الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- فطه حسين هنا يقول ببشرية القرآن، وهذا القول كفر أكبر مخرج من الملة بعد قيام الحجة على قائله من قِبَل علماء الأمة.
*
موقف طه حسين من الدين الإِسلامي والحكومة الإِسلامية:
إن مقال طه حسين "بين العلم والدين" الذي نشره في مجلة الحديث عام 1927 هو بمثابة تقرير كتبه الدكتور إلى أساتذته عتاة التغريب ليكشف لهم عن الخطر الذي يواجهه تحت مادة دين الدولة الرسمي الإسلام، وفيه يكشف مفهومه للإسلام بأنه لا يزيد عن أن يكون صلاة وصيامًا واحتفالاً بالمولد النبوي والأعياد الرسمية وإطلاق المدافع في رمضان وقيام المحمل إلخ ..
أما بالنسبة للنظم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، فإنه يدعو مصر إلى اعتناق النظرية الغربية يرى أنه لا سبيل غير ذلك.
- يقول طه حسين في عدائه للحكومة الإسلامية والتشريع الإسلامي:
"لقد اعتزمنا أمام أوروبا أن نذهب مذهبها في الحكم ونسير سيرتها في الإدارة ونسلك طريقها في التشريع، والتزمنا هذا كله أمام أوربا، وهل كان إمضاء معاهدة الاستقلال ومعاهدة إلغاء الامتيازات إلا التزامًا صريحًا قاطعًا أمام العالم المتحضر بأننا سنسير سيرة الأوربيِين في الحكم والإدارة والتشريع فلو هممنا الآن أن نعود أدراجنا وأن نحيي النظم العتيقة لما وجدنا إلى ذلك سبيلاً".
- ويقول في كتاب "الفتنة الكبرى": "لقد كانت الخلافة الإسلامية تجربة جريئة توشك أن تكون مغامرة ولكنها لم تنته إلى غايتها ولم يكن من الممكن أن تنتهي إلى غايتها؛ لأنها أُجريت في غير العصر الذي كان يمكن أن تُجرى فيه سبق بها هذا العصر".
ويقول في "الفتنة الكبرى": "ليس من شك أن عليًّا قد أخفق في بسط
خلافته على أقطار الأرض الإسلامية، ثم هو لم يخفق وحده، وإنما أخفق معه نظام الخلافة كله وظهر أن الدولة الجديدة التي كان يُرجى أن تكون نموذجًا للون جديد من ألوان الحكم والسياسة والنظام لم تستطع آخر الأمر إلا أن تسلك طريق الدول من قبلها، فيقوم الحكم فيها على مثل ما كان يقوم من قبل من الأثرة والاستعلاء ونظام الطبقات التي تستذل فيه الكثرة الضخمة، لا من شعب واحد بل من شعوب كثيرة لقلة قليلة من الناس" (1).
وهذا الكلام تَجَنٍ من طه حسين على الخلافة التي لم تخفق، وإنما ظلت طيلة ثلاثة عشر قرنًا حتى الحرب العالمية الأولى مصدر عزة المسلمين وقوتهم.
- ومفهوم طه حسين للدين هو أنه ظاهرة اجتماعية وأنه خرج من الأرض كما خرجت الجماعة نفسها، وأشد من ذلك خطرًا قوله:"بأن الإسلام لم يغير حياة العرب، وأنه بقي على هامش حياة المسلمين، وأنه لم يستطع أن يفرض حياة المسلمين بين أصحاب الحضارات الأخرى".
- أما رأيه في الشريعة فهو رأي متعصبي المستشرقين أمثال جولدزيهر، وشاخت وغيرهم فهو يقول:"ولكننا لا نشك في أن الفقه الإسلامي قد تأثر بالفقه الروماني قليلاً أو كثيرًا سواء علم بذلك الفقهاء أم لم يعلموا" وهذا الكلام لطه حسين مغالطة واضحة.
- ويقول عن الشيخ الظواهري في "السياسة"(28/ 6/1932):
"ما دامت هذه الأيام السود قد جعلت رأي الشيخ الظواهري فوق الدين والعلم، وفوق الحرية والدستور والقانون فمن الحق على هذا (البابا) أن لا يحكم في رعاياه البائسين حكم قراقوش، وأن لا يقضي في أمر حتى يفهم
(1)"الفتنة الكبرى" لطه حسين (2/ 155).
ويتبصر. وأنا أعلم أن عمامة الشيخ تضيق بفهم هذه الكتب العلمية الخالصة التي يطبعها في مصر جماعة من المصريين والأجانب الشرقيين والغربيين".
وواضح أن هدف طه حسين هو فتح الطريق أمام الأجانب الغربيين وحدهم في نشر ما يشاءون من آراء سواء أكانت معارضة للإسلام أو مهاجمة له. وأيضًا في اتهامه لقراقوش بالاستبداد تزييف واضح للتاريخ.
الخطوة الثانية:
- وكانت مقالات طه حسين عن ما أسماه الخطوة الثانية: هي أخطر محاولاته لهدم الأزهر.
فقد أُعلن إلغاء المحاكم الشرعية فإذا الدكتور طه حسين يتقدم بطلب إلغاء الأزهر تحت اسم الخطوة الثانية في مقال بجريدة الجمهورية 21/ 10/1955 دعا فيها إلى توحيد التعليم على الأساس المدني، ثم أردفه بمقال آخر في 2/ 11/1955، ثم بمقال في 16/ 11/1955 ثم مقال رابع بتاريخ 27/ 11/1955. وقد ردّ عليه الكثير من العلماء والدعاة مثل الشيخ محب الدين الخطيب، والدكتور محمد أبو شهبة.
- قال الدكتور محمد محمد أبو شهبة في مجلة الأزهر عن طه حسين:
"أيريد أن نتخلى عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الموحى إليه بهما
من ربهما ونشتغل بفلسفة اليونان وسقطاتهم وثقافة الفرنسيين الذين يحبهم
ويحبونه حتى ننفي عن أنفسنا أننا محافظون، أم يريد أن تقطع صلتنا بالسلف
الصالح من هذه الأمة الإسلامية وما خلّفوا لنا من كنوز وذخائر ونصل حبالنا
بأبناء السين والتايمز حتى يرضى عنا ويضعنا في قائمة المجددين، ألا فليعلم
الدكتور ومن على شاكلته أنه لن يكون شيء من ذلك، ودون ما يريد خرط
القتاد وصعود السماء {فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن
كيده ما يغيظ}.
- وكتب السيد محب الدين الخطيب رئيس تحرير مجلة الأزهر في مقدمة العدد الخاص (ديسمبر عام 1955):
ْ"إن الضجة التي أثارها مؤلف "مستقبل الثقافة في مصر" لم يثرها ليقضي على مناهج الأزهر من ناحية العلوم. بل هو يريد من مصر ومن الأزهر ومن كل من ينتسب إلى العلم من الناطقين بالضاد أن يؤمنوا بثقافة الغرب ما آمن هو بها ..
وبعد: فإن مصر لو فقدت عقلها وسارت وراء مؤلف "مستقبل الثقافة في مصر" لخسرت جميع أبنائها المثقفين كما خسرت ويا للأسف المسيو كلود طه حسين ناظم ديوان أجراس الكنائس الذي يتغنى فيه لابنته بموسيقى الكنائس، وأظن أن مؤلف كتاب "مستقبل الثقافة" يتمنى لجميع أبناء مصر أن يكون كل واحد منهم (كلود طه حسين).
- أما القائمون بالولاية على مصر فإن أبناء مصر أكرم عليهم من ذلك وأعز، وهم يعلمون أن حياة مصر بالإسلام وقوتها بالتعاون مع العرب. إن هذه البذور التي زُرِعت في تربتنا الجامعية منذ نحو ثلاثين سنة بمشهد من صاحب "الخطوة الثانية" كما يشهد له بذلك كتابه "في الشعر الجاهلي"، وأعمدة الصحف ومحاضر مجالس النواب وبعض قرارات النيابة إلى أن أنبتت تلك البذور رجالاً صار منهم الآن مدرسون وأساتذة كالذي "كان يمزح مع طلابه على حساب إيمانهم فيقول لهم: إنه سيعطي درجات إضافية في الامتحان للذين يفطرون في رمضان"، وكالذي يعتبر الآن حجة للفسلفة الوجودية في مصر، ويقول في رسالة له صدرت في القاهرة عام 1953:
"إما أن تقول بالأخلاق فتفقد ذاتك، وإما أن تقول باللا أخلاق فتخاطر بوجودك. وإننا معاشر الوجوديين لا نريد أن ننساق وراء أحلام البراءة والبكارة والطهارة" .. هذا هو خطر الوجودية .. إن صاحب "الخطوة الثانية"