الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
7 - باب الزجر عن كل مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
2881 -
[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدّثنا القواريري، حدّثنا ابن مهدي، حدثني عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ، حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حوشب حدثني جندب ابن سُفْيَانَ رَجُلٌ مِنْ بَجِيلَةَ قَالَ: إِنِّي عِنْدَ النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء بشير من سرية فأخبره بنصرة الله تعالى الذي نصر سريته وبفتح الله عز وجل الذي فتح لهم فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَيْنَا نَحْنُ نَطْلُبُ الْعَدُوَّ، وقد هزمهم الله تعالى إِذْ لَحِقْتُ رَجُلًا بِالسَّيْفِ، فَلَمَّا أحسَّ أَنَّ السيف واقعه، التفت وهو يسعى، فقال: إِنِّي مُسْلِمٌ فَقَتَلْتُهُ، وَإِنَّمَا كَانَ يَا نَبِيَّ الله متعوذًا قال صلى الله عليه وسلم: ألا شققت عن قلبه فنظرت صادقًا (1) هو أو كاذبًا؟ قَالَ: لَوْ شَقَقْتُ عَنْ قَلْبِهِ مَا كَانَ يُعلمني، هَلْ (2) قَلْبُهُ إِلَّا مُضْغَةٌ مِنْ لَحْمٍ قَالَ: فَأَنْتَ قَتَلْتَهُ لَا مَا فِي قَلْبِهِ عَلِمْتَ، وَلَا لِسَانَهُ صَدَّقْتَ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ الله استغفر لي، قال صلى الله عليه وسلم: لا أستغفر لك فَمَاتَ فَدَفَنُوهُ، فَأَصْبَحَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ ثَلَاثَ مرات، فلما رأى (3) قومه ذلك، استحيوا وحذروا (4)(مما لقي حمله)(5) فألقوه في شعب من تلك الشعاب.
[2]
وقال: وحدثنا محمَّد بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بهرام،
(1) وفي (عم) و (سد): "أصادقًا" بذكر همزة الاستفهام.
(2)
وفي (عم) و (سد) زيادة لفظة: "كان" بعد "هل".
(3)
وفي (عم) و (سد): "رأوه" بلفظ الجمع.
(4)
وفي مسند أبي يعلى خزوا.
(5)
ما بين المعقوفين زيادة من مسند أبي يعلى.
حدّثنا شهر بن حوشب، حدّثنا جندب بن سفيان رجل من بجيلة رضي الله عنه، قال: إني لعند النبي صلى الله عليه وسلم-فذكر نحوه.
2881 -
تخريجه:
ذكره الهيثمي في المجمع (1/ 32) وعزاه إلى الطبراني في الكبير وأبي يعلى،
وقال: وفي إسناده عبد الحميد بن بهرام وشهر بن حوشب، وقد اختلف في الاحتجاج بهما.
والحديث في مسند أبي يعلى (3/ 91: 1522) بسنده ومتنه.
وأخرجه أبو يعلى أيضًا (3/ 92: 1523)، قال حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بن بهرام به بنحو روايته السابقة ثم ذكر زيادة طويلة.
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير من طريقين (2/ 290: 1723) عن محمَّد بن الفضل السقطي، حدّثنا سعيد بن سليمان عن عبد الحميد بن بهرام به.
وأخرجه أيضًا عن طريق أبي خليفة ثنا أبو الوليد الطيالسي عن عبد الحميد به بنحوه.
الحكم عليه:
الحديث بهذا السند ضعيف فيه شهر بن حوشب وهو ضعيف قابل للانجبار.
والحديث موجود في صحيح مسلم من حديث جندب بن سفيان البجلي.
أخرجه مسلم في صحيحه (1/ 97: 97) عن طريق صفوان بن محرز، عن جندب به ولكن ليس فيه الفقرة الأخيرة وهي قوله "لا أستغفر لك"
…
إلخ.
قلت: ومن أجل هذه الفقرة أخرجه المصنف في الزوائد. =
= وهذه الفقرة شاذة بل منكرة لأنّ هذه الزيادة من رواية شهر بن حوشب وهو ضعيف ومع ذلك خالف الثقات في صحيح مسلم.
ومما يدلّ على نكران هذه الزيادة أن الرجل الذي قتل الرجل هو أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم-وهو معروف بأنه من الصحابة الذين نشهد لهم بالخير، وهو قد ارتكب هذه الجريمة على تأويل وقد ندم على ذلك حتى قال: تمنيت أن لا أكون أسلمت قبل ذلك اليوم.
وكل هذا يؤكد تأكيدًا لا شك فيه أن هذه الزيادة الأخيرة منكرة.
والرجل الذي قتل الرجل بعد أن قال: لا إله إلّا الله كما سبق هو أسامة بن زيد قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في سرية فصبحنا الحرقات من جهينة، فأدركت رجلًا فقال: لا إله إلّا الله فطعنته فوقع في نفسي من ذلك، فذكرته للنبي-صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أقال: لا إله إلّا الله وقتلته "الحديث بطوله".
أخرجه البخاريُّ في المغازي، باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد إلى الحرقات (الفتح 7/ 517: 4269) من طريق حصين، عن أبي ظبيان، عن أسامة به.
وأخرجه مسلم في الإِيمان، باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال: لا إله إلّا الله (1/ 97: 96) من طريق حصين به.
وأبو داود في الجهاد (3/ 103)، باب على ما يقاتل المشركون، حديث (برقم 2643) من طريق الأعمش، عن أبي ظبيان به.
وأخرجه أحمد في مسنده (5/ 207) من طريق الأعمش، عن أبي ظبيان به بلفظه.
2882 -
وقال (1) الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ (2) عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ (3) قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بعثًا، ففتح له، فَبَعَثُوا بَشِيرَهُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَيْنَمَا هُوَ يُخْبِرُهُ بِفَتْحِ اللَّهِ تعالى (لَهُمْ)(4) وَبِعَدَدِ مَنْ قَتَلَ اللَّهُ مِنْهُمْ، قَالَ: فَتَفَرَّدْتُ بِرَجُلٍ مِنْهُمْ فَلَمَّا غَشِيتُهُ لِأَقْتُلَهُ، قَالَ: إني مسلم فقتلته (5)، قال صلى الله عليه وسلم: فقتلته وقد قال إني مُسْلِمٌ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا قَالَ ذلك متعوذًا؛ قال صلى الله عليه وسلم، فَهَلَّا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ، قَالَ: وَكُنْتُ أَعْرِفُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: لا لِسَانَهُ صَدَّقْتَ، وَلَا قَلْبَهُ عَرَفْتَ، إِنَّكَ لَقَاتِلُهُ، اخْرُجْ عَنِّي فَلَا تُصَاحِبْنِي، قَالَ: ثُمَّ إِنَّ الرجل توفي، فلفظته الأرض مرتين فألقي فِي بَعْضِ تِلْكَ الْأَوْدِيَةِ، فَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِنَّ الْأَرْضَ لَتُوَارِي مَنْ هُوَ أَنْتُنُ منه، ولكنه موعظة.
(1) في (عم): قال: وحدثنا.
(2)
هو محمَّد بن إبراهيم بن الحارث الفزاري.
(3)
هارون بن رباب هكذا في النسخ بمعجمتين موحدتين، والذي وجدت في كتب الرجال هارون بن رئاب بالهمزة.
(4)
وهذه اللفظة ليست في نسخ (مح).
(5)
سقطت هذه اللفظة من (عم) و (سد).
2882 -
تخريجه:
ذكره البوصيري (1/ ق 10 ب) وقال: رجاله ثقات لكنه معضل.
وهو في بغية الباحث (ص 7: 4).
الحكم عليه:
الحديث بهذا السند رجاله ثقات إلّا أنه معضل لأنّ هارون بن رئاب من السادسة واختلف في سماعه من أبي فغيره من باب أولى.
والحديث قد سبق تخريجه في الحديث الذي قبله، وأن متن الحديث صحيح من حديث جندب بن عبد الله كما سبق إلّا الفقرة الأخيرة فهي منكرة، والله أعلم.
2883 -
حدّثنا مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (1)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مجلز (2)، (عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ)(3)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إذا أشرع أَحَدُكُمُ الرُّمْحَ إِلَى الرَّجُلِ، فَإِنْ كَانَ عِنْدَ ثغرة نحوه فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَلْيَرْفَعْ عَنْهُ الرمح، قال: فقال أبو عبيدة (4): فجعل الله تعالى هَذِهِ الْكَلِمَةَ أمنةَ المسلِم، وَعِصْمَةَ دَمِهِ، وَجَعَلَ الجزية أمنةَ الكافر وعصمة دمه.
(1) هو محمَّد بن إبراهيم الفزاري.
(2)
هو لاحق بن حميد البصري.
(3)
أبو عبيدة هو عامر بن عبد الله، ما بين القوسين سقط من النسخ، وإنما هي في بغية الباحث والحلية.
(4)
وفي (مح): "أبو عبد الله" وهو تصحيف.
2883 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 21 ب).
وهو في مسند الحارث (ص 5: 2).
وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 30) وعزاه إلى الطبراني في الكبير والأوسط وقال: في إسناده الصلت بن عبد الرحمن الزبيدي لا تقوم به حجة.
وأخرجه الطبراني في الكبير (10/ 189: 10292) والأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 69: 23) من طريق الصلت بن عبد الرحمن الزبيدي، ثنا سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن عبد الله به بلفظ "إذا شرع أحدكم بالرمح إلى الرجل فإن كان سنانه عند ثغرة نحوه، فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَلْيَرْفَعْ عَنْهُ الرمح".
وأخرجه أبو نعيم في الحلية (4/ 209) من طريق سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن عبد الله به، وقال: غريب من حديث الثوري لم نكتبه إلّا من حديث الصلت والأوسط. =
= وأخرجه الشجري في الأمالي (1/ 28) من طريق الطبراني به.
الحكم عليه:
الحديث طرقه مدارها على عبد الرحمن بن عبد الله ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات، وقد ضعف الحديث الألباني في ضعيف الجامع الصغير (1/ 148) وفيه علة أخرج وهي الانقطاع لأنّ أبا عبيدة لم يسمع من أبيه عبد الله بن مسعود.