المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌29 - باب التحذير من البدع - المطالب العالية محققا - جـ ١٢

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌60 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ تَتَبُّعِ الْعَوْرَاتِ

- ‌61 - بَابُ النَّهْيِّ عَنْ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ وَالْمُفَاخَرَةِ وَالتَّعْيِيرِ بِالْآبَاءِ

- ‌62 - بَابُ ذَمِّ الْحَسَدِ

- ‌64 - بَابُ إِكْرَامِ الْجَارِ

- ‌65 - بَابُ الْأَمْرِ بِالتَّوَدُّدِ إِلَى الإِخوان

- ‌66 - بَابُ مُخَالَطَةِ النَّاسِ

- ‌67 - بَابٌ خَيْرُ الْأُمُورِ الْوَسَطُ

- ‌68 - باب الحب والإِخاء

- ‌69 - بَابُ اسْتِخْدَامِ الْأَحْرَارِ وَلَا يُعَدُّ ذَلِكَ مِنَ الكبر

- ‌70 - بَابُ الْمُنَافَسَةِ فِي خِدْمَةِ الْكَبِيرِ

- ‌71 - باب الترهيب في تَرْكِ الِاخْتِتَانِ

- ‌72 - باب العقل وفضله

- ‌73 - باب كراهية الجلوس في البيت

- ‌74 - بَابُ إِبَاحَةِ التَّسَمِّي بِأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ وَمَا جَاءَ فِي كَرَاهِيَةِ ذَلِكَ

- ‌75 - بَابُ كَرَاهِيَةِ التَّسَمِّي بِأَسْمَاءِ الْجَبَابِرَةِ وَتَغْيِيرِ الِاسْمِ إِلَى مَا هُوَ أَحْسَنُ مِنْهُ

- ‌76 - باب أحب الأسماء إلى الله تعالى

- ‌77 - بَابُ الْكِنَايَةِ عَنِ السُّؤَالِ عَنِ الْحَاجَةِ قُضِيَتْ أم لا

- ‌78 - بَابُ الْمُدَارَاةِ

- ‌79 - بَابُ الْأَدَبِ فِي الْجُلُوسِ وَالنَّوْمِ

- ‌80 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ النَّوْمِ عَلَى سَطْحٍ لَيْسَ له تحظير

- ‌81 - باب الأناة والرفق

- ‌82 - باب مثل الجليس الصالح

- ‌83 - باب إنصاف الرقيق وما يقتنى منه ومن الحيوانات

- ‌84 - بَابُ مَسْحِ رَأْسِ الصَّغِيرِ وَالصَّغِيرَةِ وَرَحْمَةِ الْيَتِيمِ

- ‌85 - باب سعة رحمة الله تعالى والترغيب في الرحمة

- ‌86 - بَابُ الإِحسان إِلَى الرَّقِيقِ

- ‌87 - باب آداب الرسل

- ‌88 - بَابُ إِكْرَامِ الْكَبِيرِ

- ‌89 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ إِكْرَامِ الْمُشْرِكِينَ

- ‌90 - باب الرخصة في إكرام أكابرهم

- ‌91 - بَابُ إِكْرَامِ الزَّائِرِ

- ‌92 - باب المزاح

- ‌93 - بَابُ صِفَةِ قَلْبِ ابْنِ آدَمَ

- ‌94 - بَابُ حُبِّ الْوَلَدِ

- ‌95 - باب الرُّؤْيَا

- ‌31 - كتاب الإيمان والتوحيد

- ‌1 - باب تحريم دم مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ

- ‌2 - بَابُ فَضْلِهَا

- ‌3 - بَابُ الإِسلام شَرْطٌ فِي قَبُولِ الْعَمَلِ

- ‌4 - باب تعريف الإِسلام والإِيمان

- ‌5 - باب ما يعطاه المؤمن بعد موته

- ‌6 - بَابُ الْحَبِّ فِي اللَّهِ مِنَ الإِيمان

- ‌7 - باب الزجر عن كل مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ

- ‌8 - بَابُ الْخِصَالِ الَّتِي تُدخل الْجَنَّةَ وَتَحْقُنُ الدَّمَ

- ‌9 - باب

- ‌10 - بَابُ إِثْبَاتِ الإِيمان لِمَنْ شَهِدَ الشَّهَادَتَيْنِ وَعَمِلَ صالحًا

- ‌11 - بَابُ بَقَاءِ الإِيمان إِذَا أُكْرِهَ صَاحِبُهُ عَلَى الكفر

- ‌12 - بَابُ خِصَالِ الإِيمان

- ‌13 - باب الدين يسر

- ‌14 - باب الحدود كفارات

- ‌15 - باب مثل المؤمن

- ‌16 - باب علامات الإِيمان

- ‌17 - بَابُ فَضْلِ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْغَيْبِ

- ‌18 - بَابُ كَثْرَةِ أَهْلِ الإِسلام

- ‌19 - باب تفسير الكبائر

- ‌20 - بَابٌ

- ‌21 - باب البيان بأن أصل الأشياء على الإِباحة

- ‌22 - بَابُ أُصُولِ الدِّينِ

- ‌23 - بَابُ الْمِلَّةِ مِلَّةِ محمَّد صلى الله عليه وسلم

- ‌24 - بَابُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْعَمَلَ مِنَ الإِيمان

- ‌25 - بَابُ الِاعْتِبَارِ بِالْخَاتِمَةِ

- ‌26 - بَابُ الْقَدَرِ

- ‌27 - بَابُ الْأَطْفَالِ

- ‌28 - بَابُ افْتِرَاقِ الْأُمَّةِ

- ‌29 - بَابُ التَّحْذِيرِ مِنَ الْبِدَعِ

- ‌30 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ مَقْعَدِ الْخَوَارِجِ وَالْمَارِقِينِ

- ‌31 - بَابُ الرَّفْضِ

- ‌32 - بَابُ تَرْكِ تَكْفِيرِ أَهْلَ الْقِبْلَةِ

- ‌33 - بَابُ الْوَسْوَسَةِ

- ‌34 - بَابُ كَرَاهِيَةَ التَّزْكِيَةِ

- ‌35 - بَابُ تَكْذِيبِ مَنْ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ فِي الدُّنْيَا

- ‌36 - بَابُ الْعَفْوِ عَمَّا دُونَ الشِّرْكِ

- ‌37 - بَابُ عَظَمَةِ اللَّهِ وَصِفَاتِهِ

- ‌38 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي عِصْيَانِ الْوَسْوَاسِ فِي أُمُورِ الطَّاعَةِ

- ‌32 - كِتَابُ الْعِلْمِ

- ‌1 - بَابُ فَضْلِ الْعَالِمِ

- ‌2 - بَابُ عِصْمَةِ الإِجماع مِنَ الضَّلَالَةِ

- ‌3 - بَابُ طَلَبِ الإِسناد

- ‌4 - بَابُ الْأَخْذِ بِاخْتِلَافِ الصَّحَابَةِ

- ‌5 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ السُّؤَالِ عَمَّا لَمْ يَقَعْ

- ‌6 - بَابُ الإِيجاز فِي الْفَتْوَى

- ‌8 - بَابُ الْإِذْنِ فِي الْكِتَابَةِ

- ‌9 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي التَّصْدِيقِ بِمَا جَاءَ عَنِ الله تبارك وتعالى

- ‌11 - بَابُ السَّمْتِ الْحَسَنِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى

- ‌12 - بَابُ الِاسْتِذْكَارِ بِالشَّيْءِ

- ‌13 - بَابُ تَتْرِيبِ الْكِتَابِ

- ‌14 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ كِتْمَانِ الْعِلْمِ

- ‌15 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الإِخلاص فِي الْعِلْمِ

- ‌16 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى تَبْلِيغِ الْعِلْمِ

- ‌17 - باب كراهية الدعوى في العلم

- ‌18 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الْكَذِبِ وَالْخُلْفِ

- ‌19 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنَ الْكَذِبِ وَالتَّلْقِينِ

- ‌20 - بَابُ أَدَبِ الْمُحَدِّثِ

- ‌21 - بَابُ أَدَبِ الطَّالِبِ

- ‌22 - بَابُ الْوَرَعِ فِي الْفَتْوَى

- ‌23 - بَابُ الْعَمَلِ بِالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ

- ‌24 - بَابُ التَّثَبُّتِ فِي الْحَدِيثِ

- ‌25 - باب المذاكرة

- ‌26 - بَابُ ذَمِّ الْفَتْوَى بِالرَّأْيِ

- ‌27 - باب الرواية بالمعنى

- ‌28 - باب سعة العلم

- ‌29 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى نَشْرِ الْعِلْمِ

- ‌30 - باب معاني الحروف

- ‌31 - باب تصديق القرآن للسنة

- ‌32 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْأَخْذِ بِالسُّنَّةِ

- ‌33 - باب الرحلة في طلب العلم

- ‌34 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ وَالْحَثِّ عَلَيْهِ

- ‌35 - بَابُ تَبْيِينِ الْحَدِيثِ مُجْمَلَاتِ الْقُرْآنِ

- ‌36 - بَابُ اشْتِمَالِ الْقُرْآنِ عَلَى جَمِيعِ الْأَحْكَامِ إِجْمَالًا وتفصيلًا

- ‌37 - باب الترهيب من الكذب

الفصل: ‌29 - باب التحذير من البدع

‌29 - بَابُ التَّحْذِيرِ مِنَ الْبِدَعِ

2977 -

قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ محمَّد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: الْقَدَرِيَّةُ والمرجئة.

* قلت: فيه انقطاع.

ص: 503

2977 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 139) وقال: فيه انقطاع.

ورواه ابن عديّ في الكامل (6/ 257) في ترجمة محمَّد بن عبد الرحمن الكوفي وابن الجوزي في العلل، في باب ذكر القدر والقدرية (1/ 140)، كلاهما من طريق بقية به بلفظه.

ص: 503

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف جدًا وفيه علتان، الأولى: الانقطاع لأنّ عبد الرحمن بن سابط لم يدرك أبا بكر.

والثانية: محمَّد بن عبد الرحمن فإن كان هو القشيري فهو متهم، فالحديث يكون متروكًا وإن كان غيره فهو مجهول كما قال ابن عديّ في الكامل.

وأيضًا هناك علة ثالثة، وهي الاختلاف على محمَّد، فرواه الفريابي في القدر (ص 403: 435) وابن عديّ في الكامل (6/ 258) كلاهما من طريق ابن مصفى عن =

ص: 503

= بقية، حدثني محمَّد عن حميد الطويل، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "صِنْفَانِ مِنْ أمتي لا يدخلون الجنة القدرية والحرورية".

ومن طريق ابن عديّ أخرجه ابن الجوزي في العلل (1/ 156: 250).

قال ابن عديّ وابن الجوزي: ومحمد هذا مجهول، وهو من مجهولي شيوخ بقية.

قلت: محمَّد بن عبد الرحمن هو القشيري متروك اتهمه الأزدي، وقد سبق وعلى هذا فالحديث يكون ضعيفًا جدًا.

وله شاهد بمعناه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "صِنْفَانِ من أمتي ليس لهما في الإِسلام نصيب، المرجئة والقدرية".

أخرجه الترمذي في القدر (4/ 454: 2149) وابن ماجه في المقدمة (1/ 24: 62) وابن أبي عاصم في السنة (1/ 152: 344) ثلاثتهم عن نزار، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، وقال الترمذي: حديث حسن.

وفيه نزار بن حيان قال الحافظ بن حجر: ضعيف، وقال ابن حبّان: يأتي عن عكرمة ما ليس من حديثه حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لذلك. وعلى هذا فحديثه عن عكرمة ضعيف جدًا.

وتابعه سلام بن أبي عمرة عن عكرمة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بنحوه.

أخرجه الترمذي في القدر (4/ 454: 2149) وابن أبي عاصم في السنة (1/ 153: 345) كلاهما عن سلام بن أبي عمرة به.

وفيه أيضًا سلّام بن أبي عمرة وهو ضعيف.

ص: 504

2978 -

أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَسَدِيُّ عَنْ محمَّد بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي لَيْلَى رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَا يردون على الحوض: القدرية والمرجية.

ص: 505

2978 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 39 أ) وقال: محمَّد بن أبي ليلى ضعيف.

ورواه اللالكائي في شرح أصول السنة (4/ 642)، باب ما ذكر في أن القدرية مجوس هذه الأمة (ح 1157) ورواه البيهقي في القدر (1/ 251: 379) ورواه العقيلي في الضعفاء (2/ 123) في ترجمة سليمان بن جعفر الأسدي (برقم 602) كلهم عن طريق بقية بن الوليد به بلفظه.

ورواه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 448: 949) عن هارون بن موسى الفروي، ثنا أبو ضمرة، عن سُلَيْمَانُ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَسَدِيُّ، عَنْ محمَّد بْنِ عبد الرحمن ابن أبي ليلى به بلفظه.

ص: 505

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف وفيه علتان: الأولى جهالة سليمان أبي جعفر الأسدي. الثانية: محمَّد بن عبد الرحمن وهو سيّء الحفظ.

وله شاهد من حديث أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "صِنْفَانِ مِنْ أمتي لا يردون على الحوض ولا يدخلون الجنة: القدرية والمرجئة".

أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (و 146) عن علي بن عبد الله الفرعاني، ثنا هارون بن موسى الفروي، ثنا أبو ضمرة أنس بن عياض عن حميد، عن أنس.

قال الهيثمي في المجمع (7/ 210) ورجاله رجال الصحيح غير هارون بن موسى الفروي وهو ثقة.

قلت: إن شيخ الطبراني عليّ بن عبد الله لم أجد له ترجمة. =

ص: 505

= وأيضًا: اختلف فيه على أبي ضمرة أنس بن عياض، رواه ابن أبي عاصم عنه، عن سليمان بن جعفر كما سبق.

وروى علي بن عبد الله شيخ الطبراني عن أبي ضمرة، عن حميد، ورواية ابن أبي عاصم أصح وهي ضعيفة كما مرّ.

وله شاهد آخر من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "صِنْفَانِ من أمتي ليس لهما في الإِسلام نصيب: المرجئة والقدرية".

رواه الترمذي في السنن في القدر (4/ 454: 2149) عن طريق القاسم بن حبيب وعلي بن نزار، عن نزار، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال أبو عيسى هذا غريب حسن صحيح.

قلت: القاسم بن حبيب وعلي بن نزار وأبوه كلهم ضعفاء.

ص: 506

2979 -

[1] قَالَ إِسْحَاقُ (1): أَنْبَأَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه، عَنْ عُمَرَ رضي الله عنهما (2)، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: يُنَادِي منادٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِيَقُمْ خُصماءُ اللَّهِ تَعَالَى وَهُمُ الْقَدَرِيَّةُ.

[2]

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُوسَى (3)، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ بهذا.

(1) في النسخ هكذا: "قال إسحاق وقال غير بقية حدّثنا جعفر بن سليمان، أنبأنا بقية" والتصويب من الإتحاف.

(2)

ليس في (سد): "عمر رضي الله عنه".

(3)

في (سد): "موسى بن سليمان".

ص: 507

2979 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 42 ب).

وأورده في المجمع (7/ 209) وعزاه إلى أبي يعلى في الكبير والطبراني في الأوسط وقال: من رواية بقية بن الوليد وهو مدلس، وحبيب مجهول، قلت: إن بقية صرّح بالتحديث كما في السنة لابن أبي عاصم.

ورواه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 148: 336) عن عبدة بن عبد الرحيم، ثنا بقية به بنحوه.

ورواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 288) عن محمَّد بن زريق بن جامع، ثنا عبدة بن الرحيم المروزي، عن بقية بن الوليد به وقال: لا يروى عن عمرو إلّا بهذا الإسناد، تفرّد به بقية.

ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 142) عن طريق محمَّد بن إسماعيل الحساني، قال ثنا يزيد بن هارون، قال أخبرنا بقية بن الوليد به بنحوه.

وقال الدارقطني في العلل (1/ 71) وروى أيضًا عن حبيب بن عمرو، عن رجل =

ص: 507

= من الأنصار، عن ابن عمر، عن عمر، ورواه المحاربي، عن أبي سليمان التيمي وهو مجهول، عن عمرو بن حبيب الأنصاري.

ص: 508

الحكم عليه

الحديث بهذا السند ضعيف جدًا، وفيه ثلاث علل:

الأولى: حبيب بن عمرو وهو ضعيف بل هو مجهول.

الثانية: عمرو الأنصاري والد حبيب لا يعرف له ترجمة.

الثالثة: الاضطراب في إسناد الحديث، وقال الدارقطني في العلل (1/ 71) هذا حديث مضطرب الإسناد، والحديث غير ثابت.

وقال أبو حاتم في العلل: هذا حديث منكر، وحبيب بن عمرو مجهول لم يرو عنه غير بقية.

ذكره ابن حبّان في الثقات وقال: ربما خالف مات سنة بضع وثلاثين ومائتين.

الجرح (8/ 161)، الثقات (9/ 161)، الميزان (4/ 221)، اللسان (6/ 152).

ص: 508

2980 -

وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِي سُوَيْدٍ (1)، عَنِ الْحَسَنِ رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا قَدِم وَفْدُ أهلِ الْبَصْرَةِ عَلَى عُمَرَ رضي الله عنه. فِيهِمُ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ سَرَّحَهُمْ وَحَبَسَهُ عِنْدَهُ، ثُمَّ قَالَ: أَتَدْرِي (2) لِمَ حَبَسْتُكَ؟ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حَذَّرَنَا كلَّ مُنَافِقٍ عالِم اللسانِ، وَإِنِّي تَخَوَّفْتُ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ، وَأَرْجُو أَنْ لَا تَكُونَ مِنْهُمْ، فَافْرُغْ (3) مِنْ ضَيْعَتِكَ، وَالْحَقْ بِأَهْلِكَ.

قَالَ حَمَّادٌ: وَقَالَ مَيْمُونٌ الْكُرْدِيُّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه، نَحْوَهُ.

قلت: حديث أبي عثمان أخرجه أحمد.

(1) هو ابن المغيرة.

(2)

وفي (عم) و (سد): تدري بدون همزة الاستفهام.

(3)

وفي (عم) و (سد)"فأفزع" بالعين المهملة.

ص: 509

2980 -

تخريجه:

حديث الباب رواه البزّار كما في الكشف (1/ 97: 169) وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 224 برقم 25) كلاهما عن حماد بن زيد به وأحال البزّار متنه على متن حديث عمر قبله.

وأدخل البزّار بين الحسن وعمر الأحنف بن قيس والصواب أنه في المتن لأنه صاحب القصة.

ص: 509

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف وفيه علتان: الأولى أبو سويد وهو غير معروف.

الثانية: الانقطاع لأنّ الحسن لم يسمع من عمر.

وقد روي الحديث بطرق أخرى عن عمر بن الخطّاب مرفوعًا وموقوفًا عليه. =

ص: 509

= أولًا: تخريج الحديث عن عمر مرفوعًا:

رواه ديلم بن غزوان العبدي، ثنا ميمون الكردي، حدثني أبو عثمان "النهدي" عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان.

رواه أحمد في المسند (1/ 22) عن أبي سعيد، ثنا ديلم به.

ورواه أيضًا أحمد في المسند (1/ 44) عن يزيد أنبأنا ديلم بن عزوان به.

ورواه عبد بن حميد كما في المنتخب (ص 32: 11) عن محمَّد بن الفضل، ثنا ديلم بن غزوان به بمعناه.

ورواه الفريابي في صفة المنافق (ص 52: 24) عن عبيد الله بن عمر القواريري.

وأبو عبد الله محمَّد بن أبي بكر المقدمي، قالا ثنا ديلم بن غزوان به بلفظ أحمد.

ورواه البزّار كما في الكشف (1/ 97: 168) عن محمد بن عبد الملك القرشي، ثنا ديلم بن غزوان به بلفظ "حذرنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُلُّ منافق عليم اللسان".

ورواه ابن بطة في الإبانة (2/ 701: 941) عن معلي بن أسد، قال حدّثنا ديلم به.

ورواه البيهقي في الشعب (2/ 284: 1777) من طريقين، عن ديلم بن غزوان ولفظ إحداها كلفظ أحمد والآخر بمعناه.

ورواه ابن عديّ في الكامل في ترجمة ديلم بن غزوان (3/ 104) عن أبي يعلى، عن إبراهيم، ثنا ديلم به بلفظ أحمد المذكور.

مدار هذه الطرق كلها على ديلم بن غزوان، وهو وشيخه ميمون الكردي صدوقان، إلّا أن ديلم وصف بالإرسال.

وقال الذهبي: هذا حديث مقارب الإسناد لم يخرجوه في الكتب الستة وميمون فيه لين. =

ص: 510

= وتابع ديلم بن غزوان الحسن بن أبي جعفر، أخرجه الفريابي في صفة المنافق (ص 53: 25) عن محمَّد بن المثنى، حدّثنا مسلم بن إبراهيم، حدّثنا الحسن بن أبي جعفر، حدّثنا ميمون الكردي به بلفظ (حذرنا كل منافق عليم اللسان).

والحسن بن أبي جعفر كما قال البخاريُّ وغيره منكر الحديث.

ثانيًا: تخريج الحديث عن عمر موقوفًا:

وخالف ديلم بن غزوان إثنان وهما حماد بن زيد والمعلي بن زياد فروياه عن عمر موقوفًا عليه.

أخرجه الفريابي في صفة المنافق (ص 53: 26)، قال حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا جعفر بن سليمان عن المعلي بن زياد، عن أبي عثمان النهدي به موقوفًا مع ذكر القصة. قلت: وهذا إسناد حسن، وجعفر بن سليمان هو الضبعي صدوق رمي بالتشيّع.

أما طريق حماد بن زيد فأخرجه البيهقي في الشعب (2/ 284)، باب نشر العلم (1776) من طريق الحسن بن سفيان، ثنا محمد بن عبيد بن حسان، ثنا حماد بن يزيد، ثنا ميمون الكردي به بمعناه موقوفًا، وهذا إسناد صحيح لولا شيخ البيهقي وشيخ شبيخه فإني لم أجدهما.

الترجيح بين المرفوع والموقوف: ذهب الدارقطني في العلل (2/ 246: 246) بأن الموقوف أشبه بالصواب.

قلت: ولكن يؤيد المرفوع ما رواه عبد الله بن بريدة عن عمر مرفوعًا في قصة طويلة قال: عَهِدَ إِلَيْنَا نَبِيُّنَا فَقَالَ: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أخشى عليكم بعدي منافق عالم اللسان، وسيأتي عند حديث (برقم 2985).

وإسناده صحيح، وسماع عبد الله بن بريدة عن عمر فيه نظر لأنهم قالوا: ولد بعد ثلاث سنوات خلون من خلافة عمر فيكون عمره حين وفاة عمر سبع سنوات تقريبًا. =

ص: 511

= ومما يشهد للمرفوع ويقويه أيضًا: ما رواه عبد الله بن بريدة عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إن أخوف ما أخاف عليكم جدال المنافق عليم "اللسان".

أخرجه ابن حبّان في صحيحه، باب ذكر ما كان يتخوّف على أمته جدال المنافق (1/ 148)، عن أبي يعلى، حدّثنا خليفة بن خياط، حدّثنا خالد بن الحارث.

وأخرجه الفريابي في صفة المنافق (ص 52: 23) عن عبيد الله بن معاذ، ورواه البزّار كما في الكشف (1/ 97)، عن محمَّد بن عبد الملك، ثنا خالد بن الحارث.

ورواه الطبراني في الكبير (18/ 237: 593)، قال حدّثنا أحمد بن داود المكي وزكريا بن يحيي وإبراهيم نائلة قالوا ثنا عبيد الله بن معاذ، قال ثنا أبي.

ورواه البيهقي في الشعب (2/ 184: 1775) من طريق عبيد الله بن معاذ العنبري، عن أبيه كلهم عن حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بن حصين به مرفوعًا.

قلت: وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات، ولكن الدارقطني في العلل (2/ ص 170: 196) قال هو حديث رواه حسين المعلم واختلف عنه فرواه معاذ عن الحسين بن معلم، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ فوهم، وقال: والصواب عن عبد الله بن بريدة، عن عمر في قصة طويلة وإسناده صحيح، ولكنه منقطع وسيأتي (برقم 2985).

قلت: وإن كان الحديث مشهورًا عن عمر، وقد مرّ تخريج حديثه، ومعظم طرقه فيها مقال ثم اختلف الرواة عنه وقفًا ورفعًا.

أما طريق عبد الله بن بريدة عن عمران بن حصين ليس فيها خلاف وإسناده صحيح ولذا أخرجه ابن حبّان في صحيحه.

وقال البزّار كما في الكشف (1/ 98)، لا نحفظه إلّا عن عمر، وإسناد عمر صالح فأخرجناه عنه، وأعدناه عن عمران لحسن إسناد عمران.

وأيضًا عبد الله بن بريدة مشهور بروايته عن عمران بن حصين. =

ص: 512

= وعلى كل حال فالحديث عندي صحيح من حديث عمران بن حصين وإن حكم عليه الدارقطني بالوهم لأنه يحتمل أن يكون الحديث عند صحابيين يأخذ عنهما تابعي، وهذا لا مانع، والله أعلم.

ص: 513

2981 -

وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ (1) عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْقَصْدُ فِي (2) السُّنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الاجتهاد في البدعة.

(1) هو ابن غياث بن طلق.

(2)

وفي (مح) و (سد): "من السنة".

ص: 514

2981 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 48 ب).

ص: 514

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف، وعلته الإرسال لأنّ عبد الرحمن تابعي.

والصواب أنه من قول عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، موقوفًا عليه لا من قول النبي صلى الله عليه وسلم فرواه الحاكم في المستدرك في العلم (1/ 103) من طريق محمَّد بن كثير.

ورواه أيضًا من طريق عبد الله بن نمير.

ورواه الدارمي في سننه (1/ 63) من طريق عيسى بن يونس.

ورواه ابن بطة في الإبانة (1/ 357: 246) من طريق روح بن مسافر.

ورواه ابن بطة في الإِبانة أيضًا (1/ 358: 247) من طريق سفيان خمستهم عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عبد الرحمن بن يزيد، قال: قال عبد الله بألفاظ متقاربة.

ورواه المروزي في السنة (ص 30: 89) من طريق العلاء بن المسيّب، عن المسيّب، عن عبد الله به بلفظه.

ورواه ابن بطة في الإِبانة (1/ 357: 245) من طريق عبد الوهاب، قال حدّثنا سعيد عن قتادة قال: قال ابن مسعود فذكره بنحوه.

ورواه ابن بطة أيضًا في الإنابة (1/ 329: 178) من طريق معشر، عن سعيد المقبري قال: قال عبد الله (قَصْدٌ في سُنَّة خير من اجتهاد في بدعة). =

ص: 514

= وله طرق أخرى عن ابن مسعود كلها أوقَفَت الحديث عليه.

ص: 515

الحكم عليه:

هذا الأثر صحيح عن ابن مسعود وقال الحاكم: صحيح الإسناد على شرطهما ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.

وقد روي الحديث مرفوعًا من وجوه لا تصح، منها ما رواه ابن بطة في الإِبانة (1/ 315: 151) من طريق إسماعيل بن علية، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "عمل قليل في سنة خير من كثير في بدعة".

قلت: وهذا مرسل ومن مرسل الحسن وهي من أضعف المراسيل.

وأعاده ابن بطة (1/ 357) من طريق يحيي بن جعفر الواسطي، قال حدّثنا عبد الوهاب، حدّثنا عوف، عن الحسن به بلفظه الأوّل وزاده "وكل بدعة ضلالة".

ورواه ابن بطة في الإِبانة أيضًا (1/ 357: 243) من طريق محمَّد بن عمرو الطيالسي قال حدّثنا بهز بن أسد عن فضالة، عن الحسين قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "عمل قليل في سنة خير من عمل كثير في بدعة".

ومحمد بن عمر الطيالسي غير معروف.

وعلى أي حال فالحديث لا يصح مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بل هو صحيح من قول ابن مسعود رضي الله عنه، كما سبق بطرق كثيرة عنه.

ص: 515

2982 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ أَبُو عُبَيْدَةَ حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ أَبِي مَهْدِيٍّ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ:"مَا يَأْتِي عَلَى النَّاسِ مِنْ عَامٍ (1) إِلَّا أَحْدَثُوا فِيهِ بدعة، وأماتوا فيه سنة حتى تحيى البدع وتموت السنن".

(1) وفي (عم) و (سد)"عام" بدون "من".

ص: 516

2982 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 48 ب) وقال: هذا إسناد ضعيف لجهالة عبد المؤمن قلت: والصواب لجهالة مهدي بن ميمون، وإلا فعبد المؤمن ثقة.

ورواه ابن وضاح في البدع، باب تغير البدع (ص 45)، قال: حدثني محمَّد ابن سعيد، قال حدّثنا أسد بن موسى، قال حدّثنا عبد المؤمن بن عبد الله، قال حدثني مهدي به بلفظه.

ورواه أيضًا (ص 46) عن محمَّد بن سعيد، قال حدّثنا نعيم بن حماد، قال حدّثنا ابن مهدي وأبو داود وعبد الصمد، عن عبد المؤمن أبي عبيدة به بنحوه.

ورواه المروزي في السنة (ص 32: 98)، ورواه ابن بطة في الإبانة (1/ 177: 11) كلاهما من طريق عبد المؤمن به بنحوه.

ص: 516

الحكم عليه:

هذا الأثر عن ابن عباس مداره على مهدي بن أبي مهدي ولا يعرف فيه جرح وتعديل، وإن صحّح حديثه ابن خزيمة، والراجح أنه مستور.

وقد روى معنى الحديث مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه ابن وضاح في البدع، باب تغير البدع (ص 45) عن ابن وهب وسلمة بن علي، عن سعيد بن المسيّب، عن قتادة، عن خلاس بن عمرو يرفعه قال:"لا يحدث رجل في الإِسلام بدعة إلّا ترك من السنة ما هو خير منها".

وهذا الحديث مرفوعًا ضعيف فيه عنعة قتادة وأيضًا هو مرسل لأنّ خلاس بن =

ص: 516

= عمرو ليس بصحابي.

وقد روي هذا المعنى عن عدة من التابعين.

أخرجه ابن وضاح في البدع، باب تغير البدع (ص 44) عن أبي أيوب، عن سحنون، عن ابن وهب قال أخبرني من سمع الأوزاعي يحدث عن حسان بن عطية قال:"ما أحدث قوم بدعة في دينهم إلّا نزع الله من سنتهم مثلها ثم لم يعدها إليهم يوم القيامة".

هذا مع كونه مقطوعًا فيه جهالة من سمع الأوزاعي.

وأخرجه بن بطة في الإبانة (1/ 176: 10) مِنْ طَرِيقِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عن حبيب بن عبيد، عن غضيف بن الحارث قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ما ابتدعت بدعة، إلّا رفعت مثلها من السنة" وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو منكر الحديث.

ومنها قول عبد الله بن الديلمي قال: "ما ابتدعت بدعة إلّا ازدادت مضيًا ولا تركت سنة إلّا ازدادت هربًا".

أخرجه ابن وضاح (ص 44)، قال حدّثنا ابن وهب، قال وأخبرني من سمع الأوزاعي يحدّث عن يحيي بن أبي عمرو الشيباني، قال حدثني عبد الله بن الديلمي به.

وهذا كسابقه ضعيف لكونه مقطوعًا ولجهالة من سمع الأوزاعي.

والخلاصة أن أمثل الطرق هو طريق ابن عباس، وهو ضعيف من أجل مهدي بن أبي مهدي.

ص: 517

2983 -

وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو رَافِعٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ جبير وقال (1): وَقَفَ ابْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه عَلَى قَوْمٍ يَقُصُّ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ فَضَلْتُمْ (2) أَصْحَابَ محمَّد صلى الله عليه وسلم-عَلَنًا (3)، وَلَقَدِ ابْتَدَعْتُمْ بِدْعَةً ظُلْمًا (4) اتَّبِعُوا وَلَا تَبْتَدِعُوا، وَاللَّهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ لَقَدْ سَبَقْتُمْ سَبْقًا بيِّنًا، وَلَئِنِ ابْتَدَعْتُمْ لَقَدْ ظُلِمْتُمْ ظُلْمًا بَعِيدًا، أَوْ قَالَ: ضَلَلْتُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا.

الشَّكُّ من ابن أبي عمر.

(1) وفي (عم) و (سد)" قال" بدون واو.

(2)

وفي (سد)"فصلتم" بالصاد المهملة وهو تصحيف.

(3)

وفي (عم) و (سد)"علمًا".

(4)

سقطت هذه اللفظة من نسخة (عم).

ص: 518

2983 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 48 ب) وسكت عليه.

ص: 518

الحكم عليه:

إسناد الأثر حسن إلّا أن فيه أبا رافع لم أعرف من هو.

وله طرق كثيرة عن ابن مسعود رضي الله عنه، عند ابن وضاح وغيره.

الطريق الأولى: أخرجها ابن وضاح في البدع، باب ما يكون بدعة (ص 15) قال حدّثنا أسد عن الربيع بن صبيح، عن عبد الواحد بن صبرة، قال بلغ ابن مسعود أن عمرو بن عتبة في أصحاب له بنوا مسجدًا بظهر الكوفة فذكر الحديث فمنه "فقال ابن مسعود والذي نفس ابن مسعود بيده لقد فضلتم أصحاب محمَّد علمًا أو جئتم ببدعة ظلمًا، والذي نفس ابن مسعود بيده، لئن أخذتم آثار القوم ليسبقنكم سبقا بعيدًا، ولئن خِرْتم يمينًا وشمالًا لتضلن ضلالا بعيدًا".

الطريق الثانية: أخرجها ابن وضاح في البدع أيضًا، باب ما يكون بدعة (ص 18)، عن أسد بن موسى، عن عبد الله بن رجاء، عن عبد الله بن عمر، عن يسار =

ص: 518

= أبي الحكم أن عبد الله بن مسعود به بلفظ "لقد أحدثتم بدعة ظلمًا أو قد فَضَلْتُمْ أَصْحَابَ محمَّد صلى الله عليه وسلم علمًا.

والطريق الثالثة: أخرجها ابن وضاح في البدع، باب ما يكون بدعة (ص 18) عن إبراهيم بن محمَّد، عن حرملة، عن ابن وهب، قال حدّثنا ابن سمعان قال: بلغنا عن عبد الله بن مسعود بمعناه مختصرًا.

الطريق الرابعة: أخرجها ابن وضاح في البدع، باب ما يكون بدعة (ص 19) عن أسد، عن جرير بن حازم، عن الصلت بن بهرام مرّ ابن مسعود بامرأة معها تسبيح فذكره مختصرًا. ورواه المروزي في السنة (ص 28: 79) عن طريق ابن عبد الرحمن السلمي، عن عبد الله فذكره مختصرًا.

وأخرجه ابن بطة في الإبانة (1/ 332: 187) عن طريق عطاء بن السائب، عن أبي البختري والشعبي قالا: قال عبد الله: عليكم بالطريق فلئن لزمتموه لقد سبقتم سبقا بعيدًا، ولئن خالفتموه يمينًا وشمالًا لقد ضللتم ضلالًا بعيدًا.

الأثر بطرقه صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه.

وله شاهد صحيح من قول حذيفة رضي الله عنه، قال: يا معشر القراء استقيموا فقد سبقتم سبقًا بعيدًا، فإن أخذتم يمينًا وشمالا لقد ضللتم ضلالًا بعيدًا.

أخرجه البخاريُّ في صحيحه في الاعتصام، باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم (الفتح 13/ 250 برقم 7282) عن أبي نعيم، حدّثنا سفيان عن الأعمش، عن إبراهيم، عن همام، عن حذيفة.

ورواه ابن وضاح في البدع، باب ما يكون بدعة (ص 17)، والمروزي في السنة (30: 87) وأبو نعيم في الحلية (1/ 280) ثلاثتهم عن طريق الأعمش به بلفظه.

ورواه اللالكائي (1/ 90: 119) وابن عبد البر (2/ 97) كلاهما عن طريق ابن عون، عن إبراهيم به بلفظه.

ص: 519

2984 -

[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ (1) الْحَدَّادُ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ قَالَ: وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَوْعِظَةً فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّمَا هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ.

فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا (2) قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَعْهَدُ إِلَيْكُمْ أَنْ تَتَّقُوا الله تعالى، وتلزموا سننتي، وَسُنَّةَ الْخُلَفَاءِ الْهَادِيَةَ الْمَهْدِيَّةَ، عُضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ (3) وَإِنِ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عبدٌ حبشيٌّ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا، وَإِنَّ كلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ.

[2]

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أسامة عن عوف، به.

(1) هو عبد الواحد بن واصل.

(2)

وفي (عم) لنا وهو تحريف.

(3)

النواجذ من الأسنان الضواحك وهي التي تبدر عند الضحك والأكثر أنها أقصى الأسنان والمراد الأوّل والمعنى عضوا عليها بالنواجذ أي تمسكوا بها كما يتمسك العاض بجميع أضراسه (النهاية 5/ 20).

ص: 520

2984 -

تخريجه:

رواه الحارث كما في بغية الباحث (ص 85: 52) قال: حدّثنا عفان، ثنا أبو الأشهب، حدثني سعيد بن خيثم، به.

ورواه الحارث أيضًا كما في بغية الباحث (ص 83: 51) حدّثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ رَجُلٍ سَمَّاهُ أَحْسَبُهُ قَالَ سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ الذين وقعوا إلى الشام.

ص: 520

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف من أجل سعيد بن خثيم وهو شبه مجهول.

ولكن متن الحديث صحيح ومشهور من حديث العرباض بن سارية.

أخرجه ابن حبّان في صحيحه باب ذكر وصف الفرقة الناجية (1/ 104: 5) عن =

ص: 520

= أحمد بن مكرم بن خالد البرتي، حدّثنا علي بن المديني، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا ثور بن يزيد، حدّثنا خالد بن معدان، حدثني عبد الرحمن بن عمرو السلمي وحجر بن حجر الكلاعي قالا: أتينا العرباض بن سارية فذكر قصة فقال: صلّى بنا رسول الله الصبح ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون.

الحديث بطوله.

ورواه الحاكم في المستدرك في العلم (1/ 97) بطرق عن الوليد بن مسلم، به، ورواه أحمد في المسند (4/ 126) عن الوليد بن مسلم، به وعن أحمد بن حنبل ورواه أبو داود في سننه في كتاب السنة (5/ 13: 4606).

والوليد بن مسلم وهو وان كان مدلسًا لكنه صرّح بالتحديث. وقد تابعه أبو عاصم عن ثور العباس بن محمَّد الدوري، ثنا أبو عاصم، ثنا نور بن يزيد، به.

ورواه الترمذي في العلم (5/ 45: 2676) عن الحسن بن عليّ الخلال وغير واحد قال: حدّثنا أبو عاصم، به وأحال متنه على متن طريق قبله.

وله طرق أخرى كثيرة عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رضي الله عنه.

وحديث العرباض بن سارية حديث صحيح مشهور، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولا أعرف له علة. ووافقه الذهبي، وقد سبق أن ابن حبّان أخرجه في صحيحه.

ص: 521

2985 -

وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ قال: إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جَمَعَ النَّاسَ لِقُدُومِ الْوَفْدِ، فَقَالَ لِزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ (1): انْظُرْ أَصْحَابَ محمَّد صلى الله عليه وسلم فائدن لَهُمْ أَوَّلَ النَّاسِ، ثُمَّ الْقَرْنَ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ فَدَخَلُوا فَصُفُّوا قُدَّامَهُ فَنَظَرُوا فَإِذَا رَجُلٌ ضَخْمٌ عَلَيْهِ مُقَطَّعَةُ بُرُودٍ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ عُمَرُ رضي الله عنه فَأَتَاهُ، فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه:"إِيهٍ". ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: (قَالَ الرَّجُلُ: "إِيهٍ". ثَلَاثَ مَرَّاتٍ)(2) فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: أفٍ، قُمْ، فَقَامَ فَنَظَرَ (3) فَإِذَا الْأَشْعَرِيُّ رَجُلٌ خَفِيفُ الْجِسْمِ قَصِيرٌ ثَبْطٌ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: إِيهٍ، (فَقَالَ الْأَشْعَرِيُّ: إِيهٍ، فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: إِيهٍ) (4) فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: سَلْ وَافْتَحْ (5) حَدِيثًا (6) فَنُحَدِّثُكَ، فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: أفٍ، قُمْ، فَإِنَّهُ لَنْ يَنْفَعَكَ رَاعِيَ ضَأْنٍ، فَنَظَرَ، فَإِذَا رَجُلٌ أَبْيَضُ خَفِيفُ الْجِسْمِ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ فَأَتَاهُ، فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: إِيهٍ؟ فَوَثَبَ فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَوَعَظَهُ بِاللَّهِ.

ثُمَّ قَالَ: إِنَّكَ وُلّيتَ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ، فَاتَّقِ اللَّهَ تَعَالَى فِيمَا وُلِّيتَ مِنْ أَمْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَأَهْلِ رَعِيَّتِكَ فِي نَفْسِكَ خَاصَّةً، فَإِنَّكَ مُحَاسَبٌ وَمَسْئُولٌ عَمَّا اسْتَرْعَيْتَ وَأَنْتَ أَمِينٌ، وَعَلَيْكَ أَنْ تُؤَدِّيَ مَا عَلَيْكَ مِنَ الْأَمَانَةِ، فتُعطى أَجْرُكَ عَلَى قَدْرِ عَمَلِكَ، فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: مَا صَدَقَنِي رَجُلٌ مُنْذُ اسْتُخْلِفْتُ غَيْرُكَ مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا الرَّبِيعُ بْنُ زِيَادٍ فَقَالَ: أَخُو الْمُهَاجِرِ بْنِ زِيَادٍ فَقَالَ: نَعَمْ فَجَهِّزَ عُمَرُ رضي الله عنه جَيْشًا، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمُ الْأَشْعَرِيَّ ثُمَّ قَالَ: انْظُرْ رَبِيعَ بْنَ زِيَادٍ فَإِنْ يَكُ صَادِقًا فِيمَا قَالَ فَإِنَّ عِنْدَهُ عَوْنًا عَلَى هَذَا الْأَمْرِ فَاسْتَعْمِلُْه ثُمَّ لَا يأتينَّ عَلَيْكَ عَشْرٌ (7) إِلَّا تَعَاهَدْتَ مِنْهُ عَمَلَهُ، وَكَتَبْتَ إِلَيَّ بِسِيرَتِهِ فِي عَمَلِهِ، حَتَّى كَأَنِّي أَنَا الَّذِي استعملته، ثم قال عمر

(1) وفي (مح) و (سد): "لأذن بن أرقم".

(2)

ما بين القوسين ساقط من (عم) و (سد).

(3)

وفي (عم): "فنظروا" بالجمع.

(4)

ما بين القوسين سقط من: (عم).

(5)

وفي (عم) و (سد): "أو افتح".

(6)

وفي (عم): "حدّثنا" بفعل الأمر.

(7)

وفي (مح) و (سد): "عشرًا" بالنصب وهو خطا من جهة الإعراب.

ص: 522

رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَهِدَ إِلَيْنَا نَبِيُّنَا فَقَالَ: "إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخْشَى عَلَيْكُمْ بَعْدِي مُنَافِقٌ عالم اللسان".

(116)

وفي باب كراهية التَّنَطُّعِ مِنْ كِتَابِ الزُّهْدِ أَحَادِيثُ مِنْ هَذَا، وَكَذَا بَابُ التَّحْذِيرِ مِنَ الْفِتْنَةِ فِي كِتَابِ الفتن (1).

(1) انظر الأحاديث رقم (3265 - 3267 و 4340 - 4343).

ص: 523

2985 -

تخريجه

رواه ابن بطة في الإبانة في ذكر الأفعال والأقوال (2/ 701: 940) عن طريق روح بن عبادة، به. وذكر القدر المرفوع من الحديث دون ذكر القصة.

ورواه ابن سعد في الطبقات (6/ 110)، قال: حدّثنا عبد الوارث بن سعيد، عن الحسين بن ذكوان المعلم، به ولم يورد القصة بل اكتفى بقوله من حديث رواه، وصف فيه الربيع بن زياد الحارثي قال: رجل أبيض خفيف اللحم خفيف الجسم.

ورواه الدارقطني في العلل (2/ 170) وقال: رواه عبد الوهاب بن عطاء وروح بن عبادة وغيرهما، عن حسين، عن ابن بريدة، عن عمر بن الخطّاب وهو الصواب في قصة طويلة.

ص: 523

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف لأنه منقطع لأنّ عبد الله بن بريدة لم يسمع من عمر بل ولد لثلاث سنوات مضت في خلافته. =

ص: 523

= ولكن تابعه أبو عثمان النهدي عن عمر موقوفًا ومرفوعا وذكر القدر المرفوع وقد سبق تخريجه في حديث (2980) رواه الفريابي وغيره بإسناده حسن لكن الراجح أنه موقوف كما ذكرت هناك.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ بنحوه رواه ابن حبّان في صحيحه وقد تقدم هناك وهو حديث صحيح.

ص: 524

2986 -

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ (عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ)(1)، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قال: قال عمر رضي الله عنه: إِنَّهُ سَيَكُونُ (نَاسٌ)(2) يُكَذِّبُونَ بِالدَّجَّالِ وَيُكَذِّبُونَ بِطُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَيُكَذِّبُونَ بِعَذَابِ القبر ويكذبون بقوم يخرجون من النار بعد ما امتحشوا.

(1) سقط ما بين القوسين من نسخة: (عم).

(2)

ما بين القوسين سقط من نسخة: (عم).

ص: 525

2986 -

تخريجه:

ذكره الهيثمي في المجمع (7/ 210) وقال: فيه علي بن زيد وهو سيّء الحفظ.

والحديث في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص 942: 733).

ورواه الطيالسي في مسنده (ص 6) قال: حدّثنا حماد بن زيد، به. واقتصر على الرجم فقط.

ورواه مسدّد كما سيأتي في المطالب في حديث (2992) قال: حدّثنا حماد بن زيد، به بلفظه وزاد "يكذبون بالرجم".

ورواه أبو بكر بن أبي شيبة كما سيأتي في المطالب برقم (2992) وعنه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 151: 343)، من طريق علي بن زيد، به بنحوه وزاد "ويكذبون بالرجم والقدر وَيُكَذِّبُونَ بِالْحَوْضِ، وَلَمْ يَذْكُرِ الدَّجَّالَ وَلَا طُلُوعَ الشمس ولا عذاب القبر".

ورواه أحمد في المسند (1/ 23) من طريق علي بن زيد، به. وذكر الرجم بدل طلوع الشمس.

ورواه أبو يعلى في المسند كما سيأتي في المطالب برقم (2992) من طريق علي بن زيد، به وليس فيه طلوع الشمس ولا عذاب القبر. =

ص: 525

= الحكم عليه:

مدار هذا الأثر على علي بن زيد وهو ضعيف سيّء الحفظ.

ومما يدلّ على سوء تباين ألفاظ الحديث في النقص والزيادة.

ص: 526

2987 -

[1] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1)، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عليَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي لَسْتُ أَخَافُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي مُؤْمِنًا مُوقِنًا، وَلَا كَافِرًا مُعْلِنًا، فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ الْمُوقِنُ فَيَحْجِزُهُ إيمانُه، وَأَمَّا الْمُعْلِنُ فَبِكُفْرِهِ، وَلَكِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي عَالِمًا لِسَانُهُ جَاهِلًا قلبُه يَقُولُ مَا تَعْرِفُونَ وَيَعْمَلُ مَا تُنْكِرُونَ.

[2]

أَخْبَرَنَا غَسَّانُ الْكُوفِيُّ (2) أَبُو بِشْرٍ (3) الْأَسَدِيُّ: وَكَانَ جَلِيسَ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ بِالْمَدِينَةِ فِي حَلْقَةٍ أَيُّكُمْ يُحَدِّثُنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا؟ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رضي الله عنه: أَنَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: لَسْتُ أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي مُؤْمِنًا وَلَا كَافِرًا أَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَمْنَعُهُ إِيمَانُهُ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيَمْنَعُهُ كُفْرُهُ وَلَكِنَّ رَجُلًا بَيْنَهُمَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ حَتَّى إِذَا ذَلِقَ بِهِ يَتَأَوَّلُهُ عَلَى غَيْرِ تَأْوِيلِهِ فَقَالَ مَا تَعْلَمُونَ وَعَمِلَ مَا تُنْكِرُونَ فَضَلَّ وَأَضَلَّ.

قُلْتُ: أَظُنُّ أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَنِيَّ الْمَذْكُورُ فِي الرِّوَايَةِ الْأُولَى هُوَ إِسْحَاقُ الْمَذْكُورُ فِي الثَّانِيَةِ وَإِنَّمَا دلسه بقية لضعفه.

(1) أبو عبد الرحمن المدني قال ابن حجر هنا أظن هو إسحاق المذكور في الثانية فإن كان كذلك وهو أقرب فهو إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة سيأتي في المتابعة الثانية.

(2)

في (ك):"عتاب الكوفي، وأبو بشر الأسدي".

(3)

وفي (عم): "أبو يسر" بالسين المهملة.

ص: 527

2987 -

تخريجه:

ذكره الهيثمي في المجمع (1/ 192) وعزاه إلى الطبراني في الأوسط والصغير وقال وفيه الحارث الأعور وهو ضعيف جدًا. =

ص: 527

= وذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 69 ب) ونقل تعليق الحافظ على الحديث.

ص: 528

الحكم عليه:

الحديث له عن عليّ طريقان فالطريق الأولى فيها علتان:

الأولى: جهالة التابعي.

الثانية: أبو عبد الرحمن المدني فإن كان إسحاق بن أبي فروة متروك وإلّا فهو غير معروف.

الطريق الثانية: ففيه إسحاق بن أبي فروة وهو متروك.

وعلى أيِّ حال فالحديث بطريقيه ضعيف جدًا.

وله طريق أخرى عن علي رضي الله عنه.

فرواه الطبراني في الصغير (2/ 93) والأوسط كما في البحرين (1/ 569: 255) من طريق الحارث، عن علي بن أبي طالب وقال: وأما الكافر فيقمعه كفره والباقي نحوه.

قلت: الحارث هو الأعور وهو ضعيف جدًا كذبه غير واحد لرأيه.

ص: 528

2988 -

أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلَائِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ يَزِيدَ الشَّامِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ أَحْدَثَ فِي الإِسلام حَدَثًا.

فَعَلَيْهِ لعنةُ اللَّهِ، وَالْمَلَائِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: فَمَا الْحَدَثُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوِ أَمْثَلَ مَثُلَةً بِغَيْرِ قَوَدِ أَوِ ابْتَدَعَ بِدْعَةً بِغَيْرِ سُنَّةٍ، قَالَ: وَالْعَدْلُ: الْفِدْيَةُ وَالصَّرْفُ التَّوْبَةُ.

* إسناده حسن لكنه مرسل أو معضل.

ص: 529

2988 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 69 أ) وقال: إسناد حسن لكنه مرسل أو معضل.

ص: 529

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف جدًا وفيه ثلاث علل:

الأولى: فيه قيس الملائي ولم أقف على ترجمته.

الثانية: أمية بن يزيد وهو مستور.

الثالثة: إن الحديث مرسل أو معضل كما قال الحافظ.

وللشطر الأوّل من الحديث له شاهد من حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر حديثا ومنه "ومن أحدث حادثًا أو آوى فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجميعن".

رواه أبو داود في سننه في الديات (4/ 669: 4528) والنسائيُّ في سننه في كتاب القسامة (8/ 20: 4734) كلاهما من طريق قتادة عن الحسن، عن قيس بن عباد قال: انطلقت أنا والأشتر إلى علي رضي الله عنه.

ورواه أحمد في مسنده (1/ 119) من طريق قتادة عن أبي حسان، عن عليّ رضي الله عنه وزاد "لا يقبل منه صرف ولا عدل".

ص: 529

2989 -

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ (1)، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: إِنَّ قَتَادَةَ جَاءَ إِلَيْهِ لِيَجْلِسَ فَقَالَ لَهُ إِنْ جَلَسْتَ قُمْتُ، فَقَالُوا: يَا أَبَا محمَّد إِنَّهُ فَقِيهٌ قَالَ: إِبْلِيسُ أَفْقَهُ مِنْهُ: إِذْ (2) قَالَ: {رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي} (سورة الحجر: الْآيَةَ 39).

قُلْتُ: يُشِيرُ بِذَلِكَ إِلَى مَا رمي به قتادة من القدر.

(1) محمَّد بن خازم الضرير.

(2)

وفي (سد): "إذا" وهو خطأ.

ص: 530

2988 -

تخريجه:

الحديث بهذا السند ضعيف من أجل جهالة الراوي عن طاووس.

ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ ق 60 ب).

وله طريق آخر بمعناه أخرجه ابن بطة في الإبانة (2/ 447: 403) قال: حدّثنا جعفر القافلائي قال: حدّثنا محمَّد بن إسحاق الصاغاني قال: أخبرنا أحمد بن محمَّد الزرقي قال: حدّثنا مسلم بن خالد، عن ابن خيثم أن طاووسًا كان جالسًا هو وطلق بن حبيب فجاءهما رجل من أهل الأهواء فقال: أتأذن لي أن أجلس فقال له طاووس: إن جلست قمنا فقال: يغفر الله لك أبا عبد الرحمن فقال: هو ذاك وإن جلست والله قمنا فانصرف الرجل.

فيه مسلم بن خالد الزنجي وهو كثير الأوهام ولم يذكر الشطر الأخير.

وأخرجه أيضًا اللالكائي (4/ 637: 1143) أخبرنا أحمد بن عبيد قال: أخبرنا محمَّد بن الحسين قال، ثنا أحمد بن زهير قال: ثنا محمَّد بن بكار قال: ثنا عنبسة بن عبد الواحد، عن حنظلة بن أبي سفيان قال: كنت أرى طاووسًا إذا أتاه قتادة يفر منه وكان قتادة يرى القدر قلت: هذا إسناد قوي.

ورواه الفريابي في القدر (ص 375 ج 390) قال: حدّثنا جعفر قال: حدّثنا سويد قال: حدّثنا يحيي بن سليمان، عن ابن جريج، عن الحسن بن مسلم أنه قال: =

ص: 530

= كنا جلوسًا عند طاووس فجاء قتادة يريد الجلوس إليه فقال: (إن هذا أعمى القلب، والله لئن جلس لأقومن

).

وأورده الذهبي في السير (5/ 275) في ترجمة قتادة عن حنظلة بن أبي سفيان: كنت أرى طاوس إذا أتاه قتادة يفرّ، وكان قتادة يتهم بالقدر.

وبهذه الطرق يعلم أن المعنى صحيح عن طاوس إلّا قوله: "إبليس أفقه منه" فإن هذه الفقرة لم ترد إلّا في طريق أحمد بن منيع وإسناده ضعيف.

ومما لا شك فيه أن قتادة وإن رمي بالقدر أنه إمام فقيه مفسِّر محدث قال الثوري حين سئل عنه، قال: وكان في الدنيا مثل قتادة؟

وقد ذكره غير واحد من السلف مجالسة من رمي بشيء من القدر وقد أورد ابن بطة في الإبانة مجموعة من أقوال بعض السلف، انظر الإبانة (2/ 447).

وقد قال غير واحدٍ من الأئمة: أنه لو ترك الرجل الذي نسب إليه بدعة لم يبق إلّا القليل.

ص: 531

2990 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ هُوَ ابْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ الْخُصَيْبِ بْنِ جَحْدَرٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ شَيْءٍ يُعبد تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ أَبْغَضُ إِلَى اللَّهِ (1) عز وجل من هوى مُتَّبع (2) ".

(1) وفي (مح): "لله".

(2)

وفي (عم): "يتبع".

ص: 532

2990 -

تخريجه:

وهو في المجمع (1/ 193).

ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 48 ب).

وعن أبي يعلى رواه ابن عديّ في الكامل في ترجمة خصيب (3/ 69).

ورواه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 8: 3).

ورواه الطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد (1/ 193).

ورواه ابن بطة في الإبانة (1/ 388: 280) ثلاثتهم من طريق الحسن بن دينار، به.

ص: 532

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند موضوع، وآفته الخصيب بن جحدر وقد كذبه غير واحد، وقال الألباني في ظلال الجنة برقم (3) مسلسل بالمتروكين.

ص: 532