الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن خطأ الاستنتاج واضطراب الكلام واختلاطه: الفصل الذي كتبه المؤلف عن السيرة النبوية، فقد جعل سيرة ابن اسحاق وابن هشام واحدة، وابن هشام لم يكن راويًا، والحقيقة أن سيرة ابن اسحاق سيرة كبيرة مستقلة عن سيرة ابن هشام، وهي التي يطعن في شعرها ولم يتفق على صحتها وأن ابن هشام لم يكن هو الراوي لهذه السيرة بل لخص سيرته النبوية عن سيرة ابن اسحاق وغيرها من كتب المغازي.
*
ثانيًا: دعاوى المؤلف:
- ومن دعاوى المؤلف بغير دليل دعواه أن ابن قتيبة أول من تجرأ على النقد الأدبي فألف في أكثر فنون الأدب المعروفة.
فإن أراد المؤلف أنه أول من كتب في نقد الشعر، فليس بصحيح إذ سبقه إلى ذلك كثير منهم محمد بن سلام الجمحى، في كتابه "طبقات الشعراء" وقبله ألف أبو عبيدة كتاب "نقائض جرير والفرزدق".
- ومن دعاوى المؤلف قوله أن الشعر في العصر الأول من بني العباس قد بطل استعماله في العصبية، كما بطل استناد الخلفاء للشعراء بسبب انتصارهم لفريق على فريق.
والحقيقة أن الشعر بقى يستعمل في العصبية طوال العصر العباسي الأول وبعض العصر الثاني، بل لقد فتح الخلفاء العباسيون في العصبية بابًا شرًا من عصبية القبائل وهو تفضيل العباسيين على الطالبيين.
- ومن دعاوى المؤلف قوله: ولم يكن للشاعر العربي بد من الرحلة إلى بلاد العرب لاقتباس أساليبهم، فليقل لنا المؤلف ما هي رحلات أبي نواس ومسلم والحسين بن الضحاك، ومطيع بن إياس وحماد عجرد وأبان اللاحقي إلى بادية العرب، إن الرحلة إلى بلاد العرب كانت خاصة بالعلماء
ورواة الأدب واللغة أمثِّال الخليل والأصمعي وأبي عبيدة والكسائي.
ومن دعاوى المؤلف: أن ابن المقفع كان يعرف اليونانية جيدًا، ولم نر في كتب الأدب والتاريخ من ذكر هذا.
ومن دعاوى المؤلف في الكلام على طريقة أبي الحسن الأشعري في علم الكلام: أن الناس عولوا على رأيه لما فيه من التسوية بين الآراء، فكيف يعقل أن مذهبًا يسوي بين آراء كل الطوائف، وفيهم من يناقض مذهبه مذهب الآخر، وغاية الأمر أنه اعتدل بين مذهبي المعتزلة والسلفية من أهل السنة.
ومن دعاوى المؤلف: عن المتوكل الخليفة العباسي أنه أهلك جماعة من العلماء، وحط مراتبهم وعادى العلم وأهله.
فمن أين للمؤلف هذا الكلام وكل هذه الغارة على المتوكل من جراء أنه رفع الفتنة بخلق القرآن، ونهى الناس عن الجدل فيها بعد أن أنهكت دينهم وأخلاقهم وأنه أمر أهل الذمة بلبس شارات تميز زيهم وأنه صادر بختيشوع الطبيب وبعض الكتاب لخيانة ظهرت له منهم.
ومن دعاوى المؤلف: أن الإنشاء في العصر الثالث العباسي قد صار له طريقة خاصة سماها (كلاسيك) أخذ من اصطلاح الافرنج، ثم أخذ يسرد شروطًا للإنشاء المدرسي، والمتتبع لها يجد أن أكثرها لا يختص بعصر دون عصر، وأن أغلبها أمور طبيعية وعادية في كل زمان.
ومن دعاوى المؤلف: زعمه أن العرب نقلت محاضراتها عن اليونان، وما نقله المؤلف من تعريف المحاضرات إنما يؤكد أنها فن عربي بحت كان يطلق قديمًا على عدة علوم من أنواع التاريخ والأخبار والنوادر والشعر ومنه كامل المبرد وأمالي القالي وكثير من كتب الجاحظ والدينوري.
ومن دعاوى المؤلف أن كتب (السيرافي) لم يصلنا منها شيء وعد