الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مصر الحقيقية في جوهرها هي عصارة التوحيد والدين الحق، ولم يكن لمصر شخصية أساسية مطلقًا قبل الإسلام، فقد نبذت مصر الدين واللغة التي امتدت خلال الحضارة الرومانية قبل الإسلام ألف سنة (1).
*
فهمي عبد اللطيف:
- يقول الأستاذ أنور الجندي في كتابه "الصحافة والأقلام المسمومة"(ص 230): "هناك محاولة للقول بأن "روح مصر" أكبر من "روح الإسلام"، وأن مصر أرض وعبقرية أولاً ثم يجيء الدين والقيم، هذا ما يذهب إليه الكثيرون منهم فهمي عبد اللطيف إنهم يقولون أن عطاء النيل هو الذي كون روح الشعب المصري، وهل يمكن أن تتكون روح الأمم من المادة، الحقيقة أن الأديان والقيم هي التي تشكل روح الأمم، أما هذه الأهرام الشامخة التي يعتزون بها فإنها تمثل مفهوم دين الفراعنة الوثني، ذلك الكلام الخادع، قهر الفناء الذي يحطم حياة الحي وسبعة آلاف سنة، الحقيقة أن مصر عرفت التوحيد باكرًا وعرفت رسالة السماء في إدريس وإبراهيم وفي يوسف وأنها هي مصدر تلك الأصالة وليس النيل أو الأهرام كما يدعون".
*
محمد رفعت - شفيق غربال، ومحمد صبري والدعوة إِلى القومية المصرية:
"كانت الصحافة العربية حاضنة الدعوة الإقليمية، ثم الدعوة القومية المفرغة من القيم الإسلامية، وكانت الدعوة الوطنية، وكانت الدعوة إلى إحياء الفرعونية والفينيقية، وحملت الصحافة لواء الدعوة إلى كتابة التاريخ من وجهة نظر مصرية محضة.
(1) المصدر السابق (ص 224 - 225).
محمد رفعت، شفيق غربال، محمد صبري وكان هدفها هو إعلاء شأن مصر على الدولة العثمانية والعرب، ومحاولة القول بأن مصر ليست عربية وأن الإسلام لم يؤثر فيها، ثم اعتمدت القومية المصرية الضيقة مدخلاً وهدفًا بما يتعارض مع الوحدة العربية من ناحية ومن الوحدة الإسلامية من ناحية أخرى، ومصر في الحقيقة لها طابع عربي وطابع إسلامي، وما يقال أن علاقتها بالعرب والإسلام كانت علاقة غزو أجنبي هو محض كذب، وكذلك القول بأنها ظلت محتفظة بمقوماتها قادرة على أن تجتاز منة الاحتلال، كل هذا الكلام لا يقوم على أساس ما لم يكن معلومًا أن الإسلام هو مصدر كل قوة وقدرة على المقاومة.
وكانت الصحافة العربية ضالة ومضلة في اعتمادها على دعاوي الجنس والعنصر والإقليمية مدخلاً إلى الفكر بعد أن جعل الإسلام وحدة العقيدة والثقافة أساسًا، فالثبات أمام الغزاة مصدره العقيدة، هذه التي حكمت بامتصاص الدخيل أو إجلائه عن الأرض، هذه العراقة المصرية كلها مصدرها الإسلام وليس أي شيء آخر، ولا ريب أن العقيدة الإسلامية هي المناعة الوحيدة دون الانصهار في الفكر البشري الوافد، ولا ريب أن الصحافة العربية كانت مسرفة في الانحراف في احتضانها لمفاهيم الأقليات والقوميات وما تتأثر منها من دعوات متعددة ومتضاربة (1).
وفي الوقت الذي كان طه حسين يدعو فيه إلى المتوسطية، كان العقاد يدعو إلى سياسة مصرية (لا عربية)(المصور 9/ 12/1949)، ينبغي أن تكون سياسة مصر مصرية على الدوام، مصرية قبل كل شيء، مصرية في علاقتنا بالأمم العربية، ومصرية في علاقتنا بالأمم الأوربية، وقد ووجهت
(1)"الصحافة والأقلام المسمومة"(ص 219).