الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
17 - بَابُ فَضْلِ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْغَيْبِ
2922 -
[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا أبو عامر العقدي (1) عبد الملك بن عمرو، حدّثنا محمَّد بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال: أَتَدْرُونَ (2) أَيُّ أَهْلِ الإِيمان أَفْضَلُ إِيمَانًا؟ قَالُوا: يا رسول الله الملائكة، قال صلى الله عليه وسلم: هُمْ كَذَلِكَ، وَحُقَّ ذَلِكَ لَهُمْ، وَمَا يَمْنَعُهُمْ وقد أنزلهم الله تعالى الْمَنْزِلَةَ الَّتِي أَنْزَلَهُمْ بَلْ غَيْرَهُمْ، فَقُلْنَا: يَا رسول الله الأنبياء، قال صلى الله عليه وسلم: هُمْ كَذَلِكَ، وَحُقَّ لَهُمْ ذَلِكَ بَلْ غَيْرَهُمْ، قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ: فَمَنْ هُمْ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: قوم يأتون من بعدي هم (3) فِي أَصْلَابِ الرِّجَالِ فَيُؤْمِنُونَ بِي (4)، وَلَمْ يَرَوْنِي وَيَجِدُونَ الْوَرَقَ الْمُعَلَّقَ فَيَعْمَلُونَ بِمَا فِيهِ، فَهَؤُلَاءِ أَفْضَلُ أَهْلِ الْإِيمَانِ إِيمَانًا.
محمَّد ضَعِيفُ الْحَدِيثِ سيّئ الحفظ.
[2]
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الله الزبيري، حدّثنا عبد العزيز بن محمَّد عن محمَّد بن أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرِ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه. قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا، فَقَالَ: أَنْبِئُونِي بِأَفْضَلِ أَهْلِ الْإِيمَانِ إِيمَانًا، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ
(1) في النسخ زيادة: "عن" بين العقدي وعبد الملك.
(2)
وفي (سد): "هل تدرون".
(3)
سقطت هذه اللفظة من (عم).
(4)
وفي نسخة (عم): "لي" بلام.
الملائكة، قال صلى الله عليه وسلم: هُمْ كَذَلِكَ وَيَحِقُّ لَهُمْ ذَلِكَ، وَمَا يَمْنَعُهُمْ، وقد أنزلهم الله تعالى الْمَنْزِلَةَ الَّتِي أَنْزَلَهُمْ بِهَا بَلْ غَيْرَهُمْ، قَالُوا: الأنبياء الذين أكرمهم الله تعالى برسالته والنبوة قال صلى الله عليه وسلم: هُمْ (1) كَذَلِكَ وَيَحِقُّ لَهُمْ ذَلِكَ، وَمَا يَمْنَعُهُمْ وقد أنزلهم الله تعالى الْمَنْزِلَةَ الَّتِي أَنْزَلَهُمْ بِهَا، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ الشُّهَدَاءُ الَّذِينَ اسْتُشْهِدُوا مَعَ الْأَنْبِيَاءِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: هُمْ كَذَلِكَ وَيَحِقُّ لَهُمْ ذَلِكَ وَمَا يَمْنَعُهُمْ وقد أكرمهم الله تعالى بِالشَّهَادَةِ مَعَ الْأَنْبِيَاءِ بَلْ غَيْرَهُمْ. قَالُوا: فَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَقْوَامٌ فِي أَصْلَابِ الرجال. فذكر الحديث.
[3]
حدّثنا أبو موسى (2) محمَّد، حدّثنا ابن أبي عديّ، حدّثنا محمَّد بن أبي حميد به.
(1) هذه اللفظة ليست في (مح).
(2)
وفي (مح): "موسى عن محمَّد"، وفي (عم) و (سد):"موسى بن محمَّد"، والصواب ما أثبته.
2922 -
تخريجه:
ذكره الهيثمي في المجمع (10/ 68) وعزاه إلى أبي يعلى والبزار وقال: أحد إسنادي البزّار المرفوع حسن.
وذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 16 ب) وقال: محمَّد بن أبي حميد ضعيف.
وهو في مسند أبي يعلى (1/ 147: 160) بالطريق الأوّل.
ورواه الحاكم في المستدرك في معرفة الصحابة (4/ 86) من طريق أبي عامر =
= العقدي به وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي وقال: بل محمَّد ضعفوه.
ورواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 317: 283)، قال حدّثنا محمَّد بن المثنى، ثنا محمد بن أبي عديّ وأبو عامر العقدي عن محمد بن أبي حميد به بنحوه.
الحكم عليه:
الحديث بهذا السند ضعيف من أجل محمَّد بن أبي حميد وهو ضعيف سيّىء الحفظ.
ولكن تابعه يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلم فرواه العقيلي في الضعفاء (4/ 238) والبزار كما في كشف الأستار (8/ 313: 2839) كلاهما من طريق المنهال بن بحر، ثنا هشام الدستوائي عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بن أسلم به.
وقال العقيلي: هذا الحديث إنما يعرف بمحمد بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ وليس بمحفوظ من حديث يحيي بن أبي كثير ولا يتابع منهالًا عليه أحد وقال البزّار: وحديث المنهال بن بحر يرويه الحفاظ الثقات عن هشام، عن يحيي، عن زيد مرسلًا وإنما يعرف هذا من حديث محمَّد بن أبي حميد.
قلت: مهما يكن الأمر فهذا المرسل والمرفوع من طريق محمَّد بن أبي حميد مع الشواهد التي سأذكرها يتقوى بها الحديث فلا ينزل عن درجة الحسن، والله أعلم.
وللحديث شاهدان الأوّل حديث أنس رضي الله عنه، قال: قال صلى الله عليه وسلم: "أي الخلق أعجب إيمانًا قالوا الملائكة، فذكر الحديث بمعناها أخرجه البزّار كما في الكشف (3/ 318) من طريق سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، وقال البزّار: غريب من حديث أنس، وفيه سعيد بن بشير الأزدي وهو ضعيف كما قال الحافظ في التقريب وقال الهيثمي في المجمع وقد اختلف في سعيد بن بشير فوثقه قوم وضعفه آخرون وبقية رجاله ثقات. =
= والشاهد الثاني هو حديث أبي جمعة رضي الله عنه، وهو شاهد للحديث بالنسبة لشطره الأخير مختصرًا فقط. ولفظه قال أبو محيريز. قلت لأبي جمعة رجل من الصحابة حدّثنا حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: نعم أحدثكم حديثًا جيدًا تغذينا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ومعنا أبو عبيدة بن الجراح فقال: يا رسول الله أحد خير منا؟ أسلمنا معك وجاهدنا معك، قال: نعم، قوم يكونون من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني".
أخرجه أحمد (4/ 106)، والطحاوي في مشكل الآثار (3/ 175) وأبو نعيم في الحلية (5/ 148) ثلاثتهم من طريق الأوزاعي، حدثني أسيد بن عبد الرحمن عن خالد بن دريك، عن أبي محيريز به، ورواه أحمد (4/ 106)، والحاكم في المستدرك في معرفة الصحابة (4/ 85)، والطبراني (4/ 26: 3537) ثلاثتهم من طريق الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ صالح بن جبير، عن أبي جمعة بنحوه وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
وقال الحافظ في (الفتح 7/ 6): إسناده حسن، وعلى هذا فالحديث بجميع طرقه ثابت صحيح لغيره إن شاء الله.
2923 -
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ (1)(2)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عند عبد الله رضي الله عنه، فَذَكَرُوا أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَمَا سَبَقَ لَهُمْ مِنَ الْفَضْلِ (3)، قَالَ: إِنَّ أمر محمَّد صلى الله عليه وسلم كَانَ بَيِّنًا لِمَنْ رَآهُ، وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، مَا مِنْ أَحَدٍ أَفْضَلُ (4) مِنْ إِيمَانٍ بِغَيْبٍ ثُمَّ قَرَأَ {الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)} إلي {الْمُفْلِحُونَ (5)} (5)
(1) هو ابن عمير التيمي.
(2)
وفي (عم): "عن علي" بدل عمارة.
(3)
وفي (عم): "فضل" وقبله بياض.
(4)
ليس (عم): "أفضل".
(5)
سورة البقرة: الآيات 1 - 5.
2923 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 17 أ) وقال: رجاله رجال الصحيحين.
ورواه الحاكم في المستدرك في التفسير (2/ 260) من طريق الأعمش به إلّا أنه قال: لا ريب فيه إلى قوله تعالى: "يؤمنون بالغيب".
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
ورواه سعيد بن منصور كما في تفسير ابن كثير (1/ 41) من طريق الأعمش به بنحوه.
ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره (1/ 34: 66) عن طريق الأعمش.
وعلقه البغوي في تفسيره (1/ 37) عن عبد الرحمن بن يزيد.
الحكم عليه:
الأثر صحيح، وله طرق بعضها على شرط الشيخين.