الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
24 - بَابُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْعَمَلَ مِنَ الإِيمان
2941 -
قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ وَالْمُلَائِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ عَنِ الْقَاسِمِ (1) قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه فَسَأَلَهُ عَنِ الإِيمان، فَقَرَأَ {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ} إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى:{أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)} (2) فَقَالَ الرَّجُلُ: لَيْسَ عَنِ الْبِرِّ سَأَلْتُكَ (3) قَالَ أَبُو ذَرٍّ رضي الله عنه جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ عَنِ الَّذِي سَأَلْتَنِي عَنْهُ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَمَا قَرَأْتُ عَلَيْكَ، فَقَالَ لَهُ الَّذِي قُلْتَ لِي: فَلَمَّا أَبَى أَنْ يَرْضَى، قَالَ لَهُ: ادْنُ فَدَنَا قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ (4) إِذَا عَمِلَ الْحَسَنَةَ سَرَّتْهُ، وَرَجَا ثَوَابَهَا، وَإِذَا عَمِلَ سَيِّئَةً سَاءَتْهُ (5)، وَخَافَ عِقَابَهَا.
هَذَا مُنْقَطِعٌ، وَلَهُ طَرِيقٌ أَصَحُّ مِنْهُ فِي التفسير (6).
(1) هو ابن عبد الرحمن المسعودي.
(2)
سورة البقرة: الآية 177.
(3)
وفي (عم):" نسالك".
(4)
وفي (عم): "الرجل" بدل "المؤمن" وفيها زيادة "له".
(5)
وفي (سد): "أساءته".
(6)
سيأتي برقم (3533).
2941 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في الإتحاف (15/ ق 26 أ). =
= ورواه ابن بطة في الإِبانة (2/ 773: 1068)، من طريق عبد الرحمن ابن عبد الله المسعودي به بنحوه.
الحكم عليه:
الحديث بهذا السند ضعيف لأنه منقطع لأنّ القاسم لم يسمع من أبي ذر وفيه عبد الرحمن المسعودي وقد اختلط إلّا أن رواية أبي نعيم عنه جيدة كما نص على ذلك أحمد بن حنبل.
وله طريق آخر وهو الذي أشار إليه المصنف بقوله: "وله طريق أصح منه في التفسير".
رواه عبد الرزاق في مصنفه (11/ 128: 20110)، عن مَعْمَرٌ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ عَنْ مجاهدِ أن أبا ذر سأل النبي صلى الله عليه وسلم عَنِ الإِيمان فَقَرَأَ عليه هذه الآية:{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ} الآية.
ورواه إسحاق بن راهويه كما في المطالب (ق 130 ب) عن عبد الرزاق به وقال الحافظ هناك: هذا مرسل صحيح الإسناد. وله شاهد.
وعلى هذا فالشطر الأوّل من الحديث إلى نهاية الآية له طريقان فالأول منقطع والثاني مرسل، ولعل الحديث بطريقيه يكون حسنًا لغيره بالنسبة للشطر الأوّل.
أما الشطر الثاني من الحديث وهو قوله: "إن المؤمن إذا عمل الحسنة
…
إلخ" له شاهد بمعناه من حديث أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رجل: يا رسول الله ما الإيمان قال: إذا سرتك حسنتك، وساءتك سيئتك فأنت مؤمن.
رواه ابن حبّان في صحيحه (1/ 200: 176)، والحاكم في المستدرك (1/ 14)، وأحمد في المسند (5/ 252)، ثلاثتهم من طريق هشام بن أبي عبد الله الدستوائي عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ زَيْدِ بن سلام عن جده ممطور، عن أبي أمامة وقال الحاكم: صحيح متصل على شرط الشيخين وصححه الألباني في الصحيحة، وقال: زيد بن سلام وحده لم يخرج له البخاريُّ في صحيحه.