الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كريستوفر سكيف وإيرفينج وفيرنس مضافًا إليهم دافيس الأعرج وبيفن .. رجال معروفون بأحقادهم الصليبية وبأعمالهم في المخابرات البريطانية (1).
*
أما سلامة موسى فهو صانعه ومعلمه ووالده الروحي:
وقد طبق أفكاره وتصوراته في القضايا الفكرية والأدبية التي عالجها وناقشها ويشير لويس عوض إلى دور سلامة موسى الخطير في حياته فيقول: "وضع سلامة موسى أمام أبناء جيلنا أكثر القضايا العلمية والفلسفية الاجتماعية والاقتصادية التي كانت ولا تزال مصدر البحث الإنساني في كل بلاد التحضر، وربطنا بتيارات الفكر العالمي الحي فجعلنا نحس بأننا أحياء (2).
ويشيد بسلامة موسى وبلاغته المزعومة، وحملته على البلاغة العربية (! ) ثم يكمل كلامه قائلا:"فقولوا هذا الذى رحل كان رائدًا شامخًا، وكان محطم أوثان، ولن تخطئوا في شيء، فهذا ما سيقوله التاريخ"(3).
"وعلى المستوى الشخصي يكشف لويس عن طبيعة تأثير سلامة موسى المباشر عليه، فيقول: "وقاد سلامة موسى خطاي نحو الاشتراكية" (4)، ويقول: "وعلى الجملة فقد نمت فيّ عقلية المفكر الاجتماعي التي كان سلامة موسى يغذيها في نفسي بمؤلفاته وبالمجلة الجديدة" (5).
ويصفه لويس عوض بأنه كان صريحًا في اشتراكيته، صريحًا في
(1)"أباطيل وأسمار" لمحمود محمد شاكر (ص 449) - مطبعة المدني،
(2)
"مقالات في النقد والأدب" للويس عوض (ص 109) - مكتبة الأنجلو المصرية.
(3)
المصدر السابق (ص 110).
(4)
"أوراق العمر"(ص 462).
(5)
المصدر السابق (ص 447)، والمجلة الجديدة كان يصدرها سلامة موسى، ويبشر من خلالها بالفكر الاشتراكي والدعوة إلى الإباحية، واللحاق بأوربا، وتطليق الشرق ومواريثه (أي الإسلام).
زندقته، ويرى أنه كان مسيحيًّا بالميلاد فقط، وكان يضع جميع أديان التوحيد في سلة واحدة، وكان ينظر إلى الأيان التوحيدية والوثنية نظره إلى ظواهر أنثروبولوجية، أي مجرد فولكلور راق، وكان من دراويش مصر القديمة، دائم الدعوة للاهتمام بدراسة حضارة مصر الفرعونية، و"كان عنده شموخ القبطي المتمسك بأصلابه الفرعونية حضارة وأمجادًا"(1).
ويبدو أن لويس قد استقى التناقض في تفكيره أساسًا من التناقض الذي يمثله سلامة موسى (الاشتراكي، الزنديق، المثقف المسيحي، اللاديني، الفرعوني، القبطي) ويبدو أنه ورث عنه تلك الكراهية العميقة للإسلام وكل ما يتعلق به، مع التعبير عن هذه الكراهية بمصطلحات مراوغة مثل الرجعية والسلفية والمحافظة والخلفية التاريخية والشرق والجمود والتخلف والغوغاء والسوقة .. إلخ وهي مصطلحات تتردد بكثرة في كتاباتهما.
انظر إلى لويس عوض هذا الإباحي القذر ينشر بعض شعره في مجلة "حوار" اللبنانية جاء فيها على لسان السيدة مريم البتول أم المسيح عليه السلام:
رميتُ عليه طلَّسْمي لأُنقذَه من البدَد
نصبت له فخاخ الحب في الأبعاد والرمد
فذاق العقل طعم الحب من ثغري ومن جسدي
وأخصبني بآلته فذقت حلاوة الوتد!!
وقد علّق عليها عباس خضر ووصفها بالقمامة القذرة (2).
(1)"أوراق العمر"(ص 464).
(2)
" الرسالة"، العدد 1093 - 20 شعبان 1384 هـ - 24 في ديسمبر 1964 (ص 42)، و"لويس عوض" لحلمي القاعود (ص 91 - 92)، و"المكالمات (اللاهوت) شعر لويس عوض (ص 36) نقلاً عن لويس عوض لحلمي القاعود (ص 169).