الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بابُ نَقلِ الصَّدَقَةِ إذا لَم يَكُنْ حَولَها مَن يَستَحِقُّها
13271 -
أخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بنُ أحمدَ
(1)
بنِ عُمَرَ بنِ حَفصٍ المُقرِئُ ابنُ الحَمّامِىِّ رحمه الله ببَغدادَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ سَلمانَ النَّجّادُ، حدثنا جَعفَرُ بنُ محمدِ بنِ شاكِرٍ، حدثنا عَفّانُ، حدثنا أبو عَوانَةَ، عن المُغيرَةِ، عن عامِرٍ الشَّعبِىِّ، عن عَدِىِّ بنِ حاتِمٍ قال: أتَيتُ عُمَرَ رضي الله عنه في أُناسٍ مِن قَومِى، فجَعَلَ يَفرِضُ رِجالًا مِن طَيِّئِ في ألفَينِ ويُعرِضُ عَنِّى، فقُلتُ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، أتَعرِفُنِى؟ قال: فضَحِكَ حَتَّى استَلقَى لِقَفاه قال: نَعَم، واللهِ إنِّى لأعرِفُكَ، قَد آمَنتَ إذ كَفَروا، وأَقبَلتَ إذ أدبَروا، ووَفَيتَ إذ غَدَروا، وإِنَّ أوَّلَ صَدَقَةٍ بَيَّضَت وجهَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ووَجهَ أصحابِه صَدَقَةُ طَيِّئٍ، جِئتَ بها إلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. ثُمَّ أخَذَ يَعتَذِرُ قال: إنَّما فرَضتُ لِقَومٍ أجحَفَت بهِمُ الفاقَةُ، وهُم فاقَةُ عَشائرِهِم لِما يَنوبُهُم مِنَ الحُقوقِ
(2)
. أخرَجَه مسلمٌ في "الصحيح" مُختَصرًا مِن حَديثِ أبي عَوانَةَ
(3)
.
13272 -
وأخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ بشرانَ، أخبرَنا أبو جَعفَرٍ الرزازُ، حدثنا حَنبَلُ بنُ إسحاقَ، حدثنا محمدُ بنُ أبي نُعَيمٍ الواسِطىُّ، حدثنا هُشَيمٌ، عن مُجالِدٍ، عن الشَّعبِىِّ، عن عَدِىِّ بنِ حاتِمٍ الطّائىِّ رضي الله عنه قال: أتَيتُ
(1)
في م: "محمد".
(2)
أخرجه أحمد (316) من طريق أبي عوانة به.
(3)
مسلم (2523/ 196).
عُمَرَ بنَ الخطابِ رضي الله عنه. فذَكَرَ الحديثَ ببَعضِ مَعناه، إلا أنَّه قال: وأَوَّلُ صَدَقَةٍ بَيَّضَت وُجوهَ أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم صَدَقَةُ طَيِّئٍ جِئتُ بها إلَى أبي بكرٍ رضي الله عنه. فقُلتُ: أما إنِّى أتَيتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم عامَ أوَّلَ كما أتَيتُكَ بها.
13273 -
أخبرَنا أبو عبدِ الله الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عبدِ الجَبَّارِ، حدثنا يونُسُ بنُ بُكَيرٍ، عن ابنِ إسحاقَ في قِصَّةِ عَدِىِّ بنِ حاتِمٍ رضي الله عنه قال: لَمَّا أسلَمَ عَدِىُّ بنُ حاتِمٍ أمَّرَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على صَدَقاتِ قَومِه، فتوُفىَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وقَدِ اجتَمَعَت عِندَه إبِلٌ عَظيمَةٌ مِن صَدَقاتِهِم، فلَمّا ارتَدَّ مَنِ ارتَدَّ مِنَ الناسِ وبَلَغَهُم أنَهُم قَدِ ارتَجَعوا صَدَقاتِهِم، وارتَدَّت بَنو أسَدٍ وهُم جيرانُهُم، اجتَمَعَت طَيِّئٌ إلَى عَدِىِّ بنِ حاتِمٍ. وذَكَرَ القِصَّةَ قال: فلَمّا رأَوا مِنه الجِدَّ كَفّوا عنه وسَلَّموا له، فلَمّا اجتَمَعَ المُسلِمونَ على أبي بكرٍ رضي الله عنه خَرَجَ بها، فكانَت أوَّلَ إبِلٍ مِنَ إبِلِ الصَّدَقَةِ قَدِمَت على أبي بكرٍ رضي الله عنه هِىَ وإِبِلُ الزُّبرِقانِ بنِ بَدرٍ. قال ابنُ إسحاقَ: وكانَ مِن حَديثِ الزِّبرِقانِ بنِ بَدرٍ السَّعدِىِّ أنَّ بَنِى سَعدٍ اجتَمَعوا إلَيه فسألوه أن يَرُدَّ إلَيهِم أموالَهُم، وأَن يَصنَعَ بهِم ما صَنَعَ مالكُ بنُ نوَيرَةَ بقَومِه، فأَبَى وتَمَسَّكَ بما في يَدِه، وثَبَتَ على إسلامِه وقالَ: لا تَعجَلوا يا قَومِ، فإِنَّه واللهِ لَيَقومَنَّ بهَذا الأمرِ قائمٌ بَعدَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم. فذَكَرَ قِصَّةً. قال: فدَفَعَهُم عن نَفسِه حتَّى أتاه اجتِماع النَّاسِ على أبي بكرٍ رضي الله عنه، فخَرَجَ بها وقَد تَفَرَّقَ القَومُ عنه لَيلًا، ومَعَه الرِّجالُ يَطرُدونَها، فما عَلِموا به حتَّى أتاهُم أنَّه قَد أدّاها إلَى أبي بكرٍ رضي الله عنه، فكانَت هذه الإبِلُ التى قَدِمَ بها الزِّبرِقانُ وعَدِىُّ بنُ حاتِمٍ
أوَّلَ إبِلٍ وافَت أبا بكرٍ رضي الله عنه مِن إبِلِ الصَّدَقَةِ بَعدَ وفاةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قال ابنُ إسحاقَ: وكانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بَعَثَ عَدِىَّ بنَ حاتِمٍ رضي الله عنه على صَدَقاتِ طيى، والزِّبرِقانَ بنَ بَدرٍ على صَدَقاتِ بَنِى سَعدٍ، وطُلَيحَةَ
(1)
بنَ خوَيلِدٍ على صَدَقاتِ بَنى أسَدٍ، وعُيَينَةَ بنَ حِصنٍ
(2)
على صَدَقاتِ بَنى فزارَةَ، ومالِكَ بنَ نوَيرَةَ على صَدَقاتِ بَنِى يَربوعٍ، والفُجاءَةَ على صَدَقاتِ بَنى سُلَيمٍ، فلَمّا بَلَغَهُم وفاةُ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم وعِندَهُم أموال كَثيرَة، رَدّوها على أهلِها إلا عَدِىَّ بنَ حاتِمٍ والزِّبرَقانَ بنَ بَدرٍ، فإِنَّهُما تَمَسَّكا بها ودَفَعا عَنها النّاسَ حتَّى أدياها إلَى أبي بكرٍ رضي الله عنه
(3)
.
13274 -
أخبرَنا أبو عمرٍو الأديبُ، أخبرَنا أبو بكرٍ الإسماعيلِىُّ، أخبرَنى أبو يَعلَى، حدثنا هارونُ بنُ مَعروفٍ، حدثنا جَرير يَعنِى ابنَ عبدِ الحَميدِ، عن عُمارَةَ بنِ القَعقاعِ، عن أبي زُرعَةَ، عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: لا أزالُ أُحِبُّ بَنِى تَميمٍ بَعدَ ثَلاثٍ سَمِعتُهُنَّ مِن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قال:"هُم أشَدُّ أُمَّتى على الدَّجّالِ". وكانَت عِندَ عائشةَ رضي الله عنها نَسَمَةٌ مِنهُم، فقالَ لَها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أعتِقيها؛ فإِنَّها مِن ولَدِ إسماعيلَ عليه السلام". وجاءَت صَدَقاتُهُم فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "هذه صَدَقاتُ قَومنا"
(4)
. رَواه البخارىُّ ومُسلِم في "الصحيح" عن زُهَيرِ بنِ حَربٍ عن جَريرٍ
(5)
.
(1)
في ز: "طلحة".
(2)
في ز: "حصين".
(3)
ابن إسحاق- كما في سيرة ابن هشام 2/ 600.
(4)
أبو يعلى (6108). وأخرجه ابن حبان (6808) من طريق جرير به. وأحمد (9068)، من طريق أبي زرعة به.
(5)
البخارى (2543)، ومسلم (2525/ عقب 198).