كانَت لِرسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خالِصَةً لَيسَ لأحَدٍ مِنها شَيءٌ، ما
(1)
أخرجه الطبرانى (126، 189، 338) - وعنه أبو نعيم في معرفة الصحابة (360، 552) - والحاكم 3/ 368، 438 من طريق محمد بن عمرو بن خالد به. وابن عساكر في تاريخ دمشق 39/ 35 من طريق عمرو بن خالد به. وعند الطبرانى وابن عساكر بذكر عثمان وطلحة وسعيد. وعند أبى نعيم والحاكم بذكر طلحة وسعيد. وأخرجه ابن عساكر 21/ 63، 25/ 67، 39/ 33، 35 من طريق أبى الحسين ابن الفضل به، بذكر سعيد بن زيد وطلحة وعثمان، وسيأتى في (18044). وقال الهيثمى في المجمع 9/ 84: وهو مرسل حسن الإسناد؛ لأن عروة لَمْ يدرك عثمان.
أصابَ سَرايا المُسلِمينَ أتَوه به، فمَن حَبَسَ مِنه إبرَةً أو سِلكًا فهو غُلولٌ، فسألوا رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أن يُعطيَهُم مِنها، قال اللَّهُ تبارك وتعالى:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} قل: الأنفالُ لِى جَعَلتُها لِرسولِى لَيسَ لَكُم فيها شَيءٌ {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ} إلَى قَولِه: {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} . ثُمَّ أنزَلَ اللَّهُ عز وجل: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ} . ثُمَّ قُسِمَ ذَلِكَ الخُمُسُ لِرسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ولِذِى القُربَى - يَعنِى قَرابَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم واليَتامَى والمَساكينِ والمُجاهِدينَ في سَبيلِ اللَّهِ، وجُعِلَ أربَعَةُ أخماسٍ
(1)
بينَ النّاسِ، النّاسُ فيه سَواءٌ؛ لِلفَرَسِ سَهمانِ ولِصاحِبِه سَهمٌ، ولِلرَّاجِلِ سَهم
(2)
. كَذا وقَعَ في الكِتابِ: والمُجاهِدينَ. وهو غَلَطٌ إنَّما هو ابنُ السَّبيلِ.
12845 -
أخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْبارِىُّ، أخبرَنا محمدُ بنُ بكرٍ، حَدَّثَنَا أبو داودَ، حَدَّثَنَا أبو صالِحٍ مَحبوبُ بنُ موسَى، أخبَرَنا أبو إسحاقَ الفَزارِىُّ، عن عبدِ اللهِ بنِ شَوذَبٍ، حَدَّثَنِي عامِرُ بنُ عبدِ الواحِدِ، عن ابنِ بُرَيدَةَ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ عمرٍو قال: كان رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا أصابَ غَنيمَةً أمَرَ بلالًا فنادَى في النّاسِ، فيَجيئونَ بغَنائمِهِم، فيُخَمِّسُها ويَقسِمُها، فجاءَ رَجُلٌ بعدَ ذَلِكَ بزِمامٍ مِن شَعَرٍ فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ، هذا فيما كُنَّا أصَبناه مِنَ الغَنيمَةِ. فقالَ:
(1)
بعده في م: "الغنيمة".
(2)
أخرجه أبو عبيد في الناسخ والمنسوخ ص 311، وابن جرير في تفسيره 11/ 19، 20، وابن أبى حاتم في تفسيره 5/ 1653 من طريق عبد الله بن صالح به.