الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لسانه، فراح يشفي نفسه الثائرة، ويعبر عن آرائه في وحي الله الأمين، بهذه الأساليب الرمزية الماكرة، والحيل التعبيرية الغادرة، رافعًا من شأن العلم الحديث إلى مكان الثريا، واثقًا فيه كل الثقة، حتى أجلسه في روايته على "عرش الديَّان" مناصرًا للعلمانية الجاهلة، على دين الله القيم، ورسالاته السامية.
فالرواية -وهذا واقعها- رواية آثمة "مُجَرَّمَة" بكل المقاييس وطنيًّا، وقوميًّا ودينيًّا.
والتماس البراءة لها: مستحيل، مستحيل، مستحيل.
اللهم إلا إذا طمسنا قلوبنا، وأعمينا أبصارنا، وسددنا سمعنا، ثم هتفنا مع أولاد حارة الأستاذ نجيب محفوظ، وقلنا كما قالوا:"لا شأن لنا بالماضي، ولا أمل لنا إلا في سحر عرفة، ولو خيرنا بين "الجبلاوي" (الله) والسحر، لاخترنا السحر"؟! (1).
وهيهات هيهات لما يتصورون؟ " (2).
*
من سقطات محمد جلال كشك في كتابه "أولاد حارتنا فيها قولان
":
الدفاع المبالغ فيه البعيد كل البعد عن الحقيقة.
- يقول عن موقف اليسار من نجيب محفوظ:
"وهم يبغضون منه النفس الإسلامي الذي يتضوع من أعماله"(ص 19) وهل يصدق هذا عاقل؟!
وقال في (ص 138): "جريمة نجيب محفوظ أنه قدم وجهًا إِسلاميًّا
(1)" أولاد حارتنا"(ص 551).
(2)
"جوانيات الرموز المستعارة"(ص 208 - 229).
مشرقًا، مشرقًا في الزمن الرديء جدًّا .. وفي زمن بدا فيه المسلم قبيح المسلك قبيح الفكر".
ويقول في (ص 58): "ولا شك أن قاسم يرمز إلى الرسول صلى الله عليه وسلم " فلينظر كل الناس إلى ما قاله نجيب عن قاسم.
وقوله عن جمال الدين الأفغاني (ص 36): "المجاهد الشهيد أستاذ الأجيال جمال الدين الأفغاني .. شاهت الوجوه .. من فيهم له في خدمة الإسلام ما للأفغاني؟!!
الأفغاني بلا جدال هو أعظم مسلم في القرن التاسع عشر هو الزعيم المفكر الذي جعل العالم الإسلامي ميدان نشاطه، متخطيًا بنجاح الحدود القومية والمذهبية" رأيت ردنا المفصل على فكر الأفغاني.
وقال عن الأفغاني: "ولكنه بلا جدال أستاذ الجميع، وخير من خدم الإسلام في القرن التاسع عشر، ولولا شنشنة نعرفها من أخزم، لقلنا بل ومنذ ذلك التاريخ إلى اليوم"(ص37، 38)!!
وقال (ص 41): "إن المسلم الذي يتعرّف على الله سبحانه وتعالى من معالم شخصية الجبلاوي، هو الذي يستحق الاستتابة، ويجب عليه أن يعيد تثقيف نفسه في علم التوحيد .. وهو مسلم ظن بالله الظنون ولم يقدر الله حق قدره .. والسموات مطويات بيمينه - سبحانه وتعالى عما يشركون"(1).
- ونحن نحيل القارئ إلى ما قاله سكرتير لجنة الجائزة في حفل التسليم باستوكهولم عام 1988 حيث أشار في غضون إطرائه على الرواية إلى ما تضمنته من مفهوم (موت الإله)! (2).
(1)"أولاد حارتنا فيها قولان" لمحمد جلال كشك - الزهراء للإعلام العربي.
(2)
"الطريق إلى نوبل عبر حارة نجيب محفوظ" لمحمد يحيى ومعتز شكري (ص 6) - أمة برس للطباعة والنشر.