الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بابُ ما يَكونُ لِلوالِى الأعظَمِ ووالِى الإقليمِ مِن مالِ اللَّهِ وما جاءَ في رِزقِ القُضاةِ وأجرِ سائرِ الوُلاةِ
13138 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو زَكَريّا ابنُ أبى إسحاقَ المُزَكِّى قالا: أخبَرَنا أبو الحَسَنِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ عَبدوسٍ، حدثنا عثمانُ ابنُ سعيدٍ الدارمىُّ، حدثنا أحمدُ بنُ صالِحٍ المِصرِىُّ، حدثنا ابنُ وهبٍ، أخبرَنِى يونُسُ، عن ابنِ شِهابٍ قال: أخبرَنِى عُروَةُ بنُ الزُّبَيرِ أن عائشةَ زَوجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَت: لَمّا استُخلِفَ أبو بكرٍ رضي الله عنه قال: لَقَد عَلِمَ قَومِى أن حِرفَتِى لَم تَكُنْ تَعجِزُ عن مُؤنَةِ أهلِى، وقَد شُغِلتُ بأمرِ المُسلِمينَ، فسَيأكُلُ آلُ أبى بكرٍ مِن هذا المالِ وأحتَرِفُ لِلمُسلِمينَ فيهِ. قال ابنُ شِهابٍ: وأخبَرَنِى عُروَةُ عن عائشةَ زَوجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَت: لَمّا استُخلِفَ عُمَرُ رضي الله عنه أكَلَ هو وأهلُه واحتَرَفَ في مالِ نَفسِهِ
(1)
. رَواه البخارىُّ في "الصحيح" عن إسماعيلَ بنِ أبى أوَيسٍ عن ابنِ وهبٍ
(2)
.
13139 -
أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ ابنُ يَعقوبَ، حدثنا الحَسَنُ بنُ علىِّ بنِ عَفّانَ، حدثنا ابنُ نُمَيرٍ، عن
(1)
المصنف في الصغرى (3814). وأخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 184 وعنده مختصر، وأبو عبيد في الأموال (658)، وابن زنجويه في الأموال (983) من طريق الزهرى به.
(2)
البخارى (2070).
الأعمَشِ، عن شَقيقٍ، عن مَسروقٍ، عن عائشةَ رضي الله عنها قالَت: قال أبو بكرٍ رضي الله عنه حينَ حُضِرَ: انظُرى
(1)
كُلَّ شَئٍ زادَ في مالِى مُنذُ دَخَلتُ في هذه الإمارَةِ فرُدّيه إلَى الخَليفَةِ مِن بَعدِى. قالَت: فلَمّا ماتَ نَظَرنا فما وجَدنا زادَ في مالِه إلَّا ناضِحًا كان يَسقِى بُستانًا له، وغُلامًا نوبيًّا كان يَحمِلُ صَبيًّا له. قالَت: فأرسَلتُ به إلَى عُمَرَ رضي الله عنه. قالَت: فأُخبِرتُ أن عُمَرَ رضي الله عنه بَكَى، وقالَ: رَحِمَ اللَّهُ أبا بكرٍ، لَقَد أتعَبَ مَن بَعدَه تَعَبًا شَديدًا
(2)
.
13140 -
وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبَرَنا محمدُ بنُ طاهِرِ بنِ يَحيَى، حَدَّثَنِى أبى، أخبَرَنا محمدُ بنُ أبى خالِدٍ الفَرّاءُ، حدثنا أبى، حدثنا المُبارَكُ بنُ فَضالَةَ، عن الحَسَنِ، أن أبا بكرٍ رضي الله عنه خَطَبَ النّاسَ فحَمِدَ اللَّهَ وأثنَى عَلَيه، ثُمَّ قال: إنَّ أكيَسَ الكَيْسِ التَّقوَى، وأحمَقَ الحُمقِ الفُجورُ، ألا وإِنَّ الصِّدقَ عِندِى الأمانَةُ، والكَذِبَ الخيانَةُ، ألا وإِنَّ القَوِىَّ عِندِى ضَعيفٌ حَتَّى آخُذَ مِنه الحَقَّ، والضَّعيفَ عِندِى قَوِىٌّ حَتَّى آخُذَ له الحَقَّ، ألا وإِنِّى قَد وُلّيتُ عَلَيكُم ولَستُ بأخيَرِكُم -قال الحَسَنُ: هو واللَّهِ خَيرُهُم غَيرَ مُدافَعٍ، ولَكِنَّ المُؤمِنَ يَهضِمُ نَفسَه- ثُمَّ قال: لَوَدِدتُ أنَّه كَفانِى هذا الأمرَ أحَدُكُم -قال الحَسَنُ: صَدَقَ واللَّهِ- وإِن أنتُم أردَتُمونِى على ما كان اللَّهُ يُقيمُ نَبيَّه مِنَ الوَحي ما ذَلِكَ عِندِى؛ إنَّما أنا بَشَرٌ فراعونِى. فلَمّا أصبَحَ غَدا
(1)
في الأصل، س، ص 6:"انظر". وضبب عليها في الأصل.
(2)
أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 192 عن ابن نمير به. وابن أبى شيبة (22495، 33455)، وابن زنجويه في الأموال (986) من طريق الأعمش به.
إلَى السُّوقِ، فقالَ له عُمَرُ رضي الله عنه: أينَ تُريدُ؟ قال: السّوقَ. قال: قَد جاءَكَ ما يَشغَلُكَ عن السُّوقِ. قال: سُبحانَ اللَّهِ! يَشغَلُنِى عن عيالِى؟ قال: تَفرِضُ
(1)
بالمَعروفِ. قال: ويحَ عُمَرَ! إنِّى أخافُ ألَّا يَسَعَنِى أن آكُلَ مِن هذا المالِ شَيئًا. قال: فأنفَقَ في سَنَتَينِ وبَعضِ أُخرَى ثَمانيَةَ آلافِ دِرهَمٍ، فلَمّا حَضَرَه المَوتُ قال: قَد كُنتُ قُلتُ لِعُمَرَ: إنِّى أخافُ ألَّا يَسَعَنِى أن آكُلَ مِن هذا المالِ شَيئًا. فغَلَبَنِى، فإِذا أنا مِتُّ فخُذوا مِن مالِى ثَمانيَةَ آلافِ دِرهَمٍ ورُدّوها في بَيتِ المالِ. قال: فلَمّا أُتِى بها عُمَرُ رضي الله عنه قال: رَحِمَ اللهُ أبا بكرٍ، لَقَد أتعَبَ مَن بَعدَه تَعَبًا شَديدًا.
13141 -
أخبرَنا أبو حازِمٍ عُمَرُ بنُ أحمدَ العَبدُوِىُّ الحافظُ، أخبَرَنا أبو الفَضلِ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ محمدِ بنِ خَميرُويَه، حدثنا أحمدُ بنُ نَجدَةَ، حدثنا سعيدُ بنُ مَنصورٍ، حدثنا سفيانُ، حدثنا أيُّوبُ، عن محمدِ بنِ سيرينَ، عن الأحنَفِ بنِ قَيسٍ قال: كُنّا ببابِ عُمَرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه نَنظُرُ أن يُؤذَنَ لَنا، فخَرَجَتْ جاريَةٌ فقُلنا: سُرِّيَّةُ أميرِ المُؤمِنينَ. فسَمِعَتْ فقالَت: ما أنا بسُرِّيَّةِ أميرِ المُؤمِنينَ، وما أَحِلُّ له، إنِّى لَمِن مالِ اللهِ تَعالَى. قال: فذُكِرَ ذَلِكَ لِعُمَرَ بنِ الخطابِ، فدَخَلْنا عَلَيه فأخبرْناه بما قُلنا وبِما قالَت، فقالَ: صَدَقَتْ، ما تَحِلُّ لِى، وما هِى لِى بسُرِّيَّةٍ، وإِنَّها لَمِن مالِ اللهِ عز وجل، وسأُخبِرُكُم بما أستَحِلُّ مِن هذا المالِ؛ أستَحِلُّ مِنه حُلَّتَينِ حُلَّةً لِلشِّتاءِ وحُلَّةً
(1)
في م: "تعرض".
لِلصَّيفِ، وما يَسَعُنِى لِحَجِّى وعُمرَتِى وقُوتِى وقُوتِ أهلِ بَيتِى، وسَهمِى مَعَ المُسلِمينَ كَسَهمِ رَجُلٍ لَستُ بأرفَعِهِم ولا أوضَعِهِم
(1)
.
13142 -
أخبرَنا أبو نَصرِ ابنُ قَتادَةَ، أخبرَنا أبو مَنصورٍ العباسُ بنُ الفَضلِ النَّضرُوِىُّ، حدثنا أحمدُ بنُ نَجدَةَ، حدثنا سعيدُ بنُ مَنصورٍ، حدثنا أبو الأحوَصِ، عن أبى إسحاقَ، عن اليَرفا
(2)
قال: قال لِى عُمَرُ بنُ الخطابِ رضي الله عنه: إنِّى أنزَلتُ نَفسِى مِن مالِ اللَّهِ بمَنزِلَةِ والِى اليَتيمِ، إنِ احتَجتُ أخَذَتُ مِنه، فإِذا أيسَرتُ رَدَدتُه، وإِنِ استَغنَيتُ استَعفَفتُ
(3)
.
13143 -
أخبرَنا أبو الحَسَنِ علىُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبَرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا أحمدُ بنُ عُبَيدِ اللَّهِ النَّرسِىُّ، حدثنا رَوحٌ، حدثنا ابنُ أبى عَروبَةَ، عن قَتادَةَ، عن لاحِقِ بنِ حُمَيدٍ قال: لَمّا بَعَثَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ رضي الله عنه عَمّارَ بنَ ياسِرٍ وعَبدَ اللَّهِ بنَ مَسعودٍ وعُثمانَ بنَ حُنَيفٍ إلَى الكوفَةِ؛ بَعَثَ عَمّارَ ابنَ ياسِرٍ على الصَّلاةِ وعَلَى الجُيوشِ، وبَعَثَ ابنَ مَسعودٍ على القَضاءِ وعَلَى بَيتِ المالِ، وبَعَثَ عثمانَ بنَ حُنَيفٍ على مِساحَةِ الأرضِ، جَعَلَ بَينَهُم كُلَّ يَومٍ شاةً؛ شَطرُها وسَواقِطُها لِعَمّارِ بنِ ياسِرٍ، والنِّصفُ بَينَ هَذَينِ. قال سعيدٌ: ولا أحفَظُ الطَّعامَ. ثُمَّ قالَ: نَزَّلتُكُم وإيّاى مِن هذا المالِ كَمَنزِلَةِ والِى مالِ
(1)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 44/ 276 من طريق المصنف به. وعبد الرزاق (20046)، وابن سعد 3/ 275 من طريق أيوب به.
(2)
في م: "اليرفأ".
(3)
تقدم تخريجه في (11106).
اليَتيمِ: {وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 6]. وما أرَى قَريَةً يُؤخَذُ مِنها كُلَّ يَومٍ شاةٌ إلَّا كان ذَلِكَ سَريعًا في خَرابِها
(1)
.
13144 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ بِشْرانَ العَدلُ ببَغدادَ، أخبَرَنا أبو عمرِو ابنُ السَّمَّاكِ، حدثنا حَنبَلُ بنُ إسحاقَ بنِ حَنبَلٍ، حدثنا الحُمَيدِىُّ، حدثنا سفيانُ، حدثنا عامِرُ بنُ شَقيقٍ، أنَّه سَمِعَ أبا وائلٍ يقولُ: استَعمَلَنِى ابنُ زيادٍ على بَيتِ المالِ، فأتانِى رَجُلٌ بِصكٍّ فيه: أعطِ صاحِبَ المَطبَخِ ثَمانَمِائَةِ دِرهَمٍ. فقُلتُ له: مَكانَكَ. ودَخَلتُ على ابنِ زيادٍ فحَدَّثتُه فقُلتُ: إنَّ عُمَرَ بنَ الخطابِ رضي الله عنه استَعمَلَ عبدَ اللهِ بنَ مَسعودٍ على القَضاءِ وبَيتِ المالِ، وعُثمانَ ابنَ حُنَيفٍ على ما سَقَى الفُراتُ، وعَمّارَ بنَ ياسِرٍ على الصَّلاةِ والجُندِ، ورَزَقَهُم كُلَّ يَومٍ شاةً فجَعَلَ نِصفَها وسَقَطَها وأكارِعَها لِعَمّارِ؛ لأنَّه كان على الصَّلاةِ والجُندِ، وجَعَلَ لِعَبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رُبُعَها، وجَعَلَ لِعُثمانَ بنِ حُنَيفٍ رُبُعَها، ثُمَّ قال: إنَّ مالًا يُؤخَذُ مِنه كُلَّ يَومٍ شاةٌ إنَّ ذَلِكَ فيه لَسَريعٌ. قال ابنُ زيادٍ: ضَعِ المِفتاحَ واذهَبْ حَيثُ شِئتَ
(2)
.
13145 -
أخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْبارِىُّ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ داسَةَ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا أبو الوَليدِ الطَّيالِسِىُّ، حدثنا لَيثٌ، عن بُكَيرِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ
(1)
أخرجه أبو عبيد في الأموال (172)، وابن زنجويه في الأموال (256) من طريق سعيد به. وعبد الرزاق (1028، 19276) من طريق قتادة به.
(2)
المصنف في الصغرى (3817). وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 23/ 179 من طريق المصنف به. وفى 23/ 179، 180 من طريق أبى الحسين ابن بشران به.
الأشَجِّ، عن بُسرِ بنِ سعيدٍ، عن ابنِ السّاعِدِىِّ قال: استَعمَلَنِى عُمَرُ بنُ الخطابِ رضي الله عنه على الصَّدَقَةِ، فلَمّا فرَغتُ أمَرَ لِى بعُمالَةٍ
(1)
، فقُلتُ: إنَّما عَمِلتُ للَّهِ. قال: خُذْ ما أُعطيتَ، فإِنِّى قَد عَمِلتُ على عَهدِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فعَمَّلَنِى
(2)
. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن قُتَيبَةَ عن اللَّيثِ وقالَ: عن ابنِ السَّعدِىِّ
(3)
.
13146 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنِى أبو علىٍّ حامِدُ بنُ محمدٍ الهَرَوِىُّ، حدثنا علىُّ بنُ محمدٍ الجَكّانِىُّ، حدثنا أبو اليَمانِ، أخبرَنِى شُعَيبٌ، عن الزُّهرِىِّ، أخبرَنِى السّائبُ بنُ يَزيدَ، أن حوَيطِبَ بنَ عبدِ العُزَّى أخبَرَه أن عبدَ اللهِ بنَ السَّعدِىِّ أخبَرَه أنَّه قَدِمَ على عُمَرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه في خِلافَتِه، فقالَ له عُمَرُ: ألَم أُحَدَّثْ أنَّكَ تَلِى مِن أعمالِ النّاسِ أعمالًا، فإِذا أُعطيتَ العُمالَةَ كَرِهتَها؟ قال: فقُلتُ: بَلَى. قال: فقالَ عُمَرُ رضي الله عنه: فما تُريدُ إلَى ذَلِكَ؟ قال: فقُلتُ: إنَّ لِى أفراسًا وأعبُدًا وأنا بخَيرٍ، وأُريدُ أن تَكونَ عُمالَتِى صَدَقَةً على المُسلِمينَ. فقالَ عُمَرُ رضي الله عنه: فلا تَفعَلْ، فإِنِّى قَد كُنتُ أرَدتُ ذَلِكَ، فكانَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعطينِى العَطاءَ فأقولُ: أعطِه أفقَرَ إلَيه مِنِّى. حَتَّى أعطانِى مَرَّةً مالًا، فقُلتُ: أعطِه أفقَرَ إلَيه مِنِّى. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "خُذْه فتَمَوَّلْه أو تَصَدَّقْ بة، وما جاءَكَ مِن هذا المالِ وأنتَ غَيرُ مُشرِفٍ ولا سائلٍ
(1)
العمالة: بتثليث العين، الذى يأخذه العامل من الأجرة. النهاية 3/ 300.
(2)
أبو داود (1647، 2944). وأخرجه أحمد (371)، والنسائي (2603)، وابن خزيمة (2364)، وابن حبان (3405) من طريق الليث به.
(3)
مسلم (1045/ 112)، وفيه: ابن الساعدى. وصوب القاضى: "السعدى". ينظر إكمال المعلم 3/ 581.
فخُذْه، وما لا فلا تُتبِعْه نَفسَكَ"
(1)
. رَواه البخارىُّ في "الصحيح" عن أبى اليَمانِ، وأخرَجَه مسلمٌ مِن حَديثِ عمرِو بنِ الحارِثِ عن ابنِ شِهابٍ
(2)
.
13147 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ وأبو سعيدِ ابنُ أبى عمرٍو قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بنُ إسحاقَ الصَّغانِىُّ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ صالِحٍ، حَدَّثَنِى اللَّيثُ، حَدَّثَنِى هِشامُ بنُ سَعدٍ، عن زَيدِ بنِ أسلَمَ، عن أبيه أسلَمَ أنَّه قال: لَمّا كان عامُ الرَّماداتِ وأجدَبَت بلادُ العَرَبِ كَتَبَ عُمَرُ بنُ الخطابِ رضي الله عنه إلَى عمرِو بنِ العاصِ: مِن عبدِ اللهِ عُمَرَ أميرِ المُؤمِنينَ إلَى العاصِ ابنِ العاصِ؛ إنَّكَ لَعَمرِى ما تُبالِى إذا سَمِنتَ ومَن قِبَلَكَ أن أعجَفَ أنا ومَن قِبَلِى، ويا غَوثاه. فذَكَرَ الحديثَ، وقالَ فيه: ثُمَّ دَعا أبا عُبَيدَةَ ابنَ الجَرّاحِ فخَرَجَ في ذَلِكَ، فلَمّا رَجَعَ بَعَثَ إلَيه بألفِ دينارٍ، فقالَ أبو عُبَيدَةَ: إنِّى لَم أعمَلْ لَكَ يا ابنَ الخطابِ إنَّما عَمِلتُ للهِ، ولَستُ آخُذُ في ذَلِكَ شَيئًا. فقالَ عُمَرُ رضي الله عنه: قَد أعطانا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في أشياءَ بَعَثَنا لَها فكَرِهنا ذَلِكَ، فأبَى عَلَينا رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فاقبَلْها أيُّها الرَّجُلُ فاستَعِنْ بها على دِينكَ ودُنياكَ. فقَبِلَها أبو عُبَيدَةَ.
13148 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو إسحاقَ إبراهيمُ بنُ فِراسٍ الفقيهُ بمَكَّةَ، حدثنا بكرُ بنُ سَهلٍ الدِّمياطِىُّ، حدثنا شُعَيبُ بنُ يَحيَى التُّجيبِىُّ، حدثنا اللَّيثُ بنُ سَعدٍ، عن هِشامِ بنِ سَعدٍ. فذَكَرَه بإِسنادِه مِثلَه وذَكَرَ
(1)
أخرجه أحمد (100)، والنسائي (2606) من طريق أبى اليمان به. وابن خزيمة (2365، 2366) من طريق الزهرى به.
(2)
البخارى (7163)، ومسلم (1045/ 111)، وعند مسلم بدون ذكر حويطب. ينظر المعلم 2/ 20.
ما تَرَكَ مِنَ الأوَّلِ، فقالَ: فكَتَبَ عمرٌو: السَّلامُ، أمّا بَعدُ لَبَّيكَ لَبَّيكَ، أتَتكَ عيرٌ أوَّلُها عِندَكَ وآخِرُها عِندِى؛ مَعَ أنِّى أرجوأن أجِدَ سَبيلًا أن أحمِلَ في البحرِ. فلَمّا قَدِمَ أوَّلُ عيرٍ دَعا الزُّبَيرَ رضي الله عنه فقالَ: اخرُجْ في أوَّلِ هذه العيرِ فاستَقبِلْ بها نَجدًا فاحمِلْ إلَىَّ كُلَّ أهلِ بَيتٍ قَدَرتَ أن تَحمِلَهُم إلَىَّ، ومَن لَم تَستَطِعْ حَملَه فمُرْ لِكُلِّ أهلِ بَيتٍ ببَعيرٍ بما عَلَيه، ومُرْهُم فليَلبَسوا كِساءَيْنِ وليَنحَروا البَعيرَ فيَجمُلوا شَحمَه، وليُقَدِّدوا لَحمَه، وليَحتَذُوا جِلدَه، ثُمَّ ليأخُذوا كُبَّةً مِن قَدِيدٍ، وكُبَّةً مِن شَحمٍ، وجَفنَةً مِن دَقيقٍ، فيَطبُخوا ويأكُلوا حَتَّى يأتيَهُم اللهُ برِزقٍ. فأبَى الزُّبَيرُ أن يَخرُجَ فقالَ: أما واللهِ لا تَجِدُ مِثلَها حَتَّى تَخرُجَ مِنَ الدُّنيا. ثُمَّ دَعا آخَرَ، أظُنُّه طَلحَةَ، فأبَى، ثُمَّ دَعا أبا عُبَيدَةَ ابنَ الجَرّاحِ، فخَرَجَ في ذَلِكَ. وذَكَرَ باقِى الحديثِ بنَحوِهِ
(1)
.
13149 -
أخبرَنا أبو علىٍّ الرُّوذبارِىُّ، أخبرَنا محمدُ بنُ بكرٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا موسَى بنُ مَروانَ الرَّقِّىُّ، حدثنا المُعافَى، حدثنا الأوزاعِىُّ، عن الحارِثِ بنِ يَزيدَ، عن جُبَيرِ بنِ نُفَيرٍ، عن المُستَورِدِ بنِ شَدّادٍ، سَمِعتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ:"مَن كان لَنا عامِلًا فليَكسِبْ زَوجَةً، فإِن لَم يَكُنْ له خادِمٌ فليَكسِبْ خادِمًا، فإِن لَم يَكُنْ له مَسكَنٌ فليَكسِبْ مَسكَنًا". قال: فقالَ أبو بكرٍ رضي الله عنه: أُخبِرتُ أن النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَنِ اتَّخَذَ غَيرَ ذَلِكَ فهو غالٌّ أو سارِقٌ"
(2)
.
(1)
يجملوا: يذيبوا. غريب الحديث لأبى عبيد 3/ 407. وكبة: الشئ المجتمع من الطعام وغيره. وينظر المخصص 3/ 330.
والحديث أخرجه ابن خزيمة (2367) من طريق شعيب به. وقال الذهبى 5/ 2533: إسناده قوى.
(2)
أبو داود (2945). وأخرجه ابن خزيمة (2370) من طريق المعافى به. وأحمد (18015) من طريق=
13150 -
وأخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنِى أبو النَّضرِ محمدُ بنُ محمدِ بنِ يوسُفَ الفقيهُ، حدثنا الحُسَينُ بنُ إدريسَ الأنصارِىُّ، حدثنا محمدُ ابنُ عبدِ اللهِ بنِ عَمّارٍ المَوصِلِىُّ، حدثنا المُعافَى بنُ عِمرانَ. فذَكَرَه إلَّا أنَّه قال: عن عبدِ الرَّحمَنِ بنِ جُبَيرِ بنِ نُفَيرٍ، عن المُستَورِدِ. وقالَ في آخِرِه: وأُخبِرتُ. لَم يَقُلْ: فقالَ أبو بكرٍ
(1)
.
13151 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو عمرٍو عثمانُ بنُ أحمدَ السَّمّاكُ ببَغدادَ، حدثنا أحمدُ بنُ حَيّانَ بنِ مُلاعِبٍ، حدثنا أبو عاصِمٍ، حدثنا عبدُ الوارِثِ بنُ سعيدٍ، عن حُسَينٍ المُعَلِّمِ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ بُرَيدَةَ، عن أبيه، عن النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنِ استَعمَلْناه على عَملٍ فرَزَقْناه رِزقًا، فما أخَذَ بعدَ ذَلِكَ فهو غُلولٌ"
(2)
.
13152 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ بالُويَه، حدثنا أحمدُ بنُ على الخَزّازُ، حدثنا إسحاقُ بنُ الرَّبيعِ، حدثنا أبو بكرِ ابنُ عبدِ اللهِ بنِ أبى سَبرَةَ، حدثنا إسماعيلُ بنُ أُمَيَّةَ، عن الزُّهرِىِّ قال: رَزَقَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَتّابَ بنَ أَسيدٍ حينَ استَعمَلَه على مَكَّةَ أربَعينَ أوقيَّةً في كُلِّ
= الحارث بن يزيد به. وصححه الألبانى في صحيح أبى داود (2552).
(1)
الحاكم 1/ 406. وأخرجه أبو نعيم في الحلية 8/ 291 من طريق محمد بن عبد الله بن عمار به بدون آخره.
(2)
الحاكم 1/ 406. وأخرجه أبو داود (2943)، وابن خزيمة (2369) من طريق أبى عاصم به. وقال الذهبى 5/ 2533: سنده صالح.
سنةٍ
(1)
. هذا مُنقَطِعٌ.
وقَد رُوِى مِن وجهٍ آخَرَ مُسنَدًا:
13153 -
أخبرَناه أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا جَعفَرٌ الخُلدِىُّ، حدثنا علىُّ بنُ سعيدِ بنِ بَشيرٍ الرّازِىُّ، حدثنا إسحاقُ بنُ الحُصَينِ الرَّقِّىُّ ابنُ بنتِ مُعَمَّرِ بنِ سُلَيمانَ (ح) وأخبرَنا أبو إسحاقَ سَهلُ بنُ أبى سَهلٍ المِهرانِىُّ، أخبَرَنا أبو العباسِ محمدُ بنُ إسحاقَ الصِّبغِىُّ، حدثنا أحمدُ بنُ عثمانَ النَّسَوِىُّ، حدثنا إسحاقُ بنُ الحُصَينِ، حدثنا سعيدُ بنُ مَسلَمَةَ، عن إسماعيلَ ابنِ أُمَيَّةَ، عن أبى الزُّبَيرِ، عن جابِرٍ، أن رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم استَعمَلَ عَتّابَ بنَ أَسيدٍ على مَكَّةَ، وفَرَضَ له عُمالَتَه أربَعينَ أوقيَّةً مِن فِضةٍ
(2)
.
13154 -
وقَد أخبَرَنا أبو بكرٍ الفارِسِىُّ، أخبرَنا أبو إسحاقَ الأصبَهانِىُّ، أخبرَنا أبو أحمدَ ابنُ فارِسٍ، حدثنا محمدُ بنُ إسماعيلَ، حدثنا حَرَمِىُّ بنُ حَفصٍ، حدثنا خالِدُ بنُ أبى عثمانَ القُرَشِىُّ، حدثنا أيّوبُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ يَسارٍ، عن عمرِو بنِ أبى عَقرَبٍ قال: سَمِعتُ عَتّابَ بنَ أَسيدٍ وهو مُسنِدٌ ظَهرَه إلَى بَيتِ اللَّهِ يقولُ: واللَّهِ ما أصَبتُ في عَمَلِى هذا الَّذِى ولَّانِى رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلَّا ثَوبَينِ مُعَقَّدَينِ كَسَوتُهُما مَولاى كَيسانَ
(3)
.
(1)
قال الذهبى 5/ 2533: لم يصح هذا.
(2)
أخرجه الفاكهى في أخبار مكة (1936) من طريق إسحاق بن الحصين به.
(3)
أخرجه الطبرانى 17/ 161 (423)، والحاكم 3/ 595 من طريق حرمى بن حفص به. والطيالسى (1453)، وأبو نعيم في الحلية 9/ 21 من طريق خالد به. والمعقد: ضرب من برود هجر. النهاية 3/ 271. وقال الهيثمى في المجمع 5/ 232: رواه الطبرانى ورجاله ثقات.