الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
33 - بَابُ الْوَسْوَسَةِ
3002 -
قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ محمَّد الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ (1): يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بالحق إنه ليعترض فِي صَدْرِي الشَّيْءُ، وَوَدِدْتُ أَنْ أَكُونَ حُمَمًا (2) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي قد يئس الشَّيْطَانَ أَنْ يُعْبَدُ بِأَرْضِكُمْ هَذِهِ مَرَّةً أُخْرَى، وَلَكِنَّهُ قَدْ رَضِيَ بِالْمُحَقَّرَاتِ مِنْ أَعْمَالِكُمْ.
قُلْتُ: رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ والنسائيُّ مِنْ حَدِيثِ ذَرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: إِنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ بَعْضَهُ. وَزَادَ "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رد كيده إلى الوسوسة"(3).
والأول منقطع.
(1) وفي (عم) و (سد): "أنه قال".
(2)
الحمم: الفحم واحدتها حممة (غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 120 وانظر النهاية 1/ 444).
(3)
وسقطت هذه اللفظة من نسخة (سد).
3002 -
تخريجه:
حديث الباب ذكره البوصري في الإتحاف (1/ ق 28 أ) ونقل تعليق الحافظ ابن حجر على الحديث، ولم أجد حديث أبي بن كعب إلّا من هذا الطريق وهو كما قال ابن حجر هنا منقطع. =
= وخالف محمَّد بن عمرو أبو نعيم فرواه عن عمر بن ذر، عن أبيه، عن معاذ بن جبل أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 172: 367) قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا عمر بن ذر قال: سمعت أبي يذكر عن معاذ بن جبل قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنَّهُ ليعترض في صدري .. الحديث بلفظه.
وهذا الحديث كالأول منقطع لأنه كما قال الهيثمي في المجمع (1/ 39) ذر بن عبد الله لم يدرك معاذًا.
وقد رواه داود والنسائيُّ من حديث ذر بن عبد الله عن عبد الله ابن شَدَّادٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، كما أشار إليه الحافظ ابن حجر هنا.
رواه أبو داود في الأدب باب في رد الوسوسة (5/ 236: 5112) ورواه النسائيُّ في عمل اليوم (ص 207: 673) كلاهما من طريق منصور، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يا رسول الله إن أحدنا يجد في نفسه يعرض بالشيء لأنّ يكون حممة أحب إليه من أن يتكلم به، فقال: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي ردَّ كَيْدَهُ إِلَى الْوَسْوَسَةِ. واللفظ لأبي داود.
ورواه أحمد في المسند (1/ 235) عن منصور، به بنحو روايتهما.
الحكم عليه:
وحديث ابن عباس حديث صحيح وقال الألباني في ظلال الجنة برقم (658) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد رواه أيضًا ابن أبي عاصم في السنة (ص 296: 658) عن طريق حماد عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما.
والخلاصة أن الحديث صحيح عن ابن عباس دون غيره من أبيّ بن كعب ومعاذ بن جبل، والله أعلم.
3003 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ (1) قَالَ: سَمِعْتُ لَيْثًا (2) يُحَدِّثُ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا قَالَ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها: إِنَّ أَحَدَنَا يحدِّث نَفْسَهُ بِشَيْءٍ (3) لَوْ تَكَلَّمَ بِهِ ذَهَبَتْ آخِرَتُهُ وَلَوْ ظَهَرَ عَلَيْهِ لقُتل، قَالَ: فكبَّرتْ رضي الله عنها ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَتْ: سُئِلَ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَكَبَّرَ ثَلَاثًا ثم قال: إنما يختبر المؤمن.
(1) هو ابن سليمان بن طرخان.
(2)
هو ابن أبي ليث.
(3)
سقطت لفظة: "شيء" من نسخة (مح).
3003 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 28 أ).
وهو في مسند أبي يعلى (4/ 344: 4630) بسنده ومتنه.
وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 38) وعزاه إلى أحمد وأبي يعلى. ولفظ أحمد يختلف عن لفظ أبي يعلى.
ورواه البخاريُّ في الأدب المفرد (ص 263: 1321) عن جرير، عن ليث، به وقال:"فإنه لن يحسّ ذلك إلّا مؤمن".
ورواه أحمد (6/ 106) قال: حدّثنا مؤمل ثنا حماد، عن ثابت، عن شهر بن حوشب، عن (خاله)، عن عائشة ولفظه، قالت: شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يجدون من الوسوسة، وقالوا: يا رسول الله إنا لنجد شيئًا لو أن أحدنا خرَّ من السَّماء كان أحب إليه من أن يتكلم به فقال النبي صلى الله عليه وسلم ذاك محض الإيمان.
الحكم عليه:
الحديث بهذا السند ضعيف وفيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف وشهر بن حوشب أيضًا ضعيف، ولكن تابع ليثًا ثابتُ البناني عند أحمد، ولكن في مسند أحمد: شهر بن حوشب، عن خاله. وأظن أن هذا خطا مطبعي وأن الأصل عن شهر وخاله =
= كما في الأدب المفرد للبخاري.
وعلى أي حال فالحديث ضعيف من أجل شهر بن حوشب. وحديثه قابل للانجبار.
وللحديث شواهد صحيحة، بمعناه منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
قال: جاء أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله إنا نجد الشيء في أنفسنا ليتعاظم عند أحدنا أن نتكلم به قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم قال: ذلك صريح الإيمان.
أخرجه مسلم في الإيمان باب بيان الوسوسة (1/ 119: 132) وأبو داود في الأدب باب في رد الوسوسة (5/ 336: 5111) كلاهما من طريق زهير، حدّثنا سهيل عن أبيه، عن أبي هريرة.
ورواه ابن أبي عاصم في السنة باب في الوسوسة (ص 295: 654) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة.
ومنها حديث عبد الله بن مسعود وأنس بن مالك وغيرهما في معنى هذا الحديث.
3004 -
وَقَالَ الْحَارِثُ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا صَالِحٌ هُوَ الْمُرِّيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى رضي الله عنه. قَالَ: أَنَّ رَجُلًا قَامَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ (1) فِي صَدْرِي شَيْئًا لَوْ أَبْدَيْتُهُ لَهَلَكْتُ. أَفَهَالِكٌ أَنَا؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: لَا، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تكلم أو تعمل.
(1) لفظ: "إن" ليست في (عم) و (سد).
3004 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 27 ب).
وهو في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص 27: 19).
الحكم عليه:
الحديث بهذا السند ضعيف جدًا، وفيه علتان: الأولى: صالح المري، وهو ضعيف جدًا، والثانية: الإرسال.
ولكن الحديث ورد موصولًا مرفوعًا عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَبِي أَوْفَى، عَنْ أَبِي هريرة دون الشطر الأوّل المتضمن للسؤال.
رواه البخاريُّ في النكاح باب الطلاق في الإِغلاق (9/ 388: 5269) ومسلم في صحيحه في الإيمان باب تجاوز الله عن حديث النفس (1/ 116: 127) وأبو داود في الطلاق باب في الوسوسة بالطلاق (2/ 657: 2209) والترمذي في الطلاق باب ما جاء فيمن يحدث نفسه بطلاق امرأته (3/ 480: 1183).
وابن ماجه في الطلاق باب من طلق في نفسه ولم يتكلم، به (1/ 658: 2040)، وأحمد في المسند (2/ 474) كلهم من طريق عن قتادة، عن زرارة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ إن الله تجاوز، عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم.
أما الشطر الأوّل من الحديث الموقوف المتضمن للسؤال معناه صحيح من حديث ابن عباس السابق قبل حديث، والله أعلم.