المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌34 - باب الترغيب في طلب العلم والحث عليه - المطالب العالية محققا - جـ ١٢

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌60 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ تَتَبُّعِ الْعَوْرَاتِ

- ‌61 - بَابُ النَّهْيِّ عَنْ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ وَالْمُفَاخَرَةِ وَالتَّعْيِيرِ بِالْآبَاءِ

- ‌62 - بَابُ ذَمِّ الْحَسَدِ

- ‌64 - بَابُ إِكْرَامِ الْجَارِ

- ‌65 - بَابُ الْأَمْرِ بِالتَّوَدُّدِ إِلَى الإِخوان

- ‌66 - بَابُ مُخَالَطَةِ النَّاسِ

- ‌67 - بَابٌ خَيْرُ الْأُمُورِ الْوَسَطُ

- ‌68 - باب الحب والإِخاء

- ‌69 - بَابُ اسْتِخْدَامِ الْأَحْرَارِ وَلَا يُعَدُّ ذَلِكَ مِنَ الكبر

- ‌70 - بَابُ الْمُنَافَسَةِ فِي خِدْمَةِ الْكَبِيرِ

- ‌71 - باب الترهيب في تَرْكِ الِاخْتِتَانِ

- ‌72 - باب العقل وفضله

- ‌73 - باب كراهية الجلوس في البيت

- ‌74 - بَابُ إِبَاحَةِ التَّسَمِّي بِأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ وَمَا جَاءَ فِي كَرَاهِيَةِ ذَلِكَ

- ‌75 - بَابُ كَرَاهِيَةِ التَّسَمِّي بِأَسْمَاءِ الْجَبَابِرَةِ وَتَغْيِيرِ الِاسْمِ إِلَى مَا هُوَ أَحْسَنُ مِنْهُ

- ‌76 - باب أحب الأسماء إلى الله تعالى

- ‌77 - بَابُ الْكِنَايَةِ عَنِ السُّؤَالِ عَنِ الْحَاجَةِ قُضِيَتْ أم لا

- ‌78 - بَابُ الْمُدَارَاةِ

- ‌79 - بَابُ الْأَدَبِ فِي الْجُلُوسِ وَالنَّوْمِ

- ‌80 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ النَّوْمِ عَلَى سَطْحٍ لَيْسَ له تحظير

- ‌81 - باب الأناة والرفق

- ‌82 - باب مثل الجليس الصالح

- ‌83 - باب إنصاف الرقيق وما يقتنى منه ومن الحيوانات

- ‌84 - بَابُ مَسْحِ رَأْسِ الصَّغِيرِ وَالصَّغِيرَةِ وَرَحْمَةِ الْيَتِيمِ

- ‌85 - باب سعة رحمة الله تعالى والترغيب في الرحمة

- ‌86 - بَابُ الإِحسان إِلَى الرَّقِيقِ

- ‌87 - باب آداب الرسل

- ‌88 - بَابُ إِكْرَامِ الْكَبِيرِ

- ‌89 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ إِكْرَامِ الْمُشْرِكِينَ

- ‌90 - باب الرخصة في إكرام أكابرهم

- ‌91 - بَابُ إِكْرَامِ الزَّائِرِ

- ‌92 - باب المزاح

- ‌93 - بَابُ صِفَةِ قَلْبِ ابْنِ آدَمَ

- ‌94 - بَابُ حُبِّ الْوَلَدِ

- ‌95 - باب الرُّؤْيَا

- ‌31 - كتاب الإيمان والتوحيد

- ‌1 - باب تحريم دم مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ

- ‌2 - بَابُ فَضْلِهَا

- ‌3 - بَابُ الإِسلام شَرْطٌ فِي قَبُولِ الْعَمَلِ

- ‌4 - باب تعريف الإِسلام والإِيمان

- ‌5 - باب ما يعطاه المؤمن بعد موته

- ‌6 - بَابُ الْحَبِّ فِي اللَّهِ مِنَ الإِيمان

- ‌7 - باب الزجر عن كل مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ

- ‌8 - بَابُ الْخِصَالِ الَّتِي تُدخل الْجَنَّةَ وَتَحْقُنُ الدَّمَ

- ‌9 - باب

- ‌10 - بَابُ إِثْبَاتِ الإِيمان لِمَنْ شَهِدَ الشَّهَادَتَيْنِ وَعَمِلَ صالحًا

- ‌11 - بَابُ بَقَاءِ الإِيمان إِذَا أُكْرِهَ صَاحِبُهُ عَلَى الكفر

- ‌12 - بَابُ خِصَالِ الإِيمان

- ‌13 - باب الدين يسر

- ‌14 - باب الحدود كفارات

- ‌15 - باب مثل المؤمن

- ‌16 - باب علامات الإِيمان

- ‌17 - بَابُ فَضْلِ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْغَيْبِ

- ‌18 - بَابُ كَثْرَةِ أَهْلِ الإِسلام

- ‌19 - باب تفسير الكبائر

- ‌20 - بَابٌ

- ‌21 - باب البيان بأن أصل الأشياء على الإِباحة

- ‌22 - بَابُ أُصُولِ الدِّينِ

- ‌23 - بَابُ الْمِلَّةِ مِلَّةِ محمَّد صلى الله عليه وسلم

- ‌24 - بَابُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْعَمَلَ مِنَ الإِيمان

- ‌25 - بَابُ الِاعْتِبَارِ بِالْخَاتِمَةِ

- ‌26 - بَابُ الْقَدَرِ

- ‌27 - بَابُ الْأَطْفَالِ

- ‌28 - بَابُ افْتِرَاقِ الْأُمَّةِ

- ‌29 - بَابُ التَّحْذِيرِ مِنَ الْبِدَعِ

- ‌30 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ مَقْعَدِ الْخَوَارِجِ وَالْمَارِقِينِ

- ‌31 - بَابُ الرَّفْضِ

- ‌32 - بَابُ تَرْكِ تَكْفِيرِ أَهْلَ الْقِبْلَةِ

- ‌33 - بَابُ الْوَسْوَسَةِ

- ‌34 - بَابُ كَرَاهِيَةَ التَّزْكِيَةِ

- ‌35 - بَابُ تَكْذِيبِ مَنْ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ فِي الدُّنْيَا

- ‌36 - بَابُ الْعَفْوِ عَمَّا دُونَ الشِّرْكِ

- ‌37 - بَابُ عَظَمَةِ اللَّهِ وَصِفَاتِهِ

- ‌38 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي عِصْيَانِ الْوَسْوَاسِ فِي أُمُورِ الطَّاعَةِ

- ‌32 - كِتَابُ الْعِلْمِ

- ‌1 - بَابُ فَضْلِ الْعَالِمِ

- ‌2 - بَابُ عِصْمَةِ الإِجماع مِنَ الضَّلَالَةِ

- ‌3 - بَابُ طَلَبِ الإِسناد

- ‌4 - بَابُ الْأَخْذِ بِاخْتِلَافِ الصَّحَابَةِ

- ‌5 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ السُّؤَالِ عَمَّا لَمْ يَقَعْ

- ‌6 - بَابُ الإِيجاز فِي الْفَتْوَى

- ‌8 - بَابُ الْإِذْنِ فِي الْكِتَابَةِ

- ‌9 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي التَّصْدِيقِ بِمَا جَاءَ عَنِ الله تبارك وتعالى

- ‌11 - بَابُ السَّمْتِ الْحَسَنِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى

- ‌12 - بَابُ الِاسْتِذْكَارِ بِالشَّيْءِ

- ‌13 - بَابُ تَتْرِيبِ الْكِتَابِ

- ‌14 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ كِتْمَانِ الْعِلْمِ

- ‌15 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الإِخلاص فِي الْعِلْمِ

- ‌16 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى تَبْلِيغِ الْعِلْمِ

- ‌17 - باب كراهية الدعوى في العلم

- ‌18 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الْكَذِبِ وَالْخُلْفِ

- ‌19 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنَ الْكَذِبِ وَالتَّلْقِينِ

- ‌20 - بَابُ أَدَبِ الْمُحَدِّثِ

- ‌21 - بَابُ أَدَبِ الطَّالِبِ

- ‌22 - بَابُ الْوَرَعِ فِي الْفَتْوَى

- ‌23 - بَابُ الْعَمَلِ بِالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ

- ‌24 - بَابُ التَّثَبُّتِ فِي الْحَدِيثِ

- ‌25 - باب المذاكرة

- ‌26 - بَابُ ذَمِّ الْفَتْوَى بِالرَّأْيِ

- ‌27 - باب الرواية بالمعنى

- ‌28 - باب سعة العلم

- ‌29 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى نَشْرِ الْعِلْمِ

- ‌30 - باب معاني الحروف

- ‌31 - باب تصديق القرآن للسنة

- ‌32 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْأَخْذِ بِالسُّنَّةِ

- ‌33 - باب الرحلة في طلب العلم

- ‌34 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ وَالْحَثِّ عَلَيْهِ

- ‌35 - بَابُ تَبْيِينِ الْحَدِيثِ مُجْمَلَاتِ الْقُرْآنِ

- ‌36 - بَابُ اشْتِمَالِ الْقُرْآنِ عَلَى جَمِيعِ الْأَحْكَامِ إِجْمَالًا وتفصيلًا

- ‌37 - باب الترهيب من الكذب

الفصل: ‌34 - باب الترغيب في طلب العلم والحث عليه

‌34 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ وَالْحَثِّ عَلَيْهِ

3081 -

قال مسدّد: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كثير، قال سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: الْعِلْمُ خَيْرٌ مِنَ الذَّهَبِ، وَالنَّفْسُ الصَّالِحَةُ خَيْرٌ مِنَ اللُّؤْلُؤِ (1).

* مَوْقُوفٌ صَحِيحٌ.

(1) وفي (عم): "المولود" وهو تحريف.

ص: 702

3081 -

تخريجه

ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 50 ب).

ص: 702

الحكم عليه

الأثر بهذا السند صحيح لكنه مقطوع.

ص: 702

3082 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ سَعِيدِ بن عبد الكريم، عن أبي عمار (1)، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (2): طَالِبُ الْعِلْمِ أَوْ صَاحِبُ الْعِلْمِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ شيء حتى الحوت في البحر.

(1) أبو عمار شداد بن عبد الله.

(2)

وفي الإتحاف للبوصيري زيادة في أوله وهي "طلب العلم فريضة عل كل مسلم".

ص: 703

3082 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الاتحاف (1/ 49 ب).

ص: 703

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف، فيه سعيد بن عبد الكريم وهو ضعيف.

ولكنه يتقوى بما له من شواهد. منها حديث أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، قَالَ:

سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من سلك طريقًا يطلب فيه علمًا الحديث، فذكره بطوله ومنه "وإن العالم يستغفر له من في السموات ومن في الأرض والحيتان في الماء".

رواه ابن حبّان في صحيحه (1/ 151: 88) وأبو داود في سننه في العلم (4/ 57: 3641) وابن ماجه في المقدمة (1/ 81: 223) ثلاثتهم من طريق عبد الله بن داود الخريبي قال: سمعت عاصم بن رجاء بن حيوة عن داود بن جميل، عن كثير بن قيس أبي الدرداء.

قلت: فيه داود بن جميل وهو ضعيف، وكذلك كثير بن قيس.

وله شاهد آخر من حديث أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير".

رواه الترمذي في سننه في العلم (5/ 48: 2682) من طريق عاصم بن رجاء بن حيوة، عن قيس بن كثير، عن أبي الدرداء. =

ص: 703

= قال أبو عيسى: ولا نعرف هذا الحديث إلّا من حديث عاصم بن رجاء وليس هو عندي بمتصل وإنما يروى هذا الحديث عن عاصم بن رجاء، عن الوليد بن جميل، عن كثير بن قيس، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وهذا أصح من الأوّل ورأي محمَّد بن إسماعيل هذا أصح.

قلت: ومن الطريق الذي أشار إليه الترمذي رواه ابن حبّان وأبو داود كما سبق.

قلت: إن قول الترمذي والبخاري هذا أصح لا يعني أنه صحيح بل إنه أحسن حالًا من الأوّل وإلَاّ فالحديث ضعيف فداود بن جميل ويقال: الوليد ضعيف وكذلك كثير بن قيس.

ص: 704

3083 -

حدّثنا هذيل الْحِمَّانِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَمَّادٍ (1)، عَنْ أَبِي وَائِلٍ (2)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ على كل مسلم.

(1) هو ابن أبي سليمان الأشعري.

(2)

أبو وائل هو شقيق بن سلمة.

ص: 705

3083 -

تخريجه:

ذكره الهيثمي في المجمع (1/ 124) وعزاه إلى الطبراني.

أورده البوصيري في الإتحاف (1/ 49 ب) وسكت عليه.

وعن طريق أبي يعلى رواه ابن الجوزي في العلل (1/ 56: 57).

ورواه الطبراني في الكبير (10/ 240) والأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 417: 159) من طريق هذيل بن إبراهيم الحماني به مثله.

ص: 705

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف جدًا فيه عثمان بن عبد الرحمن الزهري وهو على أقل تقدير متروك.

وللحديث شواهد كثيرة منها حديث أَنَسٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بلفظه فله عن أنس طرق كثيرة رواه ابن ماجه في سننه في المقدمة (1/ 81: 224) وأبو يعلى في مسنده (5/ 223: 2837) وابن عديّ في الكامل (6/ 71) وابن الجوزي في العلل (1/ 59: 64) أربعتهم من طريق حفص بن سليمان عن كثير بن شنظير، عن ابن سيرين، عن أنس بلفظه.

وعند بعضهم زيادة في آخره.

قلت: فيه حفص بن سليمان الأسدي وهو متروك.

ورواه البيهقي في الشعب (2/ 254: 1665) وابن عديّ في الكامل (2/ 371) وابن عبد البر في جامع البيان (1/ 7) وابن الجوزي في العلل (1/ 59: 65) ثلاثتهم =

ص: 705

= من طريق حسان بن سيارة عن سليمان بن قرم، عن ثابت، عن أنس بلفظه.

قلت: حسان بن سيارة ضعفه غير واحدٍ وقال ابن حبّان: يأتي عن الثقات بما لا يشبه حديثهم وسليمان بن قرم أيضًا ضعيف.

ورواه ابن أبي عمر كما في الإتحاف (1/ ق 49 ب) وأبو يعلى في مسنده (7/ 96: 4035) كلاهما من طريق زياد بن أنس عن أنس.

وزياد هو النميري ونسبه البوصيري بأنه ابن أنس وليس بصحيح بل إنه ابن عبد الله وهو ضعيف.

ورواه الخطيب في التاريخ (4/ 207) وعنه ابن الجوزي في العلل (1/ 60: 68) من طريق بشر بن الوليد، حدّثنا أبو يوسف، حدّثنا أبو حنيفة قال: سمعت أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بلفظه.

قلت: قال غير واحد لم يسمع أبو حنيفة من أنس.

ورواه الطبراني في الصغير (1/ 16) عن طريق العباس بن إسماعيل الهاشمي، حدّثنا الحكم بن عطية عن عاصم الأحول، عن أنس بن مالك.

قال الطبراني: لم يرو عن عاصم إلّا الحكم بن عطية ولا عن الحكم إلّا العباس بن إسماعيل البصري تفرّد به ابن المصفى.

ورواه ابن عديّ في الكامل (2/ 435) وعنه ابن الجوزي في العلل (1/ 61: 72)، من طريق مسلم الملائي، عن أنس رضي الله عنه.

قلت: فيه مسلم الملائي وهو ضعيف جدًا.

ورواه أبو يعلى في المسند (5/ 283: 2903) من طريق أبي حفص الأبار، عن رجل من أهل الشام، عن قتادة، عن أنس.

ورواه الخطيب في الرحلة (ص 71) وابن عبد البر في جامع البيان (1/ 8) كلاهما من طريق الحسن بن عطية، حدثني أبو عاتكة عن أنس رضي الله عنه.

وأبو عاتكة منكر الحديث. =

ص: 706

= وله طرق أخرى عن أبي رضي الله عنه، استقصاها ابن الجوزي في العلل (1/ 57 - 62).

ومن شواهده حديث ابن عباس رضي الله عنهما فرواه العقيلي (3/ 401) وعنه ابن الجوزي في العلل (1/ 56: 58) والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 415) كلاهما من طريق عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رواد، وقال حدّثنا عائذ بن أيوب، قال إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ ابن عباس رضي الله عنهما.

قلت: قال ابن الجوزي: عائذ بن أيوب مجهول، وعبد الله بن عبد العزيز قال ابن الجنيد: لا يساوي فلسًا.

ومن شواهده حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، رواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 413: 517) والخطيب في التاريخ (1/ 407) وعنه ابن الجوزي في العلل (1/ 54: 50) كلاهما من طريق سليمان بن عبد العزيز بن أبي ثابت، قال حدّثنا أبي، ثنا محمَّد بن عبد الله بن حسين عن علي بن الحسين، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

قلت: عبد العزيز بن أبي ثابت متروك.

ومن شواهده حديث ابن عمر رضي الله عنهما، فرواه ابن حبّان في المجروحين (1/ 141) وابن الجوزي في العلل (1/ 55) كلاهما من طريق أحمد بن إبراهيم بن موسى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما.

قلت: فيه أحمد بن إبراهيم قال ابن عديّ، منكر الحديث.

ورواه العقيلي في الضعفاء (2/ 58) عن طريق لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابن عمر وليث ضعيف مختلط. وعنه ابن الجوزي في العلل (1/ 56: 56).

ومن شواهده حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، رواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 418: 160) وابن الجوزي في العلل (1/ 62: 74) كلاهما من طريق مسعر، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري. =

ص: 707

= قلت: عطية هو العوفي كذبه غير واحدٍ.

ومن شواهده حديث جابر رضي الله عنه، رواه ابن عديّ في الكامل (6/ 157) وعنه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 57: 59)، من طريق محمَّد بن عبد الملك، قال حدّثنا محمَّد بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه.

وفيه محمَّد بن عبد الملك الأنصاري، قال ابن عديّ هو ضعيف جدًا.

وللحديث شواهد أخرى وطرق كثيرة، وهي مثلها في الدرجة أو أسوأ.

وهذه بعض أقوال أهل العلم على الحديث.

ونقل ابن الجوزي في العلل (66) عن الإمام أحمد أنه قال: لا يثبت عندنا في هذا الباب شيء وقد مثل به كل من الحاكم وابن الصلاح في علوم الحديث (ص 223) بالحديث المشهور غير الصحيح.

وقال البيهقي في الشعب (2/ 254) هذا الحديث متنه مشهور، وإسناده ضعيف وقد روي من أوجه كلها ضعيفة ونقل السخاوي في المقاصد (ص 442) عن المزي أنه قال: إن طرقه تبلغ به رتبة الحسن.

وقال العراقي.

وقال السيوطي في الدرر المنثورة جمعت له خمسين طريقًا وحكمت بصحته لغيره ولم أصحح حديثا لم أسبق لتصحيحه سواه.

قلت: والظاهر عندي أنه حديث حسن لكثرة طرقه وشواهده، والله أعلم.

ص: 708

3084 -

حدّثنا الهذيل بن إبراهيم، ثنا مجاشمع بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ الدِّمَشْقِيُّ عَنْ واثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ طَلَبَ عِلْمًا فَأَدْرَكَهُ أَعْطَاهُ الله تعالى كِفْلَيْنِ (1) مِنَ الْأَجْرِ، وَمَنْ طَلَبَ عِلْمًا فَلَمْ يدركه أعطاه الله عز وجل كِفْلًا مِنَ الْأَجْرِ. فَفَسَّرَهُ فَقَالَ: مَنْ طَلَبَ علمًا فأدركه أعطاه الله تبارك وتعالى أَجْرَ مَا عَلِمَ (2) وَأَجْرَ مَا عَمِلَ، وَمَنْ طلب علمًا فلم يدركه أعطاه الله تعالى أجر ما علم (3) وسقط عنه (4) أجر ما لم يعلم".

= = =

(1)

الكفل بالكسر هو الحظ والنصيب (النهاية 4/ 192).

(2)

وفي (عم) و (سد): "ما عمل" في الموضعين.

(3)

وفي (مح): "أجر ما عمل" وما ذكرته هو الأظهر.

(4)

سقطت من (سد) لفظة: "عنه".

ص: 709

3084 -

تخريجه:

ذكره الهيثمي في المجمع (1/ 128) وقال: رجاله موثقون.

وذكره الهيثمي في الإتحاف (1/ 50 ب).

وعن أبي يعلى رواه ابن حبّان في المجروحين (3/ 38) ومن طريق أبي يعلى أيضًا رواه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (1/ 91: 37).

ص: 709

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف وفيه علتان: الأولى ضعف مجاشع بن يوسف وشيخه.

والثانية: الاختلاف على مسنده.

رواه الدارمي في المقدمة (1/ 81: 342) قال أخبرنا مروان بن محمَّد، ثنا يزيد بن ربيعة الصنعاني، حدّثنا ربيعة بن يزيد، قال سمعت واثلة.

ورواه تمام في فوائده (2/ 195: 1513) وعنه ابن عساكر في التاريخ =

ص: 709

= (18/ ق 137) والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 292 برقم 481) كلاهما من طريق يزيد بن ربيعة عن ربيعة بن يزيد به وليس فيه "ففسره" إلخ.

ورواه الخطيب في الفقيه (2/ 85) من طريق يحيى بن صالح، حدّثنا ابن بدر ربيعة عن ربيعة بن يزيد، عن واثلة.

وروي أيضًا عن يزيد بن ربيعة، عن ربيعة بن هرمز.

فرواه ابن عبد البر في الجامع (1/ 44) من طريق إسحاق بن سويد حدّثنا أبو النضر إسحاق بن سويد ويزيد بن ربيعة، نا ربيعة بن هرمز، عن واثلة.

ومما يدلّ على ضعف الحديث أن ابن عبد البر قال بعد أن أورد الحديث أحاديث الفضائل تسامح العلماء قديمًا في روايتها عن كل، ولم ينتقدوا فيها كانتقادهم في أحاديث الأحكام.

وقال الذهبي في الميزان (3/ 437) والصحيح وقفه.

ص: 710

3085 -

حدّثنا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عن جعفر بن ميمون، حدّثنا الرقاشي قال: كان أنس رضي الله عنه، يقول: إنما كانوا إذا صلوا الغداة قعدوا حِلقًا حلقًا يقرأون القرآن ويتعلمون الفرائض والسنن.

ص: 711

3085 -

تخريجه:

وهو في مسند أبي يعلى (7/ 129: 4088) به.

وذكره الهيثمي في المقصد العلي (ص 172 ح 82)، وفي مجمع الزوائد (1/ 132)، وعزاه لأبي يعلى.

والبوصيري في مختصر الإتحاف (1/ 145) ونسبه له.

ص: 711

الحكم عليه:

الحديث ضعيف لضعف جعفر بن ميمون والرقاشي.

قال في مجمع الزوائد: "ويزيد الرقاشي ضعيف".

ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 51 ب) وقال: هذا إسناد ضعيف فيه يزيد الرقاشي.

ص: 711

3086 -

وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: ما عُبد الله تعالى بشيء أفضل من فقه في دين.

ص: 712

3086 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 50 ب).

ورواه الخطيب في الفقيه، باب ذكر الرواية عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:"مَا عُبِدَ اللَّهُ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ فقه في دين"(1/ 20) من طريقين عن يوسف بن خالد به.

ص: 712

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند موضوع فيه يوسف بن خالد السمتي وهو كذاب.

وقد تابعه عيسى بن زياد الدورقي، رواه في الشعب، باب في طلب العلم (2/ 266: 1171) والخطيب في الفقيه (1/ 21) كلاهما من طريق محمَّد بن صالح الأشج، حدّثنا عيسى بن زياد الدورقي، قال أخبرنا مسلمة بن قعنب به.

قال البيهقي في الشعب: تفرّد به عيسى بن زياد بهذا الإسناد، والمحفوظ هذا اللفظ من قول الزهري.

وقول الزهري الذي أشار إليه البيهقي رواه أبو نعيم في الحلية (3/ 365) والخطيب في الفقيه (1/ 23) كلاهما من طريق عبد الرزاق، أخبرنا معمر عن الزهري قَالَ: مَا عُبِدَ اللَّهُ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ العلم، ولفظ الخطيب "ما عبد الله بمثل الفقه".

وعلى هذا فلا يصح رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وأن الصواب أنه محفوظ من قول الزهري كما قال البيهقي.

وقد رويت هذه الفقرة أيضًا من ضمن حديث أبي هريرة الذي بعد هذا الحديث ولكن حديث أبي هريرة موضوع كما سأبيّنه فلا يفيد للحديث شيئًا.

ص: 712

3087 -

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ هَارُونَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ما عُبد الله عز وجل بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ فِقْهٍ فِي دِينٍ، وَلَفَقِيهٌ واحدٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ.

ص: 713

3087 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 50 ب).

ورواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 469: 190).

ورواه الدارقطني في سننه في البيوع (3/ 79: 294).

ورواه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 150: 206).

ورواه البيهقي في الشعب (2/ 266: 1712) ثلاثتهم عن طريق يزيد بن عياض به (بزيادة لِكُلِّ شَيْءٍ عِمَادٌ، وَعِمَادُ هَذَا الدِّينِ الْفِقْهُ).

ص: 713

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند موضوع من أجل يزيد بن عياض وهو كذاب.

والحديث عبارة عن حديثين أو شطرين، الشطر الأوّل قد سبق تخريجه في الحديث الذي قبله، وأنه محفوظ من قول الزهري.

أما الشطر الأخير وهو قوله: "وَلَفَقِيهٌ وَاحِدٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عباد" فله شاهد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

رواه الترمذي في سننه في العلم (5/ 48: 2681) وابن ماجه في المقدمة (1/ 81: 222) وابن حبّان في المجروحين (1/ 296)، وابن الجوزي في العلل (1/ 126) أربعتهم من طريق روح بن جناح، عن مجاهد، عن ابن عباس مرفوعًا بلفظ "فقيه واحدٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عابِد".

فيه روح بن جناح قال ابن حبّان: يروي عن الثقات ما إذا سمعها الإنسان الذي ليس بالمتبحّر في صناعة الحديث شهد لها بالوضع.

ثانيًا عدّ الحديث غير واحدٍ من العلماء من منكراته. =

ص: 713

= وقد روي الحديث موقوفًا على ابن عباس رواه ابن الجوزي في العلل (1/ 127: 193) من طريق خارجة بن مصعب، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عن ابن عباس قال: والله لعالم أشد على الشيطان من ألف عابد".

وقال ابن الجوزي: هذا الحديث من كلام ابن عباس إنما رفعه روح إما قصدًا أو غلطًا.

قلت: وعلى هذا فلا يصح رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

ص: 714

3088 -

وَبِهِ قَالَ: لِكُلِّ شَيْءٍ عِمَادٌ، وَعِمَادُ هَذَا الدين الفقه.

ص: 715

3088 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 50) مداره على يزيد بن عياض وهو ضعيف كذبه مالك ويحيى.

وهذه الفقرة من الحديث قد سبق تخريجها في الحديث الذي قبله من حديث أبي هريرة، ولا أدري لماذا فصل الحافظ هذه الفقرة عن الحديث.

وعلى كل حال فحديث أبي هريرة سبق أنه موضوع وعلته يزيد بن عياض وله طريق آخر عن أبي هريرة رواها ابن عديّ في الكامل في ترجمة أشعث بن سعيد أبي الربيع السمان (1/ 377) من طريق أبي الربيع السمان، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة مرفوعًا بلفظ "لكل شيء دعامة ودعامة الإِسلام الفقه في الدين".

ومن طريق ابن عديّ أخرجه البيهقي في الشعب، باب في طلب العلم (2/ 267: 1716).

وعن طريقه أيضًا أخرجه ابن الجوزي في العلل في العلم (1/ 127: 195).

وفيه أبو الربيع السمان قال يحيى: ليس بثقة وقال الدارقطني: متروك وقال ابن حبّان: يروي الموضوعات.

وله طريق ثالث عن أبي هريرة رضي الله عنه.

رواه الخطيب في التاريخ (2/ 402) وعنه ابن الجوزي في العلل (1/ 127: 194)، من طريق خلف بن يحيى قال حدّثنا إبراهيم بن محمَّد، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يسار، عن أبي هريرة بلفظ ابن عديّ السابق.

قال ابن الجوزي: لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فيه خلف بن يحيى، قال أبو حاتم: لا يشتغل بحديثه، وأما إبراهيم بن محمَّد فمتروك، انتهى.

والخلاصة لا يصح في هذا الباب حديث مرفوع، وكل الطرق إما موضوعة أو ضعيفة جدًا.

وهناك طرق أخرى تركتها لضعفها الشديد ولخشية الإطالة.

ص: 715

3089 -

قال الحارث: [حدّثنا إسماعيل](1) حدّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشِ الْحِمْصِيُّ، ثنا حُمَيْدُ بْنُ أبي سويد عن أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "عَلِّمُوا وَلَا تُعَنِّفُوا"(2) فَإِنَّ الْمُعَلِّمَ خَيْرٌ مِنَ المعنف (3).

(1) ما بين المعكوفين سقط من بغية الباحث (ح 43) وهو موجود في النسخ وملحق في هامش (مح).

(2)

"لا تعتفوا"، وما بين القوسين زيادة في كتب الحديث والإتحاف.

(3)

وفي (سد): "المعنف". وفي (عم): "المعنفة".

ص: 716

3089 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 52 أ).

ص: 716

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف من أجل حميد بن أبي سويد، وقد اختلف عليه.

فرواه غير الحارث عن إسماعيل فجعل بين حميد وأبي هريرة عطاء بن أبي رباح.

ورواه ابن عديّ في الكامل في ترجمة حميد بن أبي سويد (2/ 274) من أربع طرق عن إسماعيل بن عياش به بلفظه.

ورواه البيهقي في الشعب، باب نشر العلم (2/ 276: 1749) من طريق منصور ابن أبي مزاحم، ثنا إسماعيل بن عياش به بلفظه.

وقال البيهقي: تفرّد به حميد هذا وهو منكر الحديث.

ورواه ابن عبد البر في الجامع (1/ 128) من طريق عاصم بن علي، قال حدّثنا إسماعيل به.

ورواه الخطيب في الفقيه (2/ 137) من طريقين عن إسماعيل بن عياش به. =

ص: 716

= ورواه غير إسماعيل بن عياش عن حميد بن أبي سويد، عن عطاء، عن أبي هريرة.

رواه الطيالسي (ص 331: 2536)، قال حدّثنا أبو عتبة عن حميد بن أبي سويد به.

وبما سبق يتبّين أن ذكر عطاء في السند هو الصواب وأن حذفه انفرد به الحارث.

وعلى أيّ حال فالحديث مداره على حميد بن أبي سويد وهو منكر الحديث كما قاله البيهقي وقد ضعف الحديث البوصيري من أجل حميد بن أبي سويد، كما ضعفه الألباني في ضعيف الجامع (برقم 3733).

ص: 717

3090 -

[1] وقال الطيالسي: حدّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم-المسجد، وقوم يذكرون الله تبارك وتعالى، وقوم يتذاكرون الفقه، فقال صلى الله عليه وسلم كِلَا الْمَجْلِسَيْنِ عَلَى خير، أما الذين يذكرون الله تعالى، ويسألون رَبَّهُمْ فَإِنْ شَاءَ أَعْطَاهُمْ وَإِنْ شَاءَ مَنَعَهُمْ، وَهَؤُلَاءِ يعلِّمون النَّاسَ وَيَتَعَلَّمُونَ وَإِنَّمَا بُعِثْتُ مُعَلِّمًا، وهذا أفضل فقعد صلى الله عليه وسلم معهم.

[2]

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ بَكَّارٍ، ثنا عبد الله بن المبارك به.

ص: 718

3090 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 52 أ) وقال: الإفريقي: ضعيف.

ورواه ابن المبارك في الزهد (ص 488: 1388) عن عبد الرحمن بن زياد به بنحوه.

وعنه أبو داود الطيالسي (ص 298: 2251).

ومن طريق أبي داود والطيالسي رواه الخطيب في الفقيه (1/ 10).

ورواه أيضًا الخطيب في الفقيه (1/ 11) من طريقين عن ابن المبارك به.

ورواه الدارمي في السنن في المقدمة (1/ 84: 355) قال: أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن زياد به بنحوه.

ورواه البيهقي في المدخل، باب فضل العلم (ص 306: 462).

ورواه البغوي في شرح السنة في العلم (1/ 274: 128) كلاهما من طريق جعفر بن عون أخبرنا عبد الرحمن بن زياد به بنحوه.

ص: 718

الحكم عليه:

الحديث مداره على عبد الرحمن بن زياد الأفريقي وهو ضعيف، وشيخه منكر الحديث. =

ص: 718

= واختلف فيه على عبد الرحمن بن زياد الأفريقي.

فرواه ابن ماجه في المقدمة، باب فضل العلماء والحث على طلب العلم (1/ 83: 229).

حدّثنا بشر بن هلال الصواف، ثنا داود بن الزبرقان عن بكر بن خنيس، عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن يزيد، عن عبد الله بن عمرو.

ورواه الخطيب في الفقيه (1/ 11) من طريق عمرو بن أبي عمر، نا أبو يوسف القاضي، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن يزيد، عن عبد الله بن عمرو بنحوه.

وقال العراقي في تخريج الإحياء (1/ 77): ومن رواه عن عبد الرحمن بن زياد الأفريقي، عن عبد الرحمن بن رافع قولهم أولى بالصواب.

والخلاصة الحديث ضعيف على أي حال لأنّ مداره على الأفريقي.

ص: 719

3091 -

وقال أبو يعلى: حدّثنا عقبة، ثنا مسعدة بن اليسع عن شِبل بن عبّاد، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله رضي الله عنه: إن رجلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أيّ الناس أعلم؟ قال صلى الله عليه وسلم: من يجمع علم الناس إلى علمه وكل صاحب علم غرثان (1).

(1) في (مح) و (سد): "عربان" مهملة. وفي (عم): "عرثان" بالحين المهملة والثاء المثلبة.

وغرثان: أي جوعان (القاموس 1/ 177، النهاية 3/ 353).

ص: 720

3091 -

تخريجه:

ذكره الهيثمي في المجمع (1/ 167).

وأورده البوصيري في الإتحاف (1/ 52 ب).

وهو في مسند أبي يعلى (4/ 132: 2183).

ص: 720

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف جدًا وفيه مسعدة بن اليسع وهو ضعيف جدًا.

ورواه الدارمي في سننه، باب من هاب الفتيا مخافة السقط (1/ 74: 291).

قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا يحيى بن أبي بكير، حدّثنا شبل عن عمرو بن دينار، عن طاووس قال: قيل يا رسول الله أيّ الناس أعلم؟ قال: من جمع علم الناس إلى علمه، وكل طالب علم غرثان إلى علم.

قلت: الحديث بإسناد الدارمي: رجاله رجال الصحيح إلَّا أنه مرسل.

والحديث ضعيف لأنّ المرسل لم يوجد ما يقوّيه لأنّ طريق أبي يعلى شديدة الضعف.

ص: 720

3092 -

وَقَالَ الْحَارِثُ (1): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ (2) بْنُ عَوْنٍ، ثنا محمَّد بْنُ الْفَضْلِ (3) عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ جَعْفَرٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى العابد كفضلي على أمتي (4).

(1) وفي (سد): "أبو بكر" وهو خطأ.

(2)

وفي النسخ "عمرو بن عون" والصواب ما أثبته وهو الموافق لما في بغية الباحث.

(3)

وفي النسخ: "محمَّد بن الفضيل" والصواب ما ذكرته كما في تهذيب الكمال.

(4)

وفي (سد) و (عم): "صلى الله عليه وسلم".

ص: 721

3092 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 53 أ) وقال: فيه زيد العمي وهو ضعيف.

وهو في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص 61: 37).

ورواه ابن عبد البر في جامع البيان (1/ 21)، باب تفضيل العلم على العبادة من طريق محمَّد بن الفضل بن عطية به بلفظه.

ورواه ابن حبّان في المجروحين في ترجمة سلام بن سلم الطويل (1/ 336) من طريق سلام بن سلم، عن زيد العمي به بلفظه.

وعن طريق ابن حبّان رواه ابن الجوزي في العلل، باب فضل العالم على العابد (1/ 68: 79).

ص: 721

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف جدًا فيه زيد العمي وهو ضعيف وتلميذه أضعف منه ولكن تابعه سلام الطويل وهو ضعيف جدًا أيضًا.

وله شواهد منها حديث أبي أمامة الباهلي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أدناكم".

رواه الترمذي في سننه في العلم (5/ 50: 2685) من طريق الوليد بن جميل، =

ص: 721

= حدّثنا القاسم أبو عبد الرحمن عن أبي أمامة.

قال أبو عيسى: هذا حديث غريب، قلت: هذا حديث منكر من الوليد بن جميل فهو صدوق يخطئ، وخاصة روى عن القاسم أحاديث منكرة.

ومنها حديث أَنَسٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"فضل العالم على غيره كفضل النبي صلى الله عليه وسلم على أمته".

رواه الخطيب في التاريخ (8/ 107) وعنه ابن الجوزي في العلل (1/ 69: 80)، من طريق سليمان بن أبي سلمة، عن أنس بن مالك.

قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح؛ سليمان بن أبي سلمة قال يحيى: ليس بشيء، وقال النسائيُّ: متروك.

لا يصح في هذا الباب شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ص: 722

3093 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ محمَّد بْنِ حَيَّانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ (1) بْنِ عبد الله الرومي قال: سَمِعْتُ الْخَلِيلَ بْنَ مُرَّةَ يُحَدِّثُ (2) عَنْ مُبَشِّرٍ (3)، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرحمن ابن عوف، عن أبيه رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم-قَالَ: فُضِّل الْعَالِمُ عَلَى الْعَابِدِ سَبْعِينَ دَرَجَةً، مَا بَيْنَ كُلِّ درجتين كما بين السماء والأرض.

(1) وفي النسخ: "عمرو" وهو تحريف.

(2)

وفي (عم): "محدث" باسم الفاعل وهو تحريف أيضًا.

(3)

وفي النسخ "ميسرة" بالياء التحتانية.

ص: 723

3093 -

تخريجه:

أورده الهيثمي في المجمع (1/ 127) وعزاه إلى أبي يعلى.

وذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 53 أ).

والحديث في مسند أبي يعلى (2/ 163: 856).

وعن أبي يعلى أخرجه ابن عديّ في الكامل في ترجمة الخليل بن مرة (3/ 60).

ص: 723

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند موضوع فيه مبشر بن عبيد وهو وضاع.

وقد ورد عن عدد من الصحابة منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه، مرفوعًا "فضل الْعَالِمُ عَلَى الْعَابِدِ سَبْعِينَ دَرَجَةً، اللَّهُ أَعْلَمُ ما بين كل درجتين".

وهو حديث ضعيف وسيأتي تخريجه بعد حديث.

ومنها حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "فَضْلُ الْعَالِمِ على العابد سبعون درجة بين كل درجتين حضر الفرس سبعين عامًا" الحديث.

رواه أبو القاسم الأصبهاني (2/ 867: 2116) من طريق سلام (الطويل)، عن خارجة بن مصعب، عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمر. =

ص: 723

= قلت: سلام الطويل متروك.

ومنها حديث ابن عباس رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فضل المؤمن العالم على المؤمن العابد سبعون درجة.

رواه ابن عبد البر في جامع البيان (1/ 22) من طريق يحيى بن بكر، عن يحيى بن صالح الأيلي، عن إسماعيل بن أمية، عن عبيد بن عمير، عن ابن عباس رضي الله عنهما.

ويحيى بن صالح الأيلي ضعيف، قال الذهبي في الميزان (4/ 386) روى عنه يحيى بن بكر مناكير فعدّ هذا الحديث منها.

والحديث بجميع طرقه وشواهده ضعيف وليس فيها ما يصلح للجبر.

ص: 724

3094 -

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ ليث عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "عَلِّمُوا ويسِّروا وَلَا تعسِّروا قَالَهَا ثالثًا، فإذا غضبت فأسكت".

ص: 725

3094 -

تخريجه:

ذكره الهيثمي في المجمع (1/ 136) وقال: فيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف.

وأورده البوصيري في الإتحاف (1/ ق 52 أ).

ص: 725

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف فيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف، ومع ذلك اختلف عليه.

فرواه أحمد في المسند (1/ 365)، عن عبد الرزاق أخبرنا سفيان.

ورواه أحمد أيضًا في المسند (1/ 239)، قال حدّثنا محمَّد بن جعفر، ثنا شعبة.

ورواه البخاريُّ في الأدب المفرد باب يسكت إذا غضب (2/ 697: 1320)، حدّثنا مسدّد، قال حدّثنا عبد الواحد بن زياد، قال حدّثنا ليث.

ورواه ابن عديّ في الكامل في ترجمة عبد الله بن هارون البجلي (4/ 259)، عن طريق عبد الله بن هارون البجلي.

ورواه أبو الشيخ في طبقات المحدثين (4/ 225: برقم 484).

خمستهم عن ليث بن سليم، عن طاووس، عن ابن عباس بألفاظ متقاربة، وعند بعضهم زيادة "وبشروا ولا تنفروا".

وعلى هذا فالمحفوظ هو طريق ليث عن طاووس، عن ابن عباس بخلاف طريق عبد الله بن إدريس فهو وإن كان ثقة إلّا أن الجمهور أولى بالحفظ لا سيما وأن فيهم شعبة بن الحجاج.

وعلى كل حال فمدار الحديث على ليث بن أبي سليم وهو ضعيف. =

ص: 725

= وللحديث دون قوله: "فإذا غضبت فأسكت" له شاهد في الصحيحين وغيرهما.

رواه البخاريُّ في صحيحه في المغازي (8/ 62: 4344)، ومسلم في صحيحه في الأشربة (3/ 1586: 1733)، كلاهما من حديث سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بعثه ومعاذًا إلى اليمن فقال لهما "بشرا ويسرا وعلما ولا تنفرا" هذا اللفظ لمسلم.

أما قوله: "فإذا غضبت فاسكت" فهذه الفقرة لها شاهد من حديث أبي هريرة رواه ابن شاهين في الفوائد (ق 112/ 1)، كما في السلسلة الصحيحة (3/ 363)، من طريق إسماعيل بن حفص الإبلي، ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ "إذا غضبت فاسكت".

قال الألباني: وهذا إسناد حسن، الأبلي هذا قال الحافظ: صدوق، ومن فوقه من رجال البخاريُّ. انتهى.

فالحديث بشطريه حسن لغيره، والله أعلم.

ص: 726

3095 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، ثنا ابْنُ عُلَاثَةَ، ثنا خُصَيْفٌ عَنْ مُجَاهِدٍ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا مِمَّا يَنْفَعُهُمْ مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ بُعِثَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْعُلَمَاءِ وفُضِّل الْعَالِمُ عَلَى الْعَابِدِ سَبْعِينَ (1) دَرَجَةً"، اللَّهُ أَعْلَمُ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ.

(1) وفي (سد): "بسبعين".

ص: 727

3095 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الاتحاف (1/ 53 أ).

وعن أبي يعلى رواه ابن عديّ في الكامل في ترجمة ابن علاثة (6/ 222).

ومن طريق ابن عديّ رواه البيهقي في الشعب (2/ 270: 1725).

ومن طريق ابن عديّ أيضًا رواه ابن الجوزي في العلل (1/ 114: 169).

ورواه الرامهرمزي في المحدث (ص 173: 19)، من طريق عمر بن الحصين، به بلفظه.

ص: 727

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف جدًا فيه ثلاثة من الضعفاء، وأضعفهم عمرو بن الحصين العقيلي وهو متروك.

والحديث عبارة عن شطرين فأما الشطر الأخير فقد سبق تخريجه في حديث عبد الرحمن بن عوف برقم (326) وقد سبق هناك أنه حديث ضعيف بجميع طرقه وشواهده.

أما الشطر الأوّل من الحديث وهو قوله: "مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا مِمَّا يَنْفَعُهُمْ مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ بُعِثَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ من العلماء.

فلهذا الشطر طرق أخرى أيضًا عن أبي هريرة رواه ابن عبد البر في جامع البيان (1/ 43)، من طريق عمرو بن الحصين به واقتصر على الجزء الأوّل. =

ص: 727

= ورواه ابن عديّ في الكامل (7/ 66)، من طريق أبي البختري عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هريرة وقال: بعثه يوم القيامة فقيها عالمًا.

وقال ابن عديّ: أبو البختري ممن يضع الحديث.

ولكن تابعه أبو الوليد، عن ابن جريج رواه ابن عديّ في الكامل (3/ 42) وعنه ابن الجوزي في العلل (1/ 114: 170) من طريق خالد بن إسماعيل أبو الوليد ثنا ابن جريج، عن عطاء، عن أبي هريرة.

وخالد بن إسماعيل يضع الحديث.

وللحديث شواهد كثيرة: منها حديث ابن مسعود رضي الله عنه فرواه أبو نعيم في الحلية (4/ 189)، وعنه ابن الجوزي في العلل (1/ 112).

ورواه الخطيب في شرف أصحاب الحديث (ص 20: 32)، كلاهما من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال حدّثنا محمد بن حفص الكرخي، ثنا دحيم بن محمَّد النحاس، ثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر، عن ابن مسعود مرفوعًا ولفظه "من حفظ على أمتي أربعين حديثًا ينفعهم الله قيل له ادخل من أيّ أبواب الجنة".

فيه محمَّد بن عثمان بن أبي شيبة كذّبه غير واحد.

ومنها حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه رواه الرامهزي (ص 173: 18) وابن الجوزي في العلل (1/ 112: 163)، كلاهما من طريق عبد المجيد بن عبد العزيز، عن أبيه، عن عطاء، عن ابن عباس، عن معاذ رضي الله عنه.

وفيه عبد المجيد بن عبد العزيز وهو صدوق يخطئ.

وله طريق أخرى عن معاذ بن جبل رواها الرامهرمزي في الحديث (1/ 72: 17)، من طريق شعيب بن سليمان السَّلمي، عن إسماعيل بن زياد، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه.

وإسماعيل بن زياد وقال الذهبي، روي عن معاذ بن جبل: لا يدري من هو؟ =

ص: 728

= ولا لقي معاذًا.

ومنها حديث أبي الدرداء رضي الله عنه: روأه ابن حبّان في المجروحين (2/ 133)، وعنه ابن الجوزي في العلل (1/ 113: 165) والبيهقيُّ في الشعب (2/ 270: 1726)، كلاهما عن طريق عبد الملك بن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن جده، عن أبي الدرداء.

قال ابن حبّان: عبد الملك بن هارون يصنع الحديث.

ومنها حديث ابن عباس رضي الله عنهما رواه ابن حبّان في المجروحين ((1/ 134) وعن طريقه ابن الجوزي في العلل (1/ 116: 175)، وابن عديّ في الكامل (1/ 330)، كلاهما عن إسحاق بن نجيح الملطي قال حدّثنا ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

قال الدارقطني: إسحاق بن نجيح متروك.

ومنها حديث أنس رضي الله عنه فرواه الخطيب في شرف الحديث (ص 20: 30)، وابن الجوزي في العلل (1/ 118: 180)، كلاهما عن طريق حفص بن جميع، عن أبان، عن أنس رضي الله عنه وفيه أبان بن أبي عياش متروك.

ومنها حديث أبي أمامة رضي الله عنه رواه ابن الجوزي في العلل (1/ 115: 171)، عن طريق ابن الحسن قال حدّثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أبي غالب، عن أبي أمامة بنحوه.

قال الذهبي في الميزان (3/ 121)، هو المتهم في حديث من حفظ على أمتي أربعين حديثًا.

وللحديث طرق أخرى وشواهد كلها في الدرجة مثل الأحاديث التي ذكرتها أو أسوأ منها.

أقوال العلماء على الحديث: قال الدارقطني فيما حكاه عنه ابن الجوزي في العلل ((1/ 122)، لايثبت منها شيء وقال البيهقي في الشعب (2/ 271) هذا متنه =

ص: 729

= مشهور فيما بين الناس وليس له إسناد صحيح.

وقال النوويّ في خطبة أربعينه، واتفق الحفاظ على أنه حديث ضعيف وإن كثرت طرقه.

وقال البوصيري في الإتحاف (1/ 53 أ) روى الحديث جماعة بطرق كثيرات بزيادات متنوعات واتفق الحفاظ على أنه حديث ضعيف وإن كثرت طرقه.

وقال ابن حجر فيما نقله تلميذه السخاوي في المقاصد (ص 644: 1115) جمعت طرقه في جزء ليس فيها طريق تسلم من علة قادحة.

ص: 730

3096 -

حدّثنا محمَّد بن إبراهيم الشامي الْعَبَّادَانِيُّ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ نُوحِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ أَخِيهِ أَيُّوبَ، عَنِ الحسن، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: إلا أخبركم عن الأجود، الأجود الله تعالى، وَأَنَا أَجْوَدُ وَلَدِ آدَمَ، وَأَجْوَدُهُمْ مِنْ بَعْدِي رَجُلٌ عَلِم عِلْمًا فَنَشَرَ عِلْمَهُ يُبعث يَوْمَ القيامة أمة وحده ورجل جاهد (1) بنفسه في سبيل الله حتى يقتل.

(1) وهكذا في النسخ الثلاث، وفي مسند أبي يعلى والإتحاف:"جاد".

ص: 731

3096 -

تخريجه:

ذكره الهيثمي في المجمع (1/ 171)، وعزاه إلى أبي يعلى وقال: فيه سويد بن عبد العزيز وهو متروك.

وأورده البوصيري في الإتحاف (1/ 53 أ) وقال: هذا إسناد ضعيف.

والحديث في مسند أبي يعلى (5/ 176: 2790).

وعن أبي يعلى رواه ابن عديّ في الكامل (1/ 358).

وزواه ابن حبّان في المجروحين في ترجمة أيوب بن ذكوان (1/ 168)، من طريق سويد بن عبد العزيز به وليس فيه الفقرة الأخيرة (ورجل جاد).

ومن طريق ابن حبّان رواه ابن الجوزي في الموضوعات في العلم (1/ 230).

وأورده ابن عراق في التنزيه وقال: سويد بن عبد العزيز متروك.

ص: 731

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف جدًا وهو مسلسل بالضعفاء، وقال ابن حبّان هذا حديث منكر باطل لا أصل له وذكره الشوكاني في الفوائد ((ص 273).

قلت: ولكن لا يمكن الحكم عليه بالوضع كما فعل ابن الجوزي، وليس في إسناده من يتهم بالكذب.

ص: 731

3097 -

حدّثنا هَمَّامٍ، ثنا (1) الْوَلِيدُ عَنْ رَجُلٍ (2) عَنْ عُثْمَانَ (3) بن أبي سودة، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ حَدِيثًا قَالَ فِيهِ: مَوْتُ الْعَالِمِ مُصِيبَةٌ لَا تُجْبَرُ وَثُلْمَةٌ (4) لَا تُسَدُّ وَهُوَ (5) نَجْمٌ طُمِسَ، مَوْتُ قَبِيلَةٍ أَيْسَرُ مِنْ مَوْتِ عَالِمٍ.

(1) الوليد هو ابن مسلم القرشي.

(2)

رجل هو خالد بن يزيد.

(3)

وفي النسخ الثلاث: "عثمان بن أبي عثمان"، وفي الإتحاف "عثمان بن أعين" وكلاهما تحريف، والتصويب من تهذيب الكمال.

(4)

الثُلمة: بالضم، فرجة المكسور والمهدوم، القاموس مادة:(ثلم).

(5)

سقطت هذه اللفظة من نسخة (سد).

ص: 732

3097 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 53/ ب).

ورواه البيهقي في الشعب (2/ 263: 1699)، عن طريق صفوان بن صالح، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك عن عثمان، عن أيمن، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "من غدا يريد العلم يتعلمه لله

وموت العالم مصيبة"، فذكره بلفظه.

وأورده ابن عبد البر في جامع البيان (1/ 37)، عن طريق الوليد بن مسلم، عن خالد بن يزيد، عن عثمان بن أيمن عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فذكر بطوله.

ص: 732

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف جدًا، وفيه ثلاث علل:

1 -

فيه الوليد بن مسلم، وقد عنعن وهو كثير التدليس والتسوية وعن الضعفاء والمجاهيل.

2 -

وفيه خالد بن يزيد الذي أبهمه الوليد في بعض الطرق.

3 -

هذا القدر الذي ذكره المصنف هو شاذ لأنه كما قال المنذري في الترغيب =

ص: 732

= (1/ 63)، باب الترغيب في الرحلة في طلب العلم قال: رواه الترمذي وابن ماجه وابن حبّان في صحيحه

وليس عندهم موت العالم إلى آخره.

وقال البوصيري في الإتحاف (1/ ق 53/ ب) قال: روى أبو داود والترمذي وابن ماجه.

وكذا رواه ابن حبّان من طريق كثير بن قيس عن أبي الدرداء.

وبهذا يتبين أن هذا القدر من الحديث شاذ لاتفاق الطرق الأخرى على عدم ذكر هذا القدر.

أما أصل الحديث دون الزيادة رواه أبو داود في العلم برقم (3642)، من طريق عثمان بن أبي سودة، عن أبي الدرداء ورواه الترمذي في العلم برقم (2682)، ورواه ابن ماجه برقم (223)، وابن حبّان في صحيحه برقم (88)، ثلاثتهم من طريق كثير بن قيس، عن أبي الدرداء.

ص: 733