الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على كل حال، لقد كشفوا أنفسهم وخلعوا الثوب الخادع الذي كانوا يتسربلون به حتى يظن الناس أنهم من المصلحين ومن الناصحين المخلصين لهذه الأمة وبان تمامًا وبما لا يدع مجالاً للشك أنهم ظالمون لأنفسهم غاشون لأمتهم وأنهم يسيرون ضد تيار التاريخ واليقظة والصحوة، وتلك نهايتهم مهما أفسحت لهم الصحف صفحاتها ومهما كان لأسمائهم شهرة ولمعان خادع لم يعد يخدع أحدًا" (1) اهـ.
*
الدكتور طه حسين عَرّاب رائد حركة التغريب ومحو الهوية الإسلامية:
- إنه طه حسين القائل.
- "لأمر ما اقتنع الناس أن النبي يجب أن يكون من صفوة بني هاشم، ولأمرٍ ما شعروا بالحاجة إلى إثبات أن القرآن كتاب عربي مطابق في ألفاظه للغة العرب".
- "أظهر تناقض كبير بين نصوص الكتب الدينية وبين ما وصل إليه العلم من النظريات والقوانين فالدين حيث يثبت وجود الله ونبوة الأنبياء يثبت أمرين لم يستطع العلم أن يثبتهما، العالم الحقيقي ينظر إلى الدين كما ينظر إلى اللغة وكما ينظر إلى اللباس من حيث إن هذه الأشياء كلها ظواهر اجتماعية يحدثها وجود الجماعة، وتتبع الجماعة في تطورها وتتأثر بما تتأثر به الجماعة. إن الدين في ناحية والعلم في ناحية، وليس إلى التقائهما من سبيل ومن زعم غير هذا فهو خادع أو مخدوع.
- "إن الفرعونية متأصلة في نفوس المصريين وستبقى كذلك، بل يجب أن تبقى وتقوى، والمصري فرعوني قبل أن يكون عربيًّا، ولا يطلب من مصر أن تتخلى عن فرعونيتها وإلاّ كان معنى ذلك: اهدمي يا مصر أبا الهول
(1)"جيل العمالقة"(ص 188 - 201).
والأهرام، وانسى نفسك واتبعينا، لا تطلبوا من مصر أكثر مما تستطيع أن تعطي، مصر لن تدخل في وحدة عربية سواء كانت العاصمة القاهرة أم دمشق أم بغداد، وأؤكد قول أحد الطلبة القائل: لو وقف الدين الإسلامي حاجزًا بيننا وبين فرعونيتنا لنبذناه.
- "خضع المصريون لضروب من البغي والعدوان جاءتهم من الفرس والرومان والعرب أيضًا".
- "ما لي أدرس الأدب لأقصر حياتي على مدح أهل السنة وذم المعتزلة. من الذي يكلفني أن أدرس الأدب لأكون مبشرًا للإسلام أو هادمًا للإلحاد".
- "إن الإنسان يستطيع أن يكون مؤمنًا وكافرًا في وقت واحد، مؤمنًا بضميره وكافرًا بعقله، فإن الضمير يسكن إلى الشيء ويطمئن إليه فيؤمن به، أما العقل فينقد ويبدل ويفكر أو يعيد النظر من جديد فيهدم ويبني، ويبني ويهدم"(1).
- ويقول في كتابه: "مستقبل الثقافة في مصر" عام 1938 "إن سبيل النهضة واضحة بينة مستقيمة ليس فيها عوج ولا التواء وهي أن نسير سيرة الأوربيين ونسلك طريقهم لنكون لهم أندادًا ولنكون لهم شركاء في الحضارة خيرها وشرها، وحلوها ومرها، وما يُحب منها وما يكره، وما يُحمد منها وما يُعاب، ومن زعم لنا غير ذلك فهو خادع أو مخدوع".
عاملك الله بما تستحق يا طه من داعٍ إلى العلمانية في وقت باكر، وداع إلى القضاء على الشريعة الإسلامية بالقانون الوضعي، ومن داع إلى القضاء
(1)"طه حسين .. حياته وفكره في ميزان الإسلام" لأنور الجندي (ص 14 - 15) دار الاعتصام.
على الوحدة الإسلامية بالدعوة إلى الإقليمية والقومية الغربية.
- طه حسين في أعماله الكبرى كلها خاضع للاستشراق متأثر به تابع له مُعْلٍ من قدره متحدث عن فضله على الأدب العربي والفكر الإسلامي.
- في كتابه " الشعر الجاهلي" سرق نظريته من اليهودي مرجليوث من بحثه الذي نُشر في المجلة الآسيوية عام 1924 م وصدر بعدها الشعر الجاهلي عام 1926، ومن كتاب "مقالة في الإسلام" لجرجيس صال (المبشر الإنجليزي عربه عن الإنجليزية هاشم العربي وطبع عام 1891 بمصر.
أما رأيه عن المتنبي فقد أخذه من بلاشير.
ومذهبه في النقد أخذ نظريته من تين، وبوردنير.
وبحثه عن ابن خلدون أخذه عن دور كايم.
واتجاهه في حديث الأربعاء أخذه عن سانت بيف.
وعمله في هامش السيرة أخذه من كتاب على هامش الكتب القديمة.
- طه حسين الذي ترجم وأذاع شعر بودلير العنيف في إباحيته، المسف في أسلوبه، وترجم وأذاع القصة الفرنسية المكشوفة، وقد حفلت كتاباته في جريدة السياسة 1922/ 1923 ومن بعدها في مجلة الجديد وغيرها بهذه الترجمات التي كانت مثار تعليق المازني كما سيأتي.
- تأثر طه حسين في كتاباته الأدبية والتاريخية والإسلامية بـ:
فولتير صاحب الفكر الحر وعدو الديانات.
- وفي ميدان الأدب والنقد الأدبي يتابع "تين" في نظريته المادية التي لا ترى في الإنسان إلا الجسم" والمادة فقط وأن الإنسان قبل كل شيء حيوان متوحش .. وبهذا الفكر فتح طه حسين أبواب الإثم وسموم الفكر وإباحيات المذاهب أمام الشباب.