الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
22 - بَابُ أُصُولِ الدِّينِ
2936 -
قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا فُرَاتُ بْنُ سَلْمَانَ، حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ عُلْوَانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ثَلَاثٌ مِنْ أَصْلِ الدِّينِ: تُجمِّع وَرَاءَ كُلِّ بَرٍّ وَفَاجِرٍ وَيُصَلَّى (1) عَلَى مَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ، ويُجاهد (2) في خلافة من كان، لك (3) أجرك.
(1) وفي (سد): "تصلى" بالتاء.
(2)
وفي (عم) و (سد): "تجاهد" بالتاء.
(3)
في النسخ (له) والتصويب من سنن الدارقطني (2/ 57).
2936 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 26 أ).
ورواه الدارقطني في السنن (2/ 57: 7) في العيدين، باب صفة من تجوز الصلاة معه والصلاة عليه من طريق فرات بن سلمان به بمعناه إلّا أنه أدخل الحارث بين محمَّد بن علوان وبين علي بن أبي طالب.
الحكم عليه:
الحديث بهذا السند ضعيف من أجل جهالة محمَّد بن علوان، وقال الدارقطني لا يثبت. =
= وللحديث شاهد بمعناه مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الجهاد واجبٌ عليكم مع كل أمير برًا كان أو فاجرًا، والصلاةُ واجبةٌ عليكم خلف كل مسلم برًّا أو فاجرًا، وإن عمل الكبائر، والصلاة واجبة على كل مسلم برًّا أو فاجرًا، وإن عمل الكبائر.
أخرجه أبو داود في الجهاد، باب في الغزو مع أئمة الجور (3/ 40: 2533) عن أحمد بن صالح، حدّثنا ابن وهب، حدثني معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث، عن مكحول، عن أبي هريرة ورواه الدارقطني في السنن (2/ 56)، من طريق مكحول به.
ورواه الدارقطني أيضًا (2/ 57) والبيهقيُّ في السنن (4/ 19) من طريق معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول به بسياق آخر بمعناه وقال الدارقطني والبيهقيُّ وغيرهما أن مكحولًا لم يسمع من أبي هريرة.
وقال الدارقطني في السنن (2/ 57) بعد أن أورد روايات كثيرة في هذا المعنى وليس فيها شيء يثبت، وقال البيهقي في السنن (4/ 19) أحاديث كلها ضعيفة غاية الضعف، وأصح ما روي في هذا الباب حديث مكحول عن أبي هريرة إلّا أن فيه إرسالًا.
ومنها حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من السنة، الصف خلف كل إمام" فذكره بمعناه، أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 57)، وفيه عمر بن صبح وهو متروك، وهناك روايات وشواهد لم أتشاغل بتخريجها لأنها شديدة الضعف ولا تزيد للحديث قوة والله أعلم.
2937 -
[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ عَنْ أَبِي الْمُبَارَكِ (1)، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا آمَنَ بِالْقُرْآنِ مَنِ اسْتَحَلَّ مَحَارِمَهُ".
[2]
رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ.
خَالَفَ محمَّد بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِيهِ فَقَالَ عَطَاءٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عن صهيب ذكره ابن عديّ.
2937 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في الإِتحاف (4/ ق 126 ب).
وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 182) وعزاه إلى الطبراني وقال: فيه محمَّد بن يزيد بن سنان ضعفه البخاريُّ وغيره، وأبوه يزيد ضعفه أبو داود وغيره وقال البخاريُّ مقارب الحديث.
والحديث في مصنف أبي بكر بن أبي شيبة (10/ 537: 10249) بسنده ومتنه.
والحديث أيضًا في المنتخب لعبد بن حميد (ص 308: 1003) عن ابن أبي شيبة به بسنده ومتنه.
ورواه ابن عديّ في الكامل (7/ 270) في ترجمة يزيد بن سنان أبو فروة عن طريق أبي بكر بن ابن أبي شيبة به بلفظه.
الحكم عليه:
الحديث بهذا السند ضعيف جدًا، وفيه علتان:
أولاهما يزيد بن سنان، وهو متروك، الثانية أبو المبارك وهو مجهول.
الثالثة الاختلاف على يزيد بن سنان.
فروي عن أبي المبارك، عن صهيب رضي الله عنه، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فذكر بلفظه أخرجه الترمذي في فضائل القرآن (5/ 180: 2918)، عن محمَّد بن إسماعيل =
= الواسطي. وابن أبي شيبة في المصنف في فضائل القرآن (10/ 537: 10250) كلاهما عن وكيع، عن يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي الْمُبَارَكِ، عَنْ صهيب به وقال أبو عيسى: هذا حديث ليس إسناده بالقويّ. انتهى.
وقد خولف وكيع في هذا الحديث. فرواه محمَّد بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِيهِ هذا الحديث فزاد في هذا الإسناد عن مجاهد، عن سعيد بن المسيّب، عن صهيب به.
رواه ابن عديّ في الكامل (7/ 270) والبيهقيُّ في الشعب، باب في الإِيمان بالقرآن وسائر الكتب المنزلة (1/ 198) والخطيب في التلخيص (ص 357 برقم الترجمة 583) كلهم عن محمَّد بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن عطاء، عن مجاهد بن جبر، عن سعيد بن المسيّب، عن صهيب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره بلفظه، قلت: هذا الطريق أضعف من الأولى لأنه كما صرّح به البخاريُّ كما في سنن الترمذي أن رواية محمَّد بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِيهِ أضعف من رواية غيره عنه.
وقد روى الحديث عن صدقة بن سابق، عن مفضل بن مهلهل، عن مجاهد به بلفظه.
أخرجه الدولابي في الكنى (3/ 69) والبيهقيُّ في الشعب (1/ 198) كلاهما عن صدقة به، وصدقة بن سابق لم أجد من تكلم فيه بجرح أو تعديل.
خلاصة القول الحديث يبقى ضعيفًا لأنّ معظم طرقه على يزيد بن سنان وهو ضعيف جدًا.
والطريق الثانية فيها صدقة بن سابق وهو شبه مجهول وقد ضعف الحديث الترمذي في سننه (برقم 2918).
وابن عديّ حيث قال: بعد أن ذكر الحديث بروايتيه: وهاتان الروايتان اللتان رواهما يزيد بن سنان غير محفوظتين ورمز له السيوطي في الجامع الصغير بالضعف وضعّفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير (برقم 4977).
2938 -
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ شُرَحْبِيلَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ (1) عَنْ بُكَيْرِ (2) بْنِ الأشج، عَنْ بُسر (3) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه. عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ رَجُلًا، قَالَ لِأَخِيهِ: لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ فَقِيلَ لَهُ: بَلْ لَكَ لا يغفر الله".
* صحيح.
(1) هو ابن سعد الليثي.
(2)
وفي (مح) و (عم): "بكر" والصواب ما أثبته.
(3)
وفي النسخ: "بشر" بالشين المعجمة، وهو تصحيف.
2938 -
تخريجه:
رواه ابن المبارك في الزهد (ص 315: 901)، قال أخبرنا الليث بن سعد عن بكير بن الأشج أنه سمع بسر بن سعيد يقول: من قال لأخيه لا يغفر الله لك قيل بل لك لا يغفر.
قال بكير: ولم أقفه إلى من رفع الحديث، فسألت يعقوب بن عبد الله بن الأشج فقال إلى أبي هريرة.
الحكم عليه:
الحديث بهذا السند صحيح، ورجاله رجال الشيخين، وقد صححه ابن حجر في المطالب.
وله طريق آخر عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم كان رجلان في بني إسرائيل
…
فقال "المجتهد" والله لا يغفر الله لك أو لا يدخلك الله الجنة،
…
وقال "الله" للمذنب "اذهب فادخل الجنة برحمتي وقال للآخر: اذهبوا به إلى النار".
رواه أبو داود في الأدب في النهي عن البغي (5/ 207: 4901) وابن المبارك في الزهد (ص 314: 900) كلاهما من طريق ضمضم بن جوس، عن أبي هريرة، وقال العراقي في تخريج الإِحياء (5/ 2208) إسناده جيد.
وله شواهد أخرى تأتي في الحديث الذي بعده.
2939 -
وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (1)، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ (2)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قَالَ: وَطِئَ رَجُلٌ عَلَى عُنُقِِ رَجُلٍ، وَهُوَ سَاجِدٌ، فَقَالَ: أَوَطِئْتَ عَلَى عُنُقِي، وَأَنَا سَاجِدٌ؟ وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ، فَقَالَ: تَأَلَّى عَلَى اللَّهِ تَعَالَى فغفر له.
(1) هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
(2)
هو ابن عبد الله بن مسعود.
2939 -
تخريجه:
رواه الطبراني في الكبير (10/ 123).
الحكم عليه:
الحديث بهذا السند صحيح، ورجاله كلهم ثقات وهو وإن كان موقوفًا لكنه مرفوع حكمًا وله شاهد من حديث جندب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث "أن رجلًا قال: والله لا يغفر الله لفلان، وإن الله تعالى قال: من ذا الذي يتألّى علي أن لا أغفر لفلان فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك أو كما قال.
أخرجه مسلم في البر والصلة، باب النهي عن تقنيط الإِنسان من رحمة الله (4/ 2023: 2620) عن سويد بن سعيد، عن معتمر بن سليمان، عن أبيه، حدّثنا أبو عمران الجوني، عن جندب.
قلت: وسويد بن سعيد وإن كان من شيوخ مسلم فهو ضعيف عند الجمهور.
ولكن تابعه صالح بن حاتم بن وردان وهُريم بن عبد الأعلى عند الطبراني أخرجه في الكبير (2/ 177: 1679) عنهما عن معتمر بن سليمان به بلفظه.
وأخرجه البيهقي في الشعب، باب تحريم أعراض الناس (5/ 289) بطرق عن معتمر بن سليمان به.
وله شاهد أيضًا من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل: "ومن تَأَلَّى عَلَى عَبْدِي أَدْخَلْتُ عَبْدِيَ الْجَنَّةَ وَأَدْخَلْتُهُ النار". =
= رواه مسدّد عن الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي وَحْشِيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عن ابن عباس، وسيأتي (برقم 3001) وهو حديث حسن كما سيأتي.
وحديث أبي هريرة الذي قبله يعتبر شاهدًا آخر للحديث.