المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب إعطاء الفئ على الديوان، ومن تقع به البداية - السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي - جـ ١٣

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌كتابُ الوصايا

- ‌بابُ نَسخِ الوَصيَّةِ لِلوالِدَينِ والأقرَبيَن الوارِثيَن

- ‌بابُ مَن قال بنَسخِ(1)الوَصيَّةِ لِلأقرَبينَ الَّذينَ لا يَرِثونَ وجَوازِها لِلأجنَبيّيَن

- ‌بابُ ما جاءَ في قَولِه تَعالَى: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا} [النساء: 8]12681

- ‌بابُ تَبديَةِ الدَّينِ على الوَصيَّةِ

- ‌بابُ الوَصيَّةِ بالثُّلُثِ

- ‌بابُ مَنِ استَحَبَّ النُّقصانَ عن الثُّلُثِ إذا لَم يَترُكْ ورَثَتَه أغنياءَ

- ‌بابُ مَنِ استَحَبَّ تَركَ الوَصيَّةِ إذا لَم يَترُك شَيئًا كًثيرًا استِبقاءً على ورَثَتِهِ

- ‌بابُ ما جاءَ في قَولِه عز وجل: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [النساء: 9]

- ‌وما يُنهَى عنه مِنَ الإضرارِ في الوَصيَّةِ

- ‌بابٌ: الحَزمُ لِمَن كان له شَيءٌ يُريدُ أن يوصِى فيه ألَّا يَبيتَ لَيلَتَيِن أو ثلاثَ لَيالٍ لَيالٍ ووَصيَّتُه مَكتوبَةٌ عِندَهُ

- ‌بابُ الوَصيَّةِ بمِثلِ نَصيبِ ولَدِهِ

- ‌بابُ الوَصيَّةِ فيما زادَ على الثُّلُثُ

- ‌بابُ العَولِ في الوَصايا وإجازَةِ الوَرَثَةِ وصيَّتَه لِوارِثٍ أو ما زادَ على الثُّلُثُ

- ‌بابُ الوَصيَّةِ بشَئٍ بعَينِهِ

- ‌بابُ الوَصيَّةِ بالإِعتاقِ عنه، ومَنِ استَحَبَّ استِغلاءَ الرِّقابِ وإِقلالَها، أو إكثارَها واستِرخاصَها

- ‌بابُ الوَصيَّةِ بالحَجِّ

- ‌بابُ الوَصيَّةِ في سَبيلِ اللهِ عز وجل

- ‌بابُ الرَّجُلِ يقولُ: ثُلُثُ مالِى إلَى فُلانٍ يَضَعُه حَيثُ أراه اللهُ، وما يُختارُ لِلموصَى إلَيه أن يُعطيَه أهلَ الحاجَةِ مِن قَرابَةِ المَيِّتِ حَتَّى يُغنيَهُم، ثُمَّ رُضَعاءَه(4)، ثُمَّ جيرانَهُ

- ‌بابُ الوَصيَّةِ لِلرَّجُلِ وقَبولِه ورَدِّهِ

- ‌بابُ نِكاحِ المَريضِ

- ‌بابُ الوَصيَّةِ بالعِتقِ وغَيِره إذا ضاقَ الثُّلُثُ عن حَملِها

- ‌بابُ الحَجِّ عن المَيِّتِ وقَضاءِ دُيونِه عَنهُ

- ‌بابُ الصَّدَقَةِ عن المَيِّتِ

- ‌بابُ الدُّعاءِ لِلمَيِّتِ

- ‌بابُ ما جاءَ في العِتقِ عن المَيِّتِ

- ‌بابُ الصَّومِ عن المَيِّتِ

- ‌بابُ الوَصيَّةِ لِلقَرابَةِ

- ‌بابُ الوَصيَّةِ لِلكُفّارِ

- ‌بابُ ما جاءَ في الوَصيَّةِ لِلقاتِلِ

- ‌بابُ الرُّجوعِ في الوَصيَّةِ وتَغييِرها

- ‌بابُ المَرَضِ الَّذِى تَجوزُ فيه الأَعطيَةُ

- ‌بابُ ما جاءَ في وصيَّةِ الصَّغيِر

- ‌بابُ وصيَّةِ العَبدِ

- ‌بابُ الأوصياءِ

- ‌بابُ مَنِ اختارَ تَركَ الدُّخولِ في الوَصايا لِمَن يَرَى مِن نَفسِه ضَعفًا

- ‌بابُ مَن اختارَ(3)الدُّخولَ فيها والقيامَ بكَفالَةِ اليَتامَى لِمَن يَرَى مِن نَفسِه قوَّةً وأمانَةً

- ‌بابُ الإثمِ في أكلِ مالِ اليَتيمِ

- ‌بابٌ: والى اليَتيمِ يأكُلُ مِن مالِه -إذا كان فقيرًا مَكانَ قيامِه عَلَيه- بالمَعروفِ

- ‌بابُ مُخالَطَةِ اليَتيمِ في الطَّعامِ

- ‌بابُ ما جاءَ في تأديبِ اليَتيمِ

- ‌بابُ ما يَجوزُ لِلوَصِىِّ أن يَصنَعَه في أموالِ اليَتامَى

- ‌بابُ مَنِ احتاطَ فأوصَى بقَضاءِ دُيونِهِ

- ‌بابُ ما جاءَ في كِتابِ الوَصيَّةِ

- ‌كِتابُ الوديعةِ

- ‌بابُ ما جاءَ في التَّرغيبِ في أداءِ الأماناتِ

- ‌بابٌ: لا ضَمانَ على مُؤتَمَنٍ

- ‌كتابُ قَسْمِ الفَيْءِ والغنيمةِ

- ‌بابُ بَيانِ مَصرِفِ الغَنيمَةِ في الأُمَمِ الخاليَةِ إلَى أن أحَلَّها اللَّهُ تَعالى لِمحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ولأُمَّتَهِ

- ‌بابُ بَيانِ مَصرِفِ الغَنيمَةِ في ابتِداءِ الإسلامِ وأنَّها كانَت لِرسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَضَعُها فيمَن يَراه مِمَّن شَهِدَ الوَقعَةَ وممَّن لَم يَشهَدْها حَتَّى نَزَلَ قَولُه عز وجل: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} [الأنفال: 41]. فكانَ الخُمُسُ لأهلِ الخُمُسِ، وأربَعَةُ أخماسِها لمن شَهِدَ الوَقعَةَ

- ‌بابُ وُجوبِ الخُمُسِ في الغَنيمَةِ والفَئِ، ومَن قال: لا تُخَمَّسُ الجِزيَةُ وما في مَعناها

- ‌بابُ بَيانِ مَصرِفَ أربَعَةِ أخماسِ الفَئِ في زَمانِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأنَّها كانَت له خاصَّةً دونَ المُسلِميِن يَضَعُها حَيثُ أراه اللَّهُ عز وجل

- ‌بابُ بَيانِ مَصرِفِ أربَعَةِ أخماسِ الفَئِ بعدَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وأنَّها تُجعَلُ حَيثُ كان رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَجعَلُ فُضولَ غَلَّاتِ تِلكَ الأموالِ مما فيه صَلاحُ الإسلامِ وأهلِه، وأنَّها لَم تكنْ مَوروثَةً عَنهُ

- ‌بابُ بَيانِ مَصرِفُ خُمُسِ الخُمُسِ، وأنَّه بعدَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى الَّذِى يَلى أمرَ المُسلِميَن يَصرِفُه في مَصالِحِهِم

- ‌بابُ قِسمَةِ الغَنيمَةِ في دارِ الحَربِ

- ‌جِماعُ أبوابِ الأنفالِ

- ‌بابٌ: السَّلَبُ لِلقاتِلِ

- ‌بابُ ما جاءَ في تَخميسِ السَّلَبِ

- ‌بابٌ: الوَجهُ الثّانِى مِنَ النَّفَلِ

- ‌بابٌ: النَّفَلُ بعدَ الخُمُسِ

- ‌بابٌ: النَّفَلُ مِن خُمُسِ الخُمُسِ سَهمِ المَصالِحِ

- ‌بابُ كَراهيَةِ النَّفَلِ مِن هذا الوَجهِ إذا لَم تكنْ حاجَةٌ

- ‌بابٌ: الوَجهُ الثّالِثُ مِنَ النَّفَلِ

- ‌جِماعُ أبوابِ تَفريقِ القَسْمِ

- ‌بابُ قِسمَةِ ما حَصَلَ مِنَ الغَنيمَةِ مِن دارٍ وأرضٍ وغَيِر ذَلِكَ مِنَ المالِ أو شَئٍ

- ‌بابُ ما جاءَ في مَنِّ الإمامِ على مَن رأى مِنَ الرِّجالِ البالِغيَن مِن أهلِ الحَربِ

- ‌بابُ ما جاءَ في مُفاداةِ الرِّجالِ مِنهُم بمَن أُسِرَ مِنّا

- ‌بابُ ما جاءَ في مُفاداةِ الرِّجالِ مِنهُم بالمالِ

- ‌بابُ ما جاءَ في قَتلِ مَن رأى الإمامُ مِنهُم

- ‌بابُ ما جاءَ في استِعبادِ الأسيرِ

- ‌بابُ ما جاءَ في سَلَبِ الأسيرِ

- ‌بابُ النَّهي عن المُثلَةِ

- ‌بابُ إخراجِ الخُمُسِ مِن رأسِ الغَنيمَةِ وقِسمَةِ الباقِى بَيَن مَن حَضَرَ القِتالَ مِنَ الرِّجالِ المُسلِميِن البالِغيَن الأحرارِ

- ‌بابُ ما جاءَ في سَهمِ الرّاجِلِ والفارِسِ

- ‌بابُ ما جاءَ في سَهمِ البَراذينِ والمَقاريفِ(3)والهَجيِن

- ‌بابٌ: لا يُسهَمُ إلَّا لِفَرَسٍ واحِدٍ

- ‌بابُ الإسهامِ لِلفَرَسِ دونَ غَيرِه مِنَ الدَّوابِّ

- ‌بابُ ما يُكرَهُ مِنَ الخَيلِ وما يُستَحَبُّ

- ‌بابُ ما يُنهَى عنه مِن تَقليدِ الخَيلِ الأوتارَ

- ‌بابُ ما يُنهَى عنه مِن جَزِّ نَواصِى الخَيلِ وأذنابِها

- ‌بابُ مَن دَخَلَ يُريدُ الجِهادَ فمَرِضَ أو لَم يُقاتِلْ

- ‌بابُ مَنَ دَخَلَ أجيرًا يُريدُ الجِهادَ أو لَم يُرِدْهُ

- ‌بابُ مَن دَخَلَ يُريدُ التِّجارَةَ

- ‌بابٌ: المَملوكُ والمَرأةُ يُرضَخُ لَهُما ولا يُسهَمُ

- ‌بابُ المَدَدِ يَلحَقُ بالمُسلِميَن قبلَ تنقَطِعُ الحَربُ أو لَم يأتوا حَتَّى تَنقَطِعَ الحَربُ، وما رُوِى في الغَنيمَةِ أنَّها لِمَن شَهِدَ الوَقعَةَ

- ‌بابُ السَّريَّةِ تَخرُجُ مِن عَسكَرٍ في بلادِ العَدوِّ

- ‌بابُ التَّسويَةِ في قَسمِ(1)الغَنيمَةِ والقَومِ يَهَبونَ الغَنيمَةَ

- ‌بابُ ما كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعطِى المُؤَلَّفَةَ قُلوبُهُم وغَيَرهُم مِنَ المُهاجِرينَ، وما يُستَدَلُّ به على أنَّه إنَّما كان يُعطيهِم مِنَ الخُمُسِ دونَ أربَعَةِ أخماسِ الغنيمَةِ

- ‌جِماعُ أبواب تَفريقِ الخُمُسِ

- ‌باب: سهمُ اللَّهِ وسَهمُ رسوله صلى الله عليه وسلم مِن خُمُسِ الفَئِ والغَنيمَةِ

- ‌بابُ سَهمِ ذِى القُربَى مِنَ الخُمُسِ

- ‌جِماعُ أبوابِ تَفريقِ ما أُخِذَ مِن أربَعَةِ أخماسِ الفَئِ غَيِر الموجَفِ عَلَيهِ

- ‌بابُ ما جاءَ في مَصرَفِ أربَعَةِ أخماسِ الفَئِ

- ‌بابُ ما جاءَ في قِسمَةِ ذَلِكَ على قَدرِ الكِفايَةِ

- ‌بابُ مَن قال: لَيسَ لِلمَماليكِ في العَطاءِ حَقٌّ

- ‌بابُ مَن قال: يُقسَمُ لِلحُرِّ والعَبدِ

- ‌باب: لَيسَ لِلأعرابِ الَّذينَ هُم أهلُ الصَّدَقَةِ في الفَئِ نَصيب

- ‌بابُ التَّسويَةِ بَيَن النّاسِ في القَسمَةِ

- ‌بابُ التَّفضيلِ على السّابِقَةِ والنَّسَبِ

- ‌بابُ إعطاءِ الذُّرّيَّةِ

- ‌بابُ ما جاءَ في قَولِ أميِر المُؤمِنيَن عُمَرَ رضي الله عنه: ما مِن أحَدٍ مِنَ المُسلِميَن إلَّا له حَق في هذا المالِ

- ‌باب: لا يَفرِضُ واجِبًا إلَّا لِبالغٍ يُطيقُ مِثلُه القِتالَ

- ‌بابُ ما يَكونُ لِلوالِى الأعظَمِ ووالِى الإقليمِ مِن مالِ اللَّهِ وما جاءَ في رِزقِ القُضاةِ وأجرِ سائرِ الوُلاةِ

- ‌بابٌ: الاختيارُ في التَّعجيلِ بقِسمَةِ مالِ الفَئِ إذا اجتَمَعَ

- ‌بابُ مَن كَرِهَ الافترَاضَ(3)عِندَ تَغَيُّرِ السَّلاطيِن وصَرفِه عن المُستَحِقّيَن

- ‌بابُ ما لَم يُوجَفْ عَلَيه بخَيلٍ ولا رِكابٍ ومَنِ اختارَ أن يَكونَ وقفًا لِلمُسلِميَن

- ‌بابُ ما جاءَ في تَعريفِ العُرَفاءِ

- ‌بابُ ما جاءَ في كَراهيَةِ العِرافَةِ لِمَن جارَ وارتَشَى وعَدَلَ عن طَريقِ الهُدَى

- ‌بابُ ما جاءَ في شِعارِ القَبائلِ ونِداءِ كُلِّ قَبلَةٍ بشِعارِها

- ‌بابُ ما جاءَ في عَقدِ الألويَةِ والرّاياتِ

- ‌بابُ السُّنَّةِ في كِتبَةِ(4)أسامِى أهلِ الفَئِ

- ‌بابُ إعطاءِ الفَئِ على الدّيوانِ، ومَن تَقَعُ به البِدايةُ

- ‌بابُ البِدايةِ(2)بعدَ قُريشٍ بالأنصارِ لِمَكانِهِم مِنَ الإسلامِ

- ‌بابُ ما جاءَ في تَرتيبهم

- ‌كتابُ قسمِ الصدقاتِ

- ‌بابُ ما فرَضَ اللهُ تبارك وتعالى على أهلِ دينِه(1)المُسلِميَن في أموالِهِم لِغَيِرهِم مِن أهلِ دينِه المُسلِميَن المُحتاجيَن إلَيهِ

- ‌بابٌ: لا يَسَعُ أهلَ الأموالِ حَبسُه عَمَّن أُمِروا بدَفعِه إلَيهِ

- ‌بابٌ: لا يَسَعُ الوُلاةَ تَركُه لأهلِ الأموالِ

- ‌بابُ ما جاءَ في رَب المالِ يَتَوَلَّى تَفرِقَةَ زَكاةِ مالِه بنَفسِه

- ‌بابُ الدُّعاءِ له إذا أخِذت صَدَقَتُه بالأجرِ والبَرَكةِ

- ‌باب: الأغلَبُ على أفواهِ العامَّةِ أنَّ في الثمَرِ العُشرَ، وفِى الماشيَةِ الصَّدَقَةَ، وفِى الوَرِقِ الزَّكاةَ، وقَد سَمَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم هَذا كلَّه صَدَقَة

- ‌بابُ قَسْمِ الصَّدَقاتِ على قَسْم اللهِ تَعالَى

- ‌بابُ مَن جَعَلَ الصَّدَقَةَ في صِنفٍ واحِدٍ مِن هذه الأصناف

- ‌بابُ مَن قال: لا يُخرِجُ صَدَقَةَ قَومٍ مِنهُم مِن بَلَدِهِم وفِي بَلَدِهِم مَن يَستَحِقُّها

- ‌بابُ نَقلِ الصَّدَقَةِ إذا لَم يَكُنْ حَولَها مَن يَستَحِقُّها

- ‌بابُ ما يُستَدَلُّ به على أنَّ الفَقيَر أمَسُّ حاجَةً مِنَ المِسكيِن

- ‌بابُ الفَقيِر أوِ المِسكيِن له كَسْب أو حِرفَةٌ تُغنيه وعيالَه فلا يُعطَى بالفَقرِ والمَسكَنَةِ شَيئًا

- ‌بابُ مَن طَلَبَ الصَّدَقَةَ بالمَسكَنَةِ أوِ الفَقرِ، ولَيسَ عِندَ الوالِى يَقينُ ما قالَ

- ‌بابٌ: الخَليفَةُ ووالِى الإِقليم العَظيمِ الَّذِى لا يَلِى قَبضَ الصَّدَقَةِ، لَيسَ لَهُما فى سَهمِ العامِليَن عَلَيها حَقٌّ

- ‌بابٌ: العامِلُ على الصَّدَقَةِ يأخُذُ مِنها بقَدرِ عَمَلِه وإن كان موسِرًا

- ‌بابٌ: لا يُكْتَمُ مِنها شَيءٌ

- ‌بابُ فضلِ العامِلِ على الصَّدَقَةِ بالحَقِّ

- ‌بابُ مَن يُعطَى مِنَ المُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم مِن سَهمِ المَصالِحِ خُمسَ خُمسِ(4)الفَئِ والغَنيمَةِ ما يُتَأَلَّفُ به وإن كان مُسلِمًا

- ‌بابُ مَن يُعطَى مِنَ المُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم مِن سَهمِ المَصالِحِ رَجاءَ أن يُسلِمَ

- ‌بابُ مَن يُعطَى مِنَ المُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم مِنْ سَهمِ الصَّدَقاتِ

- ‌بابُ سُقوطِ سَهمِ المُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وتَركِ إعطائهِم عِندَ ظُهورِ الإِسلامِ والاستِغناءِ عن التَّأَلُّفِ عَلَيهِ

- ‌بابُ سَهمِ الرِّقَابِ

- ‌بابُ سَهمِ الغارِميَن

- ‌بابُ سَهمِ سَبيلِ اللَّهِ

- ‌بابُ سَهمِ ابنِ السَّبيلِ

- ‌بابٌ: لا وقتَ فيما يُعطَى الفُقَراءُ والمَساكينُ إلَّا ما يَخرُجونَ به مِنَ الفَقرِ والمَسكَنَةِ

- ‌بابٌ: الرَّجُلِ يَقسِمُ صَدَقَتَه على قَرابَتِه وجيرانِه إذا كانوا مِن أهلِ السُّهمانِ

- ‌بابٌ: لا يُعطيها مَن تَلزَمُه نَفَقَتُه مِن ولَدِه ووالِدَيه مِن سَهمِ الفُقَراءِ والمَساكينِ

- ‌بابٌ: المَرأَةُ تَصرِفُ مِن زَكاتِها فى زَوجِها إذا كان مُحتاجًا

- ‌بابٌ: آلُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم لا يُعطَون مِنَ الصَّدَقاتِ المَفروضاتِ

- ‌بابُ بَيانِ آلِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم الَّذينَ تَحرُمُ عَلَيهِمُ الصَّدَقَةُ المَفروضَةُ

- ‌بابٌ: لا يأخُذونَ مِن سَهمِ العامِليَن بالعُمالَةِ شَيئًا

- ‌بابُ مَوالِي بَنِي هاشِمٍ وبَنِي المُطَّلِبِ

- ‌بابٌ: لا تَحرُمُ على آلِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم صَدَقَةُ التَّطَوُّعِ

- ‌بابُ ما كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقبَلُ ما كان باسمِ الهَديَّةِ ولا يَقبَلُ ما كان باسمِ الصَّدَقَةِ إمّا تَحريمًا وإمّا تَوَرُّعًا

- ‌بابُ الرَّجُلِ يُخرِجُ صَدَقَتَه إلَى مَن ظَنَّه مِن أهلِ السُّهمان، فبانَ أنَّه لَيسَ مِن أهلِ السُّهمانِ

- ‌بابُ مِيسَمِ(3)الصَّدَقَةِ

- ‌بابُ ما جاءَ في مَوضِعِ الوَسم، وفِي صِفَةِ الوَسمِ

- ‌كتابُ النكاحِ

- ‌جِماعُ أبوابِ ما خُصَّ به رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ممَّا شُدِّدَ عليه وأُبيحَ لغيرِه، على ترتيبِ أبي العباسِ أحمدَ بنِ أبي أحمدَ الطبرِيِّ صاحبِ "التلخيص"(1)رحمه الله

- ‌بابُ ما وجَبَ عَلَيه مِن تَخييِر النِّساءِ

- ‌بابُ ما وجَبَ عَلَيه مِن قيامِ اللَّيلِ

- ‌بابُ ما حَرُمَ عَلَيه وتَنَزَّهَ عنه مِنَ الصَّدَقَةِ

- ‌بابُ ما حَرُمَ عَلَيه مِن خائنَةِ الأعيِنُ دونَ المَكيدَةِ في الحَربِ

- ‌بابٌ: لَم يَكُنْ له إذا لَبِسَ لأمَتَه أن يَنزِعَها حَتَّى يَلقَى العَدوَّ ولَو بنَفسِهِ

- ‌بابٌ: لَم يَكُنْ له إذا سَمعَ المُنكَرَ تَركُ النَّكيِر

- ‌بابٌ: لَم يَكُنْ له أن يَتَعَلَّمَ شِعرًا ولا يَكتُبَ

- ‌بابُ قَولِ اللَّهِ تَعالَى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} [الزمر: 65]

- ‌بابٌ: كان عَلَيه قَضاءُ دَينِ مَن ماتَ مِنَ المُسلِميَن

- ‌بابُ ما أمَرَه اللهُ تَعالَى به مِن أن يَدفَعَ بالَّتِي هِيَ أحسَنُ السَّيِّئَةَ فقالَ: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [فصلت: 34]

- ‌بابُ ما أمَرَه اللهُ تَعالَى به مِنَ المَشورَةِ فقالَ: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} [آل عمران: 159]

- ‌بابُ ما أمَرَه اللهُ تَعالَى به مِنِ اختيارِ الآخِرَةِ على الأولَى ولا يَمُدُّ عَينَيه إلَى زَهرَةِ الحَياةِ الدُّنيا

- ‌بابُ: كان إذا رأَى شَيئًا يُعجِبُه قال: "لَبَّيكَ إنَّ العَيشَ عَيشُ الآخِرَةِ

- ‌بابُ فضلِ عِلمِه على عِلمِ غَيرِه

- ‌بابُ ما رُوِيَ عنه في قَولِه: "أمّا أنا فلا آكُلُ مُتَّكِئًا

- ‌بابُ ما رُوِيَ عنه مِن قَولِه: "أُمِرتُ بالسِّواكِ حَتَّى خِفتُ أن يُدرِدَنِي

- ‌بابٌ: كان لا يأكُلُ الثُّومَ والبَصَلَ والكُرّاثَ وقالَ: "لَولا أنَّ المَلَكَ يأتينِي لأكَلتُه

- ‌بابٌ: كان لا يَنطِقُ عن الهَوَى، إن هو إلَّا وحيٌ يوحَى

- ‌بابُ ما نَهاه اللهُ عز وجل عنه بقَولِه: {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} [المدثر: 6]13462

- ‌بابُ ما كان مُطالَبًا برُؤيَةِ مُشاهَدَةِ الحَقِّ مَعَ مُعاشَرَةِ النّاسِ بالنَّفسِ والكَلامِ

- ‌بابٌ: كان يُغانُ(1)على قَلبِه فيَستَغفِرُ اللَّهَ ويَتوبُ إلَيه في اليَومِ مِائَةَ مَرَّةٍ

- ‌بابٌ: كان يُؤخَذُ عن الدُّنيا عِندَ تَلَقِّي الوَحى، وهو مُطالَبٌ بأَحكامِها عِندَ الأخذِ عَنها

- ‌بابٌ: كان لا يُصَلِّي على مَن عَلَيه دَينٌ ثُمَّ نُسِخَ

- ‌بابٌ: كان لا يَجوزُ له أن يُبَدِّلَ مِن أزواجِه أحَدًا ثُمَّ نُسِخَ

- ‌جِماعُ أبوابِ ما خُصَّ به رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم دونَ غَيِره، مِمّا أُبيحَ له وحُظِرَ على غَيِرهِ

- ‌بابُ ما أُبيحَ له مِنَ النِّساءِ أكثَرُ مِن أربَعٍ

- ‌بابُ ما أُبيحَ له مِنَ المَوهوبَةِ

- ‌بابُ ما أُبيحَ له مِنَ النِّكاحِ بغَيِر ولِيٍّ وغَيِر شاهِدَينِ

- ‌بابُ ما أُبيحَ له بتَزويجِ الله، وإِذا جازَ ذَلِكَ جازَ أن يَعقِدَ على امرأَةٍ بغَيِر استِئمارِها

- ‌بابُ ما أُبيحَ له مِن تَزويجِ المَرأَةِ مِن غَيِر استِئمارِها، وإِذا جازَ ذَلِكَ جازَ مِن غَيِر استِئمارِ وليِّها، وجَعَلَه اللهُ عز وجل أولَى بالمُؤمِنيَن مِن أنفُسِهِم

- ‌بابُ ما أُبيحَ له مِنَ النِّكاحِ في الإِحرامِ

- ‌بابُ ما رُوِيَ مِن أنَّه تَزَوَّجَ صَفيَّةَ وجَعَلَ عِتقَها صَداقَها

- ‌بابُ ما أُبيحَ له مِن سَهمِ الصَّفِيِّ

- ‌بابُ ما أُبيحَ له مِن أربَعَةِ أخماسِ الفَئِ وخُمُسِ خُمُسِ الفَئِ والغَنيمَةِ

- ‌بابٌ: الحِمَى له خاصَّةً في أحَدِ القَولَينِ

- ‌بابٌ: دَوامُ الحِمَى له خاصٌّ

- ‌بابُ دُخولِ الحَرَمِ بغَيِر إحرامٍ والقَتلِ فيهِ

- ‌بابُ استِباحَةِ قَتلِ مَن سَبَّه أو هَجاه، امرأَةً كان أو رَجُلًا

- ‌بابُ ما يُستَدَلُّ به على أنَّه جَعَلَ سَبَّه لِلمُسلِميَن رَحمَةً، وفِي ذَلِكَ كالدَّليلِ على أنَّه له مُباحٌ

- ‌بابٌ: الوِصالُ له مُباحٌ لَيسَ لِغَيِرهِ

- ‌بابٌ: كان يَنامُ ولا يَتَوَضّأُ

- ‌بابٌ: صَلاتُه التَّطَوُّعَ قاعِدًا كَصَلاتِه قائمًا وإِن لَم تَكُنْ به عِلَّةٌ

- ‌بابٌ: إلَيه يُنسَبُ أولادُ بَناتِهِ

- ‌بابٌ: الأنسابُ كُلُّها مُنقَطِعَةٌ يَومَ القيامَةِ إلَّا نَسَبَهُ

- ‌بابُ ما أُبيحَ له مِن أن يَدعوَ المُصَلِّبَ فيُجيبَه وإن كان في الصَّلاةِ

- ‌بابٌ: كان مالُه بَعدَ مَوتِه قائمًا على نَفَقَتِه ومِلكِهِ

- ‌بابُ دُخولِ المَسجِدِ جُنُبًا

- ‌بابُ ما أُبيحَ له مِنَ الحُكمِ لِنَفسِه وقَبُولِ شَهادَةِ(4)مَن شَهِدَ له بقَولِه وإِذَا جازَ ذَلِكَ جازَ أن يَحكُمَ لِوَلَدِه ووَلَدِ ولَدِهِ

- ‌بابُ ما أُبيحَ له مِنَ القَضاءِ بعِلمِه

- ‌بابُ تَركِه الإنكارَ على مَن شَرِبَ بَولَه ودَمَهُ

- ‌بابُ قَسمِ شَعَرِه بَينَ أصحابِهِ

- ‌بابُ طَعامِ الفُجاءَةِ

- ‌بابُ ما خُصَّ به مِن زيادَةِ الوَعْكِ لِزيادَةِ الأجرِ

- ‌بابٌ: لَن يَموتَ نَبِيٌّ حَتَّى يُخَيَّرَ بَينَ الدُّنيا والآخِرَةِ

- ‌بابُ ما خُصَّ به مِن أنَّ أزواجَه أُمَّهاتُ المُؤمِنيَن، وأَنَّه يَحرُمُ نِكاحُهُنَّ مِن بَعدِه على جَميعِ العالَميَن

- ‌بابُ تَسميةِ أزواجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وبَناتِه وتَزويجِه بَناتِه

- ‌بابُ قَولِ اللَّهِ عز وجل: {يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ} [الأحزاب: 32]

- ‌بابُ ما يُستَدَلُّ به على أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم في سِوَى ما وصَفنا مِن خَصائصِه مِنَ الحُكمِ بَينَ الأزواجِ فيما يَحِلُّ مِنهُنَّ ويَحرُمُ بالحادِث، لا يُخالِفُ حَلالُه حَلالَ النَّاسِ

- ‌بابُ الدَّليلِ على أنَّه صلى الله عليه وسلم لا يُقتَدَى به فيما خُصَّ به ويُقتَدَى به فيما سِواهُ

- ‌جماعُ أبوابِ التَّرغيبِ في النِّكَاحِ وغَيرِ ذَلِكَ

- ‌بابُ الرَّغْبةِ في النِّكَاحِ

- ‌بابُ النَّهي عن التَّبَتُّلِ والإِخصاءِ

الفصل: ‌باب إعطاء الفئ على الديوان، ومن تقع به البداية

عن محمدِ بنِ يوسُفَ الفِريابِىِّ، قال: وقالَ أبو حَمزَةَ عن الأعمَشِ: فوَجَدناهُم خَمسَمِائَةٍ. وقالَ أبو مُعاويَةَ: ما بَينَ السِّتِّمِائَةِ إلَى سَبعِمِائَةٍ

(1)

.

‌بابُ إعطاءِ الفَئِ على الدّيوانِ، ومَن تَقَعُ به البِدايةُ

13201 -

أخبرَنا أبو الحُسَينِ محمدُ بنُ الحُسَينِ بنِ محمدِ بنِ الفَضلِ القَطّانُ ببَغدادَ، أخبرَنا عبدُ اللَّهِ بنُ جَعفَرِ بنِ دُرُستُويَه، حدثنا يَعقوبُ بنُ سُفيانَ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ عثمانَ، أخبرَنا عبدُ اللَّهِ يَعنِى ابنَ المُبارَكِ، أخبرَنا عُبَيدُ اللَّهِ بنُ مَوهَبٍ قال: حَدَّثَنِى عُبَيدُ اللهِ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ مَوهَبٍ قال: سَمِعتُ أبا هريرةَ يقولُ: قَدِمتُ على عُمَرَ بنِ الخطابِ مِن عِندِ أبى موسَى الأشعَرِىِّ بثَمانِمِائَةِ ألفِ دِرهَمٍ فقالَ لِى: بماذا قَدِمتَ؟ قُلتُ: قَدِمَتُ بثَمانِمِائَةِ ألفِ دِرهَمٍ. فقالَ: إنَّما قَدِمتَ بثَمانينَ ألفَ دِرهَمٍ. قُلتُ: بَل قَدِمتُ بثَمانِمِائَةِ ألفِ دِرهَمٍ. قال: ألَم أقُلْ لَكَ: إنَّكَ يَمانٍ أحمَقُ؟ إنَّما قَدِمتَ بثَمانينَ ألفَ دِرهَمٍ، فكَم ثَمانُمِائَةِ ألفٍ؟ فعَدَدتُ مِائَةَ ألفٍ ومِائَةَ ألفٍ حَتَّى عَدَدتُ ثَمانَمِائَةِ ألفٍ، قال: أطيِّبٌ؟ ويلَكَ؟ قال: نَعَم. قال: فباتَ عُمَرُ لَيلَتَه أرِقًا حَتَّى إذا نودِى بصَلاةِ الصُّبحِ قالَت له امرأتُه: يا أميرَ المُؤمِنينَ ما نِمتَ اللَّيلَةَ؟ قال: كَيفَ يَنامُ عُمَرُ بنُ الخطابِ وقَد جاءَ النّاسَ ما لَم يَكُنْ يأتيهِم مِثلُه مُنذُ كان الإسلامُ؟ فما يُؤمِنُ عُمَرَ لَو هَلَكَ وذَلِكَ المالُ عِندَه فلَم يَضَعْه في حَقَهِ؟ فلَمّا صَلَّى الصُّبحَ اجتَمَعَ إلَيه نَفَرٌ مِن أصحابِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ

(1)

البخارى (3060).

ص: 335

لَهُم: إنَّه قَد جاءَ النّاسَ اللَّيلَةَ ما لَم

(1)

يأتِهِم مِثلُه مُنذُ كان الإسلامُ، وقَد رأيتُ رأيًا فأشيروا علىَّ، رأيتُ أن أكيلَ لِلنّاسِ بالمِكيالِ. فقالوا: لا تَفعَلْ يا أميرَ المُؤمِنينَ؛ إنَّ النّاسَ يَدخُلونَ في الإسلامِ ويَكثُرُ المالُ، ولَكِن أعطِهِم على كِتابٍ

(2)

، فكُلَّما كَثُرَ النّاسُ وكَثُرُ المالُ أعطَيتَهُم عَلَيه. قال: فأشيروا علىَّ بمَن أبدأُ مِنهُم؟ قالوا: بكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ، إنَّكَ ولىُّ ذَلِكَ. ومِنهُم مَن قال: أميرُ المُؤمِنينَ أعلمُ. قال: لا ولَكِن أبدأُ برسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ الأقرَبِ فالأقرَبِ إلَيه. فوَضَعَ الدِّيوانَ على ذَلِكَ، قال عُبَيدُ اللهِ: بَدأ بهاشِمٍ والمُطَّلِبِ فأعطاهُم جَميعًا، ثُمَّ أعطَى بَنِى عبدِ شَمسٍ ثُمَّ بَنِى نَوفَلِ بنِ عبدِ مَنافٍ، وإِنَما بَدأ ببَنِى عبدِ شَمسٍ أنَّه كان أخا هاشِمٍ لأُمِّه. قال عُبَيدُ اللَّهِ: فأوَّلُ مَن فرَّقَ بَينَ بَنِى هاشِمٍ والمُطَّلِبِ في الدَّعوَةِ عبدُ المَلِكِ. فذَكَرَ في ذَلِكَ قِصَّةً

(3)

.

13202 -

أخبرَنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحَسَنِ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ ابنُ يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، أخبرَنا الشافِعِىُّ، حدثنا سفيانُ، عن عمرِو بنِ دينارٍ، عن أبى جَعفَرٍ محمدِ بنِ علىٍّ، أن عُمَرَ رضي الله عنه لما دَوَّنَ الدَّواوينَ فقالَ: بمَن تَرَونَ أن أبدأَ؟ فقيلَ له: ابدأْ بالأقرَبِ فالأقرَبِ بكَ. قال: بَل أبدأُ بالأقرَبِ فالأقرَبِ برسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(4)

.

(1)

بعده في م: "يكن".

(2)

في ز: "كتاب الله".

(3)

المصنف في الصغرى (3822)، ويعقوب بن سفيان 1/ 465 - 467 وفيه: ابن المبارك عن عبيد الله ابن عبد الله بن موهب عن أبى هريرة.

(4)

المصنف في المعرفة (4016)، والشافعى 4/ 158.

ص: 336

13203 -

وفيما أجازَ لِى أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ رِوايَتَه عنه عن أبى العباسِ، أخبرَنا الرَّبيعُ، أخبرَنا الشّافِعِىُّ، أخبرَنى غَيرُ واحِدٍ مِن أهلِ العِلمِ والصِّدق مِن أهلِ المَدينَةِ ومَكَّةَ مِن قَبائلِ قُرَيشٍ ومِن غَيرِهِم، وكانَ بَعضهُم أحسَنَ اقتِصاصًا لِلحَديثِ مِن بَعضٍ، وقَد زادَ بَعضهُم على بَعضٍ في الحديثِ أن عُمَرَ رضي الله عنه لَمّا دَوَّنَ الدَّواوينَ قال: أبدأُ ببَنِى هاشِمٍ. ثُمَّ قال: حَضرْتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعطيهِم وبَنِى المُطَّلِبِ. فإِذا كانَت السِّنُّ في الهاشِمِىِّ قَدَّمَه على المُطَّلِبِىِّ، وإِذا كانَت في المُطَّلِبِىِّ قَدَّمَه على الهاشِمِىِّ، فوَضَعَ الدّيوانَ

(1)

على ذَلِكَ وأعطاهُم عَطاءَ القَبيلَةِ الواحِدَةِ، ثُمَّ استَوَت له عبدُ شَمسٍ ونَوفَلٌ في جِذمِ النَّسَبِ

(2)

، فقالَ: عبدُ شَمسٍ إخوَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لأبيه وأُمِّه دونَ نَوفَلٍ. فقَدَّمَهُم، ثُمَّ دَعا بَنِى نَوفَلٍ يَتلونَهُم، ثُمَّ استَوَت له عبدُ العُرى وعَبدُ الدّارِ، فقالَ في بَنِى أسَدِ بنِ عبدِ العُزَّى: أصهارُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وفيهِم أنَّهُم مِنَ المُطَيِّبينَ. وقالَ بَعضهُم: هُم حِلفٌ مِنَ الفُضولِ، وفيهِما كان رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. وقَد قيلَ: ذَكَرَ سابِقَةً فقَدَّمَهُم على بَنِى عبدِ الدّارِ. ثُمَّ دَعا بَنِى عبدِ الدّارِ يَتلونَهُم، ثُمَّ انفَرَدَت له زُهرَةُ فدَعاها تَتلو عبدَ الدّارِ، ثُمَّ استَوَت له تَيمٌ ومَخزومُ، فقالَ في بَنِى تَيمٍ: إنَّهُم مِن حِلفِ الفُضولِ والمُطَيِّبينَ، وفيهِما كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. وقيلَ: ذَكَرَ سابِقَةً. وقيلَ: ذَكَرَ صهرًا، فقَدَّمَهُم على مَخزومَ، ثُمَّ دَعا مَخزومَ يَتلونَهُم، ثُمَّ استَوَت

(1)

في س، وحاشية الأصل:"الدواوين".

(2)

جذم النسب: أصله، والجذم الأصل. غريب الحديث لابن قتيبة 1/ 497.

ص: 337

له سَهمُ وجُمَحُ وعَدِىُّ بنُ كَعبٍ، فقيلَ له: ابدأْ بَعدِىٍّ. فقالَ: بَل أُقِرُّ نَفسِى حَيثُ كُنتُ، فإِنَّ الإسلامَ دَخَلَ وأمرُنا وأمرُ بَنِى سَهمٍ واحِدٌ، ولَكِنِ انظُروا بَنِى جُمَحَ وسَهمًا. فقيلَ: قَدِّمْ بَنِى جُمَحَ. ثُمَّ دَعا بَنِى سَهمٍ، وكانَ ديوانُ عَدِىٍّ وسَهمٍ مُختَلِطًا كالدَّعوَةِ الواحِدَةِ، فلَمّا خَلَصَت إلَيه دَعوَتُه كَبَّرَ تكبيرَةً عاليَةً، ثُمَّ قال: الحَمدُ للهِ الَّذِى أوصَلَ إلَىَّ حَظِّى مِن رسولِه. ثُمَّ دَعا بَنِى عامِرِ بنِ لُؤَىٍّ. قال الشّافِعِىُّ: فقالَ بَعضُهُم: إنَّ أبا عُبَيدَةَ ابنَ عبدِ اللهِ بنِ الجَرّاحِ الفِهرِىَّ لَمّا رأى مَن يَتَقَدَّمُ عَلَيه قال: أكُلَّ هَؤُلاءِ تَدعو أمامِى؟ فقالَ: يا أبا عُبَيدَةَ اصبِرْ كما صَبَرتُ أو كَلِّمْ قَومَكَ، فمَن قَدَّمَكَ مِنهُم على نَفسِه لَم أمنَعْه، فأمّا أنا وبَنو عَدِىٍّ فنُقَدِّمُكَ إن أحبَبتَ على أنفُسِنا. قال: فقَدَّمَ مُعاويَةُ بعدُ بَنِى الحارِثِ بنِ فِهرٍ، فصَلَ بهِم بَينَ بَنِى عبدِ مَنافٍ وأسَدِ بنِ عبدِ العُزَّى. وشَجَرَ بَينَ بَنِى سَهمٍ وعَدِيٍّ شَيءٌ في زَمانِ المَهدِىِّ فافتَرَقوا، فأمَرَ المَهدِىُّ ببَنِى عَدِىٍّ فقُدِّموا على سَهمٍ وجُمَحَ لِلسّابِقَةِ فيهِم

(1)

.

13204 -

أخبرَنا أبو عبدِ الرَّحمَنِ السُّلَمِىُّ وأبو بكرِ ابنُ الحَسَنِ وغَيرُهُما قالوا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، حدثنا بشرُ بنُ بكرٍ (ح) وأنبأنا أبو الحُسَينِ ابنُ بِشْرانَ، حدثنا أبو الحَسَنِ علىُّ بنُ محمدٍ المِصرِىُّ، حدثنا سُلَيمانُ بنُ شُعَيبٍ الكَيْسانِىُّ، حدثنا بشرُ بنُ بكرٍ قال: سَمِعتُ الأوزاعِىَّ قال: حَدَّثَنِى أبو عَمّارٍ، عن واثِلَةَ بنِ الأسقَعِ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّهَ عز وجل اصطَفَى بَنِى كِنانَةَ مِن بَنِى

(1)

المصنف في المعرفة (4017)، والشافعى 4/ 158.

ص: 338

إسماعيلَ، واصطَفَى مِن بَنِى كِنانَةَ قُرَيشًا، واصطَفَى مِن قُرَيشٍ بَنِى هاشِمٍ، واصطَفانِى مِن بَنِى هاشمٍ"

(1)

. أخرَجَه مسلمٌ في "الصحيح" مِن حَديثِ الأوزاعِىِّ

(2)

.

قال الشيخُ: والبِدايَةُ في العَطاءِ إنَّما وقَعَت ببَنِى هاشِمٍ لِقُربِهِم مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ فإِنَّه محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ بنِ هاشِمِ بنِ عبدِ مَنافِ بنِ قُصىِّ بنِ كِلابِ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعبِ بنِ لُؤَىِّ بنِ غالِبِ بنِ فِهرِ بنِ مالكِ بنِ النَّضرِ ابنِ كِنانَةَ بنِ خُزَيمَةَ بنِ مُدرِكَةَ بنِ إلياسَ بنِ مُضَرَ بنِ نِزارِ بنِ مَعَدِّ بنِ عَدنانَ ابنِ أدِّ بنِ المُقَوِّمِ

(3)

بنِ ناحُورَ بنِ تارَحَ بنِ يَعرُبَ -بنِ يَشجُبَ بنِ نابِتِ بنِ إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ بنِ آزَرَ- وهو في التَّوراةِ: تارَحَ بنِ ناحُورَ بنِ أرعَوَا بنِ شارخ بنِ فالِخَ بنِ غابَرَ

(4)

بنِ شالِخَ - بنِ أَرْفَخْشَدَ

(5)

بنِ سامِ بنِ نوحِ بنِ لَمَكَ ابنِ مُتَوَشلِخَ بنِ أخنوخَ بنِ بُردِ بنِ مَهلائيلَ بنِ قَمْعانَ بنِ قَوشِ بنِ شيثِ بنِ آدَمَ

(6)

أبى البَشَرِ صلى الله عليه وسلم وعَلَى أنبياءِ اللَّهِ عز وجل.

(1)

أخرجه أحمد (16986)، والترمذى (3605، 3606)، وابن حبان (6242، 6333، 6475) من طريق الأوزاعى به.

(2)

مسلم (2276/ 1).

(3)

في س: "القوم".

(4)

في م: "عابر".

(5)

في ص 6، س:"أرفخشذ".

(6)

في حاشية الأصل: "قلت: في هذه الأسماء اختلاف كثير، وهذا الضبط اتبعت فيه المصنف. وقد قابلته بنيسابور بخطه في أصله بالمغازى لابن إسحاق ومنه نقل إلى ما هاهنا، وهو يرويه أجمع بهذا الإسناد الذى ذكره". اهـ. وينظر فتح البارى 6/ 372، وعمدة القارى 15/ 297، 298.

ص: 339

13205 -

أخبرَنا بذَلِكَ أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ ابنُ يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الجَبّارِ العُطارِدِىُّ، حدثنا يونُسُ بنُ بُكَيرٍ، عن محمدِ بنِ إسحاقَ. فذَكَرَ هذا النَّسَبَ

(1)

.

قال الشيخُ: وفِهرُ بنُ مالكٍ أصلُ قُرَيشٍ في أقاويلِ أكثَرِهِم، فبَنو هاشِمٍ يَجمَعُهُم أبُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الثالِثُ، وسائرُ قُرَيشٍ يَجمَعُ بَعضَهُمُ الأبُ الرّابعُ عبدُ مَنافٍ، وبَعضَهُمُ الأبُ الخامِسُ قُصَىٌّ، وهَكَذا إلَى فِهرِ بنِ مالكٍ، فلِذَلِكَ وقَعَتِ البِدايَةُ ببَنِى هاشِمٍ.

13206 -

وإِنَّما جَمَعَ بَينَ بَنِى هاشِمٍ وبَنِى المُطَّلِبِ ابنَى عبدِ مَنافٍ في العَطيَّةِ لِما رُوِّينا فيما تَقَدَّمَ عن جُبَيرِ بنِ مُطعِمٍ قال: لَمّا قَسَمَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَهمَ ذَوِى القُربَى مِن خَيبَرَ على بَنِى هاشِمٍ وبَنِى المُطَّلِبِ مَشَيتُ أنا وعُثمانُ بنُ عَفانَ رضي الله عنه، فقُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ هَؤُلاءِ إخوَتُكَ

(2)

بَنو هاشِمٍ لا نُنكِرُ فضلَهُم؛ لِمَكانِكَ الَّذِى جَعَلَكَ اللَّهُ به مِنهُم، أرأيتَ إخوانَنا مِن بَنِى المُطَّلِبِ أعطَيتَهُم وتَرَكتَنا، وإِنَّما نَحنُ وهُم مِنكَ بمَنزِلٍ واحِدٍ؟ فقالَ:"إنَّهُم لَم يُفارِقونا في جاهِليَّةٍ ولا إسلامٍ، إنما بَنو هاشِمٍ وبَنو المُطلِبِ شَيءٌ واحِدٌ". ثُمَّ شَبَّكَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيه إحداهُما في الأُخرَى. أخبرَناه أبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحَسَنِ القاضِى، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ

(1)

المصنف في الدلائل 1/ 179 باختلاف. وأخرجه البخارى في التاريخ الكبير 1/ 5 من طريق يونس ابن بكير به.

(2)

في م: "إخوانك".

ص: 340

ابنُ عبدِ الجَبّارِ، حدثنا يونُسُ بنُ بُكَيرٍ، عن محمدِ بنِ إسحاقَ، أخبرَنِى الزُّهرِىُّ، عن سعيدِ بنِ المُسَيَّبِ، عن جُبَيرِ بنِ مُطعِمٍ. فذَكَرَه

(1)

.

13207 -

وأخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ الفَضلِ القَطانُ، أخبرَنا عبدُ اللَّهِ بنُ جَعفَرٍ، حدثنا يَعقوبُ بنُ سُفيانَ، حدثنا إبراهيمُ بنُ محمدٍ الشّافِعِىُّ، حَدَّثَنِى جَدِّى محمدُ بنُ علىٍّ، عن زَيدِ بنِ علىٍّ قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "هاشِمٌ والمُطلِبُ كَهاتَينِ". وضَمَّ أصابِعَه وشَبَّكَ بَينَ أصابِعِه، "لَعَنَ اللَّهُ مَن فرَّقَ بَينَهُما، رَبَّونا صِغارًا وحَمَلناهُم كبارًا"

(2)

.

قال الشيخُ: وإِنَّما تَكَلَّمَ فيه عثمانُ وجُبَيرٌ رضي الله عنهما؛ لأنَّ عثمانَ هو ابنُ عَفّانَ بنِ أبى العاصِ بنِ أُمَيَّةَ بنِ عبدِ شَمسِ بنِ عبدِ مَنافٍ، وجُبَيرٌ هو ابنُ مُطعِمِ بنِ عَدِىِّ بنِ نَوفَلِ بنِ عبدِ مَنافٍ، وهاشِمٌ والمُطلِبُ وعَبدُ شَمسٍ ونَوفَلٌ كانوا إخوَةً؛ فأعطَى سَهمَ ذِى القُربَى بَنِى هاشِمٍ وبَنى المُطَّلِبِ دونَ بَنِى عبدِ شَمسٍ وبَنِى نَوفَلٍ، وقالَ:"إنَّهُم لَم يُفارِقونِى في جاهِليَّةٍ ولا إسلامٍ، وِإنَّما بَنو هاشِمٍ وبَنو المُطَّلِبِ شَيءٌ واحِدٌ". وفِى الرِّوايَةِ المُرسَلَةِ: "رَبَّونا صِغارًا وحَمَلناهُم -أو قال: وحَمَلونا- كِبارًا". وإِنَّما قال ذَلِكَ واللهُ أعلمُ لأنَّ هاشِمَ بنَ عبدِ مَنافٍ تَزَوَّجَ سَلمَى بنتَ عمرِو بنِ لَبيدِ بنِ حَرامٍ مِن بَنِى النَّجّارِ بالمَدينَةِ، فوَلَدَت له شَيبَةَ الحَمدِ ثُمَّ توُفِّى هاشِمٌ وهو مَعَها، فلَمّا أيفَعَ وتَرَعرَعَ خَرَجَ إلَيه عَمُّه المُطَّلِبُ

(1)

تقدم تخريجه في (13085).

(2)

يعقوب بن سفيان 1/ 467.

ص: 341

ابنُ عبدِ مَنافٍ فأخَذَه مِن أُمِّه وقَدِمَ به مَكَّةَ وهو مُردِفُه على راحِلَتِه، فقيلَ: عبدٌ مَلَكَه المُطَّلِبُ. فغَلَبَ عَلَيه ذَلِكَ الاسمُ، فقيلَ: عبدُ المُطَّلِبِ. وحينَ بُعِثَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بالرِّسالَةِ آذاه قَومُه وهَمّوا به، فقامَت بَنو هاشِمٍ وبَنو المُطَّلِبِ مُسلِمُهُم وكافِرُهُم دونَه وأبَوا أن يُسلِموه، فلَمّا عَرَفَت قُرَيشٌ أن لا سَبيلَ إلَى محمدٍ صلى الله عليه وسلم مَعَهُم اجتَمَعوا على أن يَكتُبوا فيما بَينَهُم على بَنِى هاشِمٍ وبَنِى المُطلِبِ: ألا يُنكِحوهُم، ولا يَنكِحوا إلَيهِم، ولا يُبايِعوهُم، ولا يَبتاعوا مِنهُم. وعَمَدَ أبو طالِبٍ فأدخَلَهُمُ الشِّعبَ شِعبَ أبى طالِبٍ في ناحيَةٍ مِن مَكَّةَ، وأقامَت قُرَيشٌ على ذَلِكَ مِن أمرِهِم في بَنِى هاشِمٍ وبَنِى المُطلِبِ سَنَتَينِ أو ثَلاثًا حَتَّى جُهِدوا جَهدًا شَديدًا، ثُمَّ إنَّ اللهَ تَعالَى برَحمَتِه أرسَلَ على صَحيفَةِ قُرَيشٍ الأرَضَةَ

(1)

، فلَم تَدَعْ فيها اسمًا للهِ إلا أكَلَته وبَقِى فيها الظُّلمُ والقَطيعَةُ والبُهتانُ، وأَخبَرَ بذَلِكَ رسولَه، وأخبَرَ به رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أبا طالِبٍ، واستَنصَرَ به أبو طالِبٍ على قَومِه، وقامَ هِشامُ بنُ عمرِو بنِ رَبيعَةَ في جَماعَةٍ ذَكَرَهُمُ ابنُ إسحاقَ في "المغازى"

(2)

بنَقضِ ما في الصَّحيفَةِ وشَقِّها، فلِذَلِكَ جَمَعَ أميرُ المُؤمِنينَ عُمَرُ بنُ الخَطاب رضي الله عنه في سائرِ الأَعطيَةِ

(3)

بَينَ بَنِى هاشِمٍ وبَنِى المُطَّلِبِ، وقَدَّمَهُما على بَنى عبدِ شَمسٍ وبَنِى نَوفَلٍ، وإِنَّما وقَعَتِ البِدايَةُ ببَنِى عبدِ شَمسٍ قبلَ بنى نَوفَلٍ لأنَ هاشِمًا والمُطلِبَ وعَبدَ شَمسٍ كانوا إخوَةً

(1)

الأرضة: دودة بيضاء شبه النملة منها كبار وهى آفة الخشب خاصة، ومنها ضرب مثل كبار النمل ذوات أجنحة، وهى آفة كل شئ. المحكم 8/ 221.

(2)

ينظر سيرة ابن هشام 1/ 374.

(3)

في م: "العطية".

ص: 342

لأبٍ وأُمٍّ وأُمُّهُم عاتِكَةُ بنتُ مُرة، ونَوفَلٌ كان أخاهُم لأبيهِم وأُمُّه واقِدَةُ بنتُ حَرمَلٍ، وعَبدُ مَنافٍ وعَبدُ العُزَّى وعَبدُ الدّارِ بَنو قُصَىٍّ كانوا إخوَةً، والبِدايَةُ بَعدُ ببَنِى عبدِ مَنافٍ، وَإنَّما وقَعَت ببَنِى عبدِ العُزَّى؛ لأنَّها كانَت قَبيلَةَ خَديجَةَ زَوجِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم، فإِنَّها خَديجَةُ بنتُ خوَيلِدِ بنِ أسَدِ بنِ عبدِ العُزَّى، قال: وفيهِم أنَّهُم مِنَ المُطَيِّبينَ.

13208 -

أخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ الفَضلِ القَطّانُ، أخبَرَنا عبدُ اللهِ بنُ جَعفَرٍ، حدثنا يَعقوبُ بنُ سُفيانَ، حدثنا يَحيَى بنُ يَحيَى النَّيسابورِىُّ، أخبرَنا بشرُ بنُ المُفَضَّلِ، عن عبدِ الرَّحمَنِ بنِ إسحاقَ، عن الزُّهرِىِّ، عن محمدِ بنِ جُبَيرِ بنِ مُطعِمٍ، عن أبيه، عن عبدِ الرَّحمَنِ بنِ عَوفٍ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "شَهِدتُ غُلامًا حِلفَ المُطَيبينَ، فما أحِبُّ أن أنكُثَه وأنّ لِى حُمْرَ النَّعَمِ"

(1)

.

13209 -

وأخبرَنا أبو نَصرِ ابنُ قَتادَةَ، أخبرَنا أبو الحَسَنِ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ زَكَريّا الأديبُ، حدثنا الحُسَينُ بنُ محمدِ بنِ زيادٍ القَبّانِى، حدثنا أبو هِشامٍ المُؤَمَّلُ بنُ هِشامٍ اليَشكُرِىُّ، حدثنا إسماعيلُ وهو ابنُ عُلَيَّةَ، عن عبدِ الرَّحمَنِ بنِ إسحاقَ. فذَكَرَه بإِسنادِه ومَعناه إلَّا أنَّه قال:"شَهِدتُ مَعَ عُمومَتِى"

(2)

.

13210 -

أخبرَنا عليُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبَرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ، حدثنا

(1)

أخرجه أحمد (1655) عن بشر بن المفضل به.

(2)

أخرجه أحمد (1676)، وابن حبان (4373) من طريق إسماعيل به. وقال الهيثمى في المجمع 8/ 172: ورجال حديث عبد الرحمن بن عوف رجال الصحيح.

ص: 343

الحَسَنُ بنُ سعيدٍ المَوصِلِىُّ، حدثنا المُعَلَّى بنُ مَهدِيٍّ، حدثنا أبو عَوانَةَ، عن عُمَرَ بنِ أبي سلَمةَ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "ما شَهِدتُ حِلفًا إلَّا حِلفَ قُرَيش مِن حِلفِ المُطَيّبينَ، وما أحب أن لِى به حُمْرَ النَّعَمِ وأنى كُنتُ نَقَضتُه". والمُطَيِّبونَ: هاشِمٌ وأُمَيةُ وزُهرَة ومَخزوم

(1)

.

قال الشَّيخُ: لا أدرِى هذا التَّفسيرُ مِن قَولِ أبي هريرةَ أو مَن دونه. قال الشَّيخُ: وبَلَغَنِى أنه إنَّما قيلَ حِلف المُطَيِّبينَ لأنَّهُم غَمَسوا أيديَهُم في طيبٍ يَومَ تَحالَفوا وتَصافَقوا بأيمانِهِم، وذَلِكَ حينَ وقَعَ التَّنازُعُ بَينَ بَنِى عبدِ مَناف وبَنِى عبدِ الدَّارِ؛ فيما كان بأيديهِم مِنَ السِّقايَةِ والحِجابَةِ والرِّفادَةِ واللِّواءِ والنَّدوَةِ، فكانَ بَنو أسَدِ بنِ عبدِ العُزَّى في جَماعَةٍ مِن قَبائلِ قُرَيشٍ تبَعًا لِبَنِى عبدِ منافٍ، فكانَ لَهُم بذَلِكَ شَرَفٌ وفَضيلَةٌ وصَنيعَةٌ في بَنِى عبدِ مَنافٍ، وقَد سَماهُم محمدُ بنُ إسحاقَ بنِ يَسارٍ، فقالَ: المُطَيِّبونَ

(2)

مِن قَبائلِ قُرَيشٍ؛ بَنو عبدِ مناف هاشِمٌ والمُطلِبُ وعَبدُ شَمسٍ ونَوفَل، وبَنو زُهرَةَ، وبَنو أسَدِ بنِ عبدِ العُزَّى، وبَنو تَيمٍ، وبَنو الحارِثِ بنِ فِهرٍ خَمسُ قَبائلَ

(3)

.

قالَ الشّافِعِىُّ: وقالَ بَعضُهُم: هُم حِلفٌ مِنَ الفُضولِ

(4)

.

13211 -

أخبرَنا أبو عبدِ الله الحافظُ وأبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحَسَنِ القاضِى قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بنُ

(1)

أخرجه ابن حبان (4374) من طريق المعلى بن مهدى به.

(2)

في ز: "الطيبون".

(3)

ذكره المصنف في المعرفة 5/ 175.

(4)

الأم 4/ 158. وتقدم في (13203).

ص: 344

عبدِ الجَبّارِ، حدثنا يونُسُ بنُ بُكَيرٍ، عن ابنِ إسحاقَ قال: حَدَّثَنِى محمدُ بنُ زَيدِ بنِ المُهاجِرِ بنِ قُنفُذٍ، عن طَلحَةَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عَوفٍ، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"لَقَد شهِدتُ في دارِ عبدِ الله بنِ جُدعانَ حِلفًا، ما أُحِبُّ أن لِى به حُمْرَ النَّعَمِ، ولو أُدعَى به في الإسلامِ لأجبتُ"

(1)

. قال القُتَيبِيُّ فيما بَلَغَنِى عنه: وكانَ سَبَبُ الحِلفِ أن قُرَيشًا كانَت تَتَظالَمُ بالحَرَمِ، فقامَ عبدُ اللهِ بنُ جُدعانَ والزُّبَيرُ بنُ عبدِ المُطلِبِ، فدَعَواهُم إلَى التَّحالُفِ على التَّناصُرِ والأخذِ لِلمَظلومِ مِنَ الظّالِمِ، فأجابَهُما بَنو هاشِمٍ وبَعضُ القَبائلِ مِن قُرَيشٍ

(2)

.

قال الشيخُ: قَد سَمّاهُمُ ابنُ إسحاقَ قال: بَنو هاشِمِ بنِ عبدِ مَنافٍ، وبَنو المُطلِبِ بنِ عبدِ مَنافٍ، وبَنو أسَدِ بنِ عبدِ العُزَّى بنِ قُصَىٍّ، وبَنو زُهرَةَ بنِ كِلابٍ، وبَنو تَيمِ بنِ مُرة

(3)

.

قال القُتَيبِيُّ: فتَحالَفوا في دارِ عبدِ اللهِ بنِ جُدعانَ فسَمَّوا ذَلِكَ الحِلفَ حِلفَ الفُضولِ؛ تَشبيهًا له بحِلفٍ كان بمَكَّةَ أيّامَ جُرهُمَ على التَّناصُفِ والأخذِ لِلضعيفِ مِنَ القَوِى ولِلغَريبِ مِنَ القاطِنِ؛ قامَ به رِجالٌ مِن جُرهُمَ يُقالُ لَهُم: الفَضلُ بنُ الحارِثِ، والفَضلُ بنُ وداعَةَ، والفُضَيلُ بنُ فَضالَةَ، فقيلَ: حِلفُ الفُضولِ؛ جَمعًا لأسماءِ هَؤُلاءِ

(4)

.

(1)

ابن إسحاق- كما في سيرة ابن هشام 1/ 133. وأخرجه الطبري في تهذيبْ الآثار (2 - مسند عبد الرحمن بن عوف) من طريق ابن إسحاق به.

(2)

المعارف ص 604. وقول المصنف: القتيبى. يعني به ابن قتيبة.

(3)

ينظر سيرة ابن هشام 1/ 133.

(4)

المعارف ص 604.

ص: 345

وقال غَيرُ القُتَيبِيِّ في أسماءِ هَؤُلاءِ: فضلٌ وفَضالٌ وفُضَيلٌ وفَضالَةُ. قال القُتَيبِى: والفُضولُ جَمعُ فضلٍ، كما يُقالُ: سَعد وسُعودٌ وزيد وزُيودٌ. والَّذِى في حَديثِ عبدِ الرَّحمَنِ بنِ عَوفٍ حِلف المُطيِّبينَ. قال القُتَيبِيُّ: أحسِبُه أرادَ حِلفَ الفُضولِ؛ لِلحَديثِ الآخَرِ، ولأنَّ المُطَيبينَ هُمُ الَّذينَ عَقَدوا حِلفَ الفُضولِ، قال: وأىُّ فضلٍ يَكونُ في مِثلِ التحالُفِ الأوَّلِ فيَقولُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "ما أحِبُّ أن أنكُثه وأنَّ لِي حُمْرَ النَّعَمِ". ولَكنه أرادَ حِلفَ الفُضولِ الَّذِى عَقَدَه المُطَيِّبونَ. قال محمدُ بنُ نَصرٍ المَروَزِىُّ: قال بَعضُ أهلِ المَعرِفَةِ بالسّيَرِ وأيّامِ النّاسِ: إن قَولَه في هذا الحديثِ: حِلف المُطَيِّبينَ. غَلَطٌ؛ إنَّما هو حِلف الفُضولِ، وذَلِكَ أن النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم لَم يُدرِكْ حِلفَ المُطَيِّبينَ؛ لأنَّ ذَلِكَ كان قَديمًا قبلَ أن يولَدَ بزَمانٍ، وأمَّا السابِقَةُ التى ذَكَرَها فيُشبِهُ أن يُريدَ بها سابِقَةَ خَديجَةَ رضي الله عنها إلَى الإسلامِ، فإِنَّها أوَّلُ امرأةٍ أسلَمَت.

13212 -

حدثنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ إملاءً، حدثنا أبو العباسِ محمدُ ابنُ يَعقوبَ، حدثنا عبدُ الله بنُ أُسامَةَ الحَلَبِى، حدثنا حَجَّاجُ بنُ أبي مَنيعٍ قال: حَدَّثَنِى عُبَيدُ اللهِ بنُ أبي زيادٍ، عن الزُّهرِىِّ قال: كانَت خَديجَةُ رضي الله عنها أوَّلَ مَن آمَنَ برسولِ الله صلى الله عليه وسلم

(1)

.

13213 -

وأخبرَنا أبو عبدِ الله الحافظُ، أخبَرَنا أبو العباسِ القاسِمُ بنُ القاسِمِ السَّيّارِيُّ بمَروَ، أخبرَنا أبو الموَجِّهِ، أخبَرَنا صدَقَةُ، حدثنا عبدَةُ بنُ سُلَيمانَ، عن هِشامِ بنِ عُروةَ، عن أبيه قال: سَمِعتُ عبدَ اللهِ بنَ جَعفَرٍ يقولُ:

(1)

الحاكم 3/ 184. وأخرجه الدولابى في الذرية الطاهرة (16) عن أبي عبد الله بن أسامة به.

ص: 346

سَمِعتُ عَليًّا رضي الله عنه يقولُ: سَمِعتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "خَيرُ نِسائها مَريَمُ بنتُ عِمرانَ، وخَيرُ نِسائها خَديجَةُ بنتُ خوَيلدٍ"

(1)

. رَواه البخارىُّ في "الصحيح" عن صَدَقَةَ، ورَواه مسلمٌ عن إسحاقَ الحَنظَلِىِّ عن عبدَةَ

(2)

.

ويُشبِهُ أن يُريدَ بالسّابِقَةِ سابِقَةَ الزُّبَيرِ بنِ العَوّامِ؛ فإِنَّه الزُّبَيرُ بنُ العَوّامِ بنِ خوَيلِدِ بنِ أسَدِ بنِ عبدِ العُزَّى بنِ قُصَىٍّ مِمَّن تَقَدَّمَ إسلامُه:

13214 -

حدثنا بهَذا النَّسَبِ أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو جَعفَرٍ البَغدادِىُّ، حدثنا أبو علاثَةَ محمدُ بنُ عمرِو بنِ خالِدٍ الحَرّانِى، حدثنا أبي، حدثنا ابنُ لَهيعَةَ، حدثنا أبو الأسوَدِ، عن عُروةَ بنِ الزُّبَيرِ

(3)

.

13215 -

أخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ الفَضلِ القَطّانُ، أخبَرَنا عبدُ الله بنُ جَعفَرٍ، حدثنا يَعقوبُ بنُ سُفيانَ، حدثنا يَحيَى بنُ عبدِ اللهِ بنِ بُكَيرٍ، حدثنا اللَّيثُ بنُ سَعدٍ، حَدَّثَنِى أبو الأسوَدِ، عن عُروةَ قال: أسلَمَ الزُّبَيرُ وهو ابنُ ثَمانِ سِنينَ. قال عُروَةُ: ونُفِحَت نَفحَةٌ مِنَ الشيطانِ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُخِذَ بأعلَى مَكَّةَ، فخَرَجَ الزُّبَيرُ وهو غُلام ابنُ اثنَتَى عَشْرَةَ سنةً ومَعَه السَّيفُ، فمَن رآه مِمَّن لا يَعرِفُه قال: الغُلامُ مَعَه السَّيفُ. حَتَّى أتَى النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"ما لَكَ يا زُبَيرُ؟ ". قال: أُخبِرتُ أنَّكَ أُخِذتَ. قال: "فكُنتَ صانِعًا ماذا؟ ". قال: كُنتُ أضرِبُ به مَن أخَذَكَ. قال: فدَعا له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

أخرجه الترمذي (3877) من طريق عبدة به. وأحمد (1212)، والنسائي في الكبرى (8354) من طريق هشام به.

(2)

البخاري (3815)، ومسلم (2430).

(3)

الحاكم 3/ 359. وأخرجه الطبراني (220) عن أبي علاثة محمد بن عمرو به مختصرًا.

ص: 347

ولِسَيفِه، وكانَ أوَّلَ سَيف سُل في سَبيلِ اللهِ

(1)

.

13216 -

أخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بنُ أحمدَ المُقرِئُ ابنُ الحَمّامِىِّ، حدثنا أبو أحمدَ عُبَيدُ الله بنُ أبي قُتَيبَةَ الغَنَوِيُّ بالكوفَةِ، حدثنا أبو جَعفَرٍ أحمدُ ابنُ موسَى الحَمّارُ، حدثنا أبو نُعَيمٍ، حدثنا سفيانُ (ح) وأخبرَنا أبو طاهِرٍ الفقيهُ، أخبَرَنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ الحُسَينِ القَطّانُ، حدثنا أحمدُ بنُ يوسُفَ، حدثنا الفِريابِىُّ قال: ذَكَرَ سفيانُ، عن محمدِ بنِ المُنكَدِرِ، عن جابِرٍ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَومَ الأحزابِ: "مَن يأتينى بخَبَرِ القَومِ؟ ". فقالَ الزُّبَيرُ: أنا. ثُمَّ قال: "مَن يأتينى بخَبَرِ القَومِ؟ ". فقالَ الزُّبَيرُ: أنا. ثُمَّ قال: "مَن يأتينِى بخَبَرِ القَومِ؟ ". فقالَ الزُّبَيرُ: أنا. فقالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ لِكُلِّ نَبِيَّ حَوارِىَّ

(2)

، وإِنَّ حَوارىَّ الزُّبَيرُ"

(3)

. رَواه البخارى في "الصحيح" عن أبي نُعَيمٍ، وأخرَجَه مسلمٌ مِن وجه آخَرَ عن الثَّورِىِّ

(4)

.

13217 -

ورَواه هِشامُ بنُ عُروةَ عن محمدِ بنِ المُنكَدِرِ عن جابِرٍ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "الزُّبَيرُ ابنُ عَمَّتِى وحَوارى مِن أهلِى". أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الجَبَّارِ،

(1)

أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 18/ 344 من طريق المصنف به في 18/ 344 من طريق القطان به. والحاكم 3/ 360 من طريق الليث به مختصرًا.

(2)

كتب فوقها في الأصل: "كذا". وفى المصادر: "حواريا".

(3)

أخرجه أحمد (14936)، والترمذي (3745) من طريق أبي نعيم به. والنسائي في الكبرى (8211، 8841)، وابن ماجه (122) من طريق الثوري به.

(4)

البخاري (2846)، ومسلم (2415).

ص: 348

حدثنا أبو مُعاويَةَ، عن هِشامِ بنِ عُروةَ. فذَكَرَه

(1)

. أخرَجَه مسلمٌ عن أبي كُرَيبٍ عن أبي أُسامَةَ عن هِشامٍ

(2)

.

ويُشبِهُ أن يُريدَ بهَذِه السّابِقَةِ صَبرَ الزُّبَيرِ رضي الله عنه مَعَ جَماعَةٍ مِن أصحابِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم مَعَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم يَومَ أُحُدٍ، ومُبايَعَتَهُم إيّاه على المَوتِ:

13218 -

حدثنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا الحَسنُ بنُ يَعقوبَ العَدلُ، حدثنا محمدُ بنُ عبدِ الوَهّابِ العَبدِىُّ، أخبَرَنا جَعفَرُ بنُ عَونٍ، أخبرَنا إسماعيلُ بنُ أبي خالِدٍ، عن البَهِىِّ، عن عُروَةَ قال: قالَت لِى عائشَةُ رضي الله عنها: يا بُنَى إنَّ أباكَ مِنَ الَّذينَ استَجابوا للهِ والرَّسولِ مِن بَعدِ ما أصابَهُمُ القَرْحُ

(3)

.

13219 -

وأخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ بِشْرانَ ببَغدادَ، أخبَرَنا أبو جَعفَرٍ محمدُ بنُ عمرِو بنِ البَختَرِىِّ، حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الجَبّارِ العُطارِدِىُّ، حدثنا أبو مُعاويَةَ، عن هِشامِ بنِ عُروةَ، عن أبيه قال: قالَت عائشَةُ رضي الله عنها: يا ابنَ أُختِى كان أبَواكَ -تَعنِى الزُّبَيرَ وأبا بكرٍ رضي الله عنهما مِنَ الَّذينَ استَجابوا للهِ والرَّسولِ مِن بَعدِ ما أصابَهُمُ القَرْحُ. قالَت: لَمّا انصَرَفَ المُشرِكونَ مِن أُحُدٍ وأصابَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم وأصحابَه ما أصابَهُم، خافَ أن يَرجِعوا، فقالَ:"مَن يَنتَدِبُ لِهَؤُلاءِ في آثارِهِم حَتى يَعلَموا أن بنا قوَّةً؟ ". قال: فانتَدَبَ أبو بكرٍ والزُّبَيرُ في

(1)

أخرجه أحمد (14374)، والنسائي في الكبرى (8212) من طريق أبي معاوية به.

(2)

مسلم (2415).

(3)

الحاكم 3/ 363. وأخرجه مسلم (2418/ 52) من طريق إسماعيل به، وفيه: كان أبواك. بدلًا من: يا بنى إن أباك.

ص: 349

سبعينَ فخَرَجوا في آثارِ القَومِ، فسَمِعوا بهِم وانصرَفوا بنِعمَةٍ مِنَ اللهِ وفَضل. قال: لَم يَلقَوا عَدوًّا

(1)

. رَواه البخارىُّ في "الصحيح" عن محمدٍ عن أبي مُعاويَةَ

(2)

.

وأمَّا زُهرَةُ فإِنَّه كان أخًا لِقُصَىِّ بنِ كِلابٍ، ومِن أولادِه مِنَ العَشَرَةِ [عبدُ الرَّحمَنِ بنُ عَوفٍ]

(3)

وسَعدُ بنُ أبي وقّاص:

13220 -

حدثنا أبو عبدِ الله الحافظُ، حدثنا أبو جَعفَرٍ البَغدادِىُّ، حدثنا أبو عُلاثةَ، حدثنا أبي، حدثنا ابنُ لَهيعَةَ، عن أبي الأسوَدِ، عن عُروةَ فيمَن شَهِدَ بَدرًا مَعَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِن بَنِى زُهرَةَ بنِ كِلابِ بنِ مُرَّة؛ عبدُ الرَّحمَنِ بنُ عَوفِ [بنِ عبدِ عَوفِ]

(4)

بنِ الحارِثِ بنِ زُهرَةَ، وسَعدُ بنُ أبي وقّاصِ بنِ وهَيبِ

(5)

بنِ عبدِ مَنافِ بنِ زُهرَةَ

(6)

.

13221 -

وأخبرَنا أبو طاهِرٍ الفقيهُ، أنبأنا أبو حامِدِ ابنُ بلالٍ، حدثنا يَحيَى بنُ الرَّبيعِ، حدثنا سفيانُ، عن ابنِ جُدعانَ، عن سعيدِ بنِ المُسَيَّبِ قال:

(1)

المصنف في الدلائل 3/ 312. وأخرجه مسلم (2418/ 51)، وابن ماجه (124) من طريق هشام به.

(2)

البخارى (4077).

(3)

في ز: "عبد الله".

(4)

ليس في: ز.

(5)

في س، ص 6، ز:"وهب". وينظر أسد الغابة 2/ 366، والإصابة 4/ 286.

(6)

أخرجه الطبراني (256) -وعنه أبو نعيم في معرفة الصحابة 1/ 130 (453) - عن أبي علاثة محمد ابن عمرو بن خالد به. وابن عساكر في تاريخ دمشق 35/ 255 من طريق ابن لهيعة به. وقال الهيثمى في المجمع (14886)(ط. دار الفكر) في إسناد الطبراني: وهو مرسل حسن الإسناد.

ص: 350

جاءَ سَعدٌ يَعنِى ابنَ أبي وقّاصٍ إلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ: مَن أنا يا رسولَ الله؟ قال: "سَعدُ بنُ مالكِ بنِ وُهَيبِ

(1)

بنِ عبدِ مَنافِ بنِ زُهرَةَ، مَن قال غَيرَ هذا فعَلَيه لَعنَةُ اللهِ"

(2)

.

وأمَّا تَيم فإِنَّه كان أخًا لِكِلابٍ، وأمَّا مَخزوم فإِنَّه لَم يَكُن أخًا لَهُما، وإِنَّما هو مَخزومُ بنُ يَقظَةَ بنِ مُرَّةَ، إلَّا أن القَبيلَةَ اشتَهَرَت بمَخزومٍ فنُسِبَت إلَيه، وإِنَّما قَدَّمَ بَنِى تَيمٍ على بَنِى مَخزومٍ لأنَهُم كانوا مِن حِلفِ الفُضولِ والمُطَيِّبينَ. وقيلَ: ذَكَرَ سابِقَةً. يُريدُ سابِقَةَ أبي بكرٍ الصِّدّيقِ رضي الله عنه؛ فإِنَّه أبو بكرٍ عبدُ اللهِ بنُ عثمانَ بنِ عامِرِ بنِ عمرِو بنِ كَعبِ بنِ سَعدِ بنِ تَيمِ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعبِ بنِ لُؤَىِّ بنِ غالِبِ بنِ فِهرٍ.

13222 -

حَدَّثَناه أبو عبدِ الله الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا عبدُ الله بنُ أُسامَةَ الحَلَبِى، حدثنا حَجّاجُ بنُ أبي مَنيعٍ، عن جَدِّه، عن الزُّهرِىِّ. فذَكَرَ هذا النَّسَبَ

(3)

.

13223 -

وأخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ الفَضلِ، أخبَرَنا عبدُ اللهِ بنُ جَعفَرٍ، حدثنا يَعقوبُ بنُ سُفيانَ، أخبَرَنا الحَجّاجُ بنُ أبي مَنيعٍ، عن جَدِّه، عن الزُّهرِىِّ. فذَكَرَه إلا أنَّه قال: عَتيق. بَدَلَ: عبدُ الله. ثُمَّ قال: وعَتيق لَقَبٌ،

(1)

في س، ص 6، ز:"وهب".

(2)

أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 137، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثانى (210)، والبزار (1073)، والطبراني (289)، وابن عساكر في تاريخ دمشق 20/ 285 من طريق ابن عيينة به. وقال الهيثمى في المجمع 9/ 153: رواه الطبراني والبزار مسندًا ومرسلًا ورجال المسند وثقوا.

(3)

الحاكم 3/ 61.

ص: 351

واسمُه عبدُ الله

(1)

.

قال الشَّيخُ: وهو أوَّلُ مَن أسلَمَ مِنَ الرِّجالِ الأحرارِ.

13224 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو بكرِ ابنُ إسحاقَ الفقيهُ، أخبرَنا عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ حَنبَلٍ، حدثنا يَحيَى بنُ مَعينٍ، حدثنا إسماعيلُ بنُ مُجالِدٍ، عن بَيانٍ، عن وبَرَةَ بنِ عبدِ الرَّحمَنِ، عن هَمَّامِ بنِ الحارِثِ قال: سَمِعتُ عَمارَ بنَ ياسِرٍ يقولُ: لَقَد رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وما مَعَه إلَّا خَمسَةُ أعبُدٍ وامرأتانِ وأبو بكرٍ رضي الله عنه

(2)

. رَواه البخارىُّ في "الصحيح" عن عبدِ الله عن يَحيَى بنِ مَعينٍ

(3)

.

13225 -

وأخبرَنا أبو عبدِ الله الحافظُ، أخبَرَنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا عبدُ الله بنُ محمدِ بنِ شيرُويَه، حدثنا العباسُ بنُ عبدِ العَظيمِ، حدثنا النَضرُ بنُ محمدٍ، حدثنا عِكرِمَةُ بنُ عَمارٍ، حدثنا شَدادُ ابنُ عبدِ الله أبو عَمارٍ ويَحيَى بنُ أبي كَثيرِ، عن أبي أُمامَةَ قال: قال عمرُو بنُ عَبَسَةَ السُّلَمِىُّ. فذَكَرَ دُخولَه على النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم بمَكَّةَ قال: فقُلتُ له: ما أنتَ؟ قال: "أُدعَى نَبيًّا". فقُلتُ: وما نَبِيٌّ؟ قال: "أرسَلَنى اللهُ تبارك وتعالى". فقلتُ: بأيِّ شَئٍ أرسَلَكَ؟ فقالَ: "أرسَلَنِى بصِلَةِ الأرحامِ وكَسرِ الأوثانِ، وأن يوَحَّدَ لا يُشرَكَ به شَيئًا". قُلتُ له: فمَن مَعَكَ؟ قال: "حُرّ وعَبدٌ". قال: ومَعَه يَومَئذٍ

(1)

يعقوب بن سفيان 1/ 238. وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثانى (5)، وابن عساكر في تاريخ دمشق 30/ 22 من طريق حجاج به.

(2)

الحاكم 3/ 393.

(3)

البخارى (3857).

ص: 352

أبو بكرٍ وبِلالٌ مِمَّن آمَنَ بهِ

(1)

. وذَكَرَ الحديثَ. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن أحمدَ بنِ جَعفَرٍ عن النَّضرِ بنِ محمدٍ

(2)

.

13226 -

أخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ الفَضلِ القَطّانُ ببَغدادَ، أخبَرَنا عبدُ اللهِ بنُ جَعفَرٍ، حدثنا يَعقوبُ بنُ سُفيانَ، حدثنا أبو بكرٍ الحُمَيدِىُّ، حدثنا سفيانُ، عن مالكِ بنِ مِغوَلٍ، عن رَجُلٍ قال: سُئلَ ابنُ عباسٍ: مَن أوَّلُ مَن آمَنَ؟ فقالَ: أبو بكرٍ رضي الله عنه، أما سَمِعتَ قَولَ حَسّانَ:

إذا تَذَكَّرتَ شَجوًا مِن أخِى ثِقَةٍ

فاذكُر أخاكَ أبا بكرٍ بما فعَلا

خَيرَ البَرِيَّةِ أوفاهَا وأعدَلَها

بعدَ النَّبِى وأَولَاها بما حَمَلا

والتّالِىَ الثّانِىَ المَحمودَ مَشهَدُهُ

وأوَّلَ النّاسِ مِنهُم صَدَّقَ الرسُلا

عاشَ حَمِيدًا لأمرِ اللهِ مُتَّبِعًا

بهَدىِ صاحِبِه الماضِى وما انتَقَلا

(3)

قال الشَّيخُ: ويشبِهُ أن يُريدَ بالسّابِقَةِ في بَنِى تَيمٍ صَبرَ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه في جَماعَةٍ مِنَ الصَّحابَةِ رضي الله عنهم مَعَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَومَ أُحُدٍ، مِنهُم طَلحَةُ بنُ عُبَيدِ اللهِ رضي الله عنه وهو أيضًا تَيمِيٌّ؛ فإِنَّه طَلحَةُ بنُ عُبَيدِ اللهِ بنِ عثمانَ بنِ عمرِو ابنِ كَعبِ بنِ سَعدِ بنِ تَيمِ بنِ مُرة.

13227 -

حدثنا بهَذا النَّسَبِ أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبَرَنا أبو جَعفَرٍ البَغدادِىُّ، حدثنا أبو عُلاثَةَ، حدثنا أبي، حدثنا ابنُ لَهيعَةَ، حدثنا أبو الأسوَدِ،

(1)

تقدم تخريجه في (4442) مطولًا.

(2)

مسلم (832).

(3)

ديوان حسان بن ثابت ص 211، 212.

ص: 353

عن عُروةَ بنِ الزُّبَيرِ. فذَكَرَه

(1)

.

وكَذَلِكَ ذَكَرَه الزهرِىُّ وغَيرُه صَبْرَ طَلحَةَ مَعَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم يَومَ أُحُدٍ، ورَمَى مالكُ بنِ زُهَيرٍ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَومَئذٍ، فاتَّقَى طَلحَةُ بنُ عُبَيدِ الله بيَدِه وجهَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فأصابَ خِنصرَه فشَلَّت. ذَكَرَه الواقِدِىُّ بإِسنادِهِ

(2)

.

13228 -

وأخبرَنا أبو عبدِ الله الحافظُ، حدثنا أبو عبدِ الله محمد بنُ يَعقوبَ، أنبأنا يَحيَى بنُ محمدِ بنِ يَحيَى، حدثنا مُسَدَّدٌ، حدثنا خالِدُ بنُ عبدِ الله، حدثنا إسماعيلُ بنُ أبي خالِدٍ، عن قَيسِ بنِ أبي حازِمٍ قال: رأيتُ يَدَ طَلحَةَ التى وقَى بها النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَد شَلَّت

(3)

. رَواه البخارىُّ في "الصحيح" عن مُسَدَّدٍ

(4)

.

13229 -

وحَدَّثَنا أبو عبدِ الله الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الجَبَّارِ، حدثنا يونُسُ بنُ بُكَيرٍ، عن ابنِ إسحاقَ، حَدَّثَنِى يَحيَى بن عَبادِ بنِ عبدِ الله بنِ الزُّبَيرِ، عن أبيه، عن جَده، عن الزُّبَيرِ قال: قَد رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم حينَ ذَهَبَ ليَنهَضَ إلَى الصَّخرَةِ، وكانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَد ظاهَرَ بَينَ دِرعَينِ يَومَئذٍ، فلَم يَستَطِعْ أن يَنهَضَ إلَيها،

(1)

الحاكم 3/ 368. وأخرجه الطبراني (189)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة 1/ 110 (360) من طريق محمد بن عمرو أبي علاثة به. وقال الهيثمى فى المجمع 9/ 148 في إسناد الطبراني: وهو مرسل حسن.

(2)

مغازى الواقدي 1/ 254.

(3)

أخرجه أحمد (1385)، وابن ماجه (128)، وابن حبان (6981) من طريق إسماعيل به.

(4)

البخاري (3724).

ص: 354

فجَلَسَ طَلحَةُ بنُ عُبَيدِ اللهِ تَحتَه، فنَهَضَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتَّى استَوَى عَلَيها، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أوجَبَ طَلحَةُ"

(1)

.

وذَكَرَ ابنُ إسحاقَ أن طَلحَةَ مِنَ الثَّمانيَةِ الَّذينَ سَبَقوا النّاسَ بالإسلامِ

(2)

.

وأمَّا المُصاهَرَةُ التى ذَكَرَها في بَنِى تَيمٍ فهِىَ مِن جِهَةِ عائشةَ بنتِ أبي بكرٍ الصِّدّيقِ رضي الله عنهما زَوجِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم حَبيبَةِ حَبيبِ اللهِ عز وجل:

13230 -

أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبَرَنا أبو جَعفَرٍ محمدُ ابنُ صالِحِ بنِ هانِئٍ وأبو مَنصورٍ محمدُ بنُ القاسِمِ العَتَكِىُّ قالا: حدثنا السَّرِىُّ ابنُ خُزَيمَةَ، حدثنا المُعَلَّى بنُ أسَدٍ، حدثنا عبدُ العَزيزِ، حدثنا خالِدٌ الحَذّاءُ، عن أبي عثمانَ قال: حَدَّثَنِى عمرُو بنُ العاصِ أن النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَه على جَيشِ ذاتِ السَّلاسِلِ قال: فأتَيتُه فقُلتُ: أىّ النّاسِ أحَبُّ إلَيكَ؟ فقالَ: "عائشةُ". فقُلتُ: مِنَ الرِّجالِ؟ قال: "فأبوها". فقُلتُ: ثُمَّ مَن؟ فقالَ: "عمَرُ بنُ الخطابِ". قال: فعَدَّدَ رِجالًا

(3)

. رَواه البخارىّ في "الصحيح" عن مُعَلى بنِ أسَدٍ، وأخرَجَه مسلمٌ مِن وجهٍ آخَرَ عن خالِدٍ الحَذّاءِ

(4)

.

(1)

المصنف في الدلائل 3/ 238، والحاكم 3/ 25. وأخرجه الترمذي (1692، 3738) من طريق يونس به. وقال الترمذي: حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن إسحاق.

(2)

سيرة ابن إسحاق (179).

(3)

أخرجه أحمد (17811)، والترمذي (3885)، والنسائي في الكبرى (8117)، وابن حبان (6885) من طريق عبد العزيز به. وابن حبان (6900) من طريق خالد الحذاء به. وسيأتى في (14864).

(4)

البخارى (3662)، مسلم (2384).

ص: 355

ورُوِّينا عن النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال لِفاطِمَةَ رضي الله عنها: "ألَستِ تُحِبينَ ما أحِبُّ؟ ". قالَت: بَلَى. قال: "فأحِبِّى هذه". يُريدُ عائشةَ رضي الله عنها

(1)

. وقالَ لأُمَ سلمةَ: "لا تُؤذيني في عائشةَ، فإِنَّه واللهِ ما نَزَلَ علىَّ الوَحى وأنا في لِحافِ امرأة مِنكُنَّ غَيرَها"

(1)

.

وأمَّا عَدِى بنُ كَعبٍ فإِنَّه كان أخًا لِمُرةَ بنِ كَعبٍ. وأمَّا سَهمٌ وجُمَحُ فإِنَّهُما ابنا عمرِو بنِ هُصَيصِ بنِ كَعبٍ، إلا أن القَبيلَةَ اشتَهَرَت بهِما فنُسِبَت إلَيهِما.

وإِنَّما قَدمَ بَنِى جُمَحَ قيلَ: لأجلِ صَفوانَ بنِ أُمَيَّةَ بنِ خَلَفِ بنِ وهبِ بنِ حُذافَةَ بنِ جُمَحَ، وما كان مِنه يَومَ حُنَينٍ مِن إعارَةِ السِّلاحِ، وقَولِه حينَ قال أبو سُفيانَ وكَلَدَةُ ما قالا: فضَّ اللهُ فاكَ، فواللَّهِ لأن يَرُبَّنِى رَجُلٌ مِن قُرَيشٍ أحَب إلَىَّ مِن أن يَرُبنى رَجُل مِن هَوازِنَ. وهو يَومَئذٍ مُشرِكٌ، ثُمَّ إنَّه أسلَمَ وهاجَرَ. وقيلَ: إنَّما فعَلَ ذَلِكَ عُمَرُ رضي الله عنه قَصدًا إلَى تأخيرِ حَقِّه، فإِنَّه عُمَرُ بنُ الخطابِ بنِ نُفَيلِ بنِ عبدِ العُزى بنِ رِياحِ

(2)

بنِ عبدِ الله بنِ قُرطِ بنِ رَزاحِ بنِ عَدِىِّ بنِ كَعبِ بنِ لُؤَى بنِ غالِبِ بنِ فِهرٍ.

13231 -

حدثنا بهَذا النسَبِ أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ

(1)

هما طرفان من حديث سيأتى مسندًا بتمامه في (14865).

(2)

في م: "رباح". وفى حاشية ز: "قال شيخنا: رياح بالياء المثناة من تحت، وقيل: رباح بالباء الموحدة. والله أعلم" اهـ. وينظر أسد الغابة 4/ 145، وتهذيب الأسماء واللغات (الجزء الثاني من القسم الأول ص 3)، والإصابة 7/ 312.

ص: 356

محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أبو أُسامَةَ، حدثنا حَجّاجٌ، عن جَدِّه، عن الزُّهرِىِّ. فذَكَرَه

(1)

. فآثَرَهُم عُمَرُ رضي الله عنه على قَبيلَتِه، فلَمّا كان زَمَنُ المَهدِىِّ أمَرَ المَهدِىُّ ببَنِى عَدِىٍّ فقُدِّموا على سَهمٍ وجُمَحَ؛ لِلسّابِقَةِ فيهِم وهِىَ سابِقَةُ عُمَرَ رضي الله عنه، رُوِىَ عن النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:"اللَّهمَّ أعِزَّ الإسلامَ بعُمَرَ":

13232 -

حدثنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا عبدُ اللهِ بنُ جَعفَرٍ الفارِسِىُّ، حدثنا يَعقوبُ بنُ سُفيانَ، حدثنا عبدُ العَزيزِ بنُ عبدِ اللهِ الأوَيسِىُّ، حدثنا الماجِشونُ بنُ أبي سلمةَ، عن هِشامِ بنِ عُروةَ، عن أبيه، عن عائشةَ رضي الله عنها، أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"اللَّهمَّ أعِزَّ الإسلامَ بعُمَرَ بنِ الخطابِ خاصَّةً"

(2)

.

13233 -

وأخبرَنا أبو طاهِرٍ الفقيهُ، أنبأنا أبو طاهِرٍ المُحَمَّداباذِىُّ، حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ الفَضلِ الرّازِىُّ، حدثنا أبو عَلقَمَةَ الفَرْوِىُّ المَدينِى، حدثنا عبدُ المَلِكِ بنُ ماجِشونَ، عن مُسلِمِ بنِ خالِدٍ، عن هِشامٍ. فذَكَرَه بمِثلِهِ

(3)

.

13234 -

وأخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبي إسحاقَ، أخبَرَنا أبو عبدِ اللهِ ابنُ يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بنُ عبدِ الوَهّابِ، أخبَرَنا جَعفَرُ بنُ عَونٍ. وأخبرَنا

(1)

الحاكم 3/ 80، وفيه: أبو أسامة ثنا عبد الله بن أسامة الحلبي. وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثانى (96) من طريق حجاج به.

(2)

الحاكم 3/ 83. وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 44/ 27 من طريق المصنف به.

(3)

أخرجه ابن حبان (6882) من طريق عبد الله بن عيسى أبي علقمة الفروى به. وابن ماجه (105) من طريق عبد الملك بن ماجشون به. وفى مصباح الزجاجة (42): هذا إسناد ضعيف؛ عبد الملك بن الماجشون ضعفه الساجى، وذكره ابن حبان في الثقات. ومسلم بن خالد الزنجى وإن وثقه ابن معين وابن حبان واحتج به في صحيحه فقد قال فيه البخاري: منكر الحديث. وضعفه أبو حاتم والنسائي وغيرهم.

ص: 357

أبو زَكَريّا، أخبَرَنا أبو محمدٍ عبدُ الله بنُ إسحاقَ، حدثنا عبدُ الرَّحمَنِ بنِ محمدِ بنِ مَنصورٍ، حدثنا يَحيَى بنُ سعيدٍ، حدثنا إسماعيلُ بنُ أبي خالِدٍ، عن قَيسِ بنِ أبي حازِمٍ. وفِى رِوايَةِ جَعفَرٍ ومُحَمدٍ: قالا

(1)

. وأخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو عمرٍو عثمانُ بنُ أحمدَ السماكُ، حدثنا يَحيَى بنُ أبي طالِبٍ، أخبَرَنا محمدُ بنُ عُبَيدٍ، حدثنا إسماعيلُ، عن قَيسٍ قال: قال عبدُ اللهِ يَعنِى ابنَ مَسعودٍ: ما زِلنا أعِزَّةً مُنذُ أسلَمَ عُمَرُ

(2)

. أخرَجَه البخارىُّ مِن حَديثِ إسماعيلَ بنِ أبي خالِدٍ

(3)

.

وأمَّا قَولُ عُمَرَ رضي الله عنه: فإِنَ الإسلامَ دَخَلَ وأمرُنا وأمرُ بَنِى سَهمٍ واحِدٌ

(4)

.

فهو لأنَّ بَنى سَهمٍ كانوا مُظاهِرينَ لِبَنى عَدِى في الجاهِليَّةِ، واجتَمَعَت بَنو جُمَحَ على بَنى عَدِىٍّ لِثائرَةٍ بَينَهُم، فقامَت دونَهُم سَهمٌ إخوَةُ جُمَحَ، فقالوا: إنَّ عَديًّا أقَلُّ مِنكُم عَدَدًا، فإِن شِئتُم فأخرِجوا إلَيهِم أعدادَهُم مِنكُم ونُخَلِّى بَينَكُم وبَينَهُم، وإِن شِئتُم وفَّيناهُم مِنَّا حتَّى يَكونوا مِثلَكُم. فتَحاجَزوا. قالَه الزُّبَيرُ بنُ بَكارٍ.

وأمَّا أبو عُبَيدَةَ فإِنَّه عامِرُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ الجَراحِ بنِ هِلالِ بنِ أُهَيبِ بنِ ضَبةَ بنِ الحارِثِ بنِ فِهرِ بنِ مالكٍ. قالَه محمدُ ابنُ إسحاقَ وغَيرُه

(5)

.

(1)

من بداية الإسناد حتى هذا الموضع زيادة من "م"، ووضعت عليها في الأصل علامة الإلغاء "لا- إلى".

(2)

المصنف في الدلائل 2/ 215. وأخرجه ابن حبان (6880) من طريق إسماعيل بن أبي خالد به.

(3)

البخاري (3863، 3684).

(4)

تقدم تخريجه في (13203).

(5)

ينظر سيرة ابن إسحاق (302)، وسيرة ابن هشام 1/ 329، 685.

ص: 358

13235 -

أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنِى أبو عمرٍو، أخبَرَنا أبو يَعلَى، حدثنا أبو بكرِ ابنُ أبي شَيبَةَ وأبو خَيثَمَةَ قالا: حدثنا إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ، أخبَرنا خالد، عن أبي قِلابَةَ قال: قال أنَس رضي الله عنه: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ لِكلِّ أُمَّة أمينًا، وإِنَّ أمينَنا أيتها الأُمَّهُ أبو عُبَيدَةَ ابنُ الجَرّاحِ"

(1)

.

رَواه مسلم في "الصحيح" عن أبي بكرٍ وأبِى خَيثَمَةَ، وأخرَجَه البخارىُّ مِن وجهٍ آخَرَ عن خالِدٍ

(2)

.

قال الشَّيخُ: وإِنَّما تأخَّرَ أبو عُبَيدة في العَطاءِ لِبُعدِ نَسَبِه لا لِنُقصانِ شَرَفِه، وهو أفضَلُ مِن بَعضِ مَن تَقَدَّمَه، مَعَ كَونِه مِن قُرَيشٍ مِن جُملَةِ الأقرَبينَ.

13236 -

أخبرَنا أبو عبدِ الله الحافظُ، أخبرَنِى أبو الحَسَنِ ابنُ صَبيحٍ، أخبرَنا محمدُ بنُ إسحاقَ، حدثنا محمدُ بنُ يَحيَى، حدثنا عُمَرُ بنُ حَفصِ بنِ غِياثٍ، حدثنا أبي، حدثنا الأَعْمَشُ، حَدَّثَنِى عمرُو بنُ مُرة، عن سعيدِ بنِ جُبَيرٍ، عن ابنِ عباسٍ قال: لما نَزَلَت: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]. صَعِدَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم على الصَّفا، فجعَلَ يُنادِى:"يا بَنِى فِهر، يا بَنى عَدِى، يا بَنِى فُلان". لِبُطونِ قُرَيشٍ حَتَّى اجتَمَعوا. وذَكَرَ الحديثَ

(3)

. رَواه

(1)

أبو يعلى (2808)، وابن أبي شيبة (32834). وأخرجه أحمد (12966) عن إسماعيل به. والنسائي في الكبرى (8199) من طريق خالد به.

(2)

مسلم (2419/ 53)، والبخاري (3744، 4382، 7255).

(3)

أخرجه النسائي في الكبرى (11426) من طريق عمر بن حفص به. وأحمد (2801)، ومسلم (208)، والترمذي (3363)، وابن حبان (6550) من طريق الأعمش به.

ص: 359