الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
33 - باب الرحلة في طلب العلم
3077 -
قال (1) الحميدي: حدّثنا سفيان، ثنا ابن جريج قال: سمعت أبا سعد (2) الأعمى يحدث عن عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ يَقُولُ: خَرَجَ أَبُو أَيُّوبَ إِلَى عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ وَهُوَ بِمِصْرَ يسأله، عن حديث سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فذكر القصة (3).
(1) زاد في (ك): (قال أحمد بن منيع: حدّثنا)، ولعلها خطأ من الناسخ. (سعد).
(2)
وفي النسخ: "أبو سعيد" وهو تحريف.
(3)
الحديث بتمامه في مسند الحميدي (1/ 189: 384).
3077 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 54 أ).
والحديث في مسند الحميدي (1/ 189: 384).
ورواه الحاكم في علوم الحديث باب معرفة عالي الإسناد (ص 7) عن طريق الحميدي.
ورواه الخطيب في الرحلة باب ذكر من رحل في حديث واحد (ص 118: 34) من طريق الحميدي.
ورواه أحمد في المسند (4/ 153) قال: ثنا سفيان، به قال: رجل أبو أيوب إلى عقبة بن عامر فأتى مسلمة بن مخلد إليه قال: دلوني فأتى عقبة فذكر الحديث مع متنه. =
= الحكم عليه:
الحديث بهذا السند ضعيف، وعلته أبو سعد الأعمى وهو مجهول.
وللحديث طرق كثيرة منها ما رواه أحمد في المسند (4/ 62) قال: حدّثنا مؤمل ابن إسماعيل أبو عبد الرحمن قال: ثنا حماد قال: ثنا عبد الملك بن عمير، عن منيب، عن عمه قال: بلغ رجلًا، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قال: "من ستر أخاه المسلم فرحل إليه وهو بمصر فسأله عن
…
" الحديث.
قال الهيثمي في المجمع (1/ 139)، ومنيب هذا إن كان ابن عبد الله فقد وثقه ابن حبّان وإن كان غيره فإني لم أر من ذكره.
ومنها ما رواه أبو خيثمة في العلم (ص 117: 33) وعنه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (2/ 226: 1687) قال: ثنا هشيم ثنا سيار عن جرير بن حيان قال: إن رجلًا رحل إلى مصر في هذا الحديث فلم يحلَّ حتى رجع إلى بيته "من ستر على أخيه في الدنيا ستر الله عليه في الآخرة".
قلت: جرير بن حيان قال ابن حجر: مقبول.
ومنها ما رواه الخطيب في الرحلة (ص 120: 35) من طريق عبد الرحمن بن زياد قال: حدثني مسلم بن يسار أن رجلًا من الأنصار ركب من المدينة إلى عقبة بن عامر.
قلت: وعبد الرحمن بن زياد هو الإفريقي ضعيف.
ومنها ما رواه أحمد في المسند (4/ 159) قال: ثنا محمَّد بن بكر قال ابن جريج وركب أبو أيوب إلى عقبة بن عامر إلى مصر فقال: إني سائلك عن أمر لم يبق ممن حضره مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلّا أنا وأنت .... "
قلت: وهذا معضل لأنّ ابن جريج لم يذكر شيخه ولا شيخ شيخه كما في الرواية الأولي. =
= ومنها ما رواه أحمد بن منيع كما في الإتحاف (1/ ق 54 ب) قال: ثنا ابن علية عن ابن عون، عن مكحول قال: ركب عقبة بن عامر إلى مسلمة بن مخلد وهو أمير يومئذ
…
قلت: هكذا جعل الرحلة لعقبة بن عامر ولعله أتى إلى مسلمة بعد أن سأله أبو أيوب عن هذا الحديث من باب التوثيق والتأكد.
ورواه أبو يعلى في المسند من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ.
وسيأتي بعد هذا الحديث وفيه عبد الله بن الوليد وهو ضعيف.
ورواه الحارث من طريق يحيى أبي هشام كما سيأتي أيضًا بعد حديث.
والحديث بهذه الطرق الكثيرة لا ينزل عن درجة الحسن. وإن كان كل طريق على انفراده ضعيف.
وله شاهد فيما يتعلق بالرحلة من حديث عبد الله بن أنيس رضي الله عنه.
رواه أحمد في المسند (3/ 495) قال: ثنا يزيد بن هارون قال: أنا همام بن يحيى عن القاسم بن عبد الواحد المكي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بْنِ عَقِيلٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: بلغني حديث، عن رجل سمعه من رسول الله فاشتريت بعيرًا ثم شددت عليه رحلي فسرت إليه شهرًا حتى قدمت عليه الشام فإذا عبد الله بن أنيس فذكر القصة ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: يحشر الناس يوم القيام عراة
…
".
قلت: القاسم بن عبد الواحد المكي مقبول كما قال ابن حجر.
والحديث الذي من أجله وقعت الرحلة في حديث عقبة بن عامر "هو ستر المؤمن". رواه أبو داود في سننه دون ذكر الرحلة (5/ 200: 4891) من طريق كعب بن علقمة، عن أبي الهيثم، عن عقبة بن عامر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت: أبو الهيثم هو كثير المصري مستور.
وعلى أي حال قد صح عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة".
رواه مسلم في صحيحه في الذكر والدعاء (4/ 174: 2699) من حديث أبي هريرة.
3078 -
وقال أبو يعلى: حدّثنا هَارُونُ هُوَ ابْنُ مَعْرُوفٍ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرحمن (1) الْمُقْرِئُ، ثنا سَعِيدُ هُوَ ابْنُ أَبِي أَيُّوبَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ (2) بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ عَبْدِ الملك بن فارغ (3) قال: أَن أَبَا صَيَّادٍ حَدَّثَهُ أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ مسلمة يومًا نصف النهار إذ دخل عليه رجل على راحلة له فَاسْتَأْذَنَ عَلَى مَسْلَمَةَ فَقَالَ: يَا مَسْلَمَةُ، فَأَمَرَ مَسْلَمَةُ جَارِيَةً لَهُ، فَقَالَ: انْظُرِي مَنْ هَذَا؟ قالت: شَيْخٌ قَدِمَ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ. فَقَالَ: ادْعُو لي مسلمة، فقلت: أدعو لك الأمير، فَقَالَ: ارْجِعِي إِلَيْهِ فَسَلِيهِ مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: أَنَا فُلَانٌ فَقَامَ مَسْلَمَةُ سَرِيعًا، وَكَانَ الرَّجُلُ من الصحابة رضي الله عنهم، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حديثًا، وكان أقرب القوم إليه يومئذ عقبة بن عامر رضي الله عنه فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهُ لِأَتَثَبَّتْ فَقُمْ مَعِي يا مسلمة إليه قال: بَلْ أُرْسِلُ إِلَيْهِ: فَيَأْتِينِي، فَقَالَ قَدْ أَعْجَبَكَ سُلْطَانُكَ فَمُرْ أَبَا صَيَّادٍ فَلْيَنْطَلِقْ مَعِي إِلَى عقبة، فلما رآه عقبة رضي الله عنه رَحَّبَ بِهِ وَأَخَذَ بِيَدِهِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنِّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول. فذكر الحديث.
(1) عبد الله بن يزيد القرشي.
(2)
وفي النسخ: "عبيد الله" وهو تحريف.
(3)
وفي النسخ: "فائد"، بينما في الإكمال (7/ 389)، والجرح (5/ 362)(فارع)، والمثبت من التاريخ الكبير (5/ 428)، والثقات (7/ 107).
3078 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 54 ب).
والرجل الذي دخل على مسلمة هو أبو أيوب الأنصاري دون شك.
ملحوظة: قد سبق تخريجه في الحديث الذي قبل، وذكرت هذا الحديث ضمن تلك الأحاديث لأنها بمعنى وإن اختلفت الألفاظ.
3079 -
وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا جَعْفَرٌ هُوَ ابْنُ برقان، ثنا يحيى أبو هِشَامٍ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ إِلَى مِصْرَ فَقَالَ لِحَاجِبِ أَمِيرِهَا: قُلْ لِلْأَمِيرِ يَخْرُجْ إِلَيَّ فَقَالَ الْحَاجِبُ: مَا قَالَ لنا أحد هذا (1) منذ نزلنا هذ المنزل غيرك إنما كان يقال (2) استأذن لنا على الأمير فقال: إيته، فَقُلْ لَهُ هَذَا فُلَانٌ بِالْبَابِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ الْأَمِيرُ، فَقَالَ: إِنَّمَا أَتَيْتُكَ أَسْأَلُكَ عَنْ حَدِيثٍ (في سترة عورة مسلم)(3).
(1) سقطت لفظة "هذا" من (عم) و (سد).
(2)
وفي (عم): "يقول".
(3)
ما بين القوسين من بغية الباحث والإتحاف.
3079 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 55 أ).
والحديث في مسند الحارث كما في البغية (ص 70: 42.
ومن طريق الحارث رواه الخطيب في الرحلة (ص 121: 36).
الحكم عليه:
الحديث رجاله كلهم ثقات.
أما الرجل المبهم في المتن الذي جاء من المدينة إلى مصر هو أبو أيوب الأنصاري كما سبق في الطرق الأخرى.
وقد سبق تخريج الطرق الأخرى للحديث.
3080 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ أبي عمران الجوني، ثنا جُنْدُبٍ قَالَ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ: ابْتِغَاءَ الْعِلْمِ (1)، وَإِذَا الناس في مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِلَق حِلَقٌ يَتَحَدَّثُونَ قَالَ: فَجَعَلْتُ أَمْضِيَ إِلَى الْحِلَقِ حَتَّى أَتَيْتُ حَلْقَةً فِيهَا رَجُلٌ شَاحِبٌ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ كَأَنَّمَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: هَلَكَ أَصْحَابُ العُقد وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، لَا آسَى عَلَيْهِمْ، قَالَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قال: فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَتَحَدَّثَ بِمَا قُضِيَ لَهُ ثُمَّ قام، فلما قام سألت عنه من هذا؟ قالوا (2): أبىّ بن كعب رضي الله عنه سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ، فَتَبِعْتُهُ حَتَّى أَتَى مَنْزِلَهُ فَإِذَا هُوَ رَثُّ الْهَيْئَةِ، وَرَثُّ الْكِسْوَةِ يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضًا، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ ثُمَّ سَأَلَنِي مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، قال رضي الله عنه أَكْثَرُ شَيْءٍ سُؤَالًا، فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ: غَضِبْتُ فجثوث عَلَى رُكْبَتَيَّ وَاسْتَقْبَلْتُ الْقِبْلَةَ وَرَفَعْتُ يَدَيَّ، فَقُلْتُ: اللهم إنا نشكوهم إِلَيْكَ، أَنَّا نُنْفِقُ نَفَقَاتِنَا، وَنُنْصِبُ أَبْدَانَنَا، وَنُرْحِلُ مَطَايَانَا ابْتِغَاءَ الْعِلْمِ، فَإِذَا لَقِينَاهُمْ تَجَهَّمُونَا وَقَالُوا لنا فبكى أبيّ رضي الله عنه، وجعل يترضاني، وقال: ويحك اذهب (3) هناك ثم قال اللهم إني أعاهدك، لأنّ أَبْقَيْتَنِي إِلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ لَأَتَكَلَّمَنَّ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ولا أخاف فيك لَوْمَةَ لَائِمٍ ثُمَّ أُرَاهُ قَامَ فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ: انْصَرَفْتُ عَنْهُ، وَجَعَلْتُ أَنْتَظِرُ الْجُمُعَةَ لِأَسْمَعَ كلامه قال: فلما كان يوم الخميس خَرَجْتُ لِبَعْضِ حَاجَاتِي [فَإِذَا السِّكَكُ غَاصَّةٌ مِنَ الناس لا آخذ
(1) وفي (مح): "ابتغاء للعلم".
(2)
وفي (مح): "قال" بالإفراد.
(3)
وفي (مح) و (سد): "لم أذهب هناك".
في سكة إلّا يلقاني النَّاسُ قُلْتُ: مَا شَأْنُ النَّاسِ] (4) قَالُوا: نَحْسَبُكَ غَرِيبًا؟ قُلْتُ: أَجَلْ، قَالُوا: مَاتَ سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ: فلقيت أبا موسى رضي الله عنه بالعراق فحدثته بالحديث، فقال: وا لهفاه ألا كان حَتَّى (5) يُبَلِّغَنَا مَقَالَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(4) ما بين المعقوفتين سقط من (عم) و (سد).
(5)
وفي (مح): "رأه" وما ذكرته هو الموافق لما في الإتحاف.
3080 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 55 أ).
ورواه الحاكم في المستدرك في معرفة الصحابة (3/ 304) قال: أخبرنى أبو سهل أحممد بن محمَّد بن زياد، ثنا أبو قلابة قال: حدثني أبي قال: حدثنى جعفر بن سليمان، به بنحوه وفيه بعض الاختصار
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
الحكم عليه:
الحديث بهذا السند حسن، فيه الحسن بن شقيق الجرمي وهو صدوق.
وقال البوصيري: رجاله ثقات.
أما قوله: "هلك أصحاب العقد لا آسى عليهم ثلاث مرات".
فهذه الفقرة لها شاهد من حديث قيس بن عباد.
رواه أبو داود الطيالسي في المسند (ص 75: 555) قال: حدّثنا شعبة قال: أخبرني أبو حمزة قال: سمعت أياس بن قتادة عن قيس بن عباد قال: قدمت المدينة للقاء أصحاب محمَّد صلى الله عليه وسلم فلم يكن فيهم أحب إلي لقاء من أبي بن كعب فذكر قصة ثم قال: فسمعته يقول: هلك أهل العقدة ورب الكعبة قالها ثلاثًا هلكوا وأهلكوا أما إني لا آسي عليهم ولكني آسي عليهم علي من يهلكون من المسلمين فإذا الرجل أبيّ بن كعب. =
= قال أبو داود: العقدة ما أهراق عليه الدماء واعتصبه ثم اعتقده.
ومن طريق أبي داود الطيالسي رواه أبو نعيم في الحلية (1/ 252).
ورواه أبو نعيم في الحلية أيضًا (1/ 252) من طريق سليمان التيمي عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، بنحو رواية الطيالسي.