المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب: الاختيار في التعجيل بقسمة مال الفئ إذا اجتمع - السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي - جـ ١٣

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌كتابُ الوصايا

- ‌بابُ نَسخِ الوَصيَّةِ لِلوالِدَينِ والأقرَبيَن الوارِثيَن

- ‌بابُ مَن قال بنَسخِ(1)الوَصيَّةِ لِلأقرَبينَ الَّذينَ لا يَرِثونَ وجَوازِها لِلأجنَبيّيَن

- ‌بابُ ما جاءَ في قَولِه تَعالَى: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا} [النساء: 8]12681

- ‌بابُ تَبديَةِ الدَّينِ على الوَصيَّةِ

- ‌بابُ الوَصيَّةِ بالثُّلُثِ

- ‌بابُ مَنِ استَحَبَّ النُّقصانَ عن الثُّلُثِ إذا لَم يَترُكْ ورَثَتَه أغنياءَ

- ‌بابُ مَنِ استَحَبَّ تَركَ الوَصيَّةِ إذا لَم يَترُك شَيئًا كًثيرًا استِبقاءً على ورَثَتِهِ

- ‌بابُ ما جاءَ في قَولِه عز وجل: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [النساء: 9]

- ‌وما يُنهَى عنه مِنَ الإضرارِ في الوَصيَّةِ

- ‌بابٌ: الحَزمُ لِمَن كان له شَيءٌ يُريدُ أن يوصِى فيه ألَّا يَبيتَ لَيلَتَيِن أو ثلاثَ لَيالٍ لَيالٍ ووَصيَّتُه مَكتوبَةٌ عِندَهُ

- ‌بابُ الوَصيَّةِ بمِثلِ نَصيبِ ولَدِهِ

- ‌بابُ الوَصيَّةِ فيما زادَ على الثُّلُثُ

- ‌بابُ العَولِ في الوَصايا وإجازَةِ الوَرَثَةِ وصيَّتَه لِوارِثٍ أو ما زادَ على الثُّلُثُ

- ‌بابُ الوَصيَّةِ بشَئٍ بعَينِهِ

- ‌بابُ الوَصيَّةِ بالإِعتاقِ عنه، ومَنِ استَحَبَّ استِغلاءَ الرِّقابِ وإِقلالَها، أو إكثارَها واستِرخاصَها

- ‌بابُ الوَصيَّةِ بالحَجِّ

- ‌بابُ الوَصيَّةِ في سَبيلِ اللهِ عز وجل

- ‌بابُ الرَّجُلِ يقولُ: ثُلُثُ مالِى إلَى فُلانٍ يَضَعُه حَيثُ أراه اللهُ، وما يُختارُ لِلموصَى إلَيه أن يُعطيَه أهلَ الحاجَةِ مِن قَرابَةِ المَيِّتِ حَتَّى يُغنيَهُم، ثُمَّ رُضَعاءَه(4)، ثُمَّ جيرانَهُ

- ‌بابُ الوَصيَّةِ لِلرَّجُلِ وقَبولِه ورَدِّهِ

- ‌بابُ نِكاحِ المَريضِ

- ‌بابُ الوَصيَّةِ بالعِتقِ وغَيِره إذا ضاقَ الثُّلُثُ عن حَملِها

- ‌بابُ الحَجِّ عن المَيِّتِ وقَضاءِ دُيونِه عَنهُ

- ‌بابُ الصَّدَقَةِ عن المَيِّتِ

- ‌بابُ الدُّعاءِ لِلمَيِّتِ

- ‌بابُ ما جاءَ في العِتقِ عن المَيِّتِ

- ‌بابُ الصَّومِ عن المَيِّتِ

- ‌بابُ الوَصيَّةِ لِلقَرابَةِ

- ‌بابُ الوَصيَّةِ لِلكُفّارِ

- ‌بابُ ما جاءَ في الوَصيَّةِ لِلقاتِلِ

- ‌بابُ الرُّجوعِ في الوَصيَّةِ وتَغييِرها

- ‌بابُ المَرَضِ الَّذِى تَجوزُ فيه الأَعطيَةُ

- ‌بابُ ما جاءَ في وصيَّةِ الصَّغيِر

- ‌بابُ وصيَّةِ العَبدِ

- ‌بابُ الأوصياءِ

- ‌بابُ مَنِ اختارَ تَركَ الدُّخولِ في الوَصايا لِمَن يَرَى مِن نَفسِه ضَعفًا

- ‌بابُ مَن اختارَ(3)الدُّخولَ فيها والقيامَ بكَفالَةِ اليَتامَى لِمَن يَرَى مِن نَفسِه قوَّةً وأمانَةً

- ‌بابُ الإثمِ في أكلِ مالِ اليَتيمِ

- ‌بابٌ: والى اليَتيمِ يأكُلُ مِن مالِه -إذا كان فقيرًا مَكانَ قيامِه عَلَيه- بالمَعروفِ

- ‌بابُ مُخالَطَةِ اليَتيمِ في الطَّعامِ

- ‌بابُ ما جاءَ في تأديبِ اليَتيمِ

- ‌بابُ ما يَجوزُ لِلوَصِىِّ أن يَصنَعَه في أموالِ اليَتامَى

- ‌بابُ مَنِ احتاطَ فأوصَى بقَضاءِ دُيونِهِ

- ‌بابُ ما جاءَ في كِتابِ الوَصيَّةِ

- ‌كِتابُ الوديعةِ

- ‌بابُ ما جاءَ في التَّرغيبِ في أداءِ الأماناتِ

- ‌بابٌ: لا ضَمانَ على مُؤتَمَنٍ

- ‌كتابُ قَسْمِ الفَيْءِ والغنيمةِ

- ‌بابُ بَيانِ مَصرِفِ الغَنيمَةِ في الأُمَمِ الخاليَةِ إلَى أن أحَلَّها اللَّهُ تَعالى لِمحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ولأُمَّتَهِ

- ‌بابُ بَيانِ مَصرِفِ الغَنيمَةِ في ابتِداءِ الإسلامِ وأنَّها كانَت لِرسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَضَعُها فيمَن يَراه مِمَّن شَهِدَ الوَقعَةَ وممَّن لَم يَشهَدْها حَتَّى نَزَلَ قَولُه عز وجل: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} [الأنفال: 41]. فكانَ الخُمُسُ لأهلِ الخُمُسِ، وأربَعَةُ أخماسِها لمن شَهِدَ الوَقعَةَ

- ‌بابُ وُجوبِ الخُمُسِ في الغَنيمَةِ والفَئِ، ومَن قال: لا تُخَمَّسُ الجِزيَةُ وما في مَعناها

- ‌بابُ بَيانِ مَصرِفَ أربَعَةِ أخماسِ الفَئِ في زَمانِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأنَّها كانَت له خاصَّةً دونَ المُسلِميِن يَضَعُها حَيثُ أراه اللَّهُ عز وجل

- ‌بابُ بَيانِ مَصرِفِ أربَعَةِ أخماسِ الفَئِ بعدَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وأنَّها تُجعَلُ حَيثُ كان رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَجعَلُ فُضولَ غَلَّاتِ تِلكَ الأموالِ مما فيه صَلاحُ الإسلامِ وأهلِه، وأنَّها لَم تكنْ مَوروثَةً عَنهُ

- ‌بابُ بَيانِ مَصرِفُ خُمُسِ الخُمُسِ، وأنَّه بعدَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى الَّذِى يَلى أمرَ المُسلِميَن يَصرِفُه في مَصالِحِهِم

- ‌بابُ قِسمَةِ الغَنيمَةِ في دارِ الحَربِ

- ‌جِماعُ أبوابِ الأنفالِ

- ‌بابٌ: السَّلَبُ لِلقاتِلِ

- ‌بابُ ما جاءَ في تَخميسِ السَّلَبِ

- ‌بابٌ: الوَجهُ الثّانِى مِنَ النَّفَلِ

- ‌بابٌ: النَّفَلُ بعدَ الخُمُسِ

- ‌بابٌ: النَّفَلُ مِن خُمُسِ الخُمُسِ سَهمِ المَصالِحِ

- ‌بابُ كَراهيَةِ النَّفَلِ مِن هذا الوَجهِ إذا لَم تكنْ حاجَةٌ

- ‌بابٌ: الوَجهُ الثّالِثُ مِنَ النَّفَلِ

- ‌جِماعُ أبوابِ تَفريقِ القَسْمِ

- ‌بابُ قِسمَةِ ما حَصَلَ مِنَ الغَنيمَةِ مِن دارٍ وأرضٍ وغَيِر ذَلِكَ مِنَ المالِ أو شَئٍ

- ‌بابُ ما جاءَ في مَنِّ الإمامِ على مَن رأى مِنَ الرِّجالِ البالِغيَن مِن أهلِ الحَربِ

- ‌بابُ ما جاءَ في مُفاداةِ الرِّجالِ مِنهُم بمَن أُسِرَ مِنّا

- ‌بابُ ما جاءَ في مُفاداةِ الرِّجالِ مِنهُم بالمالِ

- ‌بابُ ما جاءَ في قَتلِ مَن رأى الإمامُ مِنهُم

- ‌بابُ ما جاءَ في استِعبادِ الأسيرِ

- ‌بابُ ما جاءَ في سَلَبِ الأسيرِ

- ‌بابُ النَّهي عن المُثلَةِ

- ‌بابُ إخراجِ الخُمُسِ مِن رأسِ الغَنيمَةِ وقِسمَةِ الباقِى بَيَن مَن حَضَرَ القِتالَ مِنَ الرِّجالِ المُسلِميِن البالِغيَن الأحرارِ

- ‌بابُ ما جاءَ في سَهمِ الرّاجِلِ والفارِسِ

- ‌بابُ ما جاءَ في سَهمِ البَراذينِ والمَقاريفِ(3)والهَجيِن

- ‌بابٌ: لا يُسهَمُ إلَّا لِفَرَسٍ واحِدٍ

- ‌بابُ الإسهامِ لِلفَرَسِ دونَ غَيرِه مِنَ الدَّوابِّ

- ‌بابُ ما يُكرَهُ مِنَ الخَيلِ وما يُستَحَبُّ

- ‌بابُ ما يُنهَى عنه مِن تَقليدِ الخَيلِ الأوتارَ

- ‌بابُ ما يُنهَى عنه مِن جَزِّ نَواصِى الخَيلِ وأذنابِها

- ‌بابُ مَن دَخَلَ يُريدُ الجِهادَ فمَرِضَ أو لَم يُقاتِلْ

- ‌بابُ مَنَ دَخَلَ أجيرًا يُريدُ الجِهادَ أو لَم يُرِدْهُ

- ‌بابُ مَن دَخَلَ يُريدُ التِّجارَةَ

- ‌بابٌ: المَملوكُ والمَرأةُ يُرضَخُ لَهُما ولا يُسهَمُ

- ‌بابُ المَدَدِ يَلحَقُ بالمُسلِميَن قبلَ تنقَطِعُ الحَربُ أو لَم يأتوا حَتَّى تَنقَطِعَ الحَربُ، وما رُوِى في الغَنيمَةِ أنَّها لِمَن شَهِدَ الوَقعَةَ

- ‌بابُ السَّريَّةِ تَخرُجُ مِن عَسكَرٍ في بلادِ العَدوِّ

- ‌بابُ التَّسويَةِ في قَسمِ(1)الغَنيمَةِ والقَومِ يَهَبونَ الغَنيمَةَ

- ‌بابُ ما كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعطِى المُؤَلَّفَةَ قُلوبُهُم وغَيَرهُم مِنَ المُهاجِرينَ، وما يُستَدَلُّ به على أنَّه إنَّما كان يُعطيهِم مِنَ الخُمُسِ دونَ أربَعَةِ أخماسِ الغنيمَةِ

- ‌جِماعُ أبواب تَفريقِ الخُمُسِ

- ‌باب: سهمُ اللَّهِ وسَهمُ رسوله صلى الله عليه وسلم مِن خُمُسِ الفَئِ والغَنيمَةِ

- ‌بابُ سَهمِ ذِى القُربَى مِنَ الخُمُسِ

- ‌جِماعُ أبوابِ تَفريقِ ما أُخِذَ مِن أربَعَةِ أخماسِ الفَئِ غَيِر الموجَفِ عَلَيهِ

- ‌بابُ ما جاءَ في مَصرَفِ أربَعَةِ أخماسِ الفَئِ

- ‌بابُ ما جاءَ في قِسمَةِ ذَلِكَ على قَدرِ الكِفايَةِ

- ‌بابُ مَن قال: لَيسَ لِلمَماليكِ في العَطاءِ حَقٌّ

- ‌بابُ مَن قال: يُقسَمُ لِلحُرِّ والعَبدِ

- ‌باب: لَيسَ لِلأعرابِ الَّذينَ هُم أهلُ الصَّدَقَةِ في الفَئِ نَصيب

- ‌بابُ التَّسويَةِ بَيَن النّاسِ في القَسمَةِ

- ‌بابُ التَّفضيلِ على السّابِقَةِ والنَّسَبِ

- ‌بابُ إعطاءِ الذُّرّيَّةِ

- ‌بابُ ما جاءَ في قَولِ أميِر المُؤمِنيَن عُمَرَ رضي الله عنه: ما مِن أحَدٍ مِنَ المُسلِميَن إلَّا له حَق في هذا المالِ

- ‌باب: لا يَفرِضُ واجِبًا إلَّا لِبالغٍ يُطيقُ مِثلُه القِتالَ

- ‌بابُ ما يَكونُ لِلوالِى الأعظَمِ ووالِى الإقليمِ مِن مالِ اللَّهِ وما جاءَ في رِزقِ القُضاةِ وأجرِ سائرِ الوُلاةِ

- ‌بابٌ: الاختيارُ في التَّعجيلِ بقِسمَةِ مالِ الفَئِ إذا اجتَمَعَ

- ‌بابُ مَن كَرِهَ الافترَاضَ(3)عِندَ تَغَيُّرِ السَّلاطيِن وصَرفِه عن المُستَحِقّيَن

- ‌بابُ ما لَم يُوجَفْ عَلَيه بخَيلٍ ولا رِكابٍ ومَنِ اختارَ أن يَكونَ وقفًا لِلمُسلِميَن

- ‌بابُ ما جاءَ في تَعريفِ العُرَفاءِ

- ‌بابُ ما جاءَ في كَراهيَةِ العِرافَةِ لِمَن جارَ وارتَشَى وعَدَلَ عن طَريقِ الهُدَى

- ‌بابُ ما جاءَ في شِعارِ القَبائلِ ونِداءِ كُلِّ قَبلَةٍ بشِعارِها

- ‌بابُ ما جاءَ في عَقدِ الألويَةِ والرّاياتِ

- ‌بابُ السُّنَّةِ في كِتبَةِ(4)أسامِى أهلِ الفَئِ

- ‌بابُ إعطاءِ الفَئِ على الدّيوانِ، ومَن تَقَعُ به البِدايةُ

- ‌بابُ البِدايةِ(2)بعدَ قُريشٍ بالأنصارِ لِمَكانِهِم مِنَ الإسلامِ

- ‌بابُ ما جاءَ في تَرتيبهم

- ‌كتابُ قسمِ الصدقاتِ

- ‌بابُ ما فرَضَ اللهُ تبارك وتعالى على أهلِ دينِه(1)المُسلِميَن في أموالِهِم لِغَيِرهِم مِن أهلِ دينِه المُسلِميَن المُحتاجيَن إلَيهِ

- ‌بابٌ: لا يَسَعُ أهلَ الأموالِ حَبسُه عَمَّن أُمِروا بدَفعِه إلَيهِ

- ‌بابٌ: لا يَسَعُ الوُلاةَ تَركُه لأهلِ الأموالِ

- ‌بابُ ما جاءَ في رَب المالِ يَتَوَلَّى تَفرِقَةَ زَكاةِ مالِه بنَفسِه

- ‌بابُ الدُّعاءِ له إذا أخِذت صَدَقَتُه بالأجرِ والبَرَكةِ

- ‌باب: الأغلَبُ على أفواهِ العامَّةِ أنَّ في الثمَرِ العُشرَ، وفِى الماشيَةِ الصَّدَقَةَ، وفِى الوَرِقِ الزَّكاةَ، وقَد سَمَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم هَذا كلَّه صَدَقَة

- ‌بابُ قَسْمِ الصَّدَقاتِ على قَسْم اللهِ تَعالَى

- ‌بابُ مَن جَعَلَ الصَّدَقَةَ في صِنفٍ واحِدٍ مِن هذه الأصناف

- ‌بابُ مَن قال: لا يُخرِجُ صَدَقَةَ قَومٍ مِنهُم مِن بَلَدِهِم وفِي بَلَدِهِم مَن يَستَحِقُّها

- ‌بابُ نَقلِ الصَّدَقَةِ إذا لَم يَكُنْ حَولَها مَن يَستَحِقُّها

- ‌بابُ ما يُستَدَلُّ به على أنَّ الفَقيَر أمَسُّ حاجَةً مِنَ المِسكيِن

- ‌بابُ الفَقيِر أوِ المِسكيِن له كَسْب أو حِرفَةٌ تُغنيه وعيالَه فلا يُعطَى بالفَقرِ والمَسكَنَةِ شَيئًا

- ‌بابُ مَن طَلَبَ الصَّدَقَةَ بالمَسكَنَةِ أوِ الفَقرِ، ولَيسَ عِندَ الوالِى يَقينُ ما قالَ

- ‌بابٌ: الخَليفَةُ ووالِى الإِقليم العَظيمِ الَّذِى لا يَلِى قَبضَ الصَّدَقَةِ، لَيسَ لَهُما فى سَهمِ العامِليَن عَلَيها حَقٌّ

- ‌بابٌ: العامِلُ على الصَّدَقَةِ يأخُذُ مِنها بقَدرِ عَمَلِه وإن كان موسِرًا

- ‌بابٌ: لا يُكْتَمُ مِنها شَيءٌ

- ‌بابُ فضلِ العامِلِ على الصَّدَقَةِ بالحَقِّ

- ‌بابُ مَن يُعطَى مِنَ المُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم مِن سَهمِ المَصالِحِ خُمسَ خُمسِ(4)الفَئِ والغَنيمَةِ ما يُتَأَلَّفُ به وإن كان مُسلِمًا

- ‌بابُ مَن يُعطَى مِنَ المُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم مِن سَهمِ المَصالِحِ رَجاءَ أن يُسلِمَ

- ‌بابُ مَن يُعطَى مِنَ المُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم مِنْ سَهمِ الصَّدَقاتِ

- ‌بابُ سُقوطِ سَهمِ المُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وتَركِ إعطائهِم عِندَ ظُهورِ الإِسلامِ والاستِغناءِ عن التَّأَلُّفِ عَلَيهِ

- ‌بابُ سَهمِ الرِّقَابِ

- ‌بابُ سَهمِ الغارِميَن

- ‌بابُ سَهمِ سَبيلِ اللَّهِ

- ‌بابُ سَهمِ ابنِ السَّبيلِ

- ‌بابٌ: لا وقتَ فيما يُعطَى الفُقَراءُ والمَساكينُ إلَّا ما يَخرُجونَ به مِنَ الفَقرِ والمَسكَنَةِ

- ‌بابٌ: الرَّجُلِ يَقسِمُ صَدَقَتَه على قَرابَتِه وجيرانِه إذا كانوا مِن أهلِ السُّهمانِ

- ‌بابٌ: لا يُعطيها مَن تَلزَمُه نَفَقَتُه مِن ولَدِه ووالِدَيه مِن سَهمِ الفُقَراءِ والمَساكينِ

- ‌بابٌ: المَرأَةُ تَصرِفُ مِن زَكاتِها فى زَوجِها إذا كان مُحتاجًا

- ‌بابٌ: آلُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم لا يُعطَون مِنَ الصَّدَقاتِ المَفروضاتِ

- ‌بابُ بَيانِ آلِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم الَّذينَ تَحرُمُ عَلَيهِمُ الصَّدَقَةُ المَفروضَةُ

- ‌بابٌ: لا يأخُذونَ مِن سَهمِ العامِليَن بالعُمالَةِ شَيئًا

- ‌بابُ مَوالِي بَنِي هاشِمٍ وبَنِي المُطَّلِبِ

- ‌بابٌ: لا تَحرُمُ على آلِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم صَدَقَةُ التَّطَوُّعِ

- ‌بابُ ما كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقبَلُ ما كان باسمِ الهَديَّةِ ولا يَقبَلُ ما كان باسمِ الصَّدَقَةِ إمّا تَحريمًا وإمّا تَوَرُّعًا

- ‌بابُ الرَّجُلِ يُخرِجُ صَدَقَتَه إلَى مَن ظَنَّه مِن أهلِ السُّهمان، فبانَ أنَّه لَيسَ مِن أهلِ السُّهمانِ

- ‌بابُ مِيسَمِ(3)الصَّدَقَةِ

- ‌بابُ ما جاءَ في مَوضِعِ الوَسم، وفِي صِفَةِ الوَسمِ

- ‌كتابُ النكاحِ

- ‌جِماعُ أبوابِ ما خُصَّ به رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ممَّا شُدِّدَ عليه وأُبيحَ لغيرِه، على ترتيبِ أبي العباسِ أحمدَ بنِ أبي أحمدَ الطبرِيِّ صاحبِ "التلخيص"(1)رحمه الله

- ‌بابُ ما وجَبَ عَلَيه مِن تَخييِر النِّساءِ

- ‌بابُ ما وجَبَ عَلَيه مِن قيامِ اللَّيلِ

- ‌بابُ ما حَرُمَ عَلَيه وتَنَزَّهَ عنه مِنَ الصَّدَقَةِ

- ‌بابُ ما حَرُمَ عَلَيه مِن خائنَةِ الأعيِنُ دونَ المَكيدَةِ في الحَربِ

- ‌بابٌ: لَم يَكُنْ له إذا لَبِسَ لأمَتَه أن يَنزِعَها حَتَّى يَلقَى العَدوَّ ولَو بنَفسِهِ

- ‌بابٌ: لَم يَكُنْ له إذا سَمعَ المُنكَرَ تَركُ النَّكيِر

- ‌بابٌ: لَم يَكُنْ له أن يَتَعَلَّمَ شِعرًا ولا يَكتُبَ

- ‌بابُ قَولِ اللَّهِ تَعالَى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} [الزمر: 65]

- ‌بابٌ: كان عَلَيه قَضاءُ دَينِ مَن ماتَ مِنَ المُسلِميَن

- ‌بابُ ما أمَرَه اللهُ تَعالَى به مِن أن يَدفَعَ بالَّتِي هِيَ أحسَنُ السَّيِّئَةَ فقالَ: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [فصلت: 34]

- ‌بابُ ما أمَرَه اللهُ تَعالَى به مِنَ المَشورَةِ فقالَ: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} [آل عمران: 159]

- ‌بابُ ما أمَرَه اللهُ تَعالَى به مِنِ اختيارِ الآخِرَةِ على الأولَى ولا يَمُدُّ عَينَيه إلَى زَهرَةِ الحَياةِ الدُّنيا

- ‌بابُ: كان إذا رأَى شَيئًا يُعجِبُه قال: "لَبَّيكَ إنَّ العَيشَ عَيشُ الآخِرَةِ

- ‌بابُ فضلِ عِلمِه على عِلمِ غَيرِه

- ‌بابُ ما رُوِيَ عنه في قَولِه: "أمّا أنا فلا آكُلُ مُتَّكِئًا

- ‌بابُ ما رُوِيَ عنه مِن قَولِه: "أُمِرتُ بالسِّواكِ حَتَّى خِفتُ أن يُدرِدَنِي

- ‌بابٌ: كان لا يأكُلُ الثُّومَ والبَصَلَ والكُرّاثَ وقالَ: "لَولا أنَّ المَلَكَ يأتينِي لأكَلتُه

- ‌بابٌ: كان لا يَنطِقُ عن الهَوَى، إن هو إلَّا وحيٌ يوحَى

- ‌بابُ ما نَهاه اللهُ عز وجل عنه بقَولِه: {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} [المدثر: 6]13462

- ‌بابُ ما كان مُطالَبًا برُؤيَةِ مُشاهَدَةِ الحَقِّ مَعَ مُعاشَرَةِ النّاسِ بالنَّفسِ والكَلامِ

- ‌بابٌ: كان يُغانُ(1)على قَلبِه فيَستَغفِرُ اللَّهَ ويَتوبُ إلَيه في اليَومِ مِائَةَ مَرَّةٍ

- ‌بابٌ: كان يُؤخَذُ عن الدُّنيا عِندَ تَلَقِّي الوَحى، وهو مُطالَبٌ بأَحكامِها عِندَ الأخذِ عَنها

- ‌بابٌ: كان لا يُصَلِّي على مَن عَلَيه دَينٌ ثُمَّ نُسِخَ

- ‌بابٌ: كان لا يَجوزُ له أن يُبَدِّلَ مِن أزواجِه أحَدًا ثُمَّ نُسِخَ

- ‌جِماعُ أبوابِ ما خُصَّ به رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم دونَ غَيِره، مِمّا أُبيحَ له وحُظِرَ على غَيِرهِ

- ‌بابُ ما أُبيحَ له مِنَ النِّساءِ أكثَرُ مِن أربَعٍ

- ‌بابُ ما أُبيحَ له مِنَ المَوهوبَةِ

- ‌بابُ ما أُبيحَ له مِنَ النِّكاحِ بغَيِر ولِيٍّ وغَيِر شاهِدَينِ

- ‌بابُ ما أُبيحَ له بتَزويجِ الله، وإِذا جازَ ذَلِكَ جازَ أن يَعقِدَ على امرأَةٍ بغَيِر استِئمارِها

- ‌بابُ ما أُبيحَ له مِن تَزويجِ المَرأَةِ مِن غَيِر استِئمارِها، وإِذا جازَ ذَلِكَ جازَ مِن غَيِر استِئمارِ وليِّها، وجَعَلَه اللهُ عز وجل أولَى بالمُؤمِنيَن مِن أنفُسِهِم

- ‌بابُ ما أُبيحَ له مِنَ النِّكاحِ في الإِحرامِ

- ‌بابُ ما رُوِيَ مِن أنَّه تَزَوَّجَ صَفيَّةَ وجَعَلَ عِتقَها صَداقَها

- ‌بابُ ما أُبيحَ له مِن سَهمِ الصَّفِيِّ

- ‌بابُ ما أُبيحَ له مِن أربَعَةِ أخماسِ الفَئِ وخُمُسِ خُمُسِ الفَئِ والغَنيمَةِ

- ‌بابٌ: الحِمَى له خاصَّةً في أحَدِ القَولَينِ

- ‌بابٌ: دَوامُ الحِمَى له خاصٌّ

- ‌بابُ دُخولِ الحَرَمِ بغَيِر إحرامٍ والقَتلِ فيهِ

- ‌بابُ استِباحَةِ قَتلِ مَن سَبَّه أو هَجاه، امرأَةً كان أو رَجُلًا

- ‌بابُ ما يُستَدَلُّ به على أنَّه جَعَلَ سَبَّه لِلمُسلِميَن رَحمَةً، وفِي ذَلِكَ كالدَّليلِ على أنَّه له مُباحٌ

- ‌بابٌ: الوِصالُ له مُباحٌ لَيسَ لِغَيِرهِ

- ‌بابٌ: كان يَنامُ ولا يَتَوَضّأُ

- ‌بابٌ: صَلاتُه التَّطَوُّعَ قاعِدًا كَصَلاتِه قائمًا وإِن لَم تَكُنْ به عِلَّةٌ

- ‌بابٌ: إلَيه يُنسَبُ أولادُ بَناتِهِ

- ‌بابٌ: الأنسابُ كُلُّها مُنقَطِعَةٌ يَومَ القيامَةِ إلَّا نَسَبَهُ

- ‌بابُ ما أُبيحَ له مِن أن يَدعوَ المُصَلِّبَ فيُجيبَه وإن كان في الصَّلاةِ

- ‌بابٌ: كان مالُه بَعدَ مَوتِه قائمًا على نَفَقَتِه ومِلكِهِ

- ‌بابُ دُخولِ المَسجِدِ جُنُبًا

- ‌بابُ ما أُبيحَ له مِنَ الحُكمِ لِنَفسِه وقَبُولِ شَهادَةِ(4)مَن شَهِدَ له بقَولِه وإِذَا جازَ ذَلِكَ جازَ أن يَحكُمَ لِوَلَدِه ووَلَدِ ولَدِهِ

- ‌بابُ ما أُبيحَ له مِنَ القَضاءِ بعِلمِه

- ‌بابُ تَركِه الإنكارَ على مَن شَرِبَ بَولَه ودَمَهُ

- ‌بابُ قَسمِ شَعَرِه بَينَ أصحابِهِ

- ‌بابُ طَعامِ الفُجاءَةِ

- ‌بابُ ما خُصَّ به مِن زيادَةِ الوَعْكِ لِزيادَةِ الأجرِ

- ‌بابٌ: لَن يَموتَ نَبِيٌّ حَتَّى يُخَيَّرَ بَينَ الدُّنيا والآخِرَةِ

- ‌بابُ ما خُصَّ به مِن أنَّ أزواجَه أُمَّهاتُ المُؤمِنيَن، وأَنَّه يَحرُمُ نِكاحُهُنَّ مِن بَعدِه على جَميعِ العالَميَن

- ‌بابُ تَسميةِ أزواجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وبَناتِه وتَزويجِه بَناتِه

- ‌بابُ قَولِ اللَّهِ عز وجل: {يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ} [الأحزاب: 32]

- ‌بابُ ما يُستَدَلُّ به على أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم في سِوَى ما وصَفنا مِن خَصائصِه مِنَ الحُكمِ بَينَ الأزواجِ فيما يَحِلُّ مِنهُنَّ ويَحرُمُ بالحادِث، لا يُخالِفُ حَلالُه حَلالَ النَّاسِ

- ‌بابُ الدَّليلِ على أنَّه صلى الله عليه وسلم لا يُقتَدَى به فيما خُصَّ به ويُقتَدَى به فيما سِواهُ

- ‌جماعُ أبوابِ التَّرغيبِ في النِّكَاحِ وغَيرِ ذَلِكَ

- ‌بابُ الرَّغْبةِ في النِّكَاحِ

- ‌بابُ النَّهي عن التَّبَتُّلِ والإِخصاءِ

الفصل: ‌باب: الاختيار في التعجيل بقسمة مال الفئ إذا اجتمع

13155 -

أخبرَنا أبو علىٍّ الرُّوذْبارِىُّ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ داسَةَ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا جَعفَرُ بنُ مُسافِرٍ التِّنِّسِىُّ، حدثنا ابنُ أبى فُدَيكٍ، أخبرَنا الزَّمَعِىُّ، عن الزُّبَيرِ بنِ عثمانَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ سُراقَةَ، أن محمدَ بنَ عبدِ الرَّحمَنِ بنِ ثَوبانَ أخبَرَه أن أبا سعيدٍ الخُدرِىَّ رضي الله عنه أخبَرَه أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"إيّاكُم والقُسامَةَ". قال: فقُلنا: وما القُسامَةُ؟ قال: "الشَّئُ يَكونُ بَينَ النّاسِ فيُنتقَصُ

(1)

مِنه"

(2)

.

13156 -

وأخبرَنا أبو علىٍّ، أخبَرَنا أبو بكرٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا عبدُ اللهِ القَعنَبِىُّ، حدثنا عبدُ العَزيزِ بنُ محمدٍ، عن شَريكِ بنِ أبى نَمِرٍ (ح) وأخبرَنا أبو طاهِرٍ الفقيهُ، أخبَرَنا أبو بكرٍ القَطّانُ، حدثنا إبراهيمُ بنُ الحارِثِ، حدثنا يَحيَى بنُ أبى بُكَيرٍ، حدثنا زُهَيرُ بنُ محمدٍ، عن شَريكٍ، عن عَطاءِ بنِ يَسارٍ، أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"إيّاكُم والقُسامَةَ". قالوا: وما القُسامَةُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: "الرَّجُلُ يَكونُ على الفِئامِ مِنَ النّاسِ، فيأخُذُ مِن حَظِّ هذا وحَظِّ هذا"

(3)

.

‌بابٌ: الاختيارُ في التَّعجيلِ بقِسمَةِ مالِ الفَئِ إذا اجتَمَعَ

13157 -

أخبرَنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ يوسُفَ الأصبَهانِىُّ، أخبَرَنا أبو سعيدِ ابن الأعرابِىِّ، حدثنا ابنُ أبى مَسَرَّةَ، حدثنا العَلاءُ بن عبدِ الجَبّارِ،

(1)

في م: "ثم يتنقص".

(2)

أبو داود (2783). وضعفه الألبانى في ضعيف أبى داود (591).

(3)

أبو داود (2784). وضعفه الألبانى في ضعيف أبى داود (592).

ص: 310

حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ المُبارَكِ، عن صَفوانَ بنِ عمرٍو، عن عبدِ الرَّحمَنِ بنِ جُبَيرِ ابنِ نُفَيرٍ، عن أبيه، عن عَوفِ بنِ مالكٍ الأشجَعِىِّ قال: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا جاءَ الفَئُ يَقسِمُه مِن يَومِهِ

(1)

.

13158 -

قال: وأخبرَنا أبو سعيدٍ قال: حدثنا أبو داودَ، حدثنا ابنُ المُصَفَّى، حدثنا أبو المُغيرَةِ، عن صَفوانَ بنِ عمرٍو بإِسنادِه مِثلَه، زادَ فيه: فأعطَى العَزَبَ حَظًّا وأعطَى الآهِلَ حَظَّينِ، فدَعانِى فأعطانِى حَظَّينِ وكانَ لِى أهلٌ، ثُمَّ دَعا عَمّارًا فأعطاه حَظًّا واحِدًا

(2)

.

13159 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنِى أبو الطَّيِّبِ محمدُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللَّهِ الشَّعيرِىُّ، حدثنا مَحمِشُ بنُ عِصامٍ، أخبَرَنا حَفصُ بنُ عبدِ اللَّهِ، حدثنا إبراهيمُ بنُ طَهمانَ، عن عبدِ العَزيزِ بنِ صُهَيبٍ، عن أنَسِ بنِ مالكٍ قال: أُتِى رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بمالٍ مِنَ البحرَينِ، فقالَ:"انثُروه في المَسجِدِ". قال: وكانَ أكثَرَ مالٍ أُتِى به رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فخَرَجَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلَى الصَّلاةِ ولَم يَلتَفِتْ إلَيه، فلَمّا قَضَى الصَّلاةَ جاءَ فجَلَسَ إلَيه، فما كان يَرَى أحَدًا إلَّا أعطاه؛ إذ جاءَه العباسُ فقالَ: يا رسولَ اللَّه، أعطِنِى؛ فإِنِّى فادَيتُ نَفسِى وفادَيتُ عَقيلًا. قال له رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"خُذْ". فحَثا في ثَوبِه، ثُمَّ ذَهَبَ يُقِلُّه فلَم يَستَطِعْ، فقالَ: مُرْ بَعضَهُم يَرفَعُه إلَىَّ. قال: "لا". قال: فارفَعْه

(1)

أخرجه أحمد (24004)، وأبو داود (2953)، وابن حبان (4816) من طريق ابن المبارك به. وتقدم في (13101).

(2)

تقدم تخريجه في (13102).

ص: 311

أنتَ علىَّ. قال: "لا". قال: فَنَثَرَ مِنه ثُمَّ احتَمَلَه فألقاه على كاهِلِه ثُمَّ انطَلَقَ. قال: فما زالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُتبِعُه بَصرَه حَتَّى خَفِى عَلَيه عَجَبًا مِن حِرصِه، فما قامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وثَمَّ مِنها دِرهَمٌ

(1)

. أخرَجَه البخارىُّ في "الصحيح" فقالَ: وقالَ إبراهيمُ

(2)

.

13160 -

أخبرَنا أبو محمدِ ابنُ يوسُفَ، أخبرَنا أبو سعيدِ ابنُ الأعرابِىِّ، حدثنا عباسُ بنُ محمدٍ الدُّورِىُّ، حدثنا أبو سلمةَ مَنصورٌ، حدثنا بكرُ بنُ مُضرَ، حدثنا موسَى بنُ جُبَيرٍ، عن أبى أُمامَةَ قال: دَخَلتُ أنا يَومًا وعُروَةُ على عائشةَ رضي الله عنها، فقالَت: لَو رأيتُما نَبِىَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم في مَرضَةٍ مَرِضَها وكانَت له عِندِى سِتَّةُ دَنانيرَ -قال موسَى بنُ جُبَيرٍ: أو سَبعَةٌ- فأمَرَنِى نَبِىُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم أن أُفَرِّقَها، فشَغَلَنى وجَعُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى عافاه اللَّهُ، ثُمَّ سألَنِى عَنها فقالَ:"أكُنتِ فرَّقتِ السِّتَّةَ أوِ السَّبعَةَ؟ ". قالَت: لا واللهِ شَغَلَنِى وجَعُكَ. قالَت: فدَعا بها ثُمَّ فرَّقَها، فقالَ:"ما ظَنُّ نَبِىِّ اللَّهِ لَو لَقِى اللَّهَ عز وجل وهِى عِندَه؟! "

(3)

.

13161 -

أخبرَنا أبو الحَسَنِ علىُّ بنُ محمدِ بنِ علىٍّ ابنُ السِّقاءِ، أخبَرَنا أبو الحَسَنِ الطَّرائفِىُّ، حدثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ الدارمىُّ، حدثنا هِشامُ بنُ

(1)

أخرجه ابن عساكر في تاريخه 26/ 294 من طريق المصنف به. وعزاه ابن حجر في التغليق 2/ 228 للحاكم وأسنده فيه من الطريق المذكور من طريق حفص بن عبد الله به.

(2)

البخارى (421، 3165).

(3)

أخرجه أحمد (24733) عن أبى سلمة به. وابن حبان (3213) من طريق بكر بن مضر به. وقال الهيثمى في المجمع 10/ 240: رواه كله أحمد بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح.

ص: 312

عبدِ المَلِكِ أبو الوَليدِ الطَّيالِسِىُّ، حدثنا أبو عَوانَةَ، عن عبدِ المَلِكِ بنِ عُمَيرٍ، عن رِبعِىِّ بنِ حِراشٍ، عن أُمِّ سلمةَ قالَت: دَخَلَ علىَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو ساهِمُ الوَجهِ

(1)

. قالَت: فحَسِبتُ ذَلِكَ مِن وجَعٍ، فقُلتُ: ما لَكَ ساهِمَ الوَجهِ؟ فقالَ: "مِن أجلِ الدَّنانيرِ السَّبعَةِ التى أتَتنا أمسِ ولَم نَقسِمْها وهِى في خُصْمِ

(2)

الفِراشِ"

(3)

.

13162 -

أخبرَنا عبدُ اللَّهِ بنُ يوسُفَ الأصبَهانِىُّ، أخبَرَنا أبو سعيدِ ابنُ الأعرابِىِّ، حدثنا الدَّبَرِىُّ، عن عبدِ الرَّزّاقِ، عن ابنِ جُرَيجٍ (ح) قال: وأخبرَنا أبو سعيدٍ، حدثنا علىُّ بنُ عبدِ العَزيزِ قال: قال أبو عُبَيدٍ: حَدَّثَنِى حَجّاجٌ، عن ابنِ جُرَيجٍ قال: أخبرَنِى عمرُو بنُ دينارٍ، عن الحَسَنِ بنِ محمدٍ قال: كان رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لا يُبَيِّتُ مالًا ولا يُقَيِّلُه. قال أبو عُبَيدٍ: إن جاءَه غُدوَةً لَم يَنتَصفِ النَّهارُ حَتَّى يَقسِمَه، وإِن جاءَه عَشيَّةً لَم يَبِتْ حَتَّى يَقسِمَه

(4)

. هذا مُرسَلٌ.

13163 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا دَعلَجُ بنُ أحمدَ السِّجزِىُّ، حدثنا محمدُ بنُ سُلَيمانَ الواسِطِىُّ، حدثنا الحُرُّ بنُ مالكٍ العَنبَرِىُّ، حدثنا

(1)

ساهم الوجه: عابس الوجه من الهم. غريب الحديث لإبراهيم الحربى 3/ 1112.

(2)

في ص 6: "خضم" بالضاد المعجمة. قال ابن الأثير: خصم كل شئ: طرفه وجانبه

ويروى بالضاد المعجمة. النهاية 2/ 38، 44.

(3)

أخرجه أحمد (26514)، وابن حبان (5160) عن أبى الوليد به. وقال الهيثمى في المجمع 10/ 238: رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح.

(4)

عبد الرزاق (7286) وفيه: جبير بن محمد. بدلًا من: الحسن بن محمد. وأخرجه الخليلى في الإرشاد 1/ 339 من طريق ابن جريج به. وابن الأعرابى في معجمه (1983)، والخطابى في غريب الحديث 1/ 532 من طريق عمرو بن دينار به.

ص: 313

مالكُ بنُ مِغوَلٍ، عن يَحيَى بنِ سعيدٍ، عن أبيه قال: قال عُمَرُ بنُ الخطابِ رضي الله عنه لِعَبدِ اللهِ بنِ الأرقَمِ: اقسِمْ بَيتَ مالِ المُسلِمينَ في كُل شَهرٍ مَرَّةً، اقسِمْ مالَ المُسلِمينَ في كُل جُمُعَةٍ مَرَّةً. ثُمَّ قال: اقسِمْ بَيتَ مالِ المُسلِمينَ في كُلِّ يَومٍ مَرَّةً. قال: فقالَ رَجُلٌ مِنَ القَومِ: يا أميرَ المُؤمِنينَ لَو أبقَيتَ في مالِ المُسلِمينَ بَقيَّةً تُعِدُّها لِنائبَةٍ أو صَوتٍ. يَعنى خارِجَةً. قال: فقالَ عُمَرُ رضي الله عنه لِلرَّجُلِ الَّذِى كَلَّمَه: جَرَى الشَّيطانُ على لِسانِه لَقَّنَنِى اللهُ حُجَّتَها ووَقانِى شَرَّها، أُعِدُّ لَها ما أعَدَّ لَها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ طاعَةَ اللهِ عز وجل ورسولِه صلى الله عليه وسلم.

13164 -

وفيما أجازَ لى أبو عبدِ اللهِ الحافظُ رِوايَتَه عنه أن أبا العباسِ محمدَ بنَ يَعقوبَ حَدَّثَهُم، أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، أخبَرَنا الشّافِعِىُّ، أخبَرَنا غَيرُ واحِدٍ مِن أهلِ العِلمِ، أنَّه لَمّا قُدِمَ على عُمَرَ بنِ الخطاب رضي الله عنه بما أُصيبَ مِنَ العِراقِ قال له صاحِبُ بَيتِ المالِ: أنا أُدخِلُه بَيتَ المالِ؟ قال: لا ورَبِّ الكَعبَةِ لا يُؤوَى

(1)

تَحتَ سَقفِ بَيتٍ حَتَّى أقسِمَه. فأمَرَ به فوُضِعَ في المَسجِدِ ووُضِعَت عَلَيه الأنطاعُ، وحَرَسَه رِجالٌ مِنَ المُهاجِرينَ والأنصارِ، فلَمّا أصبَحَ غَدا مَعَه العباسُ بنُ عبدِ المُطلِبِ وعَبدُ الرَّحمَنِ بنُ عَوفٍ آخِذٌ بيَدِ أحَدِهِما أوأحَدُهُما آخِذٌ بيَدِه، فلَمّا رأوه كَشَطوا الأنطاعَ عن الأموالِ فرأى مَنظَرًا لَم يَرَ مِثلَه، رأى الذَّهَبَ فيه والياقوتَ والزَّبَرجَدَ واللُّؤلُؤَ يَتَلألأُ، فبَكَى، فقالَ له أحَدُهُما: إنَّه واللهِ ما هو بيَومِ بُكاءٍ، ولَكِنَه يَومُ شُكرٍ وسُرورٍ.

(1)

في م: "يؤونه".

ص: 314

فقالَ: إنِّى واللَّهِ ما ذَهَبتُ حَيثُ ذَهَبتَ، ولَكِنَّه واللَّهِ ما كَثُرَ هذا في قَومٍ قَطُّ إلَّا وقَعَ بأسُهُم بَينَهُم. ثُمَّ أقبَلَ على

(1)

القِبلَةِ ورَفَعَ يَدَيه إلَى السَّماءِ، وقالَ: اللَّهمَّ إنِّى أعوذُ بكَ أن أكونَ مُستَدرَجًا؛ فإِنِّى أسمَعُكَ تَقولُ: {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ} [الأعراف: 182، القلم: 44]. ثُمَّ قال: أينَ سُراقَةُ بنُ جُعشُمٍ؟ فأُتِى به أشعَرَ الذِّراعَينِ دَقيقَهُما. فأعطاه سِوارَى كِسرَى، فقالَ: البَسْهُما. ففَعَلَ فقالَ: قُلِ: اللَّهُ أكبَرُ. قال: اللَّهُ أكبَرُ. قال: قُلِ: الحَمدُ للَّهِ الَّذِى سَلَبَهُما كِسرَى بنَ هُرمُزَ، وألبَسَهُما سُراقَةَ بنَ جُعشُمٍ أعرابيًّا مِن بَنِى مُدلِجٍ. وجَعَلَ يَقلِبُ بَعضَ ذَلِكَ بعصًا فقالَ: إنَّ الَّذِى أدَّى هذا لأمينٌ. فقالَ له رَجُلٌ: أنا أُخبِرُكَ؛ أنتَ أمينُ اللَّهِ، وهُم يُؤَدّونَ إلَيكَ ما أدَّيتَ إلَى اللَّهِ، فإِذا [رَتَعتَ رَتَعوا]

(2)

. قال: صَدَقتَ. ثُمَّ فرَّقَه.

قال الشّافِعِىُّ: وإِنَّما ألبَسَهُما سُراقَةَ لأنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قال لِسُراقَةَ ونَظَرَ إلَى ذِراعَيه: "كأنِّى بكَ قَد لَبِستَ سِوارَى كِسرَى". قال: ولَم يَجعَلْ له إلا سِوارَينِ. قال الشّافِعِىُّ: أخبرَنا الثِّقَةُ مِن أهلِ المَدينَةِ قال: أنفَقَ عُمَرُ بنُ الخطابِ رضي الله عنه على أهلِ الرَّمادَةِ حَتَّى وقَعَ مَطَرٌ فتَرَحَّلوا، فخَرَجَ إلَيهِم عُمَرُ رضي الله عنه راكِبًا فرَسًا يَنظُرُ إلَيهِم وهُم يَتَرَحَّلونَ بظَعائنِهِم فدَمَعَت عَيناه، فقالَ رَجُلٌ مِن بَنِى مُحارِبِ بنِ خَصَفَةَ: أشهَدُ أنَّها انحَسَرَت عَنكَ ولَستَ بابنِ أمَةٍ. فقالَ له عُمَرُ رضي الله عنه: ويلَك! ذَلِكَ لَو كُنتُ أنفَقتُ عَلَيهِم مِن مالِى أو مالِ الخطابِ؛

(1)

في ز: "إلى".

(2)

في س: "ارتعت ارتعوا"، وفى ز:"وقعت وقعوا".

ص: 315

إنَّما أنفَقتُ عَلَيهِم مِن مالِ اللَّهِ عز وجل

(1)

.

13165 -

أخبرَنا أبو علىٍّ الرُّوذْبارِىُّ وأبو الحُسَينِ ابنُ بِشْرانَ العَدلُ ببَغدادَ وأبو الحُسَينِ ابنُ الفَضلِ القَطّانُ قالوا: أخبَرَنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفارُ، حدثنا سَعدانُ بنُ نَصرٍ، حدثنا وكيعُ بنُ الجَرّاحِ، عن هِشامِ بنِ سَعدٍ، عن الزُّهرِىِّ وجَعفَرِ بنِ بُرقانَ، عن الزُّهرِىِّ، عن المِسوَرِ بنِ مَخرَمَةَ قال: أُتِى عُمَرُ بنُ الخطابِ رضي الله عنه بغَنائمَ مِن غَنائمِ القادِسيَّةِ، فجَعَلَ يَتَصَفَّحُها ويَنظُرُ إلَيها وهو يَبكِى ومَعَه عبدُ الرَّحمَنِ بنُ عَوفٍ، فقالَ له عبدُ الرَّحمَنِ: يا أميرَ المُؤمِنينَ هذا يَومُ فرَحٍ وهَذا يَومُ سُرورٍ. قال: فقالَ: أجَل، ولَكِن لَم يُؤتَ هذا قَومٌ قَطُّ إلا أورَثَهُمُ العَداوَةَ والبَغضاءَ

(2)

.

13166 -

وأخبرَنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ يوسُفَ، أخبَرَنا أبو سعيدِ ابنُ الأعرابِىِّ، حدثنا أحمدُ بنُ مَنصورٍ الرَّمادِىُّ، حدثنا عبدُ الرَّزّاقِ، أخبَرَنا مَعمَر، عن الزُّهرِىِّ، عن إبراهيمَ بنِ عبدِ الرَّحمَنِ بنِ عَوفٍ قال: لَمّا أُتِى عُمَرُ رضي الله عنه بكُنوزِ كِسرَى، قال له عبدُ اللَّه بنُ أرقَمَ الزُّهرِىُّ: ألَا تَجعَلُها في بَيتِ المالِ؟ يَعنِى فقالَ عُمَرُ رضي الله عنه: لا تَجعَلْها في بَيتِ المالِ حَتَّى نَقسِمَها. وبَكَى عُمَرُ رضي الله عنه، فقالَ له عبدُ الرَّحمَنِ

(3)

رضي الله عنه: ما يُبكيكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ؛ فواللهِ إنَّ هذا ليَومُ شُكرٍ ويَومُ سُرورٍ ويَومُ فرَحٍ. فقالَ عُمَرُ: إنَّ هذا لَم

(1)

المصنف في المعرفة (4014)، والأم 4/ 157.

(2)

أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 44/ 340 من طريق المصنف به.

(3)

بعده في م: "بن عوف".

ص: 316

يُعطِه اللَّهُ قَومًا قَطُّ إلَّا ألقَى اللَّهُ بَينَهُمُ العَداوَةَ والبَغضاءَ

(1)

.

13167 -

وأخبرَنا أبو محمدٍ، أخبرَنا أبو سعيدٍ قال: وجَدتُ في كِتابِى بخَطِّ يَدِى عن أبى داودَ قال: حدثنا محمدُ بنُ عُبَيدٍ، حدثنا حَمّادٌ، حدثنا يونُسُ، عن الحَسَنِ، أن عُمَرَ بنَ الخطابِ رضي الله عنه أُتِى بفَروَةِ كِسرَى فوُضِعَت بَينَ يَدَيه وفِى القَومِ سُراقَةُ بنُ مالكِ بنِ جُعشُمٍ، قال: فألقَى إلَيه سِوارَى كِسرَى بنِ هُرمُزَ فجَعَلَهُما في يَدِه فبَلَغا مَنكِبَيه، فلَمّا رآهُما في يَدَى سُراقَةَ قال: الحَمدُ للَّهِ، سِوارَى كِسرَى بنِ هُرمُزَ في يَدِ سُراقَةَ بنِ مالكِ بنِ جُعشُمٍ أعرابِىٍّ مِن بَنى مُدلِجٍ. ثُمَّ قال: اللَّهمَّ إنِّى قَد عَلِمتُ أن رسولَكَ صلى الله عليه وسلم كان يُحِبُّ أن يُصيبَ مالًا فيُنفِقَه في سَبيلِكَ وعَلَى عِبادِكَ، وزَوَيتَ ذَلِكَ عنه نَظَرًا مِنكَ له وخيارًا، اللَّهمَّ إنِّى قَد عَلِمتُ أن أبا بكرٍ رضي الله عنه كان يُحِبُّ أن يُصيبَ مالًا فيُنفِقَه في سَبيلِكَ وعَلَى عِبادِكَ، فزَوَيتَ ذَلِكَ عنه نَظَرًا مِنكَ له وخيارًا، اللَّهمَّ إنِّى أعوذُ بكَ أن يَكونَ هذا مَكرًا مِنك بعُمَرَ. ثُمَّ [قال: بلَى]

(2)

: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ}

(3)

[المؤمنون: 55، 56].

13168 -

أخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبى إسحاقَ، أخبرَنا أبو عبدِ اللَّه ابنُ

(1)

أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 44/ 338 من طريق الرمادى به. وابن المبارك في الزهد (768) عن معمر به.

(2)

في م، والمهذب:"تلا".

(3)

المصنف في الدلائل 6/ 325. وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 44/ 338 من طريق حماد به.

ص: 317

يَعقوبَ، حدثنا محَمَّدُ بنُ عبدِ الوَهّابِ، أخبرَنا جَعفَرُ بنُ عَونٍ، أخبرَنا مِسعَرٌ، عن موسَى بنِ أبى كَثيرٍ، عن سعيدٍ قال: قَسَمَ عُمَرُ رضي الله عنه يَومًا مالًا فجَعَلوا يُثنونَ عَلَيه، فقالَ: ما أحمَقَكُم! لَو كان هذا لِى ما أعطَيتُكُم دِرهَمًا واحِدًا

(1)

.

13169 -

أخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ بِشْرانَ، أخبرَنا إسماعيلُ الصَّفارُ، حدثنا عبدُ الكَريمِ بنُ الهَيثَمِ، حدثنا عبدُ الأعلَى بنُ حَمّادٍ، حدثنا سفيانُ بنُ عُيَينَةَ، حدثنا عاصِمُ بنُ كُلَيبٍ، عن أبيه، عن ابنِ عباسٍ قال: كان عُمَرُ رضي الله عنه إذا صَلَّى صَلاةً جَلَسَ؛ فمَن كانَت له حاجَةٌ كَلَّمَه، ومَن لَم تكُنْ له دَخَلَ، فصَلَّى ذاتَ يَومٍ فلَم يَجلِسْ. قال: فجِئتُ فقُلتُ: يا يَرفا أبِأميرِ المُؤمِنينَ شَكوًى؟ قال: لا والحَمدُ للهِ. قال: فجاءَ عثمانُ رضي الله عنه فجَلَسَ فلَم يَلبَثْ أن جاءَ يَرفا، فقالَ: قُمْ يا ابنَ عَفّانَ قُمْ يا ابنَ عباسٍ. فدَخَلنا على عُمَرَ رضي الله عنه وعِندَه صُبرَهٌ مِنَ المالِ، على كُل صُبرَةٍ مِنها كَتِفٌ، فقالَ: إنِّى نَظَرتُ في أهلِ المَدينَةِ فوَجَدتُكُما أكثَرَ أهلِ المَدينَةِ عَشيرَةً، فخُذا هذا المالَ فاقسِماه، فإِن بَقِى شَيءٌ فرُدّاه. فأمّا عثمانُ رضي الله عنه فحَثا، وأمّا أنا فقُلتُ: وإِن نَقَصَ شَيءٌ أتمَمتَه لَنا؟ قال: شِنشِنَةٌ مِن أخشَنَ

(2)

، أما تَرَى هذا كان عِندَ اللهِ ومُحَمَّدٌ

(1)

أخرجه المروذى في أخبار الشيوخ وأخلافهم (206) من طريق جعفر به. وعزاه في الدر المنثور 14/ 363 لعبد بن حميد عن سعيد بن المسيب.

(2)

شنشنة من أخشن: أى حجر من جبل، ومعناه أنه شبهه بأبيه العباس في شهامته ورأيه وجرأته على القول. ينظر التاج 17/ 413 (ن ش ش).

ص: 318

وأصحابُه يأكُلونَ القِدَّ

(1)

؟ قال: قُلتُ: بَلَى واللَّهِ لَقَد كان هذا عِندَ اللهِ ومُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم وأصحابُه يأكُلونَ القِدَّ، ولَو فُتِحَ هذا على محمدٍ صلى الله عليه وسلم صَنَعَ غَيرَ الَّذِى تَصنَعُ. قال: فكأنَّه فزعَ مِنه فقالَ: وما كان يَصنَعُ؟ قُلتُ: لأكَلَ وأطعَمَنا. قال: فنَشُجَ

(2)

حَتَّى اختَلَفَت أضلاعُه، وقالَ: لَوَدِدتُ أنِّى خَرَجتُ مِنها كَفافًا لا عَلَىَّ ولا لِى

(3)

.

13170 -

أخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ بِشْرانَ، أخبرَنا أبو جَعفَرٍ محمدُ بنُ عمرٍو بنِ البَختَرِىِّ الرَّزَّازُ، حدثنا محمدُ بنُ عُبَيدِ اللهِ بنِ يَزيدَ، حدثنا رَوحُ بنُ عُبادَةَ، حدثنا عَوفٌ، عن مُعاويَةَ بنِ قُرَّة، حَدَّثَنِى أبو بُردَةَ ابنُ أَبِى موسَى الأشعَرِىِّ قال: قال عبدُ الله بنُ عُمَرَ رضي الله عنه: هَل تَدرِى ما قال أَبِى لأبيكَ؟ قال: قُلتُ: لا. قال: إنَّ أَبِى قال لأبيكَ: يا أبا موسَى أيَسُرُّكَ أن إسلامَنا مَعَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وجِهادَنا مَعَه وعَمَلَنا مَعَه كُلَّه بَرَدَ لَنا

(4)

، وأن كُلَّ عَمَلٍ عَمِلناه بَعدَه نَجَونا مِنه كَفافًا رأسًا برأسٍ؟ قال: فقالَ أبوكَ لأبِى: واللهِ لَقَد جاهَدْنا بعدَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وصَلَّينا وصُمْنا وعَمِلْنا خَيرًا كَثيرًا، وأسلَمَ على أيدينا أُناسٌ كَثيرٌ، وإِنّا نَرجو بذَلِكَ. قال أَبِى: ولَكِنِّى أنا والَّذِى نَفسُ عُمَرَ بيَدِه لَوَدِدتُ أن ذَلِكَ بَرَدَ لَنا، وأن كُل شَئٍ عَمِلناه بَعدُ نَجَونا مِنه كَفافًا رأْسًا

(1)

القد: جلد الماعز. النهاية 4/ 21، والتاج 9/ 12 (ق د د).

(2)

النشيج: صوت معه توجع وبكاء كما يردد الصبى بكاءه في صدره. النهاية 5/ 52، 53.

(3)

أخرجه الحميدى (30) عن سفيان به.

(4)

برد لنا: ثبت لنا ثوابه ودام وخلص. تفسير غريب ما في الصحيحين 1/ 7.

ص: 319