الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
تغريد عنبر ثمرة من شجرة الحنظل -مدرسة أمين الخولي - ورسالتها "أصوات المد في تجويد القرآن
"
في عام 1965 جدّد الشيخ أمين الخولي حملته على القرآن الكريم، إذ ظاهر الطالبة تغريد عنبر في رسالتها "أصوات المد في تجويد القرآن" التي تقدمت بها إلى كلية آداب جامعة الأسكندرية، وكان الخولي أحد أعضاء لجنة المناقشة مع إبراهيم أنيس وحسن عون، ووضع الخولي خطة يتفادى بها ما وقع لتلميذه خلف الله التي ردّت لجنة المناقشة رسالته إليه، فتظاهر بأنه على غير رأي الطالبة في بعض ما ذهبت إليه؛ لأنه مدرك أن زميليه لن يوافقا على الرسالة، واستنكر إبراهيم أنيس بهتان الرسالة وطعنها في القرآن الكريم، وافتراءها عليه، وأيده الخولي ليقطع عليه وعلى زميله الآخر طريقهما، وقد نجح، نجحت خطة الخولي وخدع زميليه ومُنحت الطالبة الماجستير بتقدير جيد جدًا، ولكن من حضروا المناقشة ثاروا واستنكروا، ورفعوا الأمر إلى مدير الجامعة الدكتور حسن بغدادي وطلبوا وقف الماجستير، واستفظعوا قرار اللجنة؛ لأن الرسالة كانت في جملتها طعنًا لئيمًا في كتاب الله، ولتأييد أعضاء اللجنة في آرائها، وتوقف منح الطالبة الدرجة الجامعية، وذكر الدكتور محمد محمد حسين أن عمل الطالبة في رسالتها لا سند له من الحق، وهو مناهض للمنهج العلمي السليم، وزعمت اللجنة أنها قامت بتهذيب الرسالة وتعديلها، ثم فوّضت إلى الخولي مراجعة الرسالة بعد التعديل والتهذيب، وأعلن الخولي أن الرسالة صالحة للنشر بعد استجابته للتعديل، وظن الشيخ الخولي أن خطته قد نجحت، وأن الرسالة ستظفر بما قُدَر لها من درجة، وأن معولاً جديدًا لهدم القرآن يكون في متناول أعدائه، ولما قرئت الرسالة إذا هي كما كانت مليئة بتجريح القرآن وطعنه، وما كان من تعديل اللجنة إلا الخداع والتضليل.
- وأحيا الشيخ الخولي من جديد ما فعل في رسالة خلف الله الذي أشرف على رسالته للدكتوراه منذ بضع عشرة سنة، هذا ما رواه الأستاذ محمد مصطفى رمضان، ثم قال: إن الخولي طامع، طامع في مجد أدبي كمجد العقاد وطه وهيكل والمازني، ولكنه محروم من مواهبهم، فاتخذ هذا السبيل ليشتهر، يضاف إلى ذلك زعم -دون غيره- أنه صاحب مدرسة أدبية، وسمّاها مدرسة الأمناء، والأمناء جمع أمين، وأمين اسم الشيخ، أطلق الشيخ اسم المجموع على مدرسة لا وجود لها إلا في وهمه ووهم من تسلط عليهم.
وكل الحوادث تدل على أن الشيخ الخولي يحقد على القرآن الكريم لغة وبلاغة وأسلوبًا وعلومًا، ويطبل ويزمر للمنكرات يوهمهم أنهم مجددون ما داموا أمناء، وكل من ليس أمينًا فهو لا شيء (1).
- كتبت تغريد عنبر بحثها وهو "دراسة في أصوات المد في تجويد القرآن" وهو بحث يقوم على مجازفات تجمع بين الانحراف والجهل يريد أن يشكل في سلامة النص القرآني.
هذا البحث كُتب تحت إشراف الدكتور حسن عون، وناقشة أمين الخولي وإبراهيم أنيس، وتقول مصادر كثيرة إن البحث من توجيهات أمين الخولي، ولما طالب الدكتور محمد محمد حسين الجامعة بالتوقف عن منح الدرجة واستجابت الجامعة عند ذلك ظهر أعوان الشر ودعاة الهدم، يشنعون به ويهاجمونه منتهزين فرصة أن الصحف كانت في أيدي الشيوعيين، وقادت الحملة "مجلة المصور" التي يشرف عليها محمود أمين العالم وتبين أن وراء القصة أعوانًا وأنصارًا لم يكن في الحسبان أن يقفوا وراء قضية خاسرة مثلها، زعمت الطالبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغيّر ويبدل في القصص القرآني،
(1)" محاولة لبناء منهج إسلامي متكامل " المجلد الرابع (ص 536 - 537).
وأن النص القرآني لم يتعرض للتغيير والتبديل على يد رسول الله وحده، بل تعرض لهذا التغيير والتبديل على أيدي المسلمين الأولين من الصحابة؛ لأن القرآن في زعمها ليس منزلاً من عند الله بلفظه، ولكنه منزل بمعناه، وزعمت أن المسلمين لم يتفقوا على نص موحد للقرآن وكل ما وصلوا إليه في زعمها هو شيء يشبه النص الموحد، وقد تزعمت الحملة "أمينة السعيد" في مجلة الصور بمقالات بدأت في 27/ 5/1966 (1).
- وفي مذكرته التي قدمها إلى الجامعة ردًا على هذا البحث الذي نوقش في 7/ 10/1965.
قال الدكتور محمد محمد حسين: زعمت الطالبة أن المسلمين لم يتفقوا على نص موحد للقرآن، وكل ما وصلوا إليه في زعمها هو شيء يشبه النص الوحد، فكانوا حين يرددون القرآن يحرصون -حسب تعبيرها- على الاتفاق على ما يشبه النص الموحد، وقبل منهم الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك، لأنه كان مطمئنًا إلى أن التحريف من يدخل القرآن، فلغته هي العربية بين قوم يتكلمون بها، وفي الغالب لم يكن الفرد من الصحابة ليغير النص فى كل مرة يقرأ بها (ص 13 سطر 14).
وتعود الطالبة إلى تأكيد تلك المزاعم الفاسدة فتقول (ص 37 س 7):
وعرض الأمر على هذا النحو يساعد على هدم فكرة التوقيف في قراءة القرآن، تلك الفكرة التي لا يقرها الدرس اللغوي أو الواقع التاريخي. ومن الواضح أن نفي فكرة التوقيف هو نفي لتواتر القرآن.
من باب الإنصاف ذكر الدكتور محمد محمد حسين موقف الشيخ أمين الخولي برأي مخالف لرأي الأستاذ أنور الجندي، وقوله أن الشيخ أمين الخولي ندد بما تضمنه بحثها من استخفاف بعقائد المسلمين ومقدساتهم (2).
(1) المصدر السابق (ص 537 - 538).
(2)
انظر "حصوننا مهددة من داخلها"(ص 252، 267، 268).
- وقال: والاعتراض الثاني هو نتيجة للاعتراض الأول ومترتب عليه هو أن الطالبة قد وقعت في أخطاء فادحة نتيجة للجهل ونتيجة للتعرض لما لا تعرفه، وهي أخطاء تمسّ العقيدة، بل تهدم الأساس الأصيل الذي يقوم عليه الإسلام، وتؤذي إيمان المؤمنين في أعز ما يعتزون به وهو القرآن، وذلك بما زعمته الطالبة وأكدته في أكثر من موضع من أن القرآن الذي يتعبد به المسلمون ليس منزلاً من عند الله، أو هو منزل من عند الله بمعناه لا بلفظه، وهو ما لم يجرؤ أحد من المسلمين على القول به، بل ما لم يجرؤ الملاحدة على الجهر به في وطن إسلامي.
زعمت الطالبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغيِّر ويبدِّل في النص القرآني، فجاء في (ص 8 س 8): ولما كان الرسول يفعل ذلك في أحاديثه العامة معهم، فمن الأولى أن يفعله في الأمر الأهم الذي أتوه من أجله من الطبيعي أن يستبدل في النص القرآني لفظة بأخرى يعلم أنها أكثر شيوعًا في تلك البيئة، أو يرى أنها تحمل شحنات من المعاني تفهم الفكرة أكثر، أو أن يغير في نظام الجملة ليجعلها أكثر وضوحًا، أو ليكسبها بلاغة أكثر في نظر القوم الذين يقرأ أمامهم؛ بل قد زعمت الطالبة أن النص القرآني لم يتعرّض للتغير والتبديل على أيدي المسلمين الأولين من الصحابة؛ لأن القرآن في زعمها ليس منزلاً من عند الله بلفظه، ولكنه منزّل بمعناه، فجاء في (ص 10 س 4):
"ويبدو لي الأمر على النحو التالي: حين نزل القرآن في أول عهده، كان الهدف الأول للمسلمين نشر الدعوة الإسلامية، وطبيعي أن يتركز الاهتمام على الفكرة وأن ينشغل بها الجميع. فكان الرسول يقرأ النص ويغير فيه حسب الظروف، فيسمح لمن يقرأ عليه بقدر من المخالفة. وكذلك الأمر فيما يتعلّق بالأداء".