الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
14 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ كِتْمَانِ الْعِلْمِ
3047 -
وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، حَدَّثَنَا الْهَجَرِيُّ (1)، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ (2)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَثَلُ عِلْمٍ لَا يُقَالُ بِهِ كَمَثَلِ كَنْزٍ لَا يُنْفَقُ مِنْهُ في سبيل الله عز وجل.
(1) في (مح): "خالد الهجري" والتصحيح من الإتحاف وغيره، الهجري: هو إبراهيم بن مسلم العبدي.
(2)
هو عمرو بن الأسود العنسي.
3047 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 70 أ) وقال: إسناده حسن والهجري مختلف فيه.
وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 189)، وعزاه إلى أحمد والبزار.
وعن طريق مسدّد أخرجه البزّار كما في الكشف (1/ 100: 176)، باب مثل علم لا ينفع.
ورواه أحمد في المسند (2/ 499)، ورواه الدارمي باب البلاغ عن رسول الله وتعليم السنن (1/ 113: 562)، ورواه السهمي في تاريخ جرجان (ص 78: 27)، كلهم من طريق إبراهيم الهجري به. =
= الحكم عليه:
الحديث بهذا السند ضعيف من أجل إبراهيم الهجري وهو ضعيف.
ولكن له طريق أخرى، عن أبي هريرة رضي الله عنه، رواها أبو خيثمة زهير بن حرب في العلم (ص 147: 162)، عن الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثنا دراج عن ابن حجيرة، عن أبي هريرة مرفوعًا بمعناه.
والطبراني في مجمع البحرين (1/ 514: 217).
ورواه ابن عبد البر في جامع البيان باب جامع لنشر العلم (1/ 122)، كلاهما من طرق عن ابن لهيعة به.
وهذا الطريق فيه ابن لهيعة وهو ضعيف وحديثه يصلح للجبر، وأيضًا فيه درّاج وفيه ضعف، والطريقان يقوي أحدهما الآخر فيكون الحديث حسنًا لغيره، وقال الألباني في صحيح الترغيب (1/ 52)، بعد أن ذكر طرقه قال: الحديث بذلك حسن.
وله شاهد من حديث ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: علم لا يقال به ككنز لا ينفق منه.
رواه ابن عبد البر في جامع البيان باب جامع لنشر العلم (ص 122) والشجري في الأمالي (1/ 65)، كلاهما من طريق عيسى بن شعيب قال حدّثنا روح بن القاسم، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
3048 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ (1)، حَدَّثَنَا يُونُسُ (2)، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ (3) عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى (4)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلْجَمًا بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ
…
وَمَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلْجَمًا بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ".
* صحيح.
(1) هو ابن حرب أبو خيثمة النسائيُّ.
(2)
هو ابن محمَّد بن مسلم المؤذي.
(3)
هو وضاح بن عبد الله اليشكري.
(4)
هو ابن عامر الثعلبي.
3048 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 70 أ) وقال: رواته ثقات محتج بهم في الصحيح.
وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 168) وعزاه إلى أبي يعلى والطبراني.
ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية باب إثم من سئل عن علم فكتمه (1/ 9: 119)، من طريقين عن أبي عوانة به واقتصر على الشطر الأوّل من الحديث.
ورواه الترمذي في التفسير باب ما جاء في الذي يفسِّر القرآن برأيه (5/ 199: 2950)، وأحمد في المسند (1/ 169).
ورواه ابن جرير في التفسير خطبة الكتاب (1/ 24)، والبغويُّ في شرح السنة باب من قال في القرآن بغير علم (1/ 58: 119).
كلهم من طريق سفيان الثوري عن عبد الأعلى به بالجملة الأخيرة من الحديث فقط ولفظه "ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار". =
= الحكم عليه:
الحديث بشطريه مداره على عبد الأعلي بن عامر الثعلبي، وهو ضعيف كما مرّ في دراسة الإسناد.
والعجب أن الحافظ صحّح الحديث هنا، وقال الهيثمي في المجمع رجال أبي يعلى رجال الصحيح، وقال المنذري في الترغيب بعد أن عزاه إلى أبي يعلى: رواته ثقات محتج بهم في الصحيح، وكنت في حيرة من أمري كيف أخالف هؤلاء الذين صححوا الحديث حتى وقفت على كلام للألباني على الحديث في الضعيفة برقم (1783) وتوصل إلى أن الحديث ضعيف علته عبد الأعلى الثعلبي، أما قول المنذري: رواته ثقات محتج بهم في الصحيح، وقول الهيثمي رجاله رجال الصحيح وهم منهما لأنّ عبد الأعلى الثعلبي ليس من رجال الصحيحين، وقال الحافظ في التقريب: صدوق يهم، ومثل هذا حديثه ضعيف.
ولكن الألباني كغيره وقع في الوهم حيث قال في الموضع السابق وفي سند الترمذي سفيان بن وكيع والصواب أنه سفيان الثوري لأنه هو الذي روى عن عبد الأعلى دون سفيان بن وكيع.
ثانيًا: أن البغوي في الشرح صرح بأنه الثوري حين تخريجه للحديث.
شواهد الحديث: الحديث عبارة عن شطرين:
أما الشطر الأوّل من الحديث فله شاهدان من حديث أبي هريرة وابن عمر، أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة".
رواه أبو داود في العلم باب كراهية منع العلم (4/ 67: 3657)، عن موسى بن إسماعيل، حدّثنا حماد أخبرنا علي بن الحكم، عن عطا، عن أبي هريرة.
وهذا على شرط البخاريُّ. =
= ورواه أحمد في المسند (2/ 263)، عن أبي كامل عن حماد به.
ورواه أحمد في المسند (2/ 495)، والترمذي في العلم (5/ 29: 2649)، وابن ماجه في المقدمة (1/ 96: 261)، ثلاثتهم عن طريق عمارة بن زادان، ثنا علي بن الحكم، ثنا عطاء، عن أبي هريرة.
وعمارة بن زاذان، صدوق كثير الخطأ.
ورواه البغوي في السنة (1/ 301)، باب وعيد من كتم علمًا يعلمه (ح 140)، من طريق سماك بن حرب، عن عطاء بن أبي رباح به.
ورواه ابن ماجه في المقدمة (1/ 98: 266)، عن طريق ابن عون، عَنْ محمَّد بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وله شاهد آخر من حديث عبد الله بن عمرو قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من كتم علمًا". الحديث.
أخرجه الحاكم في المستدرك في العلم (1/ 102)، وقال: إسناده صحيح على شرط الشيخين وليس له علة، ووافقه الذهبي.
أما الشطر الأخير من الحديث لم أجد له إلّا طريقًا واحدًا.
أخرجه الطبري في التفسير في مقدمة التفسير (1/ 35)، عن ابن عباس قال:"من تكلم في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار".
هذا الحديث كما ترى موقوف، وإضافة إلى ذلك أنه ضعيف من أجل ابن حميد شيخ الطبري، وهو محمَّد بن حميد الرازي قال عنه ابن حجر: ضعيف وقد ظن محقق مسند أبي يعلى أنه عبد بن حميد، وهناك أخطاء أخرى وقعت للمحقق انظر السلسلة الضعيفة (4/ 167).
وعلى هذا فالفقرة الأخيرة من الحديث ضعيفة لأسباب منها أن الحديث بشطره =
= الأخير قد روي مرفوعًا وموقوفًا، فالطريق المرفوع فيها عبد الأعلي بن عامر وهو ضعيف كما مرّ وقد روي عن طريق عبد الأعلى موقوفًا، وهذا يدلّ على ضعف حفظ عبد الأعلى.
أما الطريق الأخرى من غير طريق عبد الأعلى فهي موقوفة، وهي ضعيفة أيضًا من أجل محمَّد بن حميد الرازي.
فالخلاصة إن الشطر الأخير من الحديث ضعيف، والله أعلم.