الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
60 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ تَتَبُّعِ الْعَوْرَاتِ
2732 -
قَالَ أَبُو يعلى: إِبْرَاهِيمُ بْنُ دِينَارٍ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سلَاّم، عَنْ حَمْزَةَ الزيَّات، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَسْمَعَ العواتق (1)(2) في بيوتها، أو قال فِي خُدُورِهَا (3)، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بلسانه، ولم يدخل الإِيمان قلبَه (4)، لَا تَغْتَابُوا (5) الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تَتَبَّعُوا عوراتِهم فَإِنَّهُ من يتبع (6) عورة أخيه يتبع (7) الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه في جوف بيته.
(1) وفي نسخة (عم): "اجتمع".
(2)
"العواتق": جمع عاتق، يقال: عتقت الجارية وهي الشابة أول ما تدرك، وقيل هي التي لم تَبِنْ عن والديها، ولم تُزوَّج، وقد أدركت وشبت. وتجمع على العتق والعواتق وكل شيء بلغ إناه فقد عتق. النهاية (3/ 178).
(3)
جمع "خِدْر" ناحية في البيت يترك عليها ستر فتكون فيه الجارية، النهاية (2/ 13).
(4)
وفي (عم): "في قلبه".
(5)
الغيبة: أن يذكر الإنسان في غيبته بسوء وإن كان فيه، فإن ذكرته بما ليس فيه فهو البهتان.
النهاية (3/ 399).
(6)
وفي (عم): "تتبع" بالمثناة من فوق.
(7)
وفي (عم): "تتبع" بالمثناة من فوق.
2732 -
تخريجه:
ذكره الهيثمي في المجمع (8/ 96) وعزاه لأبي يعلى، وقال: رجاله ثقات. =
= وذكره البوصيري في الإِتحاف (4/ ق 32 أ).
والحديث في مسند أبي يعلى (3/ 237) في (1675) بسنده ومتنه عدا قوله "ولم يدخل الإيمان قلبه" مع أن هذه الجملة موجودة في جميع النسخ.
والشيخ الأعظمي جعل هذه الجملة بين قوسين وقال: أخذتها من الإتحاف.
وكان الأولى له أن يرجع إلى نسخ المطالب المروية بالأسانيد.
ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت الغيبة وذمها (ص 302: 167)، عن إبراهيم بن دينار، به بنحوه.
ورواه أبو الشيخ الأصبهاني في التوبيخ والتنبيه باب ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم المسلم من ترك غيبة أخيه (ص 114: 85).
ورواه تمام في فوائده (1/ 104: 242).
ورواه أبو نعيم في دلائل النبوة (ص 157: 356) ورواه البيهقي في دلائل النبوة باب ما جاء في إسماعه خطبته العواتق (6/ 256).
ورواه البيهقي أيضًا في الشعب في فضل ترك تتبع عورات المسلمين (7/ 521: 11196). كلهم من طرق من مصعب بن سلام، به بألفاظ متقاربة بنحو رواية أبي يعلى.
الحكم عليه:
مدار الحديث على مصعب بن سلام، وهو وإن كان له أوهام لكنه حسن الحديث، وهذا الحديث ليس من أوهامه لأسباب منها:
أولًا: أن ابن عدي وغيره لم يذكروا هذا الحديث من أوهامه.
ثانيًا: الذين ضعفوه إنما ضعفوه لانقلاب بعض أحاديث شيوخه وليس حمزة الزيات منهم.
ثالثًا: إن العراقي في تخريج الإحياء (3/ 1173: 1735) قال: إسناده جيد، وحسّنه المنذري في الترغيب (3/ 177)، واختاره الضياء في المختارة. =
= رابعًا: للحديث شواهد بمعناه مما يدل على أن مصعبًا حفظه.
وفيه أيضًا أبو إسحاق السبيعي وهو مدلس وقد عنعن في هذا الحديث وهو عند ابن حجر في المرتبة الثالثة، وهذا اجتهاد منه رحمه الله، وفي بعض تقاسيمه نظر قد يخالفه فيه غيره، فعلى سبيل المثال جعل ابن حجر الحسن البصري في الثانية أي أن تدليسه محتمل بينما يقول الذهبي في التذكرة وهو مدلّس لا يحتج بقوله عن فلان.
ولم يدلس أبو إسحاق في هذا الحديث لموافقة غيره له في الشواهد وعلى كل حال الحديث بهذا الإسناد حسن.
ملحوظة: قال: محقق مسند أبي يعلى حسن سليم: إن حمزة الزيات متأخر السماع عن أبي إسحاق، ولم أقف على ذلك بل الذي وقفت عليه أن الذي سمع عنه بآخرة الحكم بن عيينة، ومن سواه ففيه خلاف.
وللحديث شواهد حسنة يرتفع بها إلى الصحيح لغيره.
فرواه ابن حبّان في صحيح باب الزجر عن طلب عثرات المسلمين (7/ 506: 5733).
ورواه الترمذي في البر والصلة باب ما جاء في تعظيم المؤمن (4/ 378: 2032)، والبغوي في شرح السنة باب النهي عن تتبع عورات المسلمين (13/ 401:3526) ثلاثتهم من طريق الحسين بن واقد، عن أوفى بن دلهم، عن نافع، عن ابن عمر بنحوه، وقال الترمذي: حديث حسن غريب لا نعرفه إلَّا من حديث الحسين بن واقد.
قلت: الحسين بن واقد، ثقة، ولكن فيه أوفى بن دلهم وهو صدوق.
ومنها حديث أبي برزة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، بنحوه.
رواه أبو داود في الأدب باب في الغيبة (5/ 194: 4880) عن عثمان بن أبي شيبة بن الأسود بن عامر أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن سعيد بن عبد الله بن جريج، عن أبي برزة الأسلمي، به.
ورواه أحمد في المسند (4/ 420) عن الأسود بن عامر، به. =
= ورواه ابن أبي الدنيا في الصمت باب الغيبة (ص 303)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق باب ما جاء في الغيبة (ص 99: 198)، والبيهقي في الآداب باب ترك الغيبة (ص 109: 152) ثلاثتهم، من طريق أبي بكر بن عياش، به.
وفيه سعيد بن عبد الله بن جريج وهو صدوق ربما وهم.
وعلى كل حال فالحديث صحيح بشواهده، والله أعلم.
2733 -
وقال عبد: عبد الله بن مسلمة، ثنا خالد بن إِلْيَاسَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لا يَرَى امْرُؤٌ مِنْ أَخِيهِ عَوْرَةً فَيَسْتُرُهَا عَلَيْهِ إلَّا أدخله الله الجنة.
2733 -
تخريجه:
أورده الهيثمي في المجمع (6/ 249).
ذكره البوصيري في الإِتحاف (4/ 105).
وهو في المنتخب لعبد بن حميد (ص 279: 885).
ورواه الخرائطي في مكارم الأخلاق باب ما يستحب للمرء من ستر عورة أخيه المسلم (1/ 474: 483)، ورواه الطبراني في الصغير (2/ 125).
ورواه أبو الشيخ الأصبهاني في التوبيخ باب أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالستر على المؤمنين (ص 145: 115) ورواه البغوي في شرح السنة باب السرّ (13/ 99: 3519) أربعتهم من طريق خالد بن إلياس، به بلفظه.
الحكم عليه:
الحديث بهذا السند ضعيف جدًا، وعلته خالد بن إلياس وهو متروك، وقد روي عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه "لا يرى امرؤ من أخيه .. " فذكره بلفظه. رواه ابن النجار في الذيل في ترجمة عبد الملك بن حسين (16/ 37) من طريق المعلى بن عبد الرحمن، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بن عبد الله اليزني، عن عقبة بن عامر.
قلت: هذا الشاهد لا يفيد للحديث شيئًا لأن فيه معلي بن عبد الرحمن الواسطي قال الحافظ ابن حجر متهم بالوضع.
ولكن صح عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حديث طويل قوله: (ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة!. =
= رواه البخاري في صحيحه في المظالم باب لا يظلم المسلم المسلم الفتح (5/ 97: 2442) ورواه مسلم في البر والصلة باب تحريم الظلم (4/ 1996: 2580) كلاهما من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
2734 -
وقال أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ (1)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الْمُسْلِمُ مِرْآةُ الْمُسْلِمِ، فَإِذَا رَأَى بِهِ شَيْئًا فليأخذه (2)(3).
(1) وفي النسخ الأربع: "عبد الله" وهو تحريف.
(2)
وفي (عم) و (سد): "فلنخبره" وهو تحريف أيضًا.
(3)
والمعنى إذا بصر ببدنه أو ثوبه نحو قذر أو قذاة لم يشعر به فلينحه عنه ثم لِيُرِه. كما جاء في خبر آخر، فيض القدير (6/ 271).
2734 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ 605)، وقال: ضعيف لضعف عبيد الله. ورواه ابن المبارك في الزهد باب النية مع قلة العمل (ص 253: 730) عن يحيى بن عبيد الله، به بلفظ "إن أحدكم مرآة أخيه فإذا رأى به شيئًا فليمطه عنه".
ومن طريق ابن المبارك رواه الترمذي في البر والصلة باب ما جاء في شفقة المسلم عن المسلم (4/ 325: 1929) قال أبو عيسى: ويحيى بن عبيد الله ضعفه شعبة، وفي الباب عن أنس.
ومن طريق ابن المبارك أيضًا أخرجه البغوي في شرح السنة في الاستئذان باب النصيحة (13/ 92: 3513).
الحكم عليه:
الحديث بهذا السند ضعيف جدًا من أجل يحيى بن عبيد الله وأبيه وضعفُ يحيى أشد من ضعف أبيه، وضعف البوصيري إسناده في الإتحاف.
وللحديث طريق أخرى بمعناه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: (المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه".
رواه أبو داود في السنن في الأدب باب في النصيحة (5/ 217: 4918) عن =
= الربيع بن سليمان المؤذن حدّثنا ابن وهب عن سليمان يعني ابن بلال، عن كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة.
ورواه البخاري في الأدب المفرد باب المسلم مرآة أخيه (1/ 332: 239)، عن إبراهيم بن حمزة قال ابن أبي حازم عن كثير بن زيد، به بلفظه.
قلت: هذا إسناد حسن، فيه كثير بن زيد الأسلمي وهو مختلف فيه فقال أحمد وابن معين وابن عدي: ليس به بأس وقد ضعفه النسائي وغيره فحديثه من هذا الباب حسن، وقد حسن الحديث العراقي في تخريج الإحياء (2/ 160)، وأقره المناوي وقال الألباني في الصحيحة: إسناده حسن برقم (926).
ورواه البخاري في الأدب المفرد باب المسلم مرآة أخيه (1/ 332: 238) عن أصبغ قال أخبرني ابن وهب قال أخبرني خالد بن حميد، عن خالد بن يزيد، عن سليمان بن راشد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هريرة، بنحوه موقوفًا.
وهذا إسناد حسن فيه صدوقان وهما خالد بن حميد، وخالد بن يزيد وبقية رجاله ثقات، وهذا يدل على أن الصحابي قد ينشط أحيانًا فيرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأحيانًا يقوله فتوى من عنده.
ورواه الخرائطي في مكارم الأخلاق باب ما جاء في الشح على الإخوان (25/ 747: 570)، عن طريق أبي سفيان عن كثير بن زيد ولكن جعله من مسند الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ عَنْ النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ قريب.
وللشطر الأول من الحديث شاهد بمعناه من حديث أَنَسٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "المؤمن مرآة المؤمن".
أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 105: 124)، وابن عدي في الكامل في ترجمة محمد بن عمار كلاهما عن محمد بن عمار، عن شريك بن أبي نمير، عن أنس، به.
وقال الألباني في الصحيحة برقم (926) فالإسناد حسن.