الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصَّدَقاتِ سَهمٌ، والَّذِى أحفظُ فيه مِن مُتَقَدِّمِ الخَبَرِ أنَّ عَدِىَّ بنَ حاتِمٍ جاءَ إلَى أبى بكرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه، أحسِبُه قال: بثَلاثِمِائَةٍ مِنَ الإِبِلِ مِن صَدَقاتِ قَومِه، فأَعطاه أبو بكرٍ رضي الله عنه مِنها ثَلاثينَ بَعيرًا، وأَمَرَه أن يَلحَقَ بخالِدِ بنِ الوَليدِ بمَن أطاعَه مِن قَومِه، فجاءَه بزُهاءِ ألفِ رَجُلٍ، وأَبلَى بَلاءً حَسَنًا. ولَيسَ فى الخَبَرِ مِن أينَ أعطاه إيّاها، غَيرَ أنَّ الَّذِى يَكادُ أن يَعرِفَ القَلبُ بالاستِدلالِ بالأخبارِ، واللَّهُ أعلَمُ، أنَّه أعطاه إيّاها مِن سَهمِ المُؤَلَّفَةِ
(1)
، فإِمّا زادَه ليُرَغِّبَه فيما صَنَعَ، وإِمّا أعطاه ليَتأَلَّفَ به غَيرَه مِن قَومِه مِمَّن لا يَثِقُ به بمِثلِ ما يَثِقُ به مِن عَدِىِّ بنِ حاتِمٍ، فأَرَى أن يُعطَى مِن سَهمِ المُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم فى مِثلِ هَذا المَعنَى إن نَزَلَت نازِلَةٌ بالمُسلِمينَ، ولَن تَنزِلَ إن شاءَ اللَّهُ
(2)
.
بابُ سُقوطِ سَهمِ المُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وتَركِ إعطائهِم عِندَ ظُهورِ الإِسلامِ والاستِغناءِ عن التَّأَلُّفِ عَلَيهِ
13318 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ الفَضلِ القَطّانُ ببَغدادَ، أخبرَنا عبدُ اللَّهِ بنُ جَعفَرِ بنِ دُرُستُويَه، حَدَّثَنَا أبو يوسُفَ يَعقوبُ بنُ سُفيانَ، حَدَّثَنَا هارونُ بنُ إسحاقَ الهَمْدانِيُّ، حَدَّثَنَا المُحارِبِيُّ، عن حَجّاجِ بنِ دينارٍ الواسِطِيِّ، عن ابنِ سيرينَ، عن عَبيدَةَ قال: جاءَ عُيَينَةُ بنُ حِصنٍ والأقرَعُ بنُ حابِسٍ إلَى أبى بكرٍ رضي الله عنه فقالا: يا خَليفَةَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إنَّ عِندَنا أرضًا سَبِخَةً لَيسَ فيها كَلأٌ ولا مَنفَعَةٌ، فإِن رأَيتَ أن تُقطِعَناها لَعَلَّنا نَحرُثُها ونَزرَعُها.
(1)
بعده فى ز، م:"قلوبهم".
(2)
المصنّف فى المعرفة (4033)، والأم 2/ 85.
فذَكَرَ الحديثَ فى الإِقطاعِ وإِشهادِ عُمَرَ رضي الله عنه عَلَيه ومَحوِه إيّاه، قال: فقالَ عُمَرُ رضي الله عنه: إنَّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يَتأَلَّفُكُما والإِسلامُ يَومَئذٍ ذَليلٌ، وإِنَّ اللَّهَ قَد أعَزَّ الإِسلامَ، فاذهَبا فاجهَدا جَهدَكُما، لا أرعَى اللَّهُ عَلَيكُما إن رَعَيتُما
(1)
.
ويُذكَرُ عن الشَّعبِىِّ أنَّه قال: لَم يَبقَ مِنَ المُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم أحَدٌ، إنَّما كانوا على عَهدِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فلَمَّا استُخلِفَ أبو بكرٍ رضي الله عنه انقَطَعَتِ الرِّشا
(2)
.
وعن الحَسَنِ قال: أمّا المُؤَلَّفَةُ فلَيسَ اليَومَ
(3)
.
13319 -
وأخبرَنا أبو نَصرِ ابنُ قَتادَةَ، أخبرَنا أبو مَنصورٍ النَّضرُوِىُّ الهَرَوِىُّ، حَدَّثَنَا أحمدُ بنُ نَجدَةَ، حَدَّثَنَا سعيدُ بنُ مَنصورٍ، حَدَّثَنَا أبو عَوانَةَ، عن مُهاجِرٍ أبى الحَسَنِ قال: أتَيتُ أبا وائلٍ وأَبا بُردَةَ بالزَّكاةِ وهُما على بَيتِ المالِ فأَخَذاها، ثُمَّ جِئتُ مَرَّةً أُخرَي، فوَجَدتُ أبا وائلٍ وحدَه فقالَ: رُدَّها فضعْها مَواضِعَها. قُلتُ: فما أصنَعُ بنَصيبِ المُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم؟ قال: رُدَّه على آخَرينَ
(4)
.
(1)
أخرجه الخطيب فى الجامع (1623)، وابن عساكر فى تاريخ دمشق 9/ 195 من طريق أبى الحسين ابن الفضل به. وابن أبى شيبة (33580)، والبخارى فى التاريخ الصغير 1/ 81 وابن أبى حاتم فى تفسيره (10377)، والحاكم 3/ 80 من طريق المحاربى به مطولًا ومختصرًا.
(2)
ينظر مصنف ابن أبى شيبة (10855)، والمدونة 1/ 297، وتفسير ابن جرير 11/ 522، وتفسير ابن أبى حاتم (10378).
(3)
ينظر الأموال لابن زنجويه (2043)، وتفسير ابن جرير 11/ 522.
(4)
سعيد بن منصور (1022 - تفسير)، وعنه ابن سعد 6/ 97.