الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
روايات جورجي زيدان
لا روايات الإسلام تهدف إلى إِفساد مفهوم الشخصية الإِسلامية والبطولة:
كتب جورجي زيدان "فتاة غسان"، و"عذراء قريش"، و"17 رمضان"، و"غادة كربلاء"، و"الحجاج بن يوسف"، و"فتح الأندلس"، و"شارل وعبد الرحمن"، و"أبو مسلم الخراساني"، و"العباسة أخت الرشيد"، و"الأمين والمأمون"، و"فتاة القيروان"، و"صلاح الدين ومكايد الحشاشين"، و"شجرة الدر".
- إن إعادة النظر في كتابات جورجي زيدان تكشف بوضوح أنه يمثل اتجاه الاستشراق والتبشير والتغريب حاملاً شبهاته وسمومه وعاملاً على غرسها في أبحاث التاريخ الإسلامي، وقد كانت هذه الكتابات مجهولة المصدر إلى أن ترجمت دائرة المعارف الإسلامية، التي كتبها متعصبو المستشرقين، وتبين أنها تضاهيها من حيث وحدة المصدر.
- ثم جاء بعد ذلك طه حسين وأحمد أمين وأمين الخولي وغيرهم، فأدخلوا التاريخ الإسلامي في مراحل جديدة أشد خطورة ثم جاءت بعد ذلك محاولات التفسير المادي للتاريخ الإسلامي التي حمل لواءها عبد الرحمن الشرقاوي وغيره.
* روايات جورجي زيدان:
أما المجال الذي استطاع جورجي زيدان أن يبث فيه سمومه، فهو مجال القصص فقد ألف عددًا من القصص تحت اسم روايات الإسلام، دس فيها كثيرًا من الدسائس والمؤامرات والأهواء، وحاول إفساد مفهوم الشخصية والبطولة الإسلامية حيث أساء إساءة بالغة إلى الأعلام من أمثال صلاح الدين الأيوبي، وهارون الرشيد، والسلطان عبد الحميد، وعبد الرحمن الناصر،
وعبد الرحمن الغافقي، وأحمد بن طولون، والأمين والمأمون، وعبد الرحمن الداخل، وشجرة الدر .. إلخ.
- وما زالت هذه الروايات تظهر بين وقت وآخر مطبوعة طباعة فاخرة لتخدع الشباب بذلك الأسلوب القصصي المسموم، وقد أقام جورجي زيدان تصوره على أساس خطير:
أولاً: تصويره للخلفاء والصحابة والتابعين بصورة الوصوليين الذين يريدون الوصول إلى الحكم بأية وسيلة، ولو كان على حساب الدين والخلق القويم مع تجريحهم واتهام بعضهم بالحقد وتدبير المؤامرات.
ثانيا: تزييف النصوص التي نقلها عن المؤرخين القدامى وحولها عن هدفها تحويلاً أراد به السخرية والاستخفاف بالمسلمين وبني عليها قصصًا غرامية باطلة.
ثالثا: استهدف من حشد العلاقات الغرامية، ذات المواقف المنبثة داخل روايات تاريخ الإسلام إثارة غريزة الشباب وتحريك شهوة المراهقين، مستغلاً ضعف ثقافة الكثيرين منهم، وجهلهم بالغاية التي يرمي إليها في رواياته مع الاستشهاد بالأبيات الشعرية المكشوفة الساقطة، التي تحرك الغرائز الدنيا.
رابعًا: تبين من البحث الذي قدمه عالم أزهري درس باستفاضة روايات جرجي زيدان أن معظم الأحداث التاريخية في رواياته قد حُرفت وبنيت على أساس فاسد فقد ظل جرجي زيدان -على حد تعبير الباحث- ينقب وينقر ويجهد نفسه في مزج الحق بالباطل وتقديمه في أسلوب براق جذاب معتمدًا على فن أدبي ذي أثر بالغ، وذلك هو فن القصة والرواية، حيث لم يكن حريصًا على تحري الحقائق التاريخية قدر حرصه على الحبكة القصصية وخلق الحوادث المثيرة خلقًا، وقد عمل جاهدًا على طمس التاريخ الإسلامي وتشويه