المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌10 - باب إثبات الإيمان لمن شهد الشهادتين وعمل صالحا - المطالب العالية محققا - جـ ١٢

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌60 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ تَتَبُّعِ الْعَوْرَاتِ

- ‌61 - بَابُ النَّهْيِّ عَنْ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ وَالْمُفَاخَرَةِ وَالتَّعْيِيرِ بِالْآبَاءِ

- ‌62 - بَابُ ذَمِّ الْحَسَدِ

- ‌64 - بَابُ إِكْرَامِ الْجَارِ

- ‌65 - بَابُ الْأَمْرِ بِالتَّوَدُّدِ إِلَى الإِخوان

- ‌66 - بَابُ مُخَالَطَةِ النَّاسِ

- ‌67 - بَابٌ خَيْرُ الْأُمُورِ الْوَسَطُ

- ‌68 - باب الحب والإِخاء

- ‌69 - بَابُ اسْتِخْدَامِ الْأَحْرَارِ وَلَا يُعَدُّ ذَلِكَ مِنَ الكبر

- ‌70 - بَابُ الْمُنَافَسَةِ فِي خِدْمَةِ الْكَبِيرِ

- ‌71 - باب الترهيب في تَرْكِ الِاخْتِتَانِ

- ‌72 - باب العقل وفضله

- ‌73 - باب كراهية الجلوس في البيت

- ‌74 - بَابُ إِبَاحَةِ التَّسَمِّي بِأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ وَمَا جَاءَ فِي كَرَاهِيَةِ ذَلِكَ

- ‌75 - بَابُ كَرَاهِيَةِ التَّسَمِّي بِأَسْمَاءِ الْجَبَابِرَةِ وَتَغْيِيرِ الِاسْمِ إِلَى مَا هُوَ أَحْسَنُ مِنْهُ

- ‌76 - باب أحب الأسماء إلى الله تعالى

- ‌77 - بَابُ الْكِنَايَةِ عَنِ السُّؤَالِ عَنِ الْحَاجَةِ قُضِيَتْ أم لا

- ‌78 - بَابُ الْمُدَارَاةِ

- ‌79 - بَابُ الْأَدَبِ فِي الْجُلُوسِ وَالنَّوْمِ

- ‌80 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ النَّوْمِ عَلَى سَطْحٍ لَيْسَ له تحظير

- ‌81 - باب الأناة والرفق

- ‌82 - باب مثل الجليس الصالح

- ‌83 - باب إنصاف الرقيق وما يقتنى منه ومن الحيوانات

- ‌84 - بَابُ مَسْحِ رَأْسِ الصَّغِيرِ وَالصَّغِيرَةِ وَرَحْمَةِ الْيَتِيمِ

- ‌85 - باب سعة رحمة الله تعالى والترغيب في الرحمة

- ‌86 - بَابُ الإِحسان إِلَى الرَّقِيقِ

- ‌87 - باب آداب الرسل

- ‌88 - بَابُ إِكْرَامِ الْكَبِيرِ

- ‌89 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ إِكْرَامِ الْمُشْرِكِينَ

- ‌90 - باب الرخصة في إكرام أكابرهم

- ‌91 - بَابُ إِكْرَامِ الزَّائِرِ

- ‌92 - باب المزاح

- ‌93 - بَابُ صِفَةِ قَلْبِ ابْنِ آدَمَ

- ‌94 - بَابُ حُبِّ الْوَلَدِ

- ‌95 - باب الرُّؤْيَا

- ‌31 - كتاب الإيمان والتوحيد

- ‌1 - باب تحريم دم مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ

- ‌2 - بَابُ فَضْلِهَا

- ‌3 - بَابُ الإِسلام شَرْطٌ فِي قَبُولِ الْعَمَلِ

- ‌4 - باب تعريف الإِسلام والإِيمان

- ‌5 - باب ما يعطاه المؤمن بعد موته

- ‌6 - بَابُ الْحَبِّ فِي اللَّهِ مِنَ الإِيمان

- ‌7 - باب الزجر عن كل مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ

- ‌8 - بَابُ الْخِصَالِ الَّتِي تُدخل الْجَنَّةَ وَتَحْقُنُ الدَّمَ

- ‌9 - باب

- ‌10 - بَابُ إِثْبَاتِ الإِيمان لِمَنْ شَهِدَ الشَّهَادَتَيْنِ وَعَمِلَ صالحًا

- ‌11 - بَابُ بَقَاءِ الإِيمان إِذَا أُكْرِهَ صَاحِبُهُ عَلَى الكفر

- ‌12 - بَابُ خِصَالِ الإِيمان

- ‌13 - باب الدين يسر

- ‌14 - باب الحدود كفارات

- ‌15 - باب مثل المؤمن

- ‌16 - باب علامات الإِيمان

- ‌17 - بَابُ فَضْلِ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْغَيْبِ

- ‌18 - بَابُ كَثْرَةِ أَهْلِ الإِسلام

- ‌19 - باب تفسير الكبائر

- ‌20 - بَابٌ

- ‌21 - باب البيان بأن أصل الأشياء على الإِباحة

- ‌22 - بَابُ أُصُولِ الدِّينِ

- ‌23 - بَابُ الْمِلَّةِ مِلَّةِ محمَّد صلى الله عليه وسلم

- ‌24 - بَابُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْعَمَلَ مِنَ الإِيمان

- ‌25 - بَابُ الِاعْتِبَارِ بِالْخَاتِمَةِ

- ‌26 - بَابُ الْقَدَرِ

- ‌27 - بَابُ الْأَطْفَالِ

- ‌28 - بَابُ افْتِرَاقِ الْأُمَّةِ

- ‌29 - بَابُ التَّحْذِيرِ مِنَ الْبِدَعِ

- ‌30 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ مَقْعَدِ الْخَوَارِجِ وَالْمَارِقِينِ

- ‌31 - بَابُ الرَّفْضِ

- ‌32 - بَابُ تَرْكِ تَكْفِيرِ أَهْلَ الْقِبْلَةِ

- ‌33 - بَابُ الْوَسْوَسَةِ

- ‌34 - بَابُ كَرَاهِيَةَ التَّزْكِيَةِ

- ‌35 - بَابُ تَكْذِيبِ مَنْ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ فِي الدُّنْيَا

- ‌36 - بَابُ الْعَفْوِ عَمَّا دُونَ الشِّرْكِ

- ‌37 - بَابُ عَظَمَةِ اللَّهِ وَصِفَاتِهِ

- ‌38 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي عِصْيَانِ الْوَسْوَاسِ فِي أُمُورِ الطَّاعَةِ

- ‌32 - كِتَابُ الْعِلْمِ

- ‌1 - بَابُ فَضْلِ الْعَالِمِ

- ‌2 - بَابُ عِصْمَةِ الإِجماع مِنَ الضَّلَالَةِ

- ‌3 - بَابُ طَلَبِ الإِسناد

- ‌4 - بَابُ الْأَخْذِ بِاخْتِلَافِ الصَّحَابَةِ

- ‌5 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ السُّؤَالِ عَمَّا لَمْ يَقَعْ

- ‌6 - بَابُ الإِيجاز فِي الْفَتْوَى

- ‌8 - بَابُ الْإِذْنِ فِي الْكِتَابَةِ

- ‌9 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي التَّصْدِيقِ بِمَا جَاءَ عَنِ الله تبارك وتعالى

- ‌11 - بَابُ السَّمْتِ الْحَسَنِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى

- ‌12 - بَابُ الِاسْتِذْكَارِ بِالشَّيْءِ

- ‌13 - بَابُ تَتْرِيبِ الْكِتَابِ

- ‌14 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ كِتْمَانِ الْعِلْمِ

- ‌15 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الإِخلاص فِي الْعِلْمِ

- ‌16 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى تَبْلِيغِ الْعِلْمِ

- ‌17 - باب كراهية الدعوى في العلم

- ‌18 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الْكَذِبِ وَالْخُلْفِ

- ‌19 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنَ الْكَذِبِ وَالتَّلْقِينِ

- ‌20 - بَابُ أَدَبِ الْمُحَدِّثِ

- ‌21 - بَابُ أَدَبِ الطَّالِبِ

- ‌22 - بَابُ الْوَرَعِ فِي الْفَتْوَى

- ‌23 - بَابُ الْعَمَلِ بِالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ

- ‌24 - بَابُ التَّثَبُّتِ فِي الْحَدِيثِ

- ‌25 - باب المذاكرة

- ‌26 - بَابُ ذَمِّ الْفَتْوَى بِالرَّأْيِ

- ‌27 - باب الرواية بالمعنى

- ‌28 - باب سعة العلم

- ‌29 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى نَشْرِ الْعِلْمِ

- ‌30 - باب معاني الحروف

- ‌31 - باب تصديق القرآن للسنة

- ‌32 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْأَخْذِ بِالسُّنَّةِ

- ‌33 - باب الرحلة في طلب العلم

- ‌34 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ وَالْحَثِّ عَلَيْهِ

- ‌35 - بَابُ تَبْيِينِ الْحَدِيثِ مُجْمَلَاتِ الْقُرْآنِ

- ‌36 - بَابُ اشْتِمَالِ الْقُرْآنِ عَلَى جَمِيعِ الْأَحْكَامِ إِجْمَالًا وتفصيلًا

- ‌37 - باب الترهيب من الكذب

الفصل: ‌10 - باب إثبات الإيمان لمن شهد الشهادتين وعمل صالحا

‌10 - بَابُ إِثْبَاتِ الإِيمان لِمَنْ شَهِدَ الشَّهَادَتَيْنِ وَعَمِلَ صالحًا

2898 -

قال إسحاق: أخبرنا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو الْجَزَرِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ (1) يُقَالُ لَهُ يَزِيدُ بْنُ عَمِيرَةَ السَّكْسَكِيُّ، وَكَانَ تِلْمِيذًا (2) لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: فقبض معاذ رضي الله عنه، وَلَحِقَ يَزِيدُ بِالْكُوفَةِ، فَأَتَى مَجْلِسَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، وليس ثمة فَجَعَلُوا يَتَذَاكَرُونَ الإِيمان فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَوْ شَهِدْتُ أَنِّي مُؤْمِنٌ لَشَهِدْتُ أَنِّي فِي الْجَنَّةِ، قَالَ يزيد: فأشهد (3) أَنِّي مُؤْمِنٌ، وَلَا أَشْهَدُ أَنِّي فِي الْجَنَّةِ، إذ جاء ابن مسعود رضي الله عنه، فأُخبِر بذلك فقال ابن مسعود رضي الله عنه: ليزيد أكذاك؟ قال نعم، قال: ومن أين ذاك؟ قَالَ يَزِيدُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنَّ الله تعالى يَقُولُ:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} [الحج، الآية 17] فَمِنْ أَيِّ هَؤُلَاءِ أَنْتَ (4) يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ فَقَالَ: مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا، قَالَ: نَعَمْ حَقًّا ثُمَّ قَالَ لِيَزِيدَ: آللَّهُ (5) أَكُنْتَ تِلْمِيذًا لمعاذ بن جبل رضي الله عنه؟ قال: نعم، فقال ابن مسعود رضي الله عنه: إِنَّ مُعَاذًا كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا، ولم يك من المشركين.

(1) وفي (سد): "رجلًا" بالنصب.

(2)

وفي (سد): "تلميذا بالرفع.

(3)

وفي (عم) و (سد): "فأنا أشهد".

(4)

وفي (سد): "فمن هؤلاء أنت".

(5)

وليس في (سد): "الله".

ص: 342

قال أصحابه: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ} [سورة النحل، الآية 120]، قال ابن مسعود رضي الله عنه:"إن معاذًا رضي الله عنه، كان أمّة قانتًا لله حنيفًا".

ص: 343

2898 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ و 25 أ).

وأخرجه ابن سعد في الطبقات (2/ 352) في ترجمة عبد الله بن سلام قال أخبرنا حماد بن عمرو النصيبي به وليس فيه قوله "لَوْ شَهِدْتُ أَنِّي مُؤْمِنٌ لَشَهِدْتُ أَنِّي فِي الجنة".

وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (11/ 15: 10384) قال حدّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ شَهْرِ بن حوشب، عن يزيد بن عميرة به بمعناه مع زيادة في آخره.

ملحوظة: وفي المصنف: الحارث بن عميرة الزبيدي، ولعله تحريف من النُّسَّاخ.

ص: 343

الحكم عليه:

الحديث له طريقان كما سبق، الطريق الأولى فيه حماد بن عمرو وهو متروك وفي الثانية: شهر بن حوشب وهو ضعيف، فيبقى الحديث ضعيفًا وقد ضعف الطريق الثانية الألباني في تحقيقه لِإيمان ابن أبي شيبة، انظر (رقم 76).

أما قوله: "إِنَّ مُعَاذًا كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا إلى آخره".

فهذه الفقرة صحيحة من قول ابن مسعود رضي الله عنه. أخرجه الحاكم في =

ص: 343

= المستدرك (2/ 358) من طريق عبد الرزاق، عن الثوري، عن فراس، عن الشعبي، عن مسروق قال: قرأت عند عبد الله بن مسعود "إن إبراهيم كان أمة قانتًا لله، فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ، إِنَّ مُعَاذًا كَانَ أُمَّةً قانتًا، قال: فأعادوا عليه فعاد ثم قال: أتدرون ما الأمة؟ قال: الذي يعلم الناس الخير، والقانت الذي يطيع الله ورسوله".

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على ثم شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

وأخرجه الحاكم أيضًا في المستدرك (3/ 271) من طريق منصور بن عبد الرحمن، عن الشعبي، حدثني فروة بن نوفل الأشجعي قال: قال ابْنُ مَسْعُودٍ إِنَّ مُعَاذًا كَانَ أُمَّةً قَانِتًا

إلخ.

وأخرجه الطبراني في الكبير (20/ 34: 47) من طريق عبيد الله بن عمر، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الأحوص وغيره، عن ابن مسعود بنحوه.

وقال الهيثمي في المجمع (9/ 314) ورجاله رجال الصحيح غير حجاج بن إبراهيم وهو ثقة. وعلى هذا فهذه الفقرة الأخيرة من الحديث فقط صحيحة دون غيرها.

قوله: "لَوْ شَهِدْتُ أَنِّي مُؤْمِنٌ لَشَهِدْتُ أَنِّي فِي الجنة فهي صحيحة عن ابن مسعود رضي الله عنه موقوفة عليه كما سيأتي في حديث (رقم

).

ص: 344

2899 -

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: إِنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّ عَلَى أُمِّي رَقَبَةً مُؤْمِنَةً، وَعِنْدِي رَقَبَةٌ سوداء أعجمية قال صلى الله عليه وسلم أثبت بها، فجاء بها، فقال (1) صلى الله عليه وسلم: أَتَشْهَدِينَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، قَالَتْ: نعم، قال صلى الله عليه وسلم: أَتَشْهَدِينَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ صلى الله عليه وسلم أعتقها.

(1) وفي (عم) و (سد): "لها" بعد قوله فقال.

ص: 345

2899 -

تخريجه:

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (11/ 20) عن علي بن هاشم به بلفظه إلّا أنه قال عن ابن عباس، وعن الحكم "وهو ابن معاوية".

وأخرجه أبو بكر في الإيمان أيضًا (ص 28: 85) وقال الألباني عند تعليقه على الحديث: إسناده ضعيف من أجل محمَّد بن أبي ليلى.

وأخرجه البزّار كما في كشف الأستار (1/ 14: 13)، قال حدّثنا محمَّد بن عثمان، ثنا عبيد الله، ثنا ابن أبي ليلى به بلفظه وقال البزّار وقد يروى نحوه بألفاظ مختلفة.

وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (12/ 27: 12369) عن طريق علي بن هاشم به بلفظه.

ص: 345

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف، وعلته محمَّد بن أبي ليلى وهو سيّء الحفظ.

وقد ضعف الحديث العلامة الألباني في تحقيقه لكتاب الإيمان لابن أبي شيبة كما سبق.

وللحديث شاهد من حديث الشريد رضي الله عنه، قال: إن أمه أوصته أن يعتق عنها رقبة مؤمنة، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يا رسول الله إن أمي أوصت أن أعتق عنها رقبة =

ص: 345

= مؤمنة، وعندي جارية سوداء نوبية أفيجزي عني أن أعتقها عنها؟ قال: ائتني بها، فأتيته بها فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: من ربك؟ قالت: الله، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: فأعتقها فإنها مؤمنة".

أخرجه أبو داود في الإِيمان والنذور (3/ 588: 3284)، حدّثنا موسى بن إسماعيل، حدّثنا حماد عَنْ محمَّد بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن الشريد به.

وأخرجه النسائيُّ في الوصايا (6/ 252: 3653) عن موسى بن سعيد، قال حدّثنا هشام بن عبد الملك، قال حدّثنا حماد بن سلمة به واللفظ للنسائي.

قلت: فيه محمَّد بن عمرو بن علقمة وهو صدوق حسن الحديث وبقية رجاله ثقات.

وأخرجه أحمد في مسنده (4/ 222) عن عبد الصمد، ثنا حماد بن سلمة به بلفظه.

وله شاهد مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، إن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم بجارية سوداء فقال: يا رسول الله إن علي رقبة مؤمنة، فقال لها: أين الله؟ فأشارت إلى السماء بأصبعها، فقال لها فمن أنا؟ فأشارت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإلى السماء يعني أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"أعتقها فإنها مؤمنة".

أخرجه أبو داود في الإيمان والنذور، باب في الرقبة المؤمنة (3/ 588: 3284) عن طريق المسعودي، عن عون بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عتبة، عن أبي هريرة.

وأخرجه أحمد في مسنده (2/ 291) عن يزيد، عن المسعودي به بلفظه.

وله شاهد آخر من حديث رجل من الأنصار أنه جاء بأمة سوداء وقال يا رسول الله: إن عليّ رقبةً مؤمنةً فإن كنت ترى هذه مؤمنة أعتقها فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَتَشْهَدِينَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: أَتَشْهَدِينَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، قَالَتْ: نعم

الحديث. =

ص: 346

= أخرجه مالك عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله أن رجلًا من الأنصار (2/ 77: 90).

وأخرجه أحمد في مسنده (3/ 451) عن عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الله، عن رجل من الأنصار.

وله شاهد آخر في آخر حديث عمر بن الحكم أنه قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إن جارية لي كانت ترعى غنمًا لي

الحديث ثم قال: "وعليّ رقبة أفأعتقها؟ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أين الله؟ فقالت: في السماء، فقال: من أنا؟ فقالت: أنت رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أعتقها.

أخرجه مالك في الموطأ في العتق، باب ما يجوز من العتق في الرقاب الواجبة (2/ 776: 8) وأبو بكر بن أبي شيبة في الإِيمان والرؤية (11/ 19: 10391).

كلاهما من طريق عطاء بن يسار، عن معاوية بن الحكم السلمي.

وعن أبي بكر بن أبي شيبة أخرجه مسلم في صحيحه (1/ 381: 537).

وأخرجه أبو داود (3/ 587: 3282) من طريق عطاء بن يسار به بلفظه.

وبهذه الشواهد الكثيرة يتبيّن أن متن الحديث صحيح بلا شك.

ص: 347

2900 -

وقال أبو يعلى: حدّثنا أبو الحرث سريج (1) بن يونس، حدّثنا (مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ)(2) الْفَزَارِيُّ عَنْ محمَّد بْنِ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ حدثني أبو رزين العقيلي رضي الله عنه، قَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لَأَشْرَبَنَّ أَنَا وَأَنْتَ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ لَوْنُهُ، قُلْتُ: كَيْفَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَمَا (3) مَرَرْتَ بِأَرْضٍ مُجْدِبَةٍ ثُمَّ مَرَرْتَ بِهَا مُخْصِبَةً، ثُمَّ مَرَرْتَ بِهَا مُجْدِبَةً، ثُمَّ مَرَرْتَ بها مخصبة؟ قلت: بلى، قال صلى الله عليه وسلم: كَذَلِكَ النُّشُورُ. قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ لِي بِأَنْ أعلم أني مؤمن؟ قال صلى الله عليه وسلم: ليس أَحَدٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوْ مِنْ أُمَّتِي عَمِلَ حَسَنَةً وَعَلِمَ أَنَّهَا حَسَنَةٌ، وَأَنَّ اللَّهَ عز وجل جازيه بها خيرًا أو عمل سيئة وأن الله تعالى جَازِيهِ بِهَا سُوءًا أَوْ يَغْفِرُهَا إِلَّا وَهُوَ مؤمن (4).

(1) وفي النسخ: "شريح" بالشين المعجمة وهو تصحيف.

(2)

ما بين القوسين سقط من (عم) و (سد).

(3)

وفي (عم) و (سد): "إذا مررت".

(4)

في (ك): "محمَّد بن أبي قيس هو المصلوب"(سعد).

ص: 348

2900 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 25 أ).

ورواه أبو يعلى في المفاريد (ص 110: 111) بسنده ومتنه.

ص: 348

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند موضوع وعلته محمد بن أبي قيس وهو المصلوب الكذاب.

وله طريق أخرى عن أبي رزين العقيلي أخرجها ابن بطة في الإِبانة (2/ 660)، باب فضائل الإِيمان (ح 851) عن طريق ابن المبارك، قال حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ =

ص: 348

= يزيد بن جابر عن سليمان بن موسى، عن أبي رزين العقيلي فذكر حديثا طويلًا وفي آخره قلت يا رسول الله كيف لي أن أعلم أني مؤمن.

قلت: وهذا ضعيف لأنه منقطع لأنّ سليمان لم يسمع من أبي رزين.

والفقرة الوسطى من الحديث وهي قوله (قلت: كيف يحيي الله الموتى إلى قوله وكذلك النشور.

أخرجها أبو داود الطيالسي في مسنده (147: 1089) وأحمد في مسنده (4/ 12) وابن أبي عاصم في السنة (1/ 290: 639) ثلاثتهم عن شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ قَالَ سَمِعْتُ وكيع بن عدس يحدث عن أبي رزين.

ورواه البيهقي في الأسماء والصفات، باب إعادة الخلق (ص 649) عن طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ به.

والحديث بهذا الطريق ضعيف أيضًا وعلته وكيع بن عدس، ويقال: ابن حدس قال الذهبي: لا يعرف تفرد عنه يعلي بن عطاء.

ص: 349