الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ودَعيهم في كل واد يهيمون
…
ن سكارى ونكَّسى الأعلاما
خدِّريهم باللحن يا كوكب الشر
…
ق وصوغي من لحنك استلاما
أيها السادة الكبار سلاما
…
قد قتلتم في كل نفس سلاما (1)
- اعجب يا أخي: بعد هزيمة حزيران بأيام سُئِلت أم كلثوم عن أهم صفة في عبد الناصر؟ فقالت: إنسانيته (2).
- هل غاب وعيك يا كوكب الشرق أم خدِّرت قومك.
-
العندليب عبد الحليم حافظ الذي صفق طويلاً للدجاجلة وضيع شباب الأمة:
في أول يونيه 1967 نُشر في العمود الثالث من الصفحة الأخيرة بجريدة الأهرام أي: قبل الحرب بأربعة أيام خبرٌ نصه:
"وضع مجدي العمروسي مدير صوت الفن جميع الإمكانيات تحت تصرف إدارة التوجيه المعنوي في القوات المسلحة، كما بدأ في طبع 40 ألف صورة كارت بوستال عليها صورة عبد الوهاب، و40 ألفًا عليها صورة عبد الحليم حافظ، و40 ألفًا عليها صورة نجاة الصغيرة، و40 ألفًا عليها صورة شادية على كل منها إهداء من صاحبتها .. سترسل من الغد إلى جنودنا الرابضين في الجبهة"(3).
- وفي كتابها "جندي من إسرائيل" تقول ابنة موشي ديان عن أيام ما
(1) قصيدة خدريهم "يا كوكب الشرق" من ديوان "في رحاب الأقصى".
(2)
"تذكير الحكام بأيام الله" للدكتور جابر الحاج (ص 62) - دار الاعتصام.
(3)
"وبالحق صدعنا في وجه الطغيان" للشيخ محمود عبد الوهاب فايد (ص 95) دار الاعتصام.
قبل المعركة مباشرة "كانت إذاعات العدو (1) تقول: قاتل وأم كلثوم معك في المعركة .. قاتل وعبد الحليم معك في المعركة".
نعم .. إنه عبد الحليم حافظ المسئول أمام الله عن ميوعة الشباب وتخنثهم وضياعهم في تيه الأغاني والحب وكل ما هو محرم .. يكفي فيلم واحد من أفلامه "أبي فوق الشجرة" فما ظنك بتدمير شباب أمة بالكامل.
- أليس هو الذي غنى "قدر أحمق الخطا .. سحقت هامتي خطاه"، أما علم الناس أغيته الداعية إلى الاشتراكية الساخرة من الرجعيين
ونطبل لك كده هو
…
ونزمر لك كده هو
ونقول لك يا عدو الاشتراكية
…
يا خاين المسئولية
أليس هو القائل "انتصرنا" في وقت الهزيمة.
- نذكر الناس بأغنيته التي حوّلت الشعب إلى قطيع يأتمر بأمر الطاغية "جماهير الشعب تدق الكعب .. تقول كلنا صاحيين"، لقد كان عبد الحليم صوتًا للشمولية في قسوتها، وبشاعتها ضد شعبها وأمتها، وكان لسانًا للقمع الذي أخضع الشعب لسطوته وقهره، كان رمزًا لزمن الهزائم والعار، وعدّه العدو جنرالاً يحارب به النظام معاركه الخاسرة دائمًا.
لماذا عبد الحليم وشقشقاته وطقطقاته التي ترضي الزعيم الفلتة المفلوتة من دورة الزمان؟!
في ذكرى وفاة المطرب عبد الحليم حافظ العشرين -بل وفي كل سنة- فرضت أجهزة الدولة الإعلامية زفة عن عبد الحليم في أكثر من عشر محطات إذاعية وأكثر من عشر قنوات تلفزيونية، فضلاً عن جرائد السلطة ومجلاتها طوال أسبوعيين تقريبًا، وفي كل أوقات البث والإرسال موضوع عبد الحليم
(1) أي: المصريين.
حافظ في مجال الأغنية، ومجال السينما، ومجال الموسيقى، ومجال الأسرة ومجال الصحة، ومجال الزواج السري
…
إلخ.
ووضعت عبد الحليم في صورة البطل القومي الذي لا تتم الوطنية والقومية والثورية إلا بمعرفة تاريخه منذ التقت به إحدى المذيعات في الطريق وقدمته للجمهور حتى رحيله في إحدى المدن الأوربية ذات يوم من شهر مارس .. مات وأنبوبة العلاج قد وصلت إلى حنجرته .. أي والله حنجرته حيث الأحبال الصوتية مكان الغناء ولا يظلم ربك أحدًا .. والجزاء من جنس العمل، تُعلق صوره على صدور الشباب من الجنسين وفي الشوارع وعلى الأرصفة ويُصوّر في صورة البطل الذي تفتقده الأمة ليخلصها من متاعبها وهؤائمها، وفي الوقت نفسه تحل ذكرى شيخ الأزهر جاد الحق والشيخ الغزالي فما سُمِع صوت ولا حديث ولا تعليق من أجهزة الدعاية الحكومية.
- إن عبد الحليم حافظ وزمانه في خانة غير مرغوبة بالمعايير الصحيحة للشعوب الحية التي تحترم دينها وتبحث عن الحرية والأمل الحقيقي (1).
إيه يا زمن عبد الحليم حافظ .. زمن تنطق فيه الرويبضة .. السفيه يتكلم في أمر العامة يصدق فيه الكاذب ويكذب فيه الصادق.
وطاولت الأرضُ السماءَ سفاهةً
…
وقال الدجى للصبح أنت مُؤَسَّسِي
فقالوا لظَلْمات الليالي "تنفّسي"
…
وقالوا لشمس الصبح "مالك عسعسي"
وشاهدت غوريللا تُباهي بحسنها
…
قطيع ظباء مائسات وكُنَّس (2)
وشاهدت من يشري العزيز بدرهم
…
ومن باع ماء الوجه فيها وبأبخس
(1) انظر: دفاعًا عن الإسلام والحرية .. قراءة في الأحداث والرموز لحلمي القاعود (ص 148 - 150) - دار الاعتصام.
(2)
مائسات وكنس، أي: متمايلات وسائرات في كناسها أي: منامها بين الشجر.