المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ أولاد محمد علي باشا وأحفاده ومنحهم الإرساليات التنصيرية العون والتأييد: - أعلام وأقزام في ميزان الإسلام - جـ ١

[سيد حسين العفاني]

فهرس الكتاب

- ‌هم العدو فاحذرهم

- ‌ محمد علي باشا مؤسس العلمانية بمصر الحديثة:

- ‌ محمد علي وتحطيمه لعقيدة الولاء والبراء فى قلوب المسلمين

- ‌ السيد عمر مكرم ومواجهته لمحمد علي وغدر محمد علي به:

- ‌ أولاد محمد علي باشا وأحفاده ومنحهم الإرساليات التنصيرية العون والتأييد:

- ‌دفاع الدكتور محمد عمارة عن محمد علي باشا والرد عليه:

- ‌ رفاعة الطهطاوي (1801 - 1873) يثنى على رقص الغرب وهو رائد الإصلاح! أو التغريب،وتلميذ جومار ألبار:

- ‌ عبد الرحمن الكواكبي أول من نادى بفكرة العلمانية حسب مفهومها الأوربي الصريح:

- ‌ وكم ذا بمصر من المبكيات .. واإِسلاماه أكبر مؤتمر للتبشير (التنصير) يعقد بمنزل أحمد عرابي!!! فليُعدَّ عرابي للسؤال جوابًا بين يدي الله {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ}:

- ‌ وسائل لتبشير المسلمين بالنصرانية:

- ‌ إِرساليات التبشير الطبية:

- ‌ الأعمال النسائية في التبشير:

- ‌ المتنصرون والمرتدون:

- ‌ شروط التعمد:

- ‌ موضوعات تبشيرية:

- ‌ أحمد عرابي والماسون:

- ‌ الثعلب والجاسوس البريطاني "بلنت" تنبّه له مصطفى كامل وصادقه أحمد عرابي

- ‌ موقف محمد الهدي السنوسي شيخ السنوسيين من الحركة العرابية:

- ‌ جمال الدين الأسد آبادي المشهور بالأفغاني:

- ‌ الشيخ محمد عبده تلميذ الأفغاني:

- ‌ مصطفى كامل يعارض حركة "تحرير المرأة

- ‌ سعد زغلول وما أدراك ما سعد

- ‌ هدى شعراوي زعيمة ما يسمى بحركة النهضة النسائية وصلتها بالاستعمار:

- ‌ ملابسات زعامة هدى شعراوي ابنة محمد سلطان خائن بلاده وعميل الإِنجليز للحركة النسائية:

- ‌ لطفي السيد وأُكذوبة أستاذ الجيل:

- ‌ اقتباس الأنظمة والمناهج اللادينية من الغرب:

- ‌ أنور الجندي يُعَرّي أستاذ الجيل المزيَّف:

- ‌ حزب الأمة (الإنجليزي) ومفكره ومُنَظِّره لطفي السيد:

- ‌ الحملة علي اللغة العربية، الفصحى والدعوة إِلى العامية:

- ‌ سياسة الجريدة ورئيسها لطفي السيد:

- ‌ لطفي السيد وترجمة مؤلفات أرسطو:

- ‌ عبد العزيز فهمي الداعي إِلى استبدال العربية بالحروف اللاتينية:

- ‌ إِسماعيل مظهر ساهم في نقل الدارونية إِلى الشرق الإسلامي:

- ‌ إِسماعيل مظهر، نصير السفور، عدو الحجاب:

- ‌ ولي الدين يكن نصير السفور:

- ‌ إِسماعيل أحمد أدهم والدعوة إِلى الإِلحاد:

- ‌ الزنديق جميل صدقي الزهاوي الملحد، عدو الحجاب:

- ‌ دريّة شفيق زعيمة حزب بنت النيل وصلتها بالغرب والدوائر الصليبية واليودية:

- ‌ ترحيب الصحف البريطانية:

- ‌ انكشاف المستور:

- ‌ وزيرة الشئون البريطانية تتفقد الهيئات النسائية في مصر:

- ‌ توجيهات الاستعمار:

- ‌ مؤتمر أثينا النسائي الدولي .. وسياسة التسلح الدفاعي:

- ‌ مؤتمر ستوكهلم .. وتثبيت دعائم إِسرائيل:

- ‌ زعيمة هندية تعلن استغلال الاستعمار الغربي للحركات النسائية:

- ‌ الزعيمة تستنجد ببريطانيا:

- ‌ الزعيمة في مؤتمري لندن ونابلي:

- ‌ الزعيمة .. وإِسرائيل:

- ‌ المندوبة الإِسرائيلية تهنئ نفسها بصحبة درية شفيق:

- ‌ الباريسيات أنفسهن .. يتهكمن

- ‌ علي عبد الرازق يهدم مفهوم الإِسلام بوصفة دينًا ودولة في كتابه "الإِسلام وأصول الحكم" وهذا الكتاب كاتبه الحقيقي هو المستشرق اليهودي مرجليوث:

- ‌ وجد المنحرفون ضالتهم:

- ‌ أحمد أمين صاحب فجر الإسلام يشكك في أحاديث البخاري والكتب الصحيحة ويطعن في أبي هريرة وعدالة الصحابة، وفي "فجرالإسلام" و"ضحى الإسلام" طوام لا يجوز السكوت عليها:

- ‌ الصحيح صحيح دون شك:

- ‌ والكلام في أحاديث البخاري:

- ‌ بماذا يفتخرون:

- ‌ ساطع الحصري فيلسوف القومية العربية الزائفة:

- ‌ عجز الحصري عن فهم الفارق بين الكتلة الإِسلامية والقومية الغربية وبين العروبة والإِسلام:

- ‌ سلامة موسى الكاره للإِسلام .. الدجال .. كالشجرة التي تنبت مرّا، لا تحلو ولو زُرِعت في تراب من السكّر:

- ‌ ما هو رأي مصطفى صادق الرافعي في سلامة موسى

- ‌ سلامة موسى: دارون ونظرية التطور:

- ‌ توفيق الحكيم ينكر رؤية الله في الآخرة ويخوّل لنفسه أن يتكلم باسم الله:

- ‌ توفيق الحكيم من أكبر كتّاب التغريب:

- ‌ الدكتور زكي نجيب محمود يسخر من الشريعة وينكر الغيب ويهاجم الحجاب ويدعو إِلى وحدة الوجود:

- ‌ الدكتور طه حسين عَرّاب رائد حركة التغريب ومحو الهوية الإسلامية:

- ‌ طه حسين وكازانوفا والقرآن:

- ‌ دليل دامغ ونص خطير لعرّاب التشكيك في القرآن الكريم:

- ‌ موقف طه حسين من الدين الإِسلامي والحكومة الإِسلامية:

- ‌ دعوته إِلى أدب المجون والجنس والإِباحة:

- ‌ طه حسين وحضارة البحر التوسط:

- ‌ طه حسين وتزييف التراث وإِحياء التراث الزائف الذي صنعته الباطنية كـ "رسائل إِخوان الصفا

- ‌الشيخان" أبو بكر وعمر:

- ‌ طه حسين والصحابة:

- ‌ إعجاب طه حسين بثورات التخريب:

- ‌ طه حسين وصلته باليهود:

- ‌ هل اعتنق طه حسين النصرانية في فرنسا

- ‌ هل تاب طه حسين:

- ‌ العقاد كتب الكثير عن الإِسلام ولكن الحق أحب إِلينا منه .. مدح البهاء والبهائية .. وكتب "عبقرية محمد" وهذا قصور منه وغياب عن النبوة النبوة لا العبقرية يا عقّاد:

- ‌ الشيخ الغزالي يتصدى لخالد محمد خالد ويرد على كتابه "من هنا نبدأ" بكتابه "من هنا نعلم" فأحسن:

- ‌ الدكتور زكي مبارك يشارك طه حسين التشكيك في القرآن:

- ‌كتاب "النثر الفني في القرن الرابع الهجري " ورد الدكتور محمد أحمد الغمراوي على زكي مبارك:

- ‌ زكي مبارك حاول أن يصف القرآن الكريم بكل ما لا يصدق وأنه من كلام العرب

- ‌ محمود عزمي المدافع عن اليهودية .. الممجِّد للشيوعية .. الداعي إِلى الفرعونية

- ‌ محمد عبد الله عنان متطرف في تأييده للصهيونية وأتاتورك واشترك مع سلامة موسى في إنشاء أول حزب شيوعي في مصر:

- ‌ الشّعوبي حسين فوزي، غالٍ من غلاة التبعية للحضارة الغربية:

- ‌ الدكتور أحمد زكي أبو شادي زعيم جماعة أبوللو والفجور:

- ‌ لويس عوض الكاره الكريه .. الكاره للإسلام والعروبة والعربية، الممجِّد للاحتلال الفرنسي الصليبي والخونة الصليبيين وكبيرهم الجنرال المعلم يعقوب:

- ‌ أما سلامة موسى فهو صانعه ومعلمه ووالده الروحي:

- ‌ إِلى أصحاب الفكر المستنير التقدمي من تلامذة لويس عوض:

- ‌المكالمات أو شطحات الصوفي" شعر لويس عوض:

- ‌ لويس عوض على خطا سلامة موسى يدعو إلى العامية بدلاً من العربية:

- ‌ لويس عوض والثناء على الثورة الفرنسية والحملة الفرنسية على مصر:

- ‌ لويس عوض الكاره للإِسلام:

- ‌ لويس عوض ودعوته إِلى الفرعونية:

- ‌ قبحك الله من جاهل

- ‌ اليساري محمد مندور رئيس تحرير مجلة " الشرق " الشيوعية ودعوته إِلى فصل الدين عن الدولة في مقاله "الدين والتشريع" وصداقته الحميمة للويس عوض:

- ‌ نجيب محفوظ تلميذ سلامة موسى .. الشاك في كل قيمه. المتذبذب في كل فكره، الضائع في كل واد، المتحدي لعقيدة الأمة، صاحب جائزة نوبل!! عن قصته "أولاد حارتنا" أو موت الإِله:

- ‌ قصة "أولاد حارتنا" أو موت الإله:

- ‌ جاءت لنظرته المعارف حُوَّلا:

- ‌ فك الرموز:

- ‌ أنواع الرموز:

- ‌ جوانيات نجيب محفوظ والدكتور المطعني يرد على محفوظ ويطعنه في مقتل:

- ‌ الهدف من وضع "أولاد حارتنا

- ‌ حتى لا نُخدع هذه معاني الرموز في "أولاد حارتنا

- ‌ تقرير عن رواية "أولاد حارتنا" أو "موت الإِله" التي كانت سببًا لحصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل:

- ‌ الجبلاوي:

- ‌ الأدلة على أن الجبلاوي في الرواية هو الله سبحانه وتعالى عما يقول الزنادقة عُلُوًّا كبيرا:

- ‌ الاعتزال:

- ‌ شبهتان للمنكرين:

- ‌الشبهة الأولى:

- ‌الشبهة الثانية:

- ‌ دفاع مضحك:

- ‌ ولكنه لم يُقْسم:

- ‌ إِمَّا هذا، وإِمَّا ذاك:

- ‌ثم ما رأيكم:

- ‌ ملاحظاتنا على القسم الأول:

- ‌الملاحظة الأولى:

- ‌الملاحظة الثانية:

- ‌ نماذج من سباب إِدريس:

- ‌ إِدريس يخاطب الجبلاوي:

- ‌ نماذج من سباب قدري:

- ‌ الملاحظة الثالثة: الإِساءة إِلى رسول الإِسلام صلى الله عليه وسلم

- ‌ الملاحظة الرابعة - الحط من قَدر العرب والمسملمين

- ‌ الملاحظة الخامسة - مناصرة غير الإِسلام على الإِسلام

- ‌ الملاحظة السادسة - تجريد التاريخ النبوي من محتواه:

- ‌ الملاحظة السابعة - التعاطف مع الشيطان

- ‌ الملاحظة الثامنة - ربط منابع النور بمواضع الخطيئه

- ‌ الملاحظة التاسعة - الاختيار والترك:

- ‌ الملاحظة العاشرة - نباهة عرفة وصاحبيه:

- ‌ والخلاصة:

- ‌ من سقطات محمد جلال كشك في كتابه "أولاد حارتنا فيها قولان

- ‌ نجيب محفوظ والشيخ عبد الحميد كشك وأحمد عبد المعطي حجازي:

- ‌ في ميزان الحق:

- ‌ ونقول لأحمد عبد المعطي حجازي ضيق الأفق:

- ‌ عبد الرحمن الشرقاوي يشوِّه التاريخ الإِسلامي:

- ‌ مآخذ على كتابات الشرقاوي حول الإمام علي:

- ‌ مسرحية الحسين شهيدًا:

- ‌ عبد الرحمن الشرقاوي شاعر الرؤية الخائنة ومسرحيته " وطني عكا

- ‌ مدحت باشا الخائن والمؤامرة على الخلافة في تركيا:

- ‌ معلومات مسمومة:

- ‌ مدحت باشا:

- ‌ الانتقاص من قدر الخلافة الإسلامية:

- ‌ وحدة إِسلامية وليست عنصرية:

- ‌ زيف ما في كتب الموارنة وأتباعهم:

- ‌ الرجل الصنم .. والخائن الأكبر مصطفى كمال أتاتورك الذي أسقط دولة الخلافة وأتى بالعلمانية:

- ‌ اصطناع البطل الوهمي أتاتورك:

- ‌ حقيقة أتاتورك:

- ‌ عدوه الأكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ الدكتور عبد الرزّاق السنهوري واضع القانون الدني الوضعي الذي حجب نور الشريعة عامله الله بما يستحق:

- ‌ نظرة في قانون مصر المدني المنفذ في عام 1949 والذي وضعه عبد الرزاق السنهوري:

- ‌ مصادر القانون المدني الجديد:

- ‌ القانون المدني لا يمثل الشريعة الإسلامية:

- ‌ كيف جعلت الشريعة والإسلامية المصدر الثالث:

- ‌ دعوى موافقة القانون المدني للشريعة الإِسلامية:

- ‌ العلماء الأوربيون يقررون ألا لقاء بين القانون الأوربي والإسلامي:

- ‌ مناقشات بعض رجال القانون لواضع القانون المدني:

- ‌ خلاصة القول في القانون المدني المصري الذي وضعه السنهوري ويبوء بإِثمه أمام الله:

- ‌ الشاعر العراقي معروف الرصافي يسقط في وحل الخيانة ويناصر اليهود:

- ‌ محمد أحمد خلف الله يزعم أن القرآن يحوى الأساطير

- ‌ أخطر من يحكم في مسألة الجاهل بتفاصيلها:

- ‌ وقفه مع محمد أحمد خلف الله:

- ‌ تغريد عنبر ثمرة من شجرة الحنظل -مدرسة أمين الخولي - ورسالتها "أصوات المد في تجويد القرآن

- ‌ أمينة السعيد وعداؤها لكل ما يمت إِلى الإِسلام بصلة:

- ‌ نوال السعداوي مؤسسة بالكامل لإِعلان الحرب على ثوابت الإِسلام .. وكلامها عن الإِله .. هل هو ذكر أم أنثى تعالى الله عما يقول الزنادقة علوًا كبيرًا

- ‌ الإِبداع السعداوي .. المشكلة في الإِله كونه الإِله الذكر الواحد أصل الوجود:

- ‌ نوال السعداوي وإِبداع الأساطير:

- ‌ الإِسلام بشموليته يشمل سعادة الروح والجسد ولا يفصل بينهما خلاف ما تقوله نوال السعداوي:

- ‌ نوال السعداوي والتمركز حول الأنثى:

- ‌ من فمها أُدينها:

- ‌ وقفة:

- ‌ عمليات الختان للذكور والإِناث:

- ‌ نوال السعداوي تطالب بتعدد الأزواج مساواة للرجال في تعدد الزوجات:

- ‌جبران خليل جبران

- ‌ أسلوب جبران: "إِباحي .. إقليمي .. فوضوي .. ملحد .. متطرف .. وفي كتابه "النبي" يصور نفسه على أنه المصطفى المختار الحبيب

- ‌ الدكتور فؤاد زكريا والدعوة بكل قوة إلى العلمانية:

- ‌ إبراهيم مصطفى وكتابة "إِحياء النحو

- ‌ الخوري مارون غصن ودعوته إِلى العامية في سوريا:

- ‌ جميل صدقي الزهاوي مرة أخرى ورد الشيخ علي يوسف عليه:

- ‌ أنيس فريحة أستاذ اللغات السامية بالجامعة الأمريكية بلبنان ودعوته إِلى العامية مكتوبة بالحرف اللاتيني:

- ‌ دعاة الانفصال عن تركيا الخلافة ورافعي شعار القومية العربية كنعرة شعوبية تفت في عضد المسلمين:

- ‌ ناصيف اليازجي وابنه إِبراهيم اليازجي:

- ‌ بطرس البستاني:

- ‌ سليم تقلا مؤسس صحيفة الأهرام ودورها المشبوه:

- ‌ جورجي زيدان صاحب مجلة الهلال شعوبي كاره للإسلام يحرف الكلم ويخون في النقل ويتعمد الكذب:

- ‌ جرجي زيدان وكتابه "تاريخ التمدن الإِسلامي" ورد العلاّمة شبلي النعماني عليه:

- ‌ خاتمة:

- ‌ كتاب "تاريخ آداب اللغة العربية" وردّ الشيخ السكندري عليه:

- ‌ أولاً: الخطأ في الحكم الفني:

- ‌ ثانيًا: دعاوى المؤلف:

- ‌ ثالثًا: الخطأ في النقل:

- ‌ رابعًا: عدم تحري الحقيقة والصواب:

- ‌ خامسًا: التناقض:

- ‌ سادسًا: الاختصار فيما يجب الإِطناب فيه:

- ‌ سابعًا: الاستدلال بحادثة جزئية على أمر كلي:

- ‌ ثامنًا: تقليد مستعربي الفرنجة حتى في الخطأ:

- ‌ تاسعًا تهافت المؤلف:

- ‌ عاشرًا: اللحن والأغلاط اللغوية:

- ‌‌‌ روايات جورجي زيدانلا روايات الإسلام تهدف إلى إِفساد مفهوم الشخصية الإِسلامية والبطولة:

- ‌ روايات جورجي زيدان

- ‌ فتاة غسان:

- ‌ وفتاة القيروان:

- ‌ التلاعب بالمراجع:

- ‌ رأي مجلة الموسوعات:

- ‌ صحافة الضرار والأقلام المسمومة:

- ‌ نموذج من فساد الأقلام المسمومة وإِفسادها:

- ‌ الصحفي محمد التابعي أستاذ الجيل لصحفي روزاليوسف ورائد المدرسة الروزيوسفية وعرّاب الإِثارة:

- ‌ رأس مدرسة الإِثارة محمد التابعي:

- ‌ فكري أباظة البطل الثاني في مدرسة الإِثارة:

- ‌ سارتر دجّال الوجودية:

- ‌ الدكتور عبد الرحمن بدوي أول فليسوف وجودي مصري:

- ‌ أنيس منصور ومتابعته للفكر التلمودي ودفاعه عن بيع الخمور، والرقص، وقوله عن اللباس الإسلامي أنه خيمة:

- ‌ مواقف مخزية لأنيس منصور:

- ‌ أنيس منصور ويوسف السباعي والدعوة إلى إعادة البغاء:

- ‌ أنيس منصور على رأس الذين نقلوا ركام الفكر الغربي الحديث:

- ‌ محمد أنيس منصور ودوره الكبير في إحياء الأساطير الفرعونية:

- ‌ أنيس منصور والوجودية:

- ‌ أنيس منصور يبث السم في العسل:

- ‌ الدكتور إِبراهيم بيوفي مدكور وتصوّره الزائف لحركة اليقظة الإِسلامية:

- ‌ إِحسان عبد القدوس عرّاب أدب الفراش والداعي بلا حدود إِلى حرية المرأة المزعومة:

- ‌ وفي ضوء مفاهيم إحسان عبد القدوس المنقولة من كتب جنس الغربيين:

- ‌ يوسف إدريس الماركسي يدعو إلى حرق كتب التراث كلها:

- ‌ فساد مفهوم يوسف إِدريس عن الموت:

- ‌ كامل الشناوي الغارق في أهوائه:

- ‌ يوسف السباعي الداعي إِلى إِعادة البغاء والدعارة العلنية، يتهم العربية بأنها سخيفة، ويجهل مفهوم الموت في الإسلام، وآية ذلك روايته "نائب عزرائيل" (1):

- ‌ مصطفى أمين وإِشاعة روح تحرير المرأة قلبيًا، وإِشاعة الحب بين الرجل والمرأة حتى يكون في حياة كل شاب امرأة ويُسفّه مطلب تطبيق الشريعة ويسقط عمدًا من مذكوات سعد زغلول 150 صفحة عن تجربة سعد زغلول مع القمار:

- ‌ مصطفى أمين موجِه سياسة أخبار اليوم:

- ‌ التابعي ومصطفى أمين وتلاميذهم يحملون لواء الدفاع عن الراقصات والمغنيات والممثلات:

- ‌ أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر:

- ‌ زكي عبد القادر على درب مصطفى أمين والتابعي من قبله:

- ‌ دعوة زكي عبد القادر إِلى ترك كل القيم والحدود التي رسمها الدين في سبيل الخضوع للعصر:

- ‌ زكي عبد القادر على درب الباطنية:

- ‌ أحمد بهاء الدين الماركسي يقول: إِن تشريعات الإِسلام لا تلزم عصرنا ومجتمعنا:

- ‌ أحمد بهاء الدين والهجوم على الشيخ محمد أبي زهرة والمباهاة بانحراف الإِعلام في مسألة المرأة:

- ‌ موسى صبري وفجوره وعشيقاته:

- ‌ محمد عودة الماركسي يثني على علاقة سيمون في بوفوار مع عشيقها سارتر ويقول إن الثورة الاشتراكية ثورة في العلاقة بين الرجل والمرأة:

- ‌ مدرسة صلاح جاهين الإِلحادية:

- ‌ سيدة الشاشة العربية وتمثيلها لفيلم "أريد حلاً" وفيه من التطاول على الشريعة ما فيه:

- ‌ يوسف وهبي فنان الشعب المدمن للخمر لا يرى تحريم الخمر:

- ‌ يوسف شاهين وتزوير التاريخ .. يجعل شعار صلاح الدين الدفاع عن العروبة .. ويجعل عيسى العوام -البطل المسلم الشهيد- نصرانيًّا:

- ‌ ومن تزويرهم للتاريخ:

- ‌ أهل الفن وتجارة الغرائز .. الكعبة .. والراقصة

- ‌ المسرحية التي تسخر وتستهزئ بالملائكة .. (الرجل اللي ضحك على الملائكة

- ‌ كوكب الشرق:

- ‌ العندليب عبد الحليم حافظ الذي صفق طويلاً للدجاجلة وضيع شباب الأمة:

- ‌ موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب يحضر أول زواج بين الشواذ في مصر لرجليْن ويباركه:

- ‌ فنان الشعب سيد درويش يموت وهو يتعاطى الحشيش والأفيون:

- ‌ عادل إمام الإِرهابي الكبير والمهرج يصف فرج فودة بـ "أخي الشهيد

- ‌ لطفي الخولي اليساري:

- ‌ كامل زهيري يريد هدم التراث كله:

- ‌ الدعوة إِلى المصرية والفرعونية:

- ‌ فهمي عبد اللطيف:

- ‌ محمد رفعت - شفيق غربال، ومحمد صبري والدعوة إِلى القومية المصرية:

- ‌ كمال الملاخ وزكي شنودة والمسيحية السياسية والفرعونية:

- ‌ غالي شكري يغمز كل ما له اتصال بالتراث أو الدين أو الوطنية ويصفه بالعقم في كتابه "ثقافة تحتضر

- ‌ غالي شكري وعداؤه لكل ما هو إِسلامي:

- ‌ د. محمد النويهي، حملته الشرسة على الإسلام، واعتباره حجر عثرة في سبيل تحقيق الغزو الفكري، ويدعو المسلمين إِلى التخلي عن مقدساتهم وتصوراتهم وقيمهم:

- ‌ كذب هيكل:

- ‌ عقيدة هيكل:

- ‌ دجل هيكل:

- ‌ إنه هيكل:

- ‌ الهزيمة النكراء التي سماها هيكل النكسة:

- ‌بصراحة" لمحمد حسنين هيكل بعد النكسة .. بجريدة الأهرام:

- ‌ برغم عداوتي وكرهي الشديد للعامية:

- ‌ مدرسة يوسف الخال (مدرسة الحزب القومي السوري) منطلق العمل الشعوبي وأساس البناء التغريبي وحاملة لواء الفينيقية والوجودية:

- ‌ الدكتور حسن حنفي على درب القطيعة مع ثوابت الإِسلام وأصوله .. إلحاد وزندقة:

- ‌ حسن حنفي يقول: "احتمينا بالنصوص فجاء اللصوص

- ‌ وهو يهدم أصول الدين على طريقة الفكر الماركسي:

- ‌ الموقف من التراث:

- ‌ الفهم المقاصدي للشريعة (4):

- ‌ العلمانية والوحي:

- ‌ أما الرؤية الاقتصادية:

- ‌ الطيب تيزيني الماركسي الغالي في ماركسيته:

- ‌ لا تعتزل:

الفصل: ‌ أولاد محمد علي باشا وأحفاده ومنحهم الإرساليات التنصيرية العون والتأييد:

ويجمع عليه طوائف المغاربة والصعائدة وأخلاط العوام وغير ذلك، وذلك على حد من أعان ظالمًا سلط عليه.

وكتبوا عليه أسماء المشايخ وذهبوا به إليهم ليضعوا ختومهم عليه، فامتنع البعض من ذلك وقال: هذا كلام لا أصل له، ووقع بينهم محاججات ولام الأعاظم الممتنعين على الامتناع، وكان من الممتنعين الشيخ أحمد الطحطاوي مفتي الحنفية، وكان ذلك سببًا في عزله عن ذلك المنصب بعد أن اتفق الأشياخ والمتصدرون على عزله، فاعتكف في داره لا يخرج منها إلا قليلاً واعتزلهم ولم يخالطهم وهم يبالغون في ذمه والحط عليه لكونه لم يوافقهم في شهادة الزور، "والحامل لهم على ذلك كله الحظوظ النفسانية والحسد، مع أن السيد عمر كان ظلاً ظليلاً عليهم وعلى أهل البلدة ويدافع ويرافع عنهم وعن غيرهم، ولم تقم بعد خروجه من مصر لهم راية، ولم يزالوا بعده في انحطاط وانخفاض"(1).

*‌

‌ أولاد محمد علي باشا وأحفاده ومنحهم الإرساليات التنصيرية العون والتأييد:

أما أولاد الباشا وأحفاده من بعده، فقد ظلوا يتعاهدون ما غرسه لهم والدهم وجدهم من غراس التغريب والعلمنة، ويسيرون في نفس الطريق التي مهدها أمامهم، ويتسابقون إلى كسب ولاء الغرب، وخطب وده (2).

(1) المصدر السابق (3/ 274)، وانظر "الانحرافات العقدية"(1/ 611 - 618).

(2)

يقول الشيخ محمد قطب: كان محمد علي وأبناؤه حتى الخديوي إسماعيل عند حسن ظن فرنسا بهم فأسسوا للنفوذ الفرنسي في مصر .. حتى جاء توفيق فتغير الربان الذي يمسك بالدفة ولكن لم يتغير الاتجاه. "واقعنا المعاصر"(ص215). ولعل من الانصاف أن نذكر أن ثالث الولاة من أسرة محمد علي بمصر وهو عباس باشا بن طوسون بن محمد علي الذي تولى الحكم بعد وفاة عمه إبراهيم باشا أواخر سنة 1264هـ كان كما يقول =

ص: 39

(فسعيد باشا) قد توالت أعطياته وسخاؤه على منح الإرساليات التنصيرية فوق ما تحلم به من عون وتأييد.

فقد تفضل ذات مرة بإهداء إحدى الإرساليات قطعة أرض بالقاهرة في حي الخرنفش، وليته اكتفى بذلك، بل قام بمنحهم 30 ألف فرنك سنة 1859 م (1).

ومن العجيب أن الأقباط لم ينشئوا لهم مدارس "نظامية" حتى عهد (إسماعيل)(2) حين توالت عليهم هباته فأنشأوا مدرستهم الكبرى بجانب كنيستهم العامة وجعلوا التعليم فيها بالمجان، وأباحوا لبعض المسلمين الالتحاق بها (3).

أما اليهود فقد كان لهم مدرسة خاصة بابنائهم في عصر " محمد علي " أسسها أحد أثريائهم ويدعى (مسيو كريمو) وسميت المدرسة باسمه.

= المؤرخون شديد الكره للأوربيين، حذرًا من دسائسهم. أنجد الدولة العثمانية بخمسة عشر ألف مقاتل في حربهم مع الروس المعروفة بحرب القرم. وقام بنفي السحرة والدجالين والمشعوذين إلى السودان. وأخذ عليه إغلاق كثير من المعاهد والمدارس لعله رأى في ذلك وضع حد للنفوذ الأوربي. مات مقتولاً سنة 1270هـ واختلف في سبب قتله، ولا يستبعد أن يكون الاوربيون وراء ذلك نتيجة لموقفه منهم. انظر "الأعلام"(3/ 261).

ومما قاله عباس باشا عن جده محمد علي: "لقد كان جدي يعتقد أنه حاكم مطلق، وقد كان كذلك بالنسبة لنا وبالنسبة لخادميه ولأطفالنا، غير أنه كان مستعبدًا للقناصل العمومين".

انظر: "الوهم والحقيقة في الفكر المصري الحديث"(ص 184). د أحمد علي المجذوب. "الزهراء للإعلام العربي". القاهرة، الطبعة الأولى 1413هـ - 1993م.

(1)

"تاريخ التعليم في عصر محمد علي"(ص 671).

(2)

ولي مصر عام 1279هـ وعزل عام 1296 هـ وتوفي عام 1312 هـ وهو أول من أطلق عليه لقب "الخديوية" من رجال أسرته. انظر "الأعلام "(1/ 308).

(3)

هؤلاء البعض حتمًا كانوا من أولاد الأثرياء والوجهاء.

ص: 40

أما في عهد (إسماعيل باشا) فقد صار لليهود أربعة مكاتب بالقاهرة؛ اثنان منها للبنين ومثلهما للبنات، ولهم مدرسة نظامية بالقاهرة أيضًا، كما أنهم لم يهملوا إنشاء مكاتب لهم بالإسكندرية.

أما طوائف النصارى الأخرى فليسوا أقل مما ذكرنا؛ فإن الطائفة الأرمنية هي من أقل الطوائف في عهد محمد علي التي أنشات مدارس على النظام الأوربي، فقد أسست مدرسة (كالرسديان) ببولاق سنة 1828 م وهي تابعة لبطركخانتها الأرثوذكسية.

أما الطائفة اليونانية ففي سنة 1847 م أسست مدرسة (توستا) بشارع جامع مسجد العطارين بالأسكندرية، وكانت هذه المدرسة أول مدرسة أنشاها اليونانيون بمصر. ومنذ ذلك الوقت أخذوا في تأسيس مدارس لهم.

أما الإيطاليون فقد بدأوا في إنشاء مدارسهم في مصر حوالي سنة 1860م (1).

وبمثل هذه التسهيلات والدعم انتشرت الإرساليات في مصر بشكل كبير، وانبرى النصارى على تنوع جنسياتهم، واختلاف طوائفهم ومذاهبهم يتسابقون في إنشاء المدارس التنصيرية، وتشييد دور العبادة الكنسية دون حسيب أو رقيب، بل قد قدم لهم ما لم يدر بخلدهم من الدعم والتشجيع.

ومع أن هذه المدارس وتلك الإرساليات قد قامت بجهود ضخمة في تحقيق أهدافها التنصيرية، إلا أن نجاحها كان ضعيفًا أو أن النجاح لم يحالفها، وذلك بسبب ما قدمناه في بداية هذا الموضوع من أن الجماهير المسلمة كان يرتكز في قلوبها بغض الكافرين وعداوتهم.

ومع هذا الفشل الذريع الذي منيت به هذه المؤسسات الصليبية فقد

(1) المصدر السابق (ص 668) وما بعدها.

ص: 41

حاول القساوسة والمنصرون أن يلجأوا إلى وسائل أخرى ويغطوا على ما يرمون إليه من أهداف باتت مكشوفة، فقام أحدهم ويدعى (بارثلميو) بفتح مدرسة بالاكتتاب لتعليم الأطفال من جميع الأديان، فقبل (محمد علي) أن تقوم الحكومة المصرية بجميع نفقاتها على ألا يدخلها إلا الصريون فقط بشرط عدم التدخل في ديانتهم (1).

حقا إنه شرط غريب .. فكيف يعهد بمدرسة للأطفال إلى قسيس نصراني ثم يشترط عليه عدم التدخل في ديانتهم؟ وفي اعتقادنا أن هذا الشرط ليس أكثر من طعم في ذلك الشرك الذي اتفق على نصبه كل من محمد علي والمنصرين. وذلك للإيقاع بأبناء المسلمين ودفعهم بين براثن التنصير.

أما حين تولى مقاليد الحكم (الخديوي إسماعيل) الذي كان يسعى إلى جعل مصر قطعة من أوربا كما قال (2)، فقد تأسست عدة مدارس حرة بالمجان لكل الأديان في سنة 1869 م بسبب رعاية الخديوي ودعمه السخي حتى يحقق أمنيته المنشودة في جعل مصر قطعة من أوربا (3).

وفي نفس الوقت الذي كنا نرى خلاله هؤلاء الحكام يتسابقون إلى دعم المدارس الأجنبية وإزاحة العوائق من طريقها، نرى أنهم قد أهملوا تعليم المسلمين في بلادهم فلم يلتفتوا إليه إلا قليلاً.

(فسعيد باشا) في الوقت الذي أهمل فيه تعليم المصريين نجده يقدم إلى المدارس الأجنبية كل التسهيلات التي تساعدها على أداء رسالتها، فقدم إليها الأراضي التي تبني عليها مدارسها مجانًا، ومنحها المساعدات المالية الضخمة -كما سبق أن ذكرنا- والكتب الدراسية التي تطلبها، بل كانت الدولة تدفع

(1) المصدر السابق (ص 672).

(2)

"الإتجاهات الوطنية"(2/ 190)، و"واقعنا المعاصر" لمحمد قطب (ص 215).

(3)

وعلى نفس الخط سار طه حسين فانظر ما قاله في كتابه "مستقبل الثقافة في مصر".

ص: 42

مرتبات المدرسين الذين تعينهم المدارس لتدريس اللغة العربية.

وفي رأي أحد المؤرخين الأجانب للتعليم في هذه الفترة أن ما منحه سعيد للفرير (1) والإيطاليين بالإسكندرية يفوق ما أنفقه على ميزانية التعليم طوال حكمه (2).

ومع الإمعان في السير داخل الطريق التغريبي، والإيغال في منعطفاته ومنحدراته من قبل حكام مصر أصبح عدد المدارس الأجنبية يفوق عدد المدارس الحكومية التي أنشأتها الحكومة في فترات من حكمها؛ ففي سنة 1875م كان عدد المدارس الأجنبية 93 مدرسة، بها 8916 تلميذًا وتلميذة، بينما كان عدد المدارس الحكومية 36 مدرسة، بها 4878 تلميذًا وتلميذة. وفي سنة 1887 م كان عدد المدارس الحكومية 40 مدرسة كان عدد الطلاب فيها 5500 طالب، بينما كان عدد المدارس الأجنبية 191 مدرسة، كان عدد الطلاب فيها 22764 طالب (3).

وفي هذه الأرقام والإحصائيات ما يغني عن التعليق، وبرهان ساطع على تولي هؤلاء الحكام للكفار، وفسح المجال لهم في بلاد المسلمين يعيثون فيها فسادًا، بل وتقديمم الدعم والعون والتشجيع إلى مؤسساتهم وقسسهم ومنصريهم.

أما الاهتمام بالتعليم في الأزهر فأقل ما يمكن أن يقال أنه كان عندهم ملقى في زوايا الإهمال والنسيان.

(1) كلمة فرنسية معناها "الإخوة" وهم فريق من المصريين الفرنسيين فتحوا مدارس تنصيرية

في مصر.

(2)

"التاريخ الثقافي للتعليم في مصر"(ص 563) د. حسن فقي. دار المعارف بمصر، (ص 2) 1971 م.

(3)

المصدر السابق (ص 89).

ص: 43

وكما رأينا (الباي أحمد) لا يحيد قيد أنملة عن آراء وزيره المؤتمن الفرنسي (جوزاب دافو) ويقوم بتنفيذ ما يقرره ويراه، حتى لو كان ذلك في أخطر أمور البلاد وأهمها كالنواحي الدفاعية والعسكرية لتسقط البلاد فريسة سهلة تحت الاحتلال الفرنسي.

فإن (الخديوي إسماعيل) كان لا يثق إلا بكل ما هو آت من الغرب، وبكل ما هو أوربي؛ ففي المجال العسكري مثلاً كان الضابط الأوربي الجديد مقدمًا على من هو أعلى منه رتبة وأكثر خبرة وتمرسًا من الضباط المصريين والمسلمين بالطبع.

هذه الثقة العمياء التي منحها (الخديوي إسماعيل) العسكريين النصارى، وهذا الولاء المعلن الذي أولاهم إياه كانت له عواقب وخيمة جدًّا، ودفعت البلاد الثمن باهظًا لتلك السياسة الخرقاء. ولعل أصدق مثال على ذلك هو هذه الحادثة المؤلمة التي يرويها لنا واحد ممن عاشوا وقائعها، وهو القائد المعروف (أحمد عرابي)(1)(المتوفى سنة 1329 هـ)؛ فحين قام (الخديوي إسماعيل) بتسيير حملة عسكرية إلى بلاد الحبشة عام 1292 هـ وعهد بقيادتها إلى (راتب باشا) سردار العساكر المصرية، وأمر هذا القائد أن يكون مقيدًا برأي أركان حربه الجنرال (لورنج) وهو أمريكي كما يقول أحمد عرابي:"لا يعرف الفنون العسكرية، وإنما كان رئيس فرقة في الحرب الأمريكية من ضمن الفرق غير النظامية أي (المتطوعين) وكان أكثر رجال أركان الحرب الذين معه من بني جنسه فكان هذا الترتيب سبب الفشل الذي حاق بالمصريين في تلك الحملة".

ثم يذكر أحمد عرابي كيفية سير هذه الحملة ووصولها إلى الحبشة ويبين

(1)"الأعلام" للزركلي (1/ 168).

ص: 44

سبب الفشل الذي منيت به، والمصير الأسود الذي واجهته فيقول:"وكان أحد القسس الفرنساويين المبشرين في بلاد الأحباش يتردد كل يوم على رئيس أركان الحرب الجنرال (الورنج) الأمريكي مستطلعًا أحوال الجيش المصري حتى علم مقداره، واتفق معه على الحركة الحربية التي تكون سببًا لهلاك الفرقة المصرية عند الصدمة الأولى، وكان يبلغ معلوماته كل يوم إلى الملك (ملك الحبشة) فحشد هذا الملك جيشه وكان عدده ينيف على الثلاثمائة ألف من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال على حسب عادتهم في الدفاع عن كيان بلادهم"(1).

ثم كتب عرابي فصلاً بعنوان "في خيانة أركان الحرب، الأمريكيين الموظفين في الجيش المصري" فكان مما قاله حول هذه الخيانة: "واستعد جميع أركان الحرب الأوربيين والأمريكيين للحملة فألقوا جانبًا طرابيشهم الرسمية ولبسوا قبعاتهم ثم ربطوا في أعناقهم مناديل بيضاء إشارة إلى أنهم مسيحيون ليأمنوا على أنفسهم الخطر عند اختلاط الجيشين على حسب الاتفاق مع القسيس السابق ذكره.

ثم ذكر ما حل بالجيش المسلم من هلاك عظيم، وسقوطه بين قتيل وأسير وجريح، عدا الغنائم التي غنمها الأحباش النصارى من هذا الجيش البائس (2).

* وصدق الله العظيم حين يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} [آل عمران: 118].

(1)"كشف الستار عن سر الأسرار في النهضة المصرية"(1/ 36) لأحمد عرابي الحسيني. مطبعة مصر. شركة مساهمة مصرية ط 1298 هـ 1881 - 1882 م.

(2)

المصدر السابق (1/ 39).

ص: 45

"وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال للمشرك ذي الجرأة والنجدة الذي أراد القتال معه في غزوة بدر: " فارجع فلن أستعين بمشرك " (1).

وهكذا كان الجيش المصري المسلم في هذه الحملة الخاسرة ضحية لتآمر الجنرالات الصليبيين الذين ركن إليهم (الخديوي إسماعيل) ووثق فيهم ثقة عمياء، وكبل قائد الجيش العام بأوامر أحدهم ممن ليس لديهم أية دراية بالأمور العسكرية.

بل إننا نكاد نجزم أن هذه الحملة وما تلاها من حملات إلى بلاد الحبشة في عهد (الخديوي إسماعيل) لم تكن من باب التوسع والفتوحات كما يعتبرها كثير من المؤرخين، وإنما كانت من باب إلقاء الجيش المصري إلى التهلكة والإبادة.

ولسنا نهدف بالطبع إلى استقصاء الحديث عنها، والدخول في أسبابها والظروف المحيطة بها، ولكن ذلك لا يمنعنا أن نشير إلى ما يؤيد ما ذهبنا إليه آنفا لعلاقة ذلك بموضوع الولاء والبراء فنقول أن حكم (الخديوي إسماعيل) في ذلك العصر قد بلغ من الضعف والعجز مبلغًا عظيمًا بسبب الديون الضخمة التي أرهق البلاد بها، مما تمخض عنه أن تستأثر الدول الدائنة وفي مقدمتها دولتا بريطانيا وفرنسا بالسلطة في عهده؛ حيث قامت كل منهما بتعيين وزير مراقب في الظاهر، ومهيمن على نصاب الأمور والسلطة في الحقيقة.

فكيف يمكن لدولة أثقلتها الديون، وأنهكها الإفلاس والعجز أن تسير الحملات الحربية الباهظة التكاليف في بلاد مجهولة وصعبة التضاريس من

(1) رواه مسلم برقم (1817) كتاب الجهاد والسير، باب كراهة الاستعانة في الغزو بكافر (3/ 1449).

ص: 46