المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌85 - باب سعة رحمة الله تعالى والترغيب في الرحمة - المطالب العالية محققا - جـ ١٢

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌60 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ تَتَبُّعِ الْعَوْرَاتِ

- ‌61 - بَابُ النَّهْيِّ عَنْ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ وَالْمُفَاخَرَةِ وَالتَّعْيِيرِ بِالْآبَاءِ

- ‌62 - بَابُ ذَمِّ الْحَسَدِ

- ‌64 - بَابُ إِكْرَامِ الْجَارِ

- ‌65 - بَابُ الْأَمْرِ بِالتَّوَدُّدِ إِلَى الإِخوان

- ‌66 - بَابُ مُخَالَطَةِ النَّاسِ

- ‌67 - بَابٌ خَيْرُ الْأُمُورِ الْوَسَطُ

- ‌68 - باب الحب والإِخاء

- ‌69 - بَابُ اسْتِخْدَامِ الْأَحْرَارِ وَلَا يُعَدُّ ذَلِكَ مِنَ الكبر

- ‌70 - بَابُ الْمُنَافَسَةِ فِي خِدْمَةِ الْكَبِيرِ

- ‌71 - باب الترهيب في تَرْكِ الِاخْتِتَانِ

- ‌72 - باب العقل وفضله

- ‌73 - باب كراهية الجلوس في البيت

- ‌74 - بَابُ إِبَاحَةِ التَّسَمِّي بِأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ وَمَا جَاءَ فِي كَرَاهِيَةِ ذَلِكَ

- ‌75 - بَابُ كَرَاهِيَةِ التَّسَمِّي بِأَسْمَاءِ الْجَبَابِرَةِ وَتَغْيِيرِ الِاسْمِ إِلَى مَا هُوَ أَحْسَنُ مِنْهُ

- ‌76 - باب أحب الأسماء إلى الله تعالى

- ‌77 - بَابُ الْكِنَايَةِ عَنِ السُّؤَالِ عَنِ الْحَاجَةِ قُضِيَتْ أم لا

- ‌78 - بَابُ الْمُدَارَاةِ

- ‌79 - بَابُ الْأَدَبِ فِي الْجُلُوسِ وَالنَّوْمِ

- ‌80 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ النَّوْمِ عَلَى سَطْحٍ لَيْسَ له تحظير

- ‌81 - باب الأناة والرفق

- ‌82 - باب مثل الجليس الصالح

- ‌83 - باب إنصاف الرقيق وما يقتنى منه ومن الحيوانات

- ‌84 - بَابُ مَسْحِ رَأْسِ الصَّغِيرِ وَالصَّغِيرَةِ وَرَحْمَةِ الْيَتِيمِ

- ‌85 - باب سعة رحمة الله تعالى والترغيب في الرحمة

- ‌86 - بَابُ الإِحسان إِلَى الرَّقِيقِ

- ‌87 - باب آداب الرسل

- ‌88 - بَابُ إِكْرَامِ الْكَبِيرِ

- ‌89 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ إِكْرَامِ الْمُشْرِكِينَ

- ‌90 - باب الرخصة في إكرام أكابرهم

- ‌91 - بَابُ إِكْرَامِ الزَّائِرِ

- ‌92 - باب المزاح

- ‌93 - بَابُ صِفَةِ قَلْبِ ابْنِ آدَمَ

- ‌94 - بَابُ حُبِّ الْوَلَدِ

- ‌95 - باب الرُّؤْيَا

- ‌31 - كتاب الإيمان والتوحيد

- ‌1 - باب تحريم دم مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ

- ‌2 - بَابُ فَضْلِهَا

- ‌3 - بَابُ الإِسلام شَرْطٌ فِي قَبُولِ الْعَمَلِ

- ‌4 - باب تعريف الإِسلام والإِيمان

- ‌5 - باب ما يعطاه المؤمن بعد موته

- ‌6 - بَابُ الْحَبِّ فِي اللَّهِ مِنَ الإِيمان

- ‌7 - باب الزجر عن كل مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ

- ‌8 - بَابُ الْخِصَالِ الَّتِي تُدخل الْجَنَّةَ وَتَحْقُنُ الدَّمَ

- ‌9 - باب

- ‌10 - بَابُ إِثْبَاتِ الإِيمان لِمَنْ شَهِدَ الشَّهَادَتَيْنِ وَعَمِلَ صالحًا

- ‌11 - بَابُ بَقَاءِ الإِيمان إِذَا أُكْرِهَ صَاحِبُهُ عَلَى الكفر

- ‌12 - بَابُ خِصَالِ الإِيمان

- ‌13 - باب الدين يسر

- ‌14 - باب الحدود كفارات

- ‌15 - باب مثل المؤمن

- ‌16 - باب علامات الإِيمان

- ‌17 - بَابُ فَضْلِ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْغَيْبِ

- ‌18 - بَابُ كَثْرَةِ أَهْلِ الإِسلام

- ‌19 - باب تفسير الكبائر

- ‌20 - بَابٌ

- ‌21 - باب البيان بأن أصل الأشياء على الإِباحة

- ‌22 - بَابُ أُصُولِ الدِّينِ

- ‌23 - بَابُ الْمِلَّةِ مِلَّةِ محمَّد صلى الله عليه وسلم

- ‌24 - بَابُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْعَمَلَ مِنَ الإِيمان

- ‌25 - بَابُ الِاعْتِبَارِ بِالْخَاتِمَةِ

- ‌26 - بَابُ الْقَدَرِ

- ‌27 - بَابُ الْأَطْفَالِ

- ‌28 - بَابُ افْتِرَاقِ الْأُمَّةِ

- ‌29 - بَابُ التَّحْذِيرِ مِنَ الْبِدَعِ

- ‌30 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ مَقْعَدِ الْخَوَارِجِ وَالْمَارِقِينِ

- ‌31 - بَابُ الرَّفْضِ

- ‌32 - بَابُ تَرْكِ تَكْفِيرِ أَهْلَ الْقِبْلَةِ

- ‌33 - بَابُ الْوَسْوَسَةِ

- ‌34 - بَابُ كَرَاهِيَةَ التَّزْكِيَةِ

- ‌35 - بَابُ تَكْذِيبِ مَنْ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ فِي الدُّنْيَا

- ‌36 - بَابُ الْعَفْوِ عَمَّا دُونَ الشِّرْكِ

- ‌37 - بَابُ عَظَمَةِ اللَّهِ وَصِفَاتِهِ

- ‌38 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي عِصْيَانِ الْوَسْوَاسِ فِي أُمُورِ الطَّاعَةِ

- ‌32 - كِتَابُ الْعِلْمِ

- ‌1 - بَابُ فَضْلِ الْعَالِمِ

- ‌2 - بَابُ عِصْمَةِ الإِجماع مِنَ الضَّلَالَةِ

- ‌3 - بَابُ طَلَبِ الإِسناد

- ‌4 - بَابُ الْأَخْذِ بِاخْتِلَافِ الصَّحَابَةِ

- ‌5 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ السُّؤَالِ عَمَّا لَمْ يَقَعْ

- ‌6 - بَابُ الإِيجاز فِي الْفَتْوَى

- ‌8 - بَابُ الْإِذْنِ فِي الْكِتَابَةِ

- ‌9 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي التَّصْدِيقِ بِمَا جَاءَ عَنِ الله تبارك وتعالى

- ‌11 - بَابُ السَّمْتِ الْحَسَنِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى

- ‌12 - بَابُ الِاسْتِذْكَارِ بِالشَّيْءِ

- ‌13 - بَابُ تَتْرِيبِ الْكِتَابِ

- ‌14 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ كِتْمَانِ الْعِلْمِ

- ‌15 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الإِخلاص فِي الْعِلْمِ

- ‌16 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى تَبْلِيغِ الْعِلْمِ

- ‌17 - باب كراهية الدعوى في العلم

- ‌18 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الْكَذِبِ وَالْخُلْفِ

- ‌19 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنَ الْكَذِبِ وَالتَّلْقِينِ

- ‌20 - بَابُ أَدَبِ الْمُحَدِّثِ

- ‌21 - بَابُ أَدَبِ الطَّالِبِ

- ‌22 - بَابُ الْوَرَعِ فِي الْفَتْوَى

- ‌23 - بَابُ الْعَمَلِ بِالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ

- ‌24 - بَابُ التَّثَبُّتِ فِي الْحَدِيثِ

- ‌25 - باب المذاكرة

- ‌26 - بَابُ ذَمِّ الْفَتْوَى بِالرَّأْيِ

- ‌27 - باب الرواية بالمعنى

- ‌28 - باب سعة العلم

- ‌29 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى نَشْرِ الْعِلْمِ

- ‌30 - باب معاني الحروف

- ‌31 - باب تصديق القرآن للسنة

- ‌32 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْأَخْذِ بِالسُّنَّةِ

- ‌33 - باب الرحلة في طلب العلم

- ‌34 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ وَالْحَثِّ عَلَيْهِ

- ‌35 - بَابُ تَبْيِينِ الْحَدِيثِ مُجْمَلَاتِ الْقُرْآنِ

- ‌36 - بَابُ اشْتِمَالِ الْقُرْآنِ عَلَى جَمِيعِ الْأَحْكَامِ إِجْمَالًا وتفصيلًا

- ‌37 - باب الترهيب من الكذب

الفصل: ‌85 - باب سعة رحمة الله تعالى والترغيب في الرحمة

‌85 - باب سعة رحمة الله تعالى والترغيب في الرحمة

2825 -

قال عبد: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، حَدَّثَنَا فَائِدٌ أَبُو الْوَرْقَاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي أوفى الأسلمي رضي الله عنه، قال: خرجت (1) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمر رضي الله عنهما قعود (2)، فإذا غلام صغير يبكي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه: ضُمَّ الصَّبِيَّ إِلَيْكَ فَإِنَّهُ ضَالٌّ، فَضَمَّهُ عُمَرُ رضي الله عنه إِلَيْهِ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ قُعُودٌ، إِذَا (3) امْرَأَةٌ تُولول، أظنه وتقول (4): وا بنيّاه، وَتَبْكِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: نادوا (5) الْمَرْأَةَ فَإِنَّهَا أُمُّ الصَّبِيِّ (6)، وَهِيَ كَاشِفَةٌ عَنْ رَأْسِهَا لَيْسَ عَلَى رَأْسِهَا خِمَارٌ جَزَعًا عَلَى ابْنِهَا، فَجَاءَتْ حَتَّى قَبَضَتِ الصَّبِيَّ مِنْ حِجْرِ عمر رضي الله عنه، وهي تبكي، والصبي في حجرها فالتفتت، فلما رأت

(1) وفي (عم) و (سد): "فإذا" بدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(2)

وفي (سد): "قعودا" بالنصب.

(3)

وفي (عم) و (سد): "إذا" بدون ألف.

(4)

وفي (حس): "ويقول" بالياء التحتانية.

(5)

وفي (عم) و (سد): "ناد" بالإفراد.

(6)

وفي (عم): "على الصبي".

ص: 191

رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: واخزياه (7)، أَلَا أَرَى (8) رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ: أَتَرَوْنَ هَذِهِ رَحِيمَةً بِوَلَدِهَا؟ فقال أصحابه رضي الله عنهم: بلى (9) يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كفى بهذه رحمة (10) فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لله تعالى أرحم بالمؤمنين (11) من هذه بولدها.

(7) وفي (عم) و (سد): "واحرباه" بالحاء المهملة وهو تحريف.

(8)

وفي (سد): "لا أرى" بدون همزة الأستفهام.

(9)

سقطت لفظة: "بلى" من (سد).

(10)

وفي (عم): "الرحمة".

(11)

وفي (عم)، و (سد):"بالمؤمن" بالإفراد.

ص: 192

2825 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 44 أ) وقال: هذا الإسناد ضعيف؛ أبو الورقاء متروك.

والحديث في مسند عبد بن حميد (187)، (530).

ص: 192

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند موضوع لأنّ أبا الورقاء متهم.

وقد ورد معناه مختصرًا من حديث أنس رضي الله عنه، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بأناس من أصحابه، وصبي بين ظهراني الطريق، فلما رأت أمه الدواب خشيت على ابنها أن يوطأ فسعت والهةً فقالت: ابني ابني فاحتملت ابنها، فقال القوم: يا نبي الله ما كانت هذه لتلقي ابنها في النار. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لا، والله لا يلقي الله حبيبه في النار.

أخرجه الحاكم (4/ 177)، وأحمد في المسند (3/ 104) كلاهما من طريق حميد، عن أنس به. =

ص: 192

= وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي وهو كما قالا.

وفي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما "قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سبي فإذا امرأة من السبي تحلب ثديها تسقي، إذا وجدت صبيًا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته" فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: أترون هذه طارحة ولدها في النار؟ قلنا: لا، وهي تقدر أن لا تطرحه. فقال:(الله أرحم بعباده من هذه بولدها).

رواه البخاريُّ في صحيحه (الفتح 10/ 426: 5999) ومسلم في صحيحه في التوبة (4/ 2108: 2754).

ص: 193

2826 -

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ (1) بْنُ وَاقِدٍ، حدّثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكَرْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم-فِي سَفَرٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ فَرْخَ عُصْفُورٍ فَجَعَلَ الْعُصْفُورُ يَقَعُ عَلَى رِحَالِهِمْ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُرَدَّ عليه فرخه، ثم قال صلى الله عليه وسلم: لله أرحم بعبده من هذا العصفور بفرخه.

(1) كذا في جميع النسخ، ويحتمل) ن يكون عبد الرحيم.

ص: 194

2826 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (45/ 7 أ) وقال: ضعيف لضعف عبد الرحمن بن واقد. وفي مختصر الإتحاف 7/ 211: عبد الرحيم بن واقد وهو ضعيف.

ص: 194

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف لضعف عبد الرحمن بن واقد. لأنه سيّء الحفظ.

وللحديث شواهد كثيرة بمعناه يتقوى بها الحديث.

منها حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم-في سفر فانطلق لحاجته فرأينا حمّرة معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمّرة فجعلت تفرش، فجاء النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "مَنْ فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها

".

رواه الحاكم في المستدرك في الذبائح (4/ 239) وأبو داود في الجهاد، باب في كراهية حرق العدو بالنار (3/ 125)، ورواه هناد في الزهد، باب الرحمة (2/ 620: 1337) ثلاثتهم من طريق الشيباني عن الحسن بن سعد، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أبيه به واللفظ لأبي داود.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ووافقه الذهبي. وصححه أيضًا الألباني في الصحيحة (برقم 25).

ورواه أحمد في المسند (1/ 404) والبخاري في الأدب المفرد، باب أخذ =

ص: 194

= البيض من الحمرة (1/ 471: 382) كلاهما من طرق عن المسعودي، عن الحسن بن سعد به.

ومنها حديث عمر بن الخطّاب قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان في بعض مغازيه فبينما هم يسيرون إذا أخذوا فرخ طير فأقبل أحد أبويه حتى سقط في أيدي الذي أخذ الفرخ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ألا تعجبون لهذا الطير أخذ فرخه فأقبل حتى سقط في أيديهم والله، الله أرحم بخلقه من هذا الطير بفرخه.

قال الهيثمي في المجمع (10/ 386)، رواه البزّار من طريقين، ورجال أحدهما رجال الصحيح.

ومنها حديث عامر الرامي رضي الله عنه، فذكر الحديث بمعناه في وسط قصة طويلة وفي آخره "فوالذي بعثني بالحق، لله أرحم بعباده من أم الأفراخ بفراخها، ارجع بهن حتى تضعهن من حيث أخذتهن وأمهن معهن فرجع بهذا".

رواه أبو داود في أول كتاب الجنائز (3/ 469) وفي إسناده مجهول. قال ابن حجر في التقريب في ترجمة عامر الرامي: صحابي له حديث يروي بإسناد مجهول.

ويعني بذلك هذا الحديث.

ومنها حديث أبي الأزهر الذي سيأتي بعد حديث رواه الحارث عن طريق ابن لهيعة وهو ضعيف، ولكن حديثه صالح للجبر.

ص: 195

الحكم عليه:

الحديث بشواهده صحيح بدون شك وذلك أن بعض طرقه صحيحة لذاتها وبعضها حسنة وبعضها ضعيفة لكنها تنجبر.

ص: 195

2827 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عمر (1) بن أبان، حدّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ محمَّد عَنْ محمَّد بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سنان (2) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَضَعُ اللَّهُ رحمته إِلَّا عَلَى رَحِيمٍ" قَالُوا. يَا رَسُولَ اللَّهِ كُلُّنَا يَرْحَمُ، قَالَ: لَيْسَ بِرَحْمَةِ أَحَدِكُمْ خَاصَّةً حتى يرحم الناس كافة (3).

(1) وفي (عم): "عمرو".

(2)

وفي (عم)، و (سد):"سنان بن سعد".

(3)

وفي (عم): "كلهم" بدل "كافة".

_________

ص: 196

2827 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ ق 6 ب).

وأورده الهيثمي في المجمع (8/ 190)، وعزاه إلى أبي يعلى، وقال: رجاله وثقوا إلّا أن ابن إسحاق مدلس.

ورواه هناد في الزهد (2/ 616)، باب الرحمة (1325)، قال: حدّثنا عبدة عن محمَّد بن إسحاق به بنحوه.

ورواه الطبراني في مكارم الأخلاق فصل الرحمة (ص 55: 40) من طريق أحمد بن خالد الوهبي، ثنا محمَّد بن إسحاق به بنحوه.

ورواه البيهقي في الشعب، باب رحمة الصغير وتوقير الكبير (7/ 479: 11060) مِنْ طَرِيقِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ محمَّد بن إسحاق به بلفظه.

ص: 196

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف، فيه عنعنة محمَّد بن إسحاق وهو كثير التدليس عن الضعفاء والمجاهيل.

وله طريق آخر عن أنس رواه البيهقي في الشعب (7/ 479)، باب رحمة الصغير، (ح 11059)، ورواه أيضًا في الأدب (ص 52: 44) من طريق محمَّد بن =

ص: 196

= سليمان المصيصي "لوين"، حدّثنا عبد المؤمن السدوسي عن الخشن السدوسي، عن أنس بن مالك بلفظ "لا يدخل الجنة منكم إلّا رحيم"، قالوا: يا رسول الله كلنا رحيم، قال:"ليس رحمة أحدكم نفسه وأهل بيته، حتى يرحم الناس" فيه الخشن السدوس لم أجد له ترجمة.

وللحديث شواهد، منها:

- حديث أبي موسى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فذكر حديثًا، ثم قال:"والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تراحموا"، قالوا: كلنا رحيم، قال:"إنه ليس رحمة أحدكم أصحابه، ولكنها رحمة عامة العامة".

رواه النسائيُّ في الكبرى كما في الإتحاف (4/ ق 6) من طريق الليث بن سعد، عن ابن الهادي، عن الوليد بن هشام، عن الحسن البصري، عن أبي موسى الأشعري.

ورواه ابن أبي عمر كما في الإتحاف (4/ 6) عن الدراوردي، عن ابن الهادي.

ورواه الطبراني كما في المجمع (8/ 189) وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.

- ومنها حديث أبي صالح الحنفي، رواه أحمد في الزهد (ص 544: 2338) عن أبي معاوية، حدّثنا الأعمش عن أبي راشد، عن أبي صالح الحنفي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

فذكره بمعناه.

قلت: هذا حديث مرسل لأنّ أبا صالح الحنفي تابعي وليس بصحابي، ورجاله ثقات. ومنها حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم "لن يلج الجنة إلّا رحيم" فقال بعض أصحابه: كلنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والباقي نحوه رواه ابن الجوزي في الحدائق (3/ 104) من طريق يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة.

قلت: يحيي بن عبيد الله متروك.

ص: 197

الحكم عليه:

الحديث بهذه الشواهد حسن لغيره.

ص: 197

2828 -

وقال الحارث: حدّثنا بشر بن عمر (1)، حدّثنا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أبي الأزهر قال: إن رجلًا مرّ بفرخي طير على النبي صلى الله عليه وسلم وَأَبُوهُمَا يَحُومُ عَلَيْهِمَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أخذت هذين الفرخين وأبوهما يحوم عليهما أَلَا تَرَكْتَ لَهُ أَحَدَهُمَا فَتَقَرَّ بِهِ عَيْنُهُ.

(1) وفي (حس): "عمرو".

ص: 198

2828 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ 7 أ).

وهو في بغية الباحث (ص 1114: 905).

ص: 198

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف لضعف عبد الله بن لهيعة.

ولكن للحديث شواهد كثيرة من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، وحديث عامر الرامي وحديث رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم.

وكل هذه الأحاديث سبق تخريجها قبل حديث عند تخريج حديث أبي عمر والشيباني عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

وذكرت هناك أن الحديث صحيح بشواهده، وعلى هذا فالحديث حسن لغيره.

وبمجموع الأحاديث فالمتن صحيح لغيره.

ص: 198

2829 -

حدّثنا عبد الرحيم بن واقد، حدّثنا عبد الغفور بن عبد العزيز، (ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ) (1) عَنْ أبيه رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ تعالى ليرحم عبده المؤمن يوم القيام برحمته العصفور".

(1) ما بين القوسين زيادة من بغية الباحث.

_________

ص: 199

2829 -

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف جدًا وفيه ثلاث علل.

الأولى: عبد الرحيم وهو ضعيف.

والثانية: عبد الغفور بن عبد العزيز وهو ضعيف جدًا حتى قال ابن حبّان: كان ممن يضع الحديث على الثقات.

والثالثة: أبو عبد الغفور لم أجد من ذكره بجرح أو تعديل.

وقد ورد بسند صحيح موقوفًا على مطرف بن عبد الله بن الشخير.

أخرجه وكيع في الزهد (3/ 808: 497)، قال: حدّثنا قرة بن خالد عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ أبي العلاء، عن أخيه مطرف قال: إن الله يرحم برحمة العصفور وزاد: قال: وأصاب مطرف حمرة فأرسلها قال: أتصدق بك اليوم على فراخك.

وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (8/ 340: 5414) عن طريق وكيع به بلفظه بدون الزيادة.

وأخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 210) عن طريق بكر بن بكار، قال ثنا قرة بن خالد به بلفظ وكيع مع الزيادة.

ملحوظة: وفي الحلية -المطبوع- "قرة عن خالد" وهذا تحريف، بل هو قرة بن خالد.

وهذا المقطوع صحيح ورواته كلهم ثقات.

ص: 199