المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌4 - باب تعريف الإسلام والإيمان - المطالب العالية محققا - جـ ١٢

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌60 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ تَتَبُّعِ الْعَوْرَاتِ

- ‌61 - بَابُ النَّهْيِّ عَنْ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ وَالْمُفَاخَرَةِ وَالتَّعْيِيرِ بِالْآبَاءِ

- ‌62 - بَابُ ذَمِّ الْحَسَدِ

- ‌64 - بَابُ إِكْرَامِ الْجَارِ

- ‌65 - بَابُ الْأَمْرِ بِالتَّوَدُّدِ إِلَى الإِخوان

- ‌66 - بَابُ مُخَالَطَةِ النَّاسِ

- ‌67 - بَابٌ خَيْرُ الْأُمُورِ الْوَسَطُ

- ‌68 - باب الحب والإِخاء

- ‌69 - بَابُ اسْتِخْدَامِ الْأَحْرَارِ وَلَا يُعَدُّ ذَلِكَ مِنَ الكبر

- ‌70 - بَابُ الْمُنَافَسَةِ فِي خِدْمَةِ الْكَبِيرِ

- ‌71 - باب الترهيب في تَرْكِ الِاخْتِتَانِ

- ‌72 - باب العقل وفضله

- ‌73 - باب كراهية الجلوس في البيت

- ‌74 - بَابُ إِبَاحَةِ التَّسَمِّي بِأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ وَمَا جَاءَ فِي كَرَاهِيَةِ ذَلِكَ

- ‌75 - بَابُ كَرَاهِيَةِ التَّسَمِّي بِأَسْمَاءِ الْجَبَابِرَةِ وَتَغْيِيرِ الِاسْمِ إِلَى مَا هُوَ أَحْسَنُ مِنْهُ

- ‌76 - باب أحب الأسماء إلى الله تعالى

- ‌77 - بَابُ الْكِنَايَةِ عَنِ السُّؤَالِ عَنِ الْحَاجَةِ قُضِيَتْ أم لا

- ‌78 - بَابُ الْمُدَارَاةِ

- ‌79 - بَابُ الْأَدَبِ فِي الْجُلُوسِ وَالنَّوْمِ

- ‌80 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ النَّوْمِ عَلَى سَطْحٍ لَيْسَ له تحظير

- ‌81 - باب الأناة والرفق

- ‌82 - باب مثل الجليس الصالح

- ‌83 - باب إنصاف الرقيق وما يقتنى منه ومن الحيوانات

- ‌84 - بَابُ مَسْحِ رَأْسِ الصَّغِيرِ وَالصَّغِيرَةِ وَرَحْمَةِ الْيَتِيمِ

- ‌85 - باب سعة رحمة الله تعالى والترغيب في الرحمة

- ‌86 - بَابُ الإِحسان إِلَى الرَّقِيقِ

- ‌87 - باب آداب الرسل

- ‌88 - بَابُ إِكْرَامِ الْكَبِيرِ

- ‌89 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ إِكْرَامِ الْمُشْرِكِينَ

- ‌90 - باب الرخصة في إكرام أكابرهم

- ‌91 - بَابُ إِكْرَامِ الزَّائِرِ

- ‌92 - باب المزاح

- ‌93 - بَابُ صِفَةِ قَلْبِ ابْنِ آدَمَ

- ‌94 - بَابُ حُبِّ الْوَلَدِ

- ‌95 - باب الرُّؤْيَا

- ‌31 - كتاب الإيمان والتوحيد

- ‌1 - باب تحريم دم مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ

- ‌2 - بَابُ فَضْلِهَا

- ‌3 - بَابُ الإِسلام شَرْطٌ فِي قَبُولِ الْعَمَلِ

- ‌4 - باب تعريف الإِسلام والإِيمان

- ‌5 - باب ما يعطاه المؤمن بعد موته

- ‌6 - بَابُ الْحَبِّ فِي اللَّهِ مِنَ الإِيمان

- ‌7 - باب الزجر عن كل مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ

- ‌8 - بَابُ الْخِصَالِ الَّتِي تُدخل الْجَنَّةَ وَتَحْقُنُ الدَّمَ

- ‌9 - باب

- ‌10 - بَابُ إِثْبَاتِ الإِيمان لِمَنْ شَهِدَ الشَّهَادَتَيْنِ وَعَمِلَ صالحًا

- ‌11 - بَابُ بَقَاءِ الإِيمان إِذَا أُكْرِهَ صَاحِبُهُ عَلَى الكفر

- ‌12 - بَابُ خِصَالِ الإِيمان

- ‌13 - باب الدين يسر

- ‌14 - باب الحدود كفارات

- ‌15 - باب مثل المؤمن

- ‌16 - باب علامات الإِيمان

- ‌17 - بَابُ فَضْلِ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْغَيْبِ

- ‌18 - بَابُ كَثْرَةِ أَهْلِ الإِسلام

- ‌19 - باب تفسير الكبائر

- ‌20 - بَابٌ

- ‌21 - باب البيان بأن أصل الأشياء على الإِباحة

- ‌22 - بَابُ أُصُولِ الدِّينِ

- ‌23 - بَابُ الْمِلَّةِ مِلَّةِ محمَّد صلى الله عليه وسلم

- ‌24 - بَابُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْعَمَلَ مِنَ الإِيمان

- ‌25 - بَابُ الِاعْتِبَارِ بِالْخَاتِمَةِ

- ‌26 - بَابُ الْقَدَرِ

- ‌27 - بَابُ الْأَطْفَالِ

- ‌28 - بَابُ افْتِرَاقِ الْأُمَّةِ

- ‌29 - بَابُ التَّحْذِيرِ مِنَ الْبِدَعِ

- ‌30 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ مَقْعَدِ الْخَوَارِجِ وَالْمَارِقِينِ

- ‌31 - بَابُ الرَّفْضِ

- ‌32 - بَابُ تَرْكِ تَكْفِيرِ أَهْلَ الْقِبْلَةِ

- ‌33 - بَابُ الْوَسْوَسَةِ

- ‌34 - بَابُ كَرَاهِيَةَ التَّزْكِيَةِ

- ‌35 - بَابُ تَكْذِيبِ مَنْ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ فِي الدُّنْيَا

- ‌36 - بَابُ الْعَفْوِ عَمَّا دُونَ الشِّرْكِ

- ‌37 - بَابُ عَظَمَةِ اللَّهِ وَصِفَاتِهِ

- ‌38 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي عِصْيَانِ الْوَسْوَاسِ فِي أُمُورِ الطَّاعَةِ

- ‌32 - كِتَابُ الْعِلْمِ

- ‌1 - بَابُ فَضْلِ الْعَالِمِ

- ‌2 - بَابُ عِصْمَةِ الإِجماع مِنَ الضَّلَالَةِ

- ‌3 - بَابُ طَلَبِ الإِسناد

- ‌4 - بَابُ الْأَخْذِ بِاخْتِلَافِ الصَّحَابَةِ

- ‌5 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ السُّؤَالِ عَمَّا لَمْ يَقَعْ

- ‌6 - بَابُ الإِيجاز فِي الْفَتْوَى

- ‌8 - بَابُ الْإِذْنِ فِي الْكِتَابَةِ

- ‌9 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي التَّصْدِيقِ بِمَا جَاءَ عَنِ الله تبارك وتعالى

- ‌11 - بَابُ السَّمْتِ الْحَسَنِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى

- ‌12 - بَابُ الِاسْتِذْكَارِ بِالشَّيْءِ

- ‌13 - بَابُ تَتْرِيبِ الْكِتَابِ

- ‌14 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ كِتْمَانِ الْعِلْمِ

- ‌15 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الإِخلاص فِي الْعِلْمِ

- ‌16 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى تَبْلِيغِ الْعِلْمِ

- ‌17 - باب كراهية الدعوى في العلم

- ‌18 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الْكَذِبِ وَالْخُلْفِ

- ‌19 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنَ الْكَذِبِ وَالتَّلْقِينِ

- ‌20 - بَابُ أَدَبِ الْمُحَدِّثِ

- ‌21 - بَابُ أَدَبِ الطَّالِبِ

- ‌22 - بَابُ الْوَرَعِ فِي الْفَتْوَى

- ‌23 - بَابُ الْعَمَلِ بِالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ

- ‌24 - بَابُ التَّثَبُّتِ فِي الْحَدِيثِ

- ‌25 - باب المذاكرة

- ‌26 - بَابُ ذَمِّ الْفَتْوَى بِالرَّأْيِ

- ‌27 - باب الرواية بالمعنى

- ‌28 - باب سعة العلم

- ‌29 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى نَشْرِ الْعِلْمِ

- ‌30 - باب معاني الحروف

- ‌31 - باب تصديق القرآن للسنة

- ‌32 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْأَخْذِ بِالسُّنَّةِ

- ‌33 - باب الرحلة في طلب العلم

- ‌34 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ وَالْحَثِّ عَلَيْهِ

- ‌35 - بَابُ تَبْيِينِ الْحَدِيثِ مُجْمَلَاتِ الْقُرْآنِ

- ‌36 - بَابُ اشْتِمَالِ الْقُرْآنِ عَلَى جَمِيعِ الْأَحْكَامِ إِجْمَالًا وتفصيلًا

- ‌37 - باب الترهيب من الكذب

الفصل: ‌4 - باب تعريف الإسلام والإيمان

‌4 - باب تعريف الإِسلام والإِيمان

2874 -

[1] قال مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ (1)، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ (2) عَنْ أَبِي قِلَابَةَ (3)، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أهل الشام، عن أبيه رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أسلم تسلم قال: يا رسول الله وما الإِسلام؟ قال صلى الله عليه وسلم: أن تُسلِّم قلبك لله تبارك وتعالى ويَسلَمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِكَ وَيَدِكَ قَالَ: فَأَيُّ الإِسلام أَفْضَلُ؟ قَالَ: الإِيمان، قَالَ: وَمَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَبِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، قَالَ: أَيُّ الإِيمان أَفْضَلُ؟ قَالَ: الْهِجْرَةُ قَالَ: وَمَا الْهِجْرَةُ؟ قَالَ: أَنْ تَهْجُرَ الْمَآثِمَ (4) قَالَ: فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: الْجِهَادُ، قَالَ: وَمَا الْجِهَادُ؟ قَالَ: أَنْ تُجَاهِدَ الْكُفَّارَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ ثُمَّ لَا تَغُلُّ، وَلَا تَجْبُنُ، ثُمَّ عَمَلَانِ هما من أفضل الأعمال، إلّا كمثلهما حجة مبرورة أو عمرة.

[2]

وقال أحمد بن منيع: حدّثنا إِسْمَاعِيلُ فَذَكَرَهُ إِلَى قَوْلِهِ مِنْ "لِسَانِكَ وَيَدِكَ".

[3]

وقال الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إسحاق حدّثنا سفيان الثوري عن أيوب به إلى قوله:"ثم لا تغل، ولا تجبن".

(1) هو ابن أمية بن عمر الأموي.

(2)

ابن موسى بن عمرو المكي.

(3)

عبد الله بن زيد.

(4)

وفي (عم سد): "الماء" وهو خطأ بدون شك.

ص: 294

[4]

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مِهْرَانَ السباك، حدّثنا عبد الوارث، عن أيوب بتمامه وزاد "البعث بعد الموت والجنة والنار".

ص: 295

2874 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 22/ ب).

وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان (1/ 114: 22)، عن طريق أبي صالح عن الفزاري، عن سفيان، عن أبي قلابة به بنحوه وقال: إلّا من عمل عملًا بمثلهما وقال بأصبعيه هكذا السبابة والوسطى.

وأخرجه ابن عبد البر في التمهيد (9/ 246)، من طريق حجاج بن منهال حدّثنا حماد بن سلم عن أيوب به بنحوه.

ورواه أيضًا في التمهيد (9/ / 247)، من طريق حماد بن زيد، عن أيوب به بلفظ حماد بن سلمة.

ص: 295

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف من أجل الرجلين المبهمين وهما شيخ أبي قلابة وأبوه.

وله طريق آخر عن أبي قلابة، عن عمرو بن عبسة قال: قال رجل يا رسول الله ما الإِسلام قال أن يسلم قلبك لله عز وجل، وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك الحديث بطوله بنحوه.

رواه عبد الرزاق في مصنفه (11/ 127: 20107)، عن معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن عمرو بن عبسة.

وعنه أحمد في المسند (4/ 114). =

ص: 295

= قلت: هذا الحديث على شرط الشيخين، إن كان أبو قلابة قد سمع من عمرو بن عبسة لأنه مدلس وهو ممن احتمل تدليسه، لكن في هذه الرواية بالذات، في النفس منها شيء لأنّ أبا قلابة جعل الواسطة بينه وبين النبي رجلين مبهمين عند مسدّد وعند عبد الرزاق جعل الواسطة رجلًا واحدًا.

ويشهد أيضًا لمعظم فقراته الحديث الذي يأتي بعده.

ومعظم فقرات الحديث قد صحت من أحاديث أخرى.

الفقرة الأولى وهي قوله: "أن يسلم المسلمون من لسانك ويدك" فهي في صحيح البخاريُّ من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" أخرجه البخاريُّ في الإيمان (1/ 53)، باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده برقم (10).

ومسلم في الإيمان (1/ 65)، باب تفاضل الإِسلام برقم (40) عن ابن عمرو وأبو داود في الجهاد باب في الهجرة هل انقطعت (3/ 49: 2481)، من طريق عامر عن ابن عمرو بن بلفظه.

والترمذي في صفة القيامة (4/ 661)، من حديث أبي موسى رضي الله عنه قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أي المسلمين أَفْضَلُ؟ قَالَ: مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ ويده. الحديث.

ورواه النسائيُّ في الإيمان (8/ 104)، من حديث أبي هريرة بلفظ المسلم من سلم الناس من لسانه ويده".

أما قوله: "الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله" فهذه الفقرة وردت في وسط حديث عمر بن الخطّاب الطويل في قصة جبريل مع النبي صلى الله عليه وسلم أخرجه مسلم في الإيمان (1/ 37)، وأبو داود في السنة (5/ 72)، والترمذي (5/ 7: 2610)، ابن ماجه في المقدمة (1/ 24). =

ص: 296

= وأما قوله: "وبالبعث من بعد الموت" أخرجه ابن حبّان كما في الموارد ص 16:35).

أما قوله: "الهجرة أن تهجر المأثم، فيأتي تخريجه في الحديث الذي بعد هذا".

أما الفقرة الأخيرة من الحديث لم أجد ما يشهد لها.

وعلى كل حال فالحديث بتمامه في إسناد أحمد صحيح إن شاء الله لأنّ أبا قلابة محتمل تدليسه عمومًا وقد جعله الحافظ في المرتبة الثانية، وأيضًا غالب فقراته وردت في أحاديث صحاح كما سبق.

ص: 297

2875 -

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، حدّثنا زائدة (1)، عن هشام (2)، عن الحسن، عن جابر رضي الله عنه قَالَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَيُّ الإِسلام أَفْضَلُ؟ قَالَ-صلى الله عليه وسلم: مَنْ سلم المسلمون من لسانه ويده. قيل: فأيّ الإِيمان أفضل؟ فقال صلى الله عليه وسلم: الصبر والسماحة. قيل: فأيّ المؤمنين أكثر إيمانًا؟ قال-صلى الله عليه وسلم: أحسنهم خلقًا. قيل: فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم من نَحَر جَواده وأهريق دمه. قيل: فأيّ الصلاة أفضل؟ قال صلى الله عليه وسلم: طول القنوت. قيل: فأيّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: جَهْدُ الْمُقِلِّ. قِيلَ فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: أَنْ تَهْجُرَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْكَ. أَخْرَجُوهُ مختصرًا.

(1) هو ابن قدامة الثقفي.

(2)

هو ابن حسان الأزدي.

_________

ص: 298

2875 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 22/ ب).

وأخرجه أحمد في مسنده (3/ 391)، عن النصر بن إسماعيل أبو المغيرة، ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جابر بنحوه وفيه تقديم بعض فقراته على بعضها وليس فيه "الصبر والسّماحة" ولا قوله:"أي الصدقة أفضل" مع زيادة في آخره.

ص: 298

الحكم عليه:

الحديث له طريقان، الأولى طريق هشام بن حسان عن الحسن، عن جابر وهذه هي التي أخرجها مسدّد، ورجال هذا الطريق كلهم ثقات لولا عنعنة الحسن البصري وهو مدلس إلّا أن الحافظ جعله في المرتبة الثانية.

والطريق الثانية وهي طريق أبي الزبير ضعيفة، فيه النصر بن إسماعيل وهو ضعيف، ويشهد لمعظم فقراته الحديث الذي قبله.

وقد أخرجوه مختصرًا كما أشار إلى ذلك ابن حجر رحمه الله هنا.

فرواه مسلم في صحيحه في صلاة المسافرين باب أفضل الصلاة طول القنوت =

ص: 298

= والترمذي في الصلاة باب ما جاء في طول القيام في الصلاة (2/ 229: 387).

وابن ماجه في سننه في الإقامة (1/ 456: 1421)، وأحمد في المسند (302/ 3)، أربعتهم من طريق أبي سفيان عن جابر رضي الله عنه قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أي الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت.

وعند أحمد زيادة "أي الجهاد أفضل" قال: من عقر جواده وأهريق دمه.

وللحديث شاهد من حديث عبد الله بن حبش الخثعمي إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ أي الأعمال أفضل، قال: إيمان لا شك، وجهاد لا غلول فيه، وحجة مبرورة، قيل فأي الصلاة أفضل، قال: طول القنوت، قيل: فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ، قَالَ: جَهْدُ الْمُقِلِّ، قِيلَ فأي الهجرة أفضل، قال: من هجر ما حرم الله عز وجل، وقيل: فأي الجهاد أفضل قال: من جاهد المشركين بماله ونفسه، قيل: فأي القتل أشرف، قال: من أهريق دمه وعقر جواده.

رواه أحمد في المسند (3/ 411)، وعنه أبو داود في سننه كتاب الصلاة (2/ 146: 1449)، قال ثنا ابن جريج، حدثني عثمان بن أبي سليمان، عن علي الأزدي، عن عبيد بن عمير، عن عبد الله بن حبش الجثعمي.

ورواه النسائيُّ في الزكاة (6/ 58: 2526)، عن طريق ابن جريج بلفظه.

ورواه الدارمي في سننه في كتاب الصلاة باب أي الصلاة أفضل (1/ 271)، عن طريق ابن جريج به بلفظه.

قلت: وحديث عبد الله بن حبش حسن، ورجاله كلهم ثقات غير علي بن عبد الله الأزدي وهو صدوق ربما أخطأ.

وعلى هذا فالحديث بجميع طرقه وشواهده حسن على أقل الأحوال إلّا قوله "الصبر والسماحة" لأنها لم ترد في الشاهد ولكن هذه الفقرة ستأتي في الحديث الذي بعده وهو حسن، وأيضًا قوله:"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" فهي أيضًا لم ترد في الشاهد ولكنها في الصحيحين وغيرهما.

ص: 299

2876 -

وقال أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ جَنَّادٍ الْحَلَبِيُّ، حدّثنا يُوسُفُ بْنُ محمَّد بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: سُئل رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن الإيمان قال: الصبر والسماحة.

ص: 300

2876 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 23 أ).

وهو في مسند أبي يعلى (3/ 380: 1854) بسنده ومتنه.

وعن أبي يعلى أخرجه ابن أبي الدنيا في الصبر (2/ 43).

وعن أبي يعلى ابن حبّان في المجروحين (3/ 136)، وعلل به يوسف بن محمَّد بن المنكدر وقال: يروي عن أبيه ما ليس من حديثه من المناكير التي لا يشك عوام أصحاب الحديث أنها مقلوبة.

وعن أبي يعلى أيضًا أخرجه ابن عديّ في الكامل في ترجمة يوسف بن محمَّد بن المنكدر (7/ 155).

ص: 300

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف فيه يوسف بن محمَّد وهو ضعيف، ولكن تابعه زائدة عن الحسن، عن جابر عند ابن أبي شيبة في مصنفه (11/ 33: 10442)، قال: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ الحسن، عن جابر أنه قال: قيل: يا رسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال: "الصبر والسماحة" الحديث.

وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات إلّا أن فيه الحسن البصري، وهو مدلس وقد تقدم تخريجه في الحديث الذي قبله في وسط حديث مطول.

وله شاهد آخر من حديث عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله فذكر الحديث وفيه قلت: "وما الإيمان؟ قال: الصبر والسماحة".

أخرجه أحمد في مسنده (4/ 385)، من طريق شهر بن حوشب، وهو ضعيف.

وله شاهد آخر: أخرجه البخاريُّ في التاريخ الكبير (5/ 25)، عن العلاء العطار حدّثنا سويد أبو حاتم، عن عبد الله بن عمير، عن أبيه، عن جده قال: بينا أنا عند =

ص: 300

= النبي صلى الله عليه وسلم سئل ما الإيمان قال: "الصبر والسماحة".

والحديث بمجموع طرقه حسن لغيره، ومن ضعف الحديث فعلى طريق التي فيها يوسف بن محمَّد بن المنكدر، أما الطريق الثانية التي عند أبي بكر بن أبي شيبة فهي صحيحة.

وأخرج أيضًا عن أبي بكر الحلبي عن عبد الله بن عبيد الله به.

ص: 301

2877 -

حدّثنا أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الحُباب عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَسْعَدَةَ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: الإِسلام عَلَانِيَةٌ، والإِيمان في القلب ثم يشير بيده إلى صدره، التقوى ها هنا، التقوى ها هنا.

ص: 302

2877 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 23 أ).

وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 57) وعزاه إلى أحمد وأبي يعلى والبزار باختصار وقال: رجاله رجال الصحيح ما خلا علي بن مسعدة، وثقه بعضهم وضعفه آخرون.

والحديث في مصنف أبي بكر بن أبي شيبة (11/ 11) في الإيمان والرؤيا باب ما قالوا في صفة الإِيمان برقم (10368).

ومن أبي بكر بن أبي شيبة أخرجه أبو يعلى في المسند (5/ 301: 2923) بسنده ومتنه.

وعن طريقه أيضًا أخرجه ابن جان في المجروحين (2/ 111)، في ترجمة علي بن مسعدة.

وأخرجه ابن عديّ في الكامل (5/ 207) في ترجمة علي بن مسعدة، عن طريق زيد بن الحباب به بلفظه إلّا أنه لم يكرر قوله:"التقوى ها هنا".

وأخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 250) في ترجمة علي بن مسعدة، عن طريق علي بن مسعدة بلفظه إلّا أن فيه تقديمًا وتأخيرًا.

وأخرجه البزّار كما في كشف الأستار (1/ 19)، من طريقين عن علي بن مسعدة بلفظ "الإِيمان في القلب والإِسلام ما ظهر. قال علانية وقال البزّار: تفرد به علي بن مسعدة.

ص: 302

الحكم عليه:

طرق الحديث مدارها على عليّ بن مسعدة، تفرد به وهو صدوق له أوهام. =

ص: 302

= وهذا الحديث من أوهامه كما ذكره ابن عديّ والعقيلي والذهبي في الميزان، وقال ابن حبّان: كان ممن يخطئ وينفرد بما لا يتابع عليه فاستحق الترك بما لا يوافق الثقات من الأخبار.

الشطر الأخير من الحديث وهو قوله "ثم يشير بيده إلى صدره التقوى ها هنا التقوى ها هنا"، له شاهد صحيح من حديث أبي هريرة مرفوعًا: لا تحاسدوا فذكر الحديث ومنه "التقوى ها هنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات".

رواه مسلم في البر والصلة (4/ 1986: 2564)، والترمذي في البر والصلة (4/ 325: 1927)، وأحمد في المسند (2/ 277) ثلاثتهم من حديث أبي هريرة واللفظ لمسلم.

وعلى هذا فالشطر الأخير من الحديث حسن لغيره، والله أعلم.

ص: 303

2878 -

وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ (1) عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ

عُبَيْدِ بن عمر قال (2) سمعته (3) يقول: الإِيمان هبوب (4).

(1) هو ابن عيينة الهلالي.

(2)

وفي (عم) و (سد) ليس فيهما: "قال" وفي الإيمان عن عبيد قال: الإيمان هبوب، وهو المناسب.

(3)

وفي (عم) و (سد): "سمعه".

(4)

هبوب أي يهاب أهله فعول بمعنى مفعول، فالناس يهابون أهل الإيمان لأنهم يهابون الله ويخافونه وقيل هو فعول بمعنى فاعل أي أن المؤمن يهاب الذنوب فيتقيها: هاب الشيء يهابه، إذا خافه، وإذا وقره وعظمه (النهاية 5/ 285).

ص: 304

2878 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 34 أ).

ورواه ابن أبي شيبة في كتاب الإيمان (ص 6: 11) عن سفيان به بلفظه.

ص: 304

الحكم عليه:

الأثر صحيح عن عبيد بن عمير، ورجاله رجال الشيخين.

ص: 304