الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اجتماعية، زعمه أن نشأة علوم الربية كالنحو والبلاغة والعروض قديمة، أي أنها نشأت قبل الإسلام لا بعده وهو يبني هذا الزعم أيضًا على ما افترض من أن القران أثر جاهلي.
*
زكي مبارك حاول أن يصف القرآن الكريم بكل ما لا يصدق وأنه من كلام العرب
!!
افتراض أن القرآن من كلام عربي من العرب:
حاول زكي مبارك أن يصف القرآن بكل ما لا يصدق إلا على نتاج البيئة، يقول: فمن الواجب أن يترك الباحثون ذلك الميدان الذي أولعوا بالجري فيه وهو عصر الدولة العباسية وأن يجعلوا ميدان النضال (عصر النبوة) نفسه وأن يحدثونا ما هي الصلات الأدبية والاجتماعية التي وصلت إلى العرب من الخارج فأعطت نثرهم تلك القوة وذلك الزخوف اللذين تراهما مجسمين في القرآن؟ هنالك نعرف بالبحث: أكان القرآن صورة عبقرية أم تقليدية.
فهذا شك لا يقبل شكًا ولا يحتمل تأويلاً في أن صاحب الكتاب يرى القرآن من كلام العرب، تأثر بما تأثروا به أو يصح أن يكونوا تأثروا به من صلات أدبية واجتماعية أتتهم من الخارج، وأن ما امتلأ به في زعمه من "الزخرف والصنعة المحكمة" ليس طبيعيًا ولكنه مكتسب مجلوب من الخارج".
وقوله: "هنالك نعرف بالبحث أكان القرآن صورة عبقرية أم تقليدية، والتقليد هنا ليس هو تقليد عربي لعربي ولكن تقليد عربي لأعجمي؛ لأن الصلات الخارجية التي يسأل عنها هي صلات بين العرب ومن حولهم من الأعاجم فتشكيكه في العبقرية وتجويزه التقليد على القرآن قاطع في أنه لا يرى القرآن من كلام واهب العبقرية وفاطر الإنسان، ولكن من كلام بشر
مشكوك حتى في عبقريته.
- ويقول زكي مبارك "والقرآن نثر جاهلي والسجع فيه يجرى على طريقة جاهلية، حين يخاطب القلب والوجدان، ولا ينكر متعنت أن القرآن وضع للصلوات والدعوات ومواقف البكاء والخوف والرجاء سورًا مسجوعة تماثل ما كان يرتله المتدينون من النصارى واليهود والوثنيين، ولا تنس أن الوثنية كانت دينًا يؤمن به أهله في طاعة وخشوع، وكانت لهم طقوس في هياكلهم وكانت تلك الطقوس تؤدى على نحو قريب مما يفعل أهل الكتاب من النصارى واليهود".
- وهذا الكلام لا يحتاج إلى تعليق في أنه يضع القرآن في صف كتب الوثنيين وأهل الكتاب ويجري المقارنة بينها وبينه ويقول: والقرآن وضع لأهله صلوات وترنيمات تقرب في صيغها الفنية مما كان لأهل الكتاب من صلوات وترنيمات والفرق بين الملتين يرجع إلى المعاني ويكاد ينعدم فيما يتعلق بالصور والأشكال، ذلك بأن الديانات الثلاث، الإسلام والنصرانية واليهودية ترجع إلى مهد واحد هو الجزيرة العربية، فاللون الديني واحد وصورة الأداء تكاد تكون واحدة.
وهكذا صارح صاحب "النثر الفني" القارئ بذات نفسه، لا عن القرآن فقط وتقليده حتى الوثنيين في الصورة والشكل ولكن عن الأديان الثلاثة كيف أنها كانت نبت البيئة، نبت الجزيرة العربية، والرجل يقول هذا وقد وضع بين أيدي الناس "المفتاح" إلى مذهبه في القرآن والدين.
- ويقول الدكتور محمد أحمد الغمراوي: إن الخصومة بينه وبين زكي مبارك ليس منشؤها ما يعتقد الدكتور، ولكن ما يعلن ويدعو إليه، فاعتقاده ودينه أمر بينه وبين ربه، أما ما يعلن ويكتب فأمر بينه وبين الناس، وهو حر فيما يرى ويفكر وفيما يعتقد، ما اقتصر ذلك على ذات نفسه أو ظل سرًا بينه
وبين خلصائه والله تعالى سيجازيه به، ولكنه يفقد تلك الحرية في اللحظة التي يحاول أن يتخذ من الأدب وسيلة لبث آرائه ومعتقداته بين الناس، إنه في تلك اللحظة يصطدم بما يعتقد الناس إذا كان ما يعتقد يخالف ما يعتقدون خصوصًا إذا كان ما يعتقدون هو الحق وما يدعو إليه هو الباطل.
- لقد تركنا للدكتور كل هذه السنين يبدئ ويعيد في الأخلاق وغير الأخلاق مما يتصل بالدين اتصالاً وثيقًا من غير أن نتعرض له، إلا مرتين.
الأولى: حين ختم كلمة له في نعيم الجنة بذلك الدعاء الماجن "اشغلني عنك يا رباه بأطايب الجنة فإن نظري لا يقوى على نور وجهك الوهاج".
والثانية: حين كتب يقول: "أعوذ برب الفلق من خير ما خلق"، وقد وقع الرجل على حيلة أخذها من صديقه الشيطان هو أن يسمي المسميات ضد أسمائها ليدخل على بعض النفوس عن طريق الايحاء فستر الإنسان جسمه بالثياب رياء واعوجاج في الضمير والدعوة إلى تعريته دعوة إلى الحياة، احتضان الفتاة للفتى هو مثال الفرح النبيل، وهجوم الفتاة على الفتى طاعة لغريزة كريمة، وانتهاب الجمال هو في ذاته شكران لواهب الجمال، فتراه مثلاً يقول لك:"وانتفع الصوفية بسماحة الإسلام وهو دين يأبى أن يكون بين المسلم وربه وسيط فقرروا أنهم أرفع من الأنبياء وهذا كفر بظاهر القول، ولكنه في الجوهر غاية الإيمان".
- فانظر كيف رتب على المعنى أن الصوفية يضعون أنفسهم فوق مرتبة النبوة؛ لأنهم أعرف بالله وأرعى له من الأنبياء، وباطنه أنه ليس بهم ولا بك إذا ارتقيت مثلهم إلى الأنبياء حاجة وإلا كان بينك وبين الله وسطاء فتلك هي في رأي زكي مبارك سماحة الإسلام وبها انتفع الصوفية فلا الإسلام يحترم سماحة حمقاء كالتي نسبها إليه زكي مبارك ولا الصوفية بلغ بهم