المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌83 - باب إنصاف الرقيق وما يقتنى منه ومن الحيوانات - المطالب العالية محققا - جـ ١٢

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌60 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ تَتَبُّعِ الْعَوْرَاتِ

- ‌61 - بَابُ النَّهْيِّ عَنْ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ وَالْمُفَاخَرَةِ وَالتَّعْيِيرِ بِالْآبَاءِ

- ‌62 - بَابُ ذَمِّ الْحَسَدِ

- ‌64 - بَابُ إِكْرَامِ الْجَارِ

- ‌65 - بَابُ الْأَمْرِ بِالتَّوَدُّدِ إِلَى الإِخوان

- ‌66 - بَابُ مُخَالَطَةِ النَّاسِ

- ‌67 - بَابٌ خَيْرُ الْأُمُورِ الْوَسَطُ

- ‌68 - باب الحب والإِخاء

- ‌69 - بَابُ اسْتِخْدَامِ الْأَحْرَارِ وَلَا يُعَدُّ ذَلِكَ مِنَ الكبر

- ‌70 - بَابُ الْمُنَافَسَةِ فِي خِدْمَةِ الْكَبِيرِ

- ‌71 - باب الترهيب في تَرْكِ الِاخْتِتَانِ

- ‌72 - باب العقل وفضله

- ‌73 - باب كراهية الجلوس في البيت

- ‌74 - بَابُ إِبَاحَةِ التَّسَمِّي بِأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ وَمَا جَاءَ فِي كَرَاهِيَةِ ذَلِكَ

- ‌75 - بَابُ كَرَاهِيَةِ التَّسَمِّي بِأَسْمَاءِ الْجَبَابِرَةِ وَتَغْيِيرِ الِاسْمِ إِلَى مَا هُوَ أَحْسَنُ مِنْهُ

- ‌76 - باب أحب الأسماء إلى الله تعالى

- ‌77 - بَابُ الْكِنَايَةِ عَنِ السُّؤَالِ عَنِ الْحَاجَةِ قُضِيَتْ أم لا

- ‌78 - بَابُ الْمُدَارَاةِ

- ‌79 - بَابُ الْأَدَبِ فِي الْجُلُوسِ وَالنَّوْمِ

- ‌80 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ النَّوْمِ عَلَى سَطْحٍ لَيْسَ له تحظير

- ‌81 - باب الأناة والرفق

- ‌82 - باب مثل الجليس الصالح

- ‌83 - باب إنصاف الرقيق وما يقتنى منه ومن الحيوانات

- ‌84 - بَابُ مَسْحِ رَأْسِ الصَّغِيرِ وَالصَّغِيرَةِ وَرَحْمَةِ الْيَتِيمِ

- ‌85 - باب سعة رحمة الله تعالى والترغيب في الرحمة

- ‌86 - بَابُ الإِحسان إِلَى الرَّقِيقِ

- ‌87 - باب آداب الرسل

- ‌88 - بَابُ إِكْرَامِ الْكَبِيرِ

- ‌89 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ إِكْرَامِ الْمُشْرِكِينَ

- ‌90 - باب الرخصة في إكرام أكابرهم

- ‌91 - بَابُ إِكْرَامِ الزَّائِرِ

- ‌92 - باب المزاح

- ‌93 - بَابُ صِفَةِ قَلْبِ ابْنِ آدَمَ

- ‌94 - بَابُ حُبِّ الْوَلَدِ

- ‌95 - باب الرُّؤْيَا

- ‌31 - كتاب الإيمان والتوحيد

- ‌1 - باب تحريم دم مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ

- ‌2 - بَابُ فَضْلِهَا

- ‌3 - بَابُ الإِسلام شَرْطٌ فِي قَبُولِ الْعَمَلِ

- ‌4 - باب تعريف الإِسلام والإِيمان

- ‌5 - باب ما يعطاه المؤمن بعد موته

- ‌6 - بَابُ الْحَبِّ فِي اللَّهِ مِنَ الإِيمان

- ‌7 - باب الزجر عن كل مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ

- ‌8 - بَابُ الْخِصَالِ الَّتِي تُدخل الْجَنَّةَ وَتَحْقُنُ الدَّمَ

- ‌9 - باب

- ‌10 - بَابُ إِثْبَاتِ الإِيمان لِمَنْ شَهِدَ الشَّهَادَتَيْنِ وَعَمِلَ صالحًا

- ‌11 - بَابُ بَقَاءِ الإِيمان إِذَا أُكْرِهَ صَاحِبُهُ عَلَى الكفر

- ‌12 - بَابُ خِصَالِ الإِيمان

- ‌13 - باب الدين يسر

- ‌14 - باب الحدود كفارات

- ‌15 - باب مثل المؤمن

- ‌16 - باب علامات الإِيمان

- ‌17 - بَابُ فَضْلِ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْغَيْبِ

- ‌18 - بَابُ كَثْرَةِ أَهْلِ الإِسلام

- ‌19 - باب تفسير الكبائر

- ‌20 - بَابٌ

- ‌21 - باب البيان بأن أصل الأشياء على الإِباحة

- ‌22 - بَابُ أُصُولِ الدِّينِ

- ‌23 - بَابُ الْمِلَّةِ مِلَّةِ محمَّد صلى الله عليه وسلم

- ‌24 - بَابُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْعَمَلَ مِنَ الإِيمان

- ‌25 - بَابُ الِاعْتِبَارِ بِالْخَاتِمَةِ

- ‌26 - بَابُ الْقَدَرِ

- ‌27 - بَابُ الْأَطْفَالِ

- ‌28 - بَابُ افْتِرَاقِ الْأُمَّةِ

- ‌29 - بَابُ التَّحْذِيرِ مِنَ الْبِدَعِ

- ‌30 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ مَقْعَدِ الْخَوَارِجِ وَالْمَارِقِينِ

- ‌31 - بَابُ الرَّفْضِ

- ‌32 - بَابُ تَرْكِ تَكْفِيرِ أَهْلَ الْقِبْلَةِ

- ‌33 - بَابُ الْوَسْوَسَةِ

- ‌34 - بَابُ كَرَاهِيَةَ التَّزْكِيَةِ

- ‌35 - بَابُ تَكْذِيبِ مَنْ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ فِي الدُّنْيَا

- ‌36 - بَابُ الْعَفْوِ عَمَّا دُونَ الشِّرْكِ

- ‌37 - بَابُ عَظَمَةِ اللَّهِ وَصِفَاتِهِ

- ‌38 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي عِصْيَانِ الْوَسْوَاسِ فِي أُمُورِ الطَّاعَةِ

- ‌32 - كِتَابُ الْعِلْمِ

- ‌1 - بَابُ فَضْلِ الْعَالِمِ

- ‌2 - بَابُ عِصْمَةِ الإِجماع مِنَ الضَّلَالَةِ

- ‌3 - بَابُ طَلَبِ الإِسناد

- ‌4 - بَابُ الْأَخْذِ بِاخْتِلَافِ الصَّحَابَةِ

- ‌5 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ السُّؤَالِ عَمَّا لَمْ يَقَعْ

- ‌6 - بَابُ الإِيجاز فِي الْفَتْوَى

- ‌8 - بَابُ الْإِذْنِ فِي الْكِتَابَةِ

- ‌9 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي التَّصْدِيقِ بِمَا جَاءَ عَنِ الله تبارك وتعالى

- ‌11 - بَابُ السَّمْتِ الْحَسَنِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى

- ‌12 - بَابُ الِاسْتِذْكَارِ بِالشَّيْءِ

- ‌13 - بَابُ تَتْرِيبِ الْكِتَابِ

- ‌14 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ كِتْمَانِ الْعِلْمِ

- ‌15 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الإِخلاص فِي الْعِلْمِ

- ‌16 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى تَبْلِيغِ الْعِلْمِ

- ‌17 - باب كراهية الدعوى في العلم

- ‌18 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الْكَذِبِ وَالْخُلْفِ

- ‌19 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنَ الْكَذِبِ وَالتَّلْقِينِ

- ‌20 - بَابُ أَدَبِ الْمُحَدِّثِ

- ‌21 - بَابُ أَدَبِ الطَّالِبِ

- ‌22 - بَابُ الْوَرَعِ فِي الْفَتْوَى

- ‌23 - بَابُ الْعَمَلِ بِالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ

- ‌24 - بَابُ التَّثَبُّتِ فِي الْحَدِيثِ

- ‌25 - باب المذاكرة

- ‌26 - بَابُ ذَمِّ الْفَتْوَى بِالرَّأْيِ

- ‌27 - باب الرواية بالمعنى

- ‌28 - باب سعة العلم

- ‌29 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى نَشْرِ الْعِلْمِ

- ‌30 - باب معاني الحروف

- ‌31 - باب تصديق القرآن للسنة

- ‌32 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْأَخْذِ بِالسُّنَّةِ

- ‌33 - باب الرحلة في طلب العلم

- ‌34 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ وَالْحَثِّ عَلَيْهِ

- ‌35 - بَابُ تَبْيِينِ الْحَدِيثِ مُجْمَلَاتِ الْقُرْآنِ

- ‌36 - بَابُ اشْتِمَالِ الْقُرْآنِ عَلَى جَمِيعِ الْأَحْكَامِ إِجْمَالًا وتفصيلًا

- ‌37 - باب الترهيب من الكذب

الفصل: ‌83 - باب إنصاف الرقيق وما يقتنى منه ومن الحيوانات

‌83 - باب إنصاف الرقيق وما يقتنى منه ومن الحيوانات

2818 -

قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ (1)، عَنْ عبد الله بن عمرو (2) رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَصْلِحُوا مَثَاوِيَكُمْ وَاجْعَلُوا الرَّأْسَ رَأْسَيْنِ، وَأَخِيفُوا (3) الْهَوَامَّ قَبْلَ أَنْ تُخِيفَكُمْ.

قَالَ الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا: مَثَاوِيَكُمْ = بُيُوتَكُمْ، وَالرَّأْسُ رَأْسَيْنِ = إِذَا أَرَادَ شراء مملوك بعشرة آلاف فليشتر اثنين، والهوام = الحيّات.

(1) وفي (سد): "الحسين".

(2)

وفي (عم): "عمر" بدل عمرو.

(3)

وفي (عم): "اختفوا" وهو تصحيف.

ص: 178

2818 -

تخريجه:

هو في بغية الباحث، برقم 422.

ص: 178

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف جدًا، وآفته الخليل بن زكريا وهو متروك.

وقد ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه من قوله موقوفًا عليه. ولفظه: "أخيفوا الهوام قبل أن تخيفكم وانتضلوا، وتمعددوا واخشوشنوا واجعلوا الرأس رأسين، وفرقوا عن المنية، ولا تلثوا بدار معجزة، وأخيفوا الحيات من قبل أن =

ص: 178

= تخيفكم، وأصلحوا مثاويكم".

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف في الأدب (9/ 23: 6379) عن ابن عياش، عن عاصم، عن أبي العدبَس قال: سمعت عمر يقول فذكره.

ورواه عبد الرزاق في مصنفه (10/ 435) عن معمر، عن عاصم به.

ورواه أبو عبيد في غريب الحديث (3/ 325) من طريق أبي بكر بن عياش، به.

في هذا الأثر أبو العدبَس الأكبر روى عن عمر، قال ابن حجر: مقبول، والموقوف أحسن حالًا من المرفوع.

ص: 179

2819 -

وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ أَبِي عمار (1)، عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الْغَنَمُ بَرَكَةٌ، وَالْإِبِلُ عِزٌّ لِأَهْلِهَا، وَالْخَيْرُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِي الْخَيْلِ، وَالْعَبْدُ أَخُوكَ فَأَحْسِنْ إِلَيْهِ، فَإِنْ رَأَيْتَهُ مَغْلُوبًا فَأَعِنْهُ".

* مرسل.

(1) هو عريب بن حميد.

ص: 180

2819 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 28 أ).

وأورده الهيثمي في المجمع (5/ 262)، وعزاه إلى البزّار.

ص: 180

الحكم عليه:

الحديث رجاله ثقات إلّا أنه مرسل لأنّ عمرو بن شرحبيل تابعي وليس بصحابي.

وقد ورد متصلًا مرفوعًا من حديث حذيفة رضي الله عنه بالطريق نفسه.

رواه أبو نعيم في تاريخ أصفهان (2/ 108) من طريق سفيان، عن الْأَعْمَشُ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ أَبِي عمار، عن عمرو بن شرحبيل، عن حذيفة.

قلت: إسناده صحيح.

ورواه البزّار كما في كشف الأستار في الجهاد باب ما جاء في الخيل (2/ 272: 1685) من طريق الحسن بن أبي الحسن البجلي، عن طلحة بن مصرف، به بلفظه.

وللحديث شاهد دون الفقرة الأخيرة وهي قوله "والعبد أخوك

إلخ" من حديث عروة البارقي برفعه فذكره بلفظه.

ورواه ابن ماجه في التجارات باب اتخاذ الماشية (2/ 773: 2305) وأبو يعلى في مسنده (12/ 208: 6828) كلاهما عن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ ثنا عبد الله بن إدريس، عن حصين، عن عامر، عن عروة البارقي، بلفظه. =

ص: 180

= قال البوصيري في المصباح: إسناده صحيح على شرط الشيخين بل بعضه في الصحيحين بهذا الوجه، وإنما انفرد ابن ماجه بذكر الإبل والغنم، فلذلك ذكرته.

أما قوله "الخير معقود في نواصي الخيل" فهو في الصحيحين من حديث ابن عمر وأبي هريرة.

رواه البخاريُّ في المناقب (6/ 633: 3644) ومسلم في صحيحه (2/ 682: 26).

أما الفقرة الأخيرة الحديث وهي قوله "والعبد أخوك" إلخ، فلها شاهد بمعناها من حديث أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم

"إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم

ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم".

رواه البخاريُّ في الإيمان باب المعاصي من أمر الجاهلية (1/ 84: 30).

ص: 181

2820 -

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْغَنَمُ بركة، والإِبل عزّ لأهلها".

ص: 182

2820 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ 28 ب).

لم أجد حديث ابن عمر إلّا من هذا الطريق وهو ضعيف جدًا من أجل الخليل بن زكريا، وهو متروك.

ومتن الحديث صحيح من حديث عروة البارقي رضي الله عنه قال -رفعه-: "الإِبل عزّ لأهلها والغنم بركة"، وزادا والخير معقود في نواصي الخيل".

رواه ابن ماجه في سننه في التجارات باب اتخاذ الماشية (2/ 773: 2305) وأبو يعلى في مسنده (12/ 208: 6828) كلاهما عن محمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا عبد الله بن إدريس عن حصين، عن عامر، عن عروة البارقي رفعه.

ورواه الطبراني في المعجم الكبير (17/ 156: 404) من طريق عثمان بْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إدريس، به.

وقال البوصيري: إسناده صحيح على شرط الشيخين بل بعضه في الصحيحين وإنّما انفرد ابن ماجه بذكر الإبل والغنم.

وقلت: وذكرت حديث عروة كشاهد لحديث عمرو بن شرحبيل برقم (2819).

ص: 182

2821 -

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنْ أَبِي (1) عَبْدِ اللَّهِ، عن عطاء (2)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ الْأَغْنِيَاءَ أَنْ يَتَّخِذُوا الْغَنَمَ وَأَمَرَ الفقراء أن يتخذوا الدجاج.

(1) لم أقف له على ترجمة.

(2)

هو ابن أبي رباح.

_________

ص: 183

2821 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 28 ب) وقال: إسناده ضعيف لضعف رشدين.

ص: 183

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف لضعف رشدين، وشيخه أبو عبد الله لم أعرفه وله طرق أخرى عن عطاء كلها ضعيفة جدًا أو موضوعة، فرواه العقيلي في الضعفاء في ترجمة غياث بن إبراهيم (3/ 441).

وابن الجوزي في الموضوعات في الأطعمة باب الأمر باتخاذ الغنم (2/ 303) كلاهما من طريق غياث بن إبراهيم، عن أبيه، عن طلحة بن عمر، عن عطاء، به مثله. وغياث بن إبراهيم: يضع الحديث.

ورواه ابن عديّ في الكامل في ترجمة علي بن عروة (5/ 208)، وابن الجوزي.

في الموضوعات في الأطعمة باب الأمر باتخاذ الغنم (2/ 304) كلاهما من طريق علي بن عروة، عن ابن جريج، عن عطاء، به مثله.

قلت: علي بن عروة أيضًا متروك قال ابن حبّان: يضع الحديث.

وقد ورد عن أبي هريرة أيضًا فرواه ابن ماجه في سننه باب اتخاذ الماشية (2/ 773: 2307) وابن عديّ في الكامل في ترجمة علي بن عروة كلاهما من طريق =

ص: 183

= علي بن عروة، عن المقبري عن أبي هريرة مثله وزادا عند اتخاذ الأغنياء الدجاج يأذن الله بهلاك القرى".

وعلي بن عروة كما سبق متروك، قال ابن حبّان: يضع الحديث، وقد اختلف عليه، والزيادة التي في آخر حديث أبي هريرة تدل على بطلان الحديث لأنّ الله لا يهلك القرى بامتلاك ما أحل لهم.

ص: 184

2822 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شيبة، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ (1)، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (2)، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عن البراء رضي الله عنه. رفعه مرة ووقفه (3) مرة (4) أخرى، قال: الغنم بركة.

(1) هو محمَّد بن حازم.

(2)

وفي النسخ التي عندي: "عبيد الله، والصواب ما أثبته، آخذًا من مسند أبي يعلى وكتب الرجال.

(3)

وفي (حس): "رفعه" مكررة.

(4)

وسقطت لفظة: "مرة، الثانية من (مح) و (حس).

ص: 185

2822 -

تخريجه:

وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 70) وعزاه إلى أبي يعلى وقال: رجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن عبد الله الرازي وهو ثقة.

وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 28 ب).

وهو في مسند أبي يعلى (3/ 26: 1709).

ص: 185

الحكم عليه:

الحديث رجاله ثقات إلّا أنه وقفه مرة ورفعه مرة أخرى، والعجب من قول الألباني: عبد الله بن عبد الله الرازي في الصحيحة (4/ 363) هو من يستشهد به لسوء حفظه مع الصدق.

قلت: لم أجد للألباني في ذلك سلفًا، ولم يوصف بسوء الحفظ.

وللحديث شواهد كثيرة مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم منها حديث عروة البارقي فقد ورد فيه "الغنم بركة"، وهو على شرط الشيخين، وقد سبق أن ذكرته كشاهد عند حديث ابن عمر برقم (58).

ومنها حديث أم هانئ رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها "اتخذي غنمًا فإن فيها بركة". =

ص: 185

= رواه ابن ماجه في سننه (2/ 773: 2304) عن أبي بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أم هانئ، وقال البوصيري في الزوائد. إسناده صحيح.

ورواه أحمد في المسند (6/ 343) من طريق موسى أو فلان بن عبد الرحمن، عن أم هانئ، به.

وقد صحح الحديث الألباني في الصحيحة برقم (1763).

ص: 186

2823 -

وقال الحميدي: حدّثنا مهدي (1) عن واصل (2)، عن هلال (3)، عن أبي سنان (4) مولى لبني هاشم قال: بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "إن مِنْ شَرِّ رَقِيقِكُمُ السُّودَانُ، إِنْ جَاعُوا سَرَقُوا وإن شبعوا زنوا".

(1) هو ابن ميمون الأزدي.

(2)

هو ابن المهلب بن أبي صفوة مولى ابن عيينة الأزدي.

(3)

لم أقف عليه.

(4)

وفي النسخ الأربع: "عن مولى" والتصويب من الإتحاف واللآلىء المصنوعة.

ص: 187

2823 -

تخريجه:

ليس الحديث في مسند الحميدي المطبوع وهذا يدلّ على أن المطبوع ناقص.

ذكره البوصيري في الإتحاف (2/ 192).

وأورده السيوطي في اللآلئ (1/ 444) عن الحميدي.

ص: 187

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف فيه أبو سنان مولى لبني هاشم ولم أجده، وأيضًا مرسل لأنّ قوله "بلغنا" دليل على انقطاع.

وقد ورد معناه عن النبي صلى الله عليه وسلم بطرق أخرى، منها:

- حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا خير في الحبش، إذا جاعوا سرقوا وإن شبعوا زنوا".

رواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 316: 2836) وابن عديّ في الكامل (5/ 384)، والطبراني في الكبير (11/ 428: 12213) كلهم من طريق عوسجة، عن ابن عباس رضي الله عنهما.

واللفظ للطبراني وابن عديّ وعند البزّار مختصر.

وقال البزّار: رواه غير واحد عن عمرو، عن عوسجة مرسلًا.

ولا نعلم روى عن عوسجة إلّا عمرو بن دينار.

ورواه ابن عديّ في الكامل (5/ 384) من طريق عبد الجبار بن العلاء ثنا =

ص: 187

= سفيان، عن عمرو، عن عوسجة، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ مرسلًا.

وحديث ابن عباس هذا ضعيف لأسباب:

1 -

الاختلاف فيه وقفا وإرسالًا وكأن البزّار يميل إلى أن الوقف هو الراجح.

2 -

نقل ابن عديّ عن البخاريُّ قوله عوسجة مولى ابن عباس روى عنه عمرو بن دينار لم يصح حديثه.

3 -

عدَّ ابن عدي هذا الحديث من منكراته.

- ومنها حديث عائشة مرفوعًا "الزنجي إذا شبع زنى وإذا جاع سرق

".

رواه ابن عديّ في الكامل (5/ 265) من طريق عنبسه بن سعيد البصري، عن عمرو بن ميمون، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة. وعنبسة قال السيوطي في الاليء: متروك.

وله طريق أخرى عن ابن عباس رضي الله عنهما، رواها الطبراني في الكبير عن طريق عمر بن حفص المكي ثنا ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مرفوعًا بلفظ "إنهم إن جاعوا سرقوا وإن شبعوا فسقوا".

قلت: وعمر بن حفص المكي، قال الذهبي في الميزان: لا يدرى من ذا؟ وقال السيوطي: ليس بشيء.

والخلاصة: لا يصح في هذا الباب شيء عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وذلك لضعف الشديدة.

وأيضًا: معناه مما ينزه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِنَّ ينطق به، فكيف وقد قال لأبي ذر رضي الله عنه وقد كان عيّر شخصًا بأمه قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: إنك امرؤ فيك جاهلية.

ص: 188