الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
13155 -
أخبرَنا أبو علىٍّ الرُّوذْبارِىُّ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ داسَةَ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا جَعفَرُ بنُ مُسافِرٍ التِّنِّسِىُّ، حدثنا ابنُ أبى فُدَيكٍ، أخبرَنا الزَّمَعِىُّ، عن الزُّبَيرِ بنِ عثمانَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ سُراقَةَ، أن محمدَ بنَ عبدِ الرَّحمَنِ بنِ ثَوبانَ أخبَرَه أن أبا سعيدٍ الخُدرِىَّ رضي الله عنه أخبَرَه أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"إيّاكُم والقُسامَةَ". قال: فقُلنا: وما القُسامَةُ؟ قال: "الشَّئُ يَكونُ بَينَ النّاسِ فيُنتقَصُ
(1)
مِنه"
(2)
.
13156 -
وأخبرَنا أبو علىٍّ، أخبَرَنا أبو بكرٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا عبدُ اللهِ القَعنَبِىُّ، حدثنا عبدُ العَزيزِ بنُ محمدٍ، عن شَريكِ بنِ أبى نَمِرٍ (ح) وأخبرَنا أبو طاهِرٍ الفقيهُ، أخبَرَنا أبو بكرٍ القَطّانُ، حدثنا إبراهيمُ بنُ الحارِثِ، حدثنا يَحيَى بنُ أبى بُكَيرٍ، حدثنا زُهَيرُ بنُ محمدٍ، عن شَريكٍ، عن عَطاءِ بنِ يَسارٍ، أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"إيّاكُم والقُسامَةَ". قالوا: وما القُسامَةُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: "الرَّجُلُ يَكونُ على الفِئامِ مِنَ النّاسِ، فيأخُذُ مِن حَظِّ هذا وحَظِّ هذا"
(3)
.
بابٌ: الاختيارُ في التَّعجيلِ بقِسمَةِ مالِ الفَئِ إذا اجتَمَعَ
13157 -
أخبرَنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ يوسُفَ الأصبَهانِىُّ، أخبَرَنا أبو سعيدِ ابن الأعرابِىِّ، حدثنا ابنُ أبى مَسَرَّةَ، حدثنا العَلاءُ بن عبدِ الجَبّارِ،
(1)
في م: "ثم يتنقص".
(2)
أبو داود (2783). وضعفه الألبانى في ضعيف أبى داود (591).
(3)
أبو داود (2784). وضعفه الألبانى في ضعيف أبى داود (592).
حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ المُبارَكِ، عن صَفوانَ بنِ عمرٍو، عن عبدِ الرَّحمَنِ بنِ جُبَيرِ ابنِ نُفَيرٍ، عن أبيه، عن عَوفِ بنِ مالكٍ الأشجَعِىِّ قال: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا جاءَ الفَئُ يَقسِمُه مِن يَومِهِ
(1)
.
13158 -
قال: وأخبرَنا أبو سعيدٍ قال: حدثنا أبو داودَ، حدثنا ابنُ المُصَفَّى، حدثنا أبو المُغيرَةِ، عن صَفوانَ بنِ عمرٍو بإِسنادِه مِثلَه، زادَ فيه: فأعطَى العَزَبَ حَظًّا وأعطَى الآهِلَ حَظَّينِ، فدَعانِى فأعطانِى حَظَّينِ وكانَ لِى أهلٌ، ثُمَّ دَعا عَمّارًا فأعطاه حَظًّا واحِدًا
(2)
.
13159 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنِى أبو الطَّيِّبِ محمدُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللَّهِ الشَّعيرِىُّ، حدثنا مَحمِشُ بنُ عِصامٍ، أخبَرَنا حَفصُ بنُ عبدِ اللَّهِ، حدثنا إبراهيمُ بنُ طَهمانَ، عن عبدِ العَزيزِ بنِ صُهَيبٍ، عن أنَسِ بنِ مالكٍ قال: أُتِى رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بمالٍ مِنَ البحرَينِ، فقالَ:"انثُروه في المَسجِدِ". قال: وكانَ أكثَرَ مالٍ أُتِى به رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فخَرَجَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلَى الصَّلاةِ ولَم يَلتَفِتْ إلَيه، فلَمّا قَضَى الصَّلاةَ جاءَ فجَلَسَ إلَيه، فما كان يَرَى أحَدًا إلَّا أعطاه؛ إذ جاءَه العباسُ فقالَ: يا رسولَ اللَّه، أعطِنِى؛ فإِنِّى فادَيتُ نَفسِى وفادَيتُ عَقيلًا. قال له رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"خُذْ". فحَثا في ثَوبِه، ثُمَّ ذَهَبَ يُقِلُّه فلَم يَستَطِعْ، فقالَ: مُرْ بَعضَهُم يَرفَعُه إلَىَّ. قال: "لا". قال: فارفَعْه
(1)
أخرجه أحمد (24004)، وأبو داود (2953)، وابن حبان (4816) من طريق ابن المبارك به. وتقدم في (13101).
(2)
تقدم تخريجه في (13102).
أنتَ علىَّ. قال: "لا". قال: فَنَثَرَ مِنه ثُمَّ احتَمَلَه فألقاه على كاهِلِه ثُمَّ انطَلَقَ. قال: فما زالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُتبِعُه بَصرَه حَتَّى خَفِى عَلَيه عَجَبًا مِن حِرصِه، فما قامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وثَمَّ مِنها دِرهَمٌ
(1)
. أخرَجَه البخارىُّ في "الصحيح" فقالَ: وقالَ إبراهيمُ
(2)
.
13160 -
أخبرَنا أبو محمدِ ابنُ يوسُفَ، أخبرَنا أبو سعيدِ ابنُ الأعرابِىِّ، حدثنا عباسُ بنُ محمدٍ الدُّورِىُّ، حدثنا أبو سلمةَ مَنصورٌ، حدثنا بكرُ بنُ مُضرَ، حدثنا موسَى بنُ جُبَيرٍ، عن أبى أُمامَةَ قال: دَخَلتُ أنا يَومًا وعُروَةُ على عائشةَ رضي الله عنها، فقالَت: لَو رأيتُما نَبِىَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم في مَرضَةٍ مَرِضَها وكانَت له عِندِى سِتَّةُ دَنانيرَ -قال موسَى بنُ جُبَيرٍ: أو سَبعَةٌ- فأمَرَنِى نَبِىُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم أن أُفَرِّقَها، فشَغَلَنى وجَعُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى عافاه اللَّهُ، ثُمَّ سألَنِى عَنها فقالَ:"أكُنتِ فرَّقتِ السِّتَّةَ أوِ السَّبعَةَ؟ ". قالَت: لا واللهِ شَغَلَنِى وجَعُكَ. قالَت: فدَعا بها ثُمَّ فرَّقَها، فقالَ:"ما ظَنُّ نَبِىِّ اللَّهِ لَو لَقِى اللَّهَ عز وجل وهِى عِندَه؟! "
(3)
.
13161 -
أخبرَنا أبو الحَسَنِ علىُّ بنُ محمدِ بنِ علىٍّ ابنُ السِّقاءِ، أخبَرَنا أبو الحَسَنِ الطَّرائفِىُّ، حدثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ الدارمىُّ، حدثنا هِشامُ بنُ
(1)
أخرجه ابن عساكر في تاريخه 26/ 294 من طريق المصنف به. وعزاه ابن حجر في التغليق 2/ 228 للحاكم وأسنده فيه من الطريق المذكور من طريق حفص بن عبد الله به.
(2)
البخارى (421، 3165).
(3)
أخرجه أحمد (24733) عن أبى سلمة به. وابن حبان (3213) من طريق بكر بن مضر به. وقال الهيثمى في المجمع 10/ 240: رواه كله أحمد بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح.
عبدِ المَلِكِ أبو الوَليدِ الطَّيالِسِىُّ، حدثنا أبو عَوانَةَ، عن عبدِ المَلِكِ بنِ عُمَيرٍ، عن رِبعِىِّ بنِ حِراشٍ، عن أُمِّ سلمةَ قالَت: دَخَلَ علىَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو ساهِمُ الوَجهِ
(1)
. قالَت: فحَسِبتُ ذَلِكَ مِن وجَعٍ، فقُلتُ: ما لَكَ ساهِمَ الوَجهِ؟ فقالَ: "مِن أجلِ الدَّنانيرِ السَّبعَةِ التى أتَتنا أمسِ ولَم نَقسِمْها وهِى في خُصْمِ
(2)
الفِراشِ"
(3)
.
13162 -
أخبرَنا عبدُ اللَّهِ بنُ يوسُفَ الأصبَهانِىُّ، أخبَرَنا أبو سعيدِ ابنُ الأعرابِىِّ، حدثنا الدَّبَرِىُّ، عن عبدِ الرَّزّاقِ، عن ابنِ جُرَيجٍ (ح) قال: وأخبرَنا أبو سعيدٍ، حدثنا علىُّ بنُ عبدِ العَزيزِ قال: قال أبو عُبَيدٍ: حَدَّثَنِى حَجّاجٌ، عن ابنِ جُرَيجٍ قال: أخبرَنِى عمرُو بنُ دينارٍ، عن الحَسَنِ بنِ محمدٍ قال: كان رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لا يُبَيِّتُ مالًا ولا يُقَيِّلُه. قال أبو عُبَيدٍ: إن جاءَه غُدوَةً لَم يَنتَصفِ النَّهارُ حَتَّى يَقسِمَه، وإِن جاءَه عَشيَّةً لَم يَبِتْ حَتَّى يَقسِمَه
(4)
. هذا مُرسَلٌ.
13163 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا دَعلَجُ بنُ أحمدَ السِّجزِىُّ، حدثنا محمدُ بنُ سُلَيمانَ الواسِطِىُّ، حدثنا الحُرُّ بنُ مالكٍ العَنبَرِىُّ، حدثنا
(1)
ساهم الوجه: عابس الوجه من الهم. غريب الحديث لإبراهيم الحربى 3/ 1112.
(2)
في ص 6: "خضم" بالضاد المعجمة. قال ابن الأثير: خصم كل شئ: طرفه وجانبه
…
ويروى بالضاد المعجمة. النهاية 2/ 38، 44.
(3)
أخرجه أحمد (26514)، وابن حبان (5160) عن أبى الوليد به. وقال الهيثمى في المجمع 10/ 238: رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح.
(4)
عبد الرزاق (7286) وفيه: جبير بن محمد. بدلًا من: الحسن بن محمد. وأخرجه الخليلى في الإرشاد 1/ 339 من طريق ابن جريج به. وابن الأعرابى في معجمه (1983)، والخطابى في غريب الحديث 1/ 532 من طريق عمرو بن دينار به.
مالكُ بنُ مِغوَلٍ، عن يَحيَى بنِ سعيدٍ، عن أبيه قال: قال عُمَرُ بنُ الخطابِ رضي الله عنه لِعَبدِ اللهِ بنِ الأرقَمِ: اقسِمْ بَيتَ مالِ المُسلِمينَ في كُل شَهرٍ مَرَّةً، اقسِمْ مالَ المُسلِمينَ في كُل جُمُعَةٍ مَرَّةً. ثُمَّ قال: اقسِمْ بَيتَ مالِ المُسلِمينَ في كُلِّ يَومٍ مَرَّةً. قال: فقالَ رَجُلٌ مِنَ القَومِ: يا أميرَ المُؤمِنينَ لَو أبقَيتَ في مالِ المُسلِمينَ بَقيَّةً تُعِدُّها لِنائبَةٍ أو صَوتٍ. يَعنى خارِجَةً. قال: فقالَ عُمَرُ رضي الله عنه لِلرَّجُلِ الَّذِى كَلَّمَه: جَرَى الشَّيطانُ على لِسانِه لَقَّنَنِى اللهُ حُجَّتَها ووَقانِى شَرَّها، أُعِدُّ لَها ما أعَدَّ لَها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ طاعَةَ اللهِ عز وجل ورسولِه صلى الله عليه وسلم.
13164 -
وفيما أجازَ لى أبو عبدِ اللهِ الحافظُ رِوايَتَه عنه أن أبا العباسِ محمدَ بنَ يَعقوبَ حَدَّثَهُم، أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، أخبَرَنا الشّافِعِىُّ، أخبَرَنا غَيرُ واحِدٍ مِن أهلِ العِلمِ، أنَّه لَمّا قُدِمَ على عُمَرَ بنِ الخطاب رضي الله عنه بما أُصيبَ مِنَ العِراقِ قال له صاحِبُ بَيتِ المالِ: أنا أُدخِلُه بَيتَ المالِ؟ قال: لا ورَبِّ الكَعبَةِ لا يُؤوَى
(1)
تَحتَ سَقفِ بَيتٍ حَتَّى أقسِمَه. فأمَرَ به فوُضِعَ في المَسجِدِ ووُضِعَت عَلَيه الأنطاعُ، وحَرَسَه رِجالٌ مِنَ المُهاجِرينَ والأنصارِ، فلَمّا أصبَحَ غَدا مَعَه العباسُ بنُ عبدِ المُطلِبِ وعَبدُ الرَّحمَنِ بنُ عَوفٍ آخِذٌ بيَدِ أحَدِهِما أوأحَدُهُما آخِذٌ بيَدِه، فلَمّا رأوه كَشَطوا الأنطاعَ عن الأموالِ فرأى مَنظَرًا لَم يَرَ مِثلَه، رأى الذَّهَبَ فيه والياقوتَ والزَّبَرجَدَ واللُّؤلُؤَ يَتَلألأُ، فبَكَى، فقالَ له أحَدُهُما: إنَّه واللهِ ما هو بيَومِ بُكاءٍ، ولَكِنَه يَومُ شُكرٍ وسُرورٍ.
(1)
في م: "يؤونه".
فقالَ: إنِّى واللَّهِ ما ذَهَبتُ حَيثُ ذَهَبتَ، ولَكِنَّه واللَّهِ ما كَثُرَ هذا في قَومٍ قَطُّ إلَّا وقَعَ بأسُهُم بَينَهُم. ثُمَّ أقبَلَ على
(1)
القِبلَةِ ورَفَعَ يَدَيه إلَى السَّماءِ، وقالَ: اللَّهمَّ إنِّى أعوذُ بكَ أن أكونَ مُستَدرَجًا؛ فإِنِّى أسمَعُكَ تَقولُ: {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ} [الأعراف: 182، القلم: 44]. ثُمَّ قال: أينَ سُراقَةُ بنُ جُعشُمٍ؟ فأُتِى به أشعَرَ الذِّراعَينِ دَقيقَهُما. فأعطاه سِوارَى كِسرَى، فقالَ: البَسْهُما. ففَعَلَ فقالَ: قُلِ: اللَّهُ أكبَرُ. قال: اللَّهُ أكبَرُ. قال: قُلِ: الحَمدُ للَّهِ الَّذِى سَلَبَهُما كِسرَى بنَ هُرمُزَ، وألبَسَهُما سُراقَةَ بنَ جُعشُمٍ أعرابيًّا مِن بَنِى مُدلِجٍ. وجَعَلَ يَقلِبُ بَعضَ ذَلِكَ بعصًا فقالَ: إنَّ الَّذِى أدَّى هذا لأمينٌ. فقالَ له رَجُلٌ: أنا أُخبِرُكَ؛ أنتَ أمينُ اللَّهِ، وهُم يُؤَدّونَ إلَيكَ ما أدَّيتَ إلَى اللَّهِ، فإِذا [رَتَعتَ رَتَعوا]
(2)
. قال: صَدَقتَ. ثُمَّ فرَّقَه.
قال الشّافِعِىُّ: وإِنَّما ألبَسَهُما سُراقَةَ لأنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قال لِسُراقَةَ ونَظَرَ إلَى ذِراعَيه: "كأنِّى بكَ قَد لَبِستَ سِوارَى كِسرَى". قال: ولَم يَجعَلْ له إلا سِوارَينِ. قال الشّافِعِىُّ: أخبرَنا الثِّقَةُ مِن أهلِ المَدينَةِ قال: أنفَقَ عُمَرُ بنُ الخطابِ رضي الله عنه على أهلِ الرَّمادَةِ حَتَّى وقَعَ مَطَرٌ فتَرَحَّلوا، فخَرَجَ إلَيهِم عُمَرُ رضي الله عنه راكِبًا فرَسًا يَنظُرُ إلَيهِم وهُم يَتَرَحَّلونَ بظَعائنِهِم فدَمَعَت عَيناه، فقالَ رَجُلٌ مِن بَنِى مُحارِبِ بنِ خَصَفَةَ: أشهَدُ أنَّها انحَسَرَت عَنكَ ولَستَ بابنِ أمَةٍ. فقالَ له عُمَرُ رضي الله عنه: ويلَك! ذَلِكَ لَو كُنتُ أنفَقتُ عَلَيهِم مِن مالِى أو مالِ الخطابِ؛
(1)
في ز: "إلى".
(2)
في س: "ارتعت ارتعوا"، وفى ز:"وقعت وقعوا".
إنَّما أنفَقتُ عَلَيهِم مِن مالِ اللَّهِ عز وجل
(1)
.
13165 -
أخبرَنا أبو علىٍّ الرُّوذْبارِىُّ وأبو الحُسَينِ ابنُ بِشْرانَ العَدلُ ببَغدادَ وأبو الحُسَينِ ابنُ الفَضلِ القَطّانُ قالوا: أخبَرَنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفارُ، حدثنا سَعدانُ بنُ نَصرٍ، حدثنا وكيعُ بنُ الجَرّاحِ، عن هِشامِ بنِ سَعدٍ، عن الزُّهرِىِّ وجَعفَرِ بنِ بُرقانَ، عن الزُّهرِىِّ، عن المِسوَرِ بنِ مَخرَمَةَ قال: أُتِى عُمَرُ بنُ الخطابِ رضي الله عنه بغَنائمَ مِن غَنائمِ القادِسيَّةِ، فجَعَلَ يَتَصَفَّحُها ويَنظُرُ إلَيها وهو يَبكِى ومَعَه عبدُ الرَّحمَنِ بنُ عَوفٍ، فقالَ له عبدُ الرَّحمَنِ: يا أميرَ المُؤمِنينَ هذا يَومُ فرَحٍ وهَذا يَومُ سُرورٍ. قال: فقالَ: أجَل، ولَكِن لَم يُؤتَ هذا قَومٌ قَطُّ إلا أورَثَهُمُ العَداوَةَ والبَغضاءَ
(2)
.
13166 -
وأخبرَنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ يوسُفَ، أخبَرَنا أبو سعيدِ ابنُ الأعرابِىِّ، حدثنا أحمدُ بنُ مَنصورٍ الرَّمادِىُّ، حدثنا عبدُ الرَّزّاقِ، أخبَرَنا مَعمَر، عن الزُّهرِىِّ، عن إبراهيمَ بنِ عبدِ الرَّحمَنِ بنِ عَوفٍ قال: لَمّا أُتِى عُمَرُ رضي الله عنه بكُنوزِ كِسرَى، قال له عبدُ اللَّه بنُ أرقَمَ الزُّهرِىُّ: ألَا تَجعَلُها في بَيتِ المالِ؟ يَعنِى فقالَ عُمَرُ رضي الله عنه: لا تَجعَلْها في بَيتِ المالِ حَتَّى نَقسِمَها. وبَكَى عُمَرُ رضي الله عنه، فقالَ له عبدُ الرَّحمَنِ
(3)
رضي الله عنه: ما يُبكيكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ؛ فواللهِ إنَّ هذا ليَومُ شُكرٍ ويَومُ سُرورٍ ويَومُ فرَحٍ. فقالَ عُمَرُ: إنَّ هذا لَم
(1)
المصنف في المعرفة (4014)، والأم 4/ 157.
(2)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 44/ 340 من طريق المصنف به.
(3)
بعده في م: "بن عوف".
يُعطِه اللَّهُ قَومًا قَطُّ إلَّا ألقَى اللَّهُ بَينَهُمُ العَداوَةَ والبَغضاءَ
(1)
.
13167 -
وأخبرَنا أبو محمدٍ، أخبرَنا أبو سعيدٍ قال: وجَدتُ في كِتابِى بخَطِّ يَدِى عن أبى داودَ قال: حدثنا محمدُ بنُ عُبَيدٍ، حدثنا حَمّادٌ، حدثنا يونُسُ، عن الحَسَنِ، أن عُمَرَ بنَ الخطابِ رضي الله عنه أُتِى بفَروَةِ كِسرَى فوُضِعَت بَينَ يَدَيه وفِى القَومِ سُراقَةُ بنُ مالكِ بنِ جُعشُمٍ، قال: فألقَى إلَيه سِوارَى كِسرَى بنِ هُرمُزَ فجَعَلَهُما في يَدِه فبَلَغا مَنكِبَيه، فلَمّا رآهُما في يَدَى سُراقَةَ قال: الحَمدُ للَّهِ، سِوارَى كِسرَى بنِ هُرمُزَ في يَدِ سُراقَةَ بنِ مالكِ بنِ جُعشُمٍ أعرابِىٍّ مِن بَنى مُدلِجٍ. ثُمَّ قال: اللَّهمَّ إنِّى قَد عَلِمتُ أن رسولَكَ صلى الله عليه وسلم كان يُحِبُّ أن يُصيبَ مالًا فيُنفِقَه في سَبيلِكَ وعَلَى عِبادِكَ، وزَوَيتَ ذَلِكَ عنه نَظَرًا مِنكَ له وخيارًا، اللَّهمَّ إنِّى قَد عَلِمتُ أن أبا بكرٍ رضي الله عنه كان يُحِبُّ أن يُصيبَ مالًا فيُنفِقَه في سَبيلِكَ وعَلَى عِبادِكَ، فزَوَيتَ ذَلِكَ عنه نَظَرًا مِنكَ له وخيارًا، اللَّهمَّ إنِّى أعوذُ بكَ أن يَكونَ هذا مَكرًا مِنك بعُمَرَ. ثُمَّ [قال: بلَى]
(2)
(3)
[المؤمنون: 55، 56].
13168 -
أخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبى إسحاقَ، أخبرَنا أبو عبدِ اللَّه ابنُ
(1)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 44/ 338 من طريق الرمادى به. وابن المبارك في الزهد (768) عن معمر به.
(2)
في م، والمهذب:"تلا".
(3)
المصنف في الدلائل 6/ 325. وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 44/ 338 من طريق حماد به.
يَعقوبَ، حدثنا محَمَّدُ بنُ عبدِ الوَهّابِ، أخبرَنا جَعفَرُ بنُ عَونٍ، أخبرَنا مِسعَرٌ، عن موسَى بنِ أبى كَثيرٍ، عن سعيدٍ قال: قَسَمَ عُمَرُ رضي الله عنه يَومًا مالًا فجَعَلوا يُثنونَ عَلَيه، فقالَ: ما أحمَقَكُم! لَو كان هذا لِى ما أعطَيتُكُم دِرهَمًا واحِدًا
(1)
.
13169 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ بِشْرانَ، أخبرَنا إسماعيلُ الصَّفارُ، حدثنا عبدُ الكَريمِ بنُ الهَيثَمِ، حدثنا عبدُ الأعلَى بنُ حَمّادٍ، حدثنا سفيانُ بنُ عُيَينَةَ، حدثنا عاصِمُ بنُ كُلَيبٍ، عن أبيه، عن ابنِ عباسٍ قال: كان عُمَرُ رضي الله عنه إذا صَلَّى صَلاةً جَلَسَ؛ فمَن كانَت له حاجَةٌ كَلَّمَه، ومَن لَم تكُنْ له دَخَلَ، فصَلَّى ذاتَ يَومٍ فلَم يَجلِسْ. قال: فجِئتُ فقُلتُ: يا يَرفا أبِأميرِ المُؤمِنينَ شَكوًى؟ قال: لا والحَمدُ للهِ. قال: فجاءَ عثمانُ رضي الله عنه فجَلَسَ فلَم يَلبَثْ أن جاءَ يَرفا، فقالَ: قُمْ يا ابنَ عَفّانَ قُمْ يا ابنَ عباسٍ. فدَخَلنا على عُمَرَ رضي الله عنه وعِندَه صُبرَهٌ مِنَ المالِ، على كُل صُبرَةٍ مِنها كَتِفٌ، فقالَ: إنِّى نَظَرتُ في أهلِ المَدينَةِ فوَجَدتُكُما أكثَرَ أهلِ المَدينَةِ عَشيرَةً، فخُذا هذا المالَ فاقسِماه، فإِن بَقِى شَيءٌ فرُدّاه. فأمّا عثمانُ رضي الله عنه فحَثا، وأمّا أنا فقُلتُ: وإِن نَقَصَ شَيءٌ أتمَمتَه لَنا؟ قال: شِنشِنَةٌ مِن أخشَنَ
(2)
، أما تَرَى هذا كان عِندَ اللهِ ومُحَمَّدٌ
(1)
أخرجه المروذى في أخبار الشيوخ وأخلافهم (206) من طريق جعفر به. وعزاه في الدر المنثور 14/ 363 لعبد بن حميد عن سعيد بن المسيب.
(2)
شنشنة من أخشن: أى حجر من جبل، ومعناه أنه شبهه بأبيه العباس في شهامته ورأيه وجرأته على القول. ينظر التاج 17/ 413 (ن ش ش).
وأصحابُه يأكُلونَ القِدَّ
(1)
؟ قال: قُلتُ: بَلَى واللَّهِ لَقَد كان هذا عِندَ اللهِ ومُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم وأصحابُه يأكُلونَ القِدَّ، ولَو فُتِحَ هذا على محمدٍ صلى الله عليه وسلم صَنَعَ غَيرَ الَّذِى تَصنَعُ. قال: فكأنَّه فزعَ مِنه فقالَ: وما كان يَصنَعُ؟ قُلتُ: لأكَلَ وأطعَمَنا. قال: فنَشُجَ
(2)
حَتَّى اختَلَفَت أضلاعُه، وقالَ: لَوَدِدتُ أنِّى خَرَجتُ مِنها كَفافًا لا عَلَىَّ ولا لِى
(3)
.
13170 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ بِشْرانَ، أخبرَنا أبو جَعفَرٍ محمدُ بنُ عمرٍو بنِ البَختَرِىِّ الرَّزَّازُ، حدثنا محمدُ بنُ عُبَيدِ اللهِ بنِ يَزيدَ، حدثنا رَوحُ بنُ عُبادَةَ، حدثنا عَوفٌ، عن مُعاويَةَ بنِ قُرَّة، حَدَّثَنِى أبو بُردَةَ ابنُ أَبِى موسَى الأشعَرِىِّ قال: قال عبدُ الله بنُ عُمَرَ رضي الله عنه: هَل تَدرِى ما قال أَبِى لأبيكَ؟ قال: قُلتُ: لا. قال: إنَّ أَبِى قال لأبيكَ: يا أبا موسَى أيَسُرُّكَ أن إسلامَنا مَعَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وجِهادَنا مَعَه وعَمَلَنا مَعَه كُلَّه بَرَدَ لَنا
(4)
، وأن كُلَّ عَمَلٍ عَمِلناه بَعدَه نَجَونا مِنه كَفافًا رأسًا برأسٍ؟ قال: فقالَ أبوكَ لأبِى: واللهِ لَقَد جاهَدْنا بعدَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وصَلَّينا وصُمْنا وعَمِلْنا خَيرًا كَثيرًا، وأسلَمَ على أيدينا أُناسٌ كَثيرٌ، وإِنّا نَرجو بذَلِكَ. قال أَبِى: ولَكِنِّى أنا والَّذِى نَفسُ عُمَرَ بيَدِه لَوَدِدتُ أن ذَلِكَ بَرَدَ لَنا، وأن كُل شَئٍ عَمِلناه بَعدُ نَجَونا مِنه كَفافًا رأْسًا
(1)
القد: جلد الماعز. النهاية 4/ 21، والتاج 9/ 12 (ق د د).
(2)
النشيج: صوت معه توجع وبكاء كما يردد الصبى بكاءه في صدره. النهاية 5/ 52، 53.
(3)
أخرجه الحميدى (30) عن سفيان به.
(4)
برد لنا: ثبت لنا ثوابه ودام وخلص. تفسير غريب ما في الصحيحين 1/ 7.