الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رابعًا: الضغوط على أهل الذمة:
ادعى المؤلف أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب عهدًا لنصارى الشام، وذكر نصه منقولاً عن سراج الملوك للطرطوشي، واعترف بأن فيه ضغطًا على النصارى، ثم اعتذر لعمر بأن نصارى الشام كانوا يميلون إلى قيصر الروم، وكانوا من بطانته يتجسسون له، فلذلك احتيج إلى الشدة بهم والتضييق عليهم.
- يقول الشيخ النعماني: كل من له أدنى مسكة في التاريخ يعرف أن الطرطوشي ليس من رجال التاريخ، وكتابه كتاب أدب وسياسة، وهو من رجال القرن السادس، وإنما المعول على المصادر القديمة الموثوق بها، كتاريخ الطبري والبلاذري، واليعقوبي وابن الأثير وغيرها، وهذا ما كان يخفى على المؤلف ولكن لأجل هوى في نفسه أعرض عن كل هذا، وتشبث برواية واهية تخالف الروايات الصحيحة المذكورة بإسنادها ورجالها، وقدم الشيخ النعماني رواية القاضي (أبو يوسف) في كتابه "الخراج"، وهي تكشف عن اعتراف أهل الذمة بوفاء المسلمين لهم وحسن السيرة فيهم.
*
خاتمة:
وقد أشار السيد رشيد رضا رحمه الله في دراسة له عن جرجي زيدان "صاحب الهلال" بعد وفاته كشف فيها وجه هذا الشعوبي، فقال: أنه أظهر بعد الانقلاب العثماني (1909) نزعة جديدة، هي إحياء لمذهب الشعوبية، ذلك أنه زار الأستانة ولقى فيها بعض زعماء الاتحاد والترقي ثم عاد متشبعًا بالنهضة التركية الزائفة مستنكرًا عدم مجاراة العرب لإخوانهم الترك في الانضمام على خطة الاتحاديين والترقي إلى تتريك العناصر وادغام العرب في الترك.