الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكانت أجنحتها من المثقفات ثقافة فرنسية، وذلك الولاء الماركسي والصهيوني، ولم يكن للمفهوم الإسلامي لديهن أي أهمية.
ويقول الأستاذ حسين يوسف: إنه لم يكن عجبًا أن يعمل الاتحاد النسائي بزعامة هدى شعراوي للأهداف التي يحرص الاحتلال على الوصول إليها. وأن يردد في عام 1923 نفس المبادئ التي نادى بها مرقص فهمي من قبل، ومن بعده قاسم أمين. ولما كان دعاة تدمير مفاهيم المرأة المسلمة لا ينامون فإنهم يدعون اليوم إلى تجديد ذكرى هدى شعراوي بإقامة تمثال لها.
والهدف هو دعم هذه الأفكار المسمومة التي تستهدف تدمير الأسرة المسلمة وتحطيم البيت المسلم" (1).
*
لطفي السيد وأُكذوبة أستاذ الجيل:
هو أستاذ الجيل المُسْتَعَبد للغرب، المعلن عداوته للثقافة الإسلامية واللغة العربية .. هو أستاذ التغريبيين وسار معه في فلكه زميله ورفيق عمره عبدالعزيز فهمي، وزوج أخته إسماعيل مظهر ثم صديقه الحميم طه حسين ..
ولذا لم يكن غريبًا عليَّ أن أقرأ أن عبد الناصر فكر في إسناد رئاسة جمهورية مصر إليه بعد قيام الثورة!!
ولعل تسليط شيء من: الضوء على حياة لطفي السيد -أستاذ الجيل كما سموه ومحور هذه الدعوى- يعطينا لمحة عن دوافع الفكرة وأهدافها:
كان لطفي السيد من أخلص تلاميذ محمد عبده له وأتيحت له الفرصة أكثر من شيخه إذ عاش بعده ما يزيد على أربعين سنة أي أنه عمر أكثر من تسعين عامًا.
(1)"محاولة لبناء منهج إسلامي متكامل - عالم الإسلام المعاصر" لأنور الجندي (3/ 664 - 666)، وانظر "جيل العمالقة"(ص 140) وما بعدها.
وأهم مناصبه الثقافية توليه لإدارة الجامعة المصرية عند تأسيسها، ثم توليه لوزارة المعارف آخر عمره.
ْأما أعماله السياسية فقد كان أحد زعماء حزب الأمة باعتباره رئيس تحرير "الجريدة" صحيفة الحزب واشتهر بعداوته لفكرة الجامعة الإسلامية ورفعه شعار مصر للمصريين وشعار "سياسة المنافع لا سياسة العواطف"(1).
ولا يستطيع الكاتبون عن حياته أن يخفوا أنه فاوض "كِتْشْنَر" ثم "جراهام" على أن تنفصل مصر عن تركيا وتصبح دولة مستقلة يحكمها الخديوي تحت وصاية بريطانية (2). أما فكره فكان متأثرًا جدًّا بداروين ومل وروسو وأضرابهم من الغربيين (3) وكان مع كل ناعق من دعاة التفرنج والعصرية فقد "حظيت دعوة قاسم أمين لتحرير المرأة من تأييد لطفي السيد بما لم تحظ بها من كاتب أو صحفي آخر"(4).
وعندما أصدرت الحكومة قرارًا بنقل صديقه وشريك دعوته طه حسين من الجامعة -بسبب الضجة التي ثارت حوله- لم يسع لطفي السيد إلا أن يقدم استقالته من منصب وزير المعارف احتجاجًا على ذلك (5).
ومع زعمه أن الفصحى معقدة وقديمة نراه يمضي ربع قرن من حياته في ترجمة كتب أرسطو (6).
وقد ذكر مؤرخ حياته حسين فوزي النجار بعض الحوادث التي تدل -
(1) انظر كتاب "أحمد لطفي السيد" لحسين فوزي النجار (ص 183)، وفيما يتعلق بشعار مصر للمصريين انظر ما كتبه برنارد لويس في "الغرب والشرق الأوسط"(ص 122).
(2)
"أحمد لطفي السيد"(ص 187 - 190).
(3)
"أحمد لطفي السيد"(ص 94 - 177).
(4)
المصدر السابق (ص 214).
(5)
المصدر السابق (ص 278).
(6)
المصدر السابق (ص 89) - الحاشية.
كما يرى- على أنه كان لا يؤمن بالغيبيات والقوى الخفية (1).
وقد عطل لطفي السيد لتأخر مصر وتقدم الغرب بأن مصر تستعمل لغتين لغة للثقافة وأُخرى للتخاطب، والحل الذي رآه وقدم له الاقتراحات الكثيرة هو النزول بالفصحى إلى مستوى العامية حتى يتم مع الزمن توحيد اللغتين في لغة واحدة -هي بالطبع- "العامية"(2).
أما زميله الأول عبد العزيز فهمي فقد كان أكثر جرأة منه حين دعا إلى كتابة العربية بالحروف اللاتينية وهي الدعوة التي ولدت -لحسن الحظ- ميتة! ..
وأما صديقه طه حسين فقد كانت دعوته للعامية صدى واضحًا لكتابات المستشرقين. وكذلك آراؤه في الشعر الجاهلي، ورحم الله الرافعي فقد فضح هذه الدعوى وعرّى كاتبها (3).
لقد كان كل دعاة العامية أناسًا مشبوهين وصلتهم بالدوائر الاستعمارية واضحة وذلك ما يؤكد أنها كانت جزءًا من المخطط اليهودي الصليبي للقضاء على الإسلام، بل إنه من المؤكد أن الدعوة العامية إنما ظهرت أصلاً من أفكار المستعمرين وفي أحضان المبشرين يتضح ذلك من أسماء دعاتها الأوائل أمثال (بوريان وماسبيرو)(4).
وجدير بالذكر أن الذي خلف عبد العزيز فهمي في المجمع اللغوي هو توفيق الحكيم الذي دعا إلى قاعدة "سكّن تسلم"(5)! وليس لمثل هذه
(1) المصدر السابق (ص 92).
(2)
انظر بعض مقترحاته للموضوع في (فقه اللغه) لعلي عبد الواحد وافي (ص 184).
(3)
انظر كتابه "تحت راية القرآن".
(4)
انظر "حصوننا مهددة من داخلها"(ص 251).
(5)
انظر "زعماء وفنانون وأدباء" لكامل الشناوي (ص 181).