المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌26 - باب القدر - المطالب العالية محققا - جـ ١٢

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌60 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ تَتَبُّعِ الْعَوْرَاتِ

- ‌61 - بَابُ النَّهْيِّ عَنْ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ وَالْمُفَاخَرَةِ وَالتَّعْيِيرِ بِالْآبَاءِ

- ‌62 - بَابُ ذَمِّ الْحَسَدِ

- ‌64 - بَابُ إِكْرَامِ الْجَارِ

- ‌65 - بَابُ الْأَمْرِ بِالتَّوَدُّدِ إِلَى الإِخوان

- ‌66 - بَابُ مُخَالَطَةِ النَّاسِ

- ‌67 - بَابٌ خَيْرُ الْأُمُورِ الْوَسَطُ

- ‌68 - باب الحب والإِخاء

- ‌69 - بَابُ اسْتِخْدَامِ الْأَحْرَارِ وَلَا يُعَدُّ ذَلِكَ مِنَ الكبر

- ‌70 - بَابُ الْمُنَافَسَةِ فِي خِدْمَةِ الْكَبِيرِ

- ‌71 - باب الترهيب في تَرْكِ الِاخْتِتَانِ

- ‌72 - باب العقل وفضله

- ‌73 - باب كراهية الجلوس في البيت

- ‌74 - بَابُ إِبَاحَةِ التَّسَمِّي بِأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ وَمَا جَاءَ فِي كَرَاهِيَةِ ذَلِكَ

- ‌75 - بَابُ كَرَاهِيَةِ التَّسَمِّي بِأَسْمَاءِ الْجَبَابِرَةِ وَتَغْيِيرِ الِاسْمِ إِلَى مَا هُوَ أَحْسَنُ مِنْهُ

- ‌76 - باب أحب الأسماء إلى الله تعالى

- ‌77 - بَابُ الْكِنَايَةِ عَنِ السُّؤَالِ عَنِ الْحَاجَةِ قُضِيَتْ أم لا

- ‌78 - بَابُ الْمُدَارَاةِ

- ‌79 - بَابُ الْأَدَبِ فِي الْجُلُوسِ وَالنَّوْمِ

- ‌80 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ النَّوْمِ عَلَى سَطْحٍ لَيْسَ له تحظير

- ‌81 - باب الأناة والرفق

- ‌82 - باب مثل الجليس الصالح

- ‌83 - باب إنصاف الرقيق وما يقتنى منه ومن الحيوانات

- ‌84 - بَابُ مَسْحِ رَأْسِ الصَّغِيرِ وَالصَّغِيرَةِ وَرَحْمَةِ الْيَتِيمِ

- ‌85 - باب سعة رحمة الله تعالى والترغيب في الرحمة

- ‌86 - بَابُ الإِحسان إِلَى الرَّقِيقِ

- ‌87 - باب آداب الرسل

- ‌88 - بَابُ إِكْرَامِ الْكَبِيرِ

- ‌89 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ إِكْرَامِ الْمُشْرِكِينَ

- ‌90 - باب الرخصة في إكرام أكابرهم

- ‌91 - بَابُ إِكْرَامِ الزَّائِرِ

- ‌92 - باب المزاح

- ‌93 - بَابُ صِفَةِ قَلْبِ ابْنِ آدَمَ

- ‌94 - بَابُ حُبِّ الْوَلَدِ

- ‌95 - باب الرُّؤْيَا

- ‌31 - كتاب الإيمان والتوحيد

- ‌1 - باب تحريم دم مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ

- ‌2 - بَابُ فَضْلِهَا

- ‌3 - بَابُ الإِسلام شَرْطٌ فِي قَبُولِ الْعَمَلِ

- ‌4 - باب تعريف الإِسلام والإِيمان

- ‌5 - باب ما يعطاه المؤمن بعد موته

- ‌6 - بَابُ الْحَبِّ فِي اللَّهِ مِنَ الإِيمان

- ‌7 - باب الزجر عن كل مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ

- ‌8 - بَابُ الْخِصَالِ الَّتِي تُدخل الْجَنَّةَ وَتَحْقُنُ الدَّمَ

- ‌9 - باب

- ‌10 - بَابُ إِثْبَاتِ الإِيمان لِمَنْ شَهِدَ الشَّهَادَتَيْنِ وَعَمِلَ صالحًا

- ‌11 - بَابُ بَقَاءِ الإِيمان إِذَا أُكْرِهَ صَاحِبُهُ عَلَى الكفر

- ‌12 - بَابُ خِصَالِ الإِيمان

- ‌13 - باب الدين يسر

- ‌14 - باب الحدود كفارات

- ‌15 - باب مثل المؤمن

- ‌16 - باب علامات الإِيمان

- ‌17 - بَابُ فَضْلِ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْغَيْبِ

- ‌18 - بَابُ كَثْرَةِ أَهْلِ الإِسلام

- ‌19 - باب تفسير الكبائر

- ‌20 - بَابٌ

- ‌21 - باب البيان بأن أصل الأشياء على الإِباحة

- ‌22 - بَابُ أُصُولِ الدِّينِ

- ‌23 - بَابُ الْمِلَّةِ مِلَّةِ محمَّد صلى الله عليه وسلم

- ‌24 - بَابُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْعَمَلَ مِنَ الإِيمان

- ‌25 - بَابُ الِاعْتِبَارِ بِالْخَاتِمَةِ

- ‌26 - بَابُ الْقَدَرِ

- ‌27 - بَابُ الْأَطْفَالِ

- ‌28 - بَابُ افْتِرَاقِ الْأُمَّةِ

- ‌29 - بَابُ التَّحْذِيرِ مِنَ الْبِدَعِ

- ‌30 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ مَقْعَدِ الْخَوَارِجِ وَالْمَارِقِينِ

- ‌31 - بَابُ الرَّفْضِ

- ‌32 - بَابُ تَرْكِ تَكْفِيرِ أَهْلَ الْقِبْلَةِ

- ‌33 - بَابُ الْوَسْوَسَةِ

- ‌34 - بَابُ كَرَاهِيَةَ التَّزْكِيَةِ

- ‌35 - بَابُ تَكْذِيبِ مَنْ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ فِي الدُّنْيَا

- ‌36 - بَابُ الْعَفْوِ عَمَّا دُونَ الشِّرْكِ

- ‌37 - بَابُ عَظَمَةِ اللَّهِ وَصِفَاتِهِ

- ‌38 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي عِصْيَانِ الْوَسْوَاسِ فِي أُمُورِ الطَّاعَةِ

- ‌32 - كِتَابُ الْعِلْمِ

- ‌1 - بَابُ فَضْلِ الْعَالِمِ

- ‌2 - بَابُ عِصْمَةِ الإِجماع مِنَ الضَّلَالَةِ

- ‌3 - بَابُ طَلَبِ الإِسناد

- ‌4 - بَابُ الْأَخْذِ بِاخْتِلَافِ الصَّحَابَةِ

- ‌5 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ السُّؤَالِ عَمَّا لَمْ يَقَعْ

- ‌6 - بَابُ الإِيجاز فِي الْفَتْوَى

- ‌8 - بَابُ الْإِذْنِ فِي الْكِتَابَةِ

- ‌9 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي التَّصْدِيقِ بِمَا جَاءَ عَنِ الله تبارك وتعالى

- ‌11 - بَابُ السَّمْتِ الْحَسَنِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى

- ‌12 - بَابُ الِاسْتِذْكَارِ بِالشَّيْءِ

- ‌13 - بَابُ تَتْرِيبِ الْكِتَابِ

- ‌14 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ كِتْمَانِ الْعِلْمِ

- ‌15 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الإِخلاص فِي الْعِلْمِ

- ‌16 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى تَبْلِيغِ الْعِلْمِ

- ‌17 - باب كراهية الدعوى في العلم

- ‌18 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الْكَذِبِ وَالْخُلْفِ

- ‌19 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنَ الْكَذِبِ وَالتَّلْقِينِ

- ‌20 - بَابُ أَدَبِ الْمُحَدِّثِ

- ‌21 - بَابُ أَدَبِ الطَّالِبِ

- ‌22 - بَابُ الْوَرَعِ فِي الْفَتْوَى

- ‌23 - بَابُ الْعَمَلِ بِالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ

- ‌24 - بَابُ التَّثَبُّتِ فِي الْحَدِيثِ

- ‌25 - باب المذاكرة

- ‌26 - بَابُ ذَمِّ الْفَتْوَى بِالرَّأْيِ

- ‌27 - باب الرواية بالمعنى

- ‌28 - باب سعة العلم

- ‌29 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى نَشْرِ الْعِلْمِ

- ‌30 - باب معاني الحروف

- ‌31 - باب تصديق القرآن للسنة

- ‌32 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْأَخْذِ بِالسُّنَّةِ

- ‌33 - باب الرحلة في طلب العلم

- ‌34 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ وَالْحَثِّ عَلَيْهِ

- ‌35 - بَابُ تَبْيِينِ الْحَدِيثِ مُجْمَلَاتِ الْقُرْآنِ

- ‌36 - بَابُ اشْتِمَالِ الْقُرْآنِ عَلَى جَمِيعِ الْأَحْكَامِ إِجْمَالًا وتفصيلًا

- ‌37 - باب الترهيب من الكذب

الفصل: ‌26 - باب القدر

‌26 - بَابُ الْقَدَرِ

(114)

تَقَدَّمَتْ أَحَادِيثُهُ فِي التَّحْذِيرِ مِنَ الْبِدَعِ (1).

2943 -

[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ (2)، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ (3) يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُنَيْدَةَ (4)، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَخْلُقَ نَسَمَةً، قَالَ مَلَكُ الْأَرْحَامِ مُعْرِضًا: أَيْ رَبِّ، أذَكر أَمْ أُنْثَى؟ قَالَ: فَيَقْضِي اللَّهُ تَعَالَى أمرَه ثُمَّ يَقُولُ: أيْ رَبِّ أَشَقِيُّ أَمْ سَعِيدٌ؟ فَيَقْضِي اللَّهُ عز وجل أَمْرَهُ، ثُمَّ يَكْتُبُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَا هُوَ لَاقٍ حَتَّى النَّكْبَةَ ينكبها.

(1) انظر الأحاديث (رقم 1977 - 2979).

(2)

هو ابن حرب أبو خيثمة.

(3)

هو ابن يزيد الأيلي.

(4)

وفي النسخ: "هبيرة" وهو تحريف.

ص: 432

2943 -

[1] تخريجه:

ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 42 أ).

وأورده الهيثمي في المجمع (7/ 196)، وعزاه إلى أبي يعلى والبزار.

وهو في مسند أبي يعلى (10/ 154: 5775).

ص: 432

[2]

وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَمَّا خُلِقت النُّطْفَةُ فِي الرَّحِمِ قَالَ مَلَكُ الْأَرْحَامِ: أَيْ رَبِّ مَا أَكْتُبُ؟ فَيَقْضِيَ اللَّهُ تَعَالَى أَمْرَهُ فَيَقُولُ: أذَكر أَمْ أُنْثَى؟ فَيَقْضِيَ اللَّهُ عز وجل أَمْرَهُ. الْحَدِيثَ.

قَالَ الْبَزَّارُ: تَفَرَّدَ بِهِ صَالِحٌ عن الزهري يعني عن سالم.

= = =

ورواه عبد الله بن وهب القرشي في القدر (ص 137: 30)، باب كل ما يلقاه ابن آدم مكتوب بين عينيه قال أخبرني يونس به بلفظه.

وعن طريق ابن وهب رواه الدارمي في الرد على الجهمية (ص 128: 268).

وعن طريق بن وهب أيضًا رواه الفريابي في القدر (ص 137: 30).

وعن طريقه أيضًا رواه ابن حبّان في صحيحه (8/ 19: 7145) بلفظه.

ص: 433

2943 -

[2] تخريجه:

رواه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 82: 186) من طريق صالح بن أبي الأخضر به وقال الْبَزَّارُ: تَفَرَّدَ بِهِ صَالِحٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ يَعْنِي عن سالم.

قلت: صالح بن أبي الأخضر ضعيف ومع ذلك خالف الثقات الذين رووه عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُنَيْدَةَ، عن ابن عمر، وقد سبق تخريج طرقهم في الطريق الذي قبله.

وعلى هذا فالحديث بالسند الثاني شاذ.

ص: 433

الحكم عليه:

الحديث بالسند الأوّل صحيح وهو على شرط الشيخين.

ومع ذلك وجد لكل من جرير ويونس متابعات كثيرة.

أولًا: من تابع جريرًا عن يونس مرفوعًا: =

ص: 433

عبد الله بن وهب وقد سبق ذكر طريقه.

الليث بن سعد. فرواه الفريابي في القدر (ص 219: 141)، قال حدّثنا إسحاق ابن سيار، قال حدثني أبو صالح عبد الله بن صالح، قال حدثني الليث، حدثني يونس به.

وعن الفريابي رواه الآجري في الشريعة (ص 84)، باب الإيمان أن السعيد والشقي من كتب في بطن أمه.

ثانيًا: من تابع يونس عن الزهري مرفوعًا:

عمر بن سعيد. فرواه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 81: 182) من طريق عمر بن سعيد، عن الزهري به.

معمر بن راشد. فرواه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 81: 183)، من طريق عبيد الله بن معاذ، ثنا معمر، عن الزهري به مختصرًا.

عمرو بن دينار. فرواه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 82: 184)، قال ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثنا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بن دينار ومعمر، عن الزهري به.

وقد روي الحديث موقوفًا على ابن عمر:

فرواه عبد الرزاق في مصنفه (11/ 112).

ومن طريق عبد الرزاق رواه الفريابي في القدر (ص 216: 138) عن معمر، عن الزهري أنه قال: أخبرني ابن هنيدة، قال سمعت ابن عمر يقول: إذا خلق الله

ورواه أيضًا الفريابي في القدر (ص 216: 139)، قال حدّثنا محمَّد بن عزيز الأيلي، قال حدّثنا سلامة عن عقيل أنه قال حدثني محمد بن سليم أخبره عبد الرحمن بن هنيدة به موقوفًا.

ورواه الفريابي أيضًا في القدر (ص 200: 140) من طريق الأوزاعي، عن الزهري عمن سمع ابن عمر موقوفًا.

الترجيح بين المرفوع والموقوف: =

ص: 434

الراجح عندي أن الحديث مرفوع لأسباب.

1 -

إن عبد الرزاق روى عن معمر موقوفًا، وروى غيره وهم عبيد الله بن معاذ وسفيان روياه عن معمر مرفوعًا، بل رواه ابن أبي عاصم، عن عبد الرزاق به مرفوعًا.

أما الطريق الثانية فيه محمَّد بن سليم أبو هلال فيه لين.

الطريق الثالثة وهي طريق الأوزاعي عن الزهري عمن سمع ابن عمر ففيه رجل مبهم والظاهر أنه عبد الرحمن بن هنيدة.

2 -

إن الذين رفعوه وهم يونس وعمرو بن دينار وعمر بن سعيد أكثر ممن وقفه.

ويحتمل أن ابن عمر رضي الله عنه، حين وقف الحديث كان على سبيل الفتوى لا على سبيل الرواية.

حتى لو قلنا: إنه موقوف فهو مرفوع حكمًا لأنّ مثل هذا لا يقال بالرأي.

وللحديث شواهد كثيرة منها حديث أنس بن مالك إن الله عز وجل قد وكل بالرحم ملكًا فيقول: أي رب نطفة أي رب علقة أي رب مضغة، فإذا أراد الله أن يقضي خلقًا قال الملك أي رب ذكر أو أنثى؟ شقي أو سعيد؟ فما الرزق؟ فما الأجل؟ فيكتب كذلك في بطن أمه.

رواه البخاريُّ في القدر (11/ 477: 6595) ومسلم في القدر (4/ 2038: 2646).

وكذلك حديث ابن مسعود وهو أيضًا في الصحيحين.

ص: 435

2944 -

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (1) بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ تَكَلَّمِ فِي الْقَدَرِ بِشَيْءٍ سُئِلَ عَنْهُ يوم القيامة.

(1) وفي النسخ: "عن ابن أبي مليكة عن عائشة"، وسقط "يحيى" منها والتصحيح من مصادر الحديث.

ص: 436

2944 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 44 أ).

والحديث في البغية (ص 933: 726) بسنده ومتنه.

ورواه ابن ماجه في السنن المقدمة (1/ 33: 84) ورواه العقيلي في الضعفاء (4/ 419) والآجري في الشريعة، باب ترك البحث والتنفير عن النظر في أمر المقدر (ص 235) وابن عديّ في الكامل (7/ 222) أربعتهم من طريق يحيي بن عثمان مولى أبي بكر به وزاد، "ومن لم يتكلم فيه لم يسأل عنه".

ص: 436

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف من أجل يحيي بن عثمان ويحيى بن أبي مليكة وهما ضعيفان.

وقد ضعف الحديث البوصيري في المصباح والألباني في المشكاة (برقم 114) وعد ابن عديّ هذا الحديث من منكرات يحيي بن عثمان.

وللحديث شاهدان الأوّل: روى ابن الجوزي في العلل (1/ 141) من طريق عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَكَلَّمِ في القدر سأله الله يوم القيامة عن القدر فإن أصاب أعطاه ثواب الأنبياء وإن أخطا كُبَّ في النار، فإن لم يتكلم في القدر لم يسأله يوم القيامة عن القدر.

وفيه: عيسى بن ميمون وهو متروك. =

ص: 436

= وله شاهد آخر من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَكَلَّمِ فِي الْقَدَرِ في الدنيا سئل عنه يوم القيامة" أخرجه ابن الجوزي في العلل (1/ 148: 233) وقال ابن الجوزي نقلًا عن الدارقطني تفرّد به ابن أبي العوام، عن أبيه قلت: فيه عنعنة قتادة. وعلى كل حال: حديث أبي هريرة أصح ما ورد في هذا الباب، والله أعلم.

ص: 437

2945 -

حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: كَانَ بَدْءُ هَلَاكِ الْأُمَمِ مِنْ قِبَلِ، القدر وإنكم تُبْتَلُونَ أَوْ سَتُبْتَلَوْنَ أَيُّهَا الْأُمَّةُ بِهِمْ فَإِنْ لَقِيتُمُوهُمْ أَوْ أَدْرَكْتُمُوهُمْ فَسَلُوهُمْ أَوْ تَكُونُوا (1) أَنْتُمُ السائلين ولا تمكنوهم من المسألة.

(1) وفي الاتحاف "أو فكنتم".

ص: 438

2945 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 44 أ) وقال: ضعيف لجهالة التابعي.

ص: 438

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف من أجل الرجل المبهم.

وله شاهد من حديث أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَمْ يكن شرك منذ أهبط آدم من السماء إلى الأرض إلّا كان بدؤه التكذيب بالقدر، وما أشركت أمة إلّا بتكذيب القدر وإنكم ستبتلون فذكره بنحوه وزاد "فيدخلوا عليكم الشبهات".

رواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (6/ 402: 3286) من طريق سلم بن سالم، عن عبد الرحمن، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي أمامة.

قال الهيثمي في المجمع (7/ 207) فيه سلم بن سالم وهو ضعيف عند الجمهور.

قلت: عبد الرحمن شيخه لا يعرف من هو؟

ص: 438

2946 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ (1)، حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ الْكُوفِيُّ عَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ كَذَّبَ بِالْقَدَرِ أَوْ خَاصَمَ فِيهِ فَقَدْ جَحَدَ بِمَا جِئْتُ بِهِ، وَكَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى محمَّد صلى الله عليه وسلم.

(1) هو سليمان بن داود العتكي.

ص: 439

2946 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 42 أ).

ورواه العقيلي في الضعفاء (2/ 170) وابن حبّان في المجروحين (1/ 352) وابن عديّ في الكامل (3/ 455) ثلاثتهم في ترجمة سوار بن مصعب إلّا أن العقيلي قال: سوار بن عبد الله بن قدامة وقال الحافظ في اللسان: والصواب: سوار بن مصعب.

ورواه ابن الجوزي في العلل (1/ 146: 229) كلهم عن سوار بن مصعب به وبعضهم بلفظ مختصر.

ص: 439

الحكم عليه:

الحديث مداره على سوار بن مصعب وهو متروك.

ولكن تابعه بشر بن جبلة عن كليب بن وائل.

رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (4/ 623: 1111) من طريق محمد بن حمير، عن بشر بن جبلة، عن كليب به بنحوه.

وبشر بن جبلة: مجهول، وعلى هذا، فالحديث لا يزال ضعيفًا، وقد ضعف الحديث ابن حبّان وابن الجوزي والعقيلي حيث ذكروا هذا الحديث من جملة ما أنكر على سوار.

ص: 439

2947 -

حَدَّثَنَا عَمَّارٌ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ وَعَبْدُ اللَّهِ الدَّانَاجُ وَمَطَرٌ الْوَرَّاقُ كُلُّهُمْ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَابِ الْبَيْتِ، وَهُوَ يُرِيدُ الحُجرة فَسَمِعَ قَوْمًا يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ فِي الْقَدَرِ، وَهُمْ يَقُولُونَ: أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ تَعَالَى آيَةَ كَذَا وَكَذَا؟ أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ عز وجل آيَةَ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: فَفَتَحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، بَابَ الحجرة وكأنما (1) فقىء فِي وَجْهِهِ حَبُّ الرُّمَّانِ، فَقَالَ: أَبِهَذَا أُمِرْتُمْ؟ أَمْ بِهَذَا بُعِثْتُمْ؟ إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِأَشْبَاهِ هَذَا، ضَرَبُوا كِتَابَ اللَّهِ عز وجل بعضه ببعض، أمركم الله بأمره، فَاتَّبِعُوهُ، وَنَهَاكُمْ فَانْتَهُوا قَالَ: فَلَمْ يَسْمَعِ النَّاسُ بَعْدَ ذَلِكَ أَحَدًا يَتَكَلَّمُ يَعْنِي -فِيهِ- حَتَّى جاء معبد الجهني فأخذه الحجاج فقتله.

(1) لفظه: "كأنما" سقطت من نسخة (عم).

ص: 440

2947 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 42).

وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 205) وعزاه إلى أبي يعلى وقال: فيه يوسف ابن عطية وهو متروك.

الحديث في مسند أبي يعلى في مسند أنس (5/ 429: 1321).

ورواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (5/ 368: 3227).

ورواه ابن عديّ في الكامل في ترجمة يوسف بن عطية الصفار (7/ 154).

كلاهما من طريق يوسف بن عطية به إلّا أن الحديث عند ابن عديّ مختصر.

ص: 440

الحكم عليه:

الحديث مداره على يوسف بن عطية وهو متروك.

وللحديث شاهدان الأوّل حديث ابن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَصْحَابِهِ وَهُمْ يختصمون في القدر فكأنما يفقأ في وجهه حب =

ص: 440

= الرمان من الغضب فقال: أبهذا أمرتم؟ أو لهذا خلقتم؟ تضربون القرآن بعضه ببعض، بهذا هلكت الأمم قبلكم.

أخرجه ابن ماجه في المقدمة (1/ 33: 85) عن علي بن محمَّد، ثنا معاوية، ثنا داود بن أبي هند.

ورواه اللالكائي في شرح الأصول (3/ 115) من طريق ابن علية، عن داود بن أبي هند.

ورواه الآجري في الشريعة (ص 68) من طريق معمر، عن الزهري.

ثلاثتهم عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده "عبد الله بن عمرو بن العاص" واللفظ لابن ماجه.

وقال البوصيري في زوائد ابن ماجه: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، وقال الألباني في المشكاة (1/ 36) سنده حسن.

والشاهد الثاني حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم-ونحن نتنازع في القدر فذكر الحديث.

أخرجه الترمذي في القدر (4/ 443: 2133) ورواه أبو يعلى في المسند (10/ 433: 6045) كلاهما من طريق هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ محمَّد بْنِ سِيرِينَ، عن أبي هريرة.

وقال أبو عيسى: وهذا حديث غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه.

فالحديث بمجموع طرقه إن لم يكن صحيحًا فهو حسن، وقد مرّ تصحيح البوصيري وتحسين الألباني له.

ص: 441

2948 -

وقال الحارث: حدثنا الحسن بن قتيبة، حدثنا حَمْزَةُ النَّصِيبِيُّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَصْحَابِهِ وَهُمْ يَتَذَاكَرُونَ الْقَدَرَ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: أَبِهَذَا أُمِرْتُمْ (1) قَدْ أَخَذْتُمْ فِي وَادِيَيْنِ لَنْ تَبْلُغُوا (2) آخِرَهُمَا وَبِهِمَا (3) هلكت القرون قبلكم إياكم وإياكم.

(1) وفي (عم) و (سد): "إنكم" بعد قوله:" أمرتم".

(2)

وفي بغية الباحث: "غورهما" وكذلك الإتحاف.

(3)

وفي (عم): "بها" بالإفراد.

ص: 442

2948 -

تخريجه:

الحديث في مسند الحارث كما في بغية الباحث (935: 728).

ص: 442

الحكم عليه

الحديث بهذا السند ضعيف جدًا وفيه ثلاث علل.

الأولى: الحسن بن قتيبة وهو ضعيف.

الثانية: حمزة بن أبي حمزة النصيبي وهو متروك.

الثالثة: إنه مرسل لا سيما وأنه من مراسيل عطاء بن أبي رباح ومراسيله من أضعف المراسيل.

لكن وصله ابن خلاد في فوائده (ق 14) كما قال محقق بغية الباحث عن الحارث، عن الحسن عن حمزة النصيبي عن عطاء، عن ابن عباس، فذكره.

وعلى كل حال فالحديث مرفوعًا ومرسلا ضعيف جدًا.

ولكن للحديث شواهد بمعناه من حديث أبي هريرة وأنس بن مالك وعبد الله بن عمرو بن العاص وغيرهم.

وقد سبق تخريج تلك الشواهد في الذي قبله، وذكرت هناك أن الحديث بشواهده حسن، وعلى هذا فالحديث بشواهده حسن إن شاء الله.

وقد سبق ما يؤخذ من الحديث من الفوائد في الحديث الذي قبله.

ص: 442

2949 -

[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَبَضَ (1) قَبْضَةً، فَقَالَ: لِلْجَنَّةِ بِرَحْمَتِي، وَقَبَضَ قَبْضَةً، فَقَالَ: لِلنَّارِ وَلَا أُبَالِي.

[2]

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ محمَّد (2) النَّاقِدُ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ سِنَانٍ العبدي به.

(1) سقطت "قبض" من (عم).

(2)

وفي (مح): "عمرو بن عمرو".

ص: 443

2949 -

تخريجه:

ذكره الهيثمي في المجمع (7/ 189)، وعزاه إلى أبي يعلى، وقال: فيه الحكم بن سنان.

وذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 41/ ب).

والحديث في مسند أبي يعلى (6/ 144: 3422) بسنده ومتنه.

ورواه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 111: 248)، والدولابي في الأسماء والكنى (2/ 48) والعقيلي في الضعفاء (1/ 257) في ترجمة الحكم بن سنان برقم (313)، وابن عديّ في الكامل (2/ 206) في ترجمة الحكم بن سنان والبيهقيُّ في القدر (1/ 42: 52).

كلهم من طريق الحكم بن سنان به.

ص: 443

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف، وعلته الحكم بن سنان وهو ضعيف.

ولكن للحديث شواهد تقويه منها حديث عبد الرحمن بن قتادة السلمى، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله يقول: "خلق الله آدم ثم أخذ من ظهره فقال: هؤلاء في الجنة ولا أبالي، وهؤلاء في النار ولا أبالي الحديث". =

ص: 443

= أخرجه ابن حبّان في صحيحه (1/ 277: 339)، باب قوله "فكل ميسر

" والحاكم في المستدرك في الإِيمان (1/ 31)، وأحمد في المسند (1/ 186)، ثلاثتهم عن طريق معاوية بن صالح عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن قتادة السلمي.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح قد اتفقا على الاحتجاج برواته عن آخرهم إلى الصحابة ووافقه الذهبي ووافقهما الألباني في الصحيحة برقم (48).

ومنها حديث أبي نضرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله تبارك وتعالى قبض قبضة بيمينه فقال: هذه لهذه ولا أبالي، وقبض قبضة أخرى يعني بيده الأخرى فقال: هذه لهذه ولا ابالي، فلا أدري في أيّ القبضتين أنا، رواه أحمد (5/ 68) وإسناده صحيح.

ومنها حديث أبي الدرداء بمعناه أخرجه أحمد (6/ 441) وهو حديث صحيح.

ص: 444

2950 -

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ (1) بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي (بَعْدِي خَمْسًا)(2) تكذيبًا بالقدر وتصديقًا بالنجوم (3).

(1) وفي النسخ: "أحمد بن موسى" والصواب ما أثبته، والتصحيح من مسند أبي يعلى وتهذيب الكمال.

(2)

وما بين القوسين زيادة من مسند أبي يعلى المطبوع وفي الإتحاف: "أخاف على أمتي خمس".

(3)

وفي النسخ: "تكذيب بالقدر وتصديق بالنجوم" برفع الكلمتين.

ص: 445

2950 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 42/ ب).

وأورده الهيثمي في المجمع (7/ 206)، وعزاه إلى أبي يعلى.

والحديث في مسند أبي يعلى المطبوع (5/ 162: 4135) إلّا أنه قال: أخاف على أمتي بعدي خمسًا فذكر منها اثنين فقط كما هنا.

ورواه ابن عديّ في الكامل في ترجمة شهاب بن خراش (4/ 34)، قال أخبرنا أحمد بن الحسين الصوفي ثنا الحكم بن موسى به بنحوه.

ورواه البيهقي في القدر (1/ 247: 373)، عن طريق شهاب بن خراش به.

ص: 445

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف من أجل يزيد بن أبان الرقاشي.

وللحديث شواهد كثيرة يتقوى بها منها حديث أبي محجن قال: أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: أخاف على أمتي بعدي ثلاثًا: حيف الأئمة، وإيمان بالنجوم، وتكذيب بالقدر، رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم (2/ 39)، عن طريق علي بن يزيد الصدائي قال حدّثنا أبو سعد البقال عن أبي محجن.

فيه أبو سعد البقال واسمه سعيد بن المرزبان، وهو ضعيف.

ومنها حديث طلحة بن مصرف رفعه "إن أخوف ما أتخوفه" فذكر بنحو حديث أبي محجن. رواه أبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن كما في السلسلة =

ص: 445

= الصحيحة (3/ 118)، عن طريق ليث بن أبي سليم عن طلحة.

وليث بن أبي سليم ضعيف.

ومنها جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ثَلَاثٌ أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي، الِاسْتِسْقَاءُ بِالْأَنْوَاءِ، وحيف السلطان، وتكذيب بالقدر.

رواه أحمد في المسند (5/ 189: 190)، وابن عاصم في السنة (1/ 142: 324) والبزار كما في الكشف (3/ 36: 2181) وأبو يعلى في المسند (13/ 455: 7462).

أربعتهم عن طريق محمَّد بن القاسم الأسدي ثنا فِطْرٌ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ عَنْ جَابِرِ بن سمرة السوائي.

وقال البزّار: لا نعلم يروى عن جابر بن سمرة إلّا من هذا الوجه، ومحمد بن القاسم لين الحديث وقال الحافظ في التقريب كذبوه.

قلت: الحديث بمجموع طرقه لا ينزل عن درجة الحسن نظرًا في أن بعض طرقه ضعفها غير شديد وقد صحح الحديث بشواهده الألباني في ظلال الجنة برقم (324) والصحيحة برقم (1127).

ص: 446

2951 -

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا هَارُونُ أَبُو الْعَلَاءِ، عَنْ رَبِيعَةَ رَفَعَهُ "هَلَاكُ أُمَّتِي فِي ثَلَاثٍ: القدرية، والعصبية، والرواية من غير ثبت" (1).

(1) وفي (مح) و (سد): "ثبت".

ص: 447

2951 -

تخريجه:

ذكره الهيثمي في المجمع (1/ 146) وعزاه إلى البزّار مرفوعًا.

وأورده البوصيري في الإتحاف (1/ ق 44 أ).

ص: 447

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف جدًا وفيه علتان الأولى هارون بن هارون وهو منكر الحديث.

الثانية: الإِرسال إن لم يكن معضلًا.

وقد روي الحديث مرفوعًا.

فرواه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 143: 326)، والبزار كما في كشف الأستار (1/ 107: 191)، وابن عديّ في الكامل في المقدمة (1/ 142)، ثلاثتهم عن سعيد الحمصي، عن هارون بن هارون، عن مجاهد، عن ابن عباس مرفوعًا.

ورواه العقيلي في الضعفاء في ترجمة هارون (4/ 359) والفريابي في القدر (ص 375: 390)، وابن عديّ في الكامل (1/ 142)، كلهم من طريق محمد بن شعيب بن شابور، عن هارون به مرفوعًا.

وفيه هارون بن هارون وهو منكر الحديث ومع ذلك اختلف عليه.

فرواه العقيلي في الضعفاء (4/ 359)، وابن عديّ في مقدمة الكامل (1/ 142)، والدولابي في الكنى (2/ 49)، ثلاثتهم من طريق بقية بن الوليد، حدّثنا هارون بن هارون أبو العلاء الأزدي عن عبد الله بن زياد، عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعًا. =

ص: 447

= وقال ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 77) هذا حديث موضوع على رسول الله وقد أرسله هارون في هذه الرواية عن مجاهد وإنما هو عن ابن سمعان، عن مجاهد فترك ذكر ابن سمعان لأنه كذاب.

وعلى أي حال فالحديث على كلا الاحتمالين إما ضعيف جدًا أو موضوع.

وقد ورد من حديث أبي قتادة مرفوعًا، رواه الطبراني في الصغير (1/ 156)، وابن عديّ في الكامل (1/ 143)، كلاهما من طريق سويد بن عبد العزيز عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ.

فيه سويد بن عبد العزيز قال أحمد: متروك وقال ابن معين والنسائيُّ: ليس بثقة.

وقد ذكر ابن عديّ في مقدمة الكامل بعض الشواهد والطرق للحديث وكلها ضعيفة جدًا لا تفيد للحديث شيئًا، وإنما تركتها خشية الإطالة.

والخلاصة: الحديث بجميع طرقه ضعيف جدًا والله أعلم.

وإنما ذكرت ذلك حتى لا يغتر بكثرة طرقه.

ص: 448

2952 -

وقال أبو يعلى: حدثنا أحمد بن جميل، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ رَبَاحِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّهُ كَانَ يحدِّث أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ خَلَقَهُ اللَّهُ تَعَالَى الْقَلَمُ، وَأَمَرَ أَنْ يَكْتُبَ كلَّ شيء.

ص: 449

2952 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 42 ب).

وأورده الهيثمي في المجمع (7/ 193) وعزاه إلى البزّار، وقال: رجاله ثقات.

والحديث في مسند أبي يعلى (4/ 217: 2329) وعنه ابن حبّان في الروضة (157).

ورواه أبو نعيم في الحلية (8/ 181) عن طريق أحمد بن جميل به.

ورواه البيهقي في الأسماء والصفات (ص 480) عن طريق أحمد بن جميل به بنحوه إلّا أنه قال: أحمد بن حنبل، وهو تحريف.

ص: 449

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند حسن من أجل أحمد بن جميل وهو صدوق ولكن له متابعات تامة وقاصرة ترفع الحديث إلى الصحيح لغيره وله أيضًا شواهد كثيرة.

أولًا: المتابعات:

رواه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 50: 108) عن محمَّد بن المثنى، ثنا يعمر بن بشر ورواه الطبري في التفسير (14/ 16) عن موسى بن سهل، ثنا نعيم بن حماد.

ورواه أبو نعيم في الحلية (8/ 181) عن عبد الملك بن الحسن بن يوسف، عن =

ص: 449

أحمد بن يحيي الحلواني.

ورواه أيضًا أبو نعيم في الحلية (8/ 181) عن أبي عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا حبّان بن موسى المروزي.

أربعتهم عن ابن المبارك به بلفظه.

رواه الآجري في الشريعة (ص 179) عن منجاب بن الحارث، قال أخبرنا ابن مسهر.

ورواه البيهقي في السنن في السير (3/ 9) من طريق محمَّد بن علي بن دحيم، ثنا إبراهيم بن عبد الله العبسي، أنبأنا وكيع بن الجراح كلاهما عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عباس قال: (إن أول ما خلق الله من شيء القلم، فقال: اكتب، قال يا رب، وما اكتب، قال: اكتب القدر، قال فجرى في تلك الساعة بما هو كائن من ذلك اليوم إلى قيام الساعة

).

قلت: الحديث ظاهره في هذا الطريق أنه موقوف على ابن عباس لأنه لم يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ولكن له حكم المرفوع لأنّ مثل هذا لا يقال عنه بالرأي فهو مرفوع حكما ويؤكد ذلك أن ابن عباس أسنده كما في الطريق الأولى.

وله شواهد منها حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، قال: رب وماذا أكتب، قال: أكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة.

أخرجه أبو داود في السنة (5/ 76: 4700) من طريق الوليد بن رباح، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن أبي حفصة، عن عبادة بن الصامت.

ورواه أبو داود الطيالسي (ص 79: 577) عن عبد الواحد بن سليم عن عطاء بن رباح، قال حدثني الوليد بن عبادة بن الصامت، عن أبيه.

ومن طريق الطيالسي أخرجه الترمذي في القدر (4/ 457: 2155).

وقال أبو عيسى: وهذا حديث غريب من هذا الوجه لكن نقل عنه العجلوني في =

ص: 450

= الكشف (1/ 309) أنه قال: صححه الترمذي عن عبادة بن الصامت ولعل هذا هو الصواب لأنّ المطبوع فيه أخطاء مطبعية كثيرة.

وللحديث شواهد أخرى من حديث ابن عمر وأبي هريرة وغيرهما.

ص: 451

الحكم عليه بشواهده:

الحديث بشواهده وقبله المتابعات صحيح، وقد صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (برقم 133).

ص: 451

2953 -

حَدَّثَنَا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ لَيْثٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: لَا يَزَالُ هَذَا الْحَيُّ مِنْ قُرَيْشٍ آمِنِينَ (1) حَتَّى تَرُدُّوهُمْ (2) عَنْ دِينِهِمْ كُفَّارًا (3) حِمًا فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفِي الْجَنَّةِ أَنَا أَمْ فِي النَّارِ قَالَ: فِي الْجَنَّةِ، ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ آخَرُ فَقَالَ: أَفِي الْجَنَّةِ أَنَا أَمْ فِي النَّارِ قَالَ صلى الله عليه وسلم فِي النَّارِ، ثُمَّ قَالَ-صلى الله عليه وسلم اسْكُتُوا عَنِّي مَا سُكِتَ عَنْكُمْ، فَلَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا لَأَخْبَرْتُكُمْ بِمَلَئِكُمْ (4) مِنْ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى تَعْرِفُوهُمْ (5) عِنْدَ الْمَوْتِ، وَلَوْ أُمِرْتُ أَنْ أَفْعَلَ لَفَعَلْتُ.

* ليث ضعيف.

(1) وفي النسخ الثلاث: "بأمتي" والتصويب من الإتحاف والمجمع ومسند أبي يعلى.

(2)

وفي النسخ الثلاث: "يردونهم" بالياء التحتانية.

(3)

وفي مسند أبي يعلى: "كفاء رحمنا".

(4)

وفي النسخ: "بملائكة" وهو تحريف، والتصويب من مسند أبي يعلى والإتحاف والمجمع.

(5)

وفي مسند أبي يعلى: "تفرقوهم".

ص: 452

2953 -

تخريجه:

أورده الهيثمي في المجمع (7/ 191) وعزاه إلى أبي يعلى وقال: وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس قلت: هذا تقصير بل هو ضعيف فوق ذلك.

ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 42 ب).

وهو في مسند أبي يعلى (10/ 66: 5702).

ص: 452

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف فيه ليث بن أبي سليم.

لم أجد هذا الحديث إلّا من هذا الطريق ولكن بعض فقراته لها ما يؤيدها فقوله صلى الله عليه وسلم "اسكتوا ما سكت عنكم" فهو معنى قوله: "ذروني ما تركتم" رواه مسلم في =

ص: 452

= صحيحه في الفضائل (4/ 1831: 1337) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.

وأما قوله صلى الله عليه وسلم "فلولا أن لا تدافنوا" .. الخ فله شاهد بمعناه.

من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، عَنِ زيد بن ثابت، عن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ حَدِيثًا ومنه "فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه".

رواه مسلم في صحيحه في كتاب الجنة (4/ 2199: 2867) وأحمد في المسند (5/ 190) كلاهما من حديث زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه.

ص: 453

2954 -

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، ثنا بَحْرٌ (1) عَنْ أَبِي (2) حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَا كَانَ أَصْلُ زَنْدَقَةٍ [قَطُّ](3) إِلَّا كَانَ بدءَها تكذيبٌ صلى الله عليه وسلم بالقدر.

(1) هو ابن كنيز السقاء أبو الفضل البصري.

(2)

هو سلمان الأشجعي.

(3)

ما بين المعقوفتين زيادة من بغية الباحث.

ص: 454

2954 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 43 ب).

والحديث في بغية الباحث (ص 938: 731).

ورواه الفريابي في القدر (ص 402: 432) عن طريق بحر السقا، ورواه الآجري في الشريعة (ص 193)، باب ما ذكر في المكذبين بالقدر عن الفريابي.

وخالفه إبراهيم بن أعين. فرواه ابن عديّ في الكامل في ترجمة بحر بن كنيز (2/ 54) عن طريق هشام بن عمار، ثا إبراهيم بن أعين، حدثني بحر بن كنيز السقاء عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَهُ بلفظه.

ص: 454

الحكم عليه:

مدار الحديث على بحر بن كنيز وهو متروك، وقال السيوطي في اللآلئ (1/ 257) موضوع من عمل بحر.

وقد ورد في حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم-قال: "ما هلكت أمة قط إلّا بالشرك بالله، وما كان بدء شركها إلّا التكذيب بالقدر".

أخرجه ابن أبي عاصم في السنة، باب ما ذكر عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي المكذبين بقدر الله (ص 141: 322) والآجري في الشريعة، باب ما ذكر في المكذبين بالقدر (ص 190) كلاهما عن طريق يحيي بن القاسم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ. =

ص: 454

= قال الألباني في ظلال الجنة (برقم 322) إسناده ضعيف، ورجاله ثقات غير يحيي بن القاسم وأبيه فإنهما لا يعرفان وإن وثقهما ابن حبّان.

وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 144: 327) من طريق عمر بن محمَّد الطائي، عن سعيد بن أبي جميل، عن ثابت البناني قال: سمعت ابن عمر يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول

وما هلكت أمة بعد نبيها إلّا بشركها ولا كان بدء شركها بعد إيمانها إلّا التكذيب بالقدر".

وفيه عمر بن محمَّد الطائي وسعيد بن أبي جميل ليس لهما ترجمة في كتب الرجال حسب اطلاعي.

وأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (5/ 394: 3267) من طريق سلم بن سالم، عن عبد الرحمن، عن سليمان، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي أمامة الباهلي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لم يكن شرك منذ أهبط إلى الأرض إلّا كان بدؤه التكذيب بالقدر، وما أشركت أمة إلّا بتكذيب بالقدر".

وفيه سلم بن سالم وهو ضعيف عند الجمهور وهذا الطريق أحسن حالًا من غيره من طرق الحديث.

وعلى أيّ حال فالحديث بطرقه وشواهده ضعيف.

ص: 455

2955 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ (1)، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها فَقَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الطَّيْرُ (2) تَجْرِي (3) بِقَدَرٍ وَكَانَ صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل (4) الحسن.

(1) هو إبراهيم بن عبد الله الكرماني.

(2)

الطير: بكسر الطاء وفتح الهاء وقد تسكن هي التشاؤم بالشيء، وكان ذلك يصدهم عن مقاصدهم فنفاه الشرع (النهاية 3/ 152).

(3)

وفي (مح) و (سد): "يجري" بالياء التحتانية، وما أثبته هو الموافق لما في بغية الباحث وكتب الحديث.

(4)

"الفأل" مهموز قول أو فعل يستبشر به وقد يكون فيما يكره ولذا وصف بالحسن. انظر المعجم الوسيط (2/ 671)، النهاية (3/ 405).

ص: 456

2955 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 44 أ) وفيه زيادة "فقلت يا أمتاه حدثيني شيئًا سَمِعْتِيهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالت .. ": وهذه الزيادة ليست في البغية.

والحديث في بغية الباحث 937: 730 بسنده ومتنه.

ورواه الحاكم في المستدرك في الإيمان (1/ 32) ورواه أحمد في المسند (1/ 129) والطحاوي في المشكل (2/ 343) ثلاثتهم من طريق عفان بن مسلم به بلفظه.

وقال الحاكم: قد احتج الشيخان برواة هذا الحديث عن آخرهم غير يوسف بن أبي بردة، والذي عندي إنهما لم يهملاه بجرح ولا بضعف بل لقلة حديثه فإنه عزيز الحديث جدًا، ووافقه الذهبي.

ورواه أيضًا ابن أبي عاصم في السنة (1/ 113: 254) والبزار، كما في الكشف (3/ 28) في القدر (2161) وابن عديّ في الكامل في ترجمة حسان بن إبراهيم (2/ 374) والبيهقيُّ في القدر (1/ 142: 192) أربعتهم من طريق حسان بن إبراهيم =

ص: 456

به بلفظه إلّا أن البزّار اقتصر على الجزء الأوّل منه.

والحديث ليس من الزوائد لأنه في مسند أحمد بن حنبل كما سبق ولعل الحافظ قلّد الهيثمي لأنه أيضًا لم يذكره في المجمع حيث عزاه إلى البزّار فقط.

ص: 457

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند صحيح، ورجاله رجال الشيخين غير يوسف بن أبي بردة فقد وثقه العجلي وابن حبّان، ولم يعرف مخالف لهما فهو ثقة.

ويشهد لمعنى الحديث حديث عبد الله عُمَرَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كل شيء بقدر حتى العجز والكيس" أخرجه مسلم في صحيحه في القدر (4/ 2045: 2655).

ولا شك أن الطيرة تدخل في عموم قول النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم "كُلَّ شَيْءٍ بقدر".

ص: 457

2956 -

حدّثنا داود بن المحبَّر، حدّثنا أبو قَحْدَم (1) عَنْ أَبِي قِلابة (2) (3) عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ (4) رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا ذُكر الْقَدَرُ فأمسِكوا، وإذا ذُكر أصحابي فأمسكوا.

(1) هو النضر بن معبد الجرمي.

(2)

عبد الله بن زيد الجرمي.

(3)

وفي البغية زيادة لفظة "رفعه" ولعله يعني حذف الواسطة لأنه لم يسمع من ابن مسعود.

(4)

وفي الإتحاف (أبي مسعود) وهو تحريف.

ص: 458

2956 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 43 ب).

وهو في بغية الباحث (ص 932: 724).

ورواه اللالكائي في شرح أصول أهل السنة (1/ 126: 210) وابن عديّ في الكامل (7/ 25) في ترجمة أبي قحذم كلاهما من طريق النضر أبي قَحْذَمٍ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بلفظه وزاد "وإذا ذكر النجوم فأمسكوا".

ص: 458

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف جدًا من أجل أبي قحذم الجرمي وهو متروك.

والراوي عنه وهو داود بن المحبر أسوأ حالًا إلّا أنه تابعه يزيد بن هارون عند اللالكائي كما سبق، وله علة أخرى وهي أن أبا قلابة لم يسمع من ابن مسعود.

وله طريق أخرى عن ابن مسعود رضي الله عنه.

رواه الطبراني في الكبير (10/ 243: 10448) وأبو نعيم في الحلية (3/ 108) كلاهما عن طريق الحسن بن علي بن الوليد الفسوي، ثنا سعيد بن سليمان، ثنا مُسْهِرُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَلْعٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ الله وزاد "وإذا ذكر النجوم فأمسكوا".

ورواه البيهقي في القدر (1/ 161: 396) من طريق مسهر بن عبد الملك.

وقال أبو نعيم: غريب من حديث الأعمش، تفرّد به عنه مسهر وقال الحافظ في =

ص: 458

= التقريب: لين الحديث.

الحديث بهذا السند ضعيف، وفيه علتان: الانقطاع بين ابن مسعود وأبي قلابة.

والثانية مسهر بن عبد الملك، وهو ضعيف أما طريق الأوّل فهو ضعيف جدًا من أجل أبي قحذم.

ولكن للحديث شاهدان أولهما حديث عبد الله بن عمر بلفظه بتقديم الفقرة الأخيرة.

أخرجه ابن عديّ في الكامل في محمَّد بن الفضل بن عطية (6/ 162) من طريق محمَّد بن الفضل عن كرز بن وبرة، عن عطاء، عن ابن عمر.

ومحمد بن الفضل كذبه غير واحد، ذكره في الميزان (4/ 6).

والشاهد الثاني هو حديث ثَوْبَانَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 93: 1427)، عن يزيد بن إبراهيم، ثنا أبو الأشعث عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بلفظه مع زيادة النجوم.

وفيه أيضًا يزيد بن إبراهيم وهو متروك.

وله شاهد مرسل أخرجه عبد الرزاق في الأمالي كما في السلسلة الصحيحة (1/ 45) قال عبد الرزاق، ثنا معمر عن ابن طاووس، عن أبيه مرفوعًا، وهذا إسناد صحيح إلّا أنه مرسل.

الحديث بطرقه وشواهده هذه لا ينزل عن درجة الحسن، وحسن العراقي في تخريج الإحياء (برقم 340) أحد طرقه بقوله رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن، ورمز له السيوطي بالحسن، وقال الألباني في الصحيحة (برقم 34) كل طرقه ضعيفة الأسانيد، ولكن بعضها يشدّ بعضًا.

ص: 459

2957 -

حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا صَالِحٌ المُرِّي عَنِ الْحَسَنِ رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ وَزَادَ: وَإِذَا ذُكِرَ الْأَنْوَاءُ فأمسكوا.

ص: 460

2957 -

تخريجه:

ذكره البوصيري (1/ ق 43 ب).

وهو في بغية الباحث (ص 932: 722).

ص: 460

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف جدًا وفيه علتان الأولى: داود بن المحبر وهو متهم.

والثانية أنه مرسل ولا سيما أنه من مرسل الحسن.

ولكن سبق في الحديث الذي قبله تخريج الحديث بطرقه وشواهده بما فيه هذه الزيادة وأنه حسن.

ص: 460

2958 -

[1] وَقَالَ الْحَارِثُ أَيْضًا: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (1) ابْنُ أُخْتِ عبد العزيز ابن أَبِي رَوّاد عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ قَالَ: إِنِّي لَقَاعِدٌ عِنْدَ (2) سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قال (3) بعض القوم: أَبَا محمَّد إِنَّ رِجَالًا يَقُولُونَ قَدَّرَ اللَّهُ تَعَالَى كُلَّ شَيْءٍ (4) مَا خَلَا الشَّرَّ، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ سَعِيدًا غَضِبَ غَضَبًا قَطُّ مِثْلَ غَضَبِهِ يومئذٍ حَتَّى هَمَّ بِالْقِيَامِ، ثُمَّ قال: فعلوها؟ ويحهم لو تعلمون (5)، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ فِيهِمْ (6) حَدِيثًا كَفَاهُمْ بِهِ شَرًّا قَالَ: قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ يَا أَبَا محمَّد؟ قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيَّ، وَقَدْ سَكَنَ غَضَبُهُ عَنْهُ فَقَالَ: حَدَّثَنِي رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يَكُونُ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَبِالْقَدَرِ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ كَمَا كَفَرتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى قَالَ: قُلْتُ: جُعلت فِدَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُونَ: كَيْفَ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: يَقُولُونَ: الْخَيْرُ مِنَ اللَّهِ وَالشَّرُّ مِنْ إِبْلِيسَ قال: وهم يقرأون عَلَى ذَلِكَ كِتَابَ اللَّهِ تَعَالَى، وَيَكْفُرُونَ بِاللَّهِ عز وجل بَعْدَ الْإِيمَانِ وَالْمَعْرِفَةِ. فَمَاذَا تَلْقَى (7) أُمَّتِي مِنْهُمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ وَالْجِدَالِ أُولَئِكَ زَنَادِقَةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَفِي زَمَانِهِمْ يَكُونُ ظُلْمُ

(1) وفي (سد): "عبيد الله" بالتصغير وهو تحريف.

(2)

وفي (عم) و (سد): "عن" بدل "عند".

(3)

وفي (سد): "فقال" بالفاء.

(4)

وفي (سد): "في كل شيء".

(5)

وفي (سد) و (عم): "لو يعلمون" بالياء التحتانية.

(6)

وفي النسخ: "منهم" وهو تحريف.

(7)

وفي (عم): "يلقى" بالتحتانية.

ص: 461

السُّلْطَانِ، فَيا لَهُ مِنْ ظُلمِ وحَيْفٍ وأثرةِ. فَيَبْعَثُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ طَاعُونًا.

فَيَفْنَى عَامَّتُهُمْ ثُمَّ يَكُونُ الْمَسْخُ وَالْخَسْفُ، وقليلٌ مَنْ يَنْجُو مِنْهمُْ. الكلُ يومئذٍ قليلٌ فَرَحُهُ، شديدٌ غمُّه ثُمَّ يَكُونُ الْمَسْخُ يَمْسَخْ اللَّهُ عز وجل عَامَّةَ أُولَئِكَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ، ثُمَّ بَكَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَكَيْنَا لِبُكَائِهِ، فَقِيلَ: مَا هَذَا الْبُكَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: رَحْمَةً لَهُمُ الْأَشْقِيَاءُ لِأَنَّ فِيهِمُ الْمُجْتَهِدُ، وَفِيهِمُ الْمُتَعَبِّدُ مَعَ أَنَّهُمْ لَيْسُوا بِأَوَّلِ مَنْ سَبَقَ إِلَى هَذَا الْقَوْلِ، وَضَاقَ بِهِ ذَرْعًا، إِنَّ عَامَّةَ مَنْ هَلَكَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِهِ هَلَكَ، فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا الإِيمان بِالْقَدَرِ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَحْدَهُ، وَتَعْلَمَ (8) أَنَّهُ لَا يَمْلِكُ مَعَهُ أَحَدٌ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَتُؤْمِنَ (9) بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَتَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَهُمَا (10) قَبْلَ الْخَلْقِ ثُمَّ خَلَقَ خَلْقَهُ فَجَعَلَ مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ لِلْجَنَّةِ، وَمَنْ شَاءَ مِنْهُمْ لِلنَّارِ.

[2]

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عمرو بن شعيب فذكره بطوله.

(8) وفي بغية الباحث: "تعلمون" بالجمع.

(9)

وفي بغية الباحث: "تؤمنون " بالجمع.

(10)

وفي (عم): "خلقها" بالإفراد وهو تحريف.

ص: 462

2958 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 43 أ).

وأورده الهيثمي في المجمع (7/ 200) وعزاه إلى الطبراني بأسانيد، أحسنها فيها ابن لهيعة.

والحديث في بغية الباحث (ص 939: 732).

واختلف فيه على إسناده. فرواه الحارث كما هنا والعقيلي في الضعفاء (3/ 358) عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إسماعيل، عن عمرو بن شعيب به. =

ص: 462

= ورواه الفريابي في القدر (ص 285: 226) وعنه الآجري في الشريعة (ص 193) والعقيلي في الضعفاء (3/ 357) والطبراني في الكبير (4/ 245: 427) واللالكائي في شرح أصول السنة (4/ 616: 1099) والبيهقيُّ في القدر (1/ 121: 152) خمستهم من طريق حسان بن إبراهيم الكرماني، عن عطية بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عن عمرو بن شعيب به.

ص: 463

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند مضطرب، والحمل على عطية بن عطية وهو مجهول، وقال الذهبي في الميزان في ترجمة عطية بن عطية أتى بخبر موضوع، ويعني الذهبي بذلك هذا الحديث.

وله طريق أخرى عن عمرو بن شعيب، فرواه الفريابي في القدر (ص 283: 224) وعنه الآجري في الشريعة (ص 192) والعقيلي في الضعفاء (3/ 358) والطبراني في الكبير (4/ 246: 4271) كلهم من طريق عبد الرحمن المقرئ، عن ابن لهيعة، عن عمرو بن شعيب به.

والحديث بهذا الطريق ضعيف أيضًا فيه ابن لهيعة ولا مجبر له لأنّ الطرق الأخرى ضعيفة جدًا وقال العقيلي في الضعفاء. فلم يأت به عن ابن لهيعة غير المقرئ ولعل ابن لهيعة أخذه عن بعض هؤلاء، عن عمرو بن شعيب.

قلت: ما قاله العقيلي عن ابن لهيعة صحيح لأنه مدلس، عن الضعفاء. وسئل ابن أبي حاتم، عن حديث عمرو بن شعيب هذا فقال: هذا حديث عندي موضوع.

وعلى أيّ حال فالحديث ضعيف جدًا وإن كثرت طرقه إن لم يكن موضوعًا.

ص: 463

2959 -

(1) قَالَ إِسْحَاقُ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ عن ابن طاووس، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: الشَّرُّ لَيْسَ بِقَدَرٍ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَ أَهْلِ الْقَدَرِ {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا

} حتى بلغ {فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149)} (2)، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَالْعَجْزُ وَالْكَيْسُ مِنَ الْقَدَرِ.

قال طاووس: وَالْمُتَكَلِّمَانِ مِنَ الْقَدَرِيَّةِ يَقُولَانِ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَاجْتَنِبُوا الْكَلَامَ فِي الْقَدَرِ.

قَالَ: وَلَقِيَ إِبْلِيسُ عِيسَى بن مَرْيَمَ فَقَالَ: أَلَيْسَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ لَا يُصِيبُكَ إِلَّا مَا قُدِّرَ عَلَيْكَ فَأَوْفِ بِذِرْوَةِ الْجَبَلِ فَتَرَدَّ مِنْهُ فَانْظُرْ أَتَعِيشُ أَمْ لَا؟ فَقَالَ عِيسَى: إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ إِنَّ الْعَبْدَ لَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُجَرِّبَنِي وَمَا شِئْتُ فَعَلْتُ.

قَالَ مَعْمَرٌ: وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: لَقِيَ إِبْلِيسُ عيسى بن مَرْيَمَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ وَقَالَ قَالَ عِيسَى لَهُ: إِنَّ الْعَبْدَ لَا يَبْتَلِي رَبَّهُ وَلَكِنَّ اللَّهَ يبتلي عبده فخصمه.

(1) زيادة من (ك).

(2)

سورة الأنعام، [الاية 148، 149].

ص: 464

2959 -

تخريجه:

الجزء الأوّل من الأثر أخرجه الحاكم (2/ 317) قال أخبرنا أبو زكريا العنبري، ثنا محمَّد بن عبد السلام، ثنا إسحاق به من كلام ابن عباس وصححه ووافقه الذهبي.

وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (ص 227) من طريق الحاكم بالإسناد المذكور وبإسناد آخر من طريق إسحاق.

كما أخرج اللالكائي (ص 550: 970) قال أخبرنا علي بن محمَّد بن عبد الله قال: أخبرنا دعلج بن أحمد، قال ثنا ابن شيرويه، قال ثنا إسحاق به. =

ص: 464

= وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (11/ 114)(20073) بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن بطة في الإبانة (2/ 41) من طريق عبد الرزاق.

ونسبه في الدر المنثور (3/ 380) لعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ. والجزء الثالث المتعلق بمناظرة عيسى عليه السلام لإبليس أخرجه عبد الرزاق (11/ 113 برقم 20070).

والجزء الثاني وهو قول ابن عباس: العجز والكيس من القدر أخرجه عبد الرزاق بهذا الإسناد (11/ 117)(20080) وأخرجه اللالكائي (ص 669)(1221) من طريق محمَّد بن عبد الله الأنصاري، ثنا ابن جريج عن ابن طاووس به.

كما رواه البخاريُّ في خلق أفعال العباد (94).

ص: 465

الحكم عليه:

هذا الأثر صحيح الإسناد، رجاله كلهم أئمة ثقات. [سعد].

ص: 465

2960 -

وَقَالَ (1): أنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عُيَيْنَةَ (2)، عَنْ محمَّد بْنِ عُبَيْدٍ الْمَكِّيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلًا قَدِمَ مَكَّةَ يَتَكَلَّمُ فِي الْقَدَرِ فَقَالَ: أَرُونِيهِ آخذ برأسه فو الله لَئِنْ وَقَعَتْ رَقَبَتُهُ فِي يَدِي لَأَدُقَّنَّهَا وَلَئِنْ وَقَعَ أَنْفُهُ فِي يَدِي لَأَعَضَّنَّهُ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "كَأَنِّي بنساء بني فهم (3) يَطُفْنَ بِالْخَزْرَجِ تَصْطَكُّ أَلْيَاتُهُنَّ مُشْرِكَاتٍ" وَهَذَا أَوَّلُ شِرْكٍ فِي الإِسلام وَاللَّهِ لَا يَنْتَهِي بِهِمْ سؤوهم حَتَّى يُخْرِجُوا اللَّهَ مِنْ أَنْ يُقَدِّرَ الْخَيْرَ كَمَا أَخْرَجُوهُ مِنْ أَنْ يُقَدِّرَ الشَّرَّ.

قَالَ بَقِيَّةُ: فَلَقِيتُ الْعَلَاءَ بْنَ عُيَيْنَةَ فَحَدَّثَنِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ أَبِي الْحَجَّاجِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم.

(1) القائل هو إسحاق، الأثر زيادة من (ك).

(2)

كذا في المخطوط، ويحتمل أنه ابن عتبة وفي مصادر التخريج (الحجاج).

(3)

كذا في النسخة، وفي مسند أحمد:(فهو).

ص: 466

2960 -

تخريجه:

أخرجه الآجري في الشريعة (1/ 453/ 581) من طريق الفريابي، قال حدثني أبو حفص الحمصي قال: نا بقية عن الأوزاعي، ثنا العلاء عن محمَّد به.

وأخرجه اللالكائي (ص 625 برقم 116)، قال أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد.

قال أخبر محمَّد بن إسماعيل الفارسي، قال ثنا أحمد بن عبد الوهاب، قال ثنا أبي، ثنا بقية عن الأوزاعي، قال ثنا العلاء بن الحجاج عن محمَّد بن عبيد به.

وأخرجه أحمد (1/ 330)(3055)، قال حدّثنا أبو المغيرة، حدّثنا الأوزاعي به.

كما أخرجه (برقم 3054)، قال حدّثنا أبو المغيرة، حدّثنا الأوزاعي عن بعض إخوانه، عن محمَّد بن عبيد به. =

ص: 466

= وروى بعضه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 39 برقم 79) وفي الأوائل (59).

وانظر اللالكائي (ص 669)(1223) والشريعة للآجري (برقم 492) و (494) و (591).

والأثر ذكره ابن أبي العز في شرح الطحاوية (ص 278) ط. المكتب الإِسلامي وحسنه أحمد شاكر وضعفه الألباني.

وأخرج مسلم (2906) من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة".

ص: 467

الحكم عليه:

والأثر ضعيف الإسناد، محمَّد بن عبيد المكي ضعيف، وتكلم في إدراكه لابن عباس، وبقية مدلس لكن صرح بالتحديث، والعلاء إن كان ابن الحجاج فقد ضعفه الأزدي كما في تعجيل المنفعة (ص 212) ويحتمل أنه ابن عتبة وقد وثقه ابن معين والعجلي كما في تهذيب التهذيب (8/ 189). [سعد].

ص: 467

2961 -

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا سَالِمٌ الْخُرَاسَانِيُّ عَنْ نَافِعٍ (1)، عَنِ (2) الْقَاسِمِ (3)، عَنْ محمَّد بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ فِي بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْكُتُبِ، إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إلّا أنا قدرت الخير والشر.

(1) نافع لم أعرف من هو؟.

(2)

وفي النسخ الثلاثة: "نافع بن القاسم" والتصويب من تهذيب الكمال.

(3)

القاسم بن الفضل بن معدان.

ص: 468

2961 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 40 ب).

وروى ابن وهب في القدر (ص 173: 50) قال: سمعت طلحة بن عمرو قال سمعت عطاء بن أبي رباح يحدِّث أن في التوراة مكتوبا أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا قَدَّرْتُ الخير والشر، وطوبى لمن قدرت على يديه خيرًا، وويل لمن قدرت على يديه شرًا.

وطلحة بن عمرو بن عثمان الحضرمي متروك.

وروي الحديث عن وهب بن منبه.

رواه الفريابي في القدر برقم: (340) حدّثنا جعفر قال: حدّثنا عبد الأعلي بن حماد قال: حدّثنا حماد بن سلمة قال: أنبأنا كلثوم بن جبر عن وهب بن منبه أنه قال: أجد في التوراة أو في الكتاب أنا الله لا إله إلّا الله خالق الخلق خلقت الخير فذكره بمعناه وفيه طول.

وروي أيضًا عن الزهري.

رواه عبد الرزاق في مصنفه (5/ 150: 9219) قال: أخبرنا معمر عن الزهري قال: بلغني أنهم وجدوا في مقام إبراهيم ثلاثة صفوح فذكر حديثًا ومنه "أنا الله ذو =

ص: 468

= بكة خَلَقْتُ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ فَطُوبَى لِمَنْ كَانَ الْخَيْرُ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ كَانَ الشَّرُّ عَلَى يديه على يديه".

ص: 469

الحكم عليه:

وبما سبق يتضح أن المعنى المذكور باختلاف الألفاظ مما وجد في التوراة ورفعه بعضهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم خطأ.

ص: 469

2962 -

وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي الزُّبَيْدِيُّ [مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ](1)، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَتُبْتَدَأُ الْأَعْمَالُ أَمْ قَدْ قُضِيَ الْقَضَاءُ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا أَخْرَجَ ذُرِّيَّةَ آدَمَ عليه الصلاة والسلام مِنْ ظَهْرِهِ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى نَفْسِهِ ثُمَّ أَفَاضَ بِهِمْ مِنْ كَفَّيْهِ، قَالَ: هَؤُلَاءِ لِلْجَنَّةِ، وَهَؤُلَاءِ لِلنَّارِ، فَأَهْلُ الْجَنَّةِ مُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَهْلُ النَّارِ مُيَسَّرُونَ لعمل أهل النار.

* هذا حديث غريب.

(1) وسقط ما بين المعقوفتين من نسخة: (عم) و (سد).

ص: 470

2962 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 39 أ) وقال: هذا إسناد ضعيف غريب.

وأورده الهيثمي في المجمع (7/ 189) وعزاه إلى البزّار والطبراني.

واختلف في إسناد الحديث على راشد بن سعد، فروي عن راشد، عن عبد الرحمن بن قتادة، عن أبيه، عن هشام، رواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 20: 2140) والطبراني في التفسير (117) كلاهما عن أحمد بن الفرج الحمصي قال: ثنا بقية بن الوليد، حدثني الزبيدي، عن راشد، به.

ورواه الطبري (9/ 117) قال: حدثني محمَّد بن عوف الطائي قال: ثنا حيوة ويزيد قال: ثنا بقية، به.

وروى أيضًا عن عبد الرحمن بن قتادة، عن هشام دون ذكر أبيه.

فرواه الفريابي في القدر (ص 133: 22)، حدّثنا عمر بن عثمان قال: حدّثنا بقية بن الوليد، قال: حدّثنا الزبيدي قال: حدثني راشد بن سعد. =

ص: 470

= وعن الفريابي رواه الآجري في الشريعة باب ذكر السنن والآثار المبينة بأن الله خلق خلقه

(ص 172).

ورواه الطبري في التفسير (9/ 118) عن معمر بن عوف، حدثني أبو صالح قال: ثنا معاوية، عن راشد بن سعد، به.

ورواه الفريابي في القدر (ص 134: 24) قال: حدثني إسحاق بن سيار قال:

حدّثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن راشد، به.

وروي أيضًا عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن قتادة السُّلَمِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فرواه ابن حبّان في صحيحه (1/ 277: 339) قال أخبرنا علي بن الحسين المعدل، حدّثنا الحارث بن مسكين، حدّثنا ابن وهب.

ورواه أحمد بن حنبل في المسند (4/ 186) وأحمد بن منيع كما في الإتحاف (1/ ق 40 ب) كلاهما عن الحسن بن سوار أبو العلاء، ثنا ليث بن سعد.

ورواه الفريابي في القدر (ص 135: 25) قال: حدثني أحمد بن خالد قال: حدّثنا معن بن عيسى ثلاثتهم عن معاوية بن صالح، عن راشد بن سعد، به.

وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة (2/ 418) وقيل أيضًا عن أبيه وهشام بن حكيم.

ص: 471

الحكم عليه:

الحديث مضطرب الإسناد وقد حكم على هذا الحديث بالاضطراب ابن عبد البر وابن حجر وقبلهما أبو علي بن السكن كما نقل عنه الحافظ في التعجيل (ص 256 والإصابة 2/ 418).

وقول الهيثمي (7/ 190) وفيه بقية بن الوليد، وهو ضعيف ويحسن حديثه بكثرة الشاهد، وإسناد الطبراني حسن.

فيه ملاحظتان:

الأولى: قوله فيه بقية بن الوليد وهو ضعيف: ليس بصواب لأنه ثقة وإنما عابوا =

ص: 471

= عليه بكثرة التدليس عن الضعفاء إذا صرح بالتحديث فحديثه صحيح، وهنا صرّح بالتحديث كما في رواية الطبري.

ثانيًا: قوله: إن إسناد الطبراني حسن، هذا إن سلمنا فهناك طرق أصحّ لا يمكن الترجيح فيما بينها كما سبق لأنّ الآخذين عن الزبيدي معظمهم ثقات.

ثالثًا: أثبت الحافظ وهو أعلم بالحديث من الهيثمي بأن الحديث مضطرب.

ومعنى الحديث صحيح من حديث علي رضي الله عنه قال: كنا في جنازة فذكر الحديث ومنه، فقال: يا رسول الله أفلا نمكث على كتابنا، وندع العمل فقال: من كان من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة ومن كان من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة، فقال: اعملوا فكل ميسر، أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل الجنة وأما أهل الشقاوة، فييسرون لعمل أهل الشقاوة، أخرجه مسلم في القدر (4/ 2039: 2647) وله أيضًا شاهد من حديث عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عنها أي الْآيَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل خلق آدم ثم مسح ظهره. فذكره بمعناه".

رواه مالك في الموطا في القدر (2/ 89: 2) عن زيد بن أبي أنيسة، عن

الحميد بن عبد الرحمن أخبره مسلم بن اليسار أن عمر بن الخطّاب، وعن طريق مالك رواه أبو داود في سننه (5/ 79: 4703) وعن طريقه أيضًا الترمذي في التفسير برقم (3075).

ص: 472

2963 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه. رَفَعَهُ "مَجُوسُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَإِنْ صَامُوا وَصَلُّوا يَعْنِي القدرية".

ص: 473

2963 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 41 ب).

ورواه بحشل في تاريخ واسط (ص 69) من طريق داود بن رشيد، به بلفظ "مجوس العرب وإن صلوا وصاموا يعني القدرية".

واختلف فيه على بقية.

فرواه أبو نعيم في الحلية (3/ 59) من طريق محمَّد بن صالح قال: ثنا بقية بن الوليد، عن سلام بن عطية، عن يزيد بن سنان الأموي قال: حدثني منصور بن زاذان، به.

ورواه الخطيب في تلخيص المتشابه (ص 458 رقم 586)، عن طريق نشيرة بن سليمان رجل من أهل التقوى، عن بقية بن الوليد قال: حدّثنا يزيد بن سيار قال: حدثني منصور بن زاذان، به.

قلت: هكذا يزيد بن سيار ولعله تحريف من يزيد بن سنان كما في الحلية.

ص: 473

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف وفيه ثلاث علل:

الأولى: الاختلاف على إسناده.

الثانية: شيوخ بقية في الحديث، إما مجهول أو ضعيف.

الثالثة: قيل إن منصور بن زاذان لم يسمع من أنس رضي الله عنه، ولكن ورد في أحاديث أخرى تسمية القدرية بأنهم مجوس هذه الأمة منها حديث جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "إن مجوس هذه الأمة المكذبون بأقدار الله إن مرضوا فلا تعودُهم

".

رواه ابن ماجه في المقدمة باب القدر (1/ 35: 92) وابن أبي عاصم في السنة =

ص: 473

= (1/ 44: 328) كلاهما عن محمد بن المصفي الحمصي، ثنا بقية بن الوليد، عن الأوزاعي، عن ابن جريج، عن ابن الزبير، عن جابر.

ورواه الطبراني في الصغير (1/ 221) من طريق بقية بن الوليد، به.

قلت: إسناده حسن ولكن فيه ثلاثة من المدلسين وإن كان تدليس بقية أشد من غيره.

وله شاهد آخر وهو حديث حذيفة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إن

لكل أمة مجوسًا وإن مجوس هذه الأمة الذين يزعمون أن لا قدرًا

الحديث.

رواه أبو داود في السنن في كتاب السنة (5/ 67: 4692) عن محمَّد بن كثير، أخبرنا سفيان.

ورواه أحمد في المسند (5/ 406) عن أبي نعيم كلاهما، عن عمر بن محمَّد، عن عمر مولى عفرة، عن رجل من الأنصار، عن حذيفة، به.

وهذا الإسناد ضعيف لجهالة الذي لم يسم، وعمر مولى عفره ضعيف.

وله شاهد آخر من حديث ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يكون مكذبون بالقدر ألا إنهم مجوس هذه الأمة".

أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 143: 327) عن ابن مصفى، ثنا بقية، ثنا عمر بن محمَّد الطائي، عن سعيد بن أبي جميل، عن ثابت البناني، عن ابن عمر.

وفيه عمر بن محمَّد الطائي، وسعيد بن أبي جميل لم أجد لهما ترجمة في كتب الرجال.

ويستفاد من مجموع هذه الأحاديث، وإن كان كل واحد ضعيفًا على انفراده لكن يقوي بعضها بعضًا، وقد حسّن الألباني الحديث بمجموع طرقه في ظلال الجنة برقم (328).

ص: 474

2964 -

وَقَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ (1)، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ بِلَالٍ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو: يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثبِّت قَلْبِي عَلَى دِينِكَ.

* رِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلَّا ابْنَ أَبِي لَيْلَى لَمْ يَسْمَعْ مِنْ بِلَالٍ رضي الله عنه.

(1) هو ابن عتيبة الكندي.

ص: 475

2964 -

تخريجه:

والحديث في مسند عبد بن حميد كما في المنتخب من مسند (ص140: 359).

ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في الإِيمان (ص 18: 58) عن غندر، عن شعبة، به بلفظه إلّا أنه قال:"كان يقول بهذا الدعاء".

ص: 475

الحكم عليه:

الحديث كما قال الحافظ هنا في المطالب: رِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلَّا ابْنَ أَبِي لَيْلَى لَمْ يسمع من بلال.

ولكن للحديث شواهد كثيرة منها حديث النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دينك". في آخر حديث.

أخرجه الحاكم في المستدرك في الدعاء (1/ 525). وابن ماجه في المقدمة

(1/ 72)، وأحمد في المسند (4/ 182)، وابن أبي عاصم (1/ 103) والآجري في الشريعة (ص 317) كلهم من طريق عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ بسر بن عبيد الله الحضرمي أنه سمع أبا إدريس الخولاني يقول سمعت النواس بن سمعان الكلابي يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. الحديث.

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي، قلت: إن إسناد أحمد بن حنبل على شرط الشيخين. =

ص: 475

= ورواه ابن حبّان في صحيحه (2419)، والحاكم في المستدرك في الرقاق (4/ 321) من طريقين آخرين، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، به بلفظ:"كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك" في وسط حديث.

وله شواهد أخرى من حديث أم سلمة، وعائشة وأنس، وما ذكرته يحصل، به المقصود.

ص: 476

2965 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَالِدٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا عَتّاب (1) بْنُ بَشِير، عَنْ أَبِي الْوَاصِلِ (2) عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ وَاصِلٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: يَا وَلِيَّ الإِسلام وَأَهْلِهِ سَكِّنِّى (3) بِهِ حَتَّى أَلْقَاكَ به (4).

(1) وفي النسخ: "غياث بن بشر" وهذا تحريف والتصحيح من تاريخ بغداد وكتب الرجال.

(2)

وفي (سد): "أبي الواحد" بالحاء المهملة. وفي (مح) و (عم): "أبي الواجد" بالجيم وكلاهما تحريف.

(3)

وفي بعض الكتب: "مسكنى" بالميم.

(4)

وسقطت هذه اللفظة من (مح).

ص: 477

2965 -

تخريجه:

ذكره الهيثمي في المجمع (10/ 179).

ورواه الطبراني في المعجم الأوسط (1/ 382: 665) ومن طريقه الضياء في المختار (6/ 270: 2290) قال: ثنا أحمد بن الأبار، ثنا معلل ابن فضيل، ثنا محمَّد بن سلمة وعتاب بن بشير وخطاب بن القاسم، عن أبي واصل، به.

ورواه الدارقطني في المؤتلف والمختلف (1/ 238) من طريق عتاب بن بشير، به بلفظ "مسكني".

ورواه البيهقي في كتاب الدعوات الكبير (ص 166: 223) والخطيب في التاريخ (11/ 160) كلاهما من طريق عتاب بن بشير، به بلفظه لكنه قال (مسكني).

ورواه السلفي في الفوائد المنتقاة كما في السلسلة الصحيحة (3/ 462: 1476 برقم (1476)، عن طريق أبي الواصل.

ص: 477

الحكم عليه:

الحديث مدار طرقه على عبد الحميد بن واصل، ولم يُذكر فيه بجرح أو تعديل إلّا أن ابن حبّان ذكره في الثقات، ومع ذلك حسّنه الألباني في الصحيحة (1823) وكذلك اختاره الضياء في المختارة.

ص: 477

2966 -

[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ (1)، عَنْ أَبِي أمامة رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الْخَلْقَ وَقَضَى الْقَضِيَّةَ وَأَخَذَ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ، وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، فَأَخَذَ أَهْلَ الْيَمِينِ بِيَمِينِهِ، وَأَهْلَ الشِّمَالِ بِيَدِهِ الْأُخْرَى، وَكِلْتَا يَدَيِ الرَّحْمَنِ يَمِينٌ ثُمَّ قَالَ: يَا أَصْحَابَ الْيَمِينِ، فَقَالُوا لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ، قَالُوا بَلَى، ثُمَّ قَالَ يَا أَصْحَابَ الشِّمَالِ فَقَالُوا: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وسعديك قال: ألست بركم قَالُوا بَلَى، قَالَ: فَخَلَطَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ قَالَ: فَقَالَ (2) قَائِلٌ مِنْهُمْ رَبَّنَا (3) لِمَ خَلَطْتَ بَيْنَنَا قال: {وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ (63)} إِلَى قَوْلِهِ: {كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172)} ثُمَّ رَدَّهُمْ فِي صُلْبِ آدَمَ عليه الصلاة والسلام، قَالَ (4): قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الْخَلْقَ وَقَضَى الْقَضِيَّةَ، وَأَخَذَ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ، وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَأَهْلُ الْجَنَّةِ أَهْلُهَا، وَأَهْلُ النَّارِ أَهْلُهَا، قَالَ: فَقَالَ قَائِلٌ يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا الْأَعْمَالُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَعْمَلَ كُلُّ قَوْمٍ بِمَنْزِلَتِهِمْ، قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: إِنَّا نَجْتَهِدُ، وَقَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْأَعْمَالِ، فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَرَأَيْتَ الْأَعْمَالَ أَهُوَ شَيْءٌ يُؤْتَنَفُ أَمْ فُرِغَ (5) مِنْهُ؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم بل فرغ منه" (6).

(1) هو ابن عبد الرحمن الدمشقي.

(2)

وفي (سد): "وقال" بالواو.

(3)

وفي (عم) و (سد) زيادة:: "ربنا".

(4)

هذه اللفظة سقطت من (عم) و (سد).

(5)

وفي (عم):"فرع" بالعين المهملة في الموضعين.

(6)

وفي (عم) و (سد): "يؤتنف" بدل: "منه".

ص: 478

[2]

وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحَنَفِيُّ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى قَوْلِهِ: "وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، فَأَهْلُ (7) الْجَنَّةِ أَهْلُهَا وَأَهْلُ النار أهلها".

(7) في سد: "وأهل".

ص: 479

2966 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 38 أ) من الطريقين.

وهو في مسند أبي داود الطيالسي (ص 154 برقم 1130).

ورواه الدارمي في الرد على الجهمية (ص 29: 42) عن أبي بكر بن أبي شيبة، به.

ورواه العقيلي في الضعفاء (1/ 139) من طريق عبد الله بن بكر السهمي، به وساق بعض الحديث وقال بطوله.

ورواه أبو الشيخ في العظمة باب ذكر عرش الرب (ص 115: 229) من طريق بشير بن نمير، به بلفظ رواية الطيالسي المختصرة.

وأخرجه الطبراني في الكبير (8/ 288: 7943) من طريق جعفر بن الزبير، به من أول الحديث بطوله إلى قوله:"ثم ردهم في صلب آدم".

ص: 479

الحكم عليه:

الحديث له طريقان عن أبي أمامة، ففي الأولى بشر بن نمير البصري وهو متروك كذبه بعضهم.

وفي الثانية جعفر بن الزبير الحنفي وهو أيضًا متروك كذبه شعبة.

ولكن لفقرات الحديث شواهد في أحاديث متفرقة منها حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعيمان يعني عرفة فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالبذر كلهم مثلًا وقال: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} فذكر الآيتين إلى قوله: {بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173)} . =

ص: 479

= أخرجه الحاكم في المستدرك في التاريخ (2/ 544) وابن أبي عاصم في السنة (1/ 89: 202)، وأحمد في المسند (1/ 272) كلهم من طريق جرير بن حازم عن كلثوم بن جبر، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به وقال الحاكم: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي.

ومنها حديث أبي موسى الأشعري عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى يوم خلق آدم عليه السلام قبض بكفيه قبضتين، فوقع كل طيب بيمينه، وكل خبيث بشماله فقال: هؤلاء أصحاب اليمين، وهؤلاء أصحاب الجنة، وهؤلاء أصحاب الشمال، وهؤلاء أصحاب النار، ثم ردهم في صلب آدم، فهم يتناسلون على ذلك الآن.

أخرجه البزّار كما في الكشف (3/ 21: 2143) وفيه يزيد الرقاشي وهو ضعيف، أما الفقرة الأخيرة في الحديث وهي قوله:"أَرَأَيْتَ الْأَعْمَالَ أَهُوَ شَيْءٌ يُؤْتَنَفُ أَمْ فُرِغَ"

الخ.

فلها شواهد كثيرة منها حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه إن رجلين من مزينة أَتَيَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالا: يا رسول الله أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه أشيء قضي عليهم .. فقال: لا، بل شيء قضي عليهم ومضى فيهم

".

رواه مسلم في صحيحه (4/ 2041: 2650).

ومنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه بمعناه رواه البزّار كما في الكشف (3/ 18: 2137) وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.

قلت: الأحاديث في إخراج الذرية من ظهر آدم وإشهادهم على أنفسهم وتمييز أهل النار من أهل الجنة لها شواهد كثيرة كما قال الألباني في الصحيحين (4/ 159) عن جمع من الصحابة وهم عمر بن الخطّاب وابن عمر وأبو هريرة وأبو أمامة وهشام بن حكيم ومعاوية بن سفيان وأبو الدرداء وأبو موسى، وإن كان غالبها لا تخلو أسانيدها من مقال فإن بعضها يقوي بعضها. انتهى.

وقد خرجت بعض تلك الأحاديث في مواضع من هذا الباب.

ص: 480

2967 -

وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ (1) عَنْ أَيُّوبَ (2)، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ (3)، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (4) رِوَايَةً:"إِنَّ الله تعالى خلق السموات وَالْأَرْضِ وَخَلَقَ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ وَخَلَقَ آدَمَ ثُمَّ نَثَرَ ذُرِّيَّتَهُ فِي كَفَّيْهِ ثُمَّ أَفَاضَ بِهِمَا فَقَالَ: هَؤُلَاءِ لِهَذِهِ وَلَا أُبَالِي، وَهَؤُلَاءِ لِهَذِهِ وَلَا أُبَالِي وَكَتَبَ أَهْلَ الْجَنَّةِ وَمَا هُمْ عَامِلُونَ، وَكَتَبَ أَهْلَ النَّارِ وَمَا هُمْ عَامِلُونَ ثم طوى الكتاب ورفع".

* مرسل.

(1) هو ابن زيد بن درهم الجهضمي.

(2)

هو ابن أبي تميمة السختياني.

(3)

هو عبد الله بن زيد الجرمي.

(4)

هو باذام مولى أم هانئ.

ص: 481

2967 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 39 أ).

ص: 481

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف وفيه علتان:

الأولى: الإرسال كما قال الحافظ هنا لأنّ أبا صالح تابعي.

والثانية: إن أبا صالح مولى أم هانئ ضعيف.

والشطر الأوّل من الحديث له شاهد من حديث عبد الرحمن بن قتادة السلمي مرفوعًا "إن الله عز وجل خلق آدم ثم أخذ الخلق من ظهره وقال: هؤلاء إلى الجنة ولا أبالي وهؤلاء إلى النار، ولا أبالي، فقال قائل: يا رسول الله فعلى ماذا نعمل قال على مواقع القدر".

رواه الحاكم في المستدرك في الإِيمان (1/ 31)، وأحمد في المسند (4/ 186) =

ص: 481

= كلاهما من طريق معاوية بن صالح، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن قتادة السُّلَمِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وقال الحاكم: صحيح الإِسناد ووافقه الذهبي وقال الألباني في الصحيحة (1/ 77) وهو كما قالا.

وله شواهد كثيرة في هذا المعنى.

ص: 482

2968 -

وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ (1) بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه رَفَعَهُ "كَفَى بِالْمَرْءِ سَعَادَةً أَنْ يوفق في دينه".

(1) كذا في (ك) ومصادر التخريج وفي باقي النسخ (عبد الرحمن).

ص: 483

2968 -

تخريجه:

الحديث أخرجه ابن عديّ في الكامل في ترجمة عبد الرحيم بن زيد (5/ 282) والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 305: 1417) بالوجادة كلاهما عن طريق عبد الرحيم بن زيد العمي، عن أبيه، عن أنس مرفوعًا ولفظ ابن عديّ (كفى بالمرء سعادة أن يوثق به في الله).

ولفظ القضاعي "كفى بالمرء سعادة أن يوثق به في أمر دينه ودنياه".

ص: 483

الحكم عليه:

عبد الرحيم بن زيد العمي متروك كذبه غير واحد.

وعلى هذا فالحديث ضعيف جدًا.

وإن كان ما في النسخ صوابًا فهو عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف جدًا.

ص: 483

2969 -

وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ (1)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ محمَّد بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ فَيَكْمُلُ إِيمَانُهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وشرِّه ومرِّه وحلوِّه وَضُرِّهِ وَنَفْعِهِ.

* هذا مرسل ومحمد بن أبي حميد ضعيف.

(1) هو ابن سليمان التيمي.

ص: 484

2969 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 38 ب) وقال: هذا إسناد ضعيف ومرسل.

ص: 484

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف، وفيه علتان أشار إليهما الحافظ هنا:

الأولى: الإِرسال لأنّ محمَّد بن المنكدر تابعي وليس بصحابي.

الثانية: محمَّد بن أبي حميد ضعيف.

وله شاهد من حديث أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم "لا يجد العبد حلاوة الإيمان حتى يؤمن بالقدر خيره وشره وحلوه ومره.

أخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث، الباب العاشر (ص 31)، عن طريق يزيد الرقاشي، عن أنس.

قلت: وهذا الحديث هو المعروف بتسلسل قبض اللحية، ولكنه ضعيف من أجل يزيد الرقاشي.

وله شاهد آخر من حديث عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رضي الله عنه قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يا عديّ بن حاتم، فذكر الحديث ومنه "وتؤمن بالأقدار كلها خيرها وشرها حلوّها ومرها".

أخرجه ابن ماجه في المقدمة (1/ 34: 87) وابن أبي عاصم في السنة (1/ 61: 135) والخطيب في التاريخ (11/ 69) ثلاثتهم عن طريق عبد الأعلي بن أبي المساور، عن الشعبي، عن عديّ بن حاتم. =

ص: 484

= وفيه عبد الأعلي بن أبي المساور وهو متروك كذبه ابن معين.

وله شاهد آخر دون قوله "حلوه ومره" من حديث عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عن عمرو بن العاص قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث ومنه "ولن يؤمن أحد حتى يؤمن بالقدر كله خيره وشره"، أخرجه أبو يعلى كما في المقصد العلي (ق 99 أ) وابن أبي عاصم في السنة (1/ 61: 133) كلاهما عن أبي بكر بن أبي شيبة، ثنا الفضل، عن هشام بن سعد، عن عمرو بن شعيب، به.

ورواه ابن أبي عاصم أيضًا في السنة (1/ 61: 134) عن يعقوب بن حميد، ثنا ابن أبي حازم وأنس بن عياض، عن أبي حازم، عن عمرو بن شعيب، به بنحوه.

هذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات إلّا عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ فحديثه حسن وقد حسن الألباني هذا الحديث في ظلال الجنة برقم (133).

ورواه الآجري في الشريعة باب الإِيمان بأنه لا يصح لعبد الإِيمان حتى يؤمن بالقدر (ص 188) عن طريق بن لهيعة، عن عمرو بن شعيب، به بنحوه، وابن لهيعة ضعيف.

والخلاصة أن الحديث دون قوله "حلوه ومره" حسن من حديث عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، وبهذا يرتفع حديث الباب إلى الحسن لغيره.

وفي حديث جبريل الطويل "وتؤمن بالقدر خيره وشره" وهذا الحديث مشهور في الصحيحين وغيرهما عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

ص: 485

2970 -

[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ (1) عَنْ أَبِي هَارُونَ (2)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: تَحَاجَّ آدَمُ وَمُوسَى عليهما السلام، فَقَالَ مُوسَى لِآدَمَ: أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ فَأَهْلَكْتَنَا، وَأَغْوَيْتَنَا وَذَكَرَ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ هَذَا، فَقَالَ لَهُ آدَمُ عليه السلام: أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِكَلِمَاتِهِ وَرِسَالَاتِهِ، وَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدْ (3) قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السموات وَالْأَرْضَ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى.

[2]

وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي هَارُونَ فَذَكَرَهُ مَرْفُوعًا، إلّا أنه قال: أفتلومني عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِّرَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى.

[3]

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ محمَّد، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لَقِيَ آدَمُ مُوسَى عليهما السلام فَقَالَ مُوسَى: يَا آدَمُ فَذَكَرَهُ فَزَادَ فِيهِ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ، وَلَمْ يَقُلْ فَأَهْلَكْتَنَا وَأَغْوَيْتَنَا، قَالَ: فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ، وَأَخْرَجْتَ ذُرِّيَّتَكَ مِنَ الْجَنَّةِ وَزَادَ، وَقَرَّبَكَ نَجِيًّا، وَآتَاكَ التَّوْرَاةَ، فَبِكَمْ تَجِدُ الذَّنْبَ الَّذِي عَمِلْتُ مَكْتُوبًا عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أَعْمَلَهُ؟ قَالَ: بِأَرْبَعِينَ عَامًا، وَالْبَاقِي نَحْوَهُ.

(115)

وَحَدِيثُ جَرِيرٍ فِي الْعَزْلِ سَبَقَ في النكاح وفي أمهات الأولاد (4).

(1) هو ابن عبد الله القاضي.

(2)

هو عمارة بن جوين العبدي.

(3)

سقطت لفظة: "قد" من (عم) و (سد).

(4)

وحديث جرير رضي الله عنه المشار إليه سبق في النكاح باب العزل حديث. رقم (1611). =

ص: 486

2970 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 39 ب) وقال مدار حديث أبي سعيد على أبي هارون العبدي وهو ضعيف.

وهو في مسند الحارث (ص 929: 722).

ص: 487

الحكم عليه:

الحديث مداره على أبي هارون العبدي وهو متروك.

ولكن له طريق آخر صحيح عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه موقوفًا عليه، قال: احتج آدم وموسى، فقال موسى: يا آدم خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وأمر الملائكة فسجدوا لك، وأسكنك جنتك، فأغويت الناس وأخرجتهم من الجنة، فقال آدم: يا موسى اصطفاك الله برسالته وكلمته وأنزل عليك التوراة، وفعل بك، وفعل بك، تلومني عَلَى أَمْرٍ قَدْ قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أن يخلقني، قال: فحج آدم موسى عليهما السلام.

رواه أبو يعلى في مسنده (2/ 414: 1204) قال: حدّثنا زهير، ثنا وَكِيعٌ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سعيد موقوفًا.

ورواه ابن أبي عاصم في السنة باب ذكر الرضا بالقدر والرضا به (1/ 65: 142) قال: ثنا أبو موسى ومحمد بن عبد الله بن نمير قالا: حدّثنا وكيع، به موقوفًا ولم يذكر متنه.

ورواه البزّار كما في الكشف (3/ 22: 2147) في القدر باب احتج آدم وموسى وقال: حدّثنا محمَّد بن المثنى، ثنا معاذ بن أسد، ثنا الفضل بن موسى، ثنا الأعمش، به مرفوعًا، وأحال متنه على حديث أبي معاوية.

وهكذا روي الحديث عن أبي سعيد موقوفًا ومرفوعًا، ولعله حدث مرة موقوفًا ومرة مرفوعًا، حتى ولو كان موقوفًا فهو مرفوع حكمًا لأنه من الغيب الذي لا يقال عنه بالرأي. =

ص: 487

= وقال الهيثمي في المجمع (7/ 194) رجاله رجال الصحيحين وقال الألباني في ظلال الجنة برقم (142) إسناده على شرط الشيخين.

وله شواهد كثيرة في الصحيحين وغيرهما بألفاظ مختلفة وأشهر ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم"احتج آدم وموسى، فقال له موسى: يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة، قال له آدم: يا موسى اصطفاك بكلامه وخط لك بيده أتلومني على أمر قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة فحج آدم موسى، فحج آدم موسى، فحج آدم موسى، ثلاثًا.

أخرجه البخاريُّ/ الفتح (11/ 505) باب تحاج آدم وموسى (ح 6614) ومسلم في صحيحه في القدر باب حجاج آدم وموسى (4/ 2042: 2652) وأبو داود في السنة باب في القدر (5/ 76: 4701).

وابن ماجه في المقدمة باب في القدر (1/ 31: 80) أربعتهم من طريق طاووس، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

ورواه الترمذي في القدر باب ما جاء في حجاج آدم وموسى عليهما السلام (4/ 444: 2134)، من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة بمعناه.

وللحديث طرق كثيرة عن أبي هريرة وشواهد كثيرة أيضًا وإنما تركت خشية الإِطاله.

ص: 488

2971 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ (1) بْنِ شَقِيق، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَشْرَسَ يُحَدِّثُ عَنْ سَيْفٍ (2)، عَنْ يَزِيدَ الرقاشي، عن صالح (3) بن سَرْج، عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ فَأَنَا منه بريء.

* هذا إسناد ضعيف.

(1) وفي (عم) و (سد): "عمرو".

(2)

وفي النسخ زيادة اسم: "سيف" بين أشرس ويزيد، والصواب حذفه كما في المقصد العلي ومصادر الحديث.

(3)

وفي النسخ أيضًا عن أبي صالح، والصواب عن صالح.

ص: 489

2971 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 431 ب).

وأورده الهيثمي في المجمع (7/ 209) وعزاه إلى أبي يعلى، وقال: وفيه صالح بن سرج وكان خارجيًا.

وهو في مسند أبي يعلى (11/ 288: 6404).

والحديث في المقصد العلي في القدر باب من لم يؤمن بالقدر (ق 99 ب) بسنده ومتنه، وليس في إسناده سيف.

ورواه ابن عديّ في الكامل في ترجمة أشرس (1/ 432) عن إسحاق بن إبراهيم الغزي بغزة حدّثنا محمَّد بن أبي السري، حدثني معتمر، به بلفظه ولم يذكر في إسناده سيفًا.

ص: 489

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف فيه يزيد بن أبان وهو ضعيف، وفيه أيضًا صالح ابن سرج ولا يعرف فيه جرح ولا تعديل مع كونه خارجيًا.

وقد ضعف الحديث الألباني في ضعيف الجامع (8548) وابن حجر كما هنا وعده ابن عديّ من منكرات أشرش.

ص: 489