الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فأَفلَجَنِي
(1)
، وخَطَبَ عليَّ فأَنكَحَنِي، وبايَعتُه أنا وجَدِّي. قال: قُلتُ له: وما كانَت خُصومَتُكَ؟ قال: كان رَجُلٌ يَغشَى المَسجِدَ فيَتَصدَّقُ على رِجالٍ يَعرِفُهُم، فجاءَ ذاتَ لَيلَةٍ ومَعَه صُرَّةٌ فظَنَّ أنِّي بَعضُ مَن يَعرِفُ، فلَمّا أصبَحَ تَبَيَّنَ له، فأَتانِي فقالَ: رُدَّها. فأَبَيتُ فاختَصَمنا إلَى رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فأَجازَ لِي الصَّدَقَةَ وقالَ: "لَكَ أجرُ ما نَوَيتَ"
(2)
.
قال الشيخُ: وظاهِرُ هَذا أنَّ المُتَصدِّقَ كان رَجُلًا أجنَبيًّا، واللهُ أعلَمُ.
بابُ مِيسَمِ
(3)
الصَّدَقَةِ
13383 -
أخبرَنا أبو عبد اللَّهِ الحافظُ، حدثنا عليُّ بن حَمشاذَ العَدلُ، حدثنا محمدُ بن إسماعيلَ، حدثنا دُحَيمٌ، حدثنا الوَليدُ، عن الأوزاعِيّ، عن إسحاقَ بنِ عبد اللَّهِ بنِ أبي طَلحَةَ، عن أنَسٍ رضي الله عنه إلى: غَدَوتُ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بعبدِ اللَّهِ بنِ أبي طَلحَةَ ليُحَنِّكَه، فوافَيتُه وفي يَدِه مِيسَمٌ يَسِمُ إبِلَ الصَّدَقَةِ
(4)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن إبراهيمَ بنِ المُنذِر، ورَواه مُسلِمٌ عن هارونَ بنِ مَعروفٍ، كِلاهُما عن الوَليدِ بنِ مُسلِمٍ
(5)
.
13384 -
أخبرَنا أبو عمرٍو محمدُ بن عبد اللَّهِ الأديبُ، أخبرَنا أبو بكرٍ الإسماعيلِيُّ، أخبرَنِي الهَيثَمُ بن خَلَفٍ، والحَسَنُ بن سُفيانَ، وابنُ ياسينَ
(1)
فأفلجني: حكم لي وغلَّبنى على خصمى. النهاية 3/ 912.
(2)
ذكره أبو نعيم في معرفة الصحابة عقب (6191) معلقًا عن أبي حمزة به.
(3)
ميسم الصدقة: هي الحديدة التي تكوى بها إبل الصدقة. أي: يعلم عليها بالكى. النهاية 5/ 186.
(4)
أخرجه ابن حبان (4533) من طريق دحيم به.
(5)
البخاري (1502)، ومسلم (2119/ 112).
قالوا: حدثنا محمدُ بن المُثَنَّى، حدثنا ابنُ أبي عَدِيٍّ، عن ابنِ عَونٍ، عن محمدٍ، عن أنَسٍ رضي الله عنه قال: ولَدَت أُمُّ سُلَيمٍ، فقالَت لي: يا أنَسُ، انظُرْ هَذا الغُلامَ، فلا يُصيبَنَّ شَيئًا حَتَّى تَغدوَ به إلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قال: فغَدَوتُ به، فإِذا هو في حائطٍ، وعَلَيه خَميصَةٌ حَوتَكيَّةٌ
(1)
، وهو يَسِمُ الظَّهرَ الَّذِي قَدِمَ عَلَيه في الفَتحِ
(2)
. رَواه البخاريُّ ومُسلِمٌ جَميعًا في "الصحيح" عن أبي موسَى محمدِ بنِ المُثَنَّى
(3)
.
13385 -
أخبرَنا أبو أحمدَ عبدُ اللهِ بن محمدِ بنِ الحَسَنِ العَدلُ، أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بن جَعفَرٍ المُزَكِّي، حدثنا محمدُ بن إبراهيمَ العَبدِيُّ، حدثنا ابنُ بُكَيرٍ، حدثنا مالكٌ، عن زَيدِ بنِ أسلَمَ، عن أبيه، أنَّ عُمَرَ بنَ الخطابِ رضي الله عنه كان يُؤتَى بنَعَمٍ كَثيرَةٍ مِن نَعَمِ الجِزيَة، وأَنَّه قال لِعُمَرَ بنِ الخطابِ: إنَّ في الظَّهرِ لَناقَةً عَمياءَ. فقالَ عُمَرُ بن الخطابِ رضي الله عنه: نَدفَعُها إلَى أهلِ البَيتِ يَنتَفِعونَ بها. قال: فقُلتُ: وهِيَ عَمياءُ؟ قال: يَقطُرونَها بالإبِلِ. قال: فقُلتُ: كَيفَ تأكُلُ مِنَ الأرضِ؟ فقالَ عُمَرُ بن الخطابِ رضي الله عنه: أمِن نَعَمِ الجِزيَةِ هِيَ أم مِن نَعَمِ الصَّدَقَةِ؟ قال: فقُلتُ: مِن نَعَمِ الجِزيَةِ. قال: فقالَ عُمَرُ بن الخطابِ رضي الله عنه: أرَدتُم واللهِ أكلَها. فقُلتُ: إنَّ عَلَيها وسمَ الجِزيَةِ.
(1)
عند البخاري: "حريثية"، وعند مسلم:"حويتية". قال ابن الأثير: المشهور المحفوظ "خميصة جونية" أي: سوداء، وأما حويتية فلا أعرفها. النهاية 1/ 456.
(2)
أخرجه الترمذي في العلل (705)، وابن حبان (4532) من طريق محمد بن المثنى به. وأحمد (12035) من طريق ابن أبي عدى به.
(3)
البخاري (5824)، ومسلم (2119/ 109).