الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يتخدون أسمى ما في الدنيا وأجل ما في النفس طبولاً لهم، ويتذرعون بالتهجم على الدين -على دين واحد في الحقيقة- وعلى العلم والفلسفة والأدب لنيل ما يستحقون، ويفسدون عقول الناس، ويبلبلون خواطرهم بما يغالطونهم فيه ويخادعونهم".
*
سلامة موسى: دارون ونظرية التطور:
حاولت قوى التغريب دفع أفكار سلامة موسى إلى أبعد مدى بعد أن هلك، ولكن لم يكن ذلك ليجد أي صدى، فقد تقادم العهد الذي كانت كتاباته تملأ نفوس الشباب ببريق خاطف، وتبين فساد النظريات الثلاث التي دافع عنها وسقوطها:
ا- نظرية اللادينية والعلمانية، وهذه قد تداعت في داخل المجتمعات التي دعت إليها وظهرت بها.
2 -
نظرية داروين التي تكشفت الأخطاء عن فسادها وزيفها.
3 -
نظرية التحليل النفسي لفروديد وقد اعتورها زيف كبير ونكشف عن أنها نظرية تلمودية تستهدف تدمير الإنسان وتحطيم وجوده.
يقول الأستاذ لمعي المطيعي: أن سلامة موسى وجه سهم قلمه مباشرة إلى عقيدة المصريين جميعًا، حيث ترجم في وقت باكر كتاب "نشوء فكرة الله" لجرانت إليه، فهم يؤمنون إيمانًا راسخًا بالخالق (خالق السموات والأرض) فلماذا يأتي هذا الكاتب ليعرض عليهم هذه الأفكار وما مدى اقتناعه هو نفسه بها سيما وإن كان قد تتلمذ على أفكار شبلي شميل وكتب عن الدارونية ونظرية التطور ودعا إلى العلمانية.
وقال: الانطباع الأول هو الانطباع الأخير.
لقد غفل الكاتب عن حقيقة جوهرية، وهي أن الأمة العربية تحرص
على التطور والتقدم والتحديث من خلال المحافظة، على العقيدة وليس عن طريق التناقض معها أو مواجهتها إذ أن الشعوب العربية تؤمن بأن العقيدة لا تتناقض مع العلم بل إنها تدعو إليه.
ومن أعماله أنه طالب باستبدال الحروف اللاتينية بالحروف العربية في الكتابة على زعم أن الكتابة بالحروف اللاتينية أيسر، فثار أهل العربية -على حق- ضد هذه الدعوة ووجدوا منها سندًا جديدًا على اتجاه الكاتب:(المعادي لعقائد الناس ولغتهم).
وقد تتلمذ سلامة موسى على أفكار لطفي السيد وفرح أنطون ويعقوب صروف".
ويقول نعمان عاشور الذي كان يحضر مجالسه الخاصة: إن آراءه واتجاهاته كانت تجنح في معظمها للتطرف الجارف والخروج عن المألوف، وكان يخفي نزعته الطائفية وراء ستار رقيق من العلمية، ولكنه اضطر أن يكشفها في مقالاته في جريدة مصر، وكان يكشفها لتلاميذه في اجتماعاته الخاصة مع دعواه الدائمة في كتاباته إلى نبذ التعصب وإبعاد الدين عن الخلافات السياسية والمذهبيات الاجتماعية والتطلعات الوطنية والقومية.
وقد دعا إلى الفرعونية، وكتابة العربية بالحروف اللاتينية، وكانت له نظرات محددة في معالجة الجنس فضلاً عن النظرة الاشتراكية.
وقد عمل سلامة موسى في جمعية الشبان المسيحية، ما وصفه نعمان عاشور بأنه "حدبة على الشباب" وندواته ومحاضراته ومناظراته التي كان يشترك فيها وملتقى كبير من الشباب المسلمين والمسيحيين الذين كانوا يؤمنون بما يعتقده.
ا- الاتجاه إلى المذاهب الاشتراكية.
2 -
الإيمان بالغرب.
3 -
كراهية الإسلام.
وكان يوزع على الجالسين ورقة صغيرة يكتب كل منهم رده على ما سيوجه إليهم من أسئلة كشباب ليعطوها له في آخر الجلسة حيث يقوم بعمل حصر ميداني لمشاكل الشباب.
وقال: أنه صودر في حملة عام 1946 مع زكي عبد القادر وعصام الدين حفني ناصف.
وكان قد أقام في لندن أربع سنوات تأثر فيها بالحركة الاشتراكية الفابية وكان معجبًا ببرنارد شو وتتلمذ على يعقوب صروف وفرح أنطون، وكان له دوره في مجلة الهلال".
ولا ريب أن كتابة "نعمان عاشور" تكشف الكثير وتلقي الضوء على الخطة التي كانت تقوم عليها جمعية الشبان المسيحية في الثلاثينات بالاشتراك مع الجامعة الأمريكية من ناحية أخرى في التبشير واجتذاب الشباب، ومع الدور الذي كان يقوم به طه حسين في كلية الآداب، ومدرسة السياسة (محمود عزمي وعلي عبد الرازق) في حزب الأحرار الدستوريين.
وذلك مخطط مدروس كشفنا عنه في كثير من الدراسات وهو نمو طبيعي لمدرسة سعد زغلول ولطفي السيد في التعليم والصحافة والأحزاب الموالية لكرومر والاستعمار.
ولو أفصح الأستاذ نعمان عاشور لقال: أن سلامة موسى كان يجتمع بالشباب بعد اختباره والتعرف عليه في غرفة مغلقة في جمعية الشبان المسيحية وكان يتناول أخطر المسائل بالنسبة للإسلام والقرآن بعد التأكد من أن الحاضرين عليه يحتقرون الإسلام ويسخرون منه، وكان ذلك كله مددًا لمعهد شارع المناخ الذي كان يديره (هنري كوريل) اليهودي الميسور الذي أنشا في مصر خلايا الشيوعية وأحزابها والذي ينتسب إلى التلمذة عليه عدد كبير من
الأسماء اللامعة الآن في مجال اليسار والشيوعية.
- وعندما تطالع مواد العدد الأول من المجلة الجديدة (ديسمبر 1929) التي أصدرها سلامة موسى بعد أن فصل من دار الهلال تجد أنه أراد أن يسجل برنامجه التغريبي كاملاً فأورد هذه الموضوعات:
- العلم وحده (محمود عزمي).
- المجددون يقولون بالتطور (سلامة موسى).
- دارون، الفرعونية، الإغريق.
- الصراحة في المسائل الجنسية.
- البهائية، الرجعية، الوطنية والعالمية.
- التجديد في تركيا.
- الشرق شرق والغرب غرب.
- المصريون أمة غير شرقية.
- دين البشرية.
- الأزمة الدينية في العالم.
- اللغة العربية.
- المادية.
- العقل وحده، غاندي.
- السفور في العالم الإسلامي.
- فولتير، هافلوك إليس، نيتشه.
- البشرية دين جديد.
- التعليم.
- السلفيون والمجددون.
- أرايت أيها القارئ المسلم هذه الموضوعات: هل غادرت قضية واحدة
من قضايا التغريب، ما أحوجنا إلى بحث جامع في الرد على العدد الأول من المجلة الجديدة!
واليوم وبعض أبناء سلامة موسى يجددون تراث أبيهم تراهم يخافون طبع كتابه "اليوم والغد"؛ لأنه يكشف خطته ومؤامرته على العروبة والإسلام واللغة العربية (وهو كتاب قرأته وأنا في السابعة عشرة)، لكنهم يطبعون كتاب "الثورات" الذي هو خدمة أساسية للفكرة الماسونية التي تعمل على تحطيم الأنظمة الروحية والاجتماعية والأخلاقية في العالم الإسلامي، معليًا من شأن الثورة الفرنسية على أساس أنها قمة الثورات، وإعلان، الإعجاب بها مع عدم تعمق الفهم للدوافع والغايات التي أحاطت بها، وأنها هي ثورة الماسونية الحقيقية التي أخذت تعدلها منذ عصر فولتير، ورسو، وديدرو والتي غيرت وجه أوربا كله في سبيل تمكين اليهود للخروج من الجيتو وإحلال الانتماء الوطني بديلاً للانتماء الديني، والقضاء على التنظيمات المسيحية التي حاولت وقف خطرهم وسيطرتهم، وتحطيم وحدة الجامعة المسيحية في أوربا، بل إن البروتستانتيين كما يبين من بعد كانوا في خدمة أهداف الماسونية والصهيونية وأنهم حتى الآن هم المؤيدون لفكرة وجود اليهود في إسرائيل".
- وبعد فإن مفتاح شخصية سلامة موسى هو كراهيته للإسلام والعمل في كل معسكر معادٍ له، ويبدو أن سلامة موسى حين ذهب إلى لندن جندته الماسونية العالمية بذكاء خارق واستغلت نحلته على النحو الذي اسُتُغِلّ به شبلي شميل في مهاجمة الدين بصفة عامة والإسلام بصفة خاصة" (1) اهـ.
وذهب شبلي شميل وسلامة موسى إلى مزبلة التاريخ مع الدّجالين الذي تلعنهم السموات والأرضون والناس أجمعون.
(1) انظر "جيل العمالقة"(ص 163 - 176).