المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌12 - باب خصال الإيمان - المطالب العالية محققا - جـ ١٢

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌60 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ تَتَبُّعِ الْعَوْرَاتِ

- ‌61 - بَابُ النَّهْيِّ عَنْ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ وَالْمُفَاخَرَةِ وَالتَّعْيِيرِ بِالْآبَاءِ

- ‌62 - بَابُ ذَمِّ الْحَسَدِ

- ‌64 - بَابُ إِكْرَامِ الْجَارِ

- ‌65 - بَابُ الْأَمْرِ بِالتَّوَدُّدِ إِلَى الإِخوان

- ‌66 - بَابُ مُخَالَطَةِ النَّاسِ

- ‌67 - بَابٌ خَيْرُ الْأُمُورِ الْوَسَطُ

- ‌68 - باب الحب والإِخاء

- ‌69 - بَابُ اسْتِخْدَامِ الْأَحْرَارِ وَلَا يُعَدُّ ذَلِكَ مِنَ الكبر

- ‌70 - بَابُ الْمُنَافَسَةِ فِي خِدْمَةِ الْكَبِيرِ

- ‌71 - باب الترهيب في تَرْكِ الِاخْتِتَانِ

- ‌72 - باب العقل وفضله

- ‌73 - باب كراهية الجلوس في البيت

- ‌74 - بَابُ إِبَاحَةِ التَّسَمِّي بِأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ وَمَا جَاءَ فِي كَرَاهِيَةِ ذَلِكَ

- ‌75 - بَابُ كَرَاهِيَةِ التَّسَمِّي بِأَسْمَاءِ الْجَبَابِرَةِ وَتَغْيِيرِ الِاسْمِ إِلَى مَا هُوَ أَحْسَنُ مِنْهُ

- ‌76 - باب أحب الأسماء إلى الله تعالى

- ‌77 - بَابُ الْكِنَايَةِ عَنِ السُّؤَالِ عَنِ الْحَاجَةِ قُضِيَتْ أم لا

- ‌78 - بَابُ الْمُدَارَاةِ

- ‌79 - بَابُ الْأَدَبِ فِي الْجُلُوسِ وَالنَّوْمِ

- ‌80 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ النَّوْمِ عَلَى سَطْحٍ لَيْسَ له تحظير

- ‌81 - باب الأناة والرفق

- ‌82 - باب مثل الجليس الصالح

- ‌83 - باب إنصاف الرقيق وما يقتنى منه ومن الحيوانات

- ‌84 - بَابُ مَسْحِ رَأْسِ الصَّغِيرِ وَالصَّغِيرَةِ وَرَحْمَةِ الْيَتِيمِ

- ‌85 - باب سعة رحمة الله تعالى والترغيب في الرحمة

- ‌86 - بَابُ الإِحسان إِلَى الرَّقِيقِ

- ‌87 - باب آداب الرسل

- ‌88 - بَابُ إِكْرَامِ الْكَبِيرِ

- ‌89 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ إِكْرَامِ الْمُشْرِكِينَ

- ‌90 - باب الرخصة في إكرام أكابرهم

- ‌91 - بَابُ إِكْرَامِ الزَّائِرِ

- ‌92 - باب المزاح

- ‌93 - بَابُ صِفَةِ قَلْبِ ابْنِ آدَمَ

- ‌94 - بَابُ حُبِّ الْوَلَدِ

- ‌95 - باب الرُّؤْيَا

- ‌31 - كتاب الإيمان والتوحيد

- ‌1 - باب تحريم دم مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ

- ‌2 - بَابُ فَضْلِهَا

- ‌3 - بَابُ الإِسلام شَرْطٌ فِي قَبُولِ الْعَمَلِ

- ‌4 - باب تعريف الإِسلام والإِيمان

- ‌5 - باب ما يعطاه المؤمن بعد موته

- ‌6 - بَابُ الْحَبِّ فِي اللَّهِ مِنَ الإِيمان

- ‌7 - باب الزجر عن كل مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ

- ‌8 - بَابُ الْخِصَالِ الَّتِي تُدخل الْجَنَّةَ وَتَحْقُنُ الدَّمَ

- ‌9 - باب

- ‌10 - بَابُ إِثْبَاتِ الإِيمان لِمَنْ شَهِدَ الشَّهَادَتَيْنِ وَعَمِلَ صالحًا

- ‌11 - بَابُ بَقَاءِ الإِيمان إِذَا أُكْرِهَ صَاحِبُهُ عَلَى الكفر

- ‌12 - بَابُ خِصَالِ الإِيمان

- ‌13 - باب الدين يسر

- ‌14 - باب الحدود كفارات

- ‌15 - باب مثل المؤمن

- ‌16 - باب علامات الإِيمان

- ‌17 - بَابُ فَضْلِ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْغَيْبِ

- ‌18 - بَابُ كَثْرَةِ أَهْلِ الإِسلام

- ‌19 - باب تفسير الكبائر

- ‌20 - بَابٌ

- ‌21 - باب البيان بأن أصل الأشياء على الإِباحة

- ‌22 - بَابُ أُصُولِ الدِّينِ

- ‌23 - بَابُ الْمِلَّةِ مِلَّةِ محمَّد صلى الله عليه وسلم

- ‌24 - بَابُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْعَمَلَ مِنَ الإِيمان

- ‌25 - بَابُ الِاعْتِبَارِ بِالْخَاتِمَةِ

- ‌26 - بَابُ الْقَدَرِ

- ‌27 - بَابُ الْأَطْفَالِ

- ‌28 - بَابُ افْتِرَاقِ الْأُمَّةِ

- ‌29 - بَابُ التَّحْذِيرِ مِنَ الْبِدَعِ

- ‌30 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ مَقْعَدِ الْخَوَارِجِ وَالْمَارِقِينِ

- ‌31 - بَابُ الرَّفْضِ

- ‌32 - بَابُ تَرْكِ تَكْفِيرِ أَهْلَ الْقِبْلَةِ

- ‌33 - بَابُ الْوَسْوَسَةِ

- ‌34 - بَابُ كَرَاهِيَةَ التَّزْكِيَةِ

- ‌35 - بَابُ تَكْذِيبِ مَنْ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ فِي الدُّنْيَا

- ‌36 - بَابُ الْعَفْوِ عَمَّا دُونَ الشِّرْكِ

- ‌37 - بَابُ عَظَمَةِ اللَّهِ وَصِفَاتِهِ

- ‌38 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي عِصْيَانِ الْوَسْوَاسِ فِي أُمُورِ الطَّاعَةِ

- ‌32 - كِتَابُ الْعِلْمِ

- ‌1 - بَابُ فَضْلِ الْعَالِمِ

- ‌2 - بَابُ عِصْمَةِ الإِجماع مِنَ الضَّلَالَةِ

- ‌3 - بَابُ طَلَبِ الإِسناد

- ‌4 - بَابُ الْأَخْذِ بِاخْتِلَافِ الصَّحَابَةِ

- ‌5 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ السُّؤَالِ عَمَّا لَمْ يَقَعْ

- ‌6 - بَابُ الإِيجاز فِي الْفَتْوَى

- ‌8 - بَابُ الْإِذْنِ فِي الْكِتَابَةِ

- ‌9 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي التَّصْدِيقِ بِمَا جَاءَ عَنِ الله تبارك وتعالى

- ‌11 - بَابُ السَّمْتِ الْحَسَنِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى

- ‌12 - بَابُ الِاسْتِذْكَارِ بِالشَّيْءِ

- ‌13 - بَابُ تَتْرِيبِ الْكِتَابِ

- ‌14 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ كِتْمَانِ الْعِلْمِ

- ‌15 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الإِخلاص فِي الْعِلْمِ

- ‌16 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى تَبْلِيغِ الْعِلْمِ

- ‌17 - باب كراهية الدعوى في العلم

- ‌18 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الْكَذِبِ وَالْخُلْفِ

- ‌19 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنَ الْكَذِبِ وَالتَّلْقِينِ

- ‌20 - بَابُ أَدَبِ الْمُحَدِّثِ

- ‌21 - بَابُ أَدَبِ الطَّالِبِ

- ‌22 - بَابُ الْوَرَعِ فِي الْفَتْوَى

- ‌23 - بَابُ الْعَمَلِ بِالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ

- ‌24 - بَابُ التَّثَبُّتِ فِي الْحَدِيثِ

- ‌25 - باب المذاكرة

- ‌26 - بَابُ ذَمِّ الْفَتْوَى بِالرَّأْيِ

- ‌27 - باب الرواية بالمعنى

- ‌28 - باب سعة العلم

- ‌29 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى نَشْرِ الْعِلْمِ

- ‌30 - باب معاني الحروف

- ‌31 - باب تصديق القرآن للسنة

- ‌32 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْأَخْذِ بِالسُّنَّةِ

- ‌33 - باب الرحلة في طلب العلم

- ‌34 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ وَالْحَثِّ عَلَيْهِ

- ‌35 - بَابُ تَبْيِينِ الْحَدِيثِ مُجْمَلَاتِ الْقُرْآنِ

- ‌36 - بَابُ اشْتِمَالِ الْقُرْآنِ عَلَى جَمِيعِ الْأَحْكَامِ إِجْمَالًا وتفصيلًا

- ‌37 - باب الترهيب من الكذب

الفصل: ‌12 - باب خصال الإيمان

‌12 - بَابُ خِصَالِ الإِيمان

2902 -

قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ المكي، حدّثنا محمَّد بن سليمان المسمولي عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَوِّلٍ الْبَهْزِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أَوْصِنِي، قَالَ: أَقِمِ الصَّلَاةَ، وَآتِ الزَّكَاةَ، وَصُمْ رَمَضَانَ، وَحُجَّ، وَاعْتَمِرْ، وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ، وَانْهَ عَنِ المنكر

(1) الحديث.

(1) وتمامة "وزل مع الحق حيث زال".

ص: 353

2902 -

تخريجه:

أورده الهيثمي في المجمع (8/ 307) وعزاه إلى أبي يعلى والطبراني باختصار.

والحديث في مسند أبي يعلى (3/ 138: 1568) بسنده ومتنه ولكن في أوله زيادة كثيرة، أظن أن الحافظ هو الذي حذفها.

وعن أبي يعلى رواه ابن حبّان في صحيحه كما في الموارد (ص 292: 1202).

ومن طريق أبي يعلى أيضًا رواه ابن الأثير في أسد الغابة (4/ 353).

ورواه البخاريُّ في التاريخ الكبير (8/ 29)، والطبراني في الكبير (20/ 222: 763)، كلاهما من طريق محمَّد بن سليمان المسمولي به.

ورواه الحاكم في المستدرك في البر والصلة (4/ 159)، من طريق محمَّد بن سليمان بن مسمول ولكنه جعله من مسند ابن عباس. =

ص: 353

= قلت: ذِكْرُ ابن عباس في الحديث سهو لا يدرى ممن هو، والله أعلم.

ص: 354

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف، وعلته محمَّد بن سليمان بن مسمول وهو ضعيف بل هو مجمع على ضعفه، ولا عبرة بتصحيح ابن حبّان والحاكم الحديث، وذلك لما علم من تساهلهما في تصحيح الأحاديث.

وقد تعقب الذهبي الحاكم بقوله قلت: "ابن مسمول ضعيف". وقد ضعف إسناده الهيثمي في المجمع ورمز له السيوطي في الجامع بالضعف وضعفه الألباني في الجامع (1/ 333).

ص: 354

2903 -

[1] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أُمِّ أَيْمَنَ (1) رضي الله عنها قالت: إنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يُوصِي بَعْضَ أَهْلِهِ، فقال صلى الله عليه وسلم: لا تشرك بالله شيئًا، وإن قطعت أو حرقت بالنار، وإياك والمعصية فإنها تسخط (2) الله عز وجل

الحديث.

[2]

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (3): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زنجويه، حدثنا أبو مسهر (4)(5)، حدثنا سعيد بن عَبْدِ الْعَزِيزِ بِهِ (6).

[3]

وَقَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بن سعيد، حدّثنا "غَيْرُ سَعِيدٍ" (7) عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَنَّ الْمُوصَى بِهَذِهِ الوصية ثوبان رضي الله عنه.

(1) هي حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم واسمها بركة.

(2)

وفي (مح): "سخط الله" وما أثبته موافق لما في المنتخب لعبد بن حميد.

(3)

وفي (سد): "أبو بكر" بدل "أبي ليلى".

(4)

هو عبد الأعلي بن مسهر.

(5)

وفي (سد): "أبو مسهر بن عبد العزيز".

(6)

وسقطت ما بين القوسين من (سد).

(7)

وفي (عم) زيادة: "قال".

ص: 355

2903 -

تخريجه:

والحديث بتمامه في مسند عبد بن حميد كما في المنتخب (ص 462: 1594).

ورواه البيهقي في الشعب (6/ 188: 7865)، من طريق سعيد بن عبد العزيز بلفظه.

وانظر أحاديث رقم (1758 و 1796 و 2022 و 2143 و 2476 و 2532)، من المطالب العالية.

ص: 355

الحكم عليه:

الحديث بإسناد عبد بن حميد ضعيف جدًا من أجل عمر بن سعيد الدمشقي. =

ص: 355

= ولكن تابعه أبو مسهر كما في طريق أبي يعلى وهو ثقة وهناك علة أخرى وهي الانقطاع لأنّ مكحولًا لم يسمع من أم أيمن رضي الله عنها.

وللحديث شواهد منها حديث مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ: أوصاني رسول الله بعشر كلمات قال: لا تشرك باللهِ شيئًا وإن قتلت أو حرقت

الحديث بتمامه نحوه.

رواه أحمد في مسنده (5/ 238)، عن أبي اليمامة أخبرنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نقير، عن معاذ بن جبل.

وقال الهيثمي (4/ 218)، رجاله ثقات إلّا أن عبد الرحمن بن جبير لم يسمع من معاذ.

ورواه الطبراني في الكبير (20/ 82: 156)، من طريق عمرو بن واقد عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الخولاني عن معاذ بن جبل بلفظ أحمد بن حنبل، وفيه عمرو بن واقد وهو كذاب.

ورواه أبو نعيم في الحلية (9/ 306)، من طريق هارون بن واقد عن يونس بن ميسرة به.

ومنها حديث أميمة مَوْلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رواه الحاكم في المستدرك في معرفة الصحابة (4/ 41)، والطبراني في الكبير (4/ 190: 479)، كلاهما من طريق يزيد بن سنان عن سليم ابن عامر عن جبير بن نفير عن أميمة مَوْلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بلفظ قريب من لفظ أحمد.

قلت: وفيه يزيد بن سنان وهو كما قال الحافظ: ضعيف.

ومنها حديث أُمُّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنهما.

أخرجه ابن ماجه في الفتن (2/ 1339)، من طريق شهر بن حوشب عن أم الدرداء به إلّا أنه اقتصر على الجزء الأوّل من الحديث.

ورواه البيهقي في الشعب باب المطاعم والمشارب (5/ 11: 5589)، من =

ص: 356

= طريق شهر بن حوشب به إلّا أنه مختصر مثل ما في سنن ابن ماجه.

وشهر بن حوشب وهو ضعيف.

وأورده ابن عبد البر في التمهيد (4/ 228) معلقًا بقوله ما رواه شهر بن حوشب عن أم الدرداء عن أبي الدرداء فذكر الحديث بطوله.

وأخرجه الطبراني كما في المجمع (4/ 219)، عن عبادة بن الصامت قال: أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع خلال قال: لا تشركوا بالله وإن قطعتم وحرقتم وصلبتم الحديث بمعناه.

وفيه سلمة بن شريح وهو مجهول قاله الذهبي في الميزان.

ص: 357

الحكم عليه بطرقه وشواهده:

والحديث له طرق وشواهد كثيرة كما سبقت الإِشارة إليه، وكل طريق بانفراده ضعيف، ومعظم الطرق ضعفها غير شديد وهي قابلة الإنجبار.

وعلى هذا فالحديث حسن بشواهده وقال العلامة الألباني في المشكاة (1/ 183) في تعليقه على الحديث قال: وهو عندي حسن لشواهده إن شاء الله.

ص: 357

2904 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو يَاسِرٍ عَمَّارٌ، حدّثنا أبو المقدام (1) هشام بن زياد [حَدَّثَنِي أَبِي](2) عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ النبي صلى الله عليه وسلم-قال: الحياء من الإِيمان.

(1) وفي النسخ: "حدّثنا" بعد قوله: "أبو المقدام"، والصواب حذفه كما في مسند أبي يعلى، وأيضًا هشام بن زياد هو أبو المقدام.

(2)

ما بين المعقوفتين زيادة من مسند أبي يعلى.

ص: 358

2904 -

تخريجه:

الحديث في مسند أبي يعلى (13/ 488: 7501) بسنده ومتنه.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 32 أ).

وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 96)، وعزاه إلى أبي يعلى وقال: وفيه هشام بن زياد أبو المقدام لا يحل الاحتجاج به، ضعفه جماعة ولم يوثقه أحد.

وأخرجه ابن عديّ في الكامل (7/ 107) في ترجمة هشام بن زياد عن طريق هشام بن زياد به بلفظه.

ص: 358

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند، فيه هشام بن زياد وهو مجمع على ضعفه بل هو متروك.

ومتن الحديث صحيح عن عدد من الصحابة، منهم ابن عُمَرُ رضي الله عنه إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مرّ على رجل وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله: دعه، فإن الحياء من الإِيمان.

أخرجه مالك في الموطا في حسن الخلق باب ما جاء في الحياء (2/ 905: 10)، عن ابن شهاب، عن سالم بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر.

وعن مالك أخرجه البخاريُّ في الإيمان باب الحياء من الإيمان (1/ 74 الفتح: 24).

وأبو داود في الأدب (5/ 147: 4795)، عن القعنبي عن مالك به بلفظه.

وأخرجه مسلم في الإِيمان (1/ 63: 59)، عن طريق سفيان بن عيينة، عن ابن =

ص: 358

= شهاب الزهري به بلفظه.

وأخرجه النسائيُّ في الإيمان (8/ 121)، باب الحياء (ح 5033)، عن هارون بن عبد الله قال: حدّثنا معن قال: حدّثنا مالك به بلفظه.

وأخرجه الترمذي في الإيمان (5/ 11) ما جاء أن الحياء من الإِيمان برقم (2615)، عن طريق الزهري به.

وأخرجه ابن ماجه في المقدمة (1/ 22)، باب في الإيمان (58)، من طريق الزهري به بلفظ "إن الحياء شعبة من الإيمان".

وأخرجه أحمد في مسنده (2/ 147)، من طريق الزهري به بلفظ مالك.

قلت: وللحديث شواهد أخرى منها حديث أبي هريرة وأبي بكر وأبي أمامة، وإنما اكتفيت بحديث ابن عمر المتفق عليه خشية الإطالة ولأن المقصود يحصل بحديث ابن عمر، والله أعلم.

ص: 359

2905 -

وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ (1) عَنْ مُغِيرَةَ (2)، عن عامر (3) رضي الله عنه قال:"الصبر نصف الإِيمان، والشكر ثلثا الإيمان، اليقين الإِيمان كله".

(1) هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.

(2)

هو ابن مقسم الضبي.

(3)

هو الشعبي.

ص: 360

2905 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 10/ ب).

وأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الشكر (ص 93: 57)، حدّثنا محمَّد بن عبد الملك القرشي، حدّثنا أبو عوانة بلفظ "الشكر نصف الإيمان، والصبر نصف الإيمان واليقين الإيمان كله".

وعن طريق ابن أبي الدنيا أخرجه البيهقي في الشعب (4/ 109)، باب في تعديد نعم الله وشكرها برقم (4448)، والأثر صحيح عن الشعبي رحمه الله.

وقد روي الحديث عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله".

أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 34)، والبيهقي في الشعب (7/ 123)، باب الصبر على المصائب برقم (9716: 454)، والخطيب في تاريخ بغداد (13/ 226)، القضاعي في مسند شهاب (1/ 26: 158) وابن الجوزي في العلل (2/ 330: 1364)، خمستهم من طريق يعقوب بن حميد عن محمد بن خالد المخزومي عن سفيان الثوري عن زبيد اليمامي عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فذكره.

ص: 360

الحكم على هذا المرفوع:

الحديث ضعيف ولا يصح رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وقال ابن الجوزي في العلل: تفرد به محمَّد بن خالد وهو مجروح، وقال يحيي والنسائي "يعقوب بن حميد ليس =

ص: 360

= بشيء" وقال البيهقي في الشعب، والمحفوظ عن ابن مسعود من قوله غير مرفوع، وقال الحافظ في الفتح (1/ 48): "ولا يثبت رفعه" وقال الألباني في الضعيفة برقم 499) منكر.

والصحيح أنه من قول ابن مسعود لا من قول النبي صلى الله عليه وسلم-ذكره البخاريُّ في صحيحه تعليقًا عن ابن مسعود بلفظ "اليقين الإيمان كله"، ولم يقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ووصله الطبراني في الكبير (9/ 107: 7544) من طريق الأعمش.

عن أبي ظبيان عن علقمة، عن عبد الله قال:"الصبر نصف الإيمان واليقين الإِيمان".

وإسناده صحيح كما قال الحافظ في الفتح (1/ 48)، لكنه موقوف، وروي أيضًا بسياق آخر.

أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 446)، من طريق جرير، عن الأعمش، عن أبي ظبيان قال كنا نعرض المصاحف عند علقمة فقرأ هذه الآية:"إن في ذلك لآيات للموقنين"، فقال عبد الله: اليقين الإيمان كله، وقرأ هذه الآية:"إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور" قال: فقال عبد الله: "الصبر نصف الإيمان".

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي قلت: لكنه موقوف.

وأخرجه البيهقي الشعب (7/ 123: 9717)، باب الصبر على المصائب من طريق الأعمش به بلفظه.

ووصله الحافظ ابن حجر في التغليق (2/ 22)، من طريق الأعمش به وقال: هذا موقوف صحيح، ثم قال: والخلاصة رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خطأ.

ص: 361

2906 -

وقال الحميدي: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ (1) معبد بن كعب عن عمه أو عن أمّه (2) مَرْفُوعًا (3): يَا هَؤُلَاءِ إِنَّ الْبَذَاذَةَ (4) مِنَ الإِيمان.

(1) وفي النسخ التي عندي: "وعن ابن معبد"، وهو تصحيف والصواب ما أثبته وهو الموافق لما في مسند الحميدي والإتحاف.

(2)

وفي النسخ أيضًا: "عن عمه عن أبيه" والتصحيح من مسند الحميدي. وقوله: "عن عمه أو عن أمه" هكذا بالشك. أما عمه فلم أعرفه ولم يذكره المزي أنه من شيوخه والظاهر أنه عن أمّه بدليل أن ابن عبد البر جزم في الاستيعاب حيث قال: في ترجمة أم معبد زوجة كعب بن مالك الأنصاري السلمي وهي أم معبد، روت عن النبي صلى الله عليه وسلم البذاذة من الإيمان وروى عنها ابنها معبد بن كعب الأنصاري، قلت: هذا دليل قاطع ينفي الشك وأم معبد كما سبق صحابية جليلة قد صلت القبلتين.

الاستيعاب (4/ 449)، الأسد (396)، الإصابة (4/ 499).

(3)

ولفظة "مرفوعًا" ساقطة من نسخة (؟).

(4)

البذاذة: رثاثة الهيئة وأراد التواضع في اللباس وترك التبجح به (النهاية 1/ 101).

ص: 362

2906 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 32/ ب).

وهو في مسند الحميدي (1/ 173: 357) بسنده وقال: "تعلمن يا هؤلاء إن البذاذة من الإِيمان".

ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد (6/ 167: 3396)، عن طريق سفيان بن عيينة به بلفظه ومن طريق ابن أبي عاصم رواه أبو نعيم في المعرفة ص (ق 393/ ب).

ورواه ابن أبي عمر في كتاب الإيمان باب البذاذة من الإِيمان (ص 112: 46)، من طريق سفيان به إلّا أنه قال: محمد بن كعب عن أبيه وعن عمه بلفظ الحميدي.

ص: 362

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف، وعلته محمَّد بن إسحاق وهو كثير التدليس عن =

ص: 362

= الضعفاء والمجاهيل.

وللحديث شاهد من حديث عبد الله بن أبي أمامة عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:"البذاذة من الإِيمان، البذاذة من الإيمان، البذاذة من الإِيمان".

والرواة اختلفوا على عبد الله بن أبي أمامة فرواه صالح بن كيسان وأسامة بن صالح عنه عن أبيه.

ورواه محمَّد بن إسحاق وعبد الله بن عبيد الله بن حكيم وعبد الحميد بن جعفر عنه عن ابن كعب، عن أبي أمامة.

وتخريج هذه الطرق كالتالي:

فأما طريق صالح بن كيسان فرواه أحمد في الزهد (ص 19: 29)، قال حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي حدّثنا زهير يعني ابن محمَّد عن صالح يعني ابن كيسان أن عبد الله بن أبي أمامة أخبره أن أبا أمامة أخبره أن رسول الله فذكره.

وعن طريق أحمد أخرجه الحاكم في المستدرك في الإيمان (1/ 9)، والبيهقيُّ في الشعب في التواضع في اللباس (5/ 155: 6173)، من طريق أحمد.

وفي المستدرك صالح بن أبي صالح وهو وهم من الحاكم بلا شك لأنّ أحمد والبيهقيُّ عنه صالح بن كيسان: وإنما قلت: إن الوهم من الحاكم لأنه قال: صالح بن أبي صالح احتج به مسلم.

ورواه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 125: 127)، عن طريق عبد الرحمن بن مهدي به.

ورواه الطبراني في الكبير (1/ 272: 790)، من طريق سعيد بن أبي سلمة بن أبي الحسام حدثني صالح بن كيسان به.

أما طريق أسامة بن زيد.

فرواه ابن ماجه في سننه في الزهد (2/ 1379: 4118)، قال حدّثنا كثير بن عبيد الحمصي، ثنا أيوب بن سويد عن أسامة، عن عبد الله بن أبي أمامة، عن أبيه. =

ص: 363

= أما طريق محمد بن إسحاق فقد أخرجها أبو داود في سننه في الترجل (4/ 393: 4161)، حدّثنا النفيلي، حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عن عبد الله بن أبي أمامة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عن أبيه

الحديث.

ومن طريقه رواه البيهقي في الشعب (5/ 227: 6470).

أما طريق عبد الله بن عبيد الله، فقد أخرجها الطبراني في الكبير (1/ 272: 789)، من طريق عبد العزيز بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عبيد الله بن حكيم بن حزام أن أبا المنيب (وهو عبد الله بن أبي أمامهّ) ابن أبي أمامة أخبره أنه لقي عبد الله بن كعب حدثني أبوك.

أما طريق عبد الحميد بن جعفر فقد أخرجها الطحاوي في مشكل الآثار (1/ 178)، حدّثنا إبراهيم بن مرزوق، ثنا عبد الله بن حمدان، ثنا عبد الحميد بن جعفر، عن عبد الله بن ثعلبة (وهو عبد الله بن أبي أمامة) أنه أتى عبد الرحمن بن كعب فقال له عبد الرحمن سمعت أباك يحدّث أنه سمع رسول الله.

ورواه الطبراني في الكبير (1/ 272: 791)، حدّثنا محمَّد بن عبد الله الحضرمي، ثنا أحمد بن عاصم بن عنبسة، ثنا عبد الله بن حمران، ثنا عبد الحميد بن جعفر به.

الترجيح بين الطرق: أمثل الطرق وأحسنها طريق عبد الحميد بن جعفر عند الطبراني فهذا الطريق حسن لذاته، فرجال هذا الطريق ثقات غير أحمد بن عاصم بن عنبسة فهو صدوق وعبد الله بن أبي أمامة فهو صدوق أيضًا.

أما بقية الطرق فهي على الانفراد ضعيفة، ولذا قال الألباني في الصحيحة برقم (1/ 603) ويبدو أن رواية هؤلاء الثلاثة أرجح لأنهم أكثر ولأن معهم زيادة علم، ومن علم حجة على من لم يعلم.

وعلى هذا فالراجح إثبات الواسطة في السند بين عبد الله بن أبي أمامة وأبيه.

والراجح أن الواسطة هو عبد الرحمن بن كعب وليس كما في بعض الطرق عبد الله بن كعب.

ص: 364

2907 -

وَقَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ نُمَيْرٍ عَنِ الْقَاسِمِ (1)، عَنْ أَبِي أمامة (2) رضي الله عنه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: عُرى الإيمان أربع: والإِسلام تَوَابِعٌ، عُرَى الْإِيمَانِ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وحده وبمحمد، وما جَاءَ بِهِ، وَتُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَتَعْلَمَ أَنَّكَ مَبْعُوثٌ بعد الموت، وإقامة الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةَ، وَصِيَامُ رَمَضَانَ، وَحَجُّ الْبَيْتِ والجهاد في سبيل الله تعالى.

* بشر ضعيف جدًا.

(1) هو ابن عبد الرحمن الشامي.

(2)

هو صدي بن عجلان.

ص: 365

2907 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 14 أ).

ص: 365

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند موضوع، فيه بشر بن نمير وهو متهم كذبه بعضهم. ومعظم فقراته مشهورة من أحاديث معروفة أما قوله عرى الإِيمان أربع، لا تصح سندًا ولا معنى.

ص: 365

2908 -

وقال أبو يعلى: حدّثنا أبو يوسف (1) الجِيزِي (2) حدّثنا مُؤمِّل (3)، حدّثنا حماد بن زيد، حدّثنا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ النُّكْرِي (4) عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ (5)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ حَمَّادٌ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَدْ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: عُرَى الإِسلام وقواعد الدين ثلاثة، عليهن أسس الإِسلام، من ترك منهن وَاحِدَةً فَهُوَ كَافِرٌ حَلَالُ الدَّمِ شَهَادَةُ أَنْ لا إله إلّا الله، وإقامة الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ، ثُمَّ قَالَ ابْنُ عباس رضي الله عنهما: تجده كَثِيرَ الْمَالِ وَلَا يُزَكِّي (6)، وَلَا يَزَالُ بِذَلِكَ كافرًا، ولا يحل دمه، وتجده كثير المال لم يحج، فلا يزال بذنك كافرًا ولا يحل دمه.

(1) يعقوب بن إسحاق.

(2)

وفي (سد): "الحيري". وفي (مح) و (عم): "الجبيري" بالباء الموحدة وكلاهما تصحيف، والتصويب من مسند أبي يعلى وكتب الرجال.

(3)

هو ابن إسماعيل.

(4)

وفي (عم) و (سد): "الكندي". وفي (مح): "البكري" وكلاهما تصحيف، والتصحيح من كتب الرجال.

(5)

وفي (مح): "الحوزاء" بالحاء المهملة.

(6)

وفي (عم): "لا يزكي" بدون واو العطف.

ص: 366

2908 -

تخريجه:

ذكره الهيثمي في المجمع (1/ 52) وعزاه إلى أبي يعلى وقال: إسناده حسن.

وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 14 أ).

والحديث في مسند أبي يعلى (4/ 236: 2349) بسنده ومتنه.

ورواه الطبراني في الكبير (12/ 174 ح 12800).

ورواه اللالكائي في شرح الأصول (3/ 845: 1576). =

ص: 366

= ورواه أبو القاسم الأصبهاني في الترغيب (2/ 778: 1905).

ثلاثتهم من طريق مؤمل بن إسماعيل به.

ص: 367

الحكم عليه:

قد حسن الحديث المنذري في الترغيب (1/ 196)، والهيثمي في المجمع كما سبق.

قلت: إن في النفس من تحسينهما للحديث شيئًا، ذلك أن عمرو بن مالك النكري لم يوثقه أحد من القدماء إلّا أن ابن حبّان ذكره في الثقات وقال: يعتبر حديثه يخطئ ويغرب، والعجب أن الذهبي وثقه في الميزان وقال ابن حجر في التقريب:

صدوق بينما أن ابن حجر في التهذيب لم ينقل فيه قولًا غير قول ابن حبّان، وهذا دليل على أن الحافظ لم يجد فيه قولًا آخر، ولو كان كذلك لذكره.

الأمر الثاني: فيه مؤمل بن إسماعيل، وهو صدوق سيِّئ الحفظ، ومن كان حاله كذلك لا يحسن حديثه إلّا إذا توبع، ولا متابعة هنا.

الأمر الثالث: حماد بن زيد لم يجزم برفع الحديث بل قال: ولا أعلمه إلّا رفعه ولذا قال الألباني في الضعيفة برقم (93) ويغلب على الظن أن الحديث إن كان له أصل عن ابن عباس فهو موقوف.

الأمر الرابع: معنى الحديث فيه إشكال: فجعل أسس الإِسلام ثلاثة: بينما المتفق عليه أنها خمسة وفيه أيضًا أن من ترك الصوم يكون كافرًا ولا أحد يكفّر من ترك الصوم إلّا إذا جحد وجوبه يكون كافرًا ولا يكون حلال الدم.

ص: 367

2909 -

وقال عبد والحارث جميعًا: حدّثنا عبد الله بن يزيد، حدّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن راشد (1) مولى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إن بين يدي الرحمن تبارك وتعالى لَلَوْحا فيه ثلاثمائة وخمسة عشر شَرِيعَةً، يَقُولُ الرَّحْمَنُ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي، لَا يَأْتِينِي عَبْدٌ مِنْ عِبَادِي لَا يُشْرِكُ بِي شَيْئًا، فِيهِ وَاحِدَةٌ مِنْكُنَّ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ".

[2]

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حدّثنا أبو عبد (2) الرحمن المقرئ به.

(1) وفي النسخ جميعًا: "عبد الله بن سواد"، وهو خطا يقينًا والصواب ما أثبته كما في المنتخب وبغية الباحث وكتب الرجال.

(2)

هو عبد الله بن يزيد العدوي.

ص: 368

2909 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 14/ ب).

وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 41)، وعزاه إلى أبي يعلى وقال: وفي إسناده عبد الله بن راشد وهو ضعيف.

والحديث في بغية الباحث (ص 12: 8).

والحديث في مسند عبد بن حميد كما في المنتخب (ص 300: 968)، وهو في مسند أبي يعلى (2/ 484: 1314).

ورواه البيهقي في الشعب في مسألة حسن الخلق من الله عز وجل (6/ 367)، عن طريق عبد الله بن يزيد أبي عبد الرحمن المقري به بنحوه.

ورواه ابن الجوزي في العلل (1/ 136: 208)، من طريق عبد الله بن يزيد به بنحوه، وقال: هذا حديث لا يصح ابن راشد وابن أنعم ضعيفان. =

ص: 368

= الحكم عليه:

الحديث ضعيف بهذا السند من أجل عبد الرحمن بن زياد وعبد الله بن راشد وهما ضعيفان وقد سبق أن ابن الجوزي ضعف الحديث من أجلهما.

وللحديث شواهد بمعناه منها حديث عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إن لله مائة وسبعة عشر خُلُقًا لا يوافي عبد بخلق منها إلّا أدخله الجنة.

أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (1/ 28)، في الإيمان باب الشرائع، والبيهقيُّ في الشعب (6/ 366: 8850)، كلاهما من طريق عبد الواحد بن زيد، عن عبد الله بن راشد مولى عثمان، عن عثمان.

قال البزّار: عبد الله بن راشد مجهول وقال البيهقي: عبد الواحد ليس بالقوي في الحديث، قلت بل هو متروك وعدّ الذهبي هذا الحديث من منكراته.

ومنها حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "الإِسلام ثلثمائة شريعة وثلاث عشرة شريعة، ليس منها شريعة يلقى الله بها صاحبها إلّا وهو يدخل الجنة".

رواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 191: 34)، من طريق عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ أبي عمران، عن حنش الصنعاني، عن ابن عباس.

قلت: وفيه عبيد الله بن زحر وهو ضعيف جدًا، وقال الهيثمي: وفي إسناده مجاهيل.

ومنها حديث المغيرة بن عبد الرحمن بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ بلفظ "الإِيمان ثلثمائة وثلاثة وثلاثون شريعة، ومن وفي بشريعة منهن دخل الجنة".

رواه الطبراني كما في مجمع البحرين (1/ 193: 35)، والبيهقيُّ في الشعب (6/ 366: 8549)، كلاهما من طريق مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ المغيرة به.

فيه أبو سنان، واسمه عيسى بن سنان وهو لين الحديث.

ص: 369

الحكم عليه بشواهده:

الحديث ضعيف بهذا السند.

ص: 369

2910 -

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ (1)، حدّثنا أبو جعفر أنبأنا الربيع بن أنس قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ فَارَقَ الدُّنْيَا عَلَى الْإِخْلَاصِ لِلَّهِ وَعِبَادَتِهِ (2) لَا شَرِيكَ لَهُ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتاء الزكاة، فارقها والله عز وجل عنه راضٍ (3) وقال أنس (4) وذلك دين الله عز وجل الذي جاءت به الرسل وبلغوا عَنْ رَبِّهِمْ قَبْلَ هَرْجِ الْأَحَادِيثِ وَاخْتِلَافِ الْأَهْوَاءِ يقول الله عز وجل:{فَإِنْ تَابُوا} (قال: خلعوا الأنداد وعبادتها){وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} [التوبة: 5].

(1) في النسخ: "يحيي بن أبي بكر" وهو تصحيف، والصواب ما أثبته والتصحيح من كتب التراجم.

(2)

وفي (سد) زيادة لفظة: "وحده" بعد قوله "وعبادته".

(3)

وفي (عم) و (سد): "راضي" بالياء وهو مرجوح من جهة النحو لأنه منقوص مجرد من أل.

(4)

ما بين القوسين مأخوذ من بغية الباحث.

ص: 370

2910 -

تخريجه:

هو في مسند الحارث بن أبي أسامة كما في بغية الباحث (ص 11: 7).

وأخرجه الحاكم من طريقين: الأولى أخرجها في المستدرك في التفسير (2/ 331)، قال أخبرنا أبو عبد الله محمَّد بن عبد الله الزاهد، ثنا أحمد بن مهران، ثنا عبيد الله بن موسى أنبأنا أبو جعفر الرازي به.

والثانية رواها في المستدرك في التفسير أيضًا (2/ 331)، قال أخبرني عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمدان، ثنا إسحاق بن أحمد الخزار، ثنا إسحاق بن سليمان الرازي، ثنا أبو جعفر به بنحوه وزاد آية أخرى وهي قوله تعالى:{فَإِنْ تَابُوا} -يقول خلعوا الأوثان وعبادتها- {وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} .

وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقال الذهبي: صدر الحديث =

ص: 370

= مرفوع، وسائره مدرج فيما أرى، انتهى يعني الذهبي أن المدرج من قوله "وهو دين الله الذي جاءت به الرسل

" إلخ، قلت: ليس ظنًا إنما هو مدرج يقينًا كما سأذكره فيما يأتي:

وأخرجه ابن ماجه في المقدمة (1/ 27: 70) قال حدّثنا نصر بن علي الجهضمي، ثنا أبو أحمد ثنا أبو جعفر به بنحوه إلّا أنه فصل المدرج من الحديث بقوله: قال أنس: وهو دين الله الذي جاءت به الرسل

إلخ.

وزاد وقال في آية أخرى {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} .

وهذا نص في أن آخر الحديث مدرج وليس بمرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه ابن ماجه أيضًا في المقدمة (1/ 27: 70) عن أبي حاتم، ثنا عبيد الله بن موسى العبسي، ثنا أبو جعفر الرازي به، وأحال متنه على الحديث الذي قبله بقوله مثله.

وأخرجه الطبري في التفسير في التوبة (6/ 78)، من طريق عبيد الله بن موسى به بنحو رواية ابن ماجه، وفصل أيضًا المدرج من الحديث وزاد الآية الثانية.

ورواه البيهقي في الشعب باب إخلاص العمل وترك الرياء (5/ 341: 6856)، من طريق عبيد الله بن موسى وإسحاق بن سليمان الرازي كلاهما عن أبي جعفر الرازي به ولم يفصل بين المرفوع والموقوف.

ص: 371

الحكم عليه:

إن صدر الحديث مرفوع وآخره موقوف كما بينته بعض الطرق.

ومدار طرق الحديث على أبي جعفر الرّازي وقد وصفه غير واحد بأنه سيِّئ الحفظ فهذا جرح مفسّر يقدم على التوثيق المطلق عليه فالحديث بهذا السند ضعيف. والله أعلم.

وعلى هذا فلا عبرة بتصحيح الحاكم للحديث وموافقة الذهبي له في ذلك.

وقد ضعف الألباني الحديث برقم (5731) في ضعيف الجامع الصغير.

ص: 371