الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- وتابع طه حسين مثله الأعلى رينان في الأنتصار لحرية الرأي حتى لم يفرق بين حرية الرأي وبين الشك.
- وأعجب طه حسين بأوجست كونت الذي وصف بأنه صاحب دين جديد وهو صاحب الفلسفة الوضعية وتأثر به تأثرًا كبيرًا طه حسين وهو المذهب الذي عمقه من بعد دوركايم وصولاً بالفكر الغربي إلى المادية المطلقة.
- وكذا تابع وتأثر بديكارت وسانت بيف ومذهبهما في الشك الفلسفي. وكذا ببول فاليري وغيرهم.
*
طه حسين وكازانوفا والقرآن:
- قال طه حسين عن كازانوفا (1): "هذا الرجل الذي دعته الجامعة ليس رجلاً عاديًا وإنما هو أستاذ حقًّا، ولقد أريد أن يعلم الناس أني سمعت هذا الأستاذ يفسر القرآن الكريم تفسيرًا لغويًّا خالصًا فتمنيت لو أتيح لنا لمنهجه أن يتجاوز باب الرواق العباسي ولو خلسة ليستطيع علماء الأزهر الشريف أن يدرسوا على طريقة جديدة نصوص القرآن الكريم من الوجهة الخالصة على
نحو مفيد حقًّا.
- ولكي نعرف وجهة نظر"كازانوفا" في القرآن والإسلام نعرض لما قاله في "محمد وانتهاء العالم"، وفي هذا الكتاب يتعرض بالتشكيك إلى سلامة نصوص القرآن الكريم، ويزعم أن آيتين ذاتي شأن لا أصل لهما ألبتة، بل وضعهما أبو بكر ثم أضيفتا إلى القرآن.
- ثم يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن العقل ونضوج الفكر اللذين دلّ عليهما إذ ظهرت الأيات الأولى الموحاة " ثم يشير إلى ما أسماه "جلالة كلامه
(1)"طه حسين حياته وفكره"(ص 60 - 61).
الذي لا يُقاس بغيره ولم يخطر لبال عربي قبله "، ومعنى هذا أنه ينسب القرآن إلى النبي صلى الله عليه وسلم وينكر الوحي والنبوة.
- يقول عمر فاخوري في كازانوفا في " آراء غريبة في مسائل شرقية":
إن هذه اللهجة من كازانوفا أخطر خطرًا على الإسلام من شتائم المستشرق اليسوعي "لامنس" التافهة، ومحاولة كازانوفا تنصب على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعين خليفة له لأنه لم يفكر أنه سيموت واعتقد أن انتهاء العالم قريب، وأنه سيكون في حياته، ولذلك فهو يعد أن آية {وما محمد إِلا رسول قد خلت من قبله الرسل} وآية {إِنك ميت وِإنهم ميتون} قد أضافهما أبو بكر من بعد.
- يقول كازانوفا: "إني أؤكد أن مذهب محمد الحقيقي إن لم يكن قد زُيف فهو على الأقل ستر بأكثر العنايات وأن الأساليب البسيطة التي سأشرحها فيما بعد هي التي حملت أبا بكر أولاً ثم عثمان من بعده على أن يمدا أيديهما إلى النص المقدس بالتغيير، وهذا التغيير قد حدث بعبارة بلغت حدًا جعل الحصول على القرآن الأصلي يشبه أن يكون مستحيلاً". هذه هي عقيدة كازانوفا في القرآن وفي الإسلام التي أشاد بها طه حسين وأعجب بها.
وقال: إنه لم يفهم القرآن إلا بعد أن سمع دروس كازانوفا التي دعته إلى أن يردد هذه الآراء في محاضراته ثم يدعو كازانوفا نفسه ليلقي هذه الأبحاث على طلاب كلية الآداب.
لقد أشار المنجوري إلى رأي طه حسين في القرآن مما ألقاه على طلابه وسجل ذلك في مقالات بمجلة الحديث الحلبية، وفي جريدة كوكب الشرق وما قرأه الدكتور عبد الحميد سعيد من كراسة أحد الطلاب في مجلس النواب أثناء عرض قضية طه حسين، ولم ينفك طه حسين عن التشكيك في القرآن أبدًا، بل ظل يثير الشبهات حوله بصورة وأخرى وخاصة في بحثه عن ضمير الغائب الذي ألقاه في مؤتمر المستشرقين في عام 1928" اهـ.